Lakhasly

‎النظام الذي تفرضه الجماعة من خلال القيم الاجتماعية إن مستوى الضجة التي يمكن أن يحتملها المعلم في غرفة الصف تختلف من معلم لآخر ففي حين يجد أحد المعلمين أي صوت يرتفع على مستوى التمتمى، أمر غير مقبول لا يجد معلم آخر أي داير في مستوى الصوت مهما ارتفع هذا الصوت ولكن ما يفضله المعلم ليس وحده المعيار في هذا الموضوع ذلك أن الصف مؤلف من عدد كبير من الأفراد وما المعلم سوى واحداً منهم وينتظر أن تكون هناك فروق بين تفضلات هؤلاء الأفراد ولا بد من البحث عن معيار آخر والمعيار المطروح هو إمكانية التواصل بين أطراف الصف ويقتطي ذلك أنه عندما يتحدث فرد من الصف إلى الصف بأكمله ينبغي أن لا تصاحب ذلك ضجة من أي نوع أو أي مستوى لأن ذلك يعرق للتواصل أو يحول دون تمامه لأنه عندما يتحدث المعلم أو الأفراد بعضهم إلى بعض ينبغي أن يكون مستوى الصوت والضجة من الانخفاض بدرجة كافية تمكنهم من التواصل في مستوى محادثة عادية أما إذا كانت أعراف الجماعة أو تقاليدهم تسمح للواحد منهم بأن يصرخ بصوت مرتفع فعندها سيكون على كل واحد من الجماعة أن يصرخ لكي يسمعه الآخرون إن للجماعة تأثير هام على الفرد في مختلف مراحل حياته ويزداد تأثير الجماعة على الفرد خلال مرحلة المراهقة ففي هذه المرحلة يحتاج الفرد للشعور بالانتماء إلى جماعة والتفاعل مع الأفراد وهو خلال تفاعله هذا يكتسب اتجاهات وقيمة معينة ويتبنى معايير يستخدمها في الحكم على سلوك المعلمين وأولياء الأمور وهكذا يبرز دور الجماعة في عملية التطبيع الاجتماعي للفرد وهكذا تشكل الجماعة مجالاً لتعليم الفرد كيف يضبط نفسه ويوجه ذاته وكيف يتكيف مع مجتمعه معاداته وقيمه واتجاهاته

‎ويستطيع المعلم أن يفيد من الاتجاهات والقيم المجتمعية السائدة لدى طلابه، فيوظف هذه الاتجاهات والقيم في العملية التعليمية التعلمية، ومن الأمثلة على ذلك اتجاهات الطلاب نحو التعاون والمشاركة، التي يمكن الإفادة منها في مشروعات العمل والأنشطة المختلفة التي يشارك الطلاب في اختيارها وتحديد أهدافها. وبذلك يتخذ المعلم دوره الحقيقي كمنظم ومسير للتعليم، فإذا تحمل كل طالب مسؤولية دوره في عمل المجموعة، كان حريصاً على النظام والنجاح. ومن أهم مميزات هذا النمط، كما تعلم أيها الدارس، التفاعل المستمر بين أعضاء الجماعة وتبادل الخبرات فيما بينهم، ومن خلال ذلك يتعلمون أساليب التواصل والقيادة وتبادل الأدوار والنقد وإصدار الأحكام، وتحمل المسؤولية وممارسة الحرية المسؤولة، وغير ذلك من المهارات اللازمة لبناء شخصياتهم. وانطلاقاً مما تقدم يحتاج المعلم عند التفكير في نظام صفوء أن ينظر إلى جماعات التي ينتمي إليها طلابه، ويحدد اتجاهاتها وقيمها والمفاهيم السائدة بين أعضائها، ثم يضع خطته لتصفية هذه الاتجاهات والمفاهيم وتنقيتها وتصحيح مسارها، وتصويب أنماط السلوك المنبثقة عنها. فإذا تم المعلم ذلك المسح حامد إلى ترسيخ علاقات وثيقة بالطلاب وربما بذويهم. المهم أن لا شيء يسمح بمعاقبة سلوك الشاذ، لأن العقاب يعمل على اتساع الهوى بين المعلم والطلاب. أن فهم الجماعة واتجاهها والإفادة من ذلك في إنشاء العلاقات الودية بين الطلاب هو السبيل لجعل الطلاب أكثر استعداد للتفاهم والتعاون والصدق والصراحة والمودة، وهي مؤشرات النجاح في العملية التربوية.