Lakhasly

قرونة وأخوعها جدود خالدون وصطرنا صحائفا من ضياء فما نسي الزمان وما نسينا وما فتع الزمان يدور حتى مضى بالمجد قوم
آخرون فأصبح ال يرا في الركب قومي وقد عاشوا أئمته سنين وآلمني كل حر سؤال الدهر اين المسلمون اين المسلمون الذين فتحوا تلك
البالد اين المسلمون الذين سطرت حضارتهم بماء من ذهب اين المسلمون الذين كانت حضارتهم في قرطوة شع على اوروبا كلها بكاملها
هلل درهم يوم كانت الهمم ممطاياهم والعزيمة ترافقهم في كل دروب حياتهم واصبحوا يقولون ونحن اناس ال تو ّصط بيننا لنا الصدر دون
العالمين أو القبر تهون علينا في المعالي نفوسنا ومن خطب الحسناء لم يغله المهر الذي يطلب الحسناء أيها الحبة ال بد أن يدفع قيمتها
وثمنها فكيف إذا كان الطموح الليلة من أجل أن نصل إلى حسناء ليس مثلها أي حسنها إنها الجنة إنها رضى هللا تعالى إنه كل عمل نقوم
به في هذه الليلة أو نتحدث عن فإن أصل ما ينبغي أن نتحدث عنه هو الطموح عدن يقول ابن الجوز رحمه هللا ينبغي لمن له أنفى أن ينفى
من التقصير الممكن دفعه عن النفس وقال ابن القيم رحمه هللا علو الهمة أال تقف دون هللا وال تتعوض عنه بشئ سواه وال ترضى بغيره
بدال منه وال تتبع حظها من هللا وقربه واألنس به والفرح والسرور واالبتهاج به بشئ من الحضوظ الخسيسة الفانية فأول طموح نتحدث
عنه وهو في صداره هو الطموح في نيل رضى هللا عز وجل كما حرص عليه أصحاب محمد صلى هللا عليه وسلم إني ألجد ريح الجنة
دون أ ُحد يغيب عن بذر فيقول للصحابة كل ما لقيهم وهللا ألن أشهدني هللا لقاء آخر ليرينا هللا ما أفعل فتاتي أ ُحد ثم يدخل في أ ُحد وسيفه
معه ثم يبدأ بالقتال فيقول صاحبه المالزم له وهللا ما استطعت أن أفعل شيئا يسيرا مما فعل ذلك الرجل وهو أنا سبل النظر فقاتل وقاتل
وقاتل حتى قتل حتى قتل وجد في جسمه أكثر من ثمانين ضربة ثم لما جاء النبي صلى هللا عليه وسلم تعرف على أصحابه القتلة فنظروا
إلى هذه الجثة جثة من؟ من هذه الجثة؟ للمسلمين أم لغير مسلم تعرفونه أيها الصحابة؟ ينظرون فيه أصحاب النبي صلى هللا عليه وسلم فال
يعرفون له ال يعرفون له الشكلة يحتاجون أن يأتوا بنساء فتأتي أخته فتنظر لهذا الشخص فال تعرفوا أيضا من شدة الضرب الذي فيه
ولكنها في آخر المطاف تعرفه من طرف أصابعه فأنزل هللا عز وجل فيه من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا هللا عليه فمنهم من قضوا
نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديال فأصحاب الصدق وأصحاب مم
اله العالية هم أيها األخوة المستحقون للطموح وعلو مة ِ
ِ
اله والمجد يا
قوم قد بان الطريق فهل ترى
أزفا رحيل إلى ذراء جادي أدوا األمانة قبل أن ال تملكوا إال البكاء وحرقة األقباد وتوغلوا في كل درب نافع ً
ال تتركوا الميدان لألوغاد رب النفوس على الثبات السجية عند الحوادث فالخطوب عوادي ولذا يا حبة الكرام ديننا الذي ننتمي إليه دين
خاطبنا فقال وسارعوا وسابقوا فإذا فرغت فنصب يا يحيا اخذ الكتاب بقوة فهل يرضى بعد ذلك اتباعه بالكسل او الخمول او العجز او
السكون او الفتور والتواني او االسترخاء وضعف الهمة ال ويقول الحبيب صلى هللا عليه وسلم أصدق األسماء حارث وهمام يحرث في
هذه األرض ويسعى في دروبها وصاحب همة عالية ولذا سمي همام وعلى رأس أصحاب الطموح وأكبرهم قدرا وأعظمهم محمد صلى
أن يقوم
هللا عليه وسلم ثم بقية أولي العزم ثم أنبياء هللا تعالى أما محمد عليه الصالة والسالم فثالثة وعشرين عاما من البالء لم يثنه أبداً
بدوره بأبيه وأم صلى هللا عليه وسلم يس ّب.. يجتم.. يضرب.. يستهزأ به.. يقال شاعر.. يقال كاهن.. يخنق عند الكابة و هو يصلي يضع
عليه سل الجزور.. على ظهره و هو الساجد عند الكابة كل هذا لم يثنه.. و مع هذا األلم ي ُكله.. كل هذا األلم الذي أصاب محمدا صلى هللا
عليه وسلم يقول هللا عز وجل عنه في بيان خرصه على أولئك الناس الذين يؤذونه فلعلك باخأ نفسك على أثاره باق ٌع أي مهلك أيها اإلخبار
مهلك من شدة حرصي على أولئك القوم كأنه مهلكوا لهم بل ويحاولون قتله في أحد ويسقطوا في الحفرة ومع هذا يقول صلى هللا عليه
وسلم غفر هللا لقومي ويدعو لهم ويريدوا هدايتهم صلى هللا عليه وسلم بل إن الدرسة الكبيرة التي نعيشه مع النبي صلى هللا عليه وسلم هو
عندما نزل عليه الوحي هذا الوحي الثقيل عندما نزل على محمد صلى هللا عليه وسلم جاء إلى زوجته خديجة دثروني دثروني زملوني
زملوني فتأتي تلك المرأة الصالحة فتحيط النبي صلى هللا عليه وسلم بعاطفتها وكالمها وثنائها ومدحها قول لها درسا ينبغي أن تعيه األمة
في كل زمان قال لها لقد وال زمن النوم يا خديجة وال زمن النوم ال نوم بعد ذلك فهل رأيتم محمدا نام صلى هللا عليه وسلم لقد كان يقوم
الليل حتى تتفطر قدمه قال ابن األثير في النهاية في غريب الحديث تتفطر أي تتورم وتمتلئ صديدا ثم تنفجر ذلك الصديد ألي هذه الدرجة
َفاَل يا رسول هللا؟ نعم أفال أكون عبدا شكورا
ُك َأ و َن َأ
َأ
َك رويدك يا طبيب وقد سألت أم استراح هل يستريح الحر يوقر صدره اَّل َش ُك َأ َعْبٍد ورا
العبء الرزاح ال يستريح يهلق ولذا قال هللا لمحمد صلى هللا عليه وسلم فإذا فرغت فانصب قال المفسرون إذا فرغت من تبليغ الدعوة
ومجاهتة الباطل وجفى عليك الليل فانصب بين يدي ربك جل وعال فحياته كلها بذل وعطاء صلى هللا عليه وسلم أما أنبياء هللا جل وعال
فإن نوحا عليه السالم جلس تسعمائة وخمسين سنة دعوة إلى هللا جل وعال وإذا دع اإلنسان في حلقة من الحلقات أو في مسجد من
المساجد لسنة أو سنتين كأنه قد فعل شيئا كبيرا وقد فعل شيئا كبيرا ولكنه عندما يقارن نفسه بأولئك العظماء يرى أنه ينبغي أن يبذل وأن
يستمر في هذا العطاة أحد مشايخ الحرم الذين يلقون الدروس فيه ال يقف درسه على مدار العام كله ال في إجازة وال في مناسبة وال غيرها
وهو الشيخ عبد الرحمن العجالن حفظه هللا وبارك في عمره وعمبي عجبت له قالوا تماديت في ال ُمنا وفي ر
ال ُمث العليا وفي ال ُمرتق ُ
الصعب فأقصر وال تجهد وال تجهد راعك إنما ستبذر حًبا فيث ًرا ليس بالخصب فقلت لهم مهال فمليأ سشيمتي سأبذر حبي والثمار من الرب
إذا أنا بلغت الرسالة جاهدا ولم أجد السمع المجيب فما ذنبي إن عليك إال إال البالغ وألن ضعف الهمة الدنو كان صفة من صفات المنافقين
تأمل في كالم هللا عن المنافقين حينما يقول يقول هللا عز وجل عنهم ال تنفرو في الحر الحر ال تنفرو فيه وفي البرد ال تطلب العلم وإن
جاء الربيع فاستمتع بالزهوره وشم ربيعه وإذا جاء الخريف فانظر لتلك الصورة الجميلة الرائعة فقل لي يا أخذك للعلم قل لي متى لقد
أصبحت حياتنا متقلبة على حسب هذه المواسم التي تمر على الناس فالمنافقون إذا قيل لهم قوموا لطاعة هللا جل وعال نظروا في تلك