Lakhasly

أصبح من المتداول اليوم في مجال علم الخلاق، إن الخلاق بوجه عام تأثرت بالواقع الحياتي للإنسان المعاصر، واذا كان البحث الخلاقي الكلاسيكي يبحث في وضع المعايير النظرية الكلية للسلوك الإنساني استنادا إلى فانه وتماشيا مع الواقع الجديد للإنسان تحول البحث الخلاقي من التنظير الكلي العام إلى الطرح الجزئي العملي المرتبط بالإشكالات العملية الناتجة عن الواقع الحياتي الجديد للإنسان المعاصر في مختلف المجالات، وتعدد هذه المجالات افرز مفهوما جديدا للأخلاق من الوحدة إلى التعدد، فلم نعد نتحدث عن اخلاق مفردة تصلح كمعيار لجميع مجالات هذا الواقع الإنساني الجديد، 2. مفهوم الأخلاقيات التطبيقية: "الخلاق التطبيقية هي مجموعة من القواعد الخلاقية العملية المجالية، تسعى لتنظيم الممارسة داخل مختلف ميادين العلم والتكنولوجيا وما يرتبط بها من أنشطة اجتماعية واقتصادية ومهنية. كما تحاول ان تحل المشاكل الخلاقية التي تطرحها تلك الميادين، لا انطلاقا من معايير أخلاقية جاهزة ومطلقة، بل اعتمادا على ما يتم التوصل إليه بواسطة التداول والتوافق، وعلى المعالجة الخلاقية للحالات الخاصة والمعقدة أو أن معالجة القضايا الخلاقية يتم عبر التداول المعرفي والاجتماعي وليس وفكرة التداول تقتض ي مشاركة الفاعلين في المجال العملي المولد للمشكل. فنحن أمام إشكال أخلاقي يهم المجتمع ككل ويحتاج الى راي جماعي يكون عبر التداول. وهو ما تؤكد عليه فلسفة الخلاق التطبيقية. ومن التعريفات ما يؤكد على مجالات الخلاق التطبيقية، وأخلاقيات البحث وأخلاقيات وسائل الإعلام، الخ. فهي بذلك فرع من الخلاقيات المكرسة لمعالجة المشاكل والممارسات والسياسات الخلاقية في الحياة الشخصية والمهن والتكنولوجيا. والتي ترتب عنها وضع اخلاقيات للمهنة الخاصة بكل مجال. فأصبحنا نقرأ عن أخلاقيات مهنة الطب، كما يعرفها د. ومراعاة أو عدم مراعاة النزعة الإنسانية. 87لك المهن أو القضايا الطبيعية الراهنة، الخ. نستنتج من ذلك أن الخلاق التطبيقية هي فرع جديد من البحث الخلاقي الكلاسيكي لكنه يختلف عنه من حيث طبيعة البحث، فإذا كانت الخلاق الكلاسيكية بحثا نظريا معياريا لما يجب أن يكون عليه السلوك الإنساني، وهي حلول تمتاز بالطابع العملي الذي يجب أن يساير ما هو عليه الواقع الحياتي الذي أفرزه التطور العلمي والتكنولوجي المتسارع للإنسان. على النقيض من النظرية الخلاقية التقليدية التي تهتم بالمشاكل النظرية الخلاقية البحتة"2. 3. أخلاقيات الإعلام: وكونها كذلك يعود لهمية الإعلام في الحياة المعاصرة. إلا أنها كانت دائمة التطور تبعا للتطور الحضاري الذي يبلغه الانسان. والاشهار، وصنعه، ونظرا لهذه الهمية التي أصبح عليها الإعلام، 4. أخلاقيات مهنة الإعلام أخلاقيات مهنة الاعلام هي فرع للأخلاقيات التطبيقية، إذ الفارق بينهما إن إشكالات الخلاق التطبيقية هي إشكالات عامة تتعلق بالواقع العملي الحياتي للمجتمع المعاصر، بينما أخلاقيات المهنة هي أخص من الخلاقيات التطبيقية فمجالها محدود بحدود المجال العملي الذي تهتم به. وغيرها. لهذه المجالات وغيرها. إلا أنها تصب كلها في اتجاه واحد والذي يرى بأن مهنة الصحافة أو الإعلام بصفة عامة سواء ينظر إليها على أنها حرفة أو مهنة، ومن أهم هذه التعريفات: يعرف مجمع اللغة العربية بالقاهرة أخلاقيات المهنة الإعلامية باعتبارها: "مجموعة من القواعد المهنية أو الخلاقية المتضمنة في مواثيق شرف مهنية يفترض أن يلتزم بها الإعلاميون في ممارستهم دون توقيع عقوبات عليهم في حالة الخروج عنها. كما عرف هونبرغ الخلاق المهنية للإعلامي أو الصحفي بأنها: "تلك الالتزامات الساسية التي يجب أن يتحلى بها كل صحفي، والمتمثلة في ضرورة العمل من أجل الوصول إلى تغطية صحفية منصفة وشاملة ودقيقة، صادقة وواضحة مع مراعاة حماية المصادر وتحقيق الصالح العام، عبر احترام القانون وحقوق الحياة الخاصة وحرمتها وتصويب الخطاء المتعلقة بالنشر الصحفي. وكذلك الاتجاهات الفعالة والدعاوي المتصلة بكل ما هو ملائم في أسلوب العمل والإنجاز. الفكرة النموذجية التي تتمثل بالالتزام بالموضوعية في إعداد النباء والدعاوى المتصلة بأكثر الصور التكنولوجية ملائمة لتحقيق مهمات اتصالية ذات نوعية خاصة والدعاوى الخاصة بتحديد مقاييس المسلسلات التلفزيونية. " كما يعرف كوهين وإليوت أخلاقيات الصحافة بأنها: "الفرع من الخلاقيات المهنية الذي يتناول المشكلات المتعلقة بسلوك المندوبين الصحفيين والمحررين والمصورين والفوتوغرافيين والمنتجين وجميع المهنيين الذين يعملون في إنتاج الخبار وتوزيعها" مما سبق يمكن القول بأن أخلاقيات المهنة الإعلامية هي تلك المعايير والقيم السلوكية التي تنظم مهنة الإعلامي وتؤطرها من جميع الجوانب، والالتزام بها يعد من أهم متطلبات نجاح الفرد في هذه المهنة3 وتتلخص أهم أخلاقيات مهنة الاعلام كما يجمع عليها الإعلاميون في: 1. الصدق: قيمة أخلاقية تتعلق بتقديم الخبر كما هو عليه، 2. احترامالكرامةالإنسانية:الانسانكائنمقدس، وهومانصتعليهجميعالتعاليمالدينية أو الإنسانية. من هنا كان واجبا على الإعلامي ألا يتعرض إلى الخصوصيات التي تس يء إلى سمعة الانسان أو تحط من قدره حتى وإن كان ذلك يخدم الحقيقة. ومن هناقد نلاحظ نوعا من التعارض بين قيمة الصدق واحترام الكرامة الإنسانية. فإذا كان الإعلامي ملزما بتقديم الحقيقة فان ذلك يكون في إطار ما تسمح به هذه الكرامة. 3. المسؤولية:الإعلاميمسؤولعنمادتهالإعلامية، وهذهالمسؤوليةتفرضعليهأنيتوافقعملهورسالة الإعلام الخلاقية، فلا يجعل مهنته سبيلا لخدش قيم المجتمع أو إثارة البلبلة فيه أو نشر الغاليط والكاذيب. وهو بهذا المبدأ ينأى عن تلك 4. دائما على حساب الموضوعية. فالإعلامي الناجح يستعرض مختلف المواقف وفقا لقيمة الصدق في نقل الخبار، فالموضوعية رديفة الصدق في المادة الإعلامية، والإعلامي النزيه هو من يوفق بين خطه اليديولوجي واخلاقيات مهنته الاعلامية. 5. مصادراخلاقيات مهنة الاعلام: وهي بهذا التعريف أخذت طابعا عالميا يعود بالدرجة الولى إلى أصحاب المهنة في الالتزام به. ويعرف ميثاق الشرف الصحفي بأنه: "عبارة عن قواعد للسلوك المهني وآداب مهنة الصحافة والتي تهتم بتنظيم الصحفي والإعلامي بوجه عام، وغيرها. ومن أهم المبادرات الولى ولقد تم تعديله ومراجعته عام ، وعدم قبول أي شكل من أشكال الرشوة. _ أن يتجنب الصحفي كل نقد تافه وغير موضوعي في شؤون السياسة والإساءة إلى دول أخرى؛ وأن يحارب الفكرة القائلة بحتمية الحروب لحل النزاعات5. هذه الجهود المبذولة نحو ترسيم ميثاق شرف للمهنة الإعلامية يعود بالدرجة الولى إلى أهمية الاعلام كما أسلفنا تجاه المجتمع المحلي والعالمي، النزاعات والحروب. ما فهو مجرد ميثاق شرفي، هذه المواثيق يعود عادة إلى:

1. التبعية للمؤسسات المالية والاقتصادية: كون وسائل الاعلام بمختلف تفرعاتها تحتاج الامداد المالي، هي شركات تبلغ إيراداتها أحيانا كثيرة أكثر بكثير من ايرادات الدول، وذلك نظرا لاستثماراتها في كل انحاء العالم وفي جميع القطاعات فإنها لا تتواني من فرض سيطرتها الملية والاقتصادية على الدول الضعيفة وحتى لرسم سياسات الدول الكبرى. ولتحقيقذلكفإنهاتستعينبالوسائلالإعلاميةالكبرىوذاتالصيتالعالمي، 2. التبعيةالأيديولوجية: عادة ما تكون هذه التبعية تابعة للإعلام القومي أو الوطني، ونجد هذا النوع من الاعلام أكثر شيوعا في الدول ذات النظمة الديكتاتورية أو الشبه الدكتاتورية، خلاف الدول الديمقراطية التي تتميز بنوع من حرية الاعلام. مثال ذلك ما يجري اليوم في فلسطين بين العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين فنجد الإعلام المتحيز خاصة في الغرب للرواية الإسرائيلية على حساب الموضوعية والنزاهة في نقل الحداث، وهو إعلام مرتبط بدوره بالمؤسسات المالية والاقتصادية التي يمتلكها اللوبي الصهيوني عبر دول العالم الغربي. يعتبر هذا العامل، إضافة إلى ذلك فقد يتطرق هذا الفساد إلى المؤسسة الإعلامية ذاتها من حيث استغلال رجال العمال والنافذين سياسيا

مقدمة:
أصبح من المتداول اليوم في مجال علم الخلاق، إن الخلاق بوجه عام تأثرت بالواقع الحياتي للإنسان المعاصر، وهو واقع افرزه التقدم العلمي والتكنولوجي، الش يء الذي أحدث طفرة في واقع الانسان من حيث التطور سواء على المستوى المعرفي أو على المستوى العملي.
واذا كان البحث الخلاقي الكلاسيكي يبحث في وضع المعايير النظرية الكلية للسلوك الإنساني استنادا إلى
مفهوم الخير والشر، الصواب والخطأ، فانه وتماشيا مع الواقع الجديد للإنسان تحول البحث الخلاقي من التنظير الكلي العام إلى الطرح الجزئي العملي المرتبط بالإشكالات العملية الناتجة عن الواقع الحياتي الجديد للإنسان المعاصر في مختلف المجالات، وتعدد هذه المجالات افرز مفهوما جديدا للأخلاق من الوحدة إلى التعدد، فلم نعد نتحدث عن اخلاق مفردة تصلح كمعيار لجميع مجالات هذا الواقع الإنساني الجديد، بل امام
اخلاقيات متعددة، عرفت بالخلاقيات التطبيقية.
2. مفهوم الأخلاقيات التطبيقية:
"الخلاق التطبيقية هي مجموعة من القواعد الخلاقية العملية المجالية، تسعى لتنظيم الممارسة داخل مختلف ميادين العلم والتكنولوجيا وما يرتبط بها من أنشطة اجتماعية واقتصادية ومهنية. كما تحاول ان تحل المشاكل الخلاقية التي تطرحها تلك الميادين، لا انطلاقا من معايير أخلاقية جاهزة ومطلقة، بل اعتمادا على ما يتم التوصل إليه بواسطة التداول والتوافق، وعلى المعالجة الخلاقية للحالات الخاصة والمعقدة أو
المستعصية" ومما يلاحظ على هذا التعريف، أن معالجة القضايا الخلاقية يتم عبر التداول المعرفي والاجتماعي وليس
عبر تصورات جاهزة مسبقة لمفاهيم الصواب والخطأ. وفكرة التداول تقتض ي مشاركة الفاعلين في المجال العملي المولد للمشكل. فمثلا في حالة الإجهاض مثلا لا يؤخذ براي رجل الدين لوحده مثلا، بل يشرك راي الطبيب، والسياس ي، وجمعيات حقوق المرأة، وغيرها من الفاعلين. فنحن أمام إشكال أخلاقي يهم المجتمع ككل
ويحتاج الى راي جماعي يكون عبر التداول. وهو ما تؤكد عليه فلسفة الخلاق التطبيقية. ومن التعريفات ما يؤكد على مجالات الخلاق التطبيقية، كأخلاقيات الطب، وأخلاقيات البحث وأخلاقيات وسائل الإعلام، والخلاقيات البيئية...الخ. فهي بذلك فرع من الخلاقيات المكرسة لمعالجة المشاكل والممارسات والسياسات الخلاقية في الحياة الشخصية والمهن والتكنولوجيا. والتي ترتب عنها وضع اخلاقيات للمهنة الخاصة بكل مجال. فأصبحنا نقرأ عن أخلاقيات مهنة الطب، وأخلاقيات مهنة الإعلام، وغيرها من أخلاقيات
وآداب المهن المختلفة. كما يعرفها د. رحيم الشياع بأنها آلية التعامل مع المسائل الخلاقية من زاوية فلسفة القانون والعلوم
ومراعاة أو عدم مراعاة النزعة الإنسانية. وتحدد الخلاقيات بكونها أقرب للمهن الإنسانية أو السلوك الناتج من
87لك المهن أو القضايا الطبيعية الراهنة، مثل ذلك الطب والقانون والبيئة والسياسة والاعلام...الخ.1
نستنتج من ذلك أن الخلاق التطبيقية هي فرع جديد من البحث الخلاقي الكلاسيكي لكنه يختلف عنه من حيث طبيعة البحث، فإذا كانت الخلاق الكلاسيكية بحثا نظريا معياريا لما يجب أن يكون عليه السلوك الإنساني، فان الاخلاقيات التطبيقية هي بحث عن الحلول العملية التي تطرحها مشاكل الواقع الحياتي المعاصر في مختلف مجالاته المتعددة والمتداخلة، وهي حلول تمتاز بالطابع العملي الذي يجب أن يساير ما هو عليه الواقع الحياتي الذي أفرزه التطور العلمي والتكنولوجي المتسارع للإنسان. فهي بذلك "فرع من الخلاقيات المكرسة لمعالجة المشاكل والممارسات والسياسات الخلاقية في الحياة الشخصية والمهن والتكنولوجيا، على
النقيض من النظرية الخلاقية التقليدية التي تهتم بالمشاكل النظرية الخلاقية البحتة"2.
3. أخلاقيات الإعلام:
هي واحدة من مجالات الخلاق التطبيقية، وكونها كذلك يعود لهمية الإعلام في الحياة المعاصرة.
فالإعلام الذي يعود أساسا الى الخبر والمعلومة التي يحتاجها الانسان في حياته، والتي ينبني عليها الكثير من تصرفاته، فقد رافقت الانسان منذ بداية حضارته، إلا أنها كانت دائمة التطور تبعا للتطور الحضاري الذي يبلغه الانسان. وفي عصرنا هذا يشهد مجال الاعلام بكل تخصصاته _ من صحافة وتلفزيون ووسائل إعلام تكنولوجية أو ما يسمى بـ: سوسيال ميديا، والاشهار، إضافة إلى من يدرجون المسرح والسينما كأدوات إعلامية _ تأثيرا كبيرا على المجتمع من حيث توجيه الرأي العام، وصنعه، لدرجة أن أصبح الإعلام أداة للسيطرة والتوجيه، وتحول وفق هذه الخاصية الى أداة ووسيلة لا يستغني عنها أي ميدان مؤثر في المجتمع. ونظرا لهذه الهمية التي أصبح عليها الإعلام، فانه أنتج بدوره مشكلات عملية سواء تعلق المر بالممارس للمهنة، أو للمجتمع
المستقبل لتأثير هذه المهنة، الش يء الذي طرح ضرورة إيجاد أخلاقيات للمهنة. 4. أخلاقيات مهنة الإعلام
أخلاقيات مهنة الاعلام هي فرع للأخلاقيات التطبيقية، إذ الفارق بينهما إن إشكالات الخلاق التطبيقية
هي إشكالات عامة تتعلق بالواقع العملي الحياتي للمجتمع المعاصر، بينما أخلاقيات المهنة هي أخص من الخلاقيات التطبيقية فمجالها محدود بحدود المجال العملي الذي تهتم به. فأخلاق مهنة الإعلام لا شك أنها تختلف عن اخلاق مهنة الطب، وعن أخلاق مهنة البيئة، وغيرها. بينما الخلاق التطبيقية شاملة في مفهومها
لهذه المجالات وغيرها.تتعدد تعريفات أخلاقيات مهنة الإعلام، إلا أنها تصب كلها في اتجاه واحد والذي يرى بأن مهنة الصحافة
أو الإعلام بصفة عامة سواء ينظر إليها على أنها حرفة أو مهنة، لا تستوي إلا بالالتزام بهذه الخلاقيات التي تؤطرها القوانين والمواثيق والقيم التي يتبناها ممارس ي هذه المهنة، ومن أهم هذه التعريفات:
يعرف مجمع اللغة العربية بالقاهرة أخلاقيات المهنة الإعلامية باعتبارها: "مجموعة من القواعد المهنية أو الخلاقية المتضمنة في مواثيق شرف مهنية يفترض أن يلتزم بها الإعلاميون في ممارستهم دون توقيع عقوبات عليهم في حالة الخروج عنها."
كما عرف هونبرغ الخلاق المهنية للإعلامي أو الصحفي بأنها: "تلك الالتزامات الساسية التي يجب أن يتحلى بها كل صحفي، والمتمثلة في ضرورة العمل من أجل الوصول إلى تغطية صحفية منصفة وشاملة ودقيقة، صادقة وواضحة مع مراعاة حماية المصادر وتحقيق الصالح العام، عبر احترام القانون وحقوق الحياة الخاصة
وحرمتها وتصويب الخطاء المتعلقة بالنشر الصحفي." كما تعرف أخلاقيات المهنة الصحفية أو قيم الممارسة في الإعلام بأنها: "مصطلح يشير إلى القواعد
الواضحة للسلوك المهني في مؤسسات وسائل الاتصال، وكذلك الاتجاهات الفعالة والدعاوي المتصلة بكل ما هو ملائم في أسلوب العمل والإنجاز. ومن المثلة على قيم الممارسة، الفكرة النموذجية التي تتمثل بالالتزام بالموضوعية في إعداد النباء والدعاوى المتصلة بأكثر الصور التكنولوجية ملائمة لتحقيق مهمات اتصالية ذات
نوعية خاصة والدعاوى الخاصة بتحديد مقاييس المسلسلات التلفزيونية." كما يعرف كوهين وإليوت أخلاقيات الصحافة بأنها: "الفرع من الخلاقيات المهنية الذي يتناول المشكلات المتعلقة بسلوك المندوبين الصحفيين والمحررين والمصورين والفوتوغرافيين والمنتجين وجميع المهنيين الذين يعملون في إنتاج الخبار وتوزيعها"
مما سبق يمكن القول بأن أخلاقيات المهنة الإعلامية هي تلك المعايير والقيم السلوكية التي تنظم مهنة الإعلامي وتؤطرها من جميع الجوانب، والالتزام بها يعد من أهم متطلبات نجاح الفرد في هذه المهنة3 وتتلخص أهم أخلاقيات مهنة الاعلام كما يجمع عليها الإعلاميون في: 1. الصدق: قيمة أخلاقية تتعلق بتقديم الخبر كما هو عليه، وهي قيمة تعد من بين غايات الرسالة الإعلامية
ككل، والا فقدت مصداقيتها وانكشفت عورتها. فالصدق محك المادة الإعلامية.
2. احترامالكرامةالإنسانية:الانسانكائنمقدس،وهومانصتعليهجميعالتعاليمالدينية أو الإنسانية. فالمساس بهذه الكرامة هو انتهاك لهذه الكرامة، من هنا كان واجبا على الإعلامي ألا يتعرض إلى الخصوصيات التي تس يء إلى سمعة الانسان أو تحط من قدره حتى وإن كان ذلك يخدم الحقيقة. ومن هناقد نلاحظ نوعا من التعارض بين قيمة الصدق واحترام الكرامة الإنسانية. فإذا كان الإعلامي ملزما بتقديم الحقيقة فان ذلك يكون في إطار ما تسمح به هذه الكرامة. فالقيم الخلاقية يعلو بعضها بعضا. وقد نشا _ خاصة في مجال سوسيال ميديا _ ما يمكنه المس بكرامة الانسان وخصوصياته واستغلال ذلك في الابتزاز
بالضحايا و خداعهم والنصب عليهم، مما فرض وجود قوانين تعاقب على ذلك. 3. المسؤولية:الإعلاميمسؤولعنمادتهالإعلامية،وهذهالمسؤوليةتفرضعليهأنيتوافقعملهورسالة الإعلام الخلاقية، فلا يجعل مهنته سبيلا لخدش قيم المجتمع أو إثارة البلبلة فيه أو نشر الغاليط والكاذيب. فالإعلام بالدرجة الولى هو تنوير للمجتمع ورفع لقيمه الخلاقية. وهو بهذا المبدأ ينأى عن تلك
الصحف الهابطة التي لا تعير قيمة لقيم المجتمع و مصالحه. 4. الموضوعية:قدتتأدلجوسائلالاعلامفتنقلالمادةالإعلاميةالتيتحدمخطهااليديولوجي،لكنذلكليس
دائما على حساب الموضوعية. فالإعلامي الناجح يستعرض مختلف المواقف وفقا لقيمة الصدق في نقل الخبار، ومن ثم يدافع عن وجهة نظرهم ليقنع بها المتلقي. فالموضوعية رديفة الصدق في المادة الإعلامية، والإعلامي النزيه هو من يوفق بين خطه اليديولوجي واخلاقيات مهنته الاعلامية.
5. مصادراخلاقيات مهنة الاعلام:
عرفت هذه الخلاقيات بـ "مواثيق الشرف المهنية"، وهي بهذا التعريف أخذت طابعا عالميا يعود بالدرجة الولى إلى أصحاب المهنة في الالتزام به. كما أنها تقوم على القيم والمبادئ المحددة لعمل الإعلامي في تأدية رسالته. ويعرف ميثاق الشرف الصحفي بأنه: "عبارة عن قواعد للسلوك المهني وآداب مهنة الصحافة والتي تهتم بتنظيم
الجانبالخلاقيلممارسةالمهنة"4 وميثاق الشرف الصحفي وإن كان يأخذ الطابع العالمي باعتباره ميثاقا جامعا لخلاقيات العمل
الصحفي والإعلامي بوجه عام، فانه محاولة لتجاوز المصادر المحلية لخلاقيات المهنة الإعلامية كما ترسمها سياسات الإعلام الوطنية لمختلف الدول. نظرا لاختلاف طبيعة النظمة السياسية من ديمقراطية أو ديكتاتورية، وغيرها. وهي سياسات لا تقيم اعتبارا للقيم الخلاقية بقدر ما تقيم اعتبارا لتوجهاتها اليديولوجية
والسياسية إلى درجة ان تتحكم في طبيعة الرسالة الإعلامية لما يخدم مصالحها. وميثاقالشرفالصحفيالذيأصبح َعَلًمالمهنةالإعلامعموماتعودجهودهالولىالىمنتصفالقرن
التاسع عشر، حيث تعود الجهود الولى لبداية تنظيم مهنة الصحافة إلى منتصف القرن التاسع عشر، حيثدأ موضوع الخلاقيات يطرح نفسه في فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة المريكية، ومن أهم المبادرات الولى
لوضع إطار أخلاقي لمهنة الصحافة نجد: فرنسا سنة 1918:كانت أول محاولة فرنسية لوضع ميثاق لخلاقيات المهنة الصحفية مباشرة بعد الحرب العالمية الولى، نظرا للدور الفعال الذي لعبته وسائل الإعلام في تلك الفترة، ولقد تم تعديله ومراجعته عام ،1938وندد هذا الميثاق بالوسائل الغير أخلاقية المتبعة للحصول على المعلومات، وعدم قبول أي شكل من أشكال الرشوة. الولايات المتحدة المريكية سنة 1923:لقد قامت الجمعية المريكية لرؤساء التحرير بوضع ميثاق لخلاقيات المهنة الصحفية، وقد نص هذا الميثاق على ما يلي: المسؤولية، حرية الصحافة، الاستقلالية، الصدق والموضوعية. بريطانيا سنة 1930:تعد بريطانيا من الدول التي عهد صحافيوها إلى وضع ميثاق لشرف المهنة الصحفية بمبادرة منهم، وبعد ذلك قام الاتحاد الوطني للصحفيين بإصدار الميثاق سنة .1930 براغ سنة 1936:قام المؤتمر العالمي للصحافة في مدينة براغ بالتطرق إلى ما يجب على الصحافة أن تفعله، وأقرت بأن الصحفي الجدير بهذا الاسم ينبغي عليه : _ أن يراجع كل خبر تنشره الجريدة بكل أمانة وصدق، ويخص بهذه العناية كل الخبار التي قد تثير تعصبا في الرأي؛ _ أن يعترف بحقه وحقوق الآخرين في نشر الخبار الموضوعية عن الحداث الداخلية والمسائل المتصلة بالدول الخرى؛ _ أن يتجنب الصحفي كل نقد تافه وغير موضوعي في شؤون السياسة والإساءة إلى دول أخرى؛ _ أن يبتعد عن تزيين العنف والتحريض على استعماله لتسوية النزعات الداخلية أو الدولية، وأن يحارب الفكرة القائلة بحتمية الحروب لحل النزاعات5.
هذه الجهود المبذولة نحو ترسيم ميثاق شرف للمهنة الإعلامية يعود بالدرجة الولى إلى أهمية الاعلام
كما أسلفنا تجاه المجتمع المحلي والعالمي، وكما لا حظنا أن هذه الجهود قد ظهرت في وقت ساد فيه العالم التوتر والنزعة نحو العنف فكان لزاما أن يكون الإعلام سبيلا إلى التخفيف من هذا التوتر والسعي نحو نزع فتيل
النزاعات والحروب. إن تحقيق هذه الرسالة الإعلامية الخلاقية يقتض ي استقلالية الإعلام عن أي سلطة توجهه كما تريد، ما
عدا سلطة الضمير الخلاقي وما تفرضه القيم التي يتشارك فيها بني الانسان. وهو ما نلاحظه في "ميثاق الشرفالصحفي". غير أن هذا الميثاق يفتقد لطابع الالزام القانوني، فهو مجرد ميثاق شرفي، فالمخالفين له لا تترتب عنهم أي الزامات قانونية، وإن كانت بعض المواثيق تلزم المخترق للقواعد بعقوبات تأديبية إلا أنها كذلك تفتقد إلى الطابع الالزامي التنفيذي، وهو ما جعل مسألة التجاوز والانتهاك لهذه المواثيق مطروحة باستمرار. وانتهاك
هذه المواثيق يعود عادة إلى:

1. التبعية للمؤسسات المالية والاقتصادية:
   كون وسائل الاعلام بمختلف تفرعاتها تحتاج الامداد المالي، فان ذلك يستغل من قبل الشركات والمؤسسات المالية والاقتصادية للترويج لمشاريعها وسياساتها الاقتصادية المصلحية على حساب المبادئ الخلاقية، فالشركات الرأسمالية العالمية، والتي يطلق عليها عادة بالشركات المتعددة الجنسيات، هي شركات تبلغ إيراداتها أحيانا كثيرة أكثر بكثير من ايرادات الدول، وذلك نظرا لاستثماراتها في كل انحاء العالم وفي جميع القطاعات فإنها لا تتواني من فرض سيطرتها الملية والاقتصادية على الدول الضعيفة وحتى لرسم سياسات الدول الكبرى. ولتحقيقذلكفإنهاتستعينبالوسائلالإعلاميةالكبرىوذاتالصيتالعالمي،إلىدرجةأنهاتنش ئهذهالوسائل الإعلامية. ومن هنا فإن وسائل الاعلام في هذه الحالة تفقد حريتها ومصداقيتها وتصبح أداة في يد المؤسسات
   الإعلامية.


2. التبعيةالأيديولوجية:
   عادة ما تكون هذه التبعية تابعة للإعلام القومي أو الوطني، فتكون الوسائل الإعلامية في هذه الحالة في خدمة السياسة القومية أو الوطنية، ونجد هذا النوع من الاعلام أكثر شيوعا في الدول ذات النظمة الديكتاتورية أو الشبه الدكتاتورية، خلاف الدول الديمقراطية التي تتميز بنوع من حرية الاعلام. وتشتد وطأة هذا النوع من الاعلام في الزمات الوطنية والقومية خاصة أثناء النزاعات والحروب. مثال ذلك ما يجري اليوم في فلسطين بين العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين فنجد الإعلام المتحيز خاصة في الغرب للرواية الإسرائيلية على حساب الموضوعية والنزاهة في نقل الحداث، وهو إعلام مرتبط بدوره بالمؤسسات المالية والاقتصادية التي
   يمتلكها اللوبي الصهيوني عبر دول العالم الغربي.


3. الفساد الأخلاقي الشخص ي والمؤسساتي:
   يعتبر هذا العامل، والمتعلق بفساد أخلاق الإعلامي الفاقد لمعايير السلوك الخلاقي يروج للإشاعات والفضائح الخلاقية، وهو ما يطلق عليه عادة الإعلام الهابط، ونجده بالخصوص على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي أي يأخذ منحى استغلال خصوصيات الآخرين للنصب والتشويه مقابل مبالغ مادية. إضافة إلى ذلك فقد يتطرق هذا الفساد إلى المؤسسة الإعلامية ذاتها من حيث استغلال رجال العمال والنافذين سياسيا
   واقتصاديا في تحقيق مطامحهم مقابل التمويل ونفقات العجز التي تمر بها بعض وسائل الإعلام.