لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (67%)

كان ابن السعود في سنواته الأولى في عزلة تامة عن العالم الخارجي لم يهتم إلا بقتال ابن الرشيد وتقوية مركزه في الأماكن التي استولى عليها ولكنة في سنة ١٩٠٤ وجد خصما آخر قوياً وهو الأتراك ، ونجم صديقهم ابن الرشيد قد أخذ في الأقول دخلوا ميدان النزاع مؤيدين لصديقهم وهم يرون في آل سعود عامة العداوة القديمة فرأى ابن السعود أن يتصل بالحكومة البريطانية لعلها تتدخل في إيقاف الأتراك من التدخل في منازعات الجزيرة . فأرسل كتاباً للسير برسى كوكس بتاريخ (۲) مايو سنة ١٩٠٤ ) يحتج على تدخل الأتراك وإرسالهم القوات المسلحة لمساعدة ابن الرشيد (1) وفى الوقت نفسه استلم السير برسی کوکس کتاباً آخر من الشيخ مبارك أمير الكويت مرسلا من الأمير عبد المعزيز إلى الشيخ مبارك يلوح له فيه بأنه إذا لم يجد عضداً وتأييداً الحكومة البريطانية ضد الأتراك فإنه يضطر لقبول مساعدة الروس الذين عرضوا عليه مساعدتهم منذ سنة ١٩٠٣ من
فبينما هي لا تريد أن تزج بنفسها في التداخل في شؤون الجزيرة ومنازعاتها فإنها لم تكن تنظر بعين الارتياح إلى تداخل الأتراك في قلب الجزيرة وتهديدهم لأمير الكويت ، ولذا فقد قررت أن تعين الكبتن نوكس وكيلا سياسياً لها بالكويت سنة ١٩٠٤ ليكون على كتب من مجرى الحوادث وليحيط حكومته بحقيقة ما يقع في الجزيرة من حوادث مع البقاء على الحياد في منازعات ابن الرشيد وابن السعود ، وإن كانت في الحقيقة تعطف على حركة ابن سعود
ثانياً - أن التفاهم مع الأمير سيزيل الشكوك والخوف من نفس سلطان مسقط وأمراء السواحل الأخرى ويعمل على تحسين العلاقات مع هؤلاء الأخير بن ثالثا - أن مساعدة ابن مسعود ستساعدنا على وضع حد للقرصنة في شمال الخليج . رابعاً - تبدو القرآن بأن تدخل الأتراك في شؤون أواسط بلاد العرب سيدعوا إلى توحيد كلمة القبائل تحت زعامة ابن سعود ، فإذا لم تساعدهم وتعاضدهم فمن المحتمل أن يلجأوا إلى طلب المعونة والتعضيد من غيرنا
أضف إلى ذلك أن مثل هذا التدخل قد يدعو إلى تعكير صفو العلاقات بينهم وبين الأتراك. فالى أن يتم التفاهم مع الروسيا على إيران ومع تركيا وألمانيا على خط سكة حديد بغداد ، كان رأى الخارجية البريطانية هو الابتعاد عن الزج بنفسها في مشاكل أواسط بلاد العرب . واقد كان السير برسي كوكس هو السياسي البريطاني الوحيد الذي رأى يثاقب نظره أن القدر قد كتب في لوحته أن الأمير عبد العزيز سيكون القوة السياسية المحركة الوحيدة اشبه الجزيرة بأجمعها ، كان يسعى بكل جهده لربط الملائق الودية الحسنة مع هذا السياسي الداهية والقائد الفاتح العظيم . وفى أكتوبر سنة ١٩٠٦ أرسل الأمير عبد العزيز كتابا إلى الشيخ قاسم بن ثاني شيخ . ومنذ ذلك الحين أخذ مركز ابن سعود بتوطد و يزداد قوة ومنعة حتى أصبحت
ترتجف لذكر اسمه قلوب أمراء السواحل ففي أوائل سنة ١٩٠٦ كتب لبعض أمراء السواحل يخبرهم بعزمه على زيارة بلادهم في الربيع فارتعدت فرائصهم وتشاوروا فيما بينهم ، وقرّ الرأى بين شيخ أبو ضي وسلطان مسقط على أن يرضعوا مخاوفهم إلى السير برسي كوكس الذى بدورة كتب إلى الكبتن نوكس يسأله أن يجس نبض الشيخ مبارك عن نيات صديقه الأمير عبد العزيز وأن يرسل إليه النصيحة بالابتعاد والكف عن التدخل في شؤون الولايات العربية الخاضعة للنفوذ البريطاني . وفى نفس الوقت الذي كان يحس فيه الكبتن نوكس نبض الشيخ مبارك وصل إلى البحرين رسول من الأمير عبد العزيز إلى الكبين بريدكس وأخبره بأن الأمير أصبح يعتقد بأن في إمكانه طرد الأتراك من ولاية الاحساء وأنه يرغب في أن يعتقد محالفة مع الحكومة البريطانية وأنه لا يرى ماتماً من قبول وكيل بريطاني في الاحساء أو القطيف على شرط أن تأخذ الحكومة البريطانية على عاتقها حمايته ضد الأتراك
وانتهى الأمير يقتل ابن الرشيد في شهر أبريل سنة ١٩٠٦ ، وامتد نفوذ الأمير عبد العزيز في دخل البلاد العربية . وأصبح الأمير صاحب الكلمة الأولى . ففي يوم ١٦ سبتمبر سنة ١٩٠٦ أرسل السير برسى برقية إلى حكومة الهند أوضح لها فيها المزايا الكبيرة التي تستفاد من وضع سياسة ثانية التفاهم مع الأمير أولا - أن تجاهل ما عرضه فى عقد معاهدة مع الحكومة البريطانية ربما يدعو
ترى حكومة جلالة الملك استحالة التعهد بها فإنها لا ترى ضرورة لإرسال رد عليها . هذا الحمد توقفت المخابرات بهذا الصدد
لم يفكر ابن سعود بعد ذلك في أمر تأسيس علاقاته مع الحكومة البريطانية . وفي شهر مايو سنة ۱۹۱۳ هجم ابن سعود على الهفوف فاحتلها وأرسل أسرى الترك إلى الساحل ثم أعقب ذلك باحتلاله القطيف والمقير فتقهقر الترك إلى البحرين ، وصلتهم إمدادات جديدة فحملوا على ابن مسعود في العقير، فكتب إلى السير برسي كوكس يحتج على هذا العمل ويطلب إليهم مرة أخرى تأسيس علاقات ودية معه . ورجا ابن سعود السير برسى في آخر كتابه أن يخبره بصراحة من نياته حتى يعرف موقفه منهم تماما وليتخير الطريق الأحسن الحماية مصالحه
وهنا يقول ابن مسعود إن البريطانيين تدخلوا في الأمر ومنعوا الأتراك من الهجوم
على إقليم الإحساء وأن الأتراك أرسلوا إليه وفدا فقدوا معه معاهدة حددوا فيها موقعهم من ابن سعود لأن الحكومة البريطانية فضلت الانتظار ربما ينجلى الموقف في سنة ١٩١٤ اندلعت نيران الحرب العالمية الأولى واندفع الأتراك يخوضون غمارها في صف الألمان ، فرأى السير برسي كوكس أن هذه خير فرصة التفاهم مع ابن السعود ويقول السير برسى إن الذى حمل البريطانيين على ذلك هو الظروف التي كانت محيطة بالبريطانيين فجناحهم الأيسر في الحملة العراقية كان معرضاً لحملات البدو ، ولذا فقد أسرع السير برسى كوكس إلى مقابلة ابن سعود حيث غادر البصرة في ٢٢ ديسمبر سنة ١٩١٥ حيث وصل في ٢٦ ديسمبر وقابل الأمير عبد العزيز
لا يرى الأمير مانعا من قبول ممثل للحكومة البريطانية في بلاطه . وقد ذكر الأمير في كتابه أيضا أنه لا ينوى تنفيذ عزمه قبل مضى أربع أو خمس سنوات : وقد أبلغ السير برسى كوكس مضمون رسالة الأمير إلى حكومة الهند وشفعها ملحا بضرورة تفويضه بالإجابة على رسالة الأمير لثلا يعتبر الأمير عدم الرد مجافاة له أو إغضاء من شأنه شأن الأمراء الأخيرين الذين جاءت كتبه بواسطتهم وفى ٩ فبراير سنة ١٩٠٧ كتبت وزارة المهند لحكومة الهند تستنير برأيها في صيغة الرد الذي سيرسل إلى الأمير عبد العزيز. وبعد استشارة السير برسي كوكس اقترحت حكومة
الهند أن يكون الرد إلى الأمير كالآتي :
مع رغبة الحكومة البريطانية الشديدة في توثيق الملائق الودية مع الأمير طالما هو
يحترم مصالحها ومعاهداتها مع أمراء الشاطى" فإنها لا ترى أى ضرورة في الوقت الحاضر لإعطائه
أن ذلك قد يحرض الحكومة التركية على مناوأته وأعقبت حكومة الهند ذلك بمذكرة تفصيلية استعرضت فيها الحالة في قلب الجزيرة وذكرت أنها على يقين من أن عاصفة آخذة الآن فى الهبوب على قلب الجزيرة وأنه لا بد الحكومة البريطانية أن تكون لها رأيا وسياسة معينة إزاء التقلبات المنتظرة . ( وأن المسألة هي مسألة وقت فقط ) قبل أن ينهار ملك الأتراك لا فى شرق الجزيرة فحسب بل في الجزيرة كلها
فإذا ما بقى الوهابيون ملكهم على أنقاض ملك الأتراك فانهم في الغالب سيهددون المصالح البريطانية في الكويت وفى إمارات الشامي. ولكن لما استشارت وزارة الخارجية السفير البريطاني في الأستانة ( السير نيكولاس أو كونور ) فإنه نصحها بالابتعاد كلية عن التدخل في شؤون الجزيرة الداخلية ، وعليه فقد أخبرت وزارة الهند حكومة الهند بأنها لا توافق على صيغة الرد على كتب الأمير عبد العزيز لأنه يوافق ضمنيا على تركيز سلطة الوهابيين ، وقالت إذا كان ولا بد للسير برسي كوكس أن يعطى جوابا فله أن يقول لوسطاء الأمير بما أن كتب الأمير جاءت باقتراحات
ابن سعود لأول مرة فأعجب كل منهما بالآخر ولم يخب ظن أحدهما في الآخر وبعد أحاديث ودية شتى أمضى الفريقان معاهدة صداقة بين ابن سعود وبين. من الفرص المتوالية على أن هذا الخطأ قد أصلح بمعاهدة جدة سنة ١٩٣٧ حيث اعترف له بالاستقلال التام وبمخابرة الدول والاتفاق معها حسب ما تمليه مصلحة بلاده بعد ما كان محروماً من


النص الأصلي

ابن السعود والحكومة البريطانية
كان ابن السعود في سنواته الأولى في عزلة تامة عن العالم الخارجي لم يهتم إلا بقتال ابن الرشيد وتقوية مركزه في الأماكن التي استولى عليها ولكنة في سنة ١٩٠٤ وجد خصما آخر قوياً وهو الأتراك ، فإن الأتراك حينما وجدوا نجم ابن الموقد ظهر من جديد فى الأفق ، ونجم صديقهم ابن الرشيد قد أخذ في الأقول دخلوا ميدان النزاع مؤيدين لصديقهم وهم يرون في آل سعود عامة العداوة القديمة فرأى ابن السعود أن يتصل بالحكومة البريطانية لعلها تتدخل في إيقاف الأتراك من التدخل في منازعات الجزيرة . فأرسل كتاباً للسير برسى كوكس بتاريخ (۲) مايو سنة ١٩٠٤ ) يحتج على تدخل الأتراك وإرسالهم القوات المسلحة لمساعدة ابن الرشيد (1) وفى الوقت نفسه استلم السير برسی کوکس کتاباً آخر من الشيخ مبارك أمير الكويت مرسلا من الأمير عبد المعزيز إلى الشيخ مبارك يلوح له فيه بأنه إذا لم يجد عضداً وتأييداً الحكومة البريطانية ضد الأتراك فإنه يضطر لقبول مساعدة الروس الذين عرضوا عليه مساعدتهم منذ سنة ١٩٠٣ من
وكان موقف الحكومة البريطانية حرجا ، فبينما هي لا تريد أن تزج بنفسها في التداخل في شؤون الجزيرة ومنازعاتها فإنها لم تكن تنظر بعين الارتياح إلى تداخل الأتراك في قلب الجزيرة وتهديدهم لأمير الكويت ، فإن ذلك يضعف مركزها في خليج فارس ويجعله عرضة للخطر . ولذا فقد قررت أن تعين الكبتن نوكس وكيلا سياسياً لها بالكويت سنة ١٩٠٤ ليكون على كتب من مجرى الحوادث وليحيط حكومته بحقيقة ما يقع في الجزيرة من حوادث مع البقاء على الحياد في منازعات ابن الرشيد وابن السعود ، وإن كانت في الحقيقة تعطف على حركة ابن سعود
ثانياً - أن التفاهم مع الأمير سيزيل الشكوك والخوف من نفس سلطان مسقط وأمراء السواحل الأخرى ويعمل على تحسين العلاقات مع هؤلاء الأخير بن ثالثا - أن مساعدة ابن مسعود ستساعدنا على وضع حد للقرصنة في شمال الخليج . رابعاً - تبدو القرآن بأن تدخل الأتراك في شؤون أواسط بلاد العرب سيدعوا إلى توحيد كلمة القبائل تحت زعامة ابن سعود ، فإذا لم تساعدهم وتعاضدهم فمن المحتمل أن يلجأوا إلى طلب المعونة والتعضيد من غيرنا
ولكن حكومة الهند ووزارة الخارجية البريطانية لم تقبلا هذا الاقتراح من السير برسى كوكس لأنهم كانوا يعتقدون أن مطامع هذا الأمير لاحد لها وأن نيته في مهاجمة الأتراك بمجرد ما تسمح له قوته والفرص الملائمة . أضف إلى ذلك أن مثل هذا التدخل قد يدعو إلى تعكير صفو العلاقات بينهم وبين الأتراك. فالى أن يتم التفاهم مع الروسيا على إيران ومع تركيا وألمانيا على خط سكة حديد بغداد ، كان رأى الخارجية البريطانية هو الابتعاد عن الزج بنفسها في مشاكل أواسط بلاد العرب .
واقد كان السير برسي كوكس هو السياسي البريطاني الوحيد الذي رأى يثاقب نظره أن القدر قد كتب في لوحته أن الأمير عبد العزيز سيكون القوة السياسية المحركة الوحيدة اشبه الجزيرة بأجمعها ، كان يسعى بكل جهده لربط الملائق الودية الحسنة مع هذا السياسي الداهية والقائد الفاتح العظيم .
وفى أكتوبر سنة ١٩٠٦ أرسل الأمير عبد العزيز كتابا إلى الشيخ قاسم بن ثاني شيخ . قطر يجدد فيه طلبه بوجوب عقد مخالفة مع بريطانيا ، وهذا أبلغه إلى السكين ( بريدكس) امع الذي بدوره أبلغه إلى السير برسی کوکس بتاريخ ۱۷ نوفمبر
وقد جاء في كتاب الأمير عبد العزيز بأن موارد نجد قد نفذت بسبب حروبه الأخيرة وأنه لذلك ينوى أن يسترد ولاية الاحساء والقطيف ليستعين بإيرادها وليخضع القبائل المائية فساداً وليؤمن طرق التجارة والحج. وعليه فإنه يقترح أن يعقد مع الحكومة البريطانية اتفاقا سريا بمقتضاء تلتزم الحكومة البريطانية بالدفاع بحريا عن شواطئه ضد الأتراك إذا هو تمكن من طرد الأتراك من بلاد أجداده بدون مساعدة من الخارج . وفي مقابل ذلك
ومنذ ذلك الحين أخذ مركز ابن سعود بتوطد و يزداد قوة ومنعة حتى أصبحت
ترتجف لذكر اسمه قلوب أمراء السواحل ففي أوائل سنة ١٩٠٦ كتب لبعض أمراء السواحل يخبرهم بعزمه على زيارة بلادهم في الربيع فارتعدت فرائصهم وتشاوروا فيما بينهم ، وقرّ الرأى بين شيخ أبو ضي وسلطان مسقط على أن يرضعوا مخاوفهم إلى السير برسي كوكس الذى بدورة كتب إلى الكبتن نوكس يسأله أن يجس نبض الشيخ مبارك عن نيات صديقه الأمير عبد العزيز وأن يرسل إليه النصيحة بالابتعاد والكف عن التدخل في شؤون الولايات العربية الخاضعة للنفوذ البريطاني . فأيان مبارك للكبتن نوكس أن الأمير عبد العزيز لا يقصد أن يتدخل في شؤون هذه الولايات، وأنه لا يرى من زيارته سوى الحصول على شيء من المال من هؤلاء الأمراء مساعدة له في جهاده ضد آل رشيد والترك
وفى نفس الوقت الذي كان يحس فيه الكبتن نوكس نبض الشيخ مبارك وصل إلى البحرين رسول من الأمير عبد العزيز إلى الكبين بريدكس وأخبره بأن الأمير أصبح يعتقد بأن في إمكانه طرد الأتراك من ولاية الاحساء وأنه يرغب في أن يعتقد محالفة مع الحكومة البريطانية وأنه لا يرى ماتماً من قبول وكيل بريطاني في الاحساء أو القطيف على شرط أن تأخذ الحكومة البريطانية على عاتقها حمايته ضد الأتراك
ولقد أخذ الأمير عبد العزيز بنصيحة الشيخ مبارك فلم يزر ولايات الخليج ووجه همته للقضاء على قوات ابن الرشيد ، وانتهى الأمير يقتل ابن الرشيد في شهر أبريل سنة ١٩٠٦ ، قزال بذلك مزاحم قوى وخصم عنيد ، وامتد نفوذ الأمير عبد العزيز في دخل البلاد العربية . وأصبح الأمير صاحب الكلمة الأولى . ومن ثم قرر السير برسي كوكس أن بنهج معه سياسة جديدة
ففي يوم ١٦ سبتمبر سنة ١٩٠٦ أرسل السير برسى برقية إلى حكومة الهند أوضح لها فيها المزايا الكبيرة التي تستفاد من وضع سياسة ثانية التفاهم مع الأمير أولا - أن تجاهل ما عرضه فى عقد معاهدة مع الحكومة البريطانية ربما يدعو
إلى عداوته لنا
ترى حكومة جلالة الملك استحالة التعهد بها فإنها لا ترى ضرورة لإرسال رد عليها . وعند
هذا الحمد توقفت المخابرات بهذا الصدد
لم يفكر ابن سعود بعد ذلك في أمر تأسيس علاقاته مع الحكومة البريطانية . وتفرغ لبسط نفوذه في الداخل والقضاء على خصومه ومعارضيه ولبناء قواته المحاربة بعد ما نالها من وهن لطول القتال للتواصل .
وفي شهر مايو سنة ۱۹۱۳ هجم ابن سعود على الهفوف فاحتلها وأرسل أسرى الترك إلى الساحل ثم أعقب ذلك باحتلاله القطيف والمقير فتقهقر الترك إلى البحرين ، وهنالك
وصلتهم إمدادات جديدة فحملوا على ابن مسعود في العقير، فهزمهم شر هزيمة ولكن تأثرة ابن سعود ثارت ضد البريطانيين الذى سمحوا للترك باتخاذ البحرين مركزا لتجمع قواتهم وحركاتهم الهجومية ضده، فكتب إلى السير برسي كوكس يحتج على هذا العمل ويطلب إليهم مرة أخرى تأسيس علاقات ودية معه . ورجا ابن سعود السير برسى في آخر كتابه أن يخبره بصراحة من نياته حتى يعرف موقفه منهم تماما وليتخير الطريق الأحسن الحماية مصالحه
وهنا يقول ابن مسعود إن البريطانيين تدخلوا في الأمر ومنعوا الأتراك من الهجوم
على إقليم الإحساء وأن الأتراك أرسلوا إليه وفدا فقدوا معه معاهدة حددوا فيها موقعهم من ابن سعود لأن الحكومة البريطانية فضلت الانتظار ربما ينجلى الموقف في سنة ١٩١٤ اندلعت نيران الحرب العالمية الأولى واندفع الأتراك يخوضون غمارها في صف الألمان ، فرأى السير برسي كوكس أن هذه خير فرصة التفاهم مع ابن السعود ويقول السير برسى إن الذى حمل البريطانيين على ذلك هو الظروف التي كانت محيطة بالبريطانيين فجناحهم الأيسر في الحملة العراقية كان معرضاً لحملات البدو ، ومفاوضتهم مع الشريف حسين كانت سائرة في طريق النجاح فلم يبق في الميدان إلا ابن سعود خصم الشريف والذى يخشى أن يعرقل أعمال الشريف الحسين لما بينهما من المنافة والعداء ، ولذا فقد أسرع السير برسى كوكس إلى مقابلة ابن سعود حيث غادر البصرة في ٢٢ ديسمبر سنة ١٩١٥ حيث وصل في ٢٦ ديسمبر وقابل الأمير عبد العزيز
لا يرى الأمير مانعا من قبول ممثل للحكومة البريطانية في بلاطه . وقد ذكر الأمير في كتابه أيضا أنه لا ينوى تنفيذ عزمه قبل مضى أربع أو خمس سنوات : وقد أبلغ السير برسى كوكس مضمون رسالة الأمير إلى حكومة الهند وشفعها ملحا بضرورة تفويضه بالإجابة على رسالة الأمير لثلا يعتبر الأمير عدم الرد مجافاة له أو إغضاء من شأنه شأن الأمراء الأخيرين الذين جاءت كتبه بواسطتهم وفى ٩ فبراير سنة ١٩٠٧ كتبت وزارة المهند لحكومة الهند تستنير برأيها في صيغة الرد الذي سيرسل إلى الأمير عبد العزيز. وبعد استشارة السير برسي كوكس اقترحت حكومة
الهند أن يكون الرد إلى الأمير كالآتي :
مع رغبة الحكومة البريطانية الشديدة في توثيق الملائق الودية مع الأمير طالما هو
يحترم مصالحها ومعاهداتها مع أمراء الشاطى" فإنها لا ترى أى ضرورة في الوقت الحاضر لإعطائه
وعداً رسميا بحمايته، أن ذلك قد يحرض الحكومة التركية على مناوأته وأعقبت حكومة الهند ذلك بمذكرة تفصيلية استعرضت فيها الحالة في قلب الجزيرة وذكرت أنها على يقين من أن عاصفة آخذة الآن فى الهبوب على قلب الجزيرة وأنه لا بد الحكومة البريطانية أن تكون لها رأيا وسياسة معينة إزاء التقلبات المنتظرة . ( وأن المسألة هي مسألة وقت فقط ) قبل أن ينهار ملك الأتراك لا فى شرق الجزيرة فحسب بل في الجزيرة كلها
فإذا ما بقى الوهابيون ملكهم على أنقاض ملك الأتراك فانهم في الغالب سيهددون المصالح البريطانية في الكويت وفى إمارات الشامي.. وعليه فانهم يلحون بقبول صيغة الرد على كتب الأمير عبد العزيز اضمان صداقته ومعاونته قبل أن تفوت الفرصة . ولكن لما استشارت وزارة الخارجية السفير البريطاني في الأستانة ( السير نيكولاس أو كونور ) فإنه نصحها بالابتعاد كلية عن التدخل في شؤون الجزيرة الداخلية ، وعليه فقد أخبرت وزارة الهند حكومة الهند بأنها لا توافق على صيغة الرد على كتب الأمير عبد العزيز لأنه يوافق ضمنيا على تركيز سلطة الوهابيين ، وقالت إذا كان ولا بد للسير برسي كوكس أن يعطى جوابا فله أن يقول لوسطاء الأمير بما أن كتب الأمير جاءت باقتراحات
ابن سعود لأول مرة فأعجب كل منهما بالآخر ولم يخب ظن أحدهما في الآخر وبعد أحاديث ودية شتى أمضى الفريقان معاهدة صداقة بين ابن سعود وبين. الحكومة البريطانية تضمنت سبع فقرات (1) .
ولا تختلف هذه المعاهدة عن المعاهدات الأخرى التي عقدت مع أمراء الخليج . وفى هذه المعاهدة تجلى قصر نظر مستشاری ابن سعود وجهلهم ما يجرى في العالم والاستفادة
من الفرص المتوالية على أن هذا الخطأ قد أصلح بمعاهدة جدة سنة ١٩٣٧ حيث اعترف له بالاستقلال التام وبمخابرة الدول والاتفاق معها حسب ما تمليه مصلحة بلاده بعد ما كان محروماً من
هذا الحق في معاهدة القطيف


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

Non-financial c...

Non-financial concerns has drawn its importance these days due to rapidly increasing competition, dy...

C ADS TO servan...

C ADS TO servant Dr Manette was worried about SIy son in- 2M decided to save Siy son in law. Darnay ...

يوجد الماء في م...

يوجد الماء في مواضع أخرى على سطح القمر، لاسيما على القطبين الشمالي والجنوبي للقمر، وهو المكان الذي ت...

استطاعت هذه الص...

استطاعت هذه الصحافة أن تحاكي تطلعات الشعوب العربية: وخاصة في فترات لاحقة ومتقدمة خلال العقدين الأخير...

1-There is a b...

1-There is a balance between cooperation and competition. Cooperation include social insects like a...

We understood h...

We understood how Shell is complying with those frameworks by making enquiries of management, intern...

The functional ...

The functional attributes of the kidney are indeed diverse and essential for maintaining homeostasis...

عاش العرب كما ع...

عاش العرب كما عاش غيرهم متفاوتى الغنى والفقر ، لكن الفقر كان أكثر شمولا وأوسع دائرة ؛ لأن بينهم - و...

Fairness does n...

Fairness does not mean everyone gets the same. Fairness means everyone gets what they need,” wrote a...

إن البيئة هي ال...

إن البيئة هي الإطار العام الذي يتأثر بالأنشطة الاقتصادية ويؤثر فيها. كما تتأثر البيئة بسلوكيات أف ار...

يعـد بنـك التنم...

يعـد بنـك التنميـة الاجتماعيـة مـن أهـم الجهـات الحكوميـة العاملـة فـي مجـال الشـمول المالـي وتوفيـ...

ولد سيدنا موسى ...

ولد سيدنا موسى عليه السلام عندما كان يوجد لبني إسرائيل ملك يدعى فرعون، وكان هذا الملك ظالم وطاغي، وف...