Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (44%)

.وسط تلك تلك الأجواء الاحتفاليّة الصّاخبة تقدّم الدّكتور عمر لمصافحة صامويل و تهنئته ثمّ تسلّل منسحبا من غرفة الاستراحة قبل أن يلحظه أحد دلف مختبره في اضطراب هو ذلك الاضطراب ذاته الذّي يغمره كلّما وقعت عيناه على زجاجة خمرأو ارتكبت أمام ناظريه معصية سافرة ما. بين نهر" الرون" الذّي تزخر صفحة مياهه مراكب خفيفة صيفا وجبال "الألب" ذات حلبات التزلّج الأكثر شهرة شتاء تنتشر البحيرات و الكهوف و الغابات لتتنافس على مدار العام في إغراء المقيمين و الزّوّار بالانغماس في متع الطّبيعة الصّافية. لكن عمر لبث منيعا أمام عوامل الجذب المختلفة و بقي حرّا مثل ذرّة"غاز نبيل" مستقلّة بذاتها. حين شرع في التّحضير لرسالة الدّكتوراه في جامعة "غرونبل" واجهته مشكلة مستعصية في الحفاظ على مسافة أمان بينه و بين زملائه و الإيفاء بشروط الكليّة المتعلّقة بالنّشاط الاجتماعيّ واظب زملاؤه على دعوته لأمسية السّبت لمدّة أشهر و واظب هو على اختلاق الأعذار حتّى يتخلّف عن الملتقى الطّلابي الأكثر شعبيّة. من إدارة الكليّة التّي حرصت على التّأكّد من عدم انتسابه إلى جماعة إسلاميّة متطرّفة! و حتّى يثبت نواياه و لا يخسر منحته الدّراسيّة اضطرّ إلى تشذيب لحيته و تقليصها ليحتفظ ب"ذقن ماعز" أنيق. قبل انضمامه كانت
مجرّد جمعيّة خيريّة تنشط في المحيط الطّلابيّ لا تمتّ بصلة إلى نظيرتها الخاصّة بالأطبّاء! فهي تعتبر الملاذ الأمثل للطّلبة الكسالى أو ممن يريدون ملء فراغ "النّشاط الاجتماعيّ" في سيرهم الذّاتيّة دون تكليف أنفسهم مشقّة كبرى. المرّة الأولى التّي ظهرت فيها زجاجات الخمر أمام أعينه وجها لوجه كانت في حفل أقامته الجامعة لتوديع أحد الأساتذة الكبار أحيل على التّقاعد كان عمر في سنته الأولى من الإعداد للدّكتوراه و لم يكن ليحضر الحفل لولا اهتمامه الشّخصيّ بمسيرة الرّجل العلميّة. بعد أن رفض عمر العرض بأدب
و قد ترك في نفسي انطباعا حسنا لأنّه قبل الالتزام بقواعد اللّعبة دون مراوغة. لا يدري عمر بشكل مؤكّد علام افترّت شفتاه في تلك اللّحظة ابتسامة أم تكشيرة.


Original text

في غرفة الأبحاث الواقعة في الطّابق الرّابع لمبنى الأبحاث في شركة الكيميائيّات بمدينة ليون الفرنسيّة علا هتاف شبابيّ مرح بعد أن قام الدّكتور صامويل بلير بتقطيع الكعكة التّي فاجأه زملاؤه بإحضارها للاحتفال بترقيته المرتقبة[..].وسط تلك تلك الأجواء الاحتفاليّة الصّاخبة تقدّم الدّكتور عمر لمصافحة صامويل و تهنئته ثمّ تسلّل منسحبا من غرفة الاستراحة قبل أن يلحظه أحد دلف مختبره في اضطراب هو ذلك الاضطراب ذاته الذّي يغمره كلّما وقعت عيناه على زجاجة خمرأو ارتكبت أمام ناظريه معصية سافرة ما. لم يتعود... و لا يريد أن يتعوّد.
مرّت سنوات خمس على إقامته في "الرّون-ألب" المنطقة التّي تستمدّ اسمها من التّضاريس الجغرافيّة التّي تميزها. بين نهر" الرون" الذّي تزخر صفحة مياهه مراكب خفيفة صيفا وجبال "الألب" ذات حلبات التزلّج الأكثر شهرة شتاء تنتشر البحيرات و الكهوف و الغابات لتتنافس على مدار العام في إغراء المقيمين و الزّوّار بالانغماس في متع الطّبيعة الصّافية. على امتداد تلك السّنوات لم تتجاوز المرّات التّي أجاب فيها عمر نداء الطّبيعة عدد أصابع اليد الواحدة. لم يكن ذلك عن نفور أو ازدراء لكنّ العزلة التّي رفع أسوارها حوله اختياريّا جعلت حياته مقفرة من الأصدقاء الذّين قد يشاركهم النّزهات و الرّحلات و ما عدا الأنشطة الطّلابيّة شبه الملزمة التّي تنظّمها الجامعة لم يكن ينخرط في أيّ نشاط آخر.
مثل جزئيّات كيميائيّة غالبا ما يتجمّع الطّلبة المغتربون في كتل مترابطة بانتماء عرقيّ أو لغويّ موحّد
و قد تنجذب الأقليّات إلى الكتل الأكبر و تندمج داخلها. لكن عمر لبث منيعا أمام عوامل الجذب المختلفة و بقي حرّا مثل ذرّة"غاز نبيل" مستقلّة بذاتها.
حين شرع في التّحضير لرسالة الدّكتوراه في جامعة "غرونبل" واجهته مشكلة مستعصية في الحفاظ على مسافة أمان بينه و بين زملائه و الإيفاء بشروط الكليّة المتعلّقة بالنّشاط الاجتماعيّ واظب زملاؤه على دعوته لأمسية السّبت لمدّة أشهر و واظب هو على اختلاق الأعذار حتّى يتخلّف عن الملتقى الطّلابي الأكثر شعبيّة. فيما بعد حين لجأ إلى إطالة لحيته بشكل لافت تفرّقوا من حوله في ريبة و قد طغت صورة "الملتحي العربيّ" و هالة الرّعب المحيطة بها كما تروّج وسائل الإعلام الوطنيّ طغت على "دعوة المحبّة" التّي كانت تطمح إلى انتشال ذلك الأجنبيّ المنعزل و دمجه في المجتمع المضيّف.
حين حسب انه تنفذس الصّعداء و استعاد حريّته أصبحت تأتيه دعوات من نوع مختلف..من إدارة الكليّة التّي حرصت على التّأكّد من عدم انتسابه إلى جماعة إسلاميّة متطرّفة! و حتّى يثبت نواياه و لا يخسر منحته الدّراسيّة اضطرّ إلى تشذيب لحيته و تقليصها ليحتفظ ب"ذقن ماعز" أنيق.
أمّا مأزق "النّشاط الاجتماعيّ" فقد تجاوزه بالانتساب إلى "مهندسون بلا حدود". قبل انضمامه كانت
مجرّد جمعيّة خيريّة تنشط في المحيط الطّلابيّ لا تمتّ بصلة إلى نظيرتها الخاصّة بالأطبّاء! فهي تعتبر الملاذ الأمثل للطّلبة الكسالى أو ممن يريدون ملء فراغ "النّشاط الاجتماعيّ" في سيرهم الذّاتيّة دون تكليف أنفسهم مشقّة كبرى.
و ربّما اقتصر نشاطها السّنويّ على تنظيم حملة جمع تبرّعات في المبيت الجامعيّ للمصابين بالملاريا في الكنغو أو الكوليرا في التشاد. لكنّ عمر عمر بجدّيته المعهودة أعاد إلى المنظّمة روحها التّي خبت[...]
المرّة الأولى التّي ظهرت فيها زجاجات الخمر أمام أعينه وجها لوجه كانت في حفل أقامته الجامعة لتوديع أحد الأساتذة الكبار أحيل على التّقاعد كان عمر في سنته الأولى من الإعداد للدّكتوراه و لم يكن ليحضر الحفل لولا اهتمامه الشّخصيّ بمسيرة الرّجل العلميّة. حين تقدّم لمصافحته فاجأه بكأس الشمبانيا التّي دفعها في اتّجاهه و ابتسامة مشجّعة على وجهه. بعد أن رفض عمر العرض بأدب
و احتقان وجهه يشي بأثر أكبر وجد الأستاذ يسترسل و كأنّه يستأنف حديثا معلّقا بينهما:
منذ سنتين استقبلت جمعيّة "الرّبط بين ضفّتي المتوسّط شابّا مغربيّا ذا تسعة عشر عاما لمدّة أسبوعين... [...] كان اسمه نزار[...] و قد ترك في نفسي انطباعا حسنا لأنّه قبل الالتزام بقواعد اللّعبة دون مراوغة... قلت له: "يا بنيّ إنّها فرصة لن تتكرّر فاغتنمها. عش التّجربة كاملة و لا تفرّط منها أنملة"
و هكذا فعل طيلة الأسبوعين, نسي أنّه نزار من المغرب و عاش معنا و كأنّه ولد بيننا ... يأكل ممّا نأكل و يشرب ممّا نشرب و يتبع نسق حياتنا بحذافيره دو تلكّؤ أو مماطلة.
ثمّ رفع كأس الشمبانيا من جديد و قال بلهجة ذات معنى:
-في صحّة نزار!
لا يدري عمر بشكل مؤكّد علام افترّت شفتاه في تلك اللّحظة ابتسامة أم تكشيرة. لكنّه في اللّحظة الموالية اغتنم فرصة اقتراب زميل ما ليولّي الأستاذ ظهره و يغادر القاعة دون رجعة[...] استعاد تلك الذّكرى في شيء من التّوتّر و هو يفرّ من حفل زميله في شركة الكيميائيّات الدّكتور بلير. كان يفرّ كلّ مرّة. قواعد لعبة نزار لا تلزمه يولّيها ظهره و يطلق ساقيه للرّيح رغم كونها القواعد نفسها التّي يقبل زملاؤه من العرب على تبنّيها ... بقدر متفاوت. هل كان الوحيد الذّي "يلعب" ضاربا عرض الحائط بكلّ القواعد؟


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

Our online Engl...

Our online English classes feature lots of useful learning materials and activities to help you deve...

مناظرة بين متفا...

مناظرة بين متفائل و متشائم السلام عليكم شكرا لانضمامكم إلينا وثقتكم بنا عزيزي العميل : * محمد : الله...

تقييم جودة البر...

تقييم جودة البرامج الإحصائية في المشاريع التنافسية مقدمة. بصفتي مديراً لنظم المعلومات في قيادة ال...

حثّ القرآن الكر...

حثّ القرآن الكريم المسلم على حماية البيئة والمحافظة عليها، وعدّ الإسلام ذلك واجبٌ دينيٌ، وأمر الله -...

القدس زهرة المد...

القدس زهرة المدائن مدينة السلام عربية الهوية منذ أكثر من ستين قرن بناها العرب اليبوسيون في الألف الر...

How to Build a ...

How to Build a Successful AI Strategy for Your Business in 2024 Artificial intelligence has become a...

In 1813, Thomas...

In 1813, Thomas Jefferson wrote in a letter: "The new circumstances under which we are placed call f...

يحمي الدولة من ...

يحمي الدولة من سائر الجرائم التي تمثل اعتداء عليها، سواء كان هذا من الداخل أو من الخارج و يحمي المجت...

أول مشكلة تواجه...

أول مشكلة تواجه أي طالب أو باحث وهو بصدد التفكير في إعداد مذكرة التخرج سواء على مستوى الماستر أو ال...

الاستفاده من صق...

الاستفاده من صقليه من مظاهر الحضاره الاسلاميه فقد بنى فيها المسلمون المساجد والقصور والحمامات والمست...

جلس اسامي وحيدا...

جلس اسامي وحيدا يشعر بالملل فقال لعبت بالعاب كلها ولم اعد اشعر الا بهذا الملل المزعج امي اريد حلاً. ...

ABSTRACT Teena...

ABSTRACT Teenagers have the concept of an ideal body image by interacting with the social environme...