Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (50%)

ويرجو على الطاعة فيه الخير والحسنى في الدنيا والآخرة سواء. فلا تمتلئ قلوب بالطمع، ولا تمتلئ قلوب بالحقد ولا تسير الأمور كلها بالسيف والعصا وبالتخويف والإرهاب! ولا تفسد القلوب كلها وتختنق الأرواح كما يقع في الأوضاع التي نراها قد قامت على غير: «لا إله إلا الله» . وبعث رسول الله- صلى الله عليه وسلم- والمستوي الأخلاقي في الجزيرة العربية في الدرك الأسفل في جوانب منه شتى- إلى جانب ما كان في المجتمع من فضائل الخامة البدوية. تعبر عنه حكمة الشاعر: زهير بن أبي سلمى: يهدم، ومن لا يظلم الناس يظلم ويعبر عنه القول المتعارف: «انصر أخاك ظالما أو مظلوما» . كالذي يقوله طرفة بن العبد: وجدك لم أحفل متى قام عودي فمنهن سبقي العاذلات بشربة . .. إلخ وكانت الدعارة- في صور شتى- من معالم هذا المجتمع. كالذي روته عائشة رضي الله عنها: فيصدقها ثم ينكحها. كلهم يصيبها. ومر عليها ليال، فلم يستطع رجل منهم أن يمتنع، حتى يجتمعوا عندها، تقول لهم: قد عرفتم الذي كان من أمركم، وقد ولدت، تسمي من أحبت باسمه فيلحق به ولدها، ولا يستطيع أن يمتنع به الرجل. ثم ألحقوا ولدها بالذي يرون فالتاطه، وكان في استطاعة محمد- صلى الله عليه وسلم- أن يعلنها دعوة إصلاحية، تتناول تقويم الأخلاق، وتطهير المجتمع، وتزكية النفوس، وتعديل القيم والموازين. وكان واجدا وقتها- كما يجد كل مصلح أخلاقي في أية بيئة- نفوسا طيبة، يؤذيها هذا الدنس وتأخذها الأريحية والنخوة لتلبية دعوة الإصلاح والتطهير. وربما قال قائل: إنه لو صنع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ذلك فاستجابت له- في أول الأمر- جمهرة صالحة تتطهر أخلاقها، فتصبح أقرب إلى قبول العقيدة وحملها. بدلا من أن تثير دعوة أن لا إله إلا الله المعارضة القوية منذ أول الطريق! لم يوجه رسوله- صلى الله عليه وسلم- إلى مثل هذا الطريق. وأنه قبل تقرير تلك العقيدة تظل القيم كلها متأرجحة وتظل الأخلاق التي تقوم عليها متأرجحة كذلك بلا ضابط، وبلا سلطان، وبلا جزاء! فلما تقررت العقيدة- بعد الجهد الشاق- وتقررت السلطة التي ترتكن إليها هذه العقيدة. لما عرف الناس ربهم وعبدوه وحده. ومن سلطان الشهوات سواء. لما تقررت في القلوب: «لا إله إلا الله» . لا ليتقرر فيها سلطان العرب. ولكن ليتقرر فيها سلطان الله. لقد تطهرت من الطاغوت كله: رومانيا وفارسيا وعربيا على السواء. لا يقرن إليها اسما آخر ويكتب عليها: «لا إله إلا الله» ! وتطهرت النفوس والأخلاق، وفي أخلاقها، ولقد تم هذا كله لأن الذين أقاموا هذا الدين في صورة دولة ونظام وشرائع وأحكام كانوا قد أقاموا هذا الدين من قبل في ضمائرهم وفي حياتهم، لا يدخل فيه الغلب والسلطان. وعدا واحدا لا يتعلق بشيء في هذه الدنيا. وعدا واحدا هو الجنة. ومواجهة الجاهلية بالأمر الذي يكرهه أصحاب السلطان، في كل زمان وفي كل مكان، ولا اعتزاز بوطن ولا أرض. لما أن علم الله منهم ذلك كله،


Original text

ويرجو على الطاعة فيه الخير والحسنى في الدنيا والآخرة سواء. فلا تمتلئ قلوب بالطمع، ولا تمتلئ قلوب بالحقد ولا تسير الأمور كلها بالسيف والعصا وبالتخويف والإرهاب! ولا تفسد القلوب كلها وتختنق الأرواح كما يقع في الأوضاع التي نراها قد قامت على غير: «لا إله إلا الله» ..


وبعث رسول الله- صلى الله عليه وسلم- والمستوي الأخلاقي في الجزيرة العربية في الدرك الأسفل في جوانب منه شتى- إلى جانب ما كان في المجتمع من فضائل الخامة البدوية.


كان التظالم فاشيا في المجتمع، تعبر عنه حكمة الشاعر: زهير بن أبي سلمى:


ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه ... يهدم، ومن لا يظلم الناس يظلم


ويعبر عنه القول المتعارف: «انصر أخاك ظالما أو مظلوما» .


وكانت الخمر والميسر من تقاليد المجتمع الفاشية ومن مفاخره كذلك! يعبر عن هذه الخصلة الشعر الجاهلي بجملته.. كالذي يقوله طرفة بن العبد:


فلولا ثلاث هن من زينة الفتى ... وجدك لم أحفل متى قام عودي


فمنهن سبقي العاذلات بشربة ... كميت متى ما تعل بالماء تزبد!


. .. إلخ وكانت الدعارة- في صور شتى- من معالم هذا المجتمع.. كالذي روته عائشة رضي الله عنها:


«إن النكاح في الجاهلية كان على أربعة أنحاء: فنكاح منها نكاح الناس اليوم: يخطب الرجل إلى الرجل وليته أو بنته، فيصدقها ثم ينكحها.. والنكاح الآخر كان الرجل يقول لامرأته- إذا طهرت من طمثها- أرسلي إلى فلان فاستبضعي منه. ويعتزلها زوجها ولا يمسها أبداً حتى يتبين حملها من ذلك الرجل الذي تستبضع منه. فإذا تبين حملها أصابها زوجها إذا أحب. وإنما يفعل ذلك رغبة في نجابة الولد! فكان هذا النكاح نكاح الاستبضاع.. ونكاح آخر: يجتمع الرهط ما دون العشرة فيدخلون على المرأة، كلهم يصيبها. فإذا حملت ووضعت، ومر عليها ليال، بعد أن تضع حملها، أرسلت إليهم، فلم يستطع رجل منهم أن يمتنع، حتى يجتمعوا عندها، تقول لهم: قد عرفتم الذي كان من أمركم، وقد ولدت، فهو إبنك يا فلان، تسمي من أحبت باسمه فيلحق به ولدها، ولا يستطيع أن يمتنع به الرجل. والنكاح الرابع يجتمع الناس الكثير فيدخلون على المرأة لا تمتنع ممن جاءها- وهن البغايا كن ينصبن على أبوابهن الرايات تكون علماً، فمن أرادهن دخل عليهن- فإذا حملت إحداهن ووضعت حملها، جمعوا لها ودعوا القافة، ثم ألحقوا ولدها بالذي يرون فالتاطه، ودعي ابنه لا يمتنع من ذلك» ... (أخرجه البخاري في كتاب النكاح) .


وكان في استطاعة محمد- صلى الله عليه وسلم- أن يعلنها دعوة إصلاحية، تتناول تقويم الأخلاق، وتطهير المجتمع، وتزكية النفوس، وتعديل القيم والموازين..


وكان واجدا وقتها- كما يجد كل مصلح أخلاقي في أية بيئة- نفوسا طيبة، يؤذيها هذا الدنس وتأخذها الأريحية والنخوة لتلبية دعوة الإصلاح والتطهير..


وربما قال قائل: إنه لو صنع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ذلك فاستجابت له- في أول الأمر- جمهرة صالحة تتطهر أخلاقها، وتزكو أرواحها، فتصبح أقرب إلى قبول العقيدة وحملها.. بدلا من أن تثير دعوة أن لا إله إلا الله المعارضة القوية منذ أول الطريق!


ولكن الله- سبحانه- وهو العليم الحكيم، لم يوجه رسوله- صلى الله عليه وسلم- إلى مثل هذا الطريق..


لقد كان الله- سبحانه- يعلم أن ليس هذا هو الطريق! كان يعلم أن الأخلاق لا تقوم إلا على أساس من عقيدة، تضع الموازين، وتقرر القيم وتقرر السلطة التي ترتكن إليها هذه الموازين والقيم كما تقرر الجزاء الذي تملكه هذه السلطة وتوقعه على الملتزمين والمخالفين. وأنه قبل تقرير تلك العقيدة تظل القيم كلها متأرجحة وتظل الأخلاق التي تقوم عليها متأرجحة كذلك بلا ضابط، وبلا سلطان، وبلا جزاء! فلما تقررت العقيدة- بعد الجهد الشاق- وتقررت السلطة التي ترتكن إليها هذه العقيدة.. لما عرف الناس ربهم وعبدوه وحده.. لما تحرر الناس من سلطان العبيد، ومن سلطان الشهوات سواء.. لما تقررت في القلوب: «لا إله إلا الله» .. صنع الله بها وبأهلها كل شيء مما يقترحه المقترحون..


تطهرت الأرض من الرومان والفرس.. لا ليتقرر فيها سلطان العرب.. ولكن ليتقرر فيها سلطان الله..


لقد تطهرت من الطاغوت كله: رومانيا وفارسيا وعربيا على السواء.


وتطهر المجتمع من الظلم الاجتماعي بجملته. وقام النظام الإسلامي يعدل بعدل الله، ويزن بميزان الله، ويرفع راية العدالة الاجتماعية باسم الله وحده؟ ويسميها راية الإسلام، لا يقرن إليها اسما آخر ويكتب عليها:


«لا إله إلا الله» ! وتطهرت النفوس والأخلاق، وزكت القلوب والأرواح دون أن يحتاج الأمر إلى الحدود والتعازير التي شرعها الله- إلا في الندرة النادرة- لأن الرقابة قامت هنالك في الضمائر ولأن الطمع في رضى الله وثوابه، والحياء والخوف من غضبه وعقابه قد قامت كلها مقام الرقابة ومقام العقوبات..


وارتفعت البشرية في نظامها، وفي أخلاقها، وفي حياتها كلها، إلى القمة السامقة التي لم ترتفع إليها من قبل قط والتي لم ترتفع إليها من بعد إلا في ظل الإسلام..


ولقد تم هذا كله لأن الذين أقاموا هذا الدين في صورة دولة ونظام وشرائع وأحكام كانوا قد أقاموا هذا الدين من قبل في ضمائرهم وفي حياتهم، في صورة عقيدة وخلق وعبادة وسلوك. وكانوا قد وعدوا على إقامة هذا الدين وعدا واحدا، لا يدخل فيه الغلب والسلطان.. ولا حتى لهذا الدين على أيديهم.. وعدا واحدا لا يتعلق بشيء في هذه الدنيا.. وعدا واحدا هو الجنة.. هذا كل ما وعدوه على الجهاد المضني، والابتلاء الشاق، والمضي في الدعوة، ومواجهة الجاهلية بالأمر الذي يكرهه أصحاب السلطان، في كل زمان وفي كل مكان، وهو: «لا إله إلا الله» ! فلما أن ابتلاهم الله فصبروا ولما أن فرغت نفوسهم من حظ نفوسهم ولما أن علم الله منهم أنهم لا ينتظرون جزاء في هذه الأرض- كائنا ما كان هذا الجزاء ولو كان هو انتصار هذه الدعوة على أيديهم، وقيام هذا الدين في الأرض بجهدهم- ولما لم يعد في نفوسهم اعتزاز بجنس ولا قوم، ولا اعتزاز بوطن ولا أرض. ولا اعتزاز بعشيرة ولا بيت..


لما أن علم الله منهم ذلك كله، علم أنهم قد أصبحوا- إذن- أمناء على هذه الأمانة الكبرى. أمناء على العقيدة التي يتفرد فيها الله سبحانه بالحاكمية في القلوب والضمائر وفي السلوك والشعائر، وفي الأرواح والأموال، وفي الأوضاع والأحوال.. وأمناء على السلطان الذي يوضع في أيديهم ليقوموا به على شريعة الله ينفذونها، وعلى عدل الله يقيمونه، دون أن يكون لهم من ذلك السلطان شيء لأنفسهم ولا لعشيرتهم ولا لقومهم ولا


لجنسهم إنما يكون السلطان الذي في أيديهم لله ولدينه وشريعته، لأنهم يعلمون أنه من الله، هو الذي آتاهم إياه.


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

1- يحدث التفاعل...

1- يحدث التفاعل الاجتماعي بين الأفراد الشاغلين الأدوار اجتماعية معينة ويأخذ زمناً يتراوح بين أسبوع إ...

Choosing my car...

Choosing my career path was one of the most difficult decisions I've ever faced in my life. At that ...

The package: On...

The package: On the package of our Colombia Nariño coffee you can find a Yukuna mask. The Yukana is ...

،4 برنامج STATA...

،4 برنامج STATA تم إصدار برنامج STATA من قبل مؤسسة STATAcorp سنة 1985، وهو يعتبر أحد الحزم الإحصائية...

شهادة الشهود: ي...

شهادة الشهود: يمكن الاستعانة بشهادة الشهود لإثبات واقعة الزواج في حال عدم وجود عقد زواج رسمي . فقد ت...

The Codex Gener...

The Codex General Principles of Food Hygiene provides comprehensive guidance on pest control under S...

A Difficult Dec...

A Difficult Decision I am against factories that pollute the environment. But there is a question a...

While Colombia’...

While Colombia’s vision is firmly set on the future, with sustainable practices, and water and rainf...

تطبيق شعار الإص...

تطبيق شعار الإصلاح (الحياة الاقتصادية ) كان شعار الدعوة إلى الإصلاح أحد الشعارات التي رفعتها الدعو...

بعد اتمام هذه ا...

بعد اتمام هذه الدراسة الميدانية ومن خلال تقديم هذا الفصل التطبيقي يتضح أن الضريبة على الدخل الإجمالي...

اختيار **أفضل ط...

اختيار **أفضل طريقة لعزل الإنزيم** يعتمد على عدة عوامل، مثل: - **نقاء الإنزيم المطلوب**. - **خصائص ا...

Singing and mus...

Singing and music play an important role in our culture. You'll find music present in many aspects o...