Lakhasly

يتناول النص دراسة إرنست غلينز للقبائل المغربية من منظور "الأطروحة الانقسامية"، مستعرضاً أصولها عند دوركايم وابن خلدون وآخرين. تُعرّف هذه الأطروحة المجتمعات الانقسامية بضعف تقسيم العمل، ومركزية علاقات القرابة، وقيمها الموحدة. يركز النص على مفاهيمي "الانشطار" (التعارض بين أجزاء القبيلة) و"الانصهار" (توحيدها لمواجهة خطر خارجي)، مع إبراز دور الجينيولوجيا في التماسك القبلي. يُبرز غلينز تطبيق هذه الأطروحة على قبائل الأطلس الكبير، مُشيداً بدور "المرابطين" في التحكيم والحفاظ على التوازن. لكن النص ينتقد "الأطروحة الانقسامية" لإسقاطها نماذج دون تعديل، أهمالها البعد التاريخي والاجتماعي، وإهمالها لأشكال الملكية وتأثير الإسلام عليها، بالإضافة إلى نقد "نظرية الجد المشترك" ودور المرابطين كمحايدين تماماً. ويخلص النص إلى أن المقاربة الانقسامية تعاني من عوائق إبستيمولوجية تحول دون فهم موضوعي للواقع الاجتماعي المغربي.

إرنست غلينز:
-والانثروبولوجي الكولوتيالي،سيصبح المغرب موضوعا للدراسات والابحاث الانجلوساكسونيه؛
-شكل البحث في سؤال مركزي: من يحكم المغرب؟الى جانب البحث في كيفيه العبور من المجتمع التقليدي الى العصر.
-خدامه المقاربه التجزيئيه او الانقساميه على اغلب الدراسات الانجلوساكسونيه ويعتبر إرنست غلينز من الاسماء الوازنه في هذا السياق
الأطروحة الإنقاساميةوالمجتمع المغربي:
-شكلت الاطروحه لانقسام هي مجالا مغربيا للباحثين في المجال المغربي وذلك باعتبارها نموذجا تحليليا للمستويات الحياه الاجتماعيه والسياسيه والانصهار والانشطار وغيرها من المفاهيم التي تؤلف هذا النسق التحليلي؛
-تنطوي لفظه انقساميه على معاني مختلفه،وبالتالي الباحث يجد ان الكتابات التي اهتمت بها،تميز بين مصطلحين: التجزيئيه من جهه،والانقساميه من جهه اخرى
ويقابلونها باللفظ الفرنسي segmetarité ou segmentaire
أصول الأطروحة الإنقاسامية:
-يجمع مختلف الباحثين،ان لم نقل كلهم على ان دوركايم هو المؤسس المنهجي والابيستيمولوجي،خصوصا في مؤلفه"تقسيم العمل الاجتماعي"بل والمطبق للنظريه من خلال دراسته لمنطقه القبائل بالجزائر؛
-في حين في حين يرجعها باحثون اخرون الى ابن خلدون في دراسته حول الدوله وعلاقتها بالمجتمع ومساله لا تمركز عند المغاربيين مستندا الى "العصبيه القبليه"؛
-كما يمكن ارجائها لاصول ابيستيمولوجيه الى كل من "هانوطو ولوطورنو"بعد اصدار كتابهما:" القبايل والاعراف القبليه"سنه 1872،ثم ايضا الى دراسه ما سكراي حول: "نشاه الحواضر لدى سكان المستقرين بالجزائر سنة 1886";
-ظهر مفهوم الانقسام لاول مره عند دوركايم 1893 في اطار حديثه عن ازدواجيه التضامن: الالي/العضوي،حيث اعتبر ان المجتمعات لانقساميه ذات التضامن الالي، نظرا للتشابه الذي يسوى انقساماتها وتكرار وحداتها ،مشترطا انه لكي تنظيم لجزئي ممكنا، لابد في نفس الان ان تتشابه به الاجزاء. وقد اجمل خصوصيات المجتمع الانقساميه في:
*تقسيم عمل ضعيف/اشكال مشاعية للملكيه يسود فيها حق الانتفاع فقط؛
*علاقات النسب والعائله تحتل موقعا مركزيا في هذه المجتمعات؛
*قيم موحده بسبب تشابه العناصر المكونه لهذه المجتمعات....
*هناك ايفانس بريتشارد في دراسته حول القبائل البدو في ليبيا والنوير بالسودان.
يمكن رصد المصطلحات التي استعملتها لانقاساميه في:
#الانشطار او التعارض؛يعد مفهوم الانشطار من المفاهيم الاساسيه في النموذج الانقسامي،وقد صار ايفانس بريتشارد هذا المفهوم في سياق بعثه حول النظام السياسي لقبائل النوير السودانيه،حيث اكد بان قبائل النواب تنقسم الى قسمات،ويمكن تسميه القسمات الكبيره بفروع القمليه التي تتجزا حتى المستوى الثالث الادنى من القبليه وهذه الفروع تتكون من مجموعه من: المداشر،التي تتكون بدورها من مجموعه تربط بينها علاقه القرابه. وكل قسمه حسب بريتشارد،جزءه في الوقت نفسه،وهذا التجزء يجعلها متعارضه فيما بينها،واعضاء كل قسمهم في استعداد للتسارع مع قسمه اخرى من الفرع نفسه،كما انهم في استعداد للتوحد من اجل محاربه عدو اخر. مثل قبيله "اللو"لا تنقسم الى فرعين: جين ومور ثم الى فروع ثانيه وثالثه.
#اني انصهار او التكامل: بخصوص الانصهار يتطلب الامر وجود خطر خارجي الامر الذي يؤدي الى الاستنفار مجموع القبيله من الفرد/ الاسره/خط النسب/المدشر،.... وصولا الى الاتحاد القبلي في بعض الاحيان،من اجل مواجهه هذا الخطر الذي يهدد وجود القبيله او مواردها للاقتصاديه
#القسمه او البنيه او الجزء
#البعد الجينيالوجي:
تعتبر الجينيولوجيا اساسا للتكامل والانصهار والتماسك، والسند الاستمراريه القبليه وديمومتها"هذه الروابط قد تكون حقيقيه او وهميه"في النسق الانقسامي،حيث تلعب القرابه هنا خاصيه اساسيه للمجتمع الانقسامي،خصوصا على مستوى صد الخطر الاجنبي: تجييش الجماعات انطلاقا من فعاليه الروابط القرابيه والقبليه في جمع شتاتها وتوحيد قواها...(وقد اسهم ايضا نظام القرابه في تحديد موقف الانقساميه من الزواج وطبيعته) داخلي ام خارجي (الشيء الذي زاد من تعقيد النسق الانقسامي ارتباطا بتاويل مبدأي الانصهار والانشطار).
-يعتبر غيلينز، بدون شك اشهر من طبق في دراسته المشار اليها حول قبائل الاطلس الكبير المركزي؛النظريه الانقساميه كنموذج منهجي مثالي:
-انا مقتنعا تمام الاقتناع بأن قبائل شمال افريقيا قبائل انقساميه بامتياز. لذا يؤكد على ان المبادئ الانقسام لا هي وحدها كفيله بل والملائمه لفهم العناصر التي تحكم وتتحكم في تلك القبائل.
-ينتقد غيلنز بشده مساهمه البحث الفرنسي في دراسه الحياه السياسيه للامازيغ بسبب تجاهلهم للبنيه القبليه الانقساميه فالباحثون الفرنسيون لم يتمكنوا في تقديره من فهم الطريقه التي تنتظم بها قبائل الامازيغ امام غياب كل مؤسسه سياسيه متخصصه.
*بسبب غياب السلطه مركزيه داخل القبيله
*فضلا على ان السلطه السياسيه تكون مشروطه بوضعيات معينه
-مبررات ذلك ان الامارات ينتجون في سياق نظام يحكمه العرف بالدرجه الاولى؛ويحدث ذلك على الشكل التالي: مثلا اذا كانت هناك ثلاث عشائر: أ و ب و ج؛ففي السنه الاولى ينتمي الامغار (الرئيس) الى العشيره او ينتخب من قبل ب و ج؛وفي السنه الثانيه الى العشيره ب ويتم انتخابه من طرف اعضاء أ و ج،وتجبر الاشاره الى انه من غير مقبول اعاده انتخاب امغار مرتين متتاليين كما ان عمليه الاقتراع لابد وان تتم في موضع محايد يخضعني نفوذ ولي صالح يدعى "أكرام"؛
-ما اثار انتباه غيلينز هو ان السلطه الامغارات المنتخبين سلطه هشه نظرا لانهم لا يحوزون على وسائل ماديه كفيله بزجر العنف ولا يتوفرون على شبكه من المصالح الاداريه او الامنيه انهم يستندون فقط على الضغط المعنوي الذي يمارسه "الراي العام"داخل القبيله وعلى العناصر العاديه للمجتمعات الانقساميه التي يحركها غضب فرقه من زمره ان هي تعرضت لاهانه ما.
-على انه في اطار هذه الهامشيه تستطيع القبائل ضمان استمراريتها والمحافظه على توازناتها بفعل حضور اكرام او المصالح فالمرابطون حسب غلينز
*رغم كونهم يقطنون في المناطق المحايده بين القبائل: فانهم يطلعون بادوار من الاهميه من سكان داخل القبيله مثل تنظيم المبادلات التجاريه؛
*مساعده الزوار الدين يقدون على الاسواق المجاوره لهم وضمان امن الحدود.
*تنظيم الانتخابات من اجل اختيار الامغارات؛
*فض النزاعات بين المتخاصمين... وتعود اسباب ذلك الى كونهم شخصيات "محايده ومسالمه"وفوق كل نظام قبلي انقسامي؛وهذا ما اهلهم للقيام بادوار تحكيميه نظرا لانهم يتوفرون على وسائل الاقناع وعناصر الوساطه؛خصوصا وان هناك اعتقال بان سلطتهم روحيه هائله تصدر عن الله وليس بوسع البشر رسم حدودا لها.
نقد النموذج الإنقسامي:
تعترض غالبيه الدراسات والابحاث التي انجزت من قبل الباحثين و انجلو ساكسونيين حول المجتمع القروي المغربي"عوائق ابيستيمولوجيه"كبرى تحول دون معرفه موضوعيه دقيقه بالواقع الاجتماعي المغربي؛اذ يظن الجزء الاكبر من الملوغرافيات حول القبائل وكذا حول المجموعات القرويه مشبعا بنزعه إثنولوجية ذات رنين تاريخي أورومركزي ويمكننا ان ندرج في هذا الاطار النظريه الانقساميه التي يرتكز طرحها وحيثياتها على مقوله الفوضى القبليه
وبناء على هذا يمكن ان نسجل على مؤاخذات الاتيه على المقاربه الانقساميه:
1ـ إسقاط النمودج: هناني بذلك ان الانقساميه سقطت في فخ بريتشارد في منطقه برفة. ان بريتشارد اتصل على نقل النموذج على النحو الذي استخلص من واقع قبائل النوبر دون تعديل: واضاف عليه عناصر من تاريخ السنوسيه في علاقاتها مع الاداره العثمانيه ثم مع ايطاليا غداة غزوها ليبيا،ومن المعروف ايضا ان هذا النموذج ثم توظيفه من قبل الانقساميين لدراسه القبائل المغربيه من ثم الاتجاه
2ـ أهمال البعد التاريخي والراتب الإجتماعي: التناقض البارز الذي وقع فيه الانقساميون هو التناقض مع واقع القبائل التي قاموا بدراستها وهذا هو الذي ادى به الى فصل القبائل عن سياقها التاريخي العام؛والذهول عن صيرورة الاحداث المكونه لها الى جانب القول بستاتيكية المجتمع المدروس والاعراض عن دراسه التراثيات الاجتماعيه جراء القول فيما يتعلق بالحقوق
الباحث عبد الله حمودي؛في دراسته النقديه الانقساميه؛بين كيف ان هذا الاخير لم يفطن لوجود عائلات كبرى تحظى بتقدير كبير من قبائل العطاويين وهم المعروفين ب "تختارين"مفرد" اختار"وتعني الشيخ او الكبير فاختارن هم الذين يحتكرون الرئاسه نظرا لعراقة نسبهم وكرمهم. يقول حمودي في هذا الاطار:"يحدد النسب ظاهريا القسمات الاجتماعيه باعتبارها مفهمة من مجموعات البشريه والمستويات انقساميه التي تحتلها وكذلك لنقاط الانصهار والانشطار،غير ان هذه القسمات ليست متساويه كذلك الامر بالنسبه للافراد اذ ان الاصل يستحضر في الوقت المناسب لاطفاء المشروعيه التاريخيه على التفاوت القائم.
3ـ أهمال أشكال الملكية: اهمال مساله تحليل اشكال الملكيه داخل المجتمعات القبليه وعدم البث في تاثير الاسلام على النظام الملكيه. ان النموذج الانقسامي عجز عن تحديد انواع التناقض بين اشكال الملكيه؛ونماذج الانقسام كما عجز عن اعطاء الحلول الجزئيه التي يلجا اليها السكان من اجل الدفاع عن اراضيهم ناهيك عن البحث في انواع التفاوت الاجتماعي الذي يبدو على المستوى توزيع السلطه
4ـ نقد نظرية الجد المشترك: حينما ركزت الانقساميه على مساله الجد المشترك التي تنحدر منه القبيله فانها بذلك جانبت الصواب كثيرا. في الواقع يثبت بما لا يدع مجانا لارتياب ان الجد المشترك المزعوم قد لا يكون جدا فعليا.
5ـ المرابطون والتحكيم: يتبين فيما سبق ان ارغينست يعطي اهميه قصوى للمؤسسه المرابطيه في الحفاظ على توازن القبليه وضمان السير العابر لانتخابات وفض النزاعات المختلفه التي تحصل بين الفينه والاخرى،هكذا اعتبر الصلاحاء اسر مبجله مجردة من السلاح تنصف بالحياديه والمساهمه باعتبار انها لها وظيفه التحكيم السؤال الذي يطرح عن هنا: هل فعلا فئه الصلحاء هي فعلا فئه مسالمه؟