Lakhasly

فالتنويع الاقتصادي يُعد أساسيًا لتحقيق اقتصاد مستدام، وذلك بالنظر إلى الاقتصاديات التي تعتمد تصدير سلعة واحدة، فيمكنها تقليل التذبذب وتحقيق الاستدامة من خلال تنويع مصادر الداخل، ويظهر أبرز قياس للعلاقة بين الاستدامة والتنوع الاقتصادي من خلال الدلالات الإحصائية التي ننبأ بالتحليلات القائمة على الإنتاجية والقدرة التنافسية، فتسلط هذه التحليلات الضوء على العلاقة بين التذبذب الاقتصادي والثبات والتركيز، والأداء الاقتصادي (محرز وراشي، يعد التنويع الاقتصادي عملية تنمية مستدامة تضمن تحقيق الاستقرار الاقتصاد على المدى الطويل، لأن عمليتها لا توسع نطاق الأنشطة الاقتصادية للإنتاج وتوزيع المنتجات فحسب، بل تخلق أيضًا تدفقات إيرادات متنوعة من خلال ضمان استدامة الإيرادات الأخرى، والتدفقات في حالة فشل أي منها، كما إن التنويع سيعزز القدرة على التكيف للاقتصاد، ويحمي توقعاته على المدى الطويل ويضمن تخفيف التقلبات الاقتصادية المرتبطة بالقدرة التنافسية والتحرير والعولمة (Nwokoye et al, وتلك الاتجاهات تُعتبر ضمانًا لاختيار الدول العربية لمسارات تنميتها المستقبلية ولمواجهة التحديات التنموية الحالية، وهذا يساعدها على تجنب المخاطر المتعلقة بالاعتماد المفرط على الاقتصادات الأولية ذات التركيز العالي، ويدفعها نحو التحول إلى اقتصادات متنوعة، وذلك بناءً على هذه التحديات التنموية التي تواجهها الدول العربية، فحاول تقرير التنمية العربية لعام 2018م في الإصدار الثالث معالجة هذه المسألة من خلال ستة فصول تناولت مختلف الجوانب والأبعاد المتعلقة بها (العباس وأبو شمالة، يلعب التنويع الاقتصادي دورًا في تحقيق التنمية المستدامة؛ بشكل حاسم حيث يعتبر كل من النفط والتجارة من القطاعات المحورية في توجيه الاقتصاد، مما يؤكد أهمية مساعي التنويع لتحقيق الاستدامة الاقتصادية على المدى الطويل، كما إن تطور التصنيع من حيث تنوع المنتجات والإنتاج من خلال التصنيع الفعال يؤدي إلى مستوى آخر من التنويع يسمى تنويع الصادرات، وتعمل المزيد من الدول النامية على تنويع صادراتها لمساعدة اقتصاداتها على الازدهار، بما في ذلك جذب الاستثمار الدولي، والاستفادة بشكل أفضل من الموارد البشرية والطبيعية، وتعزيز النمو الاجتماعي والاقتصادي (Miho, ولتحقيق التنويع الاقتصادي والتنمية المستدامة، ينبغي توسيع النظام المالي المحلي بطريقة تمكنه من تمويل زيادة الاستثمار المحلي الحقيقي، حيث ينبغي تشجيع تطوير سوق الأسهم التي تعمل بشكل جيد على عودة رأس المال إلى الدولة من خلال زيادة الاستثمارات الأجنبية والتي لها فائدة إضافية تتمثل في جلب التكنولوجيا الجديدة (Haouas & Heshmati, لذا أصبح التنويع الاقتصادي استراتيجية حيوية للدول لتحقيق التنمية المستدامة خاصة في ظل اعتمادها على قطاعات محدودة مثل النفط والغاز لتوليد الدخل، ويتمثل الربط المشترك بين الاقتصاد القوي المستدام والتنويع الاقتصادي في تقليل التقلبات الاقتصادية وتعزيز النشاط الاقتصادي الفعلي، مما يسهم في تحسين الظروف المعيشية وخلق فرص عمل، بالإضافة إلى ذلك يشكل التنويع الاقتصادي دعامة قوية لمواجهة الصدمات غير المتوقعة مثل انخفاض أسعار النفط للدول المعتمدة على هذا القطاع (محرز وراشي،