Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (50%)

وعندما وصل شعيب إلى حالة اليأس منهم، لجأ إلى الوعيد بالأسلوب الرائع، والذي يصدر من شعيب عليه السلام الذي يوصف بأنه (خطيب الأنبياء)، فكأنه يقول لهم ما دمتم مصرين على الكفر والفساد بعد كل ذلك، ولا أقول لكم من الذي سيحل به العذاب والخزي المهين، ولكن هذا التغليف اللفظي الذي صاغ به شعيب كلامه لا يقلل من أثر الوعيد، لأن هذا الأسلوب يبدو واضحاً أنه نابع من الثقة الكاملة لدى المتحدث فيما يقول. ومن الملحوظات أن شعيباً عليه السلام لم يتخل عند استمالة قومه ، بمثل قوله ( ياقوم ) إلى آخر المحاورة، فيناديهم من أجله بقوله ( ياقوم ) وحتى أنه في آخر ما وجهه إليهم من كلام الوعيد، وقد تمثل ذلك كله في قوله: ﴿قَالَ يَنقَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ . وَيَقَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ) مراعاة لمشاعر الخصم في المحاورة رغبة في الوصول إلى كسبه، ووجهة شعيب في المحاورة أنه ومن معه مؤمنون بالله، وعاملون بما أمروا به، وجزاء المخالف العقاب الأليم فيهما، ومن حق شعيب في المحاورة أن يطبق هذا على نفسه كأنه يقول لخصمه، وخاصة في ختام المحاورة جزاء المؤمن الصالح رضا الله وثوابه، وجزاء الكافر المفسد مثلكم غضب الله وعذابه، ولكنه زيادة في إشعار خصمه بالإنصاف كأنه يقول لهم: لا أقول لكم من منا سیحل به عذاب الله، فانتظروا معي وسترون عما قريب بمن يحل العذاب، ومع أن مراد شعيب في غاية الوضوح، وهذا الاعتراف الضمني يقتضي أنه على الحق، ولا غرابة فيه، وحتى لا يترك خيطاً واحداً من خيوط الأمل في الأخذ بيدهم إلى طريق الله. العبرة وإنما ليتخذ منها السامعون في كل زمان ومكان عبرة وموعظة يستفيدون بها في واقعهم، وذلك لأن كل ما ساقه القرآن من أخبار الماضين، وإنما يورد الأمور ذات المضمون العام الذي يعني الناس، ومن الواضح أن كل ما ساقه القرآن الكريم من أخبار الماضين يتعلق من قريب أو بعيد بأحد أمرين، إما العقيدة، وإما السلوك، فإنه يدعو إلى العقيدة الصحيحة، وإلى السلوك القويم معا، يدعو إليهما مباشرة أحياناً، ففي محاورة نوح مع قومه، يدعو القرآن إلى العقيدة الصحيحة، على لسان نوح عليه السلام، متخذاً من قصة شعيب مع قومه عبرة أيضاً يدعو السامعين ضمناً إلى الاتعاظ بها. وأخبار الماضيين عامة يعقبها توضيح العبرة من ذكرها، ولذلك نجد العقاب واضحا عقب كل خبر من أخبار المعادين السابقين. ولكن المحاورات تزيد هذا الوعيد وضوحاً وإبرازاً، وبالتالي تأثيرا في السامعين، حيث إنها في أغلب الأحيان تسبق الوعيد بمرحلة هي الإنذار بهذا الوعيد، كما قال نوح لقومه بعد المحاورة: ﴿فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ ، ولم يطل ترقبهم،


Original text

وعندما وصل شعيب إلى حالة اليأس منهم، لجأ إلى الوعيد بالأسلوب الرائع، الذي يملأ النفوس روعاً، والذي يصدر من شعيب عليه السلام الذي يوصف بأنه (خطيب الأنبياء)، فكأنه يقول لهم ما دمتم مصرين على الكفر والفساد بعد كل ذلك، فابقوا على كفركم وفسادكم وسأبقى أنا على إيماني وصلاحي، ولا أقول لكم من الذي سيحل به العذاب والخزي المهين، ومن الذي سيظهر دون ريب أنه كاذب، فانتظروا وأنا منتظر معكم.


ولكن هذا التغليف اللفظي الذي صاغ به شعيب كلامه لا يقلل من أثر الوعيد، بل يزيده عمقاً وتأثيراً، لأن هذا الأسلوب يبدو واضحاً أنه نابع من الثقة الكاملة لدى المتحدث فيما يقول.


ومن الملحوظات أن شعيباً عليه السلام لم يتخل عند استمالة قومه ، بمثل قوله ( ياقوم ) إلى آخر المحاورة، وحتى عندما ختموا المحاورة مصرين على الكفر، فإن شعيباً كأنه لم ييأس منهم، وإنما لديه أمل ولو كالبصيص، فيناديهم من أجله بقوله ( ياقوم ) وحتى أنه في آخر ما وجهه إليهم من كلام الوعيد، يقول لهم ) وارتقبوا إني معكم رقيب ) ويلفت النظر قوله ( معكم ) فإنه يفيد في ظاهرة الصحبة، وهي وان لم تكن موجودة في الواقع، إلا أن إبرازها ظاهراً يكون من عوامل استمالتهم. وقد تمثل ذلك كله في قوله: ﴿قَالَ يَنقَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ . وَيَقَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ)


ومن الملحوظات الواضحة أيضاً في أسلوب شعيب عليه السلام في المحاورة إنصاف الخصم، حتى إنه يتخلى عن تطبيق آثار وجهة نظره في المحاورة على نفسه، مراعاة لمشاعر الخصم في المحاورة رغبة في الوصول إلى كسبه، ووجهة شعيب في المحاورة أنه ومن معه مؤمنون بالله، وعاملون بما أمروا به، وجزاء من يفعل ذلك الثواب العظيم في الدنيا والآخرة، وجزاء المخالف العقاب الأليم فيهما، ومن حق شعيب في المحاورة أن يطبق هذا على نفسه كأنه يقول لخصمه، وخاصة في ختام المحاورة جزاء المؤمن الصالح رضا الله وثوابه، وجزاء الكافر المفسد مثلكم
غضب الله وعذابه، ولكنه زيادة في إشعار خصمه بالإنصاف كأنه يقول لهم: لا أقول لكم من منا سیحل به عذاب الله، فلنفترض أني وأنتم في انتظار هذا العذاب المخزي، فانتظروا معي وسترون عما قريب بمن يحل العذاب، ومع أن مراد شعيب في غاية الوضوح، إلا أنه لا يملك إنصافاً لهم فوق هذا.


بل أبلغ ما في هذا الانصاف أنه يأتي بعد انتصار شعيب وظهور الحق على لسانه، واعترافهم ضمناً بهزيمتهم أمامه، وهذا الاعتراف الضمني يقتضي أنه على الحق، وأنهم على الباطل، وأن هذا العذاب من نصيبهم هم فلو قال لهم شعيب بعد هذه النتيجة انتظروا العذاب، لكان تسلسلاً منطقياً منتظراً، ولا غرابة فيه، ولكنه يتخلى عن هذا الحق، ليتخذ من هذا وسيلة إلى تأليف قلوبهم، وحتى لا يترك خيطاً واحداً من خيوط الأمل في الأخذ بيدهم إلى طريق الله.
العبرة


والقرآن الكريم لا يسوق أخبار الماضيين وقصصهم المجرد التسلية أو رواية الأخبار، وإنما ليتخذ منها السامعون في كل زمان ومكان عبرة وموعظة يستفيدون بها في واقعهم، وذلك لأن كل ما ساقه القرآن من أخبار الماضين، لا يتسم بأي طابع شخصي، بمعنى أنه لا يورد أموراً شخصية لا تعني غير أصحاب هذه الأمور التي حدثت في القديم؛ وإنما يورد الأمور ذات المضمون العام الذي يعني الناس، وإن حدثت لشخص أو أشخاص معينين، من الأمم السابقة.


ومن الواضح أن كل ما ساقه القرآن الكريم من أخبار الماضين يتعلق من قريب أو بعيد بأحد أمرين، إما العقيدة، وإما السلوك، وكلا الأمرين هدف أساسي للقرآن في دعوته، فإنه يدعو إلى العقيدة الصحيحة، وإلى السلوك القويم معا، يدعو إليهما مباشرة أحياناً، ويدعو إليهما بأسلوب غير مباشر أحياناً، ومن هذه الأساليب أسلوب المحاورة كما قلنا، ففي محاورة نوح مع قومه، يدعو القرآن إلى العقيدة الصحيحة، على لسان نوح عليه السلام، متخذا من قصته مع قومه عبرة يدعو السامعين صراحة إلى الاعتبار بها، وفي محاورة شعيب عليه السلام مع قومه يدعو القرآن إلى الإصلاح الديني والعملي عامة على لسان شعيب، متخذاً من قصة شعيب مع قومه عبرة أيضاً يدعو السامعين ضمناً إلى الاتعاظ بها.


والملحوظ أن المحاورات، وأخبار الماضيين عامة يعقبها توضيح العبرة من ذكرها، فنجد في المحاورة مثلاً نتيجة إصرار المعادين للأنبياء والمصلحين على كفرهم وعصيانهم، ليتخذ السامعون من ذلك عبرة في أنفسهم، فلا يسلكوا ما سلكه هؤلاء المعادون. وأوضح ما تكون العبرة في مقام الوعيد، لأهميته في اتعاظ السامعين به، ولذلك نجد العقاب واضحا عقب كل خبر من أخبار المعادين السابقين.


ولكن المحاورات تزيد هذا الوعيد وضوحاً وإبرازاً، وبالتالي تأثيرا في السامعين، حيث إنها في أغلب الأحيان تسبق الوعيد بمرحلة هي الإنذار بهذا الوعيد، على لسان المحاور المؤمن، وإذا هذا الإنذار يتحقق كما أنذر به المؤمن الداعية، كما قال نوح لقومه بعد المحاورة: ﴿فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ ، وإذا العذاب ينزل، فيهلكون جميعاً غرقى في الطوفان، وكما قال شعيب عليه السلام مثل قول نوح عليه السلام: ﴿سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ ) ، ولم يطل ترقبهم، فإذا الصيحة تدمرهم فيصبحوا في ديارهم جائمين. ﴿وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ ءَامَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ . كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ


وأهمية هذه الصورة من العبرة بالغة الأثر، حيث إن القرآن ينذر المعاندين بعذاب عاجل أو أجل وحينئذ يشير إليهم تصريحاً أو تلميحاً أنهم لن يكونوا خيراً من هؤلاء السابقين لو أصروا على العناد.


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

ث‌- الصراع: يع...

ث‌- الصراع: يعتبر من المفاهيم الأقرب لمفهوم الأزمة، حيث أن العديد من الأزمات تنبع من صراع بين طرفين...

تعرض مواطن يدعى...

تعرض مواطن يدعى عادل مقلي لاعتداء عنيف من قبل عناصر مسلحة تابعة لمليشيا الحوثي أمام زوجته، في محافظة...

زيادة الحوافز و...

زيادة الحوافز والدعم المالي للأسر الحاضنة لتشجيع المشاركة. تحسين تدريب ومراقبة العاملين الاجتماعيين...

Because learnin...

Because learning changes everything.® Chapter 13 Mutations and Genetic Testing Essentials of Biology...

ذكرت صحيفة نيوي...

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مصادر استخباراتية في الشرق الأوسط ومسؤولين إسرائيليين أن عز الدين ا...

تُعد طرائق التد...

تُعد طرائق التدريس من أهم العوامل التي تؤثر في جودة العملية التعليمية وفاعليتها. ومع تطور أساليب الت...

تعتبر بروفايلات...

تعتبر بروفايلات الدول مهمة للغاية في تحسين الفهم والتواصل الثقافي والاقتصادي بين الدول، وكذلك بين ال...

هدفت هذه الدراس...

هدفت هذه الدراسة إلى تحليل العلاقة بين السياحة والتنويع الاقتصادي وأثرهما المشترك على تحقيق النمو ال...

is a comprehens...

is a comprehensive document that outlines a business's goals, strategies, and operational structure....

شدد الفريق أول ...

شدد الفريق أول عبدالمجيد صقر، على أهمية التنسيق بين القوات المسلحة المصرية ونظيراتها الدولية من أجل ...

تواصل مليشيا ال...

تواصل مليشيا الحوثي الإرهابية حملة ميدانية موسعة منذ أكثر من أسبوعين، استهدفت خلالها الباعة المتجولي...

"النمنم" حسب قص...

"النمنم" حسب قصص الجدات والأهل، شخصية الرعب الأخطر، وهو يظهر بين آونة وأخرى، آكل لحوم بشرية من طراز ...