Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (100%)

المعرفة الدلالية والمعرفة الشخصية
تمكننا الذاكرة من فهم العالم بأن تربط بين
خبرتنا الراهنة وبين معارفنا السابقة عن العالم
وهذا النوع من المعرفة هو ما يسمى بـ «المعرفة
الدلالية semantic التي تتميز عن المعرفة
المعرفة الشخصية الذاتية cpisodic يعتقد أنها
تشغل موقعا خاصا بها في جهاز الذاكرة في المخ
مختلفا عن موقع الذاكرة الدلالية وأحيانا تكون
وكلما تقدم الطب يعيش فالتأثيرات الكيميائية الحيوية للكحول تتداخل
الناس أطول وتزيد بالتالي مع العمليات الطبيعية التي تنشط الذاكرة في
وهكذا تتحدد المشكلة إما في «اختزان»
بهم العمر إلى وقت يصابون المعلومات وإما في استرجاعها». هي مشكلة استرجاع أكثر منها مشكلة
يلاحظون أنه عندما يتناول المرء شرابا في وقت لاحق، المرتبطة بالمرة السابقة يتم تذكرها بطريقة مزعجة. تذكر معتمد على الحالة الذاتية state-dependent retrieval، يؤدي تعاطي الكحول لفترة طويلة وبكميات كبيرة إلى أنواع أشد خطرا
فالذين يتعاطون كميات كبيرة من الكحول
إنما يستهلكون أيضا كميات كبيرة من السعرات الحرارية، ينشأ لديهم ميل إلى إهمال تناول أنواع الغذاء الأخرى. المتعاطين تناول كميات من الطعام أكبر من الأشخاص العاديين
حتى يحافظوا على المعدل الطبيعي للفيتامينات في أجسامهم. ويبدو أن نقص مادة الثيامين، يؤدي إلى مضاعفات خطيرة لدى المتعاطين، يعاني المدمن من صعوبة في التوازن والحركة، بالنسبة إلى الزمان والمكان، ويعاني كثيرا أعراض التهاب الأعصاب
ويمكن علاج هذه
الحالات بتعاطي كميات كبيرة من الثيامين لمدة شهر أو شهرين إلى
أن تختفي الأعراض الحركية والحسية على أن المريض، يعاني تغيرات في الشخصية وتلفا غير قابل للإصلاح في الذاكرة، الذي يسمى فقدان الذاكرة كورساكوف Korsakoff amnesia . کورسـاكـوف يسمون أحيانا مرضى مخ - بينيين Diencephalie، موضع الإصابة لديهم يقع في هذا الجزء من المخ، التلف يصيب جزأين صغيرين موجودين في المخ الأوسط هما
الأجسام حلمية mammillary bodies و«المهاد الإنسي الخلفي
dorsemedial thalamus (انظر الشكل (١٥ . وهناك خلاف في الرأي حول
ما إذا كان واحد من هذين العضوين أكثر أهمية من الآخر في التسبب في
الشكل ( ٥ - (١) الأجسام الحلمية والمهاد الإنسي الخلفي
من الملاحظ أن ذوي الذاكرة الضعيفة جدا يكون أداؤهم ضعيفاً في معظم
بينما ذوو الذاكرة الجيدة يكون أداؤهم جيداً. فالذاكرة الجيدة تعد غالبا علامة على ارتفاع مستوى
رغم مشكلتهم الخطيرة من حيث التذكر، أن أداءهم لاختبارات الوظائف العقلية يكون جيدا بدرجة معقولة، ولو أجريت لهم اختبارات ذكاء نمطية مثل مجموعة وكسلر
نجد أن أداءهم طبيعي للاختبارات اللفظية مثل التفكير الاستدلالي والفهم
واختبار المفردات وللاختبارات غير اللفظية مثل اختبار التشكيلات الفراغية
والتعامل اليدوي والفك والتركيب. وبالإضافة إلى المعدل العادي للذكاء لدى فاقدي الذاكرة، يتمتعون أيضا بمهارات اجتماعية وقدرات لغوية عادية، لا يلاحظ من يلتقي بهم للوهلة الأولى، أنهم يعانون اضطرابا في الذاكرة. فقدان الذاكرة اللاحق ( التالي للإصابة ) Anterograde Amnesia
أنواع اضطرابات الذاكرة التي تصيب كلا
من المعارف الدلالية والشخصية وفقدان الذاكرة كورساكوف مثله مثل معظم
يتسم بصعوبة في اكتساب معارف جديدة
وصعوبة في تذكر المعلومات التي اكتسبت قبل حدوث
الإصابة (فقدان ذاكرة سابق أو (راجع retrograde وفقدان الذاكرة اللاحق
في أن المريض لا يستطيع تذكر التغيرات الجديدة التي قد تطرأ
في المجال السياسي فإذا سئل عن أسماء رئيس الوزراء ورئيس الدولة فإنه
يعطي أسماء من كانوا يشغلون تلك الوظائف وقت حدوث الإصابة، هو عدم قدرتهم على تذكر التغيرات التي تحدث
في المحيط العائلي مثل المواليد والزواج والوفيات، في تكييف سلوكهم حين يفشلون في تذكر التغيرات التي قد تحدث في البيت
ويمكن استكشاف فقدان الذاكرة اللاحق أيضا بأن يطلب من المريض أن
ثم يطلب منه تذكرها بعد وقت
مثل حالات التهاب المخ أو
التسمم، بينما
نجدهم، يلجأون
في محاولة منهم لإخفاء حالتهم إلى ملء الفجوات عن طريق معلومات ربما
confabulation، الذاكرة، فإنك قد تشعر بأن كلامه المختلق مقنع جدا. وقد دارت مناقشات عديدة حول فقدان الذاكرة كورساكوف وما إذا كانت
المشكلة فيها ترجع إلى عملية تسجيل أو تخزين أو استحضار المعلومات هل
تم إيداع الذكريات بصورة صحيحة؟ أم أن هناك خطأ ما في طريقة تثبيتها
لكن ثمة صعوبة في التقاطها؟
فاستعادة
الذاكرة والمخ
موجودة حتى حين لا يتم تذكرها. وهناك أيضا أخطاء يقع فيها فاقدو
الذاكرة حين يكون عليهم أن يتذكروا قائمة من الكلمات تسمى «أخطاء
النموذجية، وفي نهاية
وقد
الأولى، اللاحقة. ومعنى ذلك أن كلمات من القوائم الأولى التي بدت منسية
وربما كان المصدر
التلميحية cues. رغم أنه
الأمر الذي
يدل على أن الذكرى كانت مختزنة لكن طرق الوصول إليها لم تكن ناجحة
أما الباحثون الذين لا يقنعون بأن فقدان الذاكرة ينتج ببساطة عن عجز
في عملية الاسترجاع فإنهم يردون على ذلك بأن الأداء العادي بمختلف
أنواعه يتحسن أيضا إذا استمرت الإشارات التلميحية وأن التحسن اللافت
تلميحية، ولكي نثبت أن تحسنا غير عادي قد حدث في قدرات
التذكر لدى فاقدي الذاكرة نتيجة للإشارات التلميحية، فإنه يلزم أن نثبت أن
ومثل هذه التجارب يمكن
الذين أعطيت لهم
مادة التذكر قبل بضع دقائق، قبلها بوقت طويل. ذلك أن المساواة في الحالة الابتدائية لكل منها تتطلب أن
والنتيجة التي انتهت إليها
المخ البشري
فقدان الذاكرة الراجعة (أى بالنسبة للأحداث السابقة على الحالة المرضية):
السابقة على المرض. لكنها تترك ذكريات الطفولة سليمة. كما تشتد درجة فقدان الذاكرة
ثم تأخذ في التحسن
تدريجيا بانتظام كلما مضينا أبعد في الزمن، وهو مايدعم ما يعرف بقانون
ريبوت الذي يقول: الجديد يهلك قبل القديم . بكورساكوف. وذهب سكويرز (۱۹۸۲) إلى أن متدرج الذاكرة في هؤلاء
المرضى مضلل فقد يكون التعاطي الزائد للكحول قد أدى إلى ضعف متزايد
وفي هذه الحالة، لن تكون إصابة الذاكرة الراجعة
لكنها
وهذا هو
ما يسمى بـ «فرضية الاستمرار continuity hypothesis
لكن إحدى الدلائل المضادة لوجهة النظر تلك جاءت من دراسات مرضى
فقدان الذاكرة الكلي المؤقت (Transient Global Amnesia) والتي تختصر إلى
نجد أن شخصا سويا في
يدخل فجأة في حالة فقدان شديد للذاكرة تستمر معه من بضع
ومثل هذه الحالة من الصعب دراستها تاريخيا؛ لأنه
في الوقت الذي يصل فيه الباحث إلى مكان المريض تكون الحالة قد انتهت
بحيث إنه فور أن يأتي البلاغ يترك كل مالديه وينطلق إلى حيث يوجد
وقد تمكن هودجز بذلك من تسجيل بعض تلك الحالات على جهاز
وارد ، ۱۹۸۹)
ومرضى TGA يعانون أيضا فقدان ذاكرة راجعة تتوافق مع قانون ريبوت أي
لديهم فقدان للذاكرة يتسم بمتدرج منتظم، القديمة. الذاكرة والمخ
الذاكرة، فعندما كانوا يستعيدون حالتهم الطبيعية بعد نوبة
TGA، كان تذكرهم للأحداث الماضية لا يسير وفقا للمتدرج المنتظم. إذ يبدو
أنهم لا يعانون صعوبة في عملية تخزين الذكريات كل ماهنالك أنها تختفي
لبعض الوقت ويصورة متباينة. وتدعم نتائج دراسات هؤلاء المرضى فرضية النشوء الحادة (acute onset
ذهبوا فيه إلى رصد حالة فقدان ذاكرة راجعة ذات متدرج نسيان مؤقت لدى
للمرض هي حالة . P.Z وهو عالم أكاديمي كتب قبل عامين من إصابته بمرض
سيرة ذاتية تفصيلية، أشار فيها إلى أن ذاكرته في ذلك الوقت
ظلت لعشرات السنين جيدة بالنسبة إلى أحداث الماضي (بترز، Diencephalic and Hippocampal Amnnesia
تمت على نحو مكثف، للإصابة بالذاكرة ناشئة عن تلف بالمخ البيني وهي حالة من أ»، فقدان ذاكرة شديد فيما يتعلق بالألفاظ منذ عام ١٩٦٠ حين أصيب بطعنة
وهي إحدى
مناطق المخ البيني التي ترتبط أيضا بمرض كورساكوف. وكان ذكاء «ن، ويتسم فقدانه للذاكرة بأنه يتعلق إلى حد كبير بالأحداث التالية لوقت الإصابة
هـم (سوفيي وميلتر ١٩٥٧). لكن التغيرات المرضية هنا مختلفة. م، يعاني صرعا شديدا لم يستجب للعلاج الدوائي. تلك الحالة، أزيلت الأجزاء الداخلية للفصوص الصدغية في جانبي المخ. كذلك
من
المخ البشري
Hippoxcampus) والاستئصال ثنائي الجانب لفرس النهر هو العامل الأكثر
وكان
لديه فقدان للذاكرة من النوعين الراجع واللاحق على رغم أن النوع الراجع لديه
وامتد فقط لسنوات قليلة. يقرأ الكتب والمجلات
لكن دون أن يستطيع تذكر حتى أنه رأى تلك الكتب والمجلات من قبل. م. قائم بذاته على حدة، وكوركين وتيبر، وثمة مجموعة أخرى تعاني متاعب في الذاكرة، فرس النهر». فهؤلاء المرضى تلقوا علاجاً بالصدمات الكهربية على المخ، وسيلة علاجية تستخدم في حالات الاكتئاب المزمن، وقد استخدمت أيضا لعلاج بعض الاضطرابات النفسية الأخرى لكنها
كانت أقل تأثيرا. لكن لسوء الحظ، وجد أن المخ متى حدثت له نوبة تشنجية واحدة فإنه يصبح أكثر تقبلا لحدوث
المزيد منها تلقائيا. ولذلك، بالصدمات الكهربية هي حدوث نوبات صرعية متكررة . وثمة تأثير جانبي آخر
هو ضعف الذاكرة. ضعف في الذاكرة يتوافق مع قانون «ريبوت»، يشتد تأثيره على الأحداث القريبة ثم يأخذ في التناقص كلما بعدنا في الزمن
إلى الوراء. وقد أثبت سكويرز وكوهين ذلك (۱۹۸۲) في دراسة لهما حول تذكر
برامج تلفزيونية لم تعرض إلا لموسم واحد فبعد تلقي الصدمات أصبح المرضى
و ينتج عن
تلقي الصدمات أيضا فقدان ذاكرة لاحق (تال للحدث، يظهر في مواجهة
صعوبات في تذكر القصص وفي تعلم أزواج الكلمات في اختبار الترابط
وتتراجع تأثيرات العلاج بالصدمات على
تلف كل من فرس النهر» و«المخ البيني». عملية تعزيز وصقل الذكريات
بعد الصدمات الكهربائية
۱۹۷۱ - ۷۲
1434-V
٦٤-
١٩٥٧
سنوات عرض البرامج
الشكل (٥) - (٢) فقدان الذاكرة الراجعة (السابقة) عقب تعاطي العلاج بالصدمات
(۱۹۸۲)
متاعب إضافية في الذاكرة لدى مرضى كور ساكوف
يتسم مرضى كورساكوف بخصائص تميزهم عن غيرهم من مرضى
فقدان الذاكرة فقد اقترح كل من كريك » و «لوكهارت، وهي تذهب إلى أنه كلما تعمق الفرد في معالجة
المادة المعينة كانت قدرته على تذكرها أفضل. وهكذا، فمن يكتفي بأن يعي
الجوانب الفونولوجية للكلمات انظر الشكل (٥- (٣). وهؤلاء بدورهم تكون
درجة تذكرهم أقل جودة من أولئك الذين يتمعنون في معاني الكلمات بأن
وهذا التأثير الأخير يسمى تأثير
في التذكر يتسم بالضعف الشديد فإن تذكرهم يكون أفضل، إذا هم تعاملوا
مع الكلمات على مستوى المعالجة الدلالية بدلا من مستويات المعالجة الأخرى
الأكثر هامشية. لكن مرضى كورساكوف تنقصهم مثل هذه القدرة. قصدي
نسبة ما جرى التعرف عليه
دلالی
هجاني
الشكل (٥) - (۳) مستويات المعالجة: الكلمات التي جرى تشفيرها دلاليا يجري تذكرها
وثمة خاصية أخرى تتسم بها الذاكرة السوية هي ما يعرف بـ «تداخل
يتذكر عددا من قوائم الكلمات من النوع نفسه، تجري إعاقته عن طريق تذكر الكلمات السابقة. وقد ذكرت مثل هذه الأخطاء
على أنه
الذاكرة والمخ
فإننا نجد أن التذكر يتحسن وأن أخطاء التداخل
تختفي. فإذا طلب من شخص أن يتذكر أسماء مؤلفين في قائمة بعد
قائمة، مثلا ومثل هذا التأثير الأخير يسمى التحرر من تداخل النشاط المماثل. وهو لا يوجد أيضا لدى مرضى كورساكوف
کورساكوف إنما تنتج عن تلف في الفصوص الأمامية للمخ يحدث نتيجة
لتعاطي الكحول. مرضى الفص الأمامي للمخ عند تغير الوضع وأنهم يعانون حالة من
القصور الذاتي والتصلب، والتحرر من تداخل النشاط المماثل يعتمد على تغيير الوضع من فئة دلالية
إلى أخرى. ومرضى الفص الأمامي يعانون من فشل في التحرر من تداخل
النشاط المماثل على النحو الذي يعانيه مرضى كورساكوف. غير السوية في مرضى كورساكوف يمكن اعتبار أنها تعكس تأثير مهارات
الاستدلال ذات المستوى الأعلى في الذاكرة، و ويزكر انتس» (۱۹۸۲) بين كل من النظم الدلالية للذاكرة (semantic
memory systems التي يعتقد أنها ترتبط وظيفيا ببعض مكونات
الفصوص الصدغية، التي ترتبط وظيفيا بمكونات الفص الأمامي ومرضى فقدان الذاكرة
من وسائط معرفية مثل: التخيل والتنظيم، ما الذي يستطيع فاقد و الذاكرة أن يتذكروه؟
الذاكرة لا يستطيعون تعلم أي شيء. محاولتهم تعلم مهارات جديدة بروكس وبادلي (١٩٧٦) مثل محاكاة الشكل
الذي يرونه في المرأة انظر الشكل (٤٥ أو تجميع الصور المقطعة، وفي
مقدورهم أيضا التعلم من خلال التشريط الكلاسيكي. مقدورهم أن يتجنبوا المواقف التي اقترنت فيما سبق بأحداث غير سارة. المخ البشري
نفسها. الاختبارات جميعا. فقد قام جاردنر (۱۹۷۷) بتعليم أحد فاقدي الذاكرة
نغمة ما على البيانو ووجد بعد ذلك أن المريض قد تذكر تلك النغمة على
رغم أنه لم يستطع تذكر الموقف الذي تعلمها فيه إطلاقا. تظل سليمة في حالة فقدان الذاكرة
الإجرائية (procedural knowledge) وبين المعرفة الصريحة (declarative
فالمعرفة الإجرائية تنطوي على تعديل المخطط أو طريقة تفسير
العالم. المقترحة لتفسير ذلك هي أن المعارف الإجرائية أكثر بدائية من حيث التطور
النوعي. وقد تلا هذا التقسيم للمعارف جدل حول ما إذا كان تصنيفها إلى
وقد ظهر حديثا تقسيم مختلف
تصنف فيه المعارف إلى معارف من المهم فيها تذكر ظروف تعلمها، لا يهم فيها ذلك. فئات الذاكرة
يبدو أن النصف الأيسر من المخ، كما ذكرنا في الفصل الثاني مختص
بمعالجة المادة اللفظية. فقد درست مجموعة من المرضى الذين أجريت لهم عمليات جراحية للعلاج
فنوبة الصرع من شأنها أن تحدث اضطرابا معينا في التموجات الكهربية
فملايين الخلايا المخية تنشط فجأة في وقت واحد
فتنطلق منها شرارة هائلة تنتشر عبر المخ بأكمله. ويتبع ذلك موجات كهربية
متلاحقة. فإن
والبعض ممن لا يستجيبون للعلاج الدوائي لديهم بؤرة
حيث تبدأ منها النوبة الصرعية ثم تأخذ في الانتشار
إلى باقي أجزاء المخ، وأكثر المناطق التي توجد فيها البؤر الصرعية هي
الفصوص الصدغية التي تقع فوق فرس النهر. وعلى ذلك تعرف الفصوص
الصدغية وفرس النهر بأنها أكثر مناطق المخ احتواء المراكز الصرع
الذاكرة. ومثل هذا الارتباط قد لا يكون مجرد ارتباط عشوائي، فقد يكون
معدلة، بحيث تصبح مفيدة في تشفير أو استحضار الذكريات وتصبح في
تلك البؤرة يقلل إلى حد كبير من تلك النوبات. الصرع أجروا استئصالا للفص الصدغي بما فيه كل من: اللحاء الصدغي
amygdala) والوتد (uncus) وفرس النهر (hippocampus)، والتلفيف المجاور
له. وهذه هي مجموعة المرضى الذين درستهم ميلنر. والتأثيرات الشديدة التي تنجم عن الاستئصال الثنائي لفرس النهر
درست لدى المريض هـ . م الذي تحدثنا عنه من قبل. لكن المرضى الذين
الجانب. صحيح أنه ينتج عنها فقدان للذاكرة لكن ذلك يعتمد على نوع
فأولئك الذين استؤصل لديهم الفص الصدغي
الأيسر يعانون صعوبات في تذكر مقاطع الكلام المنشور وفي تعلم
الاقترانات الجديدة بين أزواج الكلمات. أما الذين استؤصل لديهم
المألوفة والأشكال العشوائية والوجوه، ومتاهات الاختبار اللمسية
وتتابعات الأنغام الموسيقية، لكن مثل أولئك المرضى
وهذه المتاعب الأكثر تحددا تلاحظ
أيضا في مختلف الأنواع الأخرى من مرضى الأعصاب. فقد أورد
دي رينزي» و«فاجليوني» و«فيلا، في
المجال غير اللفظي صعوبة في تعلم المسارات والممرات في المتاهات
إذ إن باقي
مثل الوجوه أو الأوضاع، كذلك
للأشياء المعقدة التركيب إذ كان مريضهما يعاني ضعفا في الذاكرة
الخاصة بأسماء المباني الشهيرة، كذلك ذكر وارنجتون وعدد من مساعديه وارنجتون وشاليس مثلا
غيرها، فقد وجدا انشقاقا بين فئات دلالية متنوعة. ولعل أكثرها شيوعا
هو الانشقاق بين الحيوانات والأشياء المنزلية، سواها. وثمة من يذهب إلى أن مثل هذه الاختلافات تعبر عن تنظيم فئوي
الذاكرة والمخ
كان نظام التخزين يضم الأشياء التي تنتمي إلى فئة بعينها معا كأنها داخل
أو أن هناك خصائص معينة تتسم بها الأشياء في فئة ما
تجعلها أكثر قابلية للتشفير أو للتنشيط بطريقة خاصة. ملامح بصرية معينة مثل الخطوط لدى الحمار الوحشي، وطول الرقبة لدى
الزرافة. بينما الأشياء المنزلية يمكن أن ترتبط بعضها مع بعض من خلال
والمسطرة
وقد ذهب «همفريس» و «ريدوك» (۱۹۸۷) إلى أن
المسألة ليست مجرد أن الحيوانات يجري تمييزها غالبا وفقا لملامح بصرية
معينة، بل هي أن الحيوانات وطائفة أخرى من الفئات تتكون من مجموعة
عضو في فئة معينة ، حاليا أن ثمة اضطرابات في الذاكرة تتسم بأنها تتعلق بفئات معينة دون
تفسر تلك الظاهرة داخل إطار الأنظمة الدلالية للذاكرة
تعتبر إصابة الرأس المغلقة من الأسباب الشائعة لضعف الذاكرة، على التخفيف من حدة الصدمة، فلو أن رأسك اصطدم بباب دولاب أو بفتحة
لكنك
لو أصيبت بصدمة شديدة في الرأس في حادث مرور أو في مشاجرة بحيث
فيمكن في هذه الحالة أن تواجه متاعب في الذاكرة. في هذه الحالة أن مثل تلك الصدمة أحدثت تمزقا في نسيج المخ، يؤثر في بعض أجزاء المخ الأوسط التي تلعب دورا في الذاكرة، أكثر من سواها بمثل تلك الصدمات. وعند استعادة الوعي ستجد غالبا أنك
نجد أنه كلما كانت فترة فقدان الوعي وفقدان الذاكرة قصيرة كان احتمال
الاحتفاظ بذاكرة سليمة أكبر. والملاكمون عادة يتلقون لكمات في الرأس بصورة متكررة ولسنوات
متاعب شديدة في الذاكرة. لذلك أعلن اتحاد المهن الطبية البريطاني قلقه
تجاه تلك اللعبة، وأصبح على الملاكمين المحترفين أن يجروا فحوصا
مقطعية على المخ بصورة منتظمة. فعندما تصبح
الإصابة مرئية في الأشعة المقطعية يكون التلف قد حدث فعلا وتصبح
متاعب الذاكرة غير قابلة للعلاج
الذاكرة وكبار السن
كلما تقدمنا في العمر أخذنا نتنبه إلى أن ذاكرتنا بدأت تضعف، فيوما
وفي تذكر الأشياء التي علينا فعلها . وهناك شكاوى من حالة غياب الذهن. من الذاكرة الوقائعية الدلالية (factual semantic memory). النظريات ضعف الذاكرة لدى كبار السن بأنه ربما يعود إلى نقص الإنتاج
إذ تشير بعض الدلائل
بأنفسهم أكثر من تذكرهم للمادة عالية التنسيق والمنظمة من قبل على أن
(۱۹۸۲)، فالمعلومات التي ترتبط مباشرة بالمادة
الذكريات فيما بعد يتم من خلال عدد أقل من الإشارات التلميحية. النوع من النظريات يعني أن كبار السن يقللون من معالجة الموارد التي
يستعملونها في اختبارات التذكر. ممارسة حياتهم اليومية بصورة طبيعية، ويمارسون هواياتهم في أوقات الفراغ، ويتعلمون ما يجد في العالم الذي يعيشون فيه فيتابعون التطورات
ويتابعون أيضا التغيرات
الذاكرة والمخ
التي تطرأ على أنشطة أفراد عائلاتهم وأصدقائهم وجيرانهم وحياتهم. يعاني تدهورا سريعا في القدرات
العقلية والذاكرة ومثل هذه الحالات اصطلح على تقسيمها إلى عنه
شيخوخة وعته ما قبل الشيخوخة، اعتمادا على عمر المريض وقت حدوث
على أنه لا يوجد حاليا ما يدل على أنهما حالتان مختلفتان لذلك
أصبح يطلق على كليهما اسم المته. العنه
ونحن نصل
ويثبت أنه يحتوي على خيوط وصفائح ليفية عصبية عديدة. المكونات وليس من المعروف على وجه الدقة ما هو السبب في مرض
عند فحص المخ بعد الوفاة. يمكن أن تنتج عنها تلك المستويات، فإذا كان للتعرض البيئي للألومنيوم دخل
فسيظل مصدره غير واضح. وبينما ترددت في الأوساط الاعلامية
إلا أن تلك الأمور من الناحية العلمية، تظل
فلن تكون
دون الأخرى، ولوحظ أنه في العائلات التي يحدث فيها المرض في سن مبكرة
نسبيا تحت (٦٥ توجد في أحد ذراعي الكروموسوم ۲۱، علاقة خاصة
ثلاثي التركيب بدلا من أن يكون ثنائيا في حالة متلازمة داون Downs
وقد وجد أن لدى مرضى داون الذين جاوزوا الخامسة والعشرين
مرضى الزهايمر. سنا هؤلاء، على نحو منهجي. وكانت التغيرات المرضية المخية لديهم تبدو
أحيانا أسوأ مما ينبئ به سلوكهم. وهناك من يذهب إلى أن حالة العته في
الزهايمر، استعدادا وراثيا، ينشط لدى بعض الأفراد من دون آخرين. وربما كان الإجهاد
العصبي الشديد في نظر البعض. ومن الناحية السلوكية، وعمليات الذاكرة الشخصية تأخذ
في التدهور قبل الذاكرة الدلالية. للقراءة، على مجموعة مقننة من الكلمات التي تقل درجة تكرارها، فعمليات الذاكرة
المشاركة في معرفة معاني الكلمات تأخذ في التدهور قبل العمليات الخاصة
بالتعرف وتحديد الكلمات، بغض النظر عن معانيها. مرضى الزهايمر ستكون لديهم القدرة على التعرف وعلى نطق كلمات متفرقة
مثل «یخت» و «کورس» و «دین». إلخ، على الإطلاق. العمر إلى وقت يصابون فيه بالمرض. اجتماعية واقتصادية كبيرة. وينضم إلى هذه المجموعة المتضخمة
حالات عنه الإيدز التي أصبحت الآن مركز الاهتمام، أن التقديرات تختلف، بداية المرض. الذاكرة والمخ
الذاكرة قصيرة المدى
الذاكرة طويلة المدى. عن الذاكرة
قصيرة المدى والتي يتم اختبارها في الغالب عن طريق اختبارات
فإذا أخبرك أحد برقم تليفونه
قصيرة المدى. إذا لم تردد المادة
المطلوب تذكرها فإنها تنسى. وقد أدخل «بادلي» و«هيتش»
١٩٧٤) فكرة الذاكرة الفعالة التي حلت إلى حد كبير محل فكرة الذاكرة
وهي تتكون من ثلاثة مكونات: حلقة النطق وهي التي
تسمح بالترديد اللفظي، بالمعلومات غير اللفظية والمنفذ المركزي الذي ينسق ويتحكم في نشاط
الذاكرة ككل. فقدان الذاكرة، أما في حالة الزهايمر فنجد أنها
وإحدى أهم الخصائص التي نجدها لدى مريض يعاني اختلالا في
بأنها تحدث نتيجة انقطاع الاتصال بين أنظمة فهم اللغة وأنظمة إنتاجها
قصيرة المدى. تصاب عادة في الحالات التالية : مرض باركنسون، وكوريا
ومرض بيك، وعته الاحتشاء المتعدد، المخ البشري


Original text

5 الذاكرة والمخ
المعرفة الدلالية والمعرفة الشخصية
تمكننا الذاكرة من فهم العالم بأن تربط بين
خبرتنا الراهنة وبين معارفنا السابقة عن العالم
وكيف يعمل. فنحن نتذكر معاني الكلمات
ودلالات الأشياء، ونحن نعرف على الأقل
الأشياء الأساسية التي تمليها علينا ثقافتنا.
وهذا النوع من المعرفة هو ما يسمى بـ «المعرفة
الدلالية semantic التي تتميز عن المعرفة
الخاصة بحياتنا الشخصية، مثلما نتذكر ليلة
معينة احتسينا فيها كثيرا من الشراب ومثل هذه
المعرفة الشخصية الذاتية cpisodic يعتقد أنها
تشغل موقعا خاصا بها في جهاز الذاكرة في المخ
مختلفا عن موقع الذاكرة الدلالية وأحيانا تكون
الذاكرة الشخصية باهتة، مثلما نخفق في تذكر
احتمال حدوث الزهايمر
يزيد كلما تقدمنا في العمر أحداث ليلة أسرفنا فيها في الشراب.
وكلما تقدم الطب يعيش فالتأثيرات الكيميائية الحيوية للكحول تتداخل
الناس أطول وتزيد بالتالي مع العمليات الطبيعية التي تنشط الذاكرة في
نسبة الناس الذين يعتد المخ. وهكذا تتحدد المشكلة إما في «اختزان»
بهم العمر إلى وقت يصابون المعلومات وإما في استرجاعها». والذين يرون أن
هي مشكلة استرجاع أكثر منها مشكلة
فيه بالمرض..
المؤلفة
المشكلة.
المخ البشري
تخزين، يلاحظون أنه عندما يتناول المرء شرابا في وقت لاحق، فإن الأحداث
المرتبطة بالمرة السابقة يتم تذكرها بطريقة مزعجة. ومثل هذا التأثير يسمى
تذكر معتمد على الحالة الذاتية state-dependent retrieval، وهو موضوع
للبحث يهم كثيرا طلبة الجامعة.
تعاطي الكحول وفقدان الذاكرة
يؤدي تعاطي الكحول لفترة طويلة وبكميات كبيرة إلى أنواع أشد خطرا
من ضعف الذاكرة، فالذين يتعاطون كميات كبيرة من الكحول
إنما يستهلكون أيضا كميات كبيرة من السعرات الحرارية، ولذلك
ينشأ لديهم ميل إلى إهمال تناول أنواع الغذاء الأخرى. ولما كان
الكحول يزيح كثيرا من الفيتامينات خارج الجسم، يصبح على
المتعاطين تناول كميات من الطعام أكبر من الأشخاص العاديين
حتى يحافظوا على المعدل الطبيعي للفيتامينات في أجسامهم.
ويبدو أن نقص مادة الثيامين، وهي أحد عناصر فيتامين «ب»
المركب، يؤدي إلى مضاعفات خطيرة لدى المتعاطين، ففي الحالات
الحادة، يعاني المدمن من صعوبة في التوازن والحركة، ويشوش وعيه
بالنسبة إلى الزمان والمكان، ويعاني كثيرا أعراض التهاب الأعصاب
الطرفية مثل الألم أو فقد الاحساس في الأطراف، ويمكن علاج هذه
الحالات بتعاطي كميات كبيرة من الثيامين لمدة شهر أو شهرين إلى
أن تختفي الأعراض الحركية والحسية على أن المريض، يظل رغم ذلك
يعاني تغيرات في الشخصية وتلفا غير قابل للإصلاح في الذاكرة، وهو
الذي يسمى فقدان الذاكرة كورساكوف Korsakoff amnesia . ومرضى
کورسـاكـوف يسمون أحيانا مرضى مخ - بينيين Diencephalie، لأن
موضع الإصابة لديهم يقع في هذا الجزء من المخ، حيث يعتقد أن
التلف يصيب جزأين صغيرين موجودين في المخ الأوسط هما
الأجسام حلمية mammillary bodies و«المهاد الإنسي الخلفي
dorsemedial thalamus (انظر الشكل (١٥ . وهناك خلاف في الرأي حول
ما إذا كان واحد من هذين العضوين أكثر أهمية من الآخر في التسبب في
تلف الذاكرة
المسار الحلمي المهادي
القبو
الجسم العلمي .
معقف (خطاف) -
الجسم اللوزي
الشكل ( ٥ - (١) الأجسام الحلمية والمهاد الإنسي الخلفي
الذاكرة والمخ
الذاكرة والذكاء
من الملاحظ أن ذوي الذاكرة الضعيفة جدا يكون أداؤهم ضعيفاً في معظم
الاختبارات المدرسية الرسمية، بينما ذوو الذاكرة الجيدة يكون أداؤهم جيداً.
وفضلا عن ذلك، فالذاكرة الجيدة تعد غالبا علامة على ارتفاع مستوى
الذكاء على أن فاقدي الذاكرة، رغم مشكلتهم الخطيرة من حيث التذكر، إلا
أن أداءهم لاختبارات الوظائف العقلية يكون جيدا بدرجة معقولة، فمعاملات
ذكائهم طبيعية . ولو أجريت لهم اختبارات ذكاء نمطية مثل مجموعة وكسلر
نجد أن أداءهم طبيعي للاختبارات اللفظية مثل التفكير الاستدلالي والفهم
واختبار المفردات وللاختبارات غير اللفظية مثل اختبار التشكيلات الفراغية
والتعامل اليدوي والفك والتركيب. وعلى ذلك، فالذكاء والذاكرة لا يترابطان
بصورة ضرورية.
وبالإضافة إلى المعدل العادي للذكاء لدى فاقدي الذاكرة، فإنهم قد
يتمتعون أيضا بمهارات اجتماعية وقدرات لغوية عادية، وبالتالي قد
لا يلاحظ من يلتقي بهم للوهلة الأولى، أنهم يعانون اضطرابا في الذاكرة.
المخ البشري
فقدان الذاكرة اللاحق ( التالي للإصابة ) Anterograde Amnesia
يشمل مصطلح «فقدان الذاكرة، أنواع اضطرابات الذاكرة التي تصيب كلا
من المعارف الدلالية والشخصية وفقدان الذاكرة كورساكوف مثله مثل معظم
اضطرابات الذاكرة الأخرى، يتسم بصعوبة في اكتساب معارف جديدة
(فقدان ذاكرة لاحق)، وصعوبة في تذكر المعلومات التي اكتسبت قبل حدوث
الإصابة (فقدان ذاكرة سابق أو (راجع retrograde وفقدان الذاكرة اللاحق
يظهر، مثلا، في أن المريض لا يستطيع تذكر التغيرات الجديدة التي قد تطرأ
في المجال السياسي فإذا سئل عن أسماء رئيس الوزراء ورئيس الدولة فإنه
يعطي أسماء من كانوا يشغلون تلك الوظائف وقت حدوث الإصابة، لكن ما
يزعج ذويهم بصورة خاصة، هو عدم قدرتهم على تذكر التغيرات التي تحدث
في المحيط العائلي مثل المواليد والزواج والوفيات، وقد يجدون صعوبة أيضا
في تكييف سلوكهم حين يفشلون في تذكر التغيرات التي قد تحدث في البيت
أو في الظروف الشخصية.
ويمكن استكشاف فقدان الذاكرة اللاحق أيضا بأن يطلب من المريض أن
ينصت لسلسلة من الكلمات أو القصص، ثم يطلب منه تذكرها بعد وقت
قصير. وفي بعض حالات الإصابة الشديدة، مثل حالات التهاب المخ أو
التسمم، نجد أن المريض قد لا يستطيع تذكر أنه أعطي شيئا لتذكره. بينما
مرضى كورساكوف قد يتذكرون بعض الأشياء، لكن بصورة طفيفة، وأحيانا
نجدهم، حينما توجه إليهم اسئلة واقعية ولا يستطيعون الإجابة عنها، يلجأون
في محاولة منهم لإخفاء حالتهم إلى ملء الفجوات عن طريق معلومات ربما
تكون منطقية لكنها زائفة وهذه العملية تعرف بـ «اختلاق الأحداث
confabulation، وإذا لم تكن معتادا على الحياة اليومية للمصاب بفقدان
الذاكرة، فإنك قد تشعر بأن كلامه المختلق مقنع جدا.
وقد دارت مناقشات عديدة حول فقدان الذاكرة كورساكوف وما إذا كانت
المشكلة فيها ترجع إلى عملية تسجيل أو تخزين أو استحضار المعلومات هل
تم إيداع الذكريات بصورة صحيحة؟ أم أن هناك خطأ ما في طريقة تثبيتها
في مكانها؟ أم أن الذكريات قائمة هناك، لكن ثمة صعوبة في التقاطها؟
فهناك مصادر عديدة تذهب إلى أن الذكريات لم تختف تماما، فاستعادة
الذكريات تكون أحيانا على شكل رقع متناثرة، والمعلومات التي تستعصي على
الذاكرة والمخ
الاستحضار في موقف معين قد يتم تذكرها فجأة، مما يعني أن الذكريات
موجودة حتى حين لا يتم تذكرها. وهناك أيضا أخطاء يقع فيها فاقدو
الذاكرة حين يكون عليهم أن يتذكروا قائمة من الكلمات تسمى «أخطاء
التداخل (intrusion errors) والتي تحدث حين يعطى المريض في الحالة
النموذجية، قوائم عديدة من الكلمات التي عليه أن يتذكر كلا منها . وفي نهاية
كل قائمة يطلب منه أن يتذكر كل الأشياء التي يستطيع تذكرها منها . وقد
لوحظ أن الكلمات التي ينساها المريض حينما يحاول تذكر كلمات القوائم
الأولى، يجري تذكرها كاستجابات خاطئة لمحاولة تذكر كلمات القوائم
اللاحقة. ومعنى ذلك أن كلمات من القوائم الأولى التي بدت منسية
استحضرت لاحقا وتداخلت مع كلمات القوائم التالية. وربما كان المصدر
الأخير للتدليل على أن الذكريات المنسية كانت مختزنة هو تأثير الإشارات
التلميحية cues. فمعظم المصابين بفقدان الذاكرة يتحسن أداؤهم، رغم أنه
يظل ضعيفا إذا أعطوا إشارات تلميحية أو مفاتيح حلول مناسبة، الأمر الذي
يدل على أن الذكرى كانت مختزنة لكن طرق الوصول إليها لم تكن ناجحة
أما الباحثون الذين لا يقنعون بأن فقدان الذاكرة ينتج ببساطة عن عجز
في عملية الاسترجاع فإنهم يردون على ذلك بأن الأداء العادي بمختلف
أنواعه يتحسن أيضا إذا استمرت الإشارات التلميحية وأن التحسن اللافت
للنظر أحيانا الذي يظهر لدى فاقدي الذاكرة، عندما تستخدم معهم إشارات
تلميحية، ربما مرجعه هو أن حالتهم كانت شديدة السوء بحيث كانت لديهم
مساحة كبيرة للتحسن. ولكي نثبت أن تحسنا غير عادي قد حدث في قدرات
التذكر لدى فاقدي الذاكرة نتيجة للإشارات التلميحية، فإنه يلزم أن نثبت أن
الإشارات التلميحية تفوق كثيرا في تأثيرها فيهم درجة تأثيرها في الأسوياء
مع المساواة في الحالة الابتدائية لدى كل منهما. ومثل هذه التجارب يمكن
أداؤها عن طريق مقارنة أنماط الأداء لدى فاقدي الذاكرة، الذين أعطيت لهم
مادة التذكر قبل بضع دقائق، مع أداء الأسوياء الذين أعطيت لهم مادة التذكر
قبلها بوقت طويل. ذلك أن المساواة في الحالة الابتدائية لكل منها تتطلب أن
يعطى الأسوياء مادة الاختبار قبلها بعدة أسابيع. والنتيجة التي انتهت إليها
تلك التجارب هي أنه لا يوجد دليل على أن الإشارات التلميحية تساعد فاقدي
الذاكرة بأكثر مما تساعد الأسوياء.
المخ البشري
فقدان الذاكرة الراجعة (أى بالنسبة للأحداث السابقة على الحالة المرضية):
هناك تباين في شدة فقدان الذاكرة الراجعة، أي بالنسبة للأحداث
السابقة على المرض. فهي تمتد في الحالة النموذجية، إلى سنوات قبل
المرض، لكنها تترك ذكريات الطفولة سليمة. كما تشتد درجة فقدان الذاكرة
بالنسبة إلى الأحداث السابقة مباشرة على المرض، ثم تأخذ في التحسن
تدريجيا بانتظام كلما مضينا أبعد في الزمن، وهو مايدعم ما يعرف بقانون
ريبوت الذي يقول: الجديد يهلك قبل القديم .
وقد تمت دراسة فقدان الذاكرة الراجعة بالتفصيل في المرضى المصابين
بكورساكوف. وذهب سكويرز (۱۹۸۲) إلى أن متدرج الذاكرة في هؤلاء
المرضى مضلل فقد يكون التعاطي الزائد للكحول قد أدى إلى ضعف متزايد
الشدة بانتظام في تشفير الذاكرة عبر الزمن وصل إلى أقصى مداه قبل
حدوث المرض مباشرة. وفي هذه الحالة، لن تكون إصابة الذاكرة الراجعة
تعبيرا عن إخفاق حقيقي في تذكر الأحداث السابقة على المرض، لكنها
ستكون تعبيرا عن حالة الضعف في تشفير تلك الأحداث أصلا. وهذا هو
ما يسمى بـ «فرضية الاستمرار continuity hypothesis
لكن إحدى الدلائل المضادة لوجهة النظر تلك جاءت من دراسات مرضى
فقدان الذاكرة الكلي المؤقت (Transient Global Amnesia) والتي تختصر إلى
TGA. ففي هذه الحالات المرضية غير المفهومة، نجد أن شخصا سويا في
ظاهر الأمر، يدخل فجأة في حالة فقدان شديد للذاكرة تستمر معه من بضع
دقائق إلى عدة ساعات. ومثل هذه الحالة من الصعب دراستها تاريخيا؛ لأنه
في الوقت الذي يصل فيه الباحث إلى مكان المريض تكون الحالة قد انتهت
لذلك أعد هودجز خطا ساخنا لدراسة هذه الحالة في منطقة أكسفورد
بحيث إنه فور أن يأتي البلاغ يترك كل مالديه وينطلق إلى حيث يوجد
المريض. وقد تمكن هودجز بذلك من تسجيل بعض تلك الحالات على جهاز
فيديو، وأجرى بعض الاختبارات المنتظمة على المرضى (هودجز، وارد ، ۱۹۸۹)
ومرضى TGA يعانون أيضا فقدان ذاكرة راجعة تتوافق مع قانون ريبوت أي
لديهم فقدان للذاكرة يتسم بمتدرج منتظم، يصيب الذكريات الجديدة أكثر من
القديمة. وفي الوقت الذي كانت فيه ذكرياتهم القديمة تحفظ لم يكونوا
يحتسون كميات كبيرة من الشراب، وبالتالي لم تكن لديهم مشكلات في
الذاكرة والمخ
الذاكرة، وفضلا عن ذلك، فعندما كانوا يستعيدون حالتهم الطبيعية بعد نوبة
TGA، كان تذكرهم للأحداث الماضية لا يسير وفقا للمتدرج المنتظم. إذ يبدو
أنهم لا يعانون صعوبة في عملية تخزين الذكريات كل ماهنالك أنها تختفي
لبعض الوقت ويصورة متباينة.
وتدعم نتائج دراسات هؤلاء المرضى فرضية النشوء الحادة (acute onset
hypothesis) وهي فرضية أيدها أيضا باركين وآخرون (۱۹۹۱) في تقريرهم الذي
ذهبوا فيه إلى رصد حالة فقدان ذاكرة راجعة ذات متدرج نسيان مؤقت لدى
مريض حدث له نشوء حاد للمرض عقب جراحة في الأمعاء وتغذية بالمحاليل.
وتوجد حالة أخرى لفقدان ذاكرة راجعة ذات متدرج نسيان مؤقت ونشوء حاد
للمرض هي حالة .P.Z وهو عالم أكاديمي كتب قبل عامين من إصابته بمرض
كورساكوف، سيرة ذاتية تفصيلية، أشار فيها إلى أن ذاكرته في ذلك الوقت
ظلت لعشرات السنين جيدة بالنسبة إلى أحداث الماضي (بترز، ١٩٨٤).
فقدان الذاكرة الناشئ عن تلف في المخ البيني وفي فرس النهر
Diencephalic and Hippocampal Amnnesia
بالإضافة إلى مرضى كورساكوف، تمت على نحو مكثف، دراسة حالة مفردة
للإصابة بالذاكرة ناشئة عن تلف بالمخ البيني وهي حالة من أ»، الذي كان يعاني
فقدان ذاكرة شديد فيما يتعلق بالألفاظ منذ عام ١٩٦٠ حين أصيب بطعنة
اخترقت المخ. وقد أتلفت الطعنة المهاد الإنسي الخلفي الأيسر، وهي إحدى
مناطق المخ البيني التي ترتبط أيضا بمرض كورساكوف. وكان ذكاء «ن، أو فوق
المتوسط ولم تكن به أي إصابات أخرى في قدراته المعرفية سوى فقدان الذاكرة
ويتسم فقدانه للذاكرة بأنه يتعلق إلى حد كبير بالأحداث التالية لوقت الإصابة
وإلى حد ضئيل جدا بالأحداث السابقة عليها (سكويرز، وسليتر ، ۱۹۷۸).
أما الحالة التي تمت دراستها أكثر من سواها في مجال الذاكرة فهي حالة
هـم (سوفيي وميلتر ١٩٥٧). لكن التغيرات المرضية هنا مختلفة. فـ هـ. م، كان
يعاني صرعا شديدا لم يستجب للعلاج الدوائي. وفي محاولة جراحية لعلاج
تلك الحالة، أجريت له عملية استئصال للفص الصدغي الإنسي في الجانبين
حيث
أزيلت الأجزاء الداخلية للفصوص الصدغية في جانبي المخ. كذلك
استؤصلت أجزاء عديدة من المخ الأوسط تقع أسفل الفصوص الصدغية، من
المخ البشري
هذه الأجزاء هناك : الخطاف (uncus) والجسم اللوزي (amygdala) وفرس النهر
(Hippoxcampus) والاستئصال ثنائي الجانب لفرس النهر هو العامل الأكثر
تأثيرا . وقد درست حالة هـ . م بواسطة مليمنز وزملائها في مونتريال. وكان
لديه فقدان للذاكرة من النوعين الراجع واللاحق على رغم أن النوع الراجع لديه
شفي إلى حد ما، وامتد فقط لسنوات قليلة. وكان هـ. م. يقرأ الكتب والمجلات
لكن دون أن يستطيع تذكر حتى أنه رأى تلك الكتب والمجلات من قبل. وكان يتم
تعريفه بالأطباء المعالجين في كل مرة لأنه لا يتذكر أنه رأهم من قبل. وكان
هـ. م. يعيش في زمن منفصل بعضه عن بعض. وبتعبيره هو : فإن كل يوم لدي
قائم بذاته على حدة، أيا كانت المتعة أو الآلام التي تحدث فيه (ملتر
وكوركين وتيبر، ١٩٦٨).
وثمة مجموعة أخرى تعاني متاعب في الذاكرة، ربما كانت نتيجة لتلف أصاب
فرس النهر». فهؤلاء المرضى تلقوا علاجاً بالصدمات الكهربية على المخ، وهي
وسيلة علاجية تستخدم في حالات الاكتئاب المزمن، والتي يبدو أنها ذات تأثير
متوسط. وقد استخدمت أيضا لعلاج بعض الاضطرابات النفسية الأخرى لكنها
كانت أقل تأثيرا. وتتضمن إجراءات العلاج وضع أقطاب كهربية على جانبي
الرأس وتوصيلها بتيار كهربائي مناسب لإحداث تشنجات، لكن لسوء الحظ،
وجد أن المخ متى حدثت له نوبة تشنجية واحدة فإنه يصبح أكثر تقبلا لحدوث
المزيد منها تلقائيا. ولذلك، فأحد التأثيرات الجانبية غير المرغوبة في العلاج
بالصدمات الكهربية هي حدوث نوبات صرعية متكررة . وثمة تأثير جانبي آخر
هو ضعف الذاكرة. فالمرضى الذين تلقوا علاجا بالصدمات الكهربية لديهم
ضعف في الذاكرة يتوافق مع قانون «ريبوت»، ففقدان الذاكرة الراجع لديهم
يشتد تأثيره على الأحداث القريبة ثم يأخذ في التناقص كلما بعدنا في الزمن
إلى الوراء. وقد أثبت سكويرز وكوهين ذلك (۱۹۸۲) في دراسة لهما حول تذكر
برامج تلفزيونية لم تعرض إلا لموسم واحد فبعد تلقي الصدمات أصبح المرضى
غير قادرين على تذكر أسماء البرامج الحديثة (انظر الشكل ٥-٢). و ينتج عن
تلقي الصدمات أيضا فقدان ذاكرة لاحق (تال للحدث، يظهر في مواجهة
صعوبات في تذكر القصص وفي تعلم أزواج الكلمات في اختبار الترابط
الزوجي (paired associate tests). وتتراجع تأثيرات العلاج بالصدمات على
الذاكرة بمضي الوقت ومن غير المعروف مدى العجز الدائم الذي تخلفه.
الذاكرة والمخ
ويرى بعض الباحثين أن هناك فرقا بين خصائص فقدان الذاكرة في حالة
تلف كل من فرس النهر» و«المخ البيني». وخاصة فيما يتعلق بأن مرضى المخ
البيني» يعانون صعوبات في تشفير الذكريات، لكن معدلات النسيان لديهم
عادية، أما مرضى فرس النهر، فهم ينسون بسرعة كبيرة، ويخفقون في
عملية تعزيز وصقل الذكريات
قبل الصدمات الكهربائية .
بعد الصدمات الكهربائية
۱۹۷۱ - ۷۲
14TV-14
1434-V
٦٤-
١٩٥٧
1470-17
نسبة عناوين البرامج التي جرى تذكرها على نحو صحيح
سنوات عرض البرامج
الشكل (٥) - (٢) فقدان الذاكرة الراجعة (السابقة) عقب تعاطي العلاج بالصدمات
الكهربائية (سكويرز وكوهن، (۱۹۸۲)
متاعب إضافية في الذاكرة لدى مرضى كور ساكوف
يتسم مرضى كورساكوف بخصائص تميزهم عن غيرهم من مرضى
فقدان الذاكرة فقد اقترح كل من كريك » و «لوكهارت، (۱۹۷۲) نظرية تدور
جول مستويات المعالجة». وهي تذهب إلى أنه كلما تعمق الفرد في معالجة
المادة المعينة كانت قدرته على تذكرها أفضل. وهكذا، فمن يكتفي بأن يعي
الخصائص الهجائية orthographics فقط للكلمات فإن تذكره لها سيكون أقل
جودة من أولئك الذين يأخذون في الاعتبار خصائص الصوت أو السجع أو
الجوانب الفونولوجية للكلمات انظر الشكل (٥- (٣). وهؤلاء بدورهم تكون
المخ البشري
.
درجة تذكرهم أقل جودة من أولئك الذين يتمعنون في معاني الكلمات بأن
يتفهموها من حيث الدلالة semantic . وهذا التأثير الأخير يسمى تأثير
التشفير الدلالي semantic encoding effect . وقد لوحظ أن مثل هذا التأثير
الدلالي يوجد أيضا لدى بعض المرضى، بحيث إنهم على الرغم من أن أداءهم
في التذكر يتسم بالضعف الشديد فإن تذكرهم يكون أفضل، إذا هم تعاملوا
مع الكلمات على مستوى المعالجة الدلالية بدلا من مستويات المعالجة الأخرى
الأكثر هامشية. لكن مرضى كورساكوف تنقصهم مثل هذه القدرة.
قصدي
نسبة ما جرى التعرف عليه




دلالی
صوتي
r
هجاني
اختبار التوجه
الشكل (٥) - (۳) مستويات المعالجة: الكلمات التي جرى تشفيرها دلاليا يجري تذكرها
بسهولة أكثر من تلك التي جرى تشفيرها فونولوجيا، وهذه بدورها يجري تذكرها
بسهولة أكثر من تلك التي يجري تشفيرها هجائيا
وثمة خاصية أخرى تتسم بها الذاكرة السوية هي ما يعرف بـ «تداخل
النشاط المماثل (proactive interference). فإذا طلب من أحد الأشخاص أن
يتذكر عددا من قوائم الكلمات من النوع نفسه، فإن تذكر الكلمات اللاحقة
تجري إعاقته عن طريق تذكر الكلمات السابقة. وقد ذكرت مثل هذه الأخطاء
الناتجة عن القوائم السابقة فيما سمي بأخطاء التداخل (intrusion). على أنه
الذاكرة والمخ
لو أن نوع المادة تغير، فإننا نجد أن التذكر يتحسن وأن أخطاء التداخل
تختفي. وهكذا، فإذا طلب من شخص أن يتذكر أسماء مؤلفين في قائمة بعد
قائمة، فإن الأداء يتحسن إذا استبدلنا فجأة بقائمة المؤلفين قائمة للسياسيين
مثلا ومثل هذا التأثير الأخير يسمى التحرر من تداخل النشاط المماثل.
وهو لا يوجد أيضا لدى مرضى كورساكوف
وقد اقترح سكويرز (۱۹۸۲) فكرة أن هذه الخصائص في مرضى
کورساكوف إنما تنتج عن تلف في الفصوص الأمامية للمخ يحدث نتيجة
لتعاطي الكحول. وقد أشرنا في الفصل الثاني إلى الصعوبة التي يواجهها
مرضى الفص الأمامي للمخ عند تغير الوضع وأنهم يعانون حالة من
القصور الذاتي والتصلب، تؤدي بهم إلى صعوبات في تغيير استراتيجيتهم.
والتحرر من تداخل النشاط المماثل يعتمد على تغيير الوضع من فئة دلالية
إلى أخرى. ومرضى الفص الأمامي يعانون من فشل في التحرر من تداخل
النشاط المماثل على النحو الذي يعانيه مرضى كورساكوف. وهذه الظواهر
غير السوية في مرضى كورساكوف يمكن اعتبار أنها تعكس تأثير مهارات
الاستدلال ذات المستوى الأعلى في الذاكرة، وقد ميز وارنجتون
و ويزكر انتس» (۱۹۸۲) بين كل من النظم الدلالية للذاكرة (semantic
memory systems التي يعتقد أنها ترتبط وظيفيا ببعض مكونات
الفصوص الصدغية، وبين النظم التوسطية (mediational systems)
التي ترتبط وظيفيا بمكونات الفص الأمامي ومرضى فقدان الذاكرة
الذين لديهم متاعب في الفص الأمامي للمخ لا يستطيعون تخزين ما لديهم
من وسائط معرفية مثل: التخيل والتنظيم، والصقل المعرفي.
ما الذي يستطيع فاقد و الذاكرة أن يتذكروه؟
ليس الأمر على النحو الذي قد نتصوره من أن فاقدي
الذاكرة لا يستطيعون تعلم أي شيء. فأداؤهم يتحسن كثيرا من خلال
محاولتهم تعلم مهارات جديدة بروكس وبادلي (١٩٧٦) مثل محاكاة الشكل
الذي يرونه في المرأة انظر الشكل (٤٥ أو تجميع الصور المقطعة، وفي
مقدورهم أيضا التعلم من خلال التشريط الكلاسيكي. وكذلك في
مقدورهم أن يتجنبوا المواقف التي اقترنت فيما سبق بأحداث غير سارة.
المخ البشري
وهم يفعلون ذلك من دون أن يبدو أنهم يتذكرون الأحداث غير السارة
نفسها. وهذا الإخفاق في تذكر الموقف الذي تم فيه التعلم ينتظم
الاختبارات جميعا. فقد قام جاردنر (۱۹۷۷) بتعليم أحد فاقدي الذاكرة
نغمة ما على البيانو ووجد بعد ذلك أن المريض قد تذكر تلك النغمة على
رغم أنه لم يستطع تذكر الموقف الذي تعلمها فيه إطلاقا.
الشكل (٥ - (٤) رسم تتبع صورة الشكل منعكسة في المرآة: إحدى صور التعلم التي
تظل سليمة في حالة فقدان الذاكرة
ولتفسير بقاء مثل تلك المهارات في التذكر علينا أن نفرق بين المعرفة
الإجرائية (procedural knowledge) وبين المعرفة الصريحة (declarative
knowledge). فالمعرفة الإجرائية تنطوي على تعديل المخطط أو طريقة تفسير
العالم. والتعلم الإجرائي يمكن أن يكتسبه فاقدو الذاكرة لأنهم يستطيعون
تعلم تغيير استجابتهم للوسط المحيط على أن فاقدي الذاكرة ليس بوسعهم
تذكر المعرفة الصريحة إذ لا يستطيعون تذكر المواقف الخاصة التي اكتسبوا
فيها تلك المعارف ولا تذكر المعلومات الوقائعية الخاصة بها. وإحدى الأفكار
المقترحة لتفسير ذلك هي أن المعارف الإجرائية أكثر بدائية من حيث التطور
النوعي. وقد تلا هذا التقسيم للمعارف جدل حول ما إذا كان تصنيفها إلى
إجرائية أو علنية مسألة يشوبها الغموض. وقد ظهر حديثا تقسيم مختلف
تصنف فيه المعارف إلى معارف من المهم فيها تذكر ظروف تعلمها، وأخرى
لا يهم فيها ذلك.
الذاكرة والمخ
فئات الذاكرة
يبدو أن النصف الأيسر من المخ، كما ذكرنا في الفصل الثاني مختص
بقدر أكبر من النصف الأيمن، بمعالجة المادة اللفظية. وقد لاحظت ميلنر
(۱۹۸۰) في مونتريال أن هناك عدم تماثل مناظرا لذلك فيما يتعلق بالذاكرة.
فقد درست مجموعة من المرضى الذين أجريت لهم عمليات جراحية للعلاج
من الصرع.
فنوبة الصرع من شأنها أن تحدث اضطرابا معينا في التموجات الكهربية
للنشاط العادي للمخ. فملايين الخلايا المخية تنشط فجأة في وقت واحد
فتنطلق منها شرارة هائلة تنتشر عبر المخ بأكمله. ويتبع ذلك موجات كهربية
متلاحقة. وعلى رغم أن معظم مرضى الصرع يستجيبون للعلاج الدوائي، فإن
بعضهم لا يستجيب له، والبعض ممن لا يستجيبون للعلاج الدوائي لديهم بؤرة
نشاط صرعي في المخ، حيث تبدأ منها النوبة الصرعية ثم تأخذ في الانتشار
إلى باقي أجزاء المخ، وأكثر المناطق التي توجد فيها البؤر الصرعية هي
الفصوص الصدغية التي تقع فوق فرس النهر. وعلى ذلك تعرف الفصوص
الصدغية وفرس النهر بأنها أكثر مناطق المخ احتواء المراكز الصرع
epileptogenic . وهي المناطق التي يعتقد أيضا أنها أساسية بالنسبة إلى
الذاكرة. ومثل هذا الارتباط قد لا يكون مجرد ارتباط عشوائي، فقد يكون
هناك شيء ما يتعلق بنمط التوصيل العصبي الكهربي لهذه المناطق يجعلها
معدلة، بحيث تصبح مفيدة في تشفير أو استحضار الذكريات وتصبح في
الوقت نفسه أكثر عرضة للحالات المرضية. ومن المعروف أنه بالنسبة إلى
مرضى الصرع البؤري الشديد فإن استئصال المنطقة المخية التي تحتوي على
تلك البؤرة يقلل إلى حد كبير من تلك النوبات. لذلك، هناك عدد من مرضى
الصرع أجروا استئصالا للفص الصدغي بما فيه كل من: اللحاء الصدغي
الامامي الجديد anterior temporal nocortex) والجسم اللوزي
(amygdala) والوتد (uncus) وفرس النهر (hippocampus)، والتلفيف المجاور
له. وهذه هي مجموعة المرضى الذين درستهم ميلنر.
والتأثيرات الشديدة التي تنجم عن الاستئصال الثنائي لفرس النهر
درست لدى المريض هـ . م الذي تحدثنا عنه من قبل. لكن المرضى الذين
استؤصل لديهم الفص الصدغي إنما تم لديهم ذلك من جانب واحد في
المخ البشري
المخ. ومثل هذه العمليات الجراحية أقل كثيرا في آثارها الجانبية من ثنائية
الجانب. صحيح أنه ينتج عنها فقدان للذاكرة لكن ذلك يعتمد على نوع
المادة المطلوب تذكرها، فأولئك الذين استؤصل لديهم الفص الصدغي
الأيسر يعانون صعوبات في تذكر مقاطع الكلام المنشور وفي تعلم
الاقترانات الجديدة بين أزواج الكلمات. أما الذين استؤصل لديهم
الفص الصدغي الأيمن فيجدون صعوبة في تذكر الأشكال الهندسية غير
المألوفة والأشكال العشوائية والوجوه، ومتاهات الاختبار اللمسية
والبصرية، وتتابعات الأنغام الموسيقية، لكن مثل أولئك المرضى
لا يعانون صعوبة في تذكر المادة اللفظية وهذا التخالف الجانبي laterality
متسق مع مصادر المعلومات الأخرى حول التموضع الوظيفي الجانبي في
المخ البشري.
وقد أورد بعض الباحثين تقارير تتحدث عن متاعب محددة في الذاكرة
تعتمد على نوع المادة المطلوب تذكرها. وهذه المتاعب الأكثر تحددا تلاحظ
أيضا في مختلف الأنواع الأخرى من مرضى الأعصاب. فقد أورد
دي رينزي» و«فاجليوني» و«فيلا، (۱۹۷۷) حالة مريض كان يعاني، في
المجال غير اللفظي صعوبة في تعلم المسارات والممرات في المتاهات
وكانت هذه الإعاقة مقصورة على الذاكرة الطوبوغرافية، إذ إن باقي
مجالات الذاكرة غير اللفظية، مثل الوجوه أو الأوضاع، ظلت سليمة. كذلك
وصف وايتلي ووارنجتون (۱۹۷۷) حالة انشقاق في الذاكرة البصرية
للأشياء المعقدة التركيب إذ كان مريضهما يعاني ضعفا في الذاكرة
الخاصة بأسماء المباني الشهيرة، لكن لديه ذاكرة جيدة فيما يتعلق بأسماء
أصحاب الوجوه المعروفة.
كذلك ذكر وارنجتون وعدد من مساعديه وارنجتون وشاليس مثلا
١٩٨٤) بعض الأنواع الأخرى من العجز عن تذكر أشياء محددة الفئة دون
غيرها، فقد وجدا انشقاقا بين فئات دلالية متنوعة. ولعل أكثرها شيوعا
هو الانشقاق بين الحيوانات والأشياء المنزلية، حيث نجد بعض المرضى
الذين يعانون فقدانا للذاكرة يتعلق ببعض هذه الأنواع من الأشياء دون
سواها. وثمة من يذهب إلى أن مثل هذه الاختلافات تعبر عن تنظيم فئوي
داخلي لجهاز الذاكرة الدلالية في حد ذاته. لكن ما يظل بلا حل هو ما إذا
الذاكرة والمخ
كان نظام التخزين يضم الأشياء التي تنتمي إلى فئة بعينها معا كأنها داخل
صندوق مغلق، أو أن هناك خصائص معينة تتسم بها الأشياء في فئة ما
تجعلها أكثر قابلية للتشفير أو للتنشيط بطريقة خاصة.
فالحيوانات مثلا يمكن تمييزها من خلال شكلها الخارجي ومن خلال
ملامح بصرية معينة مثل الخطوط لدى الحمار الوحشي، وطول الرقبة لدى
الزرافة. بينما الأشياء المنزلية يمكن أن ترتبط بعضها مع بعض من خلال
أدائها وظيفة معينة مثل الشاكوش الذي يستعمل لدق المسامير، والمسطرة
لرسم خطوط مستقيمة. وقد ذهب «همفريس» و «ريدوك» (۱۹۸۷) إلى أن
المسألة ليست مجرد أن الحيوانات يجري تمييزها غالبا وفقا لملامح بصرية
معينة، بل هي أن الحيوانات وطائفة أخرى من الفئات تتكون من مجموعة
بنود متشابهة تماما من الناحية البصرية وهما يظنان أن التمايز البصري بين
عضو في فئة معينة ،وآخر يعتبر متغيرا ذا دلالة وخلاصة ذلك أننا نعرف
حاليا أن ثمة اضطرابات في الذاكرة تتسم بأنها تتعلق بفئات معينة دون
الأخرى لكنه لا يوجد اتفاق في الرأي حول أفضل النظريات التي يمكن أن
تفسر تلك الظاهرة داخل إطار الأنظمة الدلالية للذاكرة
الملاكمون
تعتبر إصابة الرأس المغلقة من الأسباب الشائعة لضعف الذاكرة، وحين
يتلقى الرأس لكمة يعمل السائل الموجود بين المخ وجدار الجمجمة الداخلي
على التخفيف من حدة الصدمة، فلو أن رأسك اصطدم بباب دولاب أو بفتحة
باب منخفضة فليس من المرجح أن تحدث لك أي متاعب في الذاكرة، لكنك
لو أصيبت بصدمة شديدة في الرأس في حادث مرور أو في مشاجرة بحيث
فقدت وعيك، فيمكن في هذه الحالة أن تواجه متاعب في الذاكرة. إذ يبدو
في هذه الحالة أن مثل تلك الصدمة أحدثت تمزقا في نسيج المخ، الأمر الذي
يؤثر في بعض أجزاء المخ الأوسط التي تلعب دورا في الذاكرة، والتي تتأثر
أكثر من سواها بمثل تلك الصدمات. وعند استعادة الوعي ستجد غالبا أنك
تعاني فقدان ذاكرة راجعا أي يتعلق بالأحداث السابقة على الإصابة. وعادة
نجد أنه كلما كانت فترة فقدان الوعي وفقدان الذاكرة قصيرة كان احتمال
الاحتفاظ بذاكرة سليمة أكبر.
المخ البشري
والملاكمون عادة يتلقون لكمات في الرأس بصورة متكررة ولسنوات
عديدة. لذلك نجد أن الملاكمين المحترفين السابقين كثيرا ما يعانون
متاعب شديدة في الذاكرة. لذلك أعلن اتحاد المهن الطبية البريطاني قلقه
تجاه تلك اللعبة، وأصبح على الملاكمين المحترفين أن يجروا فحوصا
مقطعية على المخ بصورة منتظمة. لكن لسوء الحظ، فعندما تصبح
الإصابة مرئية في الأشعة المقطعية يكون التلف قد حدث فعلا وتصبح
متاعب الذاكرة غير قابلة للعلاج
الذاكرة وكبار السن
كلما تقدمنا في العمر أخذنا نتنبه إلى أن ذاكرتنا بدأت تضعف، فيوما
بعد يوم، يبدو أن هناك صعوبات متزايدة في تذكر اين وضعنا الأشياء
وفي تذكر الأشياء التي علينا فعلها . وهناك شكاوى من حالة غياب الذهن.
ويلاحظ أن الذاكرة الشخصية المتعلقة بأحداث حياتنا الخاصة تتأثر أكثر
من الذاكرة الوقائعية الدلالية (factual semantic memory). وتفسر إحدى
النظريات ضعف الذاكرة لدى كبار السن بأنه ربما يعود إلى نقص الإنتاج
الذي ينشأ عن ضعف تنظيم المادة المطلوب تعلمها ، إذ تشير بعض الدلائل
إلى أن كبار السن يعانون من تذكر المادة التي تتطلب منهم أن ينظموها
بأنفسهم أكثر من تذكرهم للمادة عالية التنسيق والمنظمة من قبل على أن
ثمة نظريات أخرى تذهب إلى أن كبار السن إنما يعانون صعوبة في تذكر
المعلومات الهامشية رابيت، (۱۹۸۲)، فالمعلومات التي ترتبط مباشرة بالمادة
المطلوب تعلمها لا يُلتفت إليها باهتمام، الأمر الذي يجعل استحضار
الذكريات فيما بعد يتم من خلال عدد أقل من الإشارات التلميحية. وهذا
النوع من النظريات يعني أن كبار السن يقللون من معالجة الموارد التي
يستعملونها في اختبارات التذكر.
ومعظم المسنين وكبار السن يحتفظون بقدرات ذاكرة تكفي لتمكينهم من
ممارسة حياتهم اليومية بصورة طبيعية، فهم يعملون حتى سن التقاعد
ويمارسون هواياتهم في أوقات الفراغ، ويقومون برحلات وزيارات
ويتعلمون ما يجد في العالم الذي يعيشون فيه فيتابعون التطورات
السياسية والأمور الجارية والاختراعات الجديدة، ويتابعون أيضا التغيرات
الذاكرة والمخ
التي تطرأ على أنشطة أفراد عائلاتهم وأصدقائهم وجيرانهم وحياتهم.
غير أن القليل منهم لسوء الحظ، يعاني تدهورا سريعا في القدرات
العقلية والذاكرة ومثل هذه الحالات اصطلح على تقسيمها إلى عنه
شيخوخة وعته ما قبل الشيخوخة، اعتمادا على عمر المريض وقت حدوث
المرض. على أنه لا يوجد حاليا ما يدل على أنهما حالتان مختلفتان لذلك
أصبح يطلق على كليهما اسم المته.
العنه
لعل أكثر الأسباب شيوعا لحالة العتة هو مرض الزهايمر، ونحن نصل
عادة إلى هذا التشخيص حينما لا يوجد تفسير واضح آخر الأعراض العته.
ذلك أن التشخيص لا يصبح مؤكدا إلا بعد الوفاة حينما يتم تشريح المخ
ويثبت أنه يحتوي على خيوط وصفائح ليفية عصبية عديدة. والصفائح
تحتوي على رواسب بروتين شبيه بالنشاء. ففي مختلف اجزاء المخ نجد
مجموعات من الأعصاب قد تشابكت أو التصقت معا فتنشأ عنها تلك
المكونات وليس من المعروف على وجه الدقة ما هو السبب في مرض
الزهايمر، لكن ما لفت الانتباه هو المستوى العالي للألومنيوم الذي اكتشف
عند فحص المخ بعد الوفاة. وهناك بعض الاختلالات في التمثيل الغذائي
يمكن أن تنتج عنها تلك المستويات، فإذا كان للتعرض البيئي للألومنيوم دخل
في ذلك، فسيظل مصدره غير واضح. وبينما ترددت في الأوساط الاعلامية
أحاديث عن مصادر محتملة، إلا أن تلك الأمور من الناحية العلمية، تظل
مجرد ضرب من التخمين.
وإذا كان التعرض لعوامل بيئية معينة مرتبطا بحدوث المرض، فلن تكون
هي العامل المسبب الوحيد. فقد لوحظ انتشار العته في عائلات معينة من
دون الأخرى، ولوحظ أنه في العائلات التي يحدث فيها المرض في سن مبكرة
نسبيا تحت (٦٥ توجد في أحد ذراعي الكروموسوم ۲۱، علاقة خاصة
مميزة. ولعله من اللافت للانتباه أن الكروموسوم ۲۱ هو نفسه الذي نجده
ثلاثي التركيب بدلا من أن يكون ثنائيا في حالة متلازمة داون Downs
Syndrome . وقد وجد أن لدى مرضى داون الذين جاوزوا الخامسة والعشرين
عند فحصهم بعد الوفاة خيوطا وصفائح ليفية عصبية مماثلة لتلك التي لدى
المخ البشري
مرضى الزهايمر. على أنه لم يجر فحص الذاكرة لدى مرضى داون الأكبر
سنا هؤلاء، على نحو منهجي. وكانت التغيرات المرضية المخية لديهم تبدو
أحيانا أسوأ مما ينبئ به سلوكهم. وهناك من يذهب إلى أن حالة العته في
متلازمة داون متى بدأت في الحدوث فإنها تتدهور بسرعة وأما بالنسبة إلى
الزهايمر، فيمكن القول إن هناك، مثلما هي الحال مع أمراض كثيرة أخرى
استعدادا وراثيا، ينشط لدى بعض الأفراد من دون آخرين. وربما كان الإجهاد
العصبي الشديد في نظر البعض. أحد العوامل الرئيسية لحدوثه
ومن الناحية السلوكية، يعد التدهور في وظائف الذاكرة أحد الأمراض
الباكرة في الظهور لدى مرضى الزهايمر. وعمليات الذاكرة الشخصية تأخذ
في التدهور قبل الذاكرة الدلالية. وعندما يتقدم المرض وتأخذ الذاكرة
الدلالية في التدهور، فإنها تترك بعض المهارات العملية سليمة. وبالنسبة
للقراءة، نجد أن فهم النص ومعاني الكلمات يتأثر قبل مهارات النطق
والتعرف على الكلمات وإحدى الطرق في تقييم القدرات العقلية قبل
التدهور لدى مرضى الزهايمر هي اختبار مدى قدرة المريض على التعرف
على مجموعة مقننة من الكلمات التي تقل درجة تكرارها، فعمليات الذاكرة
المشاركة في معرفة معاني الكلمات تأخذ في التدهور قبل العمليات الخاصة
بالتعرف وتحديد الكلمات، بغض النظر عن معانيها. ومعنى ذلك عمليا هو أن
مرضى الزهايمر ستكون لديهم القدرة على التعرف وعلى نطق كلمات متفرقة
مثل «یخت» و «کورس» و «دین»... إلخ، في حين أنهم لا يفهمون معانيها
على الإطلاق.
واحتمال حدوث الزهايمر يزيد كلما تقدمنا في العمر، وكلما تقدم
الطب، يعيش الناس أطول، وتزيد بالتالي نسبة الناس الذين يمتد بهم
العمر إلى وقت يصابون فيه بالمرض. إذ يلاحظ أن نسبة مرضى الزهايمر
في أوروبا وأمريكا ترتفع بصورة حادة، الأمر الذي يخلق مشكلات
اجتماعية واقتصادية كبيرة. وينضم إلى هذه المجموعة المتضخمة
حالات عنه الإيدز التي أصبحت الآن مركز الاهتمام، فعلى الرغم من
أن التقديرات تختلف، إلا أن حوالى ٨٠٪ من مرضى الإيدز يمكن أن
يصابوا بالعته، وقد يكون لدى البعض منهم من الأعراض التي تحدث مع
بداية المرض.
الذاكرة والمخ
الذاكرة قصيرة المدى
دارت المناقشات السابقة حول عمليات الذاكرة التي تسمى تقليديا
الذاكرة طويلة المدى. وهي تتميز في النموذج التقليدي، عن الذاكرة
قصيرة المدى والتي يتم اختبارها في الغالب عن طريق اختبارات
الاسترجاع الفوري لمجموعة من الأرقام. فإذا أخبرك أحد برقم تليفونه
وظللت تردده حتى تستطيع كتابته، فإنك حينئذ تستخدم الذاكرة
قصيرة المدى. وفي مثل هذا النوع من الذاكرة، إذا لم تردد المادة
المطلوب تذكرها فإنها تنسى. وقد أدخل «بادلي» و«هيتش»
(١٩٧٤) فكرة الذاكرة الفعالة التي حلت إلى حد كبير محل فكرة الذاكرة
قصيرة المدى. وهي تتكون من ثلاثة مكونات: حلقة النطق وهي التي
تسمح بالترديد اللفظي، والوسادة البصرية - الفراغية التي تحتفظ
بالمعلومات غير اللفظية والمنفذ المركزي الذي ينسق ويتحكم في نشاط
الذاكرة ككل. ونحن نجد الذاكرة قصيرة المدى سليمة لدى مرضى
فقدان الذاكرة، ولدى كبار السن. أما في حالة الزهايمر فنجد أنها
تضعف.
وإحدى أهم الخصائص التي نجدها لدى مريض يعاني اختلالا في
الذاكرة قصيرة المدى من دون الذاكرة طويلة المدى، هي صعوبة تكرار الأشياء
فسنجد أن فهم وإنتاج المادة اللغوية عادي لديه، لكن الصعوبة تكمن في
التكرار المباشر لجملة معينة أو مجموعة كلمات وهذا النوع من الاضطراب
نجده في اضطرابات اللغة التي تسمى حبسة الكلام» التوصيلية، والتي تفسر
بأنها تحدث نتيجة انقطاع الاتصال بين أنظمة فهم اللغة وأنظمة إنتاجها
الحالة المصاحبة لحدوث تلف في المنطقة المحيطة بـ «الحزيمة المتقوسة
(arcuate fasiculus). وهي من زاوية أخرى تعبر عن عجز انتقائي في الذاكرة
قصيرة المدى.
وهي
وفضلا عن الاضطرابات التي ذكرت أعلاه، يمكن للذاكرة أن
تصاب عادة في الحالات التالية : مرض باركنسون، والصرع، وكوريا
ها تنجتون، ومرض بيك، وعته الاحتشاء المتعدد، ومرض الزهري
العصبي، ومرض جاكوب - كروتزفيلد، والاستسقاء الدماغي
والتهاب الدماغ.
المخ البشري
خاتمة
تتأثر الذاكرة إذن حين يحدث تلف في المناطق المخية البينية ومناطق
فرس النهر، وهي من مكونات المخ الأوسط، وكذلك في المناطق الصدغية
من القشرة الدماغية وهي أيضا تتأثر بتعاطي الكحول، وبالأدوية
وبالسموم واللكمات الموجهة للرأس وتقدم العمر والعته. وأنماط اختلال
الذاكرة في هذه الحالات تشير إلى وجود أنواع مختلفة من الذاكرة ومن
عمليات التذكر قصيرة المدى وطويلة المدى شخصية ودلالية، وإجرائية
(عملية)، وصريحة (وقائعية)، لفظية وغير لفظية، ومحددة الفئة
واختلالات الذاكرة يمكن أن تنتج من أخطاء في التشفير أو التفريز أو
استدعاء أي من عمليات الذاكرة
2


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

Cloves are the ...

Cloves are the aromatic flower buds of a tree in the family Myrtaceae, Syzygium aromaticum . They ar...

يتكون محيط الرأ...

يتكون محيط الرأس من قياس محيط رأس الطفل منذ الولادة وحتى سن 3 سنوات. يأخذ طبيب الأطفال عادةً هذه الق...

: يشمل تعريف ال...

: يشمل تعريف الشركة والتي تأخذ شكل شركة المساهمة التي عرفها المشرع ضمن نصوص القانون التجاري على أنها...

يحصلا رمطلا وأ ...

يحصلا رمطلا وأ : تايافنلل ينقتلا مدرلا نم نكمم ردل ربكأ بنجت هنمض متٌ رصاعم ًملع بولسأب ةبلصلا ةٌحصل...

وهنالك نقد داخل...

وهنالك نقد داخلي سلبي يكشف الستار عن مآرب المؤلف وأهوائه ودرجة تدقيقه في الرواية، فيظهر لنا مقدار ما...

Ethical and Leg...

Ethical and Legal Issues of Death = • Legal issues surrounding death include issuing the death cert...

سؤال: ما الشعر؟...

سؤال: ما الشعر؟ هو السؤال الذي يبدأ فيه فصله الأول. ويرى ياكبسون أنه ينبغي علينا إذا أردنا تحديد هذا...

وعندما وصل خبر ...

وعندما وصل خبر وفاة السلطان إلى روما ابتهج البابا وأمر بفتح الكنائس وأقيمت فيها الصلوات والاحتفالات،...

تلخيص مقرر اإلق...

تلخيص مقرر اإلقتصاد الهندسي إسم المتدرب : محمد عبدالعزيز الشنقيطي الرقم األكاديمي : ٤٤٣١٥٨٠٠٨ مقدمة ...

يعتبر الإنسان ك...

يعتبر الإنسان كاءن تقافي لأنه استطاع أن يطور ويصنع من نفسه علا عكس الكائنات الأخرى حيت حيت ابتكر ادو...

Concept develop...

Concept development and testing is an important process for a tea company to bring its ideas to life...

مبدأ حماية حق ا...

مبدأ حماية حق الملكية يختلف تكريس حق الملكية من دولة إلى أخرى حسب توجهها الاقتصادي ففي الدول الرأسما...