Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (33%)

طبيعة العولمة ومضامينها الأساسية منذ نهاية القرن التاسع عشر حتى بداية العقد السابع من القرن العشرين، ثم تسارعت هذه العملية في أعقاب الهيار بلدان المنظومة الاشتراكية وتفكك الاتحاد السوفياتي وغياب مجلس التعاضد الاقتصادي. وعملية العولمة مستمرة إذ ما تزال في بدايات الطريق. وتشمل العولمة جميع مراحل عملية إعادة الإنتاج أو العملية الاقتصادية بمجملها، بل تمتد سلباً أو إيجاباً، إلى بقية بلدان وشعوب العالم (۱) ويمكن فيما يلي تشخيص عدد من الخصائص الأساسية التي تميز هذه العملية المتون العولمة بثورة مستمرة في مستوى تطور القوى لمنتجة في الجزء الأكثر تقدماً من العالم الرأسمالي وبتعاظم الطابع الاجتماعي للقوى المنتجة واستمرار امتلاك الرأسمالية القدرة على توفير التناغم النسي المطلوب بينها وبين علاقات الإنتاج الرأسمالية. إضافة إلى غزو الفضاء الكوني والبحث فيه وتقريب آجال استثماره الفعلي، أي بينا الحوسبة الحديثة (الكومبيوتر) الاتصالات والوسائط المعلوماتية (الإلكترونيات) الأكثر حداثة التي تشكل مجتمعة المسار الجديد في البنية الصناعية الحديثة التي تتطلب المزيد من التوظيفات الرأسمالية، والتي خصصتها المراكز الصناعية الثلاثة لها فعلاً حتى عام (٢٠١٥) ميلادي. (۲) وستظهر التغييرات العميقة لهذين الاتجاهين في العولمة على نمط تفكير وأساليب وأدوات عمل وحياة ونشاط الإنسان في مختلف المجالات، وهي تمارس دورها منذ نهايات القرن العشرين في تغيير الكثير من قيم أخلاقيات وتقاليد ) وعادات وسلوك الفرد والمجتمع لا على صعيد العالم الرأسمالي المتقدم فحسب. وستواجه كثرة من الأفكار القديمة الراسخة حتى الآن مثل إشكاليات الهوية والعنصرية والأحكام المسبقة إزاء الآخر والحنين للماضي في الحاضر اهتزازاً شديدا ورفضاً واسعاً باعتبارها جزءاً من ماضي لا يمكن أن يعود. إذ ستبقى لكل ثقافة ماموسيتها على أرض الواقع. في فتح أبواب جديدة أمام شعوب وبلدان العالم الثالث لاستقبال رياح التغيير الحضاري الا الجديدة، ومن هنا يمكن أن تتقلص فجوة التطور بين بعض البلدان أو الثورة المعاصرة ستجد طريقها إلى جميع أرجاء العالم ويمكن أن تصل إلى كل الناس دون قيود أو حدود، فهي لا تحتاج إلى جواز سفر أو سمة دخول. وتثير في الوقت نفسه مخاوف غير قليلة. ومن هنا تأتي للمخاوف بشأنها. ولكن بشكل خاص لبلدان العالم الثالث. ا الفارسة التدخل الفظ لفرض "الحرية التامة، أما انتقال رؤوس الأموال والتبادل التجاري وإلغاء القيود الجمركية وتحقيق الإصلاح والتكيف في اقتصاديات البلدان المختلفة مع بنية واقتصاديات الشركات الرأسمالية المتعددة الجنسية على بقية بلدان العالم دون الأخذ بالاعتبار تر ظروف تلك البلدان ومشكلاتها ولكنها تقف في الوقت نفسه ضد انتقال وهجرة الأيدي العاملة (عدا هجرة الأدمغة التي تشجعها وتقيم الحواجز إزاء ) العالم النامي لهذا الغرض. والاستقرار وكذلك مستلزمات استمرار تطور الرأسمالية وبقاء الحياة العامة هادئة دون تهديد للنظام الرأسمالي، أي دون أن تعصف بها التناقضات والصراعات الاجتماعية والسياسية. وهي في هذا تتجاوز حتى على أسس الديموقراطية التي تستوجبها طبيعة العولمة ذاتها. حيث تبدو بوضوح عمليات الاستلاب المستمرة للثروة من أجزاء متزايدة من السكان وحرمانها من أبسط مقومات استمرارها في العمل والعيش الكريم في مقابل المزيد من الثروة والاغتناء المجموعات صغيرة جداً من الاحتكاريين المهيمنين على الاحتكارات المتعددة الجنسية، وتقوم تلك الشركات المتعددة الجنسية بالسيطرة على مصادر إنتاج الموارد الأولية ويلعب الرأسمال المضارب والأسواق المالية الدولية دوراً متميزاً ومتنامياً في سياسات العولمة ويلقي بظلاله على اقتصاديات وبورصات العالم الثالث ويتسبب لها بأزمات حادة تدفع إلى هروب رؤوس الأموال منا إلى بلدان الشمال المتقدمة. وإذا تسمح العولمة بنشوء نظرة ذات طبيعة شمولية وعامة للطبيعة ومواردها الأولية والبيئة والإنسان وحقوق الإنسان، وكذلك المنافسة غير العقلانية المحتدمة في ما بينها، تتحول في بعض أبرز جوانبها إلى طبيعة سلبية بسبب تلك السياسات في إطار علاقات الإنتاج الرأسمالية وتجارب الشعوب تشير إلى أن الدول الرأسمالية المتقدمة بدأت تستخدم حقوق الإنسان أداة للتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى عندما تجد في ذلك ما يخدم مصالحها وتكف عنه عندما يتعارض مع تلك المصالح. ومن هنا انطلق البعض للقول بوجود "عولمة أمريكية" وأخرى أوروبية تقاوم العولمة الأمريكية، ولكنه ما يزال في بداية الطريق. ولكن هذه الثقافة الحديثة ذات الاتجاهات العامة ستأخذ خصوصيتها الملموسة من واقع ومستوى تطور كل بلد من البلدان ومن تراثها المخزون نسبيا. ولكن التقنيات في الجوهر تخدم تقدم الإنسان وتحسين أوضاعه. ولا شك في أن العولمة تثير مخاوف رجال الدين المتشددين والأحزاب الأصولية المتطرفة وبعض القوى القومية، أو أن تعطس كلما أصيبت أمريكا بالزكام، الى لقد تغيرت المفاهيم بعد أن أصبح القرن الحادي والعشرين قرناً أمريكياً ينطح في طريقه كل شيء لفرض نظام القطب الواحد، بل السيطرة عليها أيضا من خلال الأنشطة الإعلامية لتصبح أكثر عالمية لتسهم في خلق القرية الكونية" التي ليس لها هوية حضارية، أو ذاتية مستقلة تعبر عن رغبة الشعوب التاريخية في السيادة والاستقلال ومواجهة التحدي الأمريكي والأوروبي وذلك بسوق الجميع نحو بيت الطاعة الأمريكي. وأولها العقيدة الإسلامية، حيثما تستدعي مصالحها التدخل بدون أن تسمح بأي دور لهذه البلدان في حل مشاكلها الخاصة - السياسية والأمنية، وتتخذ أمريكا من تعميم "قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان" على الطريقة الغربية جنباً إلى جنب مع آليات السوق الرأسمالية،


Original text

طبيعة العولمة ومضامينها الأساسية


تعتبر العولمة من الناحية الموضوعية مرحلة متقدمة ومتميزة من مراحل تطور الرأسمالية على الصعيد العالمي، إذ أن لها امتداد في تاريخ الرأسمالية منذ نشوئها وتطورها والتحولات التي شهدتها في القرن التاسع عشر وبخاصة في النصف الثاني منه وأوائل القرن العشرين وهي نتاج الثورات الصناعية المتتالية والتحولات البنيوية العميقة التي كانت تجري في رحم الرأسمالية الإمبريالية، منذ نهاية القرن التاسع عشر حتى بداية العقد السابع من القرن العشرين، والتي اتخذت مساراً أكثر وضوحاً وتميزاً مع انهيار نظام الحكم الاستعماري والبدء بممارسة أشكال جديدة للهيمنة والاستغلال الرأسماليين على اقتصاديات وشعوب بلدان القارات الثلاث، (آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وبعض أجزاء حر من أوروبا. ثم تسارعت هذه العملية في أعقاب الهيار بلدان المنظومة الاشتراكية وتفكك الاتحاد السوفياتي وغياب مجلس التعاضد الاقتصادي. وعملية العولمة مستمرة إذ ما تزال في بدايات الطريق. وتشمل العولمة جميع مراحل عملية إعادة الإنتاج أو العملية الاقتصادية بمجملها، كما أنها لصيقة بالمجتمعات الرأسمالية والمدنية المتقدمة، ولكن وقائع دورها وفعلها وتأثيرها ونتائجها أو عواقبها لا تقتصر على تلك المجتمعات فحسب، بل تمتد سلباً أو إيجاباً، إلى بقية بلدان وشعوب العالم (۱) ويمكن فيما يلي تشخيص عدد من الخصائص الأساسية التي تميز هذه العملية المتون العولمة بثورة مستمرة في مستوى تطور القوى لمنتجة في الجزء الأكثر تقدماً من العالم الرأسمالي وبتعاظم الطابع الاجتماعي للقوى المنتجة واستمرار امتلاك الرأسمالية القدرة على توفير التناغم النسي المطلوب بينها وبين علاقات الإنتاج الرأسمالية. ويسمح لها هذا التطور والمنافسة بتطوير القوى المنتجة وتغيير بنية الإنتاج والخدمات وإنتاجية العمل وعلى استخدامها الواسع للمنجزات الحديثة في جميع مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والفكرية والثقافية والسياسية والإعلامية والبيئية والعسكرية، وفي المواصلات والاتصالات المعلوماتية الدولية، إضافة إلى غزو الفضاء الكوني والبحث فيه وتقريب آجال استثماره الفعلي، وكذلك في البنيات) الإنتاجية وأشكال التنظيم والإدارة العلمية الجديدة لمختلف مراحل عملية إعادة الإنتاج الاجتماعية وتنامي دور ومكانة ووظائف الشركات المتعددة الجنسية اقتصادياً وسياسيا واجتماعيات وتقترن العولمة بثورة في المكونات الثلاثة لما يسمى بالتقارب التكنولوجي (Convergence)، أي بينا الحوسبة الحديثة (الكومبيوتر) الاتصالات والوسائط المعلوماتية (الإلكترونيات) الأكثر حداثة التي تشكل مجتمعة المسار الجديد في البنية الصناعية الحديثة التي تتطلب المزيد من التوظيفات الرأسمالية، والتي خصصتها المراكز الصناعية الثلاثة لها فعلاً حتى عام (٢٠١٥) ميلادي. (۲) وستظهر التغييرات العميقة لهذين الاتجاهين في العولمة على نمط تفكير وأساليب وأدوات عمل وحياة ونشاط الإنسان في مختلف المجالات، بما فيها الثقافة والبيئة والعلاقات الاقتصادية والاجتماعية المحلية والدولية. وهي تمارس دورها منذ نهايات القرن العشرين في تغيير الكثير من قيم أخلاقيات وتقاليد ) وعادات وسلوك الفرد والمجتمع لا على صعيد العالم الرأسمالي المتقدم فحسب. بل ستمتد لتشمل بلدان وشعوب العالم الأخرى تدريجيا. وستواجه كثرة من الأفكار القديمة الراسخة حتى الآن مثل إشكاليات الهوية والعنصرية والأحكام المسبقة إزاء الآخر والحنين للماضي في الحاضر اهتزازاً شديدا ورفضاً واسعاً باعتبارها جزءاً من ماضي لا يمكن أن يعود. ومن الجدير بالإشارة إلى أن العالم سوف لن تكون له في القريب المتطور ثقافة عالمية واحدة ولكن ستدفع التقنيات الحديثة إلى مزيد من التقارب والتفاعل بين الثقافات، وفي هذا انتصار للبشرية وليس في ذلك أي خطر على أي من الثقافات، إذ ستبقى لكل ثقافة ماموسيتها على أرض الواقع. ولكن مثل هذه الاتجاهات تهدد بالانغلاق الثقافي والأثني أو العنصري أو الديني على خلاف ما كانت عليه من تفتح نسبي في السابق. وهذا ما يخيف البعض من القوى المشدودة بحنين مشره إلى الماضي ويخشى أي تبادل وتفاعل بين الثقافات، في حين يشهد العالم كله عدم وجود ولاية الخالصة دون تأثير وأخذ وعطاء مع الثقافات الأخرى في مختلف أرجاء ١١٩ المعمورة. وسيساهم عصر العولمة) عصر ثورة "الأنفوميديا"، في فتح أبواب جديدة أمام شعوب وبلدان العالم الثالث لاستقبال رياح التغيير الحضاري


الا


الجديدة، ولكن مقدار الاستفادة منها سيكون متفاوتاً بالارتباط مع مدى قدرة تلك البلدان في مستويات تطورها الراهنة على تقبل الجديد القادم ومدى انفتاحها عليه. ومن هنا يمكن أن تتقلص فجوة التطور بين بعض البلدان أو الثورة المعاصرة ستجد طريقها إلى جميع أرجاء العالم ويمكن أن تصل إلى كل الناس دون قيود أو حدود، فهي لا تحتاج إلى جواز سفر أو سمة دخول. وفي هذا تكمن قوتها أيضاً، وتثير في الوقت نفسه مخاوف غير قليلة. (۳) ولكن عملية العولمة الموضوعية التي جرت الإشارة إليها آنفاً تتداخل مع السياسات الليبرالية الجديدة التي تمارسها الدول الرأسمالية المتقدمة في ظل العولمة إزاء العالم كله. ومن هنا تأتي للمخاوف بشأنها. إذ أنها قادرة بسبب قدراتها الاقتصادية والعسكرية وموازين القوى الدولية على فرضها على الآخرين، فتثير الكثير من الإشكاليات لبلدانها، ولكن بشكل خاص لبلدان العالم الثالث. فسياسات العولمة الجارية تدعو بصراحة إلى:


اول مراكزها السلالة ان ال


لله الو


ا الفارسة التدخل الفظ لفرض "الحرية التامة، وهي من جانب واحد، أما انتقال رؤوس الأموال والتبادل التجاري وإلغاء القيود الجمركية وتحقيق الإصلاح والتكيف في اقتصاديات البلدان المختلفة مع بنية واقتصاديات الشركات الرأسمالية المتعددة الجنسية على بقية بلدان العالم دون الأخذ بالاعتبار تر ظروف تلك البلدان ومشكلاتها ولكنها تقف في الوقت نفسه ضد انتقال وهجرة الأيدي العاملة (عدا هجرة الأدمغة التي تشجعها وتقيم الحواجز إزاء ) العالم النامي لهذا الغرض. وهي تسعى إلى تغيير وظيفة الدولة وجعله مجرد جهاز إداري مهمته تنظيم وجبي الضرائب وتأمين توزيعها لصالح تنمية مشاريع القاطع الخاص وتأمين مستلزمات نشاط هذا القطاع وضمان أرباحه. كما تبقي لها دورها العسكري والأمني واحتكار ممارسة القوة والعنف أو القمع لضمان الأمن .


والاستقرار وكذلك مستلزمات استمرار تطور الرأسمالية وبقاء الحياة العامة هادئة دون تهديد للنظام الرأسمالي، أي دون أن تعصف بها التناقضات والصراعات الاجتماعية والسياسية. وهي في هذا تتجاوز حتى على أسس الديموقراطية التي تستوجبها طبيعة العولمة ذاتها. وتساهم هذه الاتجاهات في تشديد التناقض بين الطابع الاجتماعي المتعاظم للإنتاج وبين الطابع الخاص لعلاقات الإنتاج والهيمنة الخاصة المتعاظمة على القسم الأعظم من الثروة الاجتماعية والدخل القومي لا في داخل الدول الرأسمالية المتقدمة بل وعلى الصعيد العالمي، حيث تبدو بوضوح عمليات الاستلاب المستمرة للثروة من أجزاء متزايدة من السكان وحرمانها من أبسط مقومات استمرارها في العمل والعيش الكريم في مقابل المزيد من الثروة والاغتناء المجموعات صغيرة جداً من الاحتكاريين المهيمنين على الاحتكارات المتعددة الجنسية، ويساهم في جانب آخر منه في زيادة حجم البطالة على الصعيد العالمي. وتقترن العولمة بسعي مجموعة من الشركات الاحتكارية المتعدية الجنسية للسيطرة على العملية الاقتصادية الدولية برمتها أي على محمل مراحل عملية إعادة الإنتاج على النطاق الدولي باستخدام أساليب وأدوات كثيرة تسمح بها القوانين السائدة. والصحافة مليئة بأخبار عمليات إفلاس وابتلاع واندماج الكثير من الشركات الرأسمالية ببعضها تحت ضغط المنافسة أو من أجل إقامة أكبر الاحتكارات العالمية القادرة على الهيمنة الفعلية على العملية الاقتصادية الدولية. وتقوم تلك الشركات المتعددة الجنسية بالسيطرة على مصادر إنتاج الموارد الأولية


وإخضاعها لمصالحها وسياساتها، كما هو الموقف من النفط الخام في الشرق الأوسط مثلاً، ويلعب الرأسمال المضارب والأسواق المالية الدولية دوراً متميزاً ومتنامياً في سياسات العولمة ويلقي بظلاله على اقتصاديات وبورصات العالم الثالث ويتسبب لها بأزمات حادة تدفع إلى هروب رؤوس الأموال منا إلى بلدان الشمال المتقدمة. وإذا تسمح العولمة بنشوء نظرة ذات طبيعة شمولية وعامة للطبيعة ومواردها الأولية والبيئة والإنسان وحقوق الإنسان، وكذلك للإمكانيات المتاحة والحاجات المطلوبة، بسبب طابعها الشمولي والدولي والطابع الاجتماعي المتعاظم للقوى المنتجة حيث تنشأ إمكانية ممارسة برمجة واستخدام عقلانيين للموارد والطاقات والإمكانيات المتوفرة والحاجات الضرورية للمجتمع البشري، فإن هذه الإمكانية المتاحة عملياً يصعب استثمارها بشكل عقلاني لصالح المجتمع البشري كله بسبب الطبيعة الاستغلالية للرأسمالية أساسا والعفوية والفوضوية النسبية التي تفرضها طبيعة القوانين الاقتصادية الموضوعية للرأسمالية واستمرار عمل تلك القوانين التي تبقي على أو تنمي التمايز الشديد في مستويات التطور بين الدول والتباين في مستويات الدخول والمعيشة في ما بين الطبقات والفئات الاجتماعية وفي ما بين الدول، وكذلك المنافسة غير العقلانية المحتدمة في ما بينها، والاستغلال الشديد الذي تريد تلك الشركات فرضه على شعوب العالم عموماً. فالعولمة التي يمكن أن تكون في مضمونها ويسبب التطور الرفيع والمستمر للقوى المنتجة على النطاق الدولي ذات طبيعة إيجابية كبيرة لكل الشعوب، تتحول في بعض أبرز جوانبها إلى طبيعة سلبية بسبب تلك السياسات في إطار علاقات الإنتاج الرأسمالية وتجارب الشعوب تشير إلى أن الدول الرأسمالية المتقدمة بدأت تستخدم حقوق الإنسان أداة للتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى عندما تجد في ذلك ما يخدم مصالحها وتكف عنه عندما يتعارض مع تلك المصالح. وبسبب التناقضات التي تثيرها سياسات العولمة فإن هذه الدول ما تزال تشعر بضرورة مواصلة التسلح وتعزيز حلف الأطلسي وتكوين قوات التدخل السريع بما يثير شكوك بقية بلدان العالم إزاء النوايا الفعلية لتلك السياسات، خاصة وأنها تشجع على سباق التسلح في بلدان العالم الثالث التي تستنزف الكثير من مواردها المالية وتنشط ذهنية ورغبة حل نزاعاتها وهي غير قليلة، عن طريق استخدام القوة والحرب، إضافة إلى سعي الولايات المتحدة لتلعب دور الشرطي الدولي على نطاق واسع، باعتبارها القطب الأوحد ) والأقوى، أو الإمبراطورية الدولية الجديدة . (٤) هذا وتمارس الشركات المتعددة الجنسية سياسة نشر فكرة وثقافة وأخلاقيات الثقافة الغربية على أنها العولمة الجارية. وهي تثير صراعات حادة في هذا الصدد فتثير حفيظة البلدان والشعوب الأخرى. ويبدو هذا واضحاً من أساليب الدعاية التي تمارسها الولايات المتحدة الأمريكية في نشر فكرها وثقافتها على أنها فكر وثقافة العولمة. كما يمكن أن يلاحظ الإنسان ذلك في الدعاية المكثفة للمركزية الأوروبية، أو للثقافة القائدة"، كما تعبر عن ذلك وسائل الإعلام الألمانية، أو الثقافة النقية التي يفترض أن لا تشوه باحتكاكها مع الثقافات الأخرى. ومن هنا انطلق البعض للقول بوجود "عولمة أمريكية" وأخرى أوروبية تقاوم العولمة الأمريكية، رغم أن العالم كله لا يعرف ثقافة نقية واحدة، فثقافات الشعوب كانت وما تزال وستبقى في تماس وتفاعل متبادل مستمر، كما لا توجد ثقافة قائدة بالمعنى الذي روج ويروج له العنصريين الصهاينة والنازيون والفاشيست. (٥) ولا شك أن العولمة تطرح مشروعاً ثقافياً وحياتياً حديثاً يتناغم مع مستوى التقنيات الحديثة ويختلف عن الماضي أو السائد حالياً، ولكنه ما يزال في بداية الطريق. وهذا الجديد بما يحمله من حداثة وتوافق مع الزمن قادر على إبعاد القيم والعادات والتقاليد القديمة والبالية العاجزة عن مسايرة الزمن المتكاثف بشدة، لا في المجتمعات العربية والإسلامية فحسب، بل في جميع المجتمعات. ولكن هذه الثقافة الحديثة ذات الاتجاهات العامة ستأخذ خصوصيتها الملموسة من واقع ومستوى تطور كل بلد من البلدان ومن تراثها المخزون نسبيا. إن الحنين إلى الماضي في الحاضر والرغبة في عدم التغيير استناداً إلى مبدأ "ليس في الإمكان أبدع مما كان"... كان وما يزال المحرك الرئيسي لمقاومة العولمة من هذا الجانب، إذ أن بعض الجماعات الإسلامية والقومية ترى في التقنيات الحديثة المتطورة الأداة الرئيسية بيد العولمة لقهر الإنسان العربي للمسلم، الفرض الاستسلام عليه ت وإخضاعه لإرادة الغرب. ومثل هذه الفكرة تعتبر حمالة أوجه، إذ أن الممارسة الفعلية تعكس شيئاً من الصحة، ولكن التقنيات في الجوهر تخدم تقدم الإنسان وتحسين أوضاعه. ولا شك في أن العولمة تثير مخاوف رجال الدين المتشددين والأحزاب الأصولية المتطرفة وبعض القوى القومية، وهم جميعا محقون في تخوفهم، لكنهم بحاجة ماسة إلى بدائل قادرة على التصدي بنجاح للعولمة، ولابد لهذه البدائل أن تكون ذات منطلقات حضارية - تكنولوجية، أما النوايا الطيبة فإنها أفضل الطرق للولوج إلى. جهنم. (۲) أمام العالم الثالث وبالذات العالم العربي والإسلامي في مواجهة فيضان "العولمة" ليس في إقامة سد ترابي، ولكنه يكمن في عملية إحياء ثقافي ضروري تقوم على تكوين العقل النقدي، وعلى التفاعل الإيجابي الخلاق مع الفكر الآخر وعدم الخوف منه، مما يسمح لنا بالقبول أو الرفض من موقع المعرفة والاقتدار لا من موقع الجهل أو التجاهل فليس من الضروري أن ترفع مظلاتنا كلما هطل المطر والثلج في روسيا، أو أن تعطس كلما أصيبت أمريكا بالزكام، فلسنا أقل من الآخرين موهبة ولا أدنى مرتبة بحيث يكون لنا قرارانا للمستقل النابع من مصالحنا الوطنية والقومية وإسهامنا في عملية الإبداع الفكري والسياسي والحضارة العالمية.


. ويهها تحطم العقيدة الدينة


الى


نعم، لقد تغيرت المفاهيم بعد أن أصبح القرن الحادي والعشرين قرناً أمريكياً ينطح في طريقه كل شيء لفرض نظام القطب الواحد، والنموذج الرأسمالي الأمريكي في الحياة حتى على حلفاء واشنطن الأوروبيين، حيث أن "وحيد القرن" الأمريكي لا يريد رؤية أحد مستقلاً عن تأثيره ونفوذه. ولأحكام سيطرتها، فإن الولايات المتحدة تسعى جاهدة إلى تداعي الحواجز العقائدية والسياسية التي تفصل بين الدول والشعوب بعد أن أزاحت عن طريقها العقبة الكبرى - الاتحاد السوفياتي - بحيث تفرض العولمة" تتحول اقتصادات جميع الدول في العالم إلى اقتصادات "عالمية" مرتبطة باقتصاد الولايات المتحدة والدول الرأسمالية الكبرى ومصالحها. وليس ذلك فحسب، بل السيطرة عليها أيضا من خلال الأنشطة الإعلامية لتصبح أكثر عالمية لتسهم في خلق القرية الكونية" التي ليس لها هوية حضارية، أو ذاتية مستقلة تعبر عن رغبة الشعوب التاريخية في السيادة والاستقلال ومواجهة التحدي الأمريكي والأوروبي وذلك بسوق الجميع نحو بيت الطاعة الأمريكي. وبعد أن نجحت أمريكا في تحطيم العقيدة الشيوعية بوصفها العدو الأول، فإنها تركز جهودها في القرن الحادي والعشرين على تحطيم العقائد الدينية، وأولها العقيدة الإسلامية، ولذلك فإنها تؤجج من طرف خفي الصراعات العرقية والدينية في العديد من مناطق العالم، ليكون ذلك مبررها للتدخل تحت ما تسميه فرض الاستقرار والأمن كما حدث في العديد من مناطق العالم، حيثما تستدعي مصالحها التدخل بدون أن تسمح بأي دور لهذه البلدان في حل مشاكلها الخاصة - السياسية والأمنية، ويتعين على هذه الشعوب، وعلى العالم "تقدير" هذا الدور والترحيب به، وما يحدث في منطقة الشرق الأوسط والصراع العربي - الصهيوني أصدق دليل على الاعتراف بالدور الأمريكي على الرغم من انحيازها السافر "الإسرائيل". وتتخذ أمريكا من تعميم "قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان" على الطريقة الغربية جنباً إلى جنب مع آليات السوق الرأسمالية، سلاحاً في وجه كل من يقف في طريقها أو يعارضها ... فإلى متى تبقى أمريكا سيدة العالم بلا منازع ؟ سؤال هام عند النجوم جوابه ..... ذلك أن فهم أمريكا، أو محاولة فهمها، ضرورة حيوية للتعامل معها من دون


)


"خوف" يصنعه الجهل، ومن دون استخفاف" يصنعه الوهم وخداع الذات. فالعداء لأمريكا خطأ كبير لا تحتمل مخاطره، والوقوع في غرام أمريكا خطأ أكبر من أن تحتمل خسائره. ثم إنه ليس معقولاً أن تنتقل السياسة في العالم العربي من مباراة في العداء لأمريكا... إلى مباراة في الولاء لأمريكا، لأن حقائق الحياة أعقد من ذلك، وأيضاً ضروراتها ...... من هنا وجب علينا أن نبقى في اللعبة لا خارجها ... حتى يبعث الله أمراً كان مفعولاً .


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

حيث تم التركيز ...

حيث تم التركيز على أهمية الموازنة بين المساءلة وإعادة التأهيل. من المتوقع أن تسفر نتائج البحث عن فهم...

تُعتبر المملكة ...

تُعتبر المملكة العربية السعودية واحدة من أهم الدول في العالم العربي والإسلامي، حيث تحتل موقعًا جغراف...

This study expl...

This study explores university students' experiences and perceptions of using artificial intelligenc...

1 تجارب تهدف ال...

1 تجارب تهدف الى اكتشاف الظواهر الجديدة 2 تجارب التحقق تهدف لاثبات او دحض الفرضيات وتقدير دقتها 3 ال...

تشهد محافظة تعز...

تشهد محافظة تعز موجة متصاعدة من الغضب الشعبي، عبّرت عنها سلسلة من المسيرات والوقفات الاحتجاجية اليوم...

تعاني المدرسة م...

تعاني المدرسة من مجموعة واسعة من المخاطر التي تهدد سلامة الطلاب والطاقم التعليمي وتعوق العملية التعل...

يهدف إلى دراسة ...

يهدف إلى دراسة الأديان كظاهرة اجتماعية وثقافية وتاريخية، دون الانحياز إلى أي دين أو تبني وجهة نظر مع...

‏تعريف الرعاية ...

‏تعريف الرعاية التلطيفية‏ ‏وفقا للمجلس الوطني للصحة والرفاهية ، يتم تعريف الرعاية التلطيفية على النح...

Risky Settings ...

Risky Settings Risky settings found in the Kiteworks Admin Console are identified by this alert symb...

الممهلات في الت...

الممهلات في التشريع الجزائري: بين التنظيم القانوني وفوضى الواقع يخضع وضع الممهلات (مخففات السرعة) عل...

Lakhasly. (2024...

Lakhasly. (2024). وتكمن أهمية جودة الخدمة بالنسبة للمؤسسات التي تهدف إلى تحقيق النجاح والاستقرار. Re...

‏ Management Te...

‏ Management Team: A workshop supervisor, knowledgeable carpenters, finishers, an administrative ass...