Lakhasly

الشهداء يعودون هذا األسبوع تدور أحداثها في إحدى القرى بالجزائر، فتصور مشاعر رجل قروي مس ّن يدعى »العابد بن مسعود الشاوي«، يقضي أيامه القاسية وهو يتذكر ابنه الذي استشهد )مصطفى( وهو يقاتل االحتالل الفرنسي الذي جثم على تراب الجزائر على امتداد عقود طويلة إلى أن يتسلم هذا اإلنسان القروي رسالة من مكتب البريد التابع للقرية، ويقول له موظف البريد وهو يسلمه الرسالة إنها من ابنه الشهيد وقد أرسلها له من مكان بعيد.. بعيد جدا،ً يترافق ذلك مع رؤية للشيخ العابد في منامه الذي يثق بصحة أحالمه أن ابنه الشهيد »مصطفى« والشهداء الذين معه سيعودون خالل أيام تهيمن الفكرة على الشيخ، وتتحول إلى هاجس مرعب مثلما هو مفرح يبدأ الشيخ في كشف رؤيته لمن حوله الجميع يسمعون منه أن الشهداء سيعودون هذا األسبوع، إال أنه ال يجد من يتحمس للرؤية، بل يستشعر ذعرا لمباغتة ً في عيونهم من هذه العودة ا شاع خبر تسلم الشيخ العابد رسالة من ابنه الشهيد في كل أرجاء القرية، بعضهم أصيب بالدهشة، وآخرون تصوروا أن الرجل قد أصيب بالجنون، وأنه يهذي هذياناً ال شفاء منه، لكن الرسالة نفسها أحدثت بلبلة كبيرة بين الجميع، فهناك أفراد من كوادر الحزب الحاكم ممن حصلو ا على امتيازات خاصة بعد االستقالل أخذوا يؤكدون لآلخرين أن الشهداء ال يمكن أن يعودوا للحياة من جديد، وحتى لو عادوا وهذا مستحيل فإن عودتهم ال يمكن أن تعطيهم الحق في أن يقتسموا معهم ما حصلوا عليه من امتيازات خاصة، لم يحصل على مثلها البسطاء والفقراء موظفين العاملين في إحدى الدوائر الرسمية فعلق على ذلك قائالً أما أحد ال : »إذا عاد الشهداء للحياة من جديد فإن عليهم أن يقدموا شهادات تفيد بأنهم أحياء، ألننا قد استخرجنا لهم من قبل شهادات وفاة«، بينما قال واحد من المنتفعين الجدد ولن يلبثوا أسبوعاً حتى يتزيغوا ، إنهم سيؤ ولون إلى ما آل إليه غيرهم يدور الشيخ العابد في أرجاء القرية ليسأل كل من يجده عن ردة فعله إذا علم أن الشهداء سيعودون، فيسال رفيق ابنه في المعركة التي استشهد فيها، ويسأل شيخ بلدية القرية الذي يدير المدرسة، ومنسق القسمة ورئيس وحدة الدرك في القرية، ورئيس القباضة المسؤول عن صرف المنح، ومسؤول الفرع النقابي وإمام المسجد وغيرهم وبعض الذين أخذوا كالم الشيخ العابد على محمل الجد ردوا عليه بجدية أيضا،ً ومنهم »مسجل المواليد والوفيات« الذي يؤكد له أنه سجل األحياء، وهذا سيستغرق وقتاً طويالً لو عاد الشهداء فال بد من شطب أسمائهم من سجل األموات وإعادة قيدهم في . ولم يخ ِف آخرون مخاوفهم للشيخ العابد، إذ يقولون له إن عودة الشهداء ستحدث إرباكاً كبيراً في حياتهم، وأول من سيدفع ثمن ذلك هم الذين يتقاضون منحا زوجات الشهداء الالتي تزوجن ً مالية نظير استشهاد أقربائهم، فكيف سيعيش هؤالء لو عاد الشهداء؟ وماذا ستفعل وأنجبن من بعد غياب أزواجهن الشهداء؟ ولكن صدمة الشيخ العابد تبدو أكبر عندما يقول إلمام المسجد أن ابنه سيعود خالل أيام، إذ يرد عليه األخير بقوله: »أوتظن ابنك لعابد من المسجد ذليالً المسيح أو المهدي، استغفر هللا اخرج من المسجد أيها الكافر«، ليخرج الشيخ ا منكسر الروح مطاطئ الرأس. أما رئيس وحدة الدرك فيرد عليه متسائال:ً »هل ترضى أن يعود ابنك مصطفى رحمه هللا وينتزع منك شرف أب الشهيد، ويضيّع عنك كل الحقوق التي تترتب عنه، مثل المنحة، ورخصة سيارة األجرة، والسكن في أحسن مساكن القرية، واالحترام الذي توليه لك السلطات . .» و الشعب؟ إزاء هذه العاصفة التي واجهها من االستنكار واالحتجاج لعودة الشهداء لكن الخوف يتغلغل في نفوس يصمت الشيخ العابد مستعجباً من يهابون هذه العودة المفاجئة، وفي مقدمتهم الذين تسلقوا على ظهور الشهداء، وورثوا أمجادهم وبطوالتهم وحولوها إلى تركة مباحة لمن يجيد اصطياد الفرص واللعب على الحقائق التي ال يعرف أسرارها إال من استشهدوا جراء البلبلة التي أحدثها الشيخ العابد يدعى الجتماع طارئ لبحث األمر بحضور مسؤولي المنظمات الوطنية، والنقابة، وقدماء المجاهدين واتحاد النساء والكشافة، وقائد وحدة الدرك، ومسؤول الشبيبة وغيرهم، ويصل المجتمعون إلى نتيجة مفادها أن ما يدعو لى عصيان مسلح يشترك فيه مليون ونصف المليون من خيرة أبناء هذه األمة، قصده قلب األوضاع رأساً له الشيخ العابد سيؤدي إ على عقب، وال بد من القاء القبض على الشيخ العابد واستنطاقه وإشعار السلطات العليا في الحال تلخيص سي اس عربية )المحور الثالث( _ الطاهر وطار ضياء الدين صبح | P a g e 2 المكان تدور األحداث في رواية "الشهداء يعودون هذا األسبوع" في القرية، ومن الواضح من لغة المؤلف أنها قرية جزائرية، دون تفصيل أو وصف دقيق لمالمح المكان، فكان االهتمام أكثر بالحدث. الشخصيات الرئيسية تدور أحداث رواية الشهداء يعودون هذا األسبوع بين عدد من الشخصيات الرئيسية، وهي: العابد بن مسعود: يعد بطل الرواية والشخصية المحورية فيها، وقد تحمل العابد مسؤولية كشف عودة الشهداء ومعرفة موقف أهل القرية من هذه العودة. مصطفى: هو ابن العابد بن مسعود الشهيد المنتظر عودته مع بقية الشهداء، ويمثل مصطفى الشخصية النموذجية التي تلخص صورة الشهداء. الشخصيات الثانوية تدور أحداث رواية الشهداء يعودون هذا األسبوع بين عدد من الشخصيات الثانوية، وهي: .1 سي المسعي. .2 سي قدور. .3 ساعي البريد. .4 الشاب عبد الحميد. .5 سي المانع. .6 اإلمام. .7 الكومنيست. .8 رئيس وحدة الدرك. األحداث الرئيسية حسب ما ورد عن الكاتب حسن توفيق في قراءته التحليلية لهذه الرواية يحكي الكاتب فيها كيف يقضي العابد بن مسعود أيامه القاسية وهو يتذكر ابنه الذي استشهد في الجزائر إثر معركة مع االحتالل، وفجأة يتسلم العابد رسالة من مكتب البريد التابع للقرية، وأخبره موظف البريد وهو يسلمه الرسالة أنها من ابنه الشهيد وقد أرسلها له من مكان بعيد. العقدة يتبين للعابد بن مسعود في الرسالة أن ابنه الشهيد مصطفى سيعود في ظرف أسبوع مع بقية الشهداء، وبعد الحيرة والتساؤالت التي ثارت في نفس العابد بن مسعود يبدأ بإشاعة الخير لكل شخص يصادفه في طريقه، وينتشر سؤال عودة الشهداء هذا األسبوع في أرجاء القرية، فيجتمع المسؤولون في القرية لوضع ح ّد للعابد وما أثاره في القرية. الحل يقرر المسؤولون إلقاء القبض على العابد لمعرفة حقيقة الرسالة، وعندما خرج قائد وحدة الدرك إلحضار العابد بن مسعود وجد الناس تصرخ باسمه؛ فقد ألقى العابد بنفسه أمام القطار وأصبح جثة هامدة، وبذلك دفن معه لغز الرسالة إلى األبد أبرز ما حصل باجتماع القرية • اجتماع للمسؤولين في القرية )رغم اختالفهم(...اتهام العابد بتلقي أوامر من الخارج للتشويش. • مسؤولة االتحاد النسائي: سيعود الشهداء ومعهم قوائم للتصفية. • مسؤول الشبيبة: لم اعد اسيطر على الذين يريدون االنضمام للتمرد. • قدماء المجاهدين+ والفرع النقابي...لم يتفقوا معهم فتم عزلهم. • العابد ينتحر أو يقتل...النهاية مفتوحة. تلخيص سي اس عربية )المحور الثالث( _ الطاهر وطار ضياء الدين صبح | P a g e 3 الخالصة: .1 الفكرة شائكة وموجعة ، فماذا لو عاد الشهداء اليوم ورأو كيف دمائهم أصبحت استثمارا ، كيف يرون أنهم يرفضون عودتهم خوفا من ذهاب اإلمتيازات والمساعدات المرصودة لذوي الشهيد ، أم تحسبا إلنكشاف أمر أولئك الذين خذلو الشهداء ثم تقاسمو أشيائهم وحتى زوجاتهم .2 ما الذي سيفعله الشهداء إذا أدركوا هذه الحقيقة؟ هل سيندمون على تضحيتهم؟ وهل ستتقبل األجيال القادمة أن تضحي إذا تكشفت لها هذه الحقيقة التي ال تستثني أحدا؟ وكيف يتحول الشهيد من حالة لها قدسيتها وكرامتها إلى كابوس يهدد استقرار بعضهم ومصالحه؟ وكيف يصبح من تغنى للشهيد ومجده إلى رافض لفكرة عودته، فكرة العودة التي باتت محملة بالخراب والدمار؟ .3 انتهت القصة بمصرع العابد بن مسعود على قضبان السكة الحديدية من دون أن يعرف أحد؛ هل دفعه أحد المنتفعين الجدد نحو القطار ليلقى مصرعه تحت عجالته، أم إنه قد انتحر .4 القصة عالجت موضوع اجتماعي وسياسي ببلد المليون شهيد "الجزائر" وبلدان أخرى .5 حاول الكاتب الرد على السماسرة وتجار التنازالت بطريقته الخاصة، فيزف بينهم بشرى عودة الشهداء، كي يفيقوا، فالمواجهة بينهم وبين الشهداء قد تشعرهم بشيء من الخجل، وتجعلهم أكثر إحساس بقيمة ذلك اإلستشهاد الذي تحول الى مكاسب رخيصة وأطماع دنيئة ال تنتهي .6 القصة مكتظة بالوجع ، وفتحت باب التساؤالت لواقع محبط )فدماء الشهداء الزكية يتم يوميا تسليعها للحصول على مكاسب رخيصة من قبل الساسة هنا وهناك( .7 يذكر أن القصة ألهمت كثيرا ودول من المسرحيين فتم تحويلها إلى نص مسرحي وعرضت في الجزائر عربية أخرى مثل سوريا وفلسطين نهاية المطلوب من الطاهر وطار