Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (50%)

نعود كثير من الصعوبات التي يواجهها الأزواج إلى اختلاف اللغة التي بتحدث بها الرجل والمرأة أو الزوج والزوجة. فقد تكون للغة الرجل وللغة المرأة نفس الكلمات إلا أن لهما معان ومشاعر مختلفة، ولا بد لكل منهما من تعلم لغة الآخر ليستطيع ترجمة كلامه وفهم معانيه. ولنتصور أن هناك قاموساً لترجمة لغة الرجل ولغة المرأة، فعندما ينشأ خلاف أو سوء تفاهم، فلا بد حينها من رجوع كل منهما إلى هذا القاموس اللغوي ليحاول كل منهما فهم عبارات الآخر، أو الذهاب إلى مترجم يترجم لهما ما يقوله كل منهما، وبذلك يتحقق التفاهم بينهما. ولذلك علينا أن ندرك أن كثيراً من حالات سوء التفاهم بين الزوجين قد تعود ببساطة لخطأ في الترجمة بين لغتيهما . فإنها تستعمل عادة لغة شاعرية بما فيها من التشبيه والإطلاق والتعميم. ومن النادر أن تقصد المرأة نفس المعنى الذي يقصده الرجل، فعندما تقول المرأة لزوجها مثلاً: (إنك لا تستمع إلي أبدا)، فإنها لا تقصد من كلمة (أبداً) أن تؤخذ بشكل حرفيّ. ومن الخطأ الكثير الوقوع أن تفهم بشكل حرفي وكأنها حقيقة تقول بها المرأة. ولذلك فهو يخطئ فهم حقيقة ما تقصده المرآة، ولذلك تكون ردّة فعله بطريقة غير ما تتوقعه الزوجة. فنجد الرجل يجيب المرأة مثلاً لما قالته أنفاً: «ها أنا ذا جالس استمع إليك الآن، فكيف تقولين أنني لا أستمع إليك أبداً!» ومن الواضح أنه فسّر كلامها تفسيراً حرفياً . ونلاحظ كيف أن الرجل يفهم كلام المرأة فهما حرفياً، مما يجعله لا فهم حقيقة ما تريد قوله، وبالتالي يكون جوابه مسبباً لسوء تفاهم وجدال. ولعلنا نقول أن من أكبر مشكلات العلاقات الزوجية هي الكلمات والعبارات التي لا تشعر بالمحبة، ولذلك فلا غرابة أن أكثر ما تشتكي منه المرأة قولها: «لا أشعر بأن زوجي يسمع ما أقول)). والأعجب أن هذه العبارة نفسها تتعرض لسوء الترجمة في فهم الرجل، مما جعله يحاول أن يناقشها بأنه يفهم كلامها، وأن بمقدوره أن يعيد إليها كل ما قالته، بينما يمكن بكل بساطة أن تكون الترجمة الدقيقة لكلامها بالشكل التالي : (أشعر وكأنكَ لا تفهم علي تماماً كل ما أريد قوله، تساعدني لتجعلني أشعر باهتمامك فيما أقول؟). ولا شك أنه إن فهم الرجل شكواها بهذا الشكل فسيقل جداله معها، وستكون استجاباته أكثر إيجابية. وبسبب عدم معرفة الرجل لأسلوب المرأة في التعبير عن عواطفها ومشاعرها فإنه يحاول أن يصدر أحكامه على كلام المرأة، أو يحاول إبطال صحة مشاعرها وأنها على خطأ أن تشعر بهذا الشكل . وياحبذا لو يحاول الرجال والنساء أن يعيدوا فهم ما يفهمونه من كلام عضهما البعض، ولنحاول فيما سيأتي ترجمة ما يمكن أن تقوله المرأة، وما يمكن أن تكون عليه الترجمة الأصح لما تحاول المرأة التعبير عنه. (إنك لا تقوم بواجبك أبداً، إننا لم نعد أبداً نقوم بأي عمل مع بعضنا لأنك كسول، لا أشعر أني أحوز على الانتباه الذي أحتاجه، عليك أن تخجل من نفسك فأنا لا أهملك أبداً بهذه الطريقة). رغم أني أشعر وكأن أحداً لا ينتبه إلي، قد أكون متضايقة أنك مشغول جداً في الفترة الأخيرة، ولا أستطيع أن أقوم بأي عمل)). إنني أعمل كل شيء هنا وأنت لا تقوم بأي عمل. فأنا لا أستطيع أن أفعل كل شيء. لم كن زواجنا فق الايا با هل لك أن تساعدني وتطمئنني بأن ما أقوم به لا بأس به، «إن البيت دوماً في فوضى بسببك. لا أعتقد أنك تتوقع مني أن أنظفه كله من جديد. حيث أشعر وكأنك لم تهتم بي اليوم. يسرني جداً أن أتلقى منك بعض الانتباه لأن عملي كان اليوم متعباً . وأفكر ماذا ياترى فعلتُ لتبتعد عني. وأنك تبذل الكثير من أجلي، (لا شيء يسير كما نريد) . ولو لم أستمع إليك لما كنتُ في هذه الحالة التي أنا فيها. لو كان هناك رجل آخر لكان استطاع إصلاح الأمر إلا أنك خربته أكثر) . ولدي الكثير لأتحدث به إليك. كم بسرني ويريحني الحديث معك. ويبدو اليوم وكأن كل شيء لا يسير كما نريد. وتخبرني بأني سأتمكن من إنجاز هذه الأعمال) . وكل الأمثلة السابقة تشير إلى ضرورة الترجمة الدقيقة في فهم الرجل لكلام المرأة. ولا شك أنه بعد مدة من الوقت، ويستطيع فهم ما تقصده في كلامها. فقد ورد في أكثر من رواية عند مسلم على عائشة فنا فوجدها تبكي، والناس يذهبون إلى الحج الآن. فقال: (إن هذا أمر قد كتبه اللّٰه على بنات آدم، قال: ((فاذهب بها يا عبد الرحمن (بن أبي بكر) فأعمرها من التنعيم". وهكذا انتظرها رسول اللّٰه يلام حتى أتت بعمرتها من التنعيم، فطاف به قبل صلاة الصبح، وقال الراوي: وكان رسول اللّٰه وَله سهلاً إذا هويت شيئاً تابعها عليه صمت الرجل: وكما رأينا في عدم فهم الرجل للغة المرأة، فكذلك الحال بالنسبة للمرأة وفهمها لكلام أو عدم كلام الرجل. فمن أكبر الصعوبات التي قد تواجهها المرأة هي عندما لا يعود زوجها يتكلم، فصمت الرجل من أكثر ما تخطئ المرأة في ترجمته وتفسيره. ومن الأمور الشائعة آن يقف الرجل فجأة عن الكلام ويدخل في سمته . وهذه الحالة غريبة عادة عن طبع المرأة، ولهذا فقد تظن المرأة أولاً أن الرجل شارد الذهن لم يسمع ما تقول له، ولذلك فهو لا يتكلم. فمن عادة المرأة أن تفكر بصوت مرتفع مسموع، من خلال مشاركتها لمشاعرها مع من يهتم بالاستماع إليها من حولها. تكتشف المرأة ما تريد قوله أثناء كلامها مع الآخرين. إلا أن الرجل يتعامل مع المعلومات ويفكر بشكل مختلف تماماً. فقبل أن يتكلم أو يبدي استجابة موقف معين، ليتوصل بنفسه إلى الجواب أو التصرف الصحيح، ومن ثم يمكن أن يظهره للخارج ويعبّر عنه بكلمات أو فعل. وقد تأخذ عملية التفكير الصامت هذه من دقائق إلى ساعات، وإذا لم تتوفر للرجل معلومات كافية ليفكر فيها في الحلّ المناسب، إنها إن شغلها أمر تكلمت، فلماذا هو صامت لا يتكلم؟ . وعلى المرآة أن تتعلم تفسير صمت الرجل، وأنه عندما لا يتكلم فكأنه يقول لها: «لا أدري الآن تماماً ماذا أقول، إلا أن المرأة مع الأسف تفسّر صمت الرجل وكأنه يقول لها : (إنني لا أتكلم معك لأني غير مهتم ولا أبالي . إن كلامك ليس بهامّ ولذلك فأنا أتجاهلك!)) . إن الوقت الوحيد تقريباً الذي تصمت فيه المرأة هو عندما يكون ما تريد قوله جارحاً، ولا غرابة أن تشعر بعدم الأمن عندما يمتنع الرجل عن الكلام. فإنه يصمت عن الكلام ويدخل كهفه عندما يكون شغولاً بأمر، ولذلك فهو يعتزل ليفكر بحلّ مناسب للأمر . وعلى المرأة أن تتفهم طبيعة الرجل هذه إذا أرادت أن تكون صلتها معه يجابية وهادئة، ولا شك أن هذا قد يكون صعباً على المرأة لأن طبيعتها الأنثوية تقول لها أنه إن كان هناك أحد منزعجاً نعليها أن تحيط به وتخفف عنه وتخرجه من (عزلته)». وهكذا هي عندما تكون منزعجة، فإنها تحب أن يكون حولها من يكلمها ويرعاها، فكيف يُطلب منها الآن أن تترك رجلها في حاله، فإنها ستعينه على الخروج مما هو فيه. إلا أن هناك علامات إنذار تشير إلى حاجة الرجل لفترة من الصمت. مثاله عندما تسأله المرأة: (ما الخبر؟) فيجيب جواباً عامًا يُظهر من خلاله عدم استعداده للكلام. ومن الخطأ هنا أن تلحّ المرأة في الحديث وفق الأمثلة التالية: عندما يستعمل الرجل مثل هذه الإشارات، فهذا يعني أنه يحتاج من المرأة لشيء من التقبل بصمت، أو أن تعطيه مجالاً واسعاً ليختلي بنفسه. وعلى المرأة أن تفسّر عبارة الرجل: أنا بخير) بالشكل التالي : (إني بخير لأنني أستطيع التصرف في هذه المشكلة بنفسي، وثقي بقدرتي على التصرف بفدي إن المرأة إذا لم تحسن فهم عبارات الرجل ومصطلحاته فإنها ستقع في قد تفهم المرأة: (إني غير منزعج لأنني لا أبالي، وعندما يقول الرجل: (كل شيء تمام)»: نقد تفهم المرأة: (إني لا أبالي بما جرى. وعندما يقول الرجل: «لا يوجد شيء)): فقد تفهم المرأة: «لا أدري ما هو الأمر الذي يزعجني، وعندها تحاول المرأة بناء على هذا الفهم، أن تنهال على الرجل بالأسئلة، وإذا سمعت الرجل يقول: (الأمور حسنة): نقد تفهم المرأة: (الأمور حسنة الآن، ولكن تذكري أنكِ السبب فيما والترجمة الأصح: «هناك مشكلة إلا أنك لست السبب فيها، واستطيع حلها بنفسي. فأرجو عدم مقاطعتي لأنني أحاول التفكير في هذه المشكلة، وتنشأ الكثير من المشكلات الزوجية لأن الزوجة تحاول تعقب الرجل إلى كهفه، حيث يصعب عليها تفهم أن الرجل حقيقة يحتاج لفترة من العزلة أو الصمت عندما يكون منزعجاً. وعلى المرأة أن تتعلم أن لا تدفع الرجل إلى الكلام قبل أن يكون جاهزا لهذا، - وكما تقول الأسطورة عند هنود أمريكا - سيحرقها التنين الذي يحمي الكهف! تصرف المرأة أمام صمت الرجل: ولا شك أن المرأة ستسأل ماذا يمكنها أن تفعل لتختصر مدة صمت الرجل وعزلته في كهفه، فإنه سيقول بوضوح: إنه كلما حاولت المرأة أن تفعل هذا الشيء، وبأنها تلومه على تصرفه هذا . إن الرجل عندما يدخل الكهف فإنه يشبه بذلك المقاتل الجريح الذي يريد أن يختلي نفسه ليستريح ويضمد جراحه، أن تقوم المرأة ببعض الأمور ٢ - كوني على ثقة بقدرته على حل المشكلة التي أمامه. ٣ - لا تحاولي مساعدته بتقديم الحلول والمقترحات إليه. ٦ - لا تقلقي عليه أو تشعري بالأسف لحاله. ٧ - قومي بعمل يسعدك ويريحك. إن المرأة تريد من الرجل عادة أن يقلق عليها عندما تكون هي أمام مشكلة أو منزعجة، ويمكنه عندما يراها سعيدة أن يركز انتباهه أكثر على المشكلة التي أمامه من غير أن يحتاج للقلق على زوجته . ويمكن للمرأة أن تقوم بالأعمال التي تسعدها وتريحها، وهناك الكثير من هذه الأعمال التي نذكر منها على سبيل المثال :

  • قراءة كتاب أو رواية. - الحديث إلى صديقة على الهاتف. - الذهاب إلى السوق لشراء بعض الحاجات. وعلى كل من الرجل والمرأة أن يقفا عند تقديم المساعدة للآخر بالطريقة التي يتمنى كل منهما أن يتلقاها عندما يحتاج هو للعون والمساعدة. وتقديم المساعدة بهذه الطريقة التي تناسب الآخر ويرتاح إليها. إن أهم ما يحتاجه الرجل هو أن يشعر بأنه محط الثقة من قبل زوجته، ويشعر الرجل بتأييد زوجته له إذا كانت أعمالها وتصرفاتها توحي له بلسان حالها: (إني أثق بك وبإمكاناتك، وسوف أقدم لك المساعدة فقط عندما تطلبها مني بوضوح». وليس من السهل على المرأة في بداية الأمر أن تقدم دعمها للرجل هذه الطريقة التي لا تتمنّاها لنفسها. مكن للمرأة أن تستخرج أفضل ما عند الرجل من خلال أن تطلب منه المساعدة بدل أن توجه إليه اللوم والانتقاد. وعندما يتصرف الرجل بطريقة لا ترتاح إليها المرأة، فيمكنها أن تقول له وبصراحة أنها غير مرتاحة لهذا التصرف، نقد تتساءل المرأة عما تفعل إذا كان بعض سلوك الرجل غير مقبول، كأن نكون طريقة ارتداء ملابسه غير مناسبة، أو طبيعة علاقاته بالآخرين غير محببة. وقد تقول الزوجة أنها حاولت معه مرات ومرات ولكن من دون فائدة، وكأنه كلما طلبت منه الانتباه لنفسه أو تغيير سلوكه فإنه يغضب أو يتجاهل كلامها والأفضل من هذا أن تقدم التقبل المحب له، إنه بعد أن يشعر بتقبلها له، فإنه سيبدأ يسأل نفسه عما تفكر به وبنظرتها للأمور. فإنه سيبادر من نفسه للتغيير والإصلاح. وإذا شعرت المرأة أنها لا تحصل على الذي تريده، الأساليب الأربعة التالية : ١ - إذا قام الرجل بشراء حاجة للمنزل والمرأة ترى بأنها لا ترتاح إليها، وإذا لم يرتح الرجل حتى من هذه الملاحظة التي أبدتها، فيفيد أن تقدّر حساسيته من الأمر، وتعتذر إليه بأنها لم تكن تحاول أن تعلمه كيف يشتري. إنني لم أرتح إلى شكله، فهل يمكننا تغيير لونه يا ترى؟). ويفيد عندها أن تؤجل الموضوع لوقت آخر. ولا أريد أن أجرح مشاعرك، ولعلك تساعدني في طرح الموضوع بالطريقة المناسبة». ويشجعه على إبداء رأيه في الأمر من دون انزعاج كبير . إن الرجل يشعر عادة وكأن زوجته تعامله كطفل صغير، ولكن من خلال الامتناع عن تقديم النصح والتوجيهات. فإنه سيسعى من نفسه للتغيير . وحط من قدراته. فعندما تقدم المرأة ثلاً مساعدتها للرجل وهو يقوم بإعداد الطعام فقد يشعر بأن زوجته لا تثق بقدرته على القيام بالعمل، بينما ترى هي في مساعدته لها عندما تطبخ دليلاً على محبته وتقديره لها. إن المرأة تسعد كثيراً لسماع صوت زوجها يسألها بعطف: (كيف أنت يا عزيزتي؟) فهذا يشعرها باهتمامه ورعايته. بينما إذا قالت الزوجة للرجل : «كيف أنت يا عزيزي؟) فقد يشعر بأنها لا تثق بقدرته على تدبير أموره نفسه . إن على الرجل بشكل عام أن يبحث عن طرق تظهر لزوجته بأنه يهتم بها وبرعايتها، تلك الزوجة التي كانت كلما أراد زوجها السفر، ووقت مغادرة المنزل كي لا تفوته الطائرة، وإن كان لم ينس القمصان والجرابات. وطلب منها أنه إن نسي حاجة ما، .". إن تقوية العلاقة الزوجية - والعلاقات الإنسانية بشكل عام - قد لا نحتاج لتغييرات كبيرة في سلوكنا وحياتنا، أن تسمع مثل هذا التطمين. وحاجاته النفسية. كيف تقدم الدعم للمرأة؟ فأرجو أن تتركيني قليلاً، ولا أطيق الكلام معك، إلى نفس زوجته، بأن يخبرها بأنه (سيعود إليها بعد قليل)). وتقدّر المرأة عادة ما يصدر عن الرجل من تطمين، مما يفيد جداً أن يذكر الرجل حاجتها هذه باستمرار. ومن النافع أن نذكر هنا أن المرأة قد كون قد واجهت في حياتها وهي فتاة صغيرة شكلاً من أشكال رفض والدها ها، أو أن تكون قد رآت والدتها ترفض من قبل زوجها (كما في حالات الطلاق مثلاً)، فيمكن أن تصبح عندما تكبر امرأة شديدة الحساسية لكل ما بشير إلى الرفض أو المنبوذية من قبل زوجها أو غيره. إن الرجل يشعر عادة بالهجوم والاعتداء عليه عندما تبدأ زوجته بالتشكي والحديث عن مشكلاتها ومشاعرها، فهو يستنتج أنها تلومه على هذه المشكلات والمشاعر. حيث يغيب عن معظم الرجال أن المرأة تحتاج إلا أنه يمكن للمرأة من خلال الممارسة والتدريب أن تتعلم كيف نحقق حاجتها بالحديث عن الصعوبات والمشاعر، ولكن من غير أن تُشعر الرجل باللوم أو العتاب. فيمكنها مثلاً أن تطمئن الرجل إلى أنها لا تقصد لومه على هذه الصعوبات، ويمكنها أن تقول له مثلاً :
  • «كم أشعر بالراحة لمجرد الحديث معك عن هذه المشكلات)). - «كم يسعدني أن أستطيع الكلام معك)). - (إنني أشعر الآن بالارتياح بعد أن تحدثت لك عن ذلك، يصبح أكثر إيجابية وقبولاً من قبل الزوجين معاً. ويمكن للزوجة كذلك أن تحاول خلال حديثها إدخال بعض العبارات التي تنم عن تقديرها للجهود التي يبذلها زوجها من أجلها. فإذا كانت مثلاً تشتكي من الأعمال المنزلية التي تقوم بها، أو تمتنع عن التشكي لمجرد أن توافق ما يريده الرجل، وذلك من خلال إدخال التغييرات البسيطة التي سبق ذكرها هنا . فقد يوجد عند كثير من النساء مثل هذا الافتراض، ولذلك فهن لا يخبرن الرجل بتقدير جهوده وخدماته. والحقيقة أن الرجل يحتاج دوماً لأن يشعر بأن زوجته تدرك وتقدر مساعيه وخدماته. إلا أنها لسبب ما لا تجد أن الوقت مناسب لمثل هذا الحديث معه، لتحاول الحصول على التاييد والتشجيع الذي تحتاج. ثال واقعي : غسلتُ لك كل الصحون!). إلا أنه الآن وبعد أن عرف طبيعة الفروق بينه وبين زوجته قال:- «اللّٰه يعطيك العافية، وبعد قليل من الحديث والاستماع، فالعصير سيريحني كثيراً)). «لقد ارتحت كثيراً بالحديث معك. كيف يستمع الرجل من غير أن يغضب؟ إن أفضل ما يقدمه الرجل للمرأة هو حسن الحوار والاستماع. وقد سُئل عدد كبير من الرجال عن عدم حوارهم أو استماعهم للمرأة، فأجاب معظمهم أنهم عندما يحاولون الاستماع لزوجاتهم فإنهم يشعرون بالغضب نتيجة لطبيعة كلام المرأة عن مشكلاتها . ويفيد للرجل أن يتعلم كيف يستمع لزوجته من غير أن بنزعج أو يغضب. الملاحظات التالية حول بعض المواقف العملية واقتراحات إمكانية التعامل معها. ويبقى من حقها أن تحسّ بمشاعرها هذه. أو بسبب شعورك بأنه مهما صنعت فهي لن تشعر بالتحسّن. الاقتراح: لا تلومها على عدم تحسّنها بعد عرض حلولك عليها، وهي في الحقيقة لم تكن تبحث عن حلول. حاول أن تمنع نفسك من عرض الحلول والمقترحات. ٤ - إنها قد لا تقدّر في البداية استماعك إليها، وقد تشعر أنك لم تعرض وجهة نظرك في الأمر. الاقتراح: تأكد قبل عرض وجهة نظرك أنها قد انتهت من كلامها، ٥ - قد لا تتمكن رغم بذل جهدك من فهم وجهة نظرها، ولكن لا تلومها على هذا. ٦ - إنك غير مسؤول عن مشاعرها رغم أنها قد تبدو في كلامها وكأنها تلومك على هذا . وحقيقة الأمر أنها تريدك أن تفهم عنها ما تريد قوله. الاقتراح: امنع نفسك عن الموقف الدفاعي، ٧ - إذا جعلتك تشعر بالغضب الشديد، فتذكر أنها ربما لم تفهمك شكل جيد، وقد تكون في أعماق نفسها بريئة ووديعة، كيف تستمع من غير لوم: كثر الرجل من لوم زوجته أنها تلومه في حين أنها قد تكون قد حدثت ببراءة عن مشكلاتها، نمثل هذه العبارة تنم عن احترام، ولكن في ذات الوقت تعطي الزوجة فرصة لتعديل ما قد شعره الزوج من اللوم والتأنيب. إن حسن استماع الرجل، وحسن تفسير كلام زوجته يحتاج لمزيد من التدريب والممارسة لإتقانه. ويمكن للزوج أن يتعمد عندما يعود إلى منزله أن بسأل زوجته كيف كان يومها، وعليه أن يذكّر نفسه باستمرار أنهما يتكلمان بلغتين مختلفتين، وإذا شعر الرجل بالانزعاج من كلام زوجته فيفضل عندها أن لا يستمر في الاستماع، لأن الجو سيزداد توتراً وحدة. إلا أن هذا صعب جداً الآن، وأحتاج لبعض الوقت للتفكير فيما قلتيه)).


Original text

لغة الرجل ولغة المرأة
«إني أجد من نفسي أني لم أطف بالبيت حتى حججت))
(عائشة تقول لزوجها النبي)
نعود كثير من الصعوبات التي يواجهها الأزواج إلى اختلاف اللغة التي بتحدث بها الرجل والمرأة أو الزوج والزوجة. فقد تكون للغة الرجل وللغة المرأة نفس الكلمات إلا أن لهما معان ومشاعر مختلفة، ولا بد لكل منهما من تعلم لغة الآخر ليستطيع ترجمة كلامه وفهم معانيه. ولنتصور أن هناك قاموساً لترجمة لغة الرجل ولغة المرأة، فعندما ينشأ خلاف أو سوء تفاهم، فلا بد حينها من رجوع كل منهما إلى هذا القاموس اللغوي ليحاول كل منهما فهم عبارات الآخر، أو الذهاب إلى مترجم يترجم لهما ما يقوله كل منهما، وبذلك يتحقق التفاهم بينهما. ولذلك علينا أن ندرك أن كثيراً من حالات سوء التفاهم بين الزوجين قد تعود ببساطة لخطأ في الترجمة بين لغتيهما .
نمن أجل أن تعبّر المرأة عن مشاعرها، فإنها تستعمل عادة لغة شاعرية بما فيها من التشبيه والإطلاق والتعميم. ومن النادر أن تقصد المرأة نفس المعنى الذي يقصده الرجل، حتى وإن بدا وكأنهما يستعملان نفس الكلمات أو المصطلحات. فعندما تقول المرأة لزوجها مثلاً: (إنك لا تستمع إلي أبدا)، فإنها لا تقصد من كلمة (أبداً) أن تؤخذ بشكل حرفيّ. وإنما هي نستعمل هذه الكلمة (أبداً) لتعبّر عن درجة انزعاجها أو خيبة أملها في تلك اللحظة. ومن الخطأ الكثير الوقوع أن تفهم بشكل حرفي وكأنها حقيقة تقول بها المرأة.
ينما يستعمل الرجل لغة حرفيّة لينقل معاني حقيقية ومعلومات. ومن خطئه المتكرر أنه يفهم عبارات المرأة فهما حرفياً، ولذلك فهو يخطئ فهم حقيقة ما تقصده المرآة، ولذلك تكون ردّة فعله بطريقة غير ما تتوقعه الزوجة. فنجد الرجل يجيب المرأة مثلاً لما قالته أنفاً: «ها أنا ذا جالس استمع إليك الآن، فكيف تقولين أنني لا أستمع إليك أبداً!» ومن الواضح أنه فسّر كلامها تفسيراً حرفياً .
وسنرى في الأمثلة التالية بعض الأخطاء الشائعة في ترجمة لغة المرأة ولغة الرجل .ونلاحظ كيف أن الرجل يفهم كلام المرأة فهما حرفياً، مما يجعله لا فهم حقيقة ما تريد قوله، وبالتالي يكون جوابه مسبباً لسوء تفاهم وجدال.
ولعلنا نقول أن من أكبر مشكلات العلاقات الزوجية هي الكلمات والعبارات التي لا تشعر بالمحبة، أو العبارات الغامضة. ولذلك فلا غرابة أن أكثر ما تشتكي منه المرأة قولها: «لا أشعر بأن زوجي يسمع ما أقول)).
والأعجب أن هذه العبارة نفسها تتعرض لسوء الترجمة في فهم الرجل، مما جعله يحاول أن يناقشها بأنه يفهم كلامها، وأن بمقدوره أن يعيد إليها كل ما قالته، وأنها مخطئة في مشاعرها. بينما يمكن بكل بساطة أن تكون الترجمة الدقيقة لكلامها بالشكل التالي :
((أشعر وكأنكَ لا تفهم علي تماماً كل ما أريد قوله، فهل لك أن
تساعدني لتجعلني أشعر باهتمامك فيما أقول؟).
ولا شك أنه إن فهم الرجل شكواها بهذا الشكل فسيقل جداله معها، وستكون استجاباته أكثر إيجابية. وبسبب عدم معرفة الرجل لأسلوب المرأة في التعبير عن عواطفها ومشاعرها فإنه يحاول أن يصدر أحكامه على كلام المرأة، أو يحاول إبطال صحة مشاعرها وأنها على خطأ أن تشعر بهذا الشكل .
وياحبذا لو يحاول الرجال والنساء أن يعيدوا فهم ما يفهمونه من كلام عضهما البعض، وخاصة وقت الخصام والجدال، حيث تكثر أخطاء الترجمة ينهما، وياحبذا أن يعودوا إلى النظر في قاموس مفرادت الرجل والمرأة.
ولنحاول فيما سيأتي ترجمة ما يمكن أن تقوله المرأة، مع النظر إلى نهم الرجل عندما يقوم بالترجمة الحرفية، وما يمكن أن تكون عليه الترجمة الأصح لما تحاول المرأة التعبير عنه.
(إننا لا نخرج معاً أبدا)».
قد يفهم الرجل:
((إنك لا تقوم بواجبك أبداً، وكم خاب ظنّي بك الآن. إننا لم نعد أبداً نقوم بأي عمل مع بعضنا لأنك كسول، وغير عاطفي، وممل".
الترجمة الأصح:
(إني أشعر بالرغبة في الخروج وفعل شيء مع بعضنا .
إننا دوماً نستمتع بقضاء الوقت معاً، وإني أحب أن أكون معك.
ما رأيك؟ لقد مضت عدة أيام لم نخرج معاً)) . «الكل يتجاهلني)) .
قد يفهم الرجل :
(إنني غير سعيدة أبداً. لا أشعر أني أحوز على الانتباه الذي أحتاجه، ولا أمل لي في شيء. إنك لا تنتبه إلي، والمفروض فيك أن تحبني. عليك أن تخجل من نفسك فأنا لا أهملك أبداً بهذه الطريقة).
الترجمة الأصح:
(رغم أني أشعر وكأن أحداً لا ينتبه إلي، إلا أني أعرف أن البعض ينتبه إلي. قد أكون متضايقة أنك مشغول جداً في الفترة الأخيرة، وأنا أقدر الجهد الذي تبذله في عملك، ولكني أخاف أن يكون عملك أهمّ مني. هل لك أن تضمني وتخبرني كم أنا غالية عندك)).
(إنني تعبة، ولا أستطيع أن أقوم بأي عمل)).
قد يفهم الرجل :
(إنني أعمل كل شيء هنا وأنت لا تقوم بأي عمل. عليك أن تعمل أكثر، فأنا لا أستطيع أن أفعل كل شيء. إنني أحتاج لرجل حقيقي لأعيش
مع ويساعدني. لم كن زواجنا فق الايا با
الترجمة الأصح:
((لقد قمتُ اليوم بأعمال كثيرة، وإنني أحتاج لبعض الراحة قبل أن أعمل أي شيء آخر. كم أنا سعيدة لمساعدتك لي. هل لك أن تساعدني وتطمئنني بأن ما أقوم به لا بأس به، وأني أستحق بعض الراحة)).
«البيت دوماً في فوضى)).
قد يفهم الرجل :
«إن البيت دوماً في فوضى بسببك. إنني كلما قمتُ بتنيظفه عدتَ فوسّخته. إنك مهمل، ولا أريد العيش معك حتى تتغيّر. إما أن تنظف البيت وإما أن تخرج من حياتي) .
الترجمة الأصح:
(إنني تعبة اليوم وأشعر بالرغبة في بعض الراحة، إلا أن البيت يحتاج لترتيب. لا أعتقد أنك تتوقع مني أن أنظفه كله من جديد. هل توافق معي أنه يحتاج للترتيب، وهل تساعدني في جزء من العمل؟).
((لا أحد يستمع إلي أبدا)).
قد يفهم الرجل:
(إنني أهتم بك إلا أنك لا تستمع إلي. لقد كنتَ في الماضي تصغي إلي، إلا أنك أصبحتَ مملاً. إني أريد رجلاً حيوياً يهتم بي. إنك أناني ولا تراعي إلا مصلحتك الخاصة)).
الترجمة الأصح:
لايبدو أنني حساسة الآن، حيث أشعر وكأنك لم تهتم بي اليوم. يسرني جداً أن أتلقى منك بعض الانتباه لأن عملي كان اليوم متعباً . ولذلك أشعر وكأنه لا يوجد أحد يرغب في سماع ما لدي. هل يمكن أن نجلس معاً
ع لوقت للش
(إنك لم تعد تحبني" .
قد يفهم الرجل :
(لقد أعطيتك أفضل سنوات عمري، ولم تعطني أنت شيئاً. إنك استغليّتني . إنك أناني وبارد، ولا تفعل إلا ما يحلو لك. إنك لا تهتم بأحد غير نفسك. لقد ضاع عمري ولم يعد لدي شيء)).
الترجمة الأصح:
((أشعر اليوم وكأنك لا تحبني، وأفكر ماذا ياترى فعلتُ لتبتعد عني.
أعلم أنك تحبني حقيقة، وأنك تبذل الكثير من أجلي، إلا أني أشعر اليوم عدم الأمان، فهل يمكنك أن تطمئنني وتخبرني بحبك لي؟).
((لا شيء يسير كما نريد) .
قد يفهم الرجل:
(إنك لا تحسن عمل شيء، ولا أثق بقدرتك، ولو لم أستمع إليك لما كنتُ في هذه الحالة التي أنا فيها. لو كان هناك رجل آخر لكان استطاع إصلاح الأمر إلا أنك خربته أكثر) . الترجمة الأصح:
«لقد كان النهار طويلاً اليوم، ولدي الكثير لأتحدث به إليك. كم بسرني ويريحني الحديث معك. ويبدو اليوم وكأن كل شيء لا يسير كما نريد. أعلم أن هذا غير صحيح، إلا أن هذه مشاعري عندما أنظر فأرى أمامي أعمالاً كثيرة لم أنجزها. أرجو أن تضمني إليك، وتخبرني بأني سأتمكن من إنجاز هذه الأعمال) .
وكل الأمثلة السابقة تشير إلى ضرورة الترجمة الدقيقة في فهم الرجل لكلام المرأة. ولا شك أنه بعد مدة من الوقت، لا يعود الرجل يحتاج إلى النظر في قاموس المفردات حيث سيتعلم لغة المرآة، ويستطيع فهم ما تقصده في كلامها. وسيتعلم كذلك كيف تفكر المرأة وكيف تشعر .
ولنا في رسول اللّٰه الأسوة الحسنة، فقد ورد في أكثر من رواية عند مسلم
والبخاري عن حجة عائشة نا من حديث جابر ظه قال: (دخل رسول اللّٰه وَال ي
على عائشة فنا فوجدها تبكي، فقال: (ما شأنك؟». قالت: شأني أني قد حضت، وقد أحلّ الناس، ولم أحلّ ولم أطف بالبيت، والناس يذهبون إلى الحج الآن. فقال: (إن هذا أمر قد كتبه اللّٰه على بنات آدم، فاغتسلي ثم أهلي بالحج)).
نفعلت ووقفت المواقف كلها، حتى إذا طهرت، طافت بالكعبة وبالصفا والمروة .
ثم قال : (قد حللت من حجك وعمرتك)). قالت: يا رسول اللّٰه! أتنطلقون بحج وعمرة وأنطلق بحج؟ وفي حديث آخر: أيرجع الناس بأجرين وأرجع بأجر؟ قال: (إن لك مثل ما لهم". قالت: إني أجد من نفسي أني لم أطف بالبيت حتى حججت. قال: ((فاذهب بها يا عبد الرحمن (بن أبي بكر) فأعمرها من التنعيم".
وهكذا انتظرها رسول اللّٰه يلام حتى أتت بعمرتها من التنعيم، وكما تمنت. وقد ذكرت عائشة فينا قصتها هذه فقالت: فجئنا رسول اللّٰه لاة وهو في منزله من جوف الليل فقال: (هل فرغتِ؟) قالت: نعم. فآذن في أصحابه بالرحيل، نخرج فمر بالبيت، فطاف به قبل صلاة الصبح، ثم خرج إلى المدينة)). وقال الراوي: وكان رسول اللّٰه وَله سهلاً إذا هويت شيئاً تابعها عليه صمت الرجل:
وكما رأينا في عدم فهم الرجل للغة المرأة، فكذلك الحال بالنسبة للمرأة وفهمها لكلام أو عدم كلام الرجل. فمن أكبر الصعوبات التي قد تواجهها المرأة هي عندما لا يعود زوجها يتكلم، حيث يصعب عليها تفسير هذا الموقف ومعناه. فصمت الرجل من أكثر ما تخطئ المرأة في ترجمته وتفسيره.
ومن الأمور الشائعة آن يقف الرجل فجأة عن الكلام ويدخل في سمته . وهذه الحالة غريبة عادة عن طبع المرأة، ولهذا فقد تظن المرأة أولاً أن الرجل شارد الذهن لم يسمع ما تقول له، ولذلك فهو لا يتكلم. فمن عادة المرأة أن تفكر بصوت مرتفع مسموع، من خلال مشاركتها لمشاعرها مع من يهتم بالاستماع إليها من حولها. وفي كثير من الأحيان، تكتشف المرأة ما تريد قوله أثناء كلامها مع الآخرين. إلا أن الرجل يتعامل مع المعلومات ويفكر بشكل مختلف تماماً. فقبل أن يتكلم أو يبدي استجابة موقف معين، فإنه أولاً يفكر بصمت في الأمر الذي أمامه، ليتوصل بنفسه إلى الجواب أو التصرف الصحيح، ومن ثم يمكن أن يظهره للخارج ويعبّر عنه بكلمات أو فعل. وقد تأخذ عملية التفكير الصامت هذه من دقائق إلى ساعات، يدخل فيها الرجل صمته بهدوء. وإذا لم تتوفر للرجل معلومات كافية ليفكر فيها في الحلّ المناسب، فإنه قد لا يرتكس أبداً للموقف، ولا ظهر أي ردة فعل، مما يزيد المرأة في ارتباكها وحيرتها أمام صمته هذا .
إنها إن شغلها أمر تكلمت، فلماذا هو صامت لا يتكلم؟ .
وعلى المرآة أن تتعلم تفسير صمت الرجل، وأنه عندما لا يتكلم فكأنه يقول لها: «لا أدري الآن تماماً ماذا أقول، إلا أنني أفكر في الأمر»، إلا أن المرأة مع الأسف تفسّر صمت الرجل وكأنه يقول لها : (إنني لا أتكلم معك لأني غير مهتم ولا أبالي . إن كلامك ليس بهامّ ولذلك فأنا أتجاهلك!)) .
إن الوقت الوحيد تقريباً الذي تصمت فيه المرأة هو عندما يكون ما تريد قوله جارحاً، أو عندما لا ترغب بالكلام لأنها لم تعد تثق بمن تحدثه وتريد الإعراض عنه، ولذلك فمن السهل عليها أن تسيء تفسير صمت الرجل، ولا غرابة أن تشعر بعدم الأمن عندما يمتنع الرجل عن الكلام.
ينما بالنسبة للرجل، فإنه يصمت عن الكلام ويدخل كهفه عندما يكون شغولاً بأمر، أو واقعاً تحت شدة، أو أمام تحدٍ وعليه أن يستجيب للموقف، ولذلك فهو يعتزل ليفكر بحلّ مناسب للأمر .
وعلى المرأة أن تتفهم طبيعة الرجل هذه إذا أرادت أن تكون صلتها معه يجابية وهادئة، وأن تعرف أيضاً أنه لا يُنصح بدخول أحد عليه عندما يكون في كهفه، ولا حتى أقرب أصدقائه. ولتطمئن المرأة من الأمر، فعاجلاً أو آجلاً سيخرج الرجل من كهفه بشكل طبيعي. ولا شك أن هذا قد يكون صعباً على المرأة لأن طبيعتها الأنثوية تقول لها أنه إن كان هناك أحد منزعجاً نعليها أن تحيط به وتخفف عنه وتخرجه من (عزلته)». وهكذا هي عندما تكون منزعجة، فإنها تحب أن يكون حولها من يكلمها ويرعاها، فكيف يُطلب منها الآن أن تترك رجلها في حاله، وهي تراه منزعجاً أو مشغولاً؟!.
وقد تعتقد المرأة مخطئة، أنها إذا أخذت تطرح على الرجل أسئلة، وتحاول الاستماع إليه، فإنها ستعينه على الخروج مما هو فيه. إلا أن هذا الأسلوب من شأنه أن يزيد انزعاج الرجل أكثر. إن قصدها هنا لا شك طيب حسن إلا أن الأسلوب غير سليم، ونتائجه معاكسة لما تريد تحقيقه .
سحيح أنه ليس من عادة الرجل أن يقول: (إني متضايق وأحتاج بعض الوقت بمفردي للتفكير»، إلا أن هناك علامات إنذار تشير إلى حاجة الرجل لفترة من الصمت. مثاله عندما تسأله المرأة: (ما الخبر؟) فيجيب جواباً عامًا يُظهر من خلاله عدم استعداده للكلام.
ومن الخطأ هنا أن تلحّ المرأة في الحديث وفق الأمثلة التالية: عندما يستعمل الرجل مثل هذه الإشارات، فهذا يعني أنه يحتاج من المرأة لشيء من التقبل بصمت، أو أن تعطيه مجالاً واسعاً ليختلي بنفسه.
وعلى المرأة أن تفسّر عبارة الرجل: أنا بخير) بالشكل التالي : (إني بخير لأنني أستطيع التصرف في هذه المشكلة بنفسي، ولا أحتاج لأي مساعدة. فأرجو أن عينيني أن لا تقلقي علي، وثقي بقدرتي على التصرف بفدي
إن المرأة إذا لم تحسن فهم عبارات الرجل ومصطلحاته فإنها ستقع في
مثل الأخطاء التالية:
لعندما يقول الرجل: (أنا بخير) :
قد تفهم المرأة: (إني غير منزعج لأنني لا أبالي، ولا أريد أن
أشاركك أفكاري ومشاعري لأني لا أثق بعونك لي).
والترجمة الأصح :
أنا بخير، وأستطيع التصرف في الأمور، ولا أحتاج إلى المساعدة، فشكراً لك)) .
وعندما يقول الرجل: (كل شيء تمام)»:
نقد تفهم المرأة: (إني لا أبالي بما جرى. وهذه المشكلة ليست هامة
بالنسبة لي، وحتى لو كانت قد أزعجتك. إني لا أهتم للأمر) .
والترجمة الأصح: «كل شيء تمام لأنني بدأت أنجح في حل المشكلة،
وإذا احتجت للمساعدة فسأطلبها، إلا أن الأمور الآن على ما يرام)).
وعندما يقول الرجل: «لا يوجد شيء)):
فقد تفهم المرأة: «لا أدري ما هو الأمر الذي يزعجني، وأريد أن تسأليني أسئلة لتساعديني في فهم ما حدث). وعندها تحاول المرأة بناء على هذا الفهم، أن تنهال على الرجل بالأسئلة، في الوقت الذي يفضل فيه أن يُترك بمفرده.
والترجمة الأصح لما قال: «لا يوجد شيء يزعجني ولا أستطيع التكيف معه أو حله، وأرجو أن لا تطرحي علي مزيداً من الأسئلة، لأني أحاول التركيز في حلّ الأمر».
وإذا سمعت الرجل يقول: (الأمور حسنة):
نقد تفهم المرأة: (الأمور حسنة الآن، ولكن تذكري أنكِ السبب فيما
جرى في الماضي، فلا تكرري هذا الخطأ».
والترجمة الأصح: «هناك مشكلة إلا أنك لست السبب فيها، واستطيع حلها بنفسي. فأرجو عدم مقاطعتي لأنني أحاول التفكير في هذه المشكلة، وأرجو ألا تقدمي الاقتراحات إلي)).
وتنشأ الكثير من المشكلات الزوجية لأن الزوجة تحاول تعقب الرجل إلى كهفه، حيث يصعب عليها تفهم أن الرجل حقيقة يحتاج لفترة من العزلة أو الصمت عندما يكون منزعجاً. وعلى المرأة أن تتعلم أن لا تدفع الرجل إلى الكلام قبل أن يكون جاهزا لهذا، وأن لا تحاول أن تدخل عليه كهفه، وإلا



  • وكما تقول الأسطورة عند هنود أمريكا - سيحرقها التنين الذي يحمي الكهف! تصرف المرأة أمام صمت الرجل: ولا شك أن المرأة ستسأل ماذا يمكنها أن تفعل لتختصر مدة صمت الرجل وعزلته في كهفه، وإذا سألنا الرجل هذا السؤال، فإنه سيقول بوضوح: إنه كلما حاولت المرأة أن تفعل هذا الشيء، كلما طالت مدة الصمت والعزلة أكثر .
    ومما يعيق أيضاً خروج الرجل من كهفه، أن يشعر أن المرأة غير مرتاحة أو منزعجة لانعزاله وصمته، وبأنها تلومه على تصرفه هذا . إن الرجل عندما يدخل الكهف فإنه يشبه بذلك المقاتل الجريح الذي يريد أن يختلي نفسه ليستريح ويضمد جراحه، فلا يفيد إشعاره بالذنب لأنه فضل هذه العزلة أو الاستراحة.
    وأفضل طريقة لدعم الرجل في صمته، أن تقوم المرأة ببعض الأمور
    التالية :
    ١ - لا تستنكري عليه صمته أو دخوله إلى الكهف.
    ٢ - كوني على ثقة بقدرته على حل المشكلة التي أمامه.
    ٣ - لا تحاولي مساعدته بتقديم الحلول والمقترحات إليه.
    ٤ - لا تطرحي عليه الأسئلة المتتابعة عن مشاعره وأحاسيسه .
    ٥ - لا تجلسي على باب الكهف تنتظري خروجه.
    ٦ - لا تقلقي عليه أو تشعري بالأسف لحاله.
    ٧ - قومي بعمل يسعدك ويريحك.
    ومما يساعد الرجل على الخروج من كهفه، أن يرى زوجته سعيدة وغير قلقة لدخوله الكهف، ولا متأسفة لحاله. إن المرأة تريد من الرجل عادة أن يقلق عليها عندما تكون هي أمام مشكلة أو منزعجة، إلا أن الرجل على العكس من هذا، حيث يرتاح أكثر لعدم انشغال بال زوجته عليه.
    ويمكنه عندما يراها سعيدة أن يركز انتباهه أكثر على المشكلة التي أمامه من غير أن يحتاج للقلق على زوجته .
    ويمكن للمرأة أن تقوم بالأعمال التي تسعدها وتريحها، والتي تصرف ذهنها عن زوجها الذي في الكهف، فلا تقلق عليه. وهناك الكثير من هذه الأعمال التي نذكر منها على سبيل المثال :

  • الصلاة أو تلاوة القرآن.

  • قراءة كتاب أو رواية.

  • الاستماع إلى الموسيقى أو الأناشيد.

  • مشاهدة التلفزيون.

  • العمل في المطبخ.

  • التمارين الرياضية.

  • زيارة صديقة أو أقرباء .

  • الحديث إلى صديقة على الهاتف.

  • الذهاب إلى السوق لشراء بعض الحاجات.

  • الاستمتاع بحمام ساخن.

  • العناية بنباتات المنزل .

  • الرسم أو الكتابة.

  • اللعب مع الأولاد .

  • القيام بهواية مفضلة.
    وعلى كل من الرجل والمرأة أن يقفا عند تقديم المساعدة للآخر
    بالطريقة التي يتمنى كل منهما أن يتلقاها عندما يحتاج هو للعون والمساعدة.
    وأن يحاول كل منهما تعلم طريقة الآخر، وتقديم المساعدة بهذه الطريقة التي تناسب الآخر ويرتاح إليها. وسننظر الآن كيف يفيد أن يقدم كل منهما الدعم والتأييد للآخر .
    كيف تقدمين الدعم للرجل؟
    إن أهم ما يحتاجه الرجل هو أن يشعر بأنه محط الثقة من قبل زوجته، ولذلك فهو لا يحب سماع النصائح والإرشادات، وإنما يفضل أن يثبت جدارته بنفسه. ويشعر الرجل بتأييد زوجته له إذا كانت أعمالها وتصرفاتها توحي له بلسان حالها: (إني أثق بك وبإمكاناتك، وسوف أقدم لك المساعدة فقط عندما تطلبها مني بوضوح».
    وليس من السهل على المرأة في بداية الأمر أن تقدم دعمها للرجل هذه الطريقة التي لا تتمنّاها لنفسها. وكثير من النساء لا يجدن تقديم الدعم إلا من خلال انتقاد الرجل عندما يخطئ، أو بتقديم النصائح والتوجيهات.
    مكن للمرأة أن تستخرج أفضل ما عند الرجل من خلال أن تطلب منه المساعدة بدل أن توجه إليه اللوم والانتقاد. وعندما يتصرف الرجل بطريقة لا ترتاح إليها المرأة، فيمكنها أن تقول له وبصراحة أنها غير مرتاحة لهذا التصرف، ومن غير أن تصدر أحكامها الانتقادية له، والتي تشير إلى أنه سيء أو مخطئ أو فاشل.
    كيف تقدمين النصح أو الانتقاد للرجل :
    إن ما سبق ذكره لا يعني أن تتغاضى المرأة عن أخطاء الزوج وعيوبه، وإنما أن تفكر في الطريقة المثلى والأفضل لتوجيه النصح أو الانتقاد إليه.
    نقد تتساءل المرأة عما تفعل إذا كان بعض سلوك الرجل غير مقبول، كأن نكون طريقة ارتداء ملابسه غير مناسبة، أو طريقة تناوله للطعام غير لائقة، أو طبيعة علاقاته بالآخرين غير محببة. وقد تقول الزوجة أنها حاولت معه مرات ومرات ولكن من دون فائدة، وكأنه كلما طلبت منه الانتباه لنفسه أو تغيير سلوكه فإنه يغضب أو يتجاهل كلامها
    والجواب على هذه الأسئلة أن تكف الزوجة عن إسداء النصائح، إلا إذا طلبها هو بنفسه. والأفضل من هذا أن تقدم التقبل المحب له، وأن نشعره بأنها تتقبله كما هو ومن دون الحاجة إلى تغييره أو ((إصلاحه». إن ما بحتاجه الرجل هو الشعور بالقبول والرضى وليس مجرد سماع الخطب والمحاضرات. إنه بعد أن يشعر بتقبلها له، فإنه سيبدأ يسأل نفسه عما تفكر به وبنظرتها للأمور. وإذا شعر عندها أن هناك بعض التصرفات التي لا تستسيغها أو تحبها، فإنه سيبادر من نفسه للتغيير والإصلاح. وإذا شعرت المرأة أنها لا تحصل على الذي تريده، فلا بأس أن تخبره بحقيقة مشاعرها نجاه هذا الأمر، ولكن من غير توجيه اللوم أو الانتقاد أو النصائح. ولا شك أن هذا الأسلوب من التصرف يتطلب حكمة ومحبة وصبر .
    ومن الأمور التي يمكن أن تساعد، الأساليب الأربعة التالية :
    ١ - إذا قام الرجل بشراء حاجة للمنزل والمرأة ترى بأنها لا ترتاح إليها، فيمكنها أن تقول له بأنها لا تحب ما اشتراه، ولكن من دون أن تقول له كيف عليه أن يشتري حاجات المنزل. وإذا لم يرتح الرجل حتى من هذه الملاحظة التي أبدتها، فيفيد أن تقدّر حساسيته من الأمر، وتعتذر إليه بأنها لم تكن تحاول أن تعلمه كيف يشتري.
    ٢ - إذا كان الرجل متحسساً من الأمر، فيمكنها أن تؤخر الحديث في الموضوع لوقت آخر. فتقول له: «هل تذكر الشيء الذي اشتريته من السوق، إنني لم أرتح إلى شكله، فهل يمكننا تغيير لونه يا ترى؟).
    ٣ - يمكنها أن تقول له وبكل وضوح: «هل لنا أن نذهب معك المرة القادمة لشراء حاجات المنزل». وإذا استمر بالرفض، فهذا يعني أنه يحب أن بشعر ببعض الحرية في شراء بعض حاجات المنزل. ويفيد عندها أن تؤجل الموضوع لوقت آخر.
    ٤ - يمكنها أن تقول له: «هناك أمر يشغلني ولا أدري كيف أتحدث عنه.
    ولا أريد أن أجرح مشاعرك، إلا أني أشعر بالحاجة للكلام عنه. ولعلك تساعدني في طرح الموضوع بالطريقة المناسبة». فمثل هذا الأسلوب يخفف من صدمة الاستماع لما تريد قوله، ويشجعه على إبداء رأيه في الأمر من دون انزعاج كبير .
    ولا نحتاج للحديث المطول عن ضرورة أن يكون الحديث معه في مثل هذه الأمور عندما لا يوجد أحد آخر معكما، ومن دون أن تشيري عليه كيف يقوم بالعمل.
    إن الرجل يشعر عادة وكأن زوجته تعامله كطفل صغير، أو أنها تحاول السيطرة عليه عندما تحاول أن تحيطه بالرعاية من خلال تقديم النصح المستمر. نعم يحتاج الرجل للرعاية والحنان، ولكن من خلال الامتناع عن تقديم النصح والتوجيهات. وعندما يشعر بأنها لا تحاول تغييره أو السيطرة عليه، فإنه سيسعى من نفسه للتغيير .
    إن الرجل لا يطلب المساعدة أو النصيحة إلا بعد أن يكون قد بذل وسعه في حل المشكلة التي تعترضه. وإذا قدمت المساعدة قبل وقتها المناسب، فقد يشعر وكأنها إهانة له، وحط من قدراته. فعندما تقدم المرأة ثلاً مساعدتها للرجل وهو يقوم بإعداد الطعام فقد يشعر بأن زوجته لا تثق بقدرته على القيام بالعمل، بينما ترى هي في مساعدته لها عندما تطبخ دليلاً على محبته وتقديره لها.
    إن المرأة تسعد كثيراً لسماع صوت زوجها يسألها بعطف: (كيف أنت يا عزيزتي؟) فهذا يشعرها باهتمامه ورعايته. بينما إذا قالت الزوجة للرجل :
    «كيف أنت يا عزيزي؟) فقد يشعر بأنها لا تثق بقدرته على تدبير أموره نفسه .
    إن على الرجل بشكل عام أن يبحث عن طرق تظهر لزوجته بأنه يهتم بها وبرعايتها، وبينما على المرأة أن تبحث عن طرق تظهر لزوجها بأنها تثق به وبقدراته .
    ومثال على ذلك، تلك الزوجة التي كانت كلما أراد زوجها السفر، فإنها تسأله في ليلة السفر إن كان قد أعدّ كل شيء من ترتيب وقت الاستيقاظ، ووقت مغادرة المنزل كي لا تفوته الطائرة، وماذا سيفعل عندما سيصل للمدينة الأخرى، وأين سينام. .. وتتابع معه الأسئلة في صباح السفر، إن كان قد أخذ بطاقة الطائرة وجواز السفر، وإن كان لم ينس القمصان والجرابات. ولكن بعد أن تحدث معها زوجها بأنه يقدّر كل حرصها واهتمامها ورعايتها، إلا أنه يفضل أن ترعاه من خلال أن تتذكر بأنه يسافر باستمرار ومنذ زمن طويل، وأنه في العادة يعتني في ترتيب حاجاته، وأغراضه، وأنه سيرتاح أكثر إذا أظهرت ثقة أكبر في إمكاناته وتحضيره للسفر . وطلب منها أنه إن نسي حاجة ما، بألا تقول له عند عودته: ((لقد قلتُ لكَ لا تنس كذا وكذا . .".
    إن تقوية العلاقة الزوجية - والعلاقات الإنسانية بشكل عام - قد لا نحتاج لتغييرات كبيرة في سلوكنا وحياتنا، وإنما يمكن تقوية العلاقة من خلال تراكم التغيرات الصغيرة الجزئية، والتي لا تخرجنا كلياً عن طبيعتنا الذاتية التي الفناها واعتدنا عليها .
    ومثال على ذلك، أن يتعود الرجل مثلاً أن يقدم بعض التطمين لزوجته عندما يشعر بالحاجة للدخول إلى كهفه، فهذا لن يتطلب منه الكثير، ولن بغيّر في طبيعته. كأن يقول مثلاً: ((أشعر بالحاجة لبعض الهدوء والصمت لأفكر في موضوع ما. لا تقلقي علي، وأعطني فقط بعض الوقت)).
    ومبعث تقديم هذا التطمين إدراك الرجل أن مما يساعد الزوجة ويخفف من قلقها ومخاوفها، أن تسمع مثل هذا التطمين. وإذا لم يدرك الرجل هذه الحاجة للمرأة، فقد يحاول أن يعدل كلياً عن الصمت ودخول كهفه لمجرد إرضاء زوجته وطلبها، وليس هذا هو التصرف السليم، لأن فيه تغييراً لطبيعة الرجل، وحاجاته النفسية. ويمكن نتيجة لهذا التغيير أن يصبح الرجل نزقاً منزعجاً، أو شديد الحساسية، أو مهملاً وغير مبال. وهو لا بدري أسباب انزعاجه وقلقه.
    كيف تقدم الدعم للمرأة؟
    عندما يصمت الرجل ويدخل كهفه فإن زوجته لا تسمع من تصرفاته :
    (أحتاج لبعض الهدوء لأفكر في أمر ما، فأرجو أن تتركيني قليلاً، وسأعود إليك بعد قليل) . وإنما تفسر صمته ودخوله الكهف على أنه يحاول أن يقول لها : «إنني لا أحبك، ولا أطيق الكلام معك، وسأذهب ولن أعود أبداً ولذلك يفيد كما ذكرنا منذ قليل أن يحاول الرجل إدخال الاطمئنان
    إلى نفس زوجته، بأن يخبرها بأنه (سيعود إليها بعد قليل)).
    وتقدّر المرأة عادة ما يصدر عن الرجل من تطمين، مما يفيد جداً أن يذكر الرجل حاجتها هذه باستمرار. ومن النافع أن نذكر هنا أن المرأة قد كون قد واجهت في حياتها وهي فتاة صغيرة شكلاً من أشكال رفض والدها ها، أو أن تكون قد رآت والدتها ترفض من قبل زوجها (كما في حالات الطلاق مثلاً)، فيمكن أن تصبح عندما تكبر امرأة شديدة الحساسية لكل ما بشير إلى الرفض أو المنبوذية من قبل زوجها أو غيره.
    وتقل حاجة المرأة للتطمين هذا إذا لم تكن قد عانت في طفولتها من صدمات الرفض، أو إذا عرفت مدى حاجة الرجل إلى الصمت ودخوله في الكهف.
    كيف تتحدث مع الطرف الآخر من غير لوم؟
    إن الرجل يشعر عادة بالهجوم والاعتداء عليه عندما تبدأ زوجته بالتشكي والحديث عن مشكلاتها ومشاعرها، فهو يستنتج أنها تلومه على هذه المشكلات والمشاعر. حيث يغيب عن معظم الرجال أن المرأة تحتاج
    إلا أنه يمكن للمرأة من خلال الممارسة والتدريب أن تتعلم كيف نحقق حاجتها بالحديث عن الصعوبات والمشاعر، ولكن من غير أن تُشعر الرجل باللوم أو العتاب. فيمكنها مثلاً أن تطمئن الرجل إلى أنها لا تقصد لومه على هذه الصعوبات، ويمكنها أن تقول له مثلاً :

  • «كم أشعر بالراحة لمجرد الحديث معك عن هذه المشكلات)).

  • «كم يسعدني أن أستطيع الكلام معك)).

  • (إنني أشعر الآن بالارتياح بعد أن تحدثت لك عن ذلك، فشكراً لك لأنك استمعت إلي) .

  • ((أعرف أنك لست أنتَ السبب، إلا أني أودّ الحديث في الأمر».
    وتحدث مثل هذه العبارات البسيطة تأثيراً كبيراً في تغيير جو الحديث، يصبح أكثر إيجابية وقبولاً من قبل الزوجين معاً. ويمكن للزوجة كذلك أن تحاول خلال حديثها إدخال بعض العبارات التي تنم عن تقديرها للجهود التي يبذلها زوجها من أجلها. فإذا كانت مثلاً تشتكي من الأعمال المنزلية التي تقوم بها، فيمكنها أن تعبّر له عن تقديرها للمساعدة التي يقدمها إليها في أعمال المنزل، وتشكره مثلاً عن عمل قام به منذ مدة قريبة، وكيف سرّها هذا العمل .
    ولا تحتاج المرأة لتغيير طبيعتها فتمتنع عن الحديث عن مشكلاتها ومشاعرها، أو تمتنع عن التشكي لمجرد أن توافق ما يريده الرجل، فليس هذا بالأمر السليم لها. وإنما عليها أن تحاول أن تعدّل بعض الشيء طبيعة الحديث لكي لا تُشعر الرجل بالتهجم أو اللوم على هذه المشكلات، وذلك من خلال إدخال التغييرات البسيطة التي سبق ذكرها هنا .
    وعلى المرأة كذلك أن لا تفترض أن الرجل يدرك دوماً كم هي تقدّر ما يبذله ويقدمه من جهد من أجلها. فقد يوجد عند كثير من النساء مثل هذا الافتراض، ولذلك فهن لا يخبرن الرجل بتقدير جهوده وخدماته. والحقيقة أن الرجل يحتاج دوماً لأن يشعر بأن زوجته تدرك وتقدر مساعيه وخدماته.
    وإذا شعرت المرأة بأنها منزعجة من أمر ما صدر من زوجها وأنها تريد عتابه أو انتقاده، إلا أنها لسبب ما لا تجد أن الوقت مناسب لمثل هذا الحديث معه، فيمكنها عندها أن تتحدث لصديقة أو قريبة، لتحاول الحصول على التاييد والتشجيع الذي تحتاج. وعندما تشعر ببعض الهدوء والإيجابية والمحبة يمكنها أن تتحدث مع زوجها لمشاركته مشاعرها .
    ثال واقعي :
    دخلت الزوجة على الزوج وهو يكتب،

  • فقالت: (كم أنا متعبة من أعمال المنزل) .
    (كان الزوج في الماضي يقول شيئاً مثل: كيف تكونين متعبة وقد
    غسلتُ لك كل الصحون!).
    إلا أنه الآن وبعد أن عرف طبيعة الفروق بينه وبين زوجته قال:- «اللّٰه يعطيك العافية، حقاً إنك تعملين كثيراً في أعمال المنزل).

  • قالت: (إننا لم نعد نقضي مع بعضنا وقتاً طويلاً، وأراك دوماً تكتب أو تقرأ» .
    (كان الزوج في الماضي يقول: لقد مكثنا مع بعضنا وقتاً طويلاً مساء البارحة!) .
    إلا أنه يدرك الآن أنها إنما تريد أن تتحدث وليست تبحث عن حلول
    وتفسيرات. فقال لها :

  • «معك حق، لقد كنا مشغولين كثيراً في الفترة الأخيرة. تعالي واجلسي أمامي هنا، لقد كان يوماً طويلاً من العمل)) .
    وبعد قليل من الحديث والاستماع،

  • قال الزوج: (ما رأيك أن أحضر لك كأساً من العصير؟)) .

  • «أتمنى هذا، فالعصير سيريحني كثيراً)).
    وما كان من الزوجة إلا أن قالت أثناء شرب كأس العصير :
    «لقد ارتحت كثيراً بالحديث معك. وشكراً لك على الاستماع، وعلى
    كأس العصير».
    كيف يستمع الرجل من غير أن يغضب؟
    إن أفضل ما يقدمه الرجل للمرأة هو حسن الحوار والاستماع. وقد سُئل عدد كبير من الرجال عن عدم حوارهم أو استماعهم للمرأة، فأجاب معظمهم أنهم عندما يحاولون الاستماع لزوجاتهم فإنهم يشعرون بالغضب نتيجة لطبيعة كلام المرأة عن مشكلاتها . ويفيد للرجل أن يتعلم كيف يستمع لزوجته من غير أن بنزعج أو يغضب. ومن الأمور المساعدة على تحقيق هذا الأمر، الملاحظات التالية حول بعض المواقف العملية واقتراحات إمكانية التعامل معها.
    ١ - إن معظم الغضب يأتي من عدم فهم وجهة نظر المرأة، وقد لا كون هي المسؤولة عن هذا.
    الاقتراح: تحمل أنت مسؤولية فهم ما تريد هي أن تعبّر عنه، ولا
    تلومها على انزعاجك. حاول أن تتفهمها. ٢ - إنك قد لا تتفق معها لأول وهلة على مبررات مشاعرها، إلا أن هذا لا ينقص من حقيقة هذه المشاعر، ويبقى من حقها أن تحسّ بمشاعرها هذه.
    الاقتراح: تابع الاستماع من غير تعليق، وحاول أن تسترخي أو تتنفس بعمق. حاول أن ترى الموقف من خلال موقعها ومن وجهة نظرها .
    ٣ - قد ينشأ الغضب بسبب عدم معرفة ماذا عليك أن تفعله لتحسّر الموقف، أو بسبب شعورك بأنه مهما صنعت فهي لن تشعر بالتحسّن.
    الاقتراح: لا تلومها على عدم تحسّنها بعد عرض حلولك عليها، نكيف تتوقع منها التحسّن بعد الحلول، وهي في الحقيقة لم تكن تبحث عن حلول. حاول أن تمنع نفسك من عرض الحلول والمقترحات.
    ٤ - إنها قد لا تقدّر في البداية استماعك إليها، وقد تشعر أنك لم تعرض وجهة نظرك في الأمر.
    الاقتراح: تأكد قبل عرض وجهة نظرك أنها قد انتهت من كلامها، وأنك ند فهمت ما تريد هي أن تقوله. لا ترفع صوتك في عرض وجهة نظرك.
    ٥ - قد لا تتمكن رغم بذل جهدك من فهم وجهة نظرها، وهذا لا منعك من أن تكون حسن الاستماع.
    الاقتراح: أخبرها بأنك لم تفهم وجهة نظرها، ولكن لا تلومها على هذا.
    ٦ - إنك غير مسؤول عن مشاعرها رغم أنها قد تبدو في كلامها وكأنها تلومك على هذا . وحقيقة الأمر أنها تريدك أن تفهم عنها ما تريد قوله.
    الاقتراح: امنع نفسك عن الموقف الدفاعي، وتابع الاستماع حتى ننتهي من كلامها وتشعر أنك قد استمعت إليها. ولكن بعد هذا اشرح موقفك أو وجهة نظرك.
    ٧ - إذا جعلتك تشعر بالغضب الشديد، فتذكر أنها ربما لم تفهمك شكل جيد، وقد تكون في أعماق نفسها بريئة ووديعة، وفي أمس الحاجة إلى اللطف والحنان.
    والاقتراح: لا تجادلها في مشاعرها ووجهة نظرها. يمكنكما أن توقفا
    الحديث وتعودا إليه في وقت آخر أكثر هدوءاً. كيف تستمع من غير لوم:
    كثر الرجل من لوم زوجته أنها تلومه في حين أنها قد تكون قد حدثت ببراءة عن مشكلاتها، مما يخلق توتراً شديداً في جو الحوار بين الزوجين. فقد تقول الزوجة: (إن المنزل دوماً في حالة فوضى، ولا أشعر أني قادرة على ترتيبه على الدوام، وأنت تلقي حاجاتك في كل مكان».
    وقد يستجيب الزوج هنا بأن يقول: (ولماذا تلوميني على عدم ترتيب المنزل؟».
    والأفضل أن يقول عبارات من مثل: (يؤلمني أن تشعري أن البيت في
    حالة فوضى دوماً. هل تقصدين أنني أنا سبب كل هذه الفوضى؟).
    نمثل هذه العبارة تنم عن احترام، ولكن في ذات الوقت تعطي الزوجة فرصة لتعديل ما قد شعره الزوج من اللوم والتأنيب. فقد تقول له مثلاً : ((لا أقصد أنك سبب كل هذه الفوضى" وعندها لا شك سوف يشعر الزوج ببعض الارتياح لسماع هذا.
    إن حسن استماع الرجل، وحسن تفسير كلام زوجته يحتاج لمزيد من التدريب والممارسة لإتقانه. ويمكن للزوج أن يتعمد عندما يعود إلى منزله أن بسأل زوجته كيف كان يومها، من أجل أن يتدرب على الاستماع الحسن.
    وعليه هنا أن لا يأخذ كلامها وكأنها تلومه على مشكلاتها أو صعوباتها، وعليه أن يذكّر نفسه باستمرار أنهما يتكلمان بلغتين مختلفتين، وإذا شعر الرجل بالانزعاج من كلام زوجته فيفضل عندها أن لا يستمر في الاستماع، لأن الجو سيزداد توتراً وحدة. ويمكنه عندها أن يقول لها: (إني أريد حقيقة الاستماع لما تريدين قوله، إلا أن هذا صعب جداً الآن، وأحتاج لبعض الوقت للتفكير فيما قلتيه)).
    إن العلاقة الزوجية تنمو وتترعرع عندما يتحسن الحوار بين الزوجين، ومن أفضل الحوار، ذلك الذي يقوم على الاحترام المتبادل للفروق بينهما، والذي يستجيب للحاجات النفسية والعاطفية لكل منهما.


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

تعتبر وفيات الأ...

تعتبر وفيات الأطفال واعتلال صحتهم من القضايا الصحية العاجلة التي تتطلب فهمًا عميقًا للعوامل المتعددة...

القطاع الزراعي ...

القطاع الزراعي يعتبر القطاع الزراعي بشقيه الحيواني و النباتي من أهم القطاعات في السودان حيث يضم 80...

يبدو أن نهاية ح...

يبدو أن نهاية حقبة نتنياهو قد اقتربت فعلا هذه المرة. إدارة ترامب تعتقد أن الضربات الأخيرة على إيران ...

تؤثر الألعاب ال...

تؤثر الألعاب الإلكترونية بشكل سلبي على المراهقين، خاصة في حال استخدامها بشكل مفرط أو عند اختيار ألعا...

إقليم تيغراي ال...

إقليم تيغراي الإثيوبي. هذه التوترات تأتي على خلفية تباين أهداف الدولتين خلال الحرب في تيغراي، حيث سع...

إيميل A FORMAL...

إيميل A FORMAL EMAIL که تحمل From: Antonio Ricci [[email protected]] The Priory Language Sch...

لم يتفق الباحثو...

لم يتفق الباحثون على تعريف جامع للشيخوخة، وذلك لأنها ليست من الظواهر الثابتة التي تحدث في المراحل ال...

وتناولت دراسة (...

وتناولت دراسة (فياض، والزائدي 2009) الأزمة المالية العالمية وأثرها على أسعار النفط الخام، تناولت بش...

تعتبـــر التغذي...

تعتبـــر التغذية الصحية مهمة جدا خلال الســـنتين الاولى من عمر الطفل حيث يتطور النمو العقلي والجســـ...

ﻦ ﷲ، إﻻ إﻟﮫ ﻻ ﯾ...

ﻦ ﷲ، إﻻ إﻟﮫ ﻻ ﯾﺎﻣﻮﺳﻰ: ﻗُﻞ ْ ﻗﺎل: ﺑﮫ، وأدﻋُﻮك َ أذﻛﺮُك َ ﺷﯿﺌًﺎ ﻋَﻠﱠﻤﻨﻲ ؟ ھﺬا ﯾﻘﻮﻟﻮن ﻋ ِ ﺒﺎدِك َ ﻛﻞ ﱡ ...

معايير التقييم ...

معايير التقييم الأساسية المهارة النسبة الفهم السمعي 20% التعبير الشفهي 25% القراءة والفهم 20% الكت...

التحسّس المبكّر...

التحسّس المبكّر لأمراض الكلى ضروري لمنع أو تأخير تطور المرض إلى مراحله النهائية. يشتمل التشخيص المبك...