Lakhasly

تعتبر فعالية أي مؤسسة أمرًا مرتبطًا بشكلٍ أساسي بكفاءة عناصرها البشرية وإمكانيتها على العمل بشكل فعّال ومتحمس. فالعنصر البشري يُعَد الركيزة الأساسية التي تؤثر بشكل كبير على استخدام الموارد المادية المتاحة للمؤسسة، وبالتالي على نجاحها وأدائها. يتأثر أداء العنصر البشري بمجموعة من المتغيرات والظروف الخارجية في بيئة العمل، مما يؤدي إلى تغيرات في أدائه سواء بالإيجاب أو السلب. ومن هنا، فإن فهم وتحليل متطلبات الأداء وتوفير البيئة الملائمة يعدُّ أمرًا أساسيًا لتحقيق أداء مؤسسي متميز.
ويعد الالتزام التنظيمي من المواضيع التي لاقت اهتمام الإدارة في العقود الأخيرة لما له علاقة بفعالية المنظمة ودرجة انجاز العمل فيها، إذا يعبر الالتزام التنظيمي عن رغبة الفرد القوية في البقاء والاستمرار في المنظمة، ويتجلى ذلك في المحافظة على عمله وذلك يكون بالتزامه بمواعيد وأوقات عمله، والموظف في الجامعة يسعى إلى بذل أقصى جهوده في القيام بالمهام والواجبات المكلفة له في المنظمة، ويعد الموظفين الملتزمون تجاه منظماتهم مصدر قوة تساعد في بقائها ومنافستها للمنظمات الأخرى.
وكونه أحد السلوكيات المرغوب فيها والتي تسعى المنظمات إلى تعزيزها لدى أعضائها لذلك فإن الالتزام التنظيمي أصبح وما يزال جديرا باهتمام الإدارات كونه يولد لدى الموظف الإحساس بالانتماء والاندماج المنظمة كما أنه يهتم بسلوكيات العاملين من حضور وغياب، والاهم من ذلك التأثير على أدائهم واتجاهاتهم مع النفسية.
و منه نرى أن الاهتمام بالعنصر البشري ضرورة مهمة في المنظمات، حيث نجد أن الفرد في المنظمة هو محور الأساس فيها، لذلك ركز عليه مفكرو الإدارة في التنظيم بوصفه عنصرا أساسيا يساعد على تحقيق الأهداف المحددة للمنظمة، وعلى دراسة سلوكه ومحاولة التأثير في هذا السلوك ليتوافق مع سلوك التنظيم وثمة متغيرات عديدة تؤثر في سلوك الفرد من بينها الدافعية للإنجاز التي تمثل أحد الجوانب المهمة في المنظومة الإنساني، التي لقيت اهتمام الباحثين في مجال علم النفس الاجتماعي والبحوث الشخصية، حيث أن الدافعية للإنجاز تعتبر عاملا مهما بالنسبة للفرد فهي تقوم على توجيه سلوكه وتنشيطه وإدراكه للموقف، فضلا عن مساعدته على فهم وتفسير سلوك الفرد وسلوك المحيطين به.
ويرجع اهتمام الدافعية للإنجاز نظرا لأهميتها ليس فقط في المجال النفسي ولكن تعدت جميع المجالات والميادين التطبيقية والعلمية، كالمجال الاقتصادي، والمجال الإداري والمجال التربوي، والمجال الأكاديمي، وتعرف الدافعية للإنجاز بأنها قوة دافعة تؤثر في تفكير الفرد وإدراكه للأمور والأشياء، كما أنها توجه السلوك الإنساني نحو الهدف الذي يشبع حاجاته ورغباته، فالموظف في الجامعة دائما يسعى إلى رفع دافعية الانجاز لديه وذلك من خلال القيام بمهام الموكلة له في المنظمة.
فإن الإلتزام التنظيمي أحد العوامل الرئيسية التي تؤثر في تحسين الدافعية لإنجاز، حيث يشير إلى قدرة الفرد على تبني أهداف وقيم المؤسسة والاستعداد لبذل الجهد الإضافي لصالحها. فعندما يكون الفرد ملتزمًا تجاه مؤسسته، يكون لديه ارتباط نفسي قوي ويبذل الجهد الإضافي لتحقيق أهدافها، مما يؤدي إلى تحسين الدافعية لإنجاز وزيادة فاعلية المؤسسة في تحقيق أهدافها.
ومن خلال هذا جاءت دراستنا التي تحاول معرفة علاقة الإلتزام التنظيمي بالدافعية للإنجاز لدى موظفي جامعة الأغواط، ولهذا قمنا بتقسيم الدراسة إلى جانبين الجانب النظري والجانب التطبيقي، حيث اشتمل الجانب النظري على الفصول الثلاثة وأهمها:
الفصل الأول: تقديم موضوع الدراسة، حيث تم في هذا الفصل تقديم موضوع دراستنا وفرضياتها وأهميتها وأهدافها، وتحديد المفاهيم الإجرائية للدراسة، ودراسات السابقة.
الفصل الثاني: فصل الالتزام التنظيمي، حيث تناولنا في هذا الفصل العناصر التالية: تعريف الالتزام التنظيمي، أهمية الالتزام التنظيمي، خصائص الالتزام التنظيمي العوامل المؤثرة في الالتزام التنظيمي، نظريات الالتزام التنظيمي، خلاصة الفصل.
الفصل الثالث: فصل الدافعية للإنجاز وتناولنا فيه العناصر التالية: مفهوم الدافعية، أنواع وتصنيف الدوافع، مفهوم الدافعية للإنجاز، أهمية الدافعية للإنجاز، مكونات الدافعية للإنجاز، النظريات المفسرة للدافعية للإنجاز، قياس الدافعية للإنجاز، خلاصة الفصل.
ثانيا: الجانب التطبيقي: احتوى على ثلاث فصول:
الفصل الرابع: فصل الإجراءات المنهجية للدراسة، وقد تناولنا فيه العناصر التالية: منهج الدراسة، مجتمع الدراسة، عينة الدراسة الاستطلاعية، أدوات جمع البيانات، وصف الأداة، الخصائص السيكو مترية، الصدق والثبات، الأساليب الإحصائية، خلاصة الفصل.
الفصل الخامس: فصل عرض وتحليل نتائج فرضيات الدراسة وقد تناولنا فيه عرض وتحليل نتائج فرضيات الدراسة.
الفصل السادس: فصل تفسير ومناقشة نتائج الفرضيات، وتناولنا فيه تفسير ومناقشة نتائج فرضيات الدراسة الاستنتاج العام، التوصيات والاقتراحات.