Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (76%)

طوّرُ الذّكاءُ الاصطناعيُّ بوتيرةٍ سَريعـةٍ، واستخدامُهُ في الصِّناعاتِ المُختلفـةِ على وَشكِ أَنْ يُعيدَ صياغـةَ الطّريقـةِ الّتي تتعامَلُ بِها الشَّركاتُ معَ موظَّفيها والأَيدي العامِلَةِ لَديها؛ وَلِذا علينا أَنْ نتعرَّفَ جيِّدًا الإمكاناتِ الّتي قد يُسفِرُ عنها استخدامُ «ذَكاءِ الآلـةِ » في الأعمالِ الحديثـةِ. كانَ هذا أحدَ الموضوعاتِ المُدرجَـةِ على جَدوَلِ أعمالِ القِمّـةِ العالَميّـةِ للحكوماتِ 2016 في دُبيٍّ في إِطارِ نقاشاتِ القِمَّـةِ حولَ الذّكاءِ المَعلوماتيِّ والمُستَقبليِّ، فَمَن الّذي سَيستفيدُ مِنْ هذِهِ التّكنولوجيا أَوَّلًا؟ وَما القِطاعاتُ الّتي يُتَوقَّعُ لَها تَحقيقُ أَقصى استفادَةٍ مِن الذّكاءِ الاصطناعيِّ؟ لابُدَّ أَنْ نُشيرَ إلى السِّمَةِ الأكثرِ أهميّـةً في الذّكاءِ الاصطناعيِّ، ألا وهيَ القضاءُ على الأعمالِ الرّوتينيّـةِ الرَّتيبَـةِ، بِمَعنى أَنَّ الذّكاءَ الاصطناعيَّ قد يُساعِدُ في تقليصِ وظائفِ المستوى الأَساسيِّ والأَدوارِ الّتي يتمحورُ حولَها أيُّ عَملٍ، فَبَدْءًا مِنْ قِطاعِ الإِنشاءاتِ إلى التّرفيـهِ وَإِنتاجِ الغِذاءِ تتضمَّنُ العَمليّاتُ جميعُها عددًا مُحَدّدًا مِنَ المُساعِدينَ والمُتَدرِّبينَ والمُعاوِنينَ، وهي وظائِفُ تتطلَّبُ القليلَ مِنَ المهارَةِ، وَهُنا سَيظهَرُ الأَثَرُ الأَكبَرُ لاستخدامِ الذّكاءِ الاصطناعيِّ. يعملُ في هذا المجالِ كثيرٌ مِنَ المُبتدئينَ والمسؤولينَ عَنِ المهامِّ البسيطـةِ، فَمِهنـةُ المُحاماةِ لا تَضمُّ المُحامينَ والقُضاةَ والمُستشارينَ الحكوميّينَ فَحسْبُ، وَرغمَ أنَّ الكثيرينَ مِنْ هؤلاءِ المُبتدئينَ قد يحصلونَ على مُسَمّياتٍ وَظيفيّـةٍ تَبدو في ظاهرِها مُهمّـةً مثلَ «مُساعدِ المُحامي »، إلا أنّ العملَ الّذي يقومُ بِهِ هؤلاءِ الأفرادُ يتضمّنُ قَدرًا هائِلًا مِنَ الرَّتابَـةِ، فَهُمْ يقضونَ ساعاتٍ في دراسَـةِ مئاتِ الخطاباتِ وَموادِّ الدَّعاوى القضائيّـةِ، وسوفَ يؤدّي الذّكاءُ  الاصطناعيُّ هذِهِ الوظيفـةَ على الوَجْـهِ الأَكملِ إذا استطَعْنا توجيـهَ بَرامجِ «الكشفِ الإلكترونيّ عَن البياناتِ» إلى البياناتِ الّتي تَتطلَّبُ المُعالجَـةَ السَّريعـةَ. وفي ظِلِّ ما تتضمّنُـهُ المعلوماتُ القانونيّـةُ اليومَ مِنَ الرّسائلِ الإلكترونيّـةِ وَمَقاطِعِ(الفيديو)، بَلْ والمعلوماتِ الواردةِ مِنْ شَبكاتِ التّواصلِ الاجتماعيِّ، أَصبحَتْ هذِهِ الوظيفـةُ تفوقُ طاقـةَ العقلِ البَشريّ، ولذلكَ يأتي استخدامُ الذّكاءِ الاصطناعيِّ لِِأَداءِ هذِهِ المهامِّ الرّوتينيّـةِ بهدفِ التّقليلِ مِنْ هذِهِ المَشقّـةِ، 2. الإِعلانُ: تسعى شركاتٌ مثلَ (إنتل) و(سوفتوير إيه جي) الألمانيّـةِ، و (آي بي إم) وغيرِها مُنذُ فترةٍ إلى استخدامِ الذّكاءِ الاصطناعيِّ في مَجالَي التّسويقِ والإعلانِ. وقد ظهرَتْ هذِهِ التّكنولوجيا في صورةِ «واجهاتٍ دعائيّـةٍ » إلكترونيّـةٍ مدعومـةٍ بِـ (كاميرا) لِعَرضِ الإعلاناتِ، وعندَما تلتقطُ صورةَ أُنثى على سبيلِ المثالِ. وغيرِ المَقبولةِ هُنا، فإنَّ هذِهِ التّقنيّـةَ تُعدُّ تَقدُّمًا كبيرًا في مَجالِ الحَملاتِ الإعلانيّـةِ إذا ما تَمَّ تَطويرُها بالشَّكلِ المُناسِبِ، وبالطَّبعِ سوفَ تُثيرُ هذِهِ التّقنيّـةُ مسألـةَ الحديثِ عن الخصوصيّـةِ؛ لأنَّ (الكاميرا) لَنْ تقتصِرَ على كَشْفِ النّوع ولكنْ، ولكنْ عَلينا أَنْ نعملَ وفقَ مَبادِئَ وتَوجيهاتٍ نَضعُها الآنَ وَنَحنُ لا نزالُ في مراحلِ التّطويرِ الأولى. 3. الأسواقُ الماليّـةُ: فَحجمُ التّداولِ الماليِّ يَشهدُ ارتفاعًا مُتزايدًا، وهو ما تُصاحِبُـهُ زيادةٌ هائِلَـةٌ في المعلوماتِ الفرعيّـةِ ذاتِ الصِّلـةِ، ونحنُ نُدرِكُ اليومَ أَنَّ بياناتِ التّداولِ لا تقتصِرُ على السِّعرِ الحاليِّ للسِّلعَـةِ أَو القوّةِ الشِّرائيّـةِ لِلْعُمْلَـةِ، إذْ تدخلُ في ذلكَ أيضًا النِّقاشاتُ الهاتفيّـةُ والبريدُ الإلكترونيُّ ومقاطِعُ (الفيديو) ذاتُ الصِّلَـةِ بأيّـةِ عَمليّـةِ تَداولٍ مُحتمَلَـةٍ، وهذِهِ البياناتِ كُلُّها يُمكِنُ تَعقُّبُها أيضًا. وَيُمكنُنا استخدامُ تقنيّاتٍ تَتضمّنُ تحليلَ النّصوصِ التّحذيريّـةِ وَمُعالجـةَ اللُّغَـةِ الطّبيعيّـةِ لتحليلِ تِلكَ البياناتِ وَفَهمِها ضمنَ سياقِها، وَمِنْ هُنا سوفَ نتجاوزُ مرحلـةَ الحديثِ عَنْ صُنْعِ القراراتِ لِنَنتقِلَ إلى مرحلـةٍ أُخرى هي التّفكيرُ القائمُ على الأدلّـةِ والقراراتِ المُستندةِ إلى الأحداثِ. 4. الرّعايـةُ الصّحيّـةُ: الذّكاءُ الاصطناعيُّ في الرّعايـةِ الصّحيّـةِ لا يَعني تَصميمَ (الرّوبوتات) لتقديمِ الرّعايـةِ إلى المرضى أَوْ تَطويرِ أجهزةِ استشعارٍ تَتنبّأُ بالأعراضِ الأولى لحالاتِ الاكتئابِ، فَكُلُّ هذِهِ الأمورِ لاتزالُ في المراحلِ التّجريبيّـةِ. وَبَدلًا مِنْ ذلكَ يُستخدمُ الذّكاءُ الاصطناعيُّ في تحليلِ تَسلسُلاتِ (الجينوم) البَشَريِّ للتّنبّؤِ بالطّفراتِ والوقايـةِ مِنَ الأمراضِ. وَيُعَدُّ تطبيقُ(AiCure) مثالًا حَيًّا على ما نُطلِقُ عليـهِ أساليبَ (العلاجِ الخاضعِ للمُلاحظـةِ المُباشرةِ) عبرَ استخدامِ الهواتفِ الذّكيّـةِ، فالمريضُ يُصوِّرُ نفسَـهُ بتقنيّـةِ (الفيديو) في أثناءِ تناولِ الدّواءِ، بينَما يستخدمُ التّطبيقُ تقنيّـةَ التّصويرِ للتّأكُّدِ على امتصاصِ الجسمِ للدّواءِ، كما يتمُّ إنشاءُ مُحتوىً تَثقيفيٍّ وَتغذيـةٍ راجعـةٍ آنيّـةٍ وَأَدواتٍ تحفيزيّـةٍ أُخرى حسبَ حاجَـةِ كُلِّ مريضٍ. لكنَّ هذا الأمرَ يَصُبُّ -أَساسًا- في مصلحـةِ المريضِ نفسِـهِ. 5. السّيّاراتُ ذاتيّـةُ القيادةِ: لاتزالُ تكنولوجيا السّيّاراتِ ذاتيّـةِ القيادةِ في مَراحلِها الأولى، و لاشَكَّ أنّها تتطلَّبُ آلاتٍ لَدَيْها قَدْرٌ معقولٌ مِنَ الذّكاءِ، بَدْءًا مِنْ أجهزةِ استشعارِ الحركـةِ إلى (الكاميرات) المُزوّدةِ بخاصيّـةِ الإدراكِ المكانيِّ؛ لتصنيفِ «عقولِ » السّيّاراتِ ذاتيـةِ القيادةِ ضِمْنَ فئـةِ التّعلّمِ الآليِّ وَواجهـةِ التّواصُلِ البَشريِّ الحاسوبيِّ. وَلِضمانِ الأمانِ في أَثناءِ السَّيرِ عَلينا الوصولُ إلى المَرحلـةِ الّتي لا تقتصرُ فيها أجهزةُ (الكمبيوتر) المُشغّلـةُ للسّيّاراتِ على إدراكِ العواملِ الماديّـةِ المُحَدّدةِ حولَها، والنّاتجـةِ عن الأفعالِ العشوائيّـةِ للسّائقينَ البَشَريّينَ الّذين سَيشاركونَها الطّريقَ في البدايةِ على الأَقلِّ. سُمّيَتْ «روبوتات النّانو » بهذا الاسمِ نِسبـةً إلى حَجمِها، وهكذا (فالنّانومتر) يُساوي واحِدًا على مليارٍ مِنَ المِترِ. و «روبوتات النّانو » عِبارةٌ عن «روبوتات » بالغـةِ الصِّغرِ، و(النانومايت)، وجميعُها لاتزالُ في مراحلِها التّجريبيّـةِ، أخيرًا، وليسَ آخِرًا، يُعَدُّ قِطاعُ الحكوماتِ مكانًا مِثاليًّا لتطبيقاتِ الذّكاءِ الاصطناعيِّ، وقد ضَربَتْ دولـةُ ا لإماراتِ العربيّـةِ المُتّحدةِ مِثالًا في تطويرِ الكَثيرِ مِنَ برامجِ الحكومـةِ الإلكترونيّــةِ الّتي تستفيدُ- أيّما استفادةٍ- منْ ذَكاءِ الآلـةِ في إدارةِ عَمليّاتِها. والفِكرَةُ الّتي تقومُ عليها حكوماتُ الذّكاءِ الاصطناعيِّ ترى أنَّــهُ بِإمكانِ العُنصرِ البَشريِّ أنْ يضعَ مجموعـةً مِنَ الحقوقِ والمَبادئِ المُتّفقِ عليها بصورةٍ ديمقراطيّــةٍ، بحيث تبقى بعيدًا عَنْ تَدخُّلاتِ السّياسيّينَ وَهيمنَـةِ القادَةِ. وَيرى بعضُهُمْ أَنّنا سوفَ نُطبِّقُ مفاهيمَ مُحدّدةً مِنَ الذّكاءِ الاصطناعيِّ مِنْ أَجْلِ (أَتمتة) بعضِ جوانبِ العملِ الحكوميِّ بَدلًا مِن استبدالِـهِ تَمامًا. العُنصرُ البَشريُّ في الذّكاءِ الاصطناعِّي: فنحنُ نُدرِكُ أنَّ التّطوّرَ التّكنولوجيَّ سَريعٌ وواسِعُ النِّطاقِ،


Original text

طوّرُ الذّكاءُ الاصطناعيُّ بوتيرةٍ سَريعـةٍ، واستخدامُهُ في الصِّناعاتِ المُختلفـةِ على وَشكِ أَنْ يُعيدَ صياغـةَ الطّريقـةِ الّتي تتعامَلُ بِها الشَّركاتُ معَ موظَّفيها والأَيدي العامِلَةِ لَديها؛ وَلِذا علينا أَنْ نتعرَّفَ جيِّدًا الإمكاناتِ الّتي قد يُسفِرُ عنها استخدامُ «ذَكاءِ الآلـةِ » في الأعمالِ الحديثـةِ.
كانَ هذا أحدَ الموضوعاتِ المُدرجَـةِ على جَدوَلِ أعمالِ القِمّـةِ العالَميّـةِ للحكوماتِ 2016 في دُبيٍّ في إِطارِ نقاشاتِ القِمَّـةِ حولَ الذّكاءِ المَعلوماتيِّ والمُستَقبليِّ، فَمَن الّذي سَيستفيدُ مِنْ هذِهِ التّكنولوجيا أَوَّلًا؟ وَما القِطاعاتُ الّتي يُتَوقَّعُ لَها تَحقيقُ أَقصى استفادَةٍ مِن الذّكاءِ الاصطناعيِّ؟
لابُدَّ أَنْ نُشيرَ إلى السِّمَةِ الأكثرِ أهميّـةً في الذّكاءِ الاصطناعيِّ، ألا وهيَ القضاءُ على الأعمالِ الرّوتينيّـةِ الرَّتيبَـةِ، بِمَعنى أَنَّ الذّكاءَ الاصطناعيَّ قد يُساعِدُ في تقليصِ وظائفِ المستوى الأَساسيِّ والأَدوارِ الّتي يتمحورُ حولَها أيُّ عَملٍ، فَبَدْءًا مِنْ قِطاعِ الإِنشاءاتِ إلى التّرفيـهِ وَإِنتاجِ الغِذاءِ تتضمَّنُ العَمليّاتُ جميعُها عددًا مُحَدّدًا مِنَ المُساعِدينَ والمُتَدرِّبينَ والمُعاوِنينَ، وهي وظائِفُ تتطلَّبُ القليلَ مِنَ المهارَةِ، وَهُنا سَيظهَرُ الأَثَرُ الأَكبَرُ لاستخدامِ الذّكاءِ الاصطناعيِّ.



  1. المَجالُ القانونيُّ:
    يعملُ في هذا المجالِ كثيرٌ مِنَ المُبتدئينَ والمسؤولينَ عَنِ المهامِّ البسيطـةِ، فَمِهنـةُ المُحاماةِ لا تَضمُّ المُحامينَ والقُضاةَ والمُستشارينَ الحكوميّينَ فَحسْبُ، وَرغمَ أنَّ الكثيرينَ مِنْ هؤلاءِ المُبتدئينَ قد يحصلونَ على مُسَمّياتٍ وَظيفيّـةٍ تَبدو في ظاهرِها مُهمّـةً مثلَ «مُساعدِ المُحامي »،
    إلا أنّ العملَ الّذي يقومُ بِهِ هؤلاءِ الأفرادُ يتضمّنُ قَدرًا هائِلًا مِنَ الرَّتابَـةِ، فَهُمْ يقضونَ ساعاتٍ في دراسَـةِ مئاتِ الخطاباتِ وَموادِّ الدَّعاوى القضائيّـةِ، وفي عَمليّـةِ التّوثيقِ، وسوفَ يؤدّي الذّكاءُ 
    الاصطناعيُّ هذِهِ الوظيفـةَ على الوَجْـهِ الأَكملِ إذا استطَعْنا توجيـهَ بَرامجِ «الكشفِ
    الإلكترونيّ عَن البياناتِ» إلى البياناتِ الّتي تَتطلَّبُ المُعالجَـةَ السَّريعـةَ.
    وفي ظِلِّ ما تتضمّنُـهُ المعلوماتُ القانونيّـةُ اليومَ مِنَ الرّسائلِ الإلكترونيّـةِ وَمَقاطِعِ(الفيديو)، بَلْ والمعلوماتِ الواردةِ مِنْ شَبكاتِ التّواصلِ الاجتماعيِّ، أَصبحَتْ هذِهِ الوظيفـةُ تفوقُ طاقـةَ العقلِ البَشريّ، ولذلكَ يأتي استخدامُ الذّكاءِ الاصطناعيِّ لِِأَداءِ هذِهِ المهامِّ الرّوتينيّـةِ بهدفِ التّقليلِ مِنْ هذِهِ المَشقّـةِ، وزيادةِ سرعـة النّتائجِ واتِّساقِها، فَمَنْ مِنّا قد لا يرغبُ في ذلكَ؟

  2. الإِعلانُ:
    تسعى شركاتٌ مثلَ (إنتل) و(سوفتوير إيه جي) الألمانيّـةِ، و (آي بي إم) وغيرِها مُنذُ فترةٍ إلى استخدامِ الذّكاءِ الاصطناعيِّ في مَجالَي التّسويقِ والإعلانِ. وقد ظهرَتْ هذِهِ التّكنولوجيا في صورةِ «واجهاتٍ دعائيّـةٍ » إلكترونيّـةٍ مدعومـةٍ بِـ (كاميرا) لِعَرضِ الإعلاناتِ، فعِندَما تلتقطُ )(الكاميرا) صورةَ رَجُلٍ أمامَها فإنّها تَعرِضُ إعلانًا عنْ إحدى السّيّاراتِ، وعندَما تلتقطُ صورةَ أُنثى
    فسوفَ تَعرِضُ إعلانًا عَنْ أَحدِ العطورِ، على سبيلِ المثالِ.
    وبعيدًا عنْ فِكرَةِ التّنميطِ القائمـةِ على النّوعِ الاجتماعيِّ، وغيرِ المَقبولةِ هُنا، فإنَّ هذِهِ التّقنيّـةَ تُعدُّ تَقدُّمًا كبيرًا في مَجالِ الحَملاتِ الإعلانيّـةِ إذا ما تَمَّ تَطويرُها بالشَّكلِ المُناسِبِ، وبالطَّبعِ سوفَ تُثيرُ هذِهِ التّقنيّـةُ مسألـةَ الحديثِ عن الخصوصيّـةِ؛ لأنَّ (الكاميرا) لَنْ تقتصِرَ على كَشْفِ النّوع
     الاجتماعيِّ للفَردِ فَحسبُ، بَلْ ستكشِفُ عَن السِّنِّ والخَلفيّـةِ العِرقيّـةِ، وَرُبّما عَن الحالـةِ المزاجيّـةِ أيضًا. ولكنْ، هَلْ نَودُّ الإفصاحَ عَن تِلكَ المعلوماتِ؟ رُبّما تكونُ الإجابـةُ «نَعمْ «، ولكنْ عَلينا أَنْ نعملَ وفقَ مَبادِئَ وتَوجيهاتٍ نَضعُها الآنَ وَنَحنُ لا نزالُ في مراحلِ التّطويرِ الأولى.

  3. الأسواقُ الماليّـةُ:
    لا شَكَّ أنَّ الأسواقَ الماليّـةَ هي القِطاعُ المِثاليُّ لِتَطبيقاتِ الذّكاءِ الاصطناعيِّ، فَحجمُ التّداولِ الماليِّ يَشهدُ ارتفاعًا مُتزايدًا، وهو ما تُصاحِبُـهُ زيادةٌ هائِلَـةٌ في المعلوماتِ الفرعيّـةِ ذاتِ الصِّلـةِ، ونحنُ نُدرِكُ اليومَ أَنَّ بياناتِ التّداولِ لا تقتصِرُ على السِّعرِ الحاليِّ للسِّلعَـةِ أَو القوّةِ الشِّرائيّـةِ لِلْعُمْلَـةِ، إذْ تدخلُ في ذلكَ أيضًا النِّقاشاتُ الهاتفيّـةُ والبريدُ الإلكترونيُّ ومقاطِعُ (الفيديو) ذاتُ الصِّلَـةِ بأيّـةِ عَمليّـةِ تَداولٍ مُحتمَلَـةٍ، وهذِهِ البياناتِ كُلُّها يُمكِنُ تَعقُّبُها أيضًا.
    وَيُمكنُنا استخدامُ تقنيّاتٍ تَتضمّنُ تحليلَ النّصوصِ التّحذيريّـةِ وَمُعالجـةَ اللُّغَـةِ الطّبيعيّـةِ لتحليلِ تِلكَ البياناتِ وَفَهمِها ضمنَ سياقِها، فَفَهْمُ معنى البياناتِ داخِلَ السّياقِ الّذي وردَتْ فيهِ هو المحورُ الّذي يدورُ حولَهُ الذّكاءُ الاصطناعيُّ، وَمِنْ هُنا سوفَ نتجاوزُ مرحلـةَ الحديثِ عَنْ صُنْعِ القراراتِ لِنَنتقِلَ إلى مرحلـةٍ أُخرى هي التّفكيرُ القائمُ على الأدلّـةِ والقراراتِ المُستندةِ إلى الأحداثِ.

  4. الرّعايـةُ الصّحيّـةُ:
    الذّكاءُ الاصطناعيُّ في الرّعايـةِ الصّحيّـةِ لا يَعني تَصميمَ (الرّوبوتات) لتقديمِ الرّعايـةِ إلى المرضى أَوْ تَطويرِ أجهزةِ استشعارٍ تَتنبّأُ بالأعراضِ الأولى لحالاتِ الاكتئابِ، فَكُلُّ هذِهِ الأمورِ لاتزالُ في المراحلِ التّجريبيّـةِ. وَبَدلًا مِنْ ذلكَ يُستخدمُ الذّكاءُ الاصطناعيُّ في تحليلِ تَسلسُلاتِ (الجينوم) البَشَريِّ للتّنبّؤِ بالطّفراتِ والوقايـةِ مِنَ الأمراضِ.
    وَيُعَدُّ تطبيقُ(AiCure) مثالًا حَيًّا على ما نُطلِقُ عليـهِ أساليبَ (العلاجِ الخاضعِ للمُلاحظـةِ المُباشرةِ) عبرَ استخدامِ الهواتفِ الذّكيّـةِ، فالمريضُ يُصوِّرُ نفسَـهُ بتقنيّـةِ (الفيديو) في أثناءِ تناولِ الدّواءِ، بينَما يستخدمُ التّطبيقُ تقنيّـةَ التّصويرِ للتّأكُّدِ على امتصاصِ الجسمِ للدّواءِ، كما يتمُّ إنشاءُ مُحتوىً تَثقيفيٍّ وَتغذيـةٍ راجعـةٍ آنيّـةٍ وَأَدواتٍ تحفيزيّـةٍ أُخرى حسبَ حاجَـةِ كُلِّ مريضٍ. وَصحيحٌ أنَّ المَريضَ يسمحُ لِجهازِ (كمبيوتر) مُزَوَّدٍ بخاصيّـةِ الذّكاءِ الاصطناعيِّ أَنْ يُراقبَـهُ، لكنَّ هذا الأمرَ يَصُبُّ -أَساسًا- في مصلحـةِ المريضِ نفسِـهِ.

  5. السّيّاراتُ ذاتيّـةُ القيادةِ:
    لاتزالُ تكنولوجيا السّيّاراتِ ذاتيّـةِ القيادةِ في مَراحلِها الأولى، و لاشَكَّ أنّها تتطلَّبُ آلاتٍ لَدَيْها قَدْرٌ معقولٌ مِنَ الذّكاءِ، بَدْءًا مِنْ أجهزةِ استشعارِ الحركـةِ إلى (الكاميرات) المُزوّدةِ بخاصيّـةِ الإدراكِ المكانيِّ؛ لتصنيفِ «عقولِ » السّيّاراتِ ذاتيـةِ القيادةِ ضِمْنَ فئـةِ التّعلّمِ الآليِّ وَواجهـةِ التّواصُلِ البَشريِّ الحاسوبيِّ. وَلِضمانِ الأمانِ في أَثناءِ السَّيرِ عَلينا الوصولُ إلى المَرحلـةِ الّتي لا تقتصرُ فيها أجهزةُ (الكمبيوتر) المُشغّلـةُ للسّيّاراتِ على إدراكِ العواملِ الماديّـةِ المُحَدّدةِ حولَها، بَلْ والعواملِ غيرِ المُحدّدةِ الّتي يصعبُ التّنبّؤُ بها، والنّاتجـةِ عن الأفعالِ العشوائيّـةِ للسّائقينَ البَشَريّينَ الّذين سَيشاركونَها الطّريقَ في البدايةِ على الأَقلِّ.

  6. (روبوتات النّانو) والتّكنولوجيا الحيويّـة:
    سُمّيَتْ «روبوتات النّانو » بهذا الاسمِ نِسبـةً إلى حَجمِها، (فالنّانو) يَعني واحِدًا مِنَ المليارِ، وهكذا (فالنّانومتر) يُساوي واحِدًا على مليارٍ مِنَ المِترِ. و «روبوتات النّانو » عِبارةٌ عن «روبوتات » بالغـةِ الصِّغرِ، ويمكِنُ إدخالُها إلى مَجرى الدَّمِ لإعادةِ بَرمجـةِ (الجينات)، أو العملِ كَخلايا بيضاءَ فائقـةِ الذّكاءِ بما يُعزِّزُ مِنَ الحِفاظِ على حالتِنا الصّحيّـةِ وَتُطلقُ على هذِهِ التّقنيّـةِ أسماءُ مُختلفـةٌ مثلَ (النانويد)، و(النانايت)، وأجهزةِ (النانو)، و(النانومايت)، وجميعُها لاتزالُ في مراحلِها التّجريبيّـةِ، وَيتوقّعُ العُلماءُ أنَّ «روبوتات النّانو» قد تُصبِحُ واقِعًا خلالَ الرُّبعِ التّالي مِنَ القَرنِ، وَرُبّما يُصبِحُ استخدامُها أمرًا مُعتادًا كَتناولِ حَبّـةٍ مِنَ (الأسبيرين).

  7. الحكوماتُ:
    أخيرًا، وليسَ آخِرًا، يُعَدُّ قِطاعُ الحكوماتِ مكانًا مِثاليًّا لتطبيقاتِ الذّكاءِ الاصطناعيِّ، وقد ضَربَتْ دولـةُ ا لإماراتِ العربيّـةِ المُتّحدةِ مِثالًا في تطويرِ الكَثيرِ مِنَ برامجِ الحكومـةِ الإلكترونيّــةِ الّتي تستفيدُ- أيّما استفادةٍ- منْ ذَكاءِ الآلـةِ في إدارةِ عَمليّاتِها. والفِكرَةُ الّتي تقومُ عليها حكوماتُ الذّكاءِ الاصطناعيِّ ترى أنَّــهُ بِإمكانِ العُنصرِ البَشريِّ أنْ يضعَ مجموعـةً مِنَ الحقوقِ والمَبادئِ المُتّفقِ عليها بصورةٍ ديمقراطيّــةٍ، بحيث تبقى بعيدًا عَنْ تَدخُّلاتِ السّياسيّينَ وَهيمنَـةِ القادَةِ.
    وَيرى بعضُهُمْ أَنّنا سوفَ نُطبِّقُ مفاهيمَ مُحدّدةً مِنَ الذّكاءِ الاصطناعيِّ مِنْ أَجْلِ (أَتمتة) بعضِ جوانبِ العملِ الحكوميِّ بَدلًا مِن استبدالِـهِ تَمامًا.
    العُنصرُ البَشريُّ في الذّكاءِ الاصطناعِّي:
    عندَ الحديثِ عَنْ تَطويرِ الذّكاءِ الاصطناعيِّ اليومَ لا ينبغي أَنْ نُرَكِّزَ المسؤوليّـةَ الكُبرى الّتي نتشاركُ فيها جميعًا على أجهزةِ (الكمبيوتر) نفسِها، فنحنُ نُدرِكُ أنَّ التّطوّرَ التّكنولوجيَّ سَريعٌ وواسِعُ النِّطاقِ، و لا نهايـةَ لَـهُ، ولذا ينبغي أنْ نوجِّهَ تَركيزَنا على العُنصُرِ البَشريِّ نفسِـهِ حتّى يتسنّى لَنا تَطويرُ الذّكاءِ الاصطناعيِّ بالصّورةِ الّتي نُريدُها دونَ أنْ تَخرُجَ الأمورُ عَنْ نِطاقِ سَيطرتِنا.


عرض المسودّات
expand_more


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

LE SYSTÈME D’IN...

LE SYSTÈME D’INFORMATION HOSPITALIÈRE Introduction : L'information est devenue une des ressource...

كان في شي غريب ...

كان في شي غريب في البنات اللي شفتهم. كانت تطل من الشباك وكأن الدنيا براها تحكي لها حكاية ما نعرفها. ...

ا ملع ةفلتخلما...

ا ملع ةفلتخلما ةيسفنلا رهاوظلل يجولويبلاو يجولويسفلا ساسلأا يجولويسفلا سفنلا ملع سردي . "سفنلاب" ى...

اعتمد العباسيون...

اعتمد العباسيون في نظام حكمهم على نفس التنظيمات السابقة في العهد الأموي لكن أعطوا للوزير مكانة ودورا...

**I. نشأة علم ن...

**I. نشأة علم نصوص اللغة:** ظهر علم نصوص اللغة في الستينيات كفرع مستقل من علم اللغة. بينما كانت اللغ...

مقدمة الدراسة :...

مقدمة الدراسة : يشهد العالم اليوم تحولات جذرية في مختلف المجالات نتيجة للتطور المتسارع في تقنيا...

بدأت علاقات ألم...

بدأت علاقات ألمانيا في أفريقيا في الفترة التي أطلق عليها فتره التكالب الاستعماري على أفريقيا والتي أ...

هو الصحابي عمر ...

هو الصحابي عمر بن الخطاب رضي الله عنه اسلم في السنه السادسه من البعثه وهو اول من جهر بالاسلام وكان ا...

Samuel Johnson'...

Samuel Johnson's "Vanity of human wishes" Is a reference to the Roman Poet Juvenal and especially to...

الحكمة همش العل...

الحكمة همش العلم تماما بما أنه لا طائل منه بالنسبة للمؤمن، أي بما أنه لا يحقق غبطته يقول ما أشقى من ...

الطريق الذي يخت...

الطريق الذي يختاره الباحث في تجميع معلوماته وبياناته العلمية في دراسة موضوع الذي يسلكه في تحليل وتفس...

تسعى هذه الدراس...

تسعى هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على ظاهرة الاحتراق الوظيفي لدى موظفي الجامعة، ومحاولة فهم العلاقة ا...