Lakhasly

يي لعل قضية تسهيل التجارة العالمية تكون همي أهمم القضايا الجمركية المعاصرة على الإطلاق، وهمي قضية قديمة وليست وليدة همذه الأيام تعود بداياتها إلي تلك المحاولات الحقيقية الجادة التي بدأ العالم بأسره القيام بها منذ نهاية الحرب العالمية الأولي، ولكنها واولات اتسمت جميعها بالفشل وعدم التوفيق، وبنهاية الحرب العالمية الثانية، ودخول دول العالم مرحلة البناء المؤسسي للعالم الجديد بعد الحرب بدأت مرة أخري في واولة جادة لتجنب ويلات أي حروب أخري، فقامت الأمم المتحدة في عام 5491 بالدعوة لعقد مؤتمر للتجارة والعمل لكي يتم وضع آليات مستقرة ونظم دولية متفق عليها للتجارة بين دول العالم، بما يضمن تفعيل حقيقي لمبدأ تسهيل وتيسير التجارة الدولية، وبانتهاء فعاليات المؤتمر في أكتوبر 5491 والإتفاق على ملف أول يتضمن الإتفاقية العامة للتعريفات والتجارة 5491، وطالب بالعودة لمائدة المفاوضات، 21 إن المعارضة الكبيرة التي واجهتها همذه الإتفاقية الخاصة بإنشاء منظمة التجارة العالمية من الكونجرس الأمريكي بحجة أن همذه المنظمة تسمح للحكومات بالتدخل المباار في حركة التجارة الدولية، وهمو ما يتعارض مع النظرية الاقتصادية الرأسمالية أو اقتصاديات السوق الحر الذي تطبقه الولايات المتحدة الأمريكية، بل إن الأوساط الاقتصادية والتجارية تشير إلى أن الناتج القومي الأمريكي في ذلك الوقت كان يعادل ضعف الناتج العالمي كله . لذلك كان اعتراض الكونجرس الأمريكي في ذلك الوقت على ميثاق همافانا يبدو اعتراضاً منطقياً من وجهة نظر اللغة الاقتصادية الأمريكية . إلا أن العديد من الدول الصناعية في العالم آنذاك أولت همذا الميثاق اهمتماماً كبيراً. خاصةً فيما يتعلق بإجراءات تحرير التجارة العالمية، وسعت دول العالم آنذاك إلى استكمال مفاوضاتها التجارية بعد ميثاق همافانا مباارة، حيث بدأت المرحلة الأولى عقب الاعتراض الأمريكي مباارة عام 5491 وامتدت لعدد من الجولات التجارية انتهت عام 5465، وقد اتسمت جولات المرحلة الأولي همذه بالتركيز على تحقيق تخفيضات في التعريفات الجمركية بين الدول المشاركة خاصة السلع والبضائع التي تدخل في التجارة بينها، حيث اهدت همذه المرحلة ظهور ا موعة الأوروبية والتي سعت إلى تكوين وحدة اقتصادية وتكامل سياسي بين الدول الأعضاء، وكانت همذه ا موعة قد أنٌشئت في الخمسينيات من القرن العشرين واتخذت بروكسل مقرًا لها ، وهمما على 21 الصعيد العام للجولات تعتبرا أهمم جولات المفاوضات التجارية جميعها، فجولة كيندي كانت الجولة السادسة وسُميت بذلك الاسم لأن الرئيس الأمريكي همو الذي دعا لعقدهما من خلال رسالته التي وجهها إلى الكونجرس عام 5461 ووافق الكونجرس بناء على همذه الرسالة على تفويض الرئيس الأمريكي في سلطة إجراء المفاوضات التجارية لتوسيع ودعم التجارة الخارجية ، وبموجب همذا م منح الرئيس صلاحيات خفض التعريفة الجمركية بنسبة تصل إلى 15 % على جميع السلع والبضائع و قد أدى همذا إلى فتح باب المفاوضات بين الولايات المتحدة الأمريكية و اركائها التجاريين خاصةً ا موعة الأوروبية , وااركت فيها عدد 71 دولة، وتركزت المناقشات حول موضوعات التخفيضات في التعريفات الجمركية , و قد نجح ثلو تلك الدول في التوصل إلى خفض التعريفة الجمركية على بضائع وسلع تدخل في التجارة الدولية بقيمة م تقديرهما في ذلك الوقت بحوالي 95مليار دولار أمريكي أو ما يعادل 95 % من التجارة الدولية وكان متوسط الخفض التعريفي متقارباً بين الدول حيث قررت كل من بريطانيا واليابان متوسط قدره 75% بينما بلء المتوسط في كندا 19 %، أما الجولة السابعة والتي سميت بجولة طوكيو فقد كانت بداية انطلاق حقيقية نحو تحرير التجارة العالمية حيث عٌقدت في طوكيو واارك فيها عدد 551دولة و كان الموضوع الأساسي كالعادة همو تخفيض التعريفة الجمركية على مزيد من البضائع والسلع، ولكن اهدت همذه الجولة للمرة الأولى تناول موضوع جديد همو القيود الغير الجمركية, و يمكن تقسيم همذه وكان الهدف من همذه الجولة تحقيق بعض • تحرير تجارة الخدمات بالإضافة إلى التجارة السلعية. حيث نجحت الولايات المتحدة الأمريكية في إدراك همذا الموضوع في المناقشات على مستوى الجات, حيث يؤدي ذلك إلى تخفيض العائد على أصحاب همذه الحقوق، و همكذا 23 انتهت الأربع سنوات الأولى من جولة أورجواي 5496 – 5445 دون التوصل إلى اتفاق يذكر، ومع بداية المفاوضات في جولة أوروجواي الثانية عام 5445، و 15% من الكمية, البنك الدولي . منظمة التجارة العالمية . ومنذ الأول من يناير 7222 أصبحت منظمة التجارة العالمية الوريث الشرعي للجات (الإتفاقية العامة للتعريفات 24 بعد. ومن أجل تحقيق ذلك والبدء فيه سريعاً ، بادرت المنظمة إلى الدعوة للمشاركة في مفاوضات تسهيل التجارة الدولية منذ بداية عام 7222 ، واستمرت همذه المفاوضات بين الدول الأعضاء على مدار عدة سنوات، 1. تطوير وتحديث البنية التحتية لشبكة النقل والمواصلات بصورة عامة. 3. وهمذه المحاور تتناول في تفصيلها كافة الجهات والمنظمات والوحدات الإدارية الحكومية وغير الحكومية التي لها علاقة بالتجارة الدولية ، ونلاحظ أن المحاور الثلاث تبدأ بكلمة (تطوير) بما يوضح أننا بصدد وضع منهجيات لرفع وزيادة ما همو كائن إلى أقصى ما يمكن أن نصل إليه من معدلات للتجارة بين دول العالم. بمعني تبسيط وتنسيق إجراءات التجارة الدولية والمستندات تقديم المستندات، إجراءات النقل، التأمين وغيرهما من الإجراءات المالية المتعلقة بمرونة عملية تدفق البضائع، إلغاء المعوقات والقيود أمام المنشآت الصغيرة والمتوسطة للدخول في الأسواق من همذا يتضح أننا نسعى من خلال إجراءات تسهيل التجارة إلي تحسين وتطوير النمو الاقتصادي للدول، وتحسين ظروف المنافسة للمنتجين بهذه الدول، وفي الوقت نفسه يكون لكل دولة الحق في حماية نفسها من الأنشطة التجارية غير المشروعة. وهمذا همو السبب الذي دفع منظمة التجارة العالمية إلى أن تطلب من كل دولة من الدول الأعضاء قائمة التخفيضات التعريفية والتي يستفيد منها كافة الدول ويترتب عنها بطريق مباار زيادة كبيرة في معدلات التبادل التجاري الدولي. لقد بدأ استخدام مصطلح تيسير التجارة الدولية في أروقة منظمة التجارة العالمية منذ أضيفت مفاوضات تسهيل التجارة إلى أجندة منظمة التجارة العالمية في ديسمبر 1996 لمواكبة سياسة الإصلاح الاقتصادي العالمي، النمو الاقتصادي والتجاري، معايير العمالة المركزية المعروفة دولياً، التجارة والبيئة، الخدمات والمفاوضات، وأخيراً موضوعات تسهيل التجارة الدولية}. إلاأنهلميتمالتعاملمعهابصورةرسميةإلاعندماأتخذا لسالعاملمنظمةالتجارة العالمية قراراً في اهر يوليو 2114 ببدء المفاوضات الخاصة بتيسير التجارة كأحد الوظائف الأساسية لمنظمة التجارة العالمية. وقد كان من اللافت للنظر أن الوفود التي اجتمعت لهذا الغرض ضم العديد منها ثلين عن الإدارات الجمركية لهذه الدول من بين أعضائها وهمو الأمر الذي ساهمم إلى حد كبير في واقعية همذه المفاوضات ونجاحهافيالوصولإلىآلياتعمليةيمكنمنخلالهال داراتالجمركيةالمساهممة بقدر كبير في عملية تيسير التجارة الدولية، ويتضمن ما يسمى بملف يوليو قرار ا لس العام للمنظمة ما يشير إلي أنه {بهدف تفعيل المساعدات الفنية وبناء القدرات وبهدف ضمان تضامن أكثر، فإن الدول الأعضاء بالمنظمة عليها دعوة الجهات الدولية المعنية مثل صندوق النقد الدولي ومنظمة الجمارك العالمية ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ومؤتمر الأمم المتحدة للتنمية والتجارة والبنك الدولي بهدف تبني جهود متضامنة في همذا الشأن} 27 وهمو ما يشير في لفظ صريح إلي دعوة الدول الغنية والجهات المانحة إلى تقديم كل المساعدة والدعم للدول النامية لتتمكن الإدارات الجمركية بها من تفعيل وتنفيذ آليات تيسير التجارة الدولية بها. لقد كانت منظمة التجارة العالمية ذات رؤية مستقبلية واسعة حين دعت الإدارات الجمركية إلى المشاركة في تلك المفاوضات لأنها تعلم أن الجمارك همي نقطة الارتكاز التي تقوم عليها التجارة الدولية ، وأن تطوير العمل الجمركي،

يي
لعل قضية تسهيل التجارة العالمية تكون همي أهمم القضايا الجمركية المعاصرة على
الإطلاق، لأنها تمثل المبرر القوي للتحول الإستراتيجي للجمارك، وهمي قضية قديمة وليست وليدة همذه الأيام تعود بداياتها إلي تلك المحاولات الحقيقية الجادة التي بدأ العالم بأسره القيام بها منذ نهاية الحرب العالمية الأولي، ولكنها واولات اتسمت جميعها بالفشل وعدم التوفيق، وبنهاية الحرب العالمية الثانية، ودخول دول العالم مرحلة البناء المؤسسي للعالم الجديد بعد الحرب بدأت مرة أخري في واولة جادة لتجنب ويلات أي حروب أخري، فقامت الأمم المتحدة في عام 5491 بالدعوة لعقد مؤتمر للتجارة والعمل لكي يتم وضع آليات مستقرة ونظم دولية متفق عليها للتجارة بين دول العالم، بما يضمن تفعيل حقيقي لمبدأ تسهيل وتيسير التجارة الدولية، وبانتهاء فعاليات المؤتمر في أكتوبر 5491 والإتفاق على ملف أول يتضمن الإتفاقية العامة للتعريفات والتجارة 5491، وملف آخر لا يقل أهممية همو إنشاء منظمة التجارة العالمية ، وقد تعرقلت تلك الجهود المبكرة بسبب اصطدام أحكام كلا الإتفاقين مع المبادئ الرأسمالية التي يقوم عليها النظام الأمريكي والذي بسببه رفض الكونجرس الأمريكي كلا الإتفاقين لتعارضهما في الكثير من النصوص والأحكام مع مبادئ الرأسمالية، وطالب بالعودة لمائدة المفاوضات،
21
إن المعارضة الكبيرة التي واجهتها همذه الإتفاقية الخاصة بإنشاء منظمة التجارة العالمية من الكونجرس الأمريكي بحجة أن همذه المنظمة تسمح للحكومات بالتدخل المباار في حركة التجارة الدولية، وهمو ما يتعارض مع النظرية الاقتصادية الرأسمالية أو اقتصاديات السوق الحر الذي تطبقه الولايات المتحدة الأمريكية، كان يدعمها أمر آخر همام جداً وهمو أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تعتبر أقل الدول تضرراً من الحرب العالمية الثانية، بل إن الأوساط الاقتصادية والتجارية تشير إلى أن الناتج القومي الأمريكي في ذلك الوقت كان يعادل ضعف الناتج العالمي كله .. لذلك كان اعتراض الكونجرس الأمريكي في ذلك الوقت على ميثاق همافانا يبدو اعتراضاً منطقياً من وجهة نظر اللغة الاقتصادية الأمريكية .. إلا أن العديد من الدول الصناعية في العالم آنذاك أولت همذا الميثاق اهمتماماً كبيراً.. خاصةً فيما يتعلق بإجراءات تحرير التجارة العالمية، وسعت دول العالم آنذاك إلى استكمال مفاوضاتها التجارية بعد ميثاق همافانا مباارة، وعقدت عدة جولات للمفاوضات التجارية على ثلاث مراحل، حيث بدأت المرحلة الأولى عقب الاعتراض الأمريكي مباارة عام 5491 وامتدت لعدد من الجولات
التجارية انتهت عام 5465،..
وقد اتسمت جولات المرحلة الأولي همذه بالتركيز على تحقيق تخفيضات في التعريفات الجمركية بين الدول المشاركة خاصة السلع والبضائع التي تدخل في التجارة بينها، ثم بدأت في عام 5469 المرحلة الثانية وامتدت حتى عام 5491، حيث اهدت همذه المرحلة ظهور ا موعة الأوروبية والتي سعت إلى تكوين وحدة اقتصادية وتكامل سياسي بين الدول الأعضاء، وكانت همذه ا موعة قد أنٌشئت في الخمسينيات من القرن العشرين واتخذت بروكسل مقرًا لها ، وقد طورت ا موعة نظمها الإدارية وتخطت كثيرًا من العراقيل حتى تكللت جهودهما بقيام الاتحاد الأوروبي، لقد اهدت المفاوضات في همذه المرحلة جولتين فقط همما جولة كيندي وجولة طوكيو ، وهمما على
21
الصعيد العام للجولات تعتبرا أهمم جولات المفاوضات التجارية جميعها، فجولة كيندي كانت الجولة السادسة وسُميت بذلك الاسم لأن الرئيس الأمريكي همو الذي دعا لعقدهما من خلال رسالته التي وجهها إلى الكونجرس عام 5461 ووافق الكونجرس بناء على همذه الرسالة على تفويض الرئيس الأمريكي في سلطة إجراء المفاوضات التجارية لتوسيع ودعم التجارة الخارجية ، وبموجب همذا م منح الرئيس صلاحيات خفض التعريفة الجمركية بنسبة تصل إلى 15 % على جميع السلع والبضائع و قد أدى همذا إلى فتح باب المفاوضات بين الولايات المتحدة الأمريكية و اركائها التجاريين خاصةً ا موعة الأوروبية , وبالفعل بدأت الجولة في مايو عام 5469 في جنيف وانتهت في مدينة جوان في 5461، وااركت فيها عدد 71 دولة، وتركزت المناقشات حول موضوعات التخفيضات في التعريفات الجمركية , و قد نجح ثلو تلك الدول في التوصل إلى خفض التعريفة الجمركية على بضائع وسلع تدخل في التجارة الدولية بقيمة م تقديرهما في ذلك الوقت بحوالي 95مليار دولار أمريكي أو ما يعادل 95 % من التجارة الدولية وكان متوسط الخفض التعريفي متقارباً بين الدول حيث قررت كل من بريطانيا واليابان متوسط قدره 75% بينما بلء المتوسط في كندا 19 %، أما الجولة السابعة والتي سميت بجولة طوكيو فقد كانت بداية انطلاق حقيقية نحو تحرير التجارة العالمية حيث عٌقدت في طوكيو واارك فيها عدد 551دولة و كان الموضوع الأساسي كالعادة همو تخفيض التعريفة الجمركية على مزيد من البضائع والسلع، ولكن اهدت همذه الجولة للمرة الأولى تناول موضوع جديد همو القيود الغير الجمركية, حيث لاحظت الوفود أنه على الرغم من أن الرسوم الجمركية قد م تخفيضها إلا أن القيود الغير جمركية استمرت في التزايد ا تسبب في إلغاء بعض المزايا التي تحققت من التخفيض، أما المرحلة الثالثة فقد بدأت في عام 5491 وامتدت عبر جولة واحدة من المفاوضات همي جولة أوروجواي وهمي الجولة الأخيرة قبل إنشاء منظمة التجارة العالمية, و يمكن تقسيم همذه
الجولة إلى مرحلتين، حيث بدأت الأولي عام 5496 وحتى عام 5445، و كانت أكثر 22
الجولات تعقيداً و تأزماً, و قد تأخرت أربع سنوات حيث كان من المقرر أن تنطلق في 5491 و لكنها لم تبدأ إلا في 15سبتمبر 5496, و تعد همذه الجولة أكثر طموحاً و أوسع نطاقاً من سابقاتها نظراً لامتدادهما لقطاعات جديدة لم تكن مشمولة في جولات المحادثات السابقة, و قد جاءت همذه الدورة في ظروف اقتصادية حاسمة كما أنها سعت لرسم معالم القرن الواحد و العشرين, وكان الهدف من همذه الجولة تحقيق بعض
الأهمداف الأساسية التالية : • تخفيض القيود الغير جمركية. • تحرير تجارة الخدمات بالإضافة إلى التجارة السلعية. • تخفيض القيود على الواردات من المنتجات الزراعية.
واهدت همذه الجولة مناقشات حادة جداً بين أعضاء الوفود، خاصة في موضوعات تجارة الخدمات والزراعة والملكية الفكرية, خاصة موضوع حماية الملكية الفكرية, حيث نجحت الولايات المتحدة الأمريكية في إدراك همذا الموضوع في المناقشات على مستوى الجات, و ذلك لأنها تعتبر المتضرر الرئيسي من غياب أي تنظيم دولي لحقوق الملكية الفكرية, و قد قدرت خسائرهما بما يقرب من 15مليار دولار أمريكي نتيجة القيام بنسخ برامج الكمبيوتر أو تقليد الأدوية, حيث يؤدي ذلك إلى تخفيض العائد على أصحاب همذه الحقوق، ومن ناحية أخرى, فإن تخفيض القيود على الواردات من المنتجات الزراعية كانت غاية في الصعوبة لأن أغلب دول العالم تستخدم العديد من السياسات لدعم القطاع الزراعي بها, سواء كان ذلك في صورة دعم سعري, أو دعم للتصدير, أو حص كمية على الواردات، الأمر الذي تسبب في تشوه هميكل أسعار تلك المنتجات, و لقد كان الإتحاد الأوروبي من أاد المعارضين لأي إلغاء للقيود على الواردات من المنتجات الزراعية, أو إلغاء الدعم المقدم للمنتجين الزراعيين, و همكذا
23
انتهت الأربع سنوات الأولى من جولة أورجواي 5496 – 5445 دون التوصل إلى اتفاق يذكر، ومع بداية المفاوضات في جولة أوروجواي الثانية عام 5445، حدث نوع من التوافق والإتفاق بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي حول العديد من الموضوعات وخاصة الملكية الفكرية ودعم المنتجات الزراعية, بعد أن همددت أمريكا بفرض رسوم جمركية قدرهما 155% على وارداتها من الإتحاد الأوروبي والتي تجاوز قيمتها 755مليون دولار أمريكي ، و لقد ساعد همذا التهديد على استئناف المفاوضات مرة أخرى في مجال الزراعة, و م الإتفاق حول نقاط الخلاف الرئيسية فتعهد الإتحاد الأوروبي بتخفيض الدعم الذي تقدمه الدول الأوروبية لمنتجي البذور الزراعية بنسبة 71% من القيمة, و 15% من الكمية, على أن يكون همذا الخفض تدريجياً و في عام 5447 عقد وزراء التجارة لكل من الإتحاد الأوروبي و كذا اليابان و أمريكا اجتماعا م الاتفاق فيه على دراسة كل المشاكل المعلقة في جولة أورجواي و م بالفعل حل همذه المشكلات ليتم توقيع الاتفاق النهائي في مراكش في المغرب في اكل وثيقة ختامية متضمنة نتائج جولة أوروجواي للمفاوضات التجارية متعددة الأطراف والتي عُرفت بد ( بروتوكول مراكش ) وذلك في 14 إبريل 1994 بحضور ما يزيد عن 117 دولة من دول العالم .. وبموجب همذا البروتوكول م إنشاء منظمة التجارة العالمية بعد خمسين عاماً من إنشاء صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ليكتمل مثلث الاقتصاد العالمي والذي ينظم العلاقات التجارية بين دول العالم.. صندوق النقد الدولي .. البنك
الدولي .. منظمة التجارة العالمية .
إن التحليل البسيط لهذه الأحداث التاريخية يوضح بجلاء أن العالم بأسره كان يسعى إلى تحقيق مستويات مرضية ومقبولة من الجميع من التيسير والتسهيل للتجارة العالمية من أجل رفع معدلات التبادل التجاري بين الدول.. ومنذ الأول من يناير 7222 أصبحت منظمة التجارة العالمية الوريث الشرعي للجات (الإتفاقية العامة للتعريفات
24
والتجارة ) وبالتالي فهي المنظمة التي تقوم بإدارة ووضع نظم التجارة الدولية، وهمي التي تقوم بتوجيه كافة الهيئات والجهات في مجال تطبيق الآليات التي تدعم نظم التجارة الدولية ، ولذلك أصبح الشغل الشاغل لهذه المنظمة همو تفعيل آليات واقعية لرفع معدلات التبادل التجاري بين دول العالم سواء الأعضاء في المنظمة أو التي لم تنضم
بعد..
ومن أجل تحقيق ذلك والبدء فيه سريعاً ، بادرت المنظمة إلى الدعوة للمشاركة في مفاوضات تسهيل التجارة الدولية منذ بداية عام 7222 ، أي بعد ما يزيد قليلاً عن عام واحد من ميلادهما، واستمرت همذه المفاوضات بين الدول الأعضاء على مدار عدة
سنوات،
وقبل أن نتعرف على تلك الآليات والطرق التي اتبعتها منظمة التجارة العالمية لتفعيل حقيقي لمبادرة تسهيل وتيسير التجارة العالمية، نجد من الضروري التذكير بمحاور (تسهيل التجارة العالمية) بما يعني أن تسهيل التجارة وتيسيرهما يمكن القيام به من خلال

1. تطوير وتحديث البنية التحتية لشبكة النقل والمواصلات بصورة عامة. 2. تطوير وإصلاح الطرق التي تمر عليها التجارة. 3. تطوير وتحديث المواني والمطارات والمنافذ الحدودية والمعابر التجارية.
   وهمذه المحاور تتناول في تفصيلها كافة الجهات والمنظمات والوحدات الإدارية الحكومية وغير الحكومية التي لها علاقة بالتجارة الدولية ، ونلاحظ أن المحاور الثلاث تبدأ بكلمة (تطوير) بما يوضح أننا بصدد وضع منهجيات لرفع وزيادة ما همو كائن إلى
   أقصى ما يمكن أن نصل إليه من معدلات للتجارة بين دول العالم.. إن تسهيل التجارة همو عملية أو مجموعة عمليات تهدف إلى ترايد الأنظمة المطبقة على حركة التجارة الدولية،بمعني تبسيط وتنسيق إجراءات التجارة الدولية والمستندات
   25
   المطلوبة لها والمقصود بإجراءات التجارة الدولية (الأنشطة، والعمليات، والإاتراطات التي ترتبط بالتحصيل، تقديم المستندات، والإتصال وتشغيل البيانات المطلوبة لحركة البضائع في التجارة الدولية). وهمذا التعريف يغطي العديد من الموضوعات وعدد كبير من الأنشطة مثل إجراءات الواردات والصادرات، إجراءات النقل، الدفع، التأمين وغيرهما من الإجراءات المالية المتعلقة بمرونة عملية تدفق البضائع، وبالتالي فإن همذا التعريف يتضمن البيئة التي تتم فيها المبادلات التجارية وبصفة خاصة ما يلي -
    إنتظام البيئة والحاجة إلى تنسيق المعايير المطبقة بما يتفق والمعايير الدولية لتحقيق التعامل الأفضل مع الأسواق.
    الخفض المستمر في كافة عناصر التكاليف المرتبطة بالصفقات التجارية.  إلغاء المعوقات التي تعوق الدفع والتأمين للبضائع موضوع التجارة ( مثل قيود الحظر على تغيير العملات الأجنبية،التأمين بقيم ودودة للتسليم من الباب إلى
   الباب). إلغاء المعوقات والقيود أمام المنشآت الصغيرة والمتوسطة للدخول في الأسواق
   الجديدة. من همذا يتضح أننا نسعى من خلال إجراءات تسهيل التجارة إلي تحسين وتطوير النمو
   الاقتصادي للدول، وتحسين ظروف المنافسة للمنتجين بهذه الدول، وفي الوقت نفسه يكون لكل دولة الحق في حماية نفسها من الأنشطة التجارية غير المشروعة. وهمذا همو السبب الذي دفع منظمة التجارة العالمية إلى أن تطلب من كل دولة من الدول الأعضاء قائمة التخفيضات التعريفية والتي يستفيد منها كافة الدول ويترتب عنها بطريق مباار زيادة كبيرة في معدلات التبادل التجاري الدولي.
   لقد بدأ استخدام مصطلح تيسير التجارة الدولية في أروقة منظمة التجارة العالمية منذ
   أضيفت مفاوضات تسهيل التجارة إلى أجندة منظمة التجارة العالمية في ديسمبر
   1996 لمواكبة سياسة الإصلاح الاقتصادي العالمي،حيث كان على جدول أعمال 26
   المؤتمر الوزاري الأول الذي عقد في سنغافورة موضوعات مطروحة كثيرة وصل عددهما إلى أكثر من 21 بنداً شملت {مشكلة الحقوق الاجتماعية، النمو الاقتصادي والتجاري، الفرص والتحديات التي تواجه دمج الاقتصاد، معايير العمالة المركزية المعروفة دولياً، مشكلة تهميش الدول الفقيرة، دور منظمة التجارة العالمية، الاتفاقات الإقليمية، القبول بالمنظمة، إتفاق تسوية المنازعات، تنفيذ اتفاقات المنظمة، القوانين والتشريعات، الدول النامية، الدول الفقيرة، المنسوجات والملابس، التجارة والبيئة، الخدمات والمفاوضات، إتفاق تكنولوجيا المعلومات والمواد الصيدلية، برنامج العمل وجدول الأعمال الداخلي، الاستثمار والمنافسة، الشفافية في المشتريات الحكومية، وأخيراً موضوعات
   تسهيل التجارة الدولية}. إلاأنهلميتمالتعاملمعهابصورةرسميةإلاعندماأتخذا لسالعاملمنظمةالتجارة العالمية قراراً في اهر يوليو 2114 ببدء المفاوضات الخاصة بتيسير التجارة كأحد الوظائف الأساسية لمنظمة التجارة العالمية. وبالفعلبدأا لسالعامللمنظمةعقدعددمنالاجتماعاتلبحثكافةالآليات والسبل التي تؤدي إلى تيسير التجارة الدولية، وقد كان من اللافت للنظر أن الوفود التي اجتمعت لهذا الغرض ضم العديد منها ثلين عن الإدارات الجمركية لهذه الدول من بين أعضائها وهمو الأمر الذي ساهمم إلى حد كبير في واقعية همذه المفاوضات ونجاحهافيالوصولإلىآلياتعمليةيمكنمنخلالهال داراتالجمركيةالمساهممة بقدر كبير في عملية تيسير التجارة الدولية، ويتضمن ما يسمى بملف يوليو قرار ا لس العام للمنظمة ما يشير إلي أنه {بهدف تفعيل المساعدات الفنية وبناء القدرات وبهدف ضمان تضامن أكثر، فإن الدول الأعضاء بالمنظمة عليها دعوة الجهات الدولية المعنية مثل صندوق النقد الدولي ومنظمة الجمارك العالمية ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ومؤتمر الأمم المتحدة
   للتنمية والتجارة والبنك الدولي بهدف تبني جهود متضامنة في همذا الشأن} 27
   وهمو ما يشير في لفظ صريح إلي دعوة الدول الغنية والجهات المانحة إلى تقديم كل المساعدة والدعم للدول النامية لتتمكن الإدارات الجمركية بها من تفعيل وتنفيذ آليات تيسير التجارة الدولية بها. لقد كانت منظمة التجارة العالمية ذات رؤية مستقبلية واسعة حين دعت الإدارات الجمركية إلى المشاركة في تلك المفاوضات لأنها تعلم أن الجمارك همي نقطة الارتكاز التي تقوم عليها التجارة الدولية ، وأن تطوير العمل الجمركي، بل وتغيير الثقافة الجمركية التقليدية التي تقوم على الهاجس الأمني والمالي، همو المسار الوحيد الذي يمكن من خلاله أن تنجح عملية تسهيل التجارة العالمية..