Online English Summarizer tool, free and accurate!
أولاً : السياسة الاجتماعية وسياسة خدمات الرعاية الاجتماعية : تعتبر السياسة الاجتماعية دراسة للخدمات الاجتماعية ودولة الرعاية وتتضمن الخدمات الاجتماعية أساساً الأمن الاجتماعي، فمصطلح السياسة الاجتماعية لا يستخدم فقط للإشارة الأكاديمية للنظام ولكنه أيضاً يستخدم للإشارة إلى الفعل الاجتماعي في أنحاء العالم، فالسياسة الاجتماعية كمصطلح استخدم ليصف كافة الأعمال والأفعال التي يتم إنجازها للوصول إلى نوع من الرفاهية . أننا الآن بصدد تعريفين على درجة متوسطة من الأهمية وكلاهما يقترح أن منطقة الاهتمام ترتبط بالرعاية أو الرفاهية للمجتمع وأفراده فأن السياسة الاجتماعية تهتم ولكن علي نطاق محدود بأنشطة دولة الرعاية . واقترح بعض الكتاب أن السياسة الاجتماعية تهتم بصورة أساسية بأنشطة الخمس الكبار العمل ) والتي تساهم في استمرارية دولة الرعاية التقليدية التي تشتمل بصفة عامة على سياسات تدعيم وتحسين الدخل ، الخدمات الاجتماعية الشخصية ، لذا يجب على بعض الكتاب أن يأخذوا في اعتبارهم أن السياسات التي تهتم بحقوق العمل والعاملين إنما تختص بالسياسة الاقتصادية ولا ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالسياسة الاجتماعية (1) وكلاهما سواء السياسة الاجتماعية أو سياسة خدمات الرعاية الاجتماعية مجالاتهما واحدة، ويتأثران بالظروف والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأبعاد القيمية والأيديولوجية لتقديم الرعاية الاجتماعية في مجتمع ما سواء محلياً أو إقليمياً أو دولياً . كما يوضح تتبع تطور خدمات الرعاية الاجتماعية وأساليب تقديمها تطور السياسة الاجتماعية في مجتمع ما وأغراض السياسة الاجتماعية في المجتمع هي ذاتها أغراض سياسة خدمات الرعاية الاجتماعية في تحسين الرعاية الاجتماعية وتحقيق الرفاه الاجتماعي للمواطنين . من خلال استراتيجيات وأفعال محددة ومن ثم فأن نماذج السياسة الاجتماعية وآلياتها في تحقيق الأهداف المجتمعية هي نفسها نماذج سياسات الرعاية الاجتماعية ، ومن ثم فإن حدودهما ومجالاتهما واحدة . السياسات العامة هي السياسات التي تقوم الحكومة بوضعها وصياغتها حتى يمكن من خلالها تحقيق الأهداف الداخلية والخارجية، والسياسية الداخلية هنا تعمل من خلالها السياسة الاقتصادية - السياسية البيئية - السياسية الزراعية . والعديد من السياسات الأخري التي تدخل في نطاق السياسة الداخلية أما عن السياسة الخارجية فهي تتعلق بالعلاقات مع الدول سواء العلاقات الصديقة أو العلاقات التي تشوبها المشكلات ومن شأن السياسات الاجتماعية أنها تهتم بالمشكلات المختلفة بأفراد المجتمع وهنا تشار عدد من الأسئلة عن حقوق هؤلاء الأفراد وعن العدالة الاجتماعية مثل هل يمكن للمواطن أن يحمل سلاحاً ؟ هل يحقق للفقراء أو الغير قادرين الحصول على دعم ومساعدة مالية ؟ إن الإجابة على هذه الأسئلة السياسية يقودنا إلى حلول لمثل هذه المشكلات . والسياسات بذلك هي مبادئ إرشادية أو مناهج للعمل تتبناها وتتابعها المجتمعات والحكومات ومختلف الجماعات أو الوحدات داخل المجتمعات مثل الأحزاب السياسية، وجماعات أخري لها مصالح وشركات الأعمال واتحاد العمال والمنظمات التطوعية الرسمية وغير الرسمية والجماعات الدينية والعرقية والوحدات الجغرافية وجماعات الأسرة والأقارب . الخ وقد يقوم الأفراد أيضاً بتنشيط ومتابعة سياسات معينة وتحكم السياسات المعينة أو المقصود منها أن تحكم مجالات معينة في المجتمع أو وحداته الفرعية ويسبب الروابط والتفاعلات بين مختلف مجالات المجتمع فان أي سياسة قد تؤثر في مجالات أخري غير ذلك المجال الذي يهتم به أولاً ونتيجة السياسات ولكنها لا تحتاج إلى أن توضع في قوانين أو أدوات شرعية رسمية (3) ثالثاً : المجال العام للسياسة الاجتماعية : طبقا لتعريفات السياسة الاجتماعية التي تعكس نوع خاص من السياسات أي تلك التي ترتبط بنوعية الحياة وبظروف المعيشة في المجتمع والعلاقات المجتمعية الداخلية بين الأفراد والجماعات والمجتمع ككل. وأن أي سياسة اجتماعية معينة غير متعلقة بمحتواها الفريد المميز وأغراضها ومجالها هي مجرد حالة غير مترابطة فقط في هذا النوع من السياسات (4) ونتيجة لذلك يمكن للمجال العام لكل السياسات الاجتماعية أن يتم التعرف عليها على أنها نوعية للحياة في المجتمع وظروف المعيشة للأفراد والجماعات وطبيعة العلاقات في المجتمع البشري، ويكون المجال الذي تم التعرف عليه هنا على أنه التركيز العام لكل السياسات الاجتماعية جوهر النموذج التصوري للاقتراح بأن كل السياسات الاجتماعية الموجودة في مجتمع معين تعمل معاً كنسق ولها تأثير حاسم على كل مجال وأن أي سياسة اجتماعية معينة أو أي مجموعة من سياسات اجتماعية تؤثر في أي قطاع خلال هذا المجال الواسع ويؤيد هذا الاقتراح الملاحظات في كل المجتمعات البشرية المعروفة التي تدل على أن كل نوعية الحياة وظروف المعيشة وطبيعة العلاقات المجتمعية الداخلية لا تتطور عشوائياً ولكنها تتجه إلى أن تتبع أنماطاً منظمة تتطور بمرور الزمن في تفاعل مستمر بين (5) -1 قوي طبيعية مادية وبيولوجية . 2 مبادئ ومناهج للعمل وضعها الإنسان بنفسه . وأن هذه المبادئ والمناهج التي وضعها الإنسان للعمل والتي تتفاعل مع القوي الطبيعة وأحداث الصدقة في تشكيل نوعية الحياة وظروف المعيشة والعلاقات البشرية بين أعضاء المجتمع هي بالتحديد سياساته الاجتماعية . من هذه المناقشة للمجال العام للسياسات الاجتماعية يتضح أن العوامل الاقتصادية هي المظاهر الأساسية لهذا المجال لأنها محددات هامة لنوعية الحياة في المجتمع والظروف المعيشية لأعضائه وعلاقتهم مع القضايا الاقتصادية إلى نوع من السياسات محدد هنا على أنها سياسات اجتماعية لأنها وسائل هامة نحو تحقيق أغراض مجتمعية في مجال السياسة الاجتماعية ويمكن فهم مصطلحات " نوعية الحياة " وظروف المعيشة في المجال العام أو الاهتمام الكلي للسياسات الاجتماعية بسهولة عن طريق الفطرة، ولكن التعريفات العلمية الدقيقة وقياس هذه التصورات والأحكام الذاتية تساهم في تحليل وتطوير السياسة الاجتماعية وظروف المعيشة ونوعية الحياة يمكن أن يمثلها مجموعات معينة من المؤشرات البيولوجية والديموجرافيه والسيكولوجية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية والأيكولوجيه . رابعاً : في مفهوم السياسة الاجتماعية : جعل ذلك البعض. 6) يشير إلى أن مفهوم سياسة الرعاية الاجتماعية مفهوما مطاطاً غامضاً يصعب تحديده . : في -1- تباين واختلاف الإطار الفكري والأيديولوجي للباحثين جعل كل باحث يحدد المفهوم طبقاً الإطاره الفكري والأيديولوجي، وعدم تحديد موقف فكري محدد إزاء القضايا التي تهتم بها سياسات الرعاية الاجتماعية كالعدالة الاجتماعية والمساواة وتدخل أو عدم تدخل وتوزيع الموارد . 2 ارتباط صياغة سياسات الرعاية الاجتماعية وصنعها بالواقع المجتمعي بأبعاده المختلفة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية القيمية والسياسية فضلاً عن تباين أبعاد هذا الواقع وتغيره جعل التحديد الدقيق لمفهوم سياسات الرعاية الاجتماعية أكثر صعوبة . اختلاف وتباين الإطارات الفكرية والنماذج التي ترتبط بصنع سياسات الرعاية الاجتماعية أو تحليلها . -4 ارتباط المفهوم بمفاهيم أخرى كالسياسة العامة ، الخدمات الاجتماعية 5- تباين عناصر السياسة الاجتماعية من مجتمع الآخر وفي المجتمع الواحد من وقت لآخر . مع سرعة ودينامية تغير هذه العناصر في المجتمع ، جعل من الصعب تحديد دقيق المفهوم سياسات الرعاية الاجتماعية 6- تتحدد السياسات الاجتماعية في إطار السياسة العامة للمجتمع فهي توجه السياسة الاجتماعية وتحددها لتحقق عدالة توزيع الدخل والخدمات (7) ويتجاهل العديد من الباحثين هذه العلاقة التأثيرية في تحديدهم المفهوم سياسات الرعاية الاجتماعية . -7- تباين أيديولوجية المجتمعات وسياسات الرعاية الجانب التطبيقي لهذه الأيديولوجية ونتيجة لهذه العوامل واختلاف الأطر المرجعية التي من خلالها يمكن تحديد مفهوم سياسات الرعاية الاجتماعية جعل من الصعوبة تحديد المفهوم بدقة ويؤكد إذن Eyden . ل ذلك في قوله أن مصطلح السياسة الاجتماعية يصعب تحديد مفهومه بدقة ، وقد يستخدم في الغالب بشكل دقيق ولكنه يتضمن الغايات والأهداف والأغراض التي يجب إنجازها من خلال مسارات الأفعال (8) . ويتضح التباين في هذا المفهوم الغامض المحير من خلال استعراض المفهومات التالية التي يركز البعض فيها على الأساليب المؤسسية Institutional التي تعتمد على مسئولية الدولة وأدواتها في محاولة إشباع الحاجات الأساسية للسكان . وهي مفاهيم إصلاحية Reformist بالدرجة الأولى ومحافظة تعتمد بصورة أساسية Problem Solving Model على مدخل حل المشكلة والبعض الآخر على الأساليب الفردية Residual الذي يقلل من تدخل الدولة ومسئوليتها في توجيه وسائل مقابلة الحاجات من خلال السياسات الاجتماعية وتشجيع مشاركة السكان ويتنامي هذا الاتجاه في الأونة الأخيرة من خلال أساليب وإجراءات الخصخصة Privatization معتمداً على تكريس قيم المذهب الفردي والحرية وتفعيل جهود القطاع الثالث ومنظمات المجتمع المدني في صياغة وصنع السياسة الاجتماعية في المجتمع . وبذلك فالسياسة الاجتماعية خطوطاً عامة ومرشدة وموجهة للجهود والمبادرات وتوزيع العائد بين سكان المجتمع والاتجاه الثالث الذي يقف وسطاً بين الاتجاهين السابقين ويعتمد على مسئولية وتدخل الدولة والأفراد في توجيه وسائل وأساليب إشباع الحاجات ومواجهة المشكلات وبدأ هذا الاتجاه يتبلور ويتمحور من خلال ما يسمى الطريق الثالث The Thired Way كأيديولوجية جديدة بدأت في الصياغة والتشكيل في الأونة الأخيرة . ويتضح هذه المداخل من خلال استعراض المفاهيم التالية لسياسات الرعاية الاجتماعية . ويميل دانيد جل D. Gil في تحديده السياسات الرعاية الاجتماعية إلى نفس اتجاه تتمس حيث يعتبر السياسة الاجتماعية هي القوانين والممارسات التي تقوم بها الحكومة وتؤثر عن طريقها في العلاقات الاجتماعية بين الأفراد ومجتمعاتهم (10) ويعرفها أحمد كمال أحمد بأنها مجموعة القرارات الصادرة عن السلطات المختصة في المجتمع لتحقيق أهدافه الاجتماعية ، وتوضيح هذه القرارات مجالات الرعاية الاجتماعية والاتجاهات الملزمة وأسلوب العمل وأهدافه في حدود أيديولوجية المجتمع، (11) وهو بذلك يربط بين سياسات الرعاية الاجتماعية والتخطيط الاجتماعي لتنفيذ أهداف هذه السياسات ويتجه باركر Barker في تحديده لسياسات الرعاية الاجتماعية نفس الاتجاه حيث يعرفها بأنها تتضمن الخطط والبرامج الحكومية في التعليم والصحة ورعاية المنحرفين والإصلاح الاجتماعي والاقتصادي والرعاية الاجتماعية وأيضاً تتضمن الآثار والمشكلات الاجتماعية الناجمة عن المتغيرات المجتمعية (12) . بينما نجد الفريد كان Kahn . يري أن السياسة الاجتماعية هي مجموعة الاستراتيجيات والأساليب المستخدمة لتحقيق أهداف محددة كما يربط الفعل بالوسائل والغايات. المراد تحقيقها لحدوث تغييرات في الأنظمة والممارسات والمواقف وذلك من خلال البرامج التوفير الخدمات الاجتماعية التي تحقق هذه الغايات، توميسون K. Thompson على الممارسات الرسمية وغير الرسمية والقرارات التي من شأنها مواجهة المشكلات الاجتماعية واحداث تغيير اجتماعي، وهما بذلك يركزان على الإجراءات والوسائل حيث يحددان سياسات الرعاية الاجتماعية بأنها تتضمن القرارات والإجراءات الإدارية ومختلف الممارسات الرسمية وغير الرسمية التي تهدف إلى إحداث التغييرات الاجتماعية لتخفيف حدة المشكلات الاجتماعية خصوصاً (14) . ويتجه المفهوم إلى أهمية مشاركة السكان من خلال الممارسات غير الرسمية جنباً إلى جنب مع الممارسات الرسمية . بينما نجد مارشال Marshall . Tirmuss. حيث يعتبر السياسة الاجتماعية بأنها سياسة الحكومة التي تتضمن مجموعة البرامج والنظم الموجهة لتحقيق المساعدات العامة والتأمينات الاجتماعية وخدمات الضمان الاجتماعي والإسكان وغيرها (15) وهو بذلك يتجه نحو الأساليب المؤسسية وأهمية تدخل الدولة في الرعاية الاجتماعية، غير أنه لم يحدد الوسائل والغايات والأهداف والتخطيط باعتباره الوجه التنفيذي للسياسة الاجتماعية . كما نجد شتلاند Schotland يتجه اتجاهاً مغايراً مؤيداً لعدم تدخل الدولة حيث يحدد سياسات الرعاية الاجتماعية باعتبارها مجموعة المسارات التي تحدد الجهود والأنشطة القائمة بين الناس بعضهم البعض وتحدد العلاقة بين المواطنين والحكومة وتتضمن التشريعات القانونية والقرارات المختلفة المتعلقة بعلاقات السكان (16) . وهو بذلك يركز على البعد التفاعلي والجهود والأنشطة السكانية من خلال المشاركة الأهلية غير أنه لم يحدد الغابات والأهداف ، والوجه التنفيذي لسياسات الرعاية الاجتماعية من خلال الخطط . وبذلك فإن تحديد مفهوم سياسة الرعاية الاجتماعية يجب أن يتضمن الغايات والأهداف واستراتيجيات ووسائل تحقيقها ، حيث أن صنع السياسات يتطلب إيجاد استراتيجية يلتزم بتنفيذها المجتمع بأسره فالغاية والوسائل عنصران فاعلان في تحديد أي مفهوم بالرغم من اختلاف وجهات النظر . وبعد أن تعرفنا على المجال العام للسياسات الاجتماعية والعمليات الرئيسية التي تعمل من خلالها يمكن الآن أن نوضح تعريفاً صحيحاً عاماً مبسطاً للنموذج التصوري للمفهوم (17) . السياسات الاجتماعية مبادئ أو مناهج للفعل مصممة للتأثير في :- -1- نوعية الحياة في المجتمع بصورة كلية . 2 ظروف المعيشة للأفراد والجماعات في المجتمع . 3 طبيعة العلاقات داخل المجتمع بين الأفراد والجماعات والمجتمع ككل، وتعمل السياسات الاجتماعية خلال العمليات الأساسية التالية وعلاقتها الواضحة المتبادلة :- -1- تطوير المصادر المادية المعنوية ( الرمزية ) للحفاظ على الحياة ومصادر إثراء الحياة والسلع والخدمات . 2 تحديد مكانة الأفراد والجماعات المكانات خاصة داخل المجال الكلي للواجبات والوظائف المجتمعية تتضمن أدوار متطابقة وامتيازات متأصلة لهذه الأدوار . - التوزيع للأفراد والجماعات الحقوق معينة للموارد المادية والرمزية والمحافظة على للواجبات أو المكانة، وقيود عامه وخاصة توجه السياسات الاجتماعية ولا تحتاج أن تكون في قوانين رسمية وإن كل السياسات الاجتماعية المجتمع معين تكون مترابطة متبادلة ومع ذلك ليس داخليا في حالة توازن ديناميكي . نموذج تصوري للسياسات الاجتماعية المجال العام -1- تطوير الحفاظ على الحياة والمصادر والسلع والخدمات المادية والمعنوية . - -1- نوعية الحياة في المجتمع ككل. -2- تقسيم العمل والمكانات داخل المجتمع والواجبات والوظائف المجتمعية وتتضمن المكافآت والامتيازات . -2 ظروف معيشة الأفراد والجماعات. - طبيعة العلاقات المجتمعية الداخلية بين متعددة . وتتفاعل العناصر الديناميكية والمكونات الأساسية للنموذج مع بعضها البعض بطرق الخلاصة : من استعراض المفاهيم السابقة فإننا نجد أن سياسات الرعاية الاجتماعية. أفكار ومفاهيم توجه العمل كإطار المواجهة المشكلات الاجتماعية (18) وبذلك تتحدد غاياتها في مواجهة المشكلات الاجتماعية . أن السياسات الرعاية الاجتماعية غايات وأهداف ووسائل يجب تحديدها وتختلف بدورها من مجتمع الآخر ووسائل تحقيقها . أنها مجموعة من الاستراتيجيات والأساليب المستخدمة لتحقيق نتائج معينة ومحددة هي ذاتها أهداف وغايات هذه السياسات . أن غايات سياسات الرعاية الاجتماعية تحقيق المساواة والعدالة في توزيع الدخل والخدمات والموارد . تتضمن سياسات الرعاية الاجتماعية اتجاهات عامة ملزمة ولذا فأنها ترتبط بشكل مباشر بالتشريعات والقوانين والقرارات الملزمة . أن التخطيط الاجتماعي هو الوجه التنفيذي لسياسات الرعاية الاجتماعية وتحقيق الغايات والأهداف باستخدام الأسلوب العلمي، ومن ثم فان سياسات الرعاية الاجتماعية توجه الخطط المجتمعية والبرامج والمشروعات لتحقيق هذه الأهداف . أن سياسات الرعاية الاجتماعية ترتبط بوقائع وأبعاد المجتمع المختلفة وهي تستجيب للمشكلات الاجتماعية القائمة في المجتمع ويتحدد . خلال هذه السياسات البدائل المختلفة التي يمكن من خلالها التدخل في الوقائع الاجتماعية المرتبطة بهذه المشكلات، ومن ثم تستهدف سياسات الرعاية الاجتماعية إحداث التغيير لمواجهة المشكلات ومقابلة الحاجات الفردية والجماعية والمجتمعية . ترتبط وتتأثر سياسات الرعاية الاجتماعية بتوزيع موارد القوة في المجتمع التي توضحأساليب صنع وصياغة هذه السياسات والاستفادة من عائدها . وسياسات الرعاية الاجتماعية بذلك هي مجموعة الاستراتيجيات المحددة للجهود الحكومية والأهلية والمبادئ الموجهة للعمل الاجتماعي في المجتمع لتحسين نوعية الحياة والمساواة والعدالة والأمن الاجتماعي ومواجهة المشكلات الاجتماعية ومقابلة الحاجات الإنسانية من خلال خطط علمية وترتبط بالإطار الاقتصادي والسياسي والأيديولوجي والقيمي في المجتمع. 1) المتغيرات العالمية الجديدة وتغير مفهوم السياسة الاجتماعية أدت المتغيرات العالمية الحديثة واعتبار الكون قوية صغيرة من خلال الميديا واتفاقات الجات والتبعية الثقافية ، والعولمة بمتغيراتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسة والثقافية إلى :- تدعيم الرعاية الاجتماعية الدولية ومنظماتها الدولية على الصعيد الدولي . تحول النظرة من التعامل مع الثقافة المحلية للعميل إلى الثقافة الدولية للعميل. صحوة الخدمة الاجتماعية الدولية . - السلام الاجتماعي. وجميعها أغراض يجب أن تركز عليها السياسة الاجتماعية فلا جدوي لسياسة رعاية اجتماعية في مجتمع ما لا تحسن نوعية الحياة ولا تحقق المساواة والعدالة الاجتماعية والمواطنة ولا تدافع عن الحقوق الاجتماعية ، كما أن هذه المتغيرات تعد محكات حاسمة عند تقويم السياسة الاجتماعية في مجتمع ما. خامسا العمليات الأساسية للسياسة الاجتماعية : يعتبر تحديد العمليات التي يصممها الإنسان هي أساس عمل كل السياسات الاجتماعية وتعتبر هذه العمليات العناصر الديناميكية لأنه من خلالها تؤثر المجتمعات في نوعية الحياة وظروف المعيشة وطبيعة العلاقات الإنسانية. فهذه العمليات إذن هي الأدلة الأساسية التي تنتج من خلال اختلافاتها و تفاعلاتها ومضمونها وأهدافها ومجالات السياسة الاجتماعية (19) . ما هي إذن العمليات العالمية التي وضعها الإنسان وتؤثر المجتمعات الإنسانية وتشكل نسفا، ويشكل نوعية وظروف الحياة لأعضائها وطبيعة كل العلاقات المجتمعية الداخلية ، وتختلف تماما محتويات وأغراض ومجال السياسات والأنشطة التي تهتم بنوعية الحياة وظروف المعيشة والعلاقات الإنسانية خاصة في المجتمعات الحديثة والمعقدة والصناعية وبعد الصناعية فهي تتفاعل مع هذه الأنشطة المختلفة مثل صيد الأسماك والزراعة وتربية الماشية والمدارس والمستشفيات والمحافظة على الغابات والحياة المتوحشة ومصادر طبيعية أخري وبناء المنازل والسجون وإنشاء طرق سريعة للسكك الحديدية والتصنيع والتوزيع وبيع بضائع استهلاكية والتدريب وأجراء أبحاث علمية وأداء مختلف الوظائف الحكومية وكتابة الشعر والموسيقي ورسم الصور . الخ وبالرغم من أن هذا من الواضح أنه اختلاف غير محدود فإن كل هذه الأنشطة يمكن تصوريا أن تقع تحت واحد أو أكثر من هذه العمليات الثلاث التالية المترابطة والعالمية . -1- تطوير المصادر : تطوير المادة والبقاء للحياة ومصادر إثراء الحياة والسلع والخدمات 2 تقسيم العمل وتحديد الواجبات والمكانة : 3- توزيع الحقوق : توزيع الحقوق للأفراد والجماعات للمحافظة على الحياة وإثرائها والحفاظ على السلع والخدمات من خلال مؤهلات معينة عامة ومكافآت خاصة للواجبات أو المكانة وقيود عامه . وهي تختلف أيضا بمرور الزمن في نفس المجتمع وفي نفس الموقع الجغرافي نتيجة لتغيرات طبيعية واجتماعية وثقافية وتكنولوجية . ومع ذلك بالرغم من تفسيرها غير المحدود في المضمون والأغراض ومجال هذه العمليات والسياسات الناتجة خلالها فهي توجد في كل مجتمع بشري معروف . ويبدو أن عمومية العمليات المترابطة لتطوير المصادر وتوزيع العمل وتحديد المكانة وتوزيع الحقوق ترجع إلى حقيقة أن لها جذوراً ويكون الاستجابة الجماعية للإنسان منذ فجر التطور المجتمعي إلى خصائص متأصلة للحالة الإنسانية ، وهذه الخصائص هي : (20 ) 1- دافع بيولوجي وسيكولوجي للبقاء والتناسل . -2- الندرة النسبية لمصادر البقاء على الحياة المتاحة في المواقع الطبيعية . -3- الضرورة من وجود عمل للإنسان للحفاظ على مصادر البيئة والبقاء . 4- ضرورة ابتكار نسق ما لتنظيم وتأكيد أداء العمل اللازم لتطوير هذه المصادر للبقاء على الحياة . -5- ضرورة ابتكار نسق لتوزيع مصادر البقاء على الحياة في المجتمع . بسبب هذه الخصائص المتأصلة لظروف الإنسان في كل مكان وفي أي وقت فإن كل نوعية وظروف الحياة تعتمد أولاً على تفاعل المجتمع والحفاظ على البيئة الطبيعية وبتحديد دقيق نوعيه وكمية المصادر والسلع والخدمات التي تقدمها من خلال استثمار عمل الإنسان. وتعتمد ظروف المعيشة للأفراد والجماعات وعلاقاتهم ببعضهم البعض وبالمجتمع ككل بدرجة كبيرة على مكانتها داخل النطاق الكلي للواجبات المجتمعية وعلى حقوقها من أجل سلع وخدمات مادية ومعنوية ينتجها المجتمع. وتوضح هذه الاعتبارات إن عمليات تطوير المصادر وتحديد المكانة وتوزيع الحقوق هي المتغيرات الأساسية للسياسات الاجتماعية وكذلك العناصر الديناميكية للسياسات الاجتماعية، أسئلة التقويم الذاتي (1) : في ضوء ما قرأته عن مفاهيم السياسة الاجتماعية أذكر : 1 - أسباب تباين وغموض مفهوم السياسة الاجتماعية. 2- المتغيرات العالمية الجديدة وتغير وفهوم السياسة الاجتماعية. 3 - تخير مفهوما عربيا وآخر اجنبيا للسياسة الاجتماعية وناقشهما بالتفصيل. سادسا : ركائز السياسة الاجتماعية :
أولاً : السياسة الاجتماعية وسياسة خدمات الرعاية الاجتماعية :
تعتبر السياسة الاجتماعية دراسة للخدمات الاجتماعية ودولة الرعاية وتتضمن الخدمات
الاجتماعية أساساً الأمن الاجتماعي، الإسكان، الصحة ، العمل ، التعليم ، فمصطلح السياسة الاجتماعية لا يستخدم فقط للإشارة الأكاديمية للنظام ولكنه أيضاً يستخدم للإشارة إلى الفعل الاجتماعي في أنحاء العالم، فالسياسة الاجتماعية كمصطلح استخدم ليصف كافة الأعمال والأفعال التي يتم إنجازها للوصول إلى نوع من الرفاهية .
أننا الآن بصدد تعريفين على درجة متوسطة من الأهمية وكلاهما يقترح أن منطقة الاهتمام ترتبط بالرعاية أو الرفاهية للمجتمع وأفراده فأن السياسة الاجتماعية تهتم ولكن علي نطاق محدود بأنشطة دولة الرعاية ..
واقترح بعض الكتاب أن السياسة الاجتماعية تهتم بصورة أساسية بأنشطة الخمس الكبار
) الأمن الاجتماعي ، سياسة الصحة ، التعليم، الإسكان ، العمل ) والتي تساهم في استمرارية دولة الرعاية التقليدية التي تشتمل بصفة عامة على سياسات تدعيم وتحسين الدخل ، الأمن الاجتماعي ، سياسة الصحة ، الخدمات الاجتماعية الشخصية ، التعليم، سياسة التدريب ، سياسة التوظيف . لذا يجب على بعض الكتاب أن يأخذوا في اعتبارهم أن السياسات التي تهتم بحقوق العمل والعاملين إنما تختص بالسياسة الاقتصادية ولا ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالسياسة الاجتماعية (1)
وكلاهما سواء السياسة الاجتماعية أو سياسة خدمات الرعاية الاجتماعية مجالاتهما واحدة، واهتماماتهما واحدة، ومنهجيتهما ورؤيتهما واحدة، ويتأثران بالظروف والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأبعاد القيمية والأيديولوجية لتقديم الرعاية الاجتماعية في مجتمع ما سواء محلياً أو إقليمياً أو دولياً ...
كما يوضح تتبع تطور خدمات الرعاية الاجتماعية وأساليب تقديمها تطور السياسة الاجتماعية في مجتمع ما وأغراض السياسة الاجتماعية في المجتمع هي ذاتها أغراض سياسة خدمات الرعاية الاجتماعية في تحسين الرعاية الاجتماعية وتحقيق الرفاه الاجتماعي للمواطنين . من خلال استراتيجيات وأفعال محددة
ومن ثم فأن نماذج السياسة الاجتماعية وآلياتها في تحقيق الأهداف المجتمعية هي نفسها نماذج سياسات الرعاية الاجتماعية ، ومن ثم فإن حدودهما ومجالاتهما واحدة . ثانيا : السياسة العامة :
السياسات العامة هي السياسات التي تقوم الحكومة بوضعها وصياغتها حتى يمكن من خلالها تحقيق الأهداف الداخلية والخارجية، والسياسية الداخلية هنا تعمل من خلالها السياسة الاقتصادية - السياسية البيئية - السياسية الزراعية .
والعديد من السياسات الأخري التي تدخل في نطاق السياسة الداخلية أما عن السياسة الخارجية فهي تتعلق بالعلاقات مع الدول سواء العلاقات الصديقة أو العلاقات التي تشوبها المشكلات
ومن شأن السياسات الاجتماعية أنها تهتم بالمشكلات المختلفة بأفراد المجتمع وهنا تشار عدد من الأسئلة عن حقوق هؤلاء الأفراد وعن العدالة الاجتماعية مثل هل يمكن للمواطن أن يحمل سلاحاً ؟ هل يحقق للفقراء أو الغير قادرين الحصول على دعم ومساعدة مالية ؟ إن الإجابة على هذه الأسئلة السياسية يقودنا إلى حلول لمثل هذه المشكلات . (2)
والسياسات بذلك هي مبادئ إرشادية أو مناهج للعمل تتبناها وتتابعها المجتمعات والحكومات ومختلف الجماعات أو الوحدات داخل المجتمعات مثل الأحزاب السياسية، وجماعات أخري لها مصالح وشركات الأعمال واتحاد العمال والمنظمات التطوعية الرسمية وغير الرسمية والجماعات الدينية والعرقية والوحدات الجغرافية وجماعات الأسرة والأقارب .... الخ وقد يقوم الأفراد أيضاً بتنشيط ومتابعة سياسات معينة وتحكم السياسات المعينة أو المقصود منها أن تحكم مجالات معينة في المجتمع أو وحداته الفرعية ويسبب الروابط والتفاعلات بين مختلف مجالات المجتمع فان أي سياسة قد تؤثر في مجالات أخري غير ذلك المجال الذي يهتم به أولاً ونتيجة السياسات ولكنها لا تحتاج إلى أن توضع في قوانين أو أدوات شرعية رسمية (3)
ثالثاً : المجال العام للسياسة الاجتماعية :
طبقا لتعريفات السياسة الاجتماعية التي تعكس نوع خاص من السياسات أي تلك التي ترتبط بنوعية الحياة وبظروف المعيشة في المجتمع والعلاقات المجتمعية الداخلية بين الأفراد والجماعات والمجتمع ككل. وأن أي سياسة اجتماعية معينة غير متعلقة بمحتواها الفريد المميز وأغراضها ومجالها هي مجرد حالة غير مترابطة فقط في هذا النوع من السياسات (4)
ونتيجة لذلك يمكن للمجال العام لكل السياسات الاجتماعية أن يتم التعرف عليها على أنها نوعية للحياة في المجتمع وظروف المعيشة للأفراد والجماعات وطبيعة العلاقات في المجتمع البشري، ويكون المجال الذي تم التعرف عليه هنا على أنه التركيز العام لكل السياسات الاجتماعية جوهر النموذج التصوري للاقتراح بأن كل السياسات الاجتماعية الموجودة في مجتمع معين تعمل معاً كنسق ولها تأثير حاسم على كل مجال وأن أي سياسة اجتماعية معينة أو أي مجموعة من سياسات اجتماعية تؤثر في أي قطاع خلال هذا المجال الواسع ويؤيد هذا الاقتراح الملاحظات في كل المجتمعات البشرية المعروفة التي تدل على أن كل نوعية الحياة وظروف المعيشة وطبيعة العلاقات المجتمعية الداخلية لا تتطور عشوائياً ولكنها تتجه إلى أن
تتبع أنماطاً منظمة تتطور بمرور الزمن في تفاعل مستمر بين (5)
-1 قوي طبيعية مادية وبيولوجية .
2 مبادئ ومناهج للعمل وضعها الإنسان بنفسه .
-3 أحداث بالصدقة .
وأن هذه المبادئ والمناهج التي وضعها الإنسان للعمل والتي تتفاعل مع القوي الطبيعة وأحداث الصدقة في تشكيل نوعية الحياة وظروف المعيشة والعلاقات البشرية بين أعضاء المجتمع هي بالتحديد سياساته الاجتماعية .
من هذه المناقشة للمجال العام للسياسات الاجتماعية يتضح أن العوامل الاقتصادية هي المظاهر الأساسية لهذا المجال لأنها محددات هامة لنوعية الحياة في المجتمع والظروف المعيشية لأعضائه وعلاقتهم مع القضايا الاقتصادية إلى نوع من السياسات محدد هنا على أنها سياسات اجتماعية لأنها وسائل هامة نحو تحقيق أغراض مجتمعية في مجال السياسة الاجتماعية
ويمكن فهم مصطلحات " نوعية الحياة " وظروف المعيشة في المجال العام أو الاهتمام
الكلي للسياسات الاجتماعية بسهولة عن طريق الفطرة، ولكن التعريفات العلمية الدقيقة وقياس هذه التصورات والأحكام الذاتية تساهم في تحليل وتطوير السياسة الاجتماعية وظروف المعيشة ونوعية الحياة يمكن أن يمثلها مجموعات معينة من المؤشرات البيولوجية والديموجرافيه والسيكولوجية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية والأيكولوجيه .
رابعاً : في مفهوم السياسة الاجتماعية :
يكشف التراث النظري لمفهوم سياسة الرعاية الاجتماعية عن تواكبه وزيوع انتشاره مع مفهوم دولة الرعاية Welfare State كما يكشف عن تعددية وتباين لهذا المفهوم أو صعوبة تجريده عن المفاهيم الأخري ذات العلاقة التي يختلط معها المفهوم ويتداخل ، جعل ذلك البعض.
(6) يشير إلى أن مفهوم سياسة الرعاية الاجتماعية مفهوما مطاطاً غامضاً يصعب تحديده .
ويرجع هذا التباين والغموض إلى عدد من العوامل يمكن تحديدها
: في
-1- تباين واختلاف الإطار الفكري والأيديولوجي للباحثين جعل كل باحث يحدد المفهوم طبقاً الإطاره الفكري والأيديولوجي، وعدم تحديد موقف فكري محدد إزاء القضايا التي تهتم بها سياسات الرعاية الاجتماعية كالعدالة الاجتماعية والمساواة وتدخل أو عدم تدخل
الدولة ومسئوليتها في توفير الرعاية الاجتماعية ، وتوزيع الموارد .
2 ارتباط صياغة سياسات الرعاية الاجتماعية وصنعها بالواقع المجتمعي بأبعاده المختلفة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية القيمية والسياسية فضلاً عن تباين أبعاد هذا الواقع وتغيره جعل التحديد الدقيق لمفهوم سياسات الرعاية الاجتماعية أكثر صعوبة .
اختلاف وتباين الإطارات الفكرية والنماذج التي ترتبط بصنع سياسات الرعاية الاجتماعية أو تحليلها .
-4 ارتباط المفهوم بمفاهيم أخرى كالسياسة العامة ، الرعاية الاجتماعية ، الخدمات الاجتماعية
5- تباين عناصر السياسة الاجتماعية من مجتمع الآخر وفي المجتمع الواحد من وقت لآخر . مع سرعة ودينامية تغير هذه العناصر في المجتمع ، جعل من الصعب تحديد دقيق المفهوم سياسات الرعاية الاجتماعية
6- تتحدد السياسات الاجتماعية في إطار السياسة العامة للمجتمع فهي توجه السياسة الاجتماعية وتحددها لتحقق عدالة توزيع الدخل والخدمات (7) ويتجاهل العديد من الباحثين هذه العلاقة التأثيرية في تحديدهم المفهوم سياسات الرعاية الاجتماعية .
-7- تباين أيديولوجية المجتمعات وسياسات الرعاية الجانب التطبيقي لهذه الأيديولوجية ونتيجة لهذه العوامل واختلاف الأطر المرجعية التي من خلالها يمكن تحديد مفهوم سياسات الرعاية الاجتماعية جعل من الصعوبة تحديد المفهوم بدقة ويؤكد إذن Eyden . ل ذلك في قوله أن مصطلح السياسة الاجتماعية يصعب تحديد مفهومه بدقة ، وقد يستخدم في الغالب بشكل دقيق ولكنه يتضمن الغايات والأهداف والأغراض التي يجب إنجازها من خلال مسارات الأفعال (8) .
ويتضح التباين في هذا المفهوم الغامض المحير من خلال استعراض المفهومات التالية التي يركز البعض فيها على الأساليب المؤسسية Institutional التي تعتمد على مسئولية الدولة وأدواتها في محاولة إشباع الحاجات الأساسية للسكان .
وهي مفاهيم إصلاحية Reformist بالدرجة الأولى ومحافظة تعتمد بصورة أساسية
Problem Solving Model على مدخل حل المشكلة
والبعض الآخر على الأساليب الفردية Residual الذي يقلل من تدخل الدولة ومسئوليتها في توجيه وسائل مقابلة الحاجات من خلال السياسات الاجتماعية وتشجيع مشاركة السكان ويتنامي هذا الاتجاه في الأونة الأخيرة من خلال أساليب وإجراءات الخصخصة Privatization معتمداً على تكريس قيم المذهب الفردي والحرية وتفعيل جهود القطاع الثالث
ومنظمات المجتمع المدني في صياغة وصنع السياسة الاجتماعية في المجتمع .
وبذلك فالسياسة الاجتماعية خطوطاً عامة ومرشدة وموجهة للجهود والمبادرات وتوزيع العائد بين سكان المجتمع والاتجاه الثالث الذي يقف وسطاً بين الاتجاهين السابقين ويعتمد على مسئولية وتدخل الدولة والأفراد في توجيه وسائل وأساليب إشباع الحاجات ومواجهة المشكلات وبدأ هذا الاتجاه يتبلور ويتمحور من خلال ما يسمى الطريق الثالث The Thired Way كأيديولوجية جديدة بدأت في الصياغة والتشكيل في الأونة الأخيرة .
ويتضح هذه المداخل من خلال استعراض المفاهيم التالية لسياسات الرعاية الاجتماعية .
يحدد ريتشارد تتمس R Titmuss السياسة الاجتماعية بأنها خطة حكومية نتيجة محاولات بذلت الدراسة موقف وتقدير المستقبل وتحديد الاتجاهات لتلافي متاعب متوقعة أو التحكم في مواقف معينة حتى يمكن تحقيق رفاهية المجتمع (9) وأنها دستور مكتوب لتحديد اتجاهات الرعاية الاجتماعية وحقوق المواطنين عند عجزهم عن مقابلة حاجاتهم .
ويميل دانيد جل D. Gil في تحديده السياسات الرعاية الاجتماعية إلى نفس اتجاه تتمس حيث يعتبر السياسة الاجتماعية هي القوانين والممارسات التي تقوم بها الحكومة وتؤثر عن طريقها في العلاقات الاجتماعية بين الأفراد ومجتمعاتهم (10) ويعرفها أحمد كمال أحمد بأنها مجموعة القرارات الصادرة عن السلطات المختصة في المجتمع لتحقيق أهدافه الاجتماعية ، وتوضيح هذه القرارات مجالات الرعاية الاجتماعية والاتجاهات الملزمة وأسلوب العمل وأهدافه في حدود أيديولوجية المجتمع، ويتم تنفيذ هذه السياسة برسم خطة أو أكثر نحوي عدداً من البرامج والمشروعات الخدمية المترابطة والمتكاملة التي تستهدف نقل المجتمع من واقع اجتماعي وسياسي واقتصادي معين إلى واقع آخر أفضل منه وتحقيق زيادة محسوبة في معدل رفاهية المجتمع . (11)
وهو بذلك يربط بين سياسات الرعاية الاجتماعية والتخطيط الاجتماعي لتنفيذ أهداف هذه السياسات
ويتجه باركر Barker في تحديده لسياسات الرعاية الاجتماعية نفس الاتجاه حيث يعرفها بأنها تتضمن الخطط والبرامج الحكومية في التعليم والصحة ورعاية المنحرفين والإصلاح الاجتماعي والاقتصادي والرعاية الاجتماعية وأيضاً تتضمن الآثار والمشكلات الاجتماعية الناجمة عن المتغيرات المجتمعية (12) .
بينما نجد الفريد كان Kahn .. يري أن السياسة الاجتماعية هي مجموعة الاستراتيجيات والأساليب المستخدمة لتحقيق أهداف محددة كما يربط الفعل بالوسائل والغايات. المراد تحقيقها لحدوث تغييرات في الأنظمة والممارسات والمواقف وذلك من خلال البرامج التوفير الخدمات الاجتماعية التي تحقق هذه الغايات، حيث يري أن السياسة الاجتماعية في جوهرها الضمني أو الواضح تتضمن المبادئ والضوابط والقرارات والتي تكمن خلف التشريعات والبرامج الخاصة والممارسات الإدارية والأولويات ويتضح ذلك في اختيار بدائل السياسة الاجتماعية الموجهة نحو الخدمات الاجتماعية واستراتيجيات البرمجة والتنفيذ المتبعة (13)
ويؤكد سلفان T. Sullvan ، توميسون K. Thompson على الممارسات الرسمية وغير الرسمية والقرارات التي من شأنها مواجهة المشكلات الاجتماعية واحداث تغيير اجتماعي، وهما بذلك يركزان على الإجراءات والوسائل حيث يحددان سياسات الرعاية الاجتماعية بأنها تتضمن القرارات والإجراءات الإدارية ومختلف الممارسات الرسمية وغير الرسمية التي تهدف إلى إحداث التغييرات الاجتماعية لتخفيف حدة المشكلات الاجتماعية خصوصاً (14) .
ويتجه المفهوم إلى أهمية مشاركة السكان من خلال الممارسات غير الرسمية جنباً إلى جنب مع الممارسات الرسمية .
بينما نجد مارشال Marshall ... وهو من العلماء المميزين في السياسة الاجتماعية يتفق مع الاتجاه الذي تبناه ريتشارد تمتس R. Tirmuss. حيث يعتبر السياسة الاجتماعية بأنها سياسة الحكومة التي تتضمن مجموعة البرامج والنظم الموجهة لتحقيق المساعدات العامة والتأمينات الاجتماعية وخدمات الضمان الاجتماعي والإسكان وغيرها (15) وهو بذلك يتجه نحو الأساليب المؤسسية وأهمية تدخل الدولة في الرعاية الاجتماعية، غير أنه لم يحدد الوسائل والغايات والأهداف والتخطيط باعتباره الوجه التنفيذي للسياسة الاجتماعية .
كما نجد شتلاند Schotland يتجه اتجاهاً مغايراً مؤيداً لعدم تدخل الدولة حيث يحدد سياسات الرعاية الاجتماعية باعتبارها مجموعة المسارات التي تحدد الجهود والأنشطة القائمة بين الناس بعضهم البعض وتحدد العلاقة بين المواطنين والحكومة وتتضمن التشريعات القانونية والقرارات المختلفة المتعلقة بعلاقات السكان (16) .
وهو بذلك يركز على البعد التفاعلي والجهود والأنشطة السكانية من خلال المشاركة الأهلية غير أنه لم يحدد الغابات والأهداف ، والوجه التنفيذي لسياسات الرعاية الاجتماعية من خلال الخطط .
وبذلك فإن تحديد مفهوم سياسة الرعاية الاجتماعية يجب أن يتضمن الغايات والأهداف واستراتيجيات ووسائل تحقيقها ، حيث أن صنع السياسات يتطلب إيجاد استراتيجية يلتزم بتنفيذها المجتمع بأسره فالغاية والوسائل عنصران فاعلان في تحديد أي مفهوم بالرغم من اختلاف وجهات النظر .
وبعد أن تعرفنا على المجال العام للسياسات الاجتماعية والعمليات الرئيسية التي تعمل من خلالها يمكن الآن أن نوضح تعريفاً صحيحاً عاماً مبسطاً للنموذج التصوري للمفهوم (17) .
السياسات الاجتماعية مبادئ أو مناهج للفعل مصممة للتأثير في :-
-1- نوعية الحياة في المجتمع بصورة كلية .
2 ظروف المعيشة للأفراد والجماعات في المجتمع ..
3 طبيعة العلاقات داخل المجتمع بين الأفراد والجماعات والمجتمع ككل، وتعمل السياسات الاجتماعية خلال العمليات الأساسية التالية وعلاقتها الواضحة المتبادلة :-
-1- تطوير المصادر المادية المعنوية ( الرمزية ) للحفاظ على الحياة ومصادر إثراء الحياة والسلع والخدمات .
2 تحديد مكانة الأفراد والجماعات المكانات خاصة داخل المجال الكلي للواجبات والوظائف المجتمعية تتضمن أدوار متطابقة وامتيازات متأصلة لهذه الأدوار .
Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance
You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT
ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.
We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate
تعاني المدرسة من مجموعة واسعة من المخاطر التي تهدد سلامة الطلاب والطاقم التعليمي وتعوق العملية التعل...
يهدف إلى دراسة الأديان كظاهرة اجتماعية وثقافية وتاريخية، دون الانحياز إلى أي دين أو تبني وجهة نظر مع...
تعريف الرعاية التلطيفية وفقا للمجلس الوطني للصحة والرفاهية ، يتم تعريف الرعاية التلطيفية على النح...
Risky Settings Risky settings found in the Kiteworks Admin Console are identified by this alert symb...
الممهلات في التشريع الجزائري: بين التنظيم القانوني وفوضى الواقع يخضع وضع الممهلات (مخففات السرعة) عل...
Lakhasly. (2024). وتكمن أهمية جودة الخدمة بالنسبة للمؤسسات التي تهدف إلى تحقيق النجاح والاستقرار. Re...
Management Team: A workshop supervisor, knowledgeable carpenters, finishers, an administrative ass...
تسجيل مدخلات الزراعة العضوية (اسمدة عضوية ومخصبات حيوية ومبيدات عضوية (حشرية-امراض-حشائش) ومبيدات حي...
My overall experience was good, but I felt like they discharged me too quickly. One night wasn't eno...
- لموافقة المستنيرة*: سيتم الحصول على موافقة مستنيرة من جميع المشاركين قبل بدء البحث. - *السرية*: سي...
تعزيز الصورة الإيجابية للمملكة العربية السعودية بوصفها نموذجًا عالميًا في ترسيخ القيم الإنسانية ونشر...
وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الثلاثاء، الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بأنها "مأساوية"، متعه...