Online English Summarizer tool, free and accurate!
كانت السيدة ريتشيل ليند تسكن حيث ينحدر طريق قرية أفونليا الرئيس نحو الغَور الصغير، الذي تحفّه الأعشاب الحرجية والعرائش، ويقطعه جدول ينبع من الغابة التي يقع فيها منزل آل كُثْبيرت القديم. جدول اشتهر أنه كان في باكورة جريانه جدولًا غنيًا متدفقًا في تلك الغابات التي تحتفظ بأسرار المستنقعات والشلالات. لكنه مع الوقت الذي وصل فيه إلى غور ليند تحوّل إلى غدير صغير ساكن ومطواع. إذ حتى الجدول لا يستطيع المرور من أمام بيت السيدة ريتشيل ليند دون أن يأخذ لياقته واحتشامه بعين الاعتبار. ولعله ساعة جريانه هناك شعر بأن السيدة ريتشيل كانت تداوم على الجلوس قرب نافذتها مسلّطة عينًا حادة على كل ما يمرّ أمامها، بدءًا من الجداول والأطفال إلى ما يتجاوزهم، وأنها عند ملاحظتها حدثًا غريبًا أو شيئًا في غير موضعه فلن تعرف طعمًا للراحة إلّا بعد أن تتحرّى أسباب ومسببات ما يجري. لا شكّ أن هناك وفرة من الناس في أفونليا وخارجها، ممّن يستطيعون عن طريق إهمالهم لشؤونهم الخاصة، لكن السيدة ريتشيل ليند كانت واحدة من تلك المخلوقات القديرة التي تستطيع تدبّر شؤونها الخاصة وشؤون بقية القوم في وقت واحد. قادرة على إنجاز عملها دائمًا، وكانت تشرف على حلقة الخياطة، كما كانت تُعتبر الدعامة الأقوى لجمعية خيرية، كثيرًا ما وجدت السيدة ريتشيل متسعًا من الوقت لتجلس لساعات أمام نافذة مطبخها تحيك أغطية اللحف القطنية؛ كما كانت ربّات بيوت أفونليا تردد بأصوات يشوبها الهلع، بينما تسلّط في نفس الوقت عينًا ثاقبة على الطريق الرئيسي الذي يشقّ الغَور صعودًا نحو الهضبة الحمراء بعد الغَور. وبما أن أفونليا كانت تقع في شبه جزيرة صغيرة مثلثة تشرف على خليج سانت لورانس ويحيط الماء جانبين من جوانها، فإنه كان لِزامًا على أي شخص يغادرها أو يقدم إليها أن يسلك طريق تلك الهضبة، متبوعًا بعينيّ السيدة ريتشيل الناقدتين اللتين لا تغفلان شاردة. جلست السيدة ريتشيل في عصر يوم من أوائل أيام شهر حزيران أمام نافذتها، وقد انسابت أشعة الشمس عبر النافذة دافئة وساطعة، وتألق بستان الغَور الذي يشرف عليه المنزل محتفلًا بعرس براعمه ذات البياض المورّد، الرجل المتواضع الذي يدعوه أهالي أفونليا زوج ريتشيل ليند، يبذر بذور موسم اللفت الأخير في حقل التلّة خلف البيدر، وكان من المفترض أن يكون ماثيو كُثْبيرت أيضًا يبذر بذوره في حقل الجدول الأحمر الكبير، بعيدًا إلى الأعلى عند المرتفعات الخضراء. كانت السيدة ريتشيل تعرف هذا لأنها في الأمسية السابقة سمعته في مخزن ويليام بلير في بلدة كارمودي وهو يخبر بيتر موريسون عن عزمه على بذر بذور اللفت في عصر اليوم التالي، لأن ماثيو كُثْبيرت لم يُؤثر عنه تطوعه بالبوح بأية معلومة عن أي شيء طيلة حياته. مع ذلك هاهي ترى ماثيو كُثْبيرت، في الساعة الثالثة والنصف من عصر يوم حافل بالعمل، يقود عربته برباطة جأش مجتازًا الغَور نحو التلة، والأهمّ من ذلك أنّه كان يضع ياقة بيضاء ويرتدي أحسن بِزّة من بِزّاته، ممّا يدلّ بجلاء على مغادرته أفونليا، بل إن العربة والفرس البُنيّة تبرهنان على أن وجهته تبعد مسافة جديرة بالاعتبار. فإلى أين يذهب ماثيو كُثْبيرت ياترى؟ ولماذا هو ذاهب إلى حيث ينوي الذهاب؟ لوكان الأمر يتعلق بأي رجل آخر في أفونليا، لتمكّنت السيدة ريتشيل من وضع الأمور في نصابها بمنتهى الحذق، ولربما تمكّنت من التوصل إلى تكهّن يليق بالسؤالين معًا، ممّا يعني أن ما استدعاه لذلك لا بدّ وأن يكون حدثًا طارئًا، فقد كان ماثيو من أكثر الرجال الأحياء خجلًا، وكان ينفر من الاضطرار إلى الذهاب حيث يوجد الغرباء، بل وحتى إلى أي مكان يضطر فيه إلى الكلام، ولم تكن رؤيته متأنقًا بالياقة البيضاء ومعتليًا العربة من المشاهد التي يغلب حدوثها، وما كان بإمكان السيدة ريتشيل مهما أحدّت ذهنها أن تعثر على جواب ما، توصلت المرأة الوجيهة إلى قرار. «سوف أقصد المرتفعات الخضراء بعد تناول الشاي وسأعرف من ماريلا إلى أين ذهب ولماذا، » قالت السيدة ريتشيل لنفسها. «إنّه على وجه العموم لا يذهب إلى البلدة في هذا الوقت من السنة ولا يزور أحدًا أبدًا، وإذا كان قد نفذ منه بذر اللفت فإنه لن يتكلّف عناء التأنق وقيادة العربة لجلب ما يريد؛ كما أنه لم يكن يقود العربة بسرعة توحي أنه بصدد الذهاب إلى الطبيب. مع ذلك لا بدّ أن أمرًا طارئًا قد حدث الليلة الماضية أجبره على الانطلاق اليوم. ولن أعرف دقيقة واحدة من سلام الفكر أو الشعور قبل أن أعرف ما الذي أخذ ماثيو كُثْبيرت خارج أفونليا اليوم. انطلقت السيدة ريتشيل نحو المرتفعات الخضراء بعد تناولها الشاي، فالمنزل الكبير الذي يظلله البستان العريشي حيث يقطن آل كُثْبيرت يبعد بمقدار ما يقارب ربع ميل صعودًا من غَور ليند، لكن لا ريب أن الدرب الطويل المؤدي إليه جعله أكثر بعدًا. كان والد ماثيو كُثْبيرت الذي ورث عنه ابنه حياءه وصمته، قد رغب عندما أسس ركيزة بيته في الابتعاد عن الناس قدرما أمكنه، وهكذا شيّد دارة المرتفعات الخضراء عند نهاية حدود أرضه، وما زالت قائمة هناك إلى الآن، لا تكاد تستبينها العين من الطريق الرئيسة التي تستقرّ على طولها جميع منازل أفونليا الأنيسة، ولم تكن السيدة ريتشيل تعتبر الحياة في مكان كذاك المكان حياةً على الإطلاق. » قالت السيدة ريتشيل لنفسها وهي تتتبع الدرب المخدّد المعشوشب المُحاط بأجمات الأزهار البرية. «ولا عجب في أن يكون ماثيو وماريلا غريبي الأطوار قليلًا، نتيجة عيشهما هنا وحدهما، فرفقة الأشجار ليست بتلك الرفقة الأثيرة، ولو كانت كذلك فلاشكّ أن لديهما ما يكفي منها، أمّا أنا فإني أفضّل صحبة الناس، لا ريب أنهما يبدوان راضيين بحياتهما، رغم اعتقادي أنهما قد اعتادا على هذا الوضع ليس إلّا، كما يقول الإيرلنديون، قادر على الاعتياد على أي شيء حتى على حبل المشنقة. بهذه الأفكار تجاوزت السيدة ريتشيل الدرب المخدّد إلى فناء دارة المرتفعات الخضراء الخلفي، كان الفناء يتميّز بالخضرة والنظافة والترتيب، تصطف على أحد جانبيه أشجار الصفصاف المهيبة، وتصطف على جانبه الآخر أشجار الحور المتشامخة. ما كان يمكن لمح عود شارد أو حجر فيه، وإلا لرأته السيدة ريتشيل التي تظن فيما بينها وبين نفسها أن ماريلا كُثْبيرت تواظب على كنس ذلك الفناء كلما كنست بيتها، حتى ليستطيع المرء تناول وجبة من على الأرض مباشرة، دون أن يتلوث ذلك الطعام بأدنى ذرة غبار يمكن أن يُضرب بها المثل. نقرت السيدة ريتشيل على باب المطبخ بكياسة، كان مطبخ المرتفعات الخضراء أشبه بغرفة مبهجة، أو بالأحرى كان يمكن أن يكون مطبخًا مبهجًا لولم يكن مزعجًا بنظافته التي أضفت عليه مظهرًا يشبه مظهر ردهة استقبال مهجورة. كانت نوافذه تُشرف على الشرق والغرب؛ وكان العباب اللطيف لأشعة شمس حزيران ينساب من النافذة الغربية المُطلّة على الفناء الخلفي، أما النافذة الشرقية التي تتيح للناظر رؤية أزهار الكرز البيضاء وأشجار البتولا المتمايلة الغضّة قرب الجدول عند الغَور، فقد أشرفت على الخضرة التي اصطبغت بها الكروم المتشابكة. عند هذه النافذة كانت نجلس ماريلا إن هي جلست، لأنها لم تكن تثق بأشعة الشمس أبدًا، مبالغًا في التراقص في عالم يجب أخذه على محمل الجد، وهناك جلست في ذلك الوقت تحيك، تمكّنت السيدة ريتشيل قبل أن تغلق الباب خلفها بلباقة، من تدوين ملاحظة ذهنية بجميع ما رأته على تلك الطاولة، وهذا يعني أن ماريلا تتوقع حضور زائر مع ماثيو لتناول الشاي؛ لكن الأطباق كانت أطباق الاستعمال اليومي ولا يوجد على الطاولة سوى مربّى التفاح البري ونوع واحد من الكعك، ممّا يعني أن الرفقة المتوقعة ليست بالرفقة المهمة. ماذا عن ياقة ماثيو البيضاء والفرس البُنيّة؟ كل هذه العلامات جعلت السيدة ريتشيل مذهولة من ذلك الغموض الفريد الذي عمّ أجواء المرتفعات الخضراء الخالية من أي ألغاز. » قالت ماريلا بحيوية. «أليست هذه الأمسية أمسية جميلة حقًّا؟ ألا تتفضلين بالجلوس؟ كيف حال جميع أنسبائك؟» شيء ما من تلك الأشياء التي تفتقر إلى أي تعريف آخر يوضحها، لا يمكن أن يوصف هنا إلّا بأنه كان نوعا من الصداقة التي تربط بين ماريلا كُثْبيرت والسيدة ريتشيل، صداقة كانت دائمًا موجودة بينهما، رغم تباينهما أوربما بسبب هذا التباين. كانت ماريلا امرأة طويلة نحيلة، تتخلل مسحات الشيب شعرها الغامق الذي اعتادت على ضمّه عند مؤخرة رأسها وتثبيته بدبوسين للشعر مغروزين فيه بإحكام، كانت تبدو كأنها امرأة محدودة الآفاق متبلّدة المشاعر، وتكاد تكون كذلك فعلًا لولا ذلك التعبير المبهم حول قسمات فمها، الذي ربّما لوكان أكثر وضوحًا لأفصح عن امتلاكها لروح مرحة. «لكني خشيت ألّا تكوني أنت على ما يرام، وذلك عندما رأيت ماثيو مغادرًا اليوم، أفصح تقلّص شفتي ماريلا عن فهمها لسبب زيارة السيدة ريتشيل والتي كانت تتوقعها، لأنها كانت واثقة بأن رؤية ماثيو وهو يرتحل من غير سابق تفسير، ستكون أمرًا عظيمًا يفوق طاقة احتمال جارتها الفضولية. » أجابت ماريلا. «لقد ذهب ماثيو إلى بلدة برايت ريفر، فقد عزمنا على تبني صبيّ صغير من ملجأ للأيتام في نوفا سكوتيا، وهو قادم بالقطار الليلة. لوقالت ماريلا إن ماثيو ذهب إلى بلدة برايت ريفرليلاقي حيوان كنغارو من أستراليا فإن دهشة السيدة ريتشيل لما كانت أعظم، فقد أبكمها النبأ كلية لخمس ثوان، ورغم أنها لم تشكّ أبدًا في أن ماريلا كانت تسخر منها إلّا إنها اضطرت إلى افتراض ذلك تقريبًا. » قالت ماريلا، صبي! ماريلا وماثيو كُثْبيرت من بين جميع الناس يتبنيان صبيًّا! ومن ملجأ للأيتام! عجبًا، ما الذي أدخل هذه الفكرة إلى رأسك، » سألتها السيدة ريتشيل باستهجان، «لقد فكّرنا بهذا الموضوع لفترة من الوقت، طيلة فصل الشتاء في الحقيقة، » ردّت ماريلا «وحدث أن كانت السيدة أليكسندر سبنسرهنا قبل يوم من عيد الميلاد، وأخبرتنا عن عزمها على تبني فتاة صغيرة من أحد ملاجئ مدينة هوبتاون في الربيع، وذلك بعد أن زارت السيدة سبنسر ابنة عمها التي تعيش هناك واطّلعت على كل شيء، بالإضافة إلى أن قلبه صار يرهقه كثيرًا، وأنت تعرفين مدى صعوبة استئجار من يستطيع مساعدته، فالمرء لا يجد إلّا أولئك الصبية الفرنسيون الحمقى الذين لم يكتمل نموهم، ولكني أريد شخصًا أعلمه وفق ما أريد، لذلك قلت له: أحضرلي صبيًا من المواليد المحليين على الأقل. قررنا سؤال السيدة سبنسر لتختار لنا صبيًّا عندما تذهب إلى الميتم لتحضر طفلتها الصغيرة، وقد سمعنا في الأسبوع الماضي أنها على نيّة الذهاب؛ فقد ارتأينا أن هذا العمر هو الأفضل: كبير بما فيه الكفاية ليكون ذا نفع في أداء الأعمال الروتينية بإتقان، وصغير بما فيه الكفاية لتتم تربيته بأسلوب لائق، ونحن عازمان على أن نوفّرله بيتًا طيبًا وتعليمًا جيّدًا، وقد وصلتنا اليوم برقية من السيدة أليكسندر سبنسر، جلبها ساعي البريد من المحطة، وتنصّ على أنهم سيحضرون على متن قطار الساعة الخامسة والنصف الليلة، وهكذا ذهب ماثيو إلى برايت ريفر ليقابل الصبي، فالسيدة سبنسر سوف توصله إلى هناك، ثم ستتابع طريقها بعد ذلك إلى محطة وايت » . لطالما فاخرت السيدة ريتشيل بنفسها لأنها ما تحرّجت أبدًا عن البوح بما يجول في خلدها، بكل صراحة أقول لك إنك على وشك ارتكاب خطأ جسيم، ولا عن أي طبع سيسفر فيما بعد، ولمَ كل هذا العناء؟ في الأسبوع الماضي فقط قرأت في الجريدة كيف أن صبيًا، ربياه رجل وزوجه في غرب الجزيرة من ملجأ للأيتام، قام بإشعال النار في المنزل ليلًا. أشعلها عامدًا ياماريلا. وكاد الزوجان يحترقان في سريريهما، بل وأعرف قضية أخرى عن صبي اعتاد على مصّ البيض النيء، ولم يفلح أهله في ردعه ليكفّ عن هذه العادة، ولو سألتني النصح فيما يختصّ بهذا الموضوع. الأمر الذي لم تفعليه ياماريلا. لطلبت منك بدافع من الخوف عليك، ألاً تُقدمي على هذا التصرف مهما كلّف الأمر. استمرّت ماريلا تحيك مابيدها بهدوء، دون أن يبدو عليها الانزعاج أو الارتباك من ذلك الاستفزاز المبطّن. «لا أنكر أن هناك مغزى فيما تقولينه ياريتشيل، فقد سبق وأن عانيت أنا نفسي من بعض الشكوك، إنّه من النادر جدَّا أن يصمّم ماثيو على أمرما، وعندما يفعل أشعر دائمًا أن واجبي يقتضي مني التنازل، أمّا بالنسبة إلى المخاطرة، فإن هناك مخاطرة في أي شيء يمكن أن يقوم به المرء في هذا العالم، بل إن المجازفات تتعدى هذا إلى الأطفال الذين ينجبهم الناس من صلبهم؛ آمل أن يسفر الأمر على خير، » قالت السيدة ريتشيل بلهجة نمّت بوضوح عن شكوكها الجمّة. «لكن لا تقولي ذات يوم إني لم أحذرك إذا أحرق الصبي المرتفعات الخضراء أو دسّ لكم سمّ الزرنيخ في البئر، إذ سبق وسمعت عن قضية جرت في بلدة نيوبرنسويك حيث ارتكب هذه الجريمة طفل من ملجأ للأيتام، وكانت النتيجة أن ماتت جميع العائلة بعد عذاب رهيب، » أجابت ماريلا، كما لو أن دسّ السم في الآباركان عملًا أنثويًا خالصًا، ولا يمكن أن يكون مدعاة للقلق إذا تعلّق الأمر بصبي. «إني لا يمكن أن أتخيّل ولو مجرّد خيال إمكانية رعايتي لفتاة، وكم تدهشني السيدة أليكسندر سبنسر لقيامها بذلك، ولكن بالنسبة إليها وفي حال راقتها الفكرة، فإنها لن تتقاعس عن رعاية ملجأ أيتام بأكمله. وخمّنت بأنّ هناك ساعتين كاملتين على أقل تقدير قبل أن يحين موعد قدومه، قررت أن تغادر وتسلك الطريق المؤدية إلى منزل آل روبرت بيل لتطلعهم على الأخبار، التي ستكون حتمًا حدثًا مثيرًا فريدًا، ولا شيء يضاهي ولع السيدة ريتشيل بإشاعة الأخبار المثيرة، وهكذا تحاملت على نفسها وغادرت، » هتفت السيدة ريتشيل عندما اختلت بنفسها في طريق عودتها. أرثي لذلك الصغير. إن ماثيو وماريلا لا يعرفان شيئًا عن الأطفال، يبدو وجود طفل في المرتفعات الخضراء شيئًا خارقًا للطبيعة، إذ لم يسبق أن قطنها طفل أبدًا، هكذا أفضت السيدة ريتشيل لأجمات الأزهار حولها بما كان يعتلج في أعماق قلبها،
كانت السيدة ريتشيل ليند تسكن حيث ينحدر طريق قرية أفونليا الرئيس نحو الغَور الصغير، الذي تحفّه الأعشاب الحرجية والعرائش، ويقطعه جدول ينبع من الغابة التي يقع فيها منزل آل كُثْبيرت القديم. جدول اشتهر أنه كان في باكورة جريانه جدولًا غنيًا متدفقًا في تلك الغابات التي تحتفظ بأسرار المستنقعات والشلالات. لكنه مع الوقت الذي وصل فيه إلى غور ليند تحوّل إلى غدير صغير ساكن ومطواع. إذ حتى الجدول لا يستطيع المرور من أمام بيت السيدة ريتشيل ليند دون أن يأخذ لياقته واحتشامه بعين الاعتبار. ولعله ساعة جريانه هناك شعر بأن السيدة ريتشيل كانت تداوم على الجلوس قرب نافذتها مسلّطة عينًا حادة على كل ما يمرّ أمامها، بدءًا من الجداول والأطفال إلى ما يتجاوزهم، وأنها عند ملاحظتها حدثًا غريبًا أو شيئًا في غير موضعه فلن تعرف طعمًا للراحة إلّا بعد أن تتحرّى أسباب ومسببات ما يجري. لا شكّ أن هناك وفرة من الناس في أفونليا وخارجها، ممّن يستطيعون عن طريق إهمالهم لشؤونهم الخاصة، لكن السيدة ريتشيل ليند كانت واحدة من تلك المخلوقات القديرة التي تستطيع تدبّر شؤونها الخاصة وشؤون بقية القوم في وقت واحد. قادرة على إنجاز عملها دائمًا، وكانت تشرف على حلقة الخياطة، كما كانت تُعتبر الدعامة الأقوى لجمعية خيرية، كثيرًا ما وجدت السيدة ريتشيل متسعًا من الوقت لتجلس لساعات أمام نافذة مطبخها تحيك أغطية اللحف القطنية؛ كما كانت ربّات بيوت أفونليا تردد بأصوات يشوبها الهلع، بينما تسلّط في نفس الوقت عينًا ثاقبة على الطريق الرئيسي الذي يشقّ الغَور صعودًا نحو الهضبة الحمراء بعد الغَور. وبما أن أفونليا كانت تقع في شبه جزيرة صغيرة مثلثة تشرف على خليج سانت لورانس ويحيط الماء جانبين من جوانها، فإنه كان لِزامًا على أي شخص يغادرها أو يقدم إليها أن يسلك طريق تلك الهضبة، متبوعًا بعينيّ السيدة ريتشيل الناقدتين اللتين لا تغفلان شاردة. جلست السيدة ريتشيل في عصر يوم من أوائل أيام شهر حزيران أمام نافذتها، وقد انسابت أشعة الشمس عبر النافذة دافئة وساطعة، وتألق بستان الغَور الذي يشرف عليه المنزل محتفلًا بعرس براعمه ذات البياض المورّد، الرجل المتواضع الذي يدعوه أهالي أفونليا زوج ريتشيل ليند، يبذر بذور موسم اللفت الأخير في حقل التلّة خلف البيدر، وكان من المفترض أن يكون ماثيو كُثْبيرت أيضًا يبذر بذوره في حقل الجدول الأحمر الكبير، بعيدًا إلى الأعلى عند المرتفعات الخضراء. كانت السيدة ريتشيل تعرف هذا لأنها في الأمسية السابقة سمعته في مخزن ويليام بلير في بلدة كارمودي وهو يخبر بيتر موريسون عن عزمه على بذر بذور اللفت في عصر اليوم التالي، لأن ماثيو كُثْبيرت لم يُؤثر عنه تطوعه بالبوح بأية معلومة عن أي شيء طيلة حياته. مع ذلك هاهي ترى ماثيو كُثْبيرت، في الساعة الثالثة والنصف من عصر يوم حافل بالعمل، يقود عربته برباطة جأش مجتازًا الغَور نحو التلة، والأهمّ من ذلك أنّه كان يضع ياقة بيضاء ويرتدي أحسن بِزّة من بِزّاته، ممّا يدلّ بجلاء على مغادرته أفونليا، بل إن العربة والفرس البُنيّة تبرهنان على أن وجهته تبعد مسافة جديرة بالاعتبار. فإلى أين يذهب ماثيو كُثْبيرت ياترى؟ ولماذا هو ذاهب إلى حيث ينوي الذهاب؟ لوكان الأمر يتعلق بأي رجل آخر في أفونليا، لتمكّنت السيدة ريتشيل من وضع الأمور في نصابها بمنتهى الحذق، ولربما تمكّنت من التوصل إلى تكهّن يليق بالسؤالين معًا، ممّا يعني أن ما استدعاه لذلك لا بدّ وأن يكون حدثًا طارئًا، فقد كان ماثيو من أكثر الرجال الأحياء خجلًا، وكان ينفر من الاضطرار إلى الذهاب حيث يوجد الغرباء، بل وحتى إلى أي مكان يضطر فيه إلى الكلام، ولم تكن رؤيته متأنقًا بالياقة البيضاء ومعتليًا العربة من المشاهد التي يغلب حدوثها، وما كان بإمكان السيدة ريتشيل مهما أحدّت ذهنها أن تعثر على جواب ما، توصلت المرأة الوجيهة إلى قرار. «سوف أقصد المرتفعات الخضراء بعد تناول الشاي وسأعرف من ماريلا إلى أين ذهب ولماذا، » قالت السيدة ريتشيل لنفسها. «إنّه على وجه العموم لا يذهب إلى البلدة في هذا الوقت من السنة ولا يزور أحدًا أبدًا، وإذا كان قد نفذ منه بذر اللفت فإنه لن يتكلّف عناء التأنق وقيادة العربة لجلب ما يريد؛ كما أنه لم يكن يقود العربة بسرعة توحي أنه بصدد الذهاب إلى الطبيب. مع ذلك لا بدّ أن أمرًا طارئًا قد حدث الليلة الماضية أجبره على الانطلاق اليوم. ولن أعرف دقيقة واحدة من سلام الفكر أو الشعور قبل أن أعرف ما الذي أخذ ماثيو كُثْبيرت خارج أفونليا اليوم. انطلقت السيدة ريتشيل نحو المرتفعات الخضراء بعد تناولها الشاي، فالمنزل الكبير الذي يظلله البستان العريشي حيث يقطن آل كُثْبيرت يبعد بمقدار ما يقارب ربع ميل صعودًا من غَور ليند، لكن لا ريب أن الدرب الطويل المؤدي إليه جعله أكثر بعدًا. كان والد ماثيو كُثْبيرت الذي ورث عنه ابنه حياءه وصمته، قد رغب عندما أسس ركيزة بيته في الابتعاد عن الناس قدرما أمكنه، وهكذا شيّد دارة المرتفعات الخضراء عند نهاية حدود أرضه، وما زالت قائمة هناك إلى الآن، لا تكاد تستبينها العين من الطريق الرئيسة التي تستقرّ على طولها جميع منازل أفونليا الأنيسة، ولم تكن السيدة ريتشيل تعتبر الحياة في مكان كذاك المكان حياةً على الإطلاق. » قالت السيدة ريتشيل لنفسها وهي تتتبع الدرب المخدّد المعشوشب المُحاط بأجمات الأزهار البرية. «ولا عجب في أن يكون ماثيو وماريلا غريبي الأطوار قليلًا، نتيجة عيشهما هنا وحدهما، فرفقة الأشجار ليست بتلك الرفقة الأثيرة، ولو كانت كذلك فلاشكّ أن لديهما ما يكفي منها، أمّا أنا فإني أفضّل صحبة الناس، لا ريب أنهما يبدوان راضيين بحياتهما، رغم اعتقادي أنهما قد اعتادا على هذا الوضع ليس إلّا، كما يقول الإيرلنديون، قادر على الاعتياد على أي شيء حتى على حبل المشنقة. بهذه الأفكار تجاوزت السيدة ريتشيل الدرب المخدّد إلى فناء دارة المرتفعات الخضراء الخلفي، كان الفناء يتميّز بالخضرة والنظافة والترتيب، تصطف على أحد جانبيه أشجار الصفصاف المهيبة، وتصطف على جانبه الآخر أشجار الحور المتشامخة. ما كان يمكن لمح عود شارد أو حجر فيه، وإلا لرأته السيدة ريتشيل التي تظن فيما بينها وبين نفسها أن ماريلا كُثْبيرت تواظب على كنس ذلك الفناء كلما كنست بيتها، حتى ليستطيع المرء تناول وجبة من على الأرض مباشرة، دون أن يتلوث ذلك الطعام بأدنى ذرة غبار يمكن أن يُضرب بها المثل. نقرت السيدة ريتشيل على باب المطبخ بكياسة، كان مطبخ المرتفعات الخضراء أشبه بغرفة مبهجة، أو بالأحرى كان يمكن أن يكون مطبخًا مبهجًا لولم يكن مزعجًا بنظافته التي أضفت عليه مظهرًا يشبه مظهر ردهة استقبال مهجورة. كانت نوافذه تُشرف على الشرق والغرب؛ وكان العباب اللطيف لأشعة شمس حزيران ينساب من النافذة الغربية المُطلّة على الفناء الخلفي، أما النافذة الشرقية التي تتيح للناظر رؤية أزهار الكرز البيضاء وأشجار البتولا المتمايلة الغضّة قرب الجدول عند الغَور، فقد أشرفت على الخضرة التي اصطبغت بها الكروم المتشابكة. عند هذه النافذة كانت نجلس ماريلا إن هي جلست، لأنها لم تكن تثق بأشعة الشمس أبدًا، مبالغًا في التراقص في عالم يجب أخذه على محمل الجد، وهناك جلست في ذلك الوقت تحيك، تمكّنت السيدة ريتشيل قبل أن تغلق الباب خلفها بلباقة، من تدوين ملاحظة ذهنية بجميع ما رأته على تلك الطاولة، وهذا يعني أن ماريلا تتوقع حضور زائر مع ماثيو لتناول الشاي؛ لكن الأطباق كانت أطباق الاستعمال اليومي ولا يوجد على الطاولة سوى مربّى التفاح البري ونوع واحد من الكعك، ممّا يعني أن الرفقة المتوقعة ليست بالرفقة المهمة. ماذا عن ياقة ماثيو البيضاء والفرس البُنيّة؟ كل هذه العلامات جعلت السيدة ريتشيل مذهولة من ذلك الغموض الفريد الذي عمّ أجواء المرتفعات الخضراء الخالية من أي ألغاز. » قالت ماريلا بحيوية. «أليست هذه الأمسية أمسية جميلة حقًّا؟ ألا تتفضلين بالجلوس؟ كيف حال جميع أنسبائك؟» شيء ما من تلك الأشياء التي تفتقر إلى أي تعريف آخر يوضحها، لا يمكن أن يوصف هنا إلّا بأنه كان نوعا من الصداقة التي تربط بين ماريلا كُثْبيرت والسيدة ريتشيل، صداقة كانت دائمًا موجودة بينهما، رغم تباينهما أوربما بسبب هذا التباين. كانت ماريلا امرأة طويلة نحيلة، تتخلل مسحات الشيب شعرها الغامق الذي اعتادت على ضمّه عند مؤخرة رأسها وتثبيته بدبوسين للشعر مغروزين فيه بإحكام، كانت تبدو كأنها امرأة محدودة الآفاق متبلّدة المشاعر، وتكاد تكون كذلك فعلًا لولا ذلك التعبير المبهم حول قسمات فمها، الذي ربّما لوكان أكثر وضوحًا لأفصح عن امتلاكها لروح مرحة. «لكني خشيت ألّا تكوني أنت على ما يرام، وذلك عندما رأيت ماثيو مغادرًا اليوم، أفصح تقلّص شفتي ماريلا عن فهمها لسبب زيارة السيدة ريتشيل والتي كانت تتوقعها، لأنها كانت واثقة بأن رؤية ماثيو وهو يرتحل من غير سابق تفسير، ستكون أمرًا عظيمًا يفوق طاقة احتمال جارتها الفضولية. » أجابت ماريلا. «لقد ذهب ماثيو إلى بلدة برايت ريفر، فقد عزمنا على تبني صبيّ صغير من ملجأ للأيتام في نوفا سكوتيا، وهو قادم بالقطار الليلة. لوقالت ماريلا إن ماثيو ذهب إلى بلدة برايت ريفرليلاقي حيوان كنغارو من أستراليا فإن دهشة السيدة ريتشيل لما كانت أعظم، فقد أبكمها النبأ كلية لخمس ثوان، ورغم أنها لم تشكّ أبدًا في أن ماريلا كانت تسخر منها إلّا إنها اضطرت إلى افتراض ذلك تقريبًا. » قالت ماريلا، صبي! ماريلا وماثيو كُثْبيرت من بين جميع الناس يتبنيان صبيًّا! ومن ملجأ للأيتام! عجبًا، ما الذي أدخل هذه الفكرة إلى رأسك، » سألتها السيدة ريتشيل باستهجان، «لقد فكّرنا بهذا الموضوع لفترة من الوقت، طيلة فصل الشتاء في الحقيقة، » ردّت ماريلا «وحدث أن كانت السيدة أليكسندر سبنسرهنا قبل يوم من عيد الميلاد، وأخبرتنا عن عزمها على تبني فتاة صغيرة من أحد ملاجئ مدينة هوبتاون في الربيع، وذلك بعد أن زارت السيدة سبنسر ابنة عمها التي تعيش هناك واطّلعت على كل شيء، بالإضافة إلى أن قلبه صار يرهقه كثيرًا، وأنت تعرفين مدى صعوبة استئجار من يستطيع مساعدته، فالمرء لا يجد إلّا أولئك الصبية الفرنسيون الحمقى الذين لم يكتمل نموهم، ولكني أريد شخصًا أعلمه وفق ما أريد، لذلك قلت له: أحضرلي صبيًا من المواليد المحليين على الأقل. قررنا سؤال السيدة سبنسر لتختار لنا صبيًّا عندما تذهب إلى الميتم لتحضر طفلتها الصغيرة، وقد سمعنا في الأسبوع الماضي أنها على نيّة الذهاب؛ فقد ارتأينا أن هذا العمر هو الأفضل: كبير بما فيه الكفاية ليكون ذا نفع في أداء الأعمال الروتينية بإتقان، وصغير بما فيه الكفاية لتتم تربيته بأسلوب لائق، ونحن عازمان على أن نوفّرله بيتًا طيبًا وتعليمًا جيّدًا، وقد وصلتنا اليوم برقية من السيدة أليكسندر سبنسر، جلبها ساعي البريد من المحطة، وتنصّ على أنهم سيحضرون على متن قطار الساعة الخامسة والنصف الليلة، وهكذا ذهب ماثيو إلى برايت ريفر ليقابل الصبي، فالسيدة سبنسر سوف توصله إلى هناك، ثم ستتابع طريقها بعد ذلك إلى محطة وايت » . لطالما فاخرت السيدة ريتشيل بنفسها لأنها ما تحرّجت أبدًا عن البوح بما يجول في خلدها، بكل صراحة أقول لك إنك على وشك ارتكاب خطأ جسيم، ولا عن أي طبع سيسفر فيما بعد، ولمَ كل هذا العناء؟ في الأسبوع الماضي فقط قرأت في الجريدة كيف أن صبيًا، ربياه رجل وزوجه في غرب الجزيرة من ملجأ للأيتام، قام بإشعال النار في المنزل ليلًا. أشعلها عامدًا ياماريلا. وكاد الزوجان يحترقان في سريريهما، بل وأعرف قضية أخرى عن صبي اعتاد على مصّ البيض النيء، ولم يفلح أهله في ردعه ليكفّ عن هذه العادة، ولو سألتني النصح فيما يختصّ بهذا الموضوع. الأمر الذي لم تفعليه ياماريلا. لطلبت منك بدافع من الخوف عليك، ألاً تُقدمي على هذا التصرف مهما كلّف الأمر. استمرّت ماريلا تحيك مابيدها بهدوء، دون أن يبدو عليها الانزعاج أو الارتباك من ذلك الاستفزاز المبطّن. «لا أنكر أن هناك مغزى فيما تقولينه ياريتشيل، فقد سبق وأن عانيت أنا نفسي من بعض الشكوك، إنّه من النادر جدَّا أن يصمّم ماثيو على أمرما، وعندما يفعل أشعر دائمًا أن واجبي يقتضي مني التنازل، أمّا بالنسبة إلى المخاطرة، فإن هناك مخاطرة في أي شيء يمكن أن يقوم به المرء في هذا العالم، بل إن المجازفات تتعدى هذا إلى الأطفال الذين ينجبهم الناس من صلبهم؛ آمل أن يسفر الأمر على خير، » قالت السيدة ريتشيل بلهجة نمّت بوضوح عن شكوكها الجمّة. «لكن لا تقولي ذات يوم إني لم أحذرك إذا أحرق الصبي المرتفعات الخضراء أو دسّ لكم سمّ الزرنيخ في البئر، إذ سبق وسمعت عن قضية جرت في بلدة نيوبرنسويك حيث ارتكب هذه الجريمة طفل من ملجأ للأيتام، وكانت النتيجة أن ماتت جميع العائلة بعد عذاب رهيب، » أجابت ماريلا، كما لو أن دسّ السم في الآباركان عملًا أنثويًا خالصًا، ولا يمكن أن يكون مدعاة للقلق إذا تعلّق الأمر بصبي. «إني لا يمكن أن أتخيّل ولو مجرّد خيال إمكانية رعايتي لفتاة، وكم تدهشني السيدة أليكسندر سبنسر لقيامها بذلك، ولكن بالنسبة إليها وفي حال راقتها الفكرة، فإنها لن تتقاعس عن رعاية ملجأ أيتام بأكمله. وخمّنت بأنّ هناك ساعتين كاملتين على أقل تقدير قبل أن يحين موعد قدومه، قررت أن تغادر وتسلك الطريق المؤدية إلى منزل آل روبرت بيل لتطلعهم على الأخبار، التي ستكون حتمًا حدثًا مثيرًا فريدًا، ولا شيء يضاهي ولع السيدة ريتشيل بإشاعة الأخبار المثيرة، وهكذا تحاملت على نفسها وغادرت، » هتفت السيدة ريتشيل عندما اختلت بنفسها في طريق عودتها. أرثي لذلك الصغير. إن ماثيو وماريلا لا يعرفان شيئًا عن الأطفال، يبدو وجود طفل في المرتفعات الخضراء شيئًا خارقًا للطبيعة، إذ لم يسبق أن قطنها طفل أبدًا، هكذا أفضت السيدة ريتشيل لأجمات الأزهار حولها بما كان يعتلج في أعماق قلبها،
Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance
You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT
ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.
We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate
ذا كان الأصل في إبرام العقود هو الرضائية، والاكتفاء بتطابق الإيجاب والقبول، فإن المشرع اشترط الكتابة...
في محاولتي لفهم عميق لكتاب "الإنسان في القرآن" لعباس محمود العقاد ، وجدتُ أن العقاد يقدم رؤية فريدة ...
الخواص العامة للفروق الفردية يحاول المختصون في الدراسات النفسية أن يضعوا تقسيمات تتناول الخواص الاس...
تُعد خطبة الوداع التي ألقاها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع عام 10 هـ (632 م) من أهم ا...
ب مقدمة المعجم إن تحليل المقدمة كاشف عن هذا الانتهاء المعرفي ابتداء، وهو ما حملنا على إدراج أساس الب...
منذ بزوغ فجر الإسلام وأعداؤه يوجهون له الضربات؛ محاولين عبثًا القضاء عليه، وما برحوا يبحثون عن الوسا...
إجابة الداعي أثر البلاغة في تطوير المعجمية العربية (1) مدخل الشاهد الشعري : البلاغة والحضور في ال...
تحوي الغواصة خزانات كبيرة يجري إدخال الماء إليها أو إخراجه منها ويزداد متوسط كثافتها أو يقل لتصبح ق...
4.1. Expressing Your Motivation for a Job: How can you express your interest in a position? Your at...
الآليات التقنية لحماية الخصوصية من الانتهاك: في هذا المحور نقوم بسرد وبطريقة تقنية نوعا ما الآليات ...
كانت المبادرة الأولى عندما عقد سمو الشيخ زايد رحمه الله في منطقة (السميح) الواقعة بين أبو ظبي ودبي ا...
كشفت مصادر عن مقتل خبير عسكري كبير في «حزب الله» اللبناني وعدد من قادة مليشيات الحوثي، في انفجار ضخم...