Lakhasly

ب مقدمة المعجم إن تحليل المقدمة كاشف عن هذا الانتهاء المعرفي ابتداء، وهو ما حملنا على إدراج أساس البلاغة ضمن قائمة معاجم الأساليب والكتابة الفنية، وحل الدكتور حسين نصار أن يدرجه ضمن ما سماء بالمعجم البلاغي، يقول الزمخشري ٠/١١ ومنها التوقيف على مناهج التركيب والتأليف، وهي مباحث بلاغية بامتياز تجعل من معجم أساس البلاغة معجبها فوق لغوى، ب المادة المجموعة المتمثلة في العبارات والتراكيب الممتازة المركزة ج الابتكار على مستوى بعض الوظائف المعجمية، بناحية مهمة في دلالة الألفاظ تلك هي ناحية المعاني الحقيقية والمجازية للكلمات". ۱۸۸ QAU (ب) ولم يقف الزمخشري في أساس البلاغة وحيدا في تاريخ المعجمية العربية في مجال الاستجابة لمطالب البلاغة والمجاز بتطوير عدد من الوظائف المعجمية، والتنبيه عليها عناية شديدة لم تر مثلها في معجم عام، وكان من آثار هذه العناية عيله من أساس البلاغة نهلا". فرأيت الاقتصار منه على ما جزم بأنه وضع على سبيل المجاز إن هذا التطور الذي أصاب أهم وظائف المعجم بإطلاق، وهي وظيفة شرحالمعنى جاءت وسكنت العجمية العربية استجابة المطالب البلاغة بصورة جلية ومباشرة. (٢/٢/٢) التفريق بين المعاني المعجمية والمعاني الشعرية (السياقية) ظهرت المعجمات العربية مستهدفة جمع اللغة، وحفظها كما وردت عن العرب الأغراض دينية وعلمية في الأساس صحيح أن ثمة علامات وإرهاصات دلت على نوع تقدير للسياقات التي كانت تطيف بالكلمات و توجه معانيها منذ تاريخ قديم في المعجمية العربية، وربما تعود به إلى أول محاولة معجمية وصلت إلينا، ولكن الصحيح أن استقلال العناية بالمعاني السياقية في كتب مستقلة مدين للإبداع الشعري والشري معاء بمعنى أن الشعور بخصوصية المعاني التي تتخلق في نصوص ١٨٩الإبداع الشعري والنشري هو الذي قاد إلى تأليف كتب خاصة بمعاني الكلمات الواردة في نصوص بعينها. في وجه من الأوجه ضمن المعاجم التي يصبح أن تسمى بالمعاجم السياقية: معاجم غريب القرآن الكريم، ذلك أنها انشغلت بيان معاني الكلمات القرآنية في سياقها من الآيات الكريمة. ب معاجم غريب الحديث النبوي الشريف، ذلك أنها الشغلت بيان معاني الكلمات الواردة في الأحاديث النبوية الشريفة في سياقاتها من هذه الأحاديث. ومن ذلك ينضح أن المعجمية العربية العامة كانت مرنة وإيجابية في استجابتها المطالب المجاز والبلاغة العربية. ب مدرسة الأساليب والكتابة الفنية استجابة المطالب إبداعية وإنشائية وبيانية، وقد ارتبط بها كذلك نوع آخر هو معاجم الاستشهاد. ولا سيما ما يخص وظيفة شرح المعنى إذ ظهر نوع عناية بالتفريق بين المعاني الحقيقية والمعاني المجازية للكلمات، ونوع عناية بالتفريق بين المعالي المعجمية، والمعالي الشعرية التي تتخلق في فضاءات النصوص الإبداعية وربيها يضاف ملمح خدمة مطالب الدرس البلاغي في بعض المعاجم ذات الصيغ الموسوعية التي اعتنت بعض المفاهيم والأعلام البلاغية. ولعل المستقبل يشهد إنجازا على صعيد تأسيس معجمي يرعى جمع دلالات الكلمات في استعمالات الشعراء العرب على اختلاف أزمنتهم وبيناتهم وتجاربهم الشعرية. إن إعادة فحص أعيان المعاجم العربية على امتدادها التاريخ ربما يساعد في الكشف عن أبعاد التأثير المباشر وغير المباشر الذي أحدثته مطالب خدمة المجاز والبلاغة العربية في المعجمية العربية، ولا سبيها على صعيد وظيفة شرح المعنى، ووظيفة مسترى الاستعمال Liangetable مما قد يكشف عن آفاق جديدة لتأثير مفردات علوم البلاغة من المعاني والبيان والبديع، ١٩٢ QAU (۲) استجابة المعجمية العربية المختصة لمطالب البلاغة العربية. كان لنفح الدرس البلاغي في التراث العربي، ثانيا - منطقة معاجم المصطلحيات البلاغية. واستقرار المذاهب والمدارس في العلوم المختلفة على امتداد الخريطة العربية ظهر نوع حاجة إلى تحرير المفاهيم والتصورات وخدمة الأجهزة الاصطلاحية لكل علم من هذه العلوم التي نشأت في هذه الحضارة وتطورت هذه الحاجة لدرجة دعت علماء المعجمية المختصة في التراث العربي إلى جمع مصطلحيات العلوم في معجمات خاصة عرفت باسم معاجم المصطلحات المتعددة العلوم، ونضج التقطا بغيره أو مستقلا عن غيره، وبيهمنا في سياق قراءة أثر البلاغة العربية في المعجمية المختصة معجمان من معاجم المصطلحات هما: ا مفاتيح العلوم للخوارزمي، مما يعكس الوعي المبكر بخصوصية الجاهز الاصطلاحي للبلاغة العربية. ومما ذكره في هذا الموضع التشبيه والاستعارة والمذهب الكلامي أو أسلوبه الحكيم)، وبيلا يمكن القول بأن تشرح الدرس البلاغي واستقلاله، وهو ما يكشف عن الوظائف التطبيقية والبرهانية التي اضطلعت بها البلاغة العربية منذ نشأتها، (۱/۳ / ب) معالجة المصطلح البلاغي في مقاليد العلوم في حدود الرسوم المنسوب للسيوطي، وسبق هذا الفصول الثانية ما يشبه أن يكون مدخلا بين يديها افتحه بتعريف مصطلح : علم المعاني وقد تضمنت مجموعة هذه الفصول ما يقرب من خمسة وستين ومنه مصطلح جمعت الفاظ علوم البلاغة جميعا. وقد اكتفي هذا المعجم بتعريف مصطلحات البلاغة مستعملا طريقة التعريف بالمحكم الذي يتأسس على استجماع الخصائص أو السمات الدلالية الفارقة التي تميز كل مصطلح من غيره، لقد كشفت معالجة هذين المعجمين المصطلحية البلاغة العربية أن تمدد الجهاز الاصطلاحي الحامل المفاهيمها كان له الأثر الظاهر في تأسيس المعجمية العربية المختصة التراثية، وهو ما ظهر في التصنيف الموضوعي أو العلمي المجموعة مصطلحات البلاغة، موزعة على أبوابها وفق الترتيب الألفبائي، مقرونة في أبوابها بما يكشف عن مستوى استعمالها، ب التعريفات والاصطلاحات لابن كمال المتوفى سنة ٣٤٠هـ. الكاشف عن الثمالها المعرفي تعلم البلاغة، ١٩٦ QAU وبهذا يظهر أن المعجمية العربية التراثية المختصة استجابت المطالب المدرسي البلاغي في التراث العربي بعد استقراره، (۲/۲) استجابة المعجمية العربية المختصة المعاصرة المطالب البلاغة العربية كان من ملامح رعاية مطالب خدمة البلاغة العربية ظهور معجمات مختصة بمصطلحينها، العربية وفى بأثر البلاغة في هذا الميلاد هذه المعجمات، ب معجم مصطلحات البلاغة وتطورها، للدكتور أحمد مطلوب الذي أصدره سنة ۱۹۸۱ م مسبوقا بمحاولة غير مكتملة بعنوان: مصطلحات بلاغية، (١/٢/٣) وهي معجم البلاغة العربية، للدكتور بدوي طبانة بأبعاد الاستجابة لمطالب خدمة الدرس البلاغي لقد كشف التحليل مقدمة الدكتور بدوي طبانة التي صنعها المعجم البلاغة العربية عن عدد من العلامات التي تعكس استجابة المعجمية المختصة المعاصرة المطالب الخدمة الدرس البلاغي وقد كشفت هذه المقدمة عن الدواعي وراء صناعة هذا المعجم وهي الدواعي والمطالب التي يمكن إجمالها في ما يل: أولا - تحقيق مقصد القيام بواجب العلم أو التخصص المسئولية العالمية)،

ب مقدمة المعجم إن تحليل المقدمة كاشف عن هذا الانتهاء المعرفي ابتداء، وهو ما حملنا على إدراج أساس البلاغة ضمن قائمة معاجم الأساليب والكتابة الفنية، وحل الدكتور حسين نصار أن يدرجه ضمن ما سماء بالمعجم البلاغي، ثم هو كاشف من ذلك بدليل المادة المجموعة فيه، يقول الزمخشري (0/1 ومن خصائص هذا الكتاب تخير ما وقع في عبارات المبدعين انطوى تحت استعمالات المعلقين". ثم بدليل الغابات والمقاصد التي استهدفها، يقول الزمخشري ٠/١١ ومنها التوقيف على مناهج التركيب والتأليف، وتعريف مدارج الترتيب الترصيف". ومنها تأسيس قوانين فصل الخطاب والكلام الفصيح بإفراد المجاز عن الحقيقة والكناية عن التصريح. والتوقيف على مناهج التركيب والتأليف وتعريف مدارج الترتيب والترصيف من جانب وتأسيس قوانين فصل الخطاب والكلام الفصيح من جانب آخر أعمال تقع في القلب من الكتابة الفنية والترسل والإنشاء والإبداع القولي وهي جيعا أمور محتاجة إلى الإحاطة بفارق ما بين المجاز والحقيقة من جانب والكتابة والتصريح من جانب آخر، وهي مباحث بلاغية بامتياز تجعل من معجم أساس البلاغة معجبها فوق لغوى، إن صح التعبير، أو تجعله معجبها بلاغيا وقد جاءه هذا التصنيف من الخصائص المنهجية التالية: - المقاصد والغابات المستهدفة. ب المادة المجموعة المتمثلة في العبارات والتراكيب الممتازة المركزة ج الابتكار على مستوى بعض الوظائف المعجمية، وهو ابتكار إضافة المعاني المجازية، وإفرادها بالنص، وحياطتها بالذكر والرعاية يقول الدكتور رمضان عبد النواب في فصول في فقه العربية) (ص: ٢٥٧) وقد خطا الزمخشري في كتابه هذا خطوة جديدة في حركة التأليف في المعاجم العربية .... اهتم فيه..... بناحية مهمة في دلالة الألفاظ تلك هي ناحية المعاني الحقيقية والمجازية للكلمات". ۱۸۸ QAU (ب) ولم يقف الزمخشري في أساس البلاغة وحيدا في تاريخ المعجمية العربية في مجال الاستجابة لمطالب البلاغة والمجاز بتطوير عدد من الوظائف المعجمية، ولاسيما ما يتعلق بوظيفة شرح المعنى فقد جاء مرتضى الزبيدي المتوفى سنة ١٢٠٥هـ، يقول الدكتور حسين نصار (٥٣٧/٢): أما الظواهر الجديدة التي أنت على يد مرتضى الزبيدي فيبرز منها المعاني المجازية، فقد على بإبرازها، والتنبيه عليها عناية شديدة لم تر مثلها في معجم عام، وكان من آثار هذه العناية عيله من أساس البلاغة نهلا". (ج) ثم جاء ابن حجر العسقلاني المتوفى سنة ١٤٢هـ وأخلص معجمه (غرام الأساس الرعاية المعاني المجازية فقط، يقول (م: ٦٠٥) وقفت على كتاب أساسي البلاغة للزمخشري أي القاسم جار الله، فوجدته كتابا نفيسا المشتمل على الكلمات الظاهرة والأمثال السائرة ... وصدر ما وضع بإزاء الحقيقة وتلى بها استعمل بطريق المجاز وفصل كلا منهما بأوضح امتياز ... فرأيت أن المهم منه ما تميز عن الكتب المصنفة في اللغة من تبين الحقيقية من المجاز... فرأيت الاقتصار منه على ما جزم بأنه وضع على سبيل المجاز إن هذا التطور الذي أصاب أهم وظائف المعجم بإطلاق، وهي وظيفة شرحالمعنى جاءت وسكنت العجمية العربية استجابة المطالب البلاغة بصورة جلية ومباشرة. (٢/٢/٢) التفريق بين المعاني المعجمية والمعاني الشعرية (السياقية) ظهرت المعجمات العربية مستهدفة جمع اللغة، وصيانة معانيها، وحفظها كما وردت عن العرب الأغراض دينية وعلمية في الأساس صحيح أن ثمة علامات وإرهاصات دلت على نوع تقدير للسياقات التي كانت تطيف بالكلمات و توجه معانيها منذ تاريخ قديم في المعجمية العربية، وربما تعود به إلى أول محاولة معجمية وصلت إلينا، وهي المعروفة باسم: سؤالات نافع بن الأزرق لابن عباس، رضي الله عنهما. ولكن الصحيح أن استقلال العناية بالمعاني السياقية في كتب مستقلة مدين للإبداع الشعري والشري معاء بمعنى أن الشعور بخصوصية المعاني التي تتخلق في نصوص ١٨٩الإبداع الشعري والنشري هو الذي قاد إلى تأليف كتب خاصة بمعاني الكلمات الواردة في نصوص بعينها. إن ثمة إمكانا لتصنيف الأعمال المعجمية التالية، في وجه من الأوجه ضمن المعاجم التي يصبح أن تسمى بالمعاجم السياقية: معاجم غريب القرآن الكريم، ذلك أنها انشغلت بيان معاني الكلمات القرآنية في سياقها من الآيات الكريمة. ب معاجم غريب الحديث النبوي الشريف، ذلك أنها الشغلت بيان معاني الكلمات الواردة في الأحاديث النبوية الشريفة في سياقاتها من هذه الأحاديث. والدليل على ذلك الاعتبار والتصنيف ظاهر في أن الذين استدركوا على هذه المعجمات اعتترا في بعض ما استدركوه بتصحيح المعاني والفهوم التي سبق أن تغلط فيها بعض شراح لغة الحديث على ما نرى من تصحيح كل من الخطابي المتوفى سنة ٣٨٨هـ. في إصلاح الأخطاء الحديثية، وابن ناصر السلامي المتوفى سنة ٥٥٠ه في كتاب التنبيه على الألفاظ التي وقع في نقلها وضبطها تصحيف وخطأ في تفسيرها ومعانيها وتعريف في كتاب الغريبين للهروى، والطاهر بن عاشور المتوفى سنة ١٩٧٣م، في النظر الفسيح عند مضائق الأنظار في الجامع الصحيح فهذه الكتب وغيرها بتصحيحها معاني أخطاء شراحالأحاديث في فهمها دليل على ما أقرره من أنه يمكن النظر إلى معاجم غريب الحديث النبوي بما هي معاجم سياقية، خلقت فيها المعالي خلقا جديدا. على أن الذي أعنيه في هذه المقالة من البحث هو الكتب التي ظهرت تشرح الفاظ خاصة بإبداع بعينه. ومما يمكن أن يكون مثالا ظاهرا على ما تقرره هذا ما يلي: ا نبل من شرح غريب مقامات للحريري، للحريري المتوفى سنة 2012، أملاها على المعافري القرطبي المتوفى سنة ٥٦٦هـ. QAU ١٩٠ ب شرح مشکل الفاظ مقامات الحريري للحريري أملاها على المعافري القرطبي المتوفى سنة ٥٦٦هـ ج شرح الألفاظ اللغوية من المقامات الحريرية، لأبي البقاء العكبري، المتوفى سنة ١١٦هـ. وأول دليل يظهر يدعم ما تذهب إليه هو أن هذه المعجمات شرحت الألفاظ الواردة في المقامات، متبعة أمرين ظاهرين هما: أولا ترتيب المعجمات وفق ترتيب المقامات، فيبدءون جميعا بشرح غريب ألفاظ مقدمة المقامات، ثم ينتقلون فيشرحون غريب المقامات الأولى، فالثانية، فالثالثة وهكذا دواليك ثانيا - إيراد التركيب الوارد فيه اللفظ موضع الحاجة إلى التفسير والشرح ولعل ما يدعم أيضا تصنيف هذه الكتب ضمن المعاجم السياقية التي تغيت تفسير الفاظ إبداع الحريري في المقامات ذلك الجدل الذي دار بين من اعترض على الحريري في مقاماته كابن الخشاب البغدادي المتوفى سنة ٥٦٧هـ، وبين من انتصر له ضد الاعتراض كابن بري المصري المتوفى سنة ٥٨٢ه، ذلك أن كثيرا من انتصارات این بری ضد اعتراضات ابن الخشاب كانت في أمور تتعلق بتصحيح معاني ألفاظ وردت في المقامات أضف إلى ذلك وفي بعض محققي هذه الكتب، تقول حياة قارة في مقدمة تحقيق مشكل ألفاظ المقامات) و(نبذ من شرح غريب المقامات) (ص ) وهكذا للاحظ أنه بإزاء الحريري المشهود له بالمهارة اللغوية العالية، وبالإبداع والابتكار نجد شارحا مسلحا بكفاءات لغوية تشهد له بالإمامة فيها يتنه إلى مهارة التلاعب باللغة.... مما دفعه إلى وضع هذين الشرحين اللذين حدد فيها تحديدا معجميا دقيقا دلالة الغريب والمشكل من الألفاظ الواردة في تلك المقامات "... إن هذه الاعتبارات جيعا لجعل من هذه الكتب التي الفردت واستقلت بشرحالفاظ نص إبداعي بعينه تعكس تقدم العناية زمنيا بالحلق الشعري الدلالات الكليات فينصوص بعينها. كما تعكس أيضا عددا من الحواكم البيانية والبديعية في تخليق معاني كثير من الألفاظ في هذه النصوص الفنية. ومن ذلك ينضح أن المعجمية العربية العامة كانت مرنة وإيجابية في استجابتها المطالب المجاز والبلاغة العربية. وقد كان من آثار هذه الاستجابة ظهور ما يلي: مدرسة القافية المعجمية استجابة المطالب بديعية. ب مدرسة الأساليب والكتابة الفنية استجابة المطالب إبداعية وإنشائية وبيانية، وقد ارتبط بها كذلك نوع آخر هو معاجم الاستشهاد. ج تطور على صعيد الوظائف المعجمية، ولا سيما ما يخص وظيفة شرح المعنى إذ ظهر نوع عناية بالتفريق بين المعاني الحقيقية والمعاني المجازية للكلمات، ونوع عناية بالتفريق بين المعالي المعجمية، والمعالي الشعرية التي تتخلق في فضاءات النصوص الإبداعية وربيها يضاف ملمح خدمة مطالب الدرس البلاغي في بعض المعاجم ذات الصيغ الموسوعية التي اعتنت بعض المفاهيم والأعلام البلاغية. ولعل المستقبل يشهد إنجازا على صعيد تأسيس معجمي يرعى جمع دلالات الكلمات في استعمالات الشعراء العرب على اختلاف أزمنتهم وبيناتهم وتجاربهم الشعرية. إن إعادة فحص أعيان المعاجم العربية على امتدادها التاريخ ربما يساعد في الكشف عن أبعاد التأثير المباشر وغير المباشر الذي أحدثته مطالب خدمة المجاز والبلاغة العربية في المعجمية العربية، إن على مستوى التصنيف، والمدارس، والاتجاهات، وإن على مستوى الوظائف المعجمية المختلفة، ولا سبيها على صعيد وظيفة شرح المعنى، ووظيفة مسترى الاستعمال Liangetable مما قد يكشف عن آفاق جديدة لتأثير مفردات علوم البلاغة من المعاني والبيان والبديع، ومفردات مسائل كل علم في تطوير المعجمية العامة. تعيينا، وهو ما يحتاج إلى مواصلة البحث في هذا الاتجاه المهم. ١٩٢ QAU (۲) استجابة المعجمية العربية المختصة لمطالب البلاغة العربية. كان لنفح الدرس البلاغي في التراث العربي، ثم تمدد هذا النضح مع الزمان أثره في تطوير المعجمية العربية المختصة تعيينا. وهذا التطوير حال منطقتين أساسيتين هما: أولا - منطقة معاجم المصطلحيات. ثانيا - منطقة معاجم المصطلحيات البلاغية. (۱/۲) ظهور العناية بمصطلحية البلاغة العربية في المعجمية العربية المختصة التراثية مع ازدهار العلم في الحضارة العربية، واستقرار المذاهب والمدارس في العلوم المختلفة على امتداد الخريطة العربية ظهر نوع حاجة إلى تحرير المفاهيم والتصورات وخدمة الأجهزة الاصطلاحية لكل علم من هذه العلوم التي نشأت في هذه الحضارة وتطورت هذه الحاجة لدرجة دعت علماء المعجمية المختصة في التراث العربي إلى جمع مصطلحيات العلوم في معجمات خاصة عرفت باسم معاجم المصطلحات المتعددة العلوم، وسميتها باسم معاجم المصطلحيات في (معاجم المصطلحيات في تراث العربية مدخل للاستثمار المعاصر ) [ انظر: من وما بعدها . وكان مما ازدهر، ونضج التقطا بغيره أو مستقلا عن غيره، علم البلاغة، فاحتاج دار سوه اصحاب هذه المعاجم المختصة إلى جمع مصطلحيته، وتحريرها. وبيهمنا في سياق قراءة أثر البلاغة العربية في المعجمية المختصة معجمان من معاجم المصطلحات هما: ا مفاتيح العلوم للخوارزمي، المتوفى سنة ٣٨٧هـ ب مقاليد العلوم في الحدود والرسوم، المنسوب للسيوطي المتوفى سنة ٩١١هـ. ويمتاز هذان المعجمان بأنها أورد المصطلحات مرتبة ترتيبا علمياء أي جاءت مصطلحات البلاغة مجموعة في حيز موضوعي واحد، وليس وفق الترتيب الهجائي، مما يعكس الوعي المبكر بخصوصية الجاهز الاصطلاحي للبلاغة العربية.ثم ينضاف ملمح آخر في مفاتيح العلوم للخوارزمي وهو انضواء مصطلحية علم البلاغة تحت قسم علوم الشريعة وما يقترن بها من العلوم العربية، وهو ما يعكس إدراك تصنيف العلوم في هذه الحضارة ضمن علوم العربية، بيا هي آلات خادمة للشريعة. (۱/۱/۳) معالجة المصطلح البلاغي في مفاتيح العلوم للخوارزمي، المتوفى سنة عالج الخوارزمي الكاتب المصطلح البلاغي في أكثر من موضع / موضوعي من معجمه المفاتيح، وهذه المواضع الموضوعية هي: أولا - كتاب الرسائل: يقول (ص: ٧٢): "وأنا ذاكر في هذا الفصل ما هو خاص لهم دون طبقات الكتاب في نقد الكلام ووصف نعوته وعيوبه ، ومما ذكره في هذا الفصل: التسجيع والترصيع / والتدريس والمقابلات وغيرها من المصطلحات. ثانيا - في نقد الشعر، ومما ذكره في هذا الموضع التشبيه والاستعارة والمذهب الكلامي أو أسلوبه الحكيم)، وغيرها من المصطلحات. صحيح أن الخوارزمي الكاتب لم يفرد فصلا يجمع فيه مصطلحية البلاغة، أو البيان والمعاني والبديع، ولكن ما أورده من مصطلحات في هذين الفصلين يكشف عن انتمائها هذا العلم صراحة. وبيلا يمكن القول بأن تشرح الدرس البلاغي واستقلاله، والمدده في وقت مبكر كان من ثمراته توجه المعجمية المختصة للعناية بمصطلحيته على مستويات الجمع والتصنيف والتحرير والشرح. وبعض ما يميز منجز الخوارزمي في رعاية مصطلحية البلاغة ظاهر في الإطار التصنيفي الذي حكم معالجته، فقد اتضح من التصنيف أن المصطلح البلاغي جاء في سياق ظهر تعلقه بالشريعة، والدوران في رحابها بحكم الضواته تحت قسم علوم الشريعة QAU وما يقترن بها من علوم العربية، وهو ما يكشف عن الوظائف التطبيقية والبرهانية التي اضطلعت بها البلاغة العربية منذ نشأتها، وهو ما يكشف عن طبيعة الاستجابة العملية للمعجمية المختصة المطالبها المفهومية. (۱/۳ / ب) معالجة المصطلح البلاغي في مقاليد العلوم في حدود الرسوم المنسوب للسيوطي، سنة ٩١١هـ: أفرد کتاب مقاليد العلوم بابا مستقلا المصطلحات المعاني والبيان، قسمه ثمانية فصول جاءت كما يلي: فصل افتتحه بتعريف مصطلح الخير فصل افتتحه بتعريف مصطلح : الإنجاز فصل الفتحه بتعريف مصطلح: علم البيان فصل الفتنتجه بتعريف مصطلح التشبيه. فصل افتتحه بتعريف مصطلح: علم البديع فصل افتتحه بتعريف مصطلح الجمع فصل افتتحه بتعريف مصطلح التجنيس فصل افتتحه بتعريف مصطلح القلب المستوي. وسبق هذا الفصول الثانية ما يشبه أن يكون مدخلا بين يديها افتحه بتعريف مصطلح : علم المعاني وقد تضمنت مجموعة هذه الفصول ما يقرب من خمسة وستين ومنه مصطلح جمعت الفاظ علوم البلاغة جميعا. وقد اكتفي هذا المعجم بتعريف مصطلحات البلاغة مستعملا طريقة التعريف بالمحكم الذي يتأسس على استجماع الخصائص أو السمات الدلالية الفارقة التي تميز كل مصطلح من غيره، من غير تمثيل، ولا شواهد.
لقد كشفت معالجة هذين المعجمين المصطلحية البلاغة العربية أن تمدد الجهاز الاصطلاحي الحامل المفاهيمها كان له الأثر الظاهر في تأسيس المعجمية العربية المختصة التراثية، وتعميق مسارتها، وهو ما ظهر في التصنيف الموضوعي أو العلمي المجموعة مصطلحات البلاغة، وظهورها في حيز مجتمع في هذين المعجمين المختصين )۱/۳/ج( وقد اعتنت بقية معاجم المصطلحيات التي رتبت المداخل / المصطلحات ترتيبا هجانيا بكثير جدا من مصطلحات علم البلاغة، موزعة على أبوابها وفق الترتيب الألفبائي، مقرونة في أبوابها بما يكشف عن مستوى استعمالها، وهو ما تراه في المعجمات التالية: ا التعريفات الجرجاني، المتوفى سنة ٨١٦هـ. ب التعريفات والاصطلاحات لابن كمال المتوفى سنة ٣٤٠هـ. ج التوقيف على مهمات التعاريف للمناوي، المتوفى سنة ١٠٣١هـ. الكليات للكفري، المتوفى سنة ١٠٩٤هـ. کشاف اصطلاحات الفنون للتهانوي، المتوفى سنة ١١٥٨هـ و جامع العلوم في اصطلاحات العلوم دستور العلماء، للأحمد نكري، المتوفى سنة ١١٧٣هـ ومن أمثلة ما تشير إليه من إيراد المصطلحات في بابها من الحرف الهجائي مقرونا بها يدل على مستوى استعمالها، الكاشف عن الثمالها المعرفي تعلم البلاغة، ما جاء عند الجرجاني، في (التعريفات) (ص ١هم ٣٦٨ رسم التشبيه ) ، يقول: "التشبيه في اصطلاحعلماء البيان هو الدلالة على اشتراك شيئين في وصف من أوصاف الشيء في نفسه كالشجاعة في الأسد وفي مثل ذلك يقول المناوي في التوقيف على مهمات التعاريف) (ص: ١٧٧ رسم النشيم وهو عند البيانين. ١٩٦ QAU وبهذا يظهر أن المعجمية العربية التراثية المختصة استجابت المطالب المدرسي البلاغي في التراث العربي بعد استقراره، واستقلاله، ونضوجه، وتمدده. (۲/۲) استجابة المعجمية العربية المختصة المعاصرة المطالب البلاغة العربية كان من ملامح رعاية مطالب خدمة البلاغة العربية ظهور معجمات مختصة بمصطلحينها، وقد ظهر من منجز المعاصرين الذين صنعوا معاجم المصطلحات البلاغة. العربية وفى بأثر البلاغة في هذا الميلاد هذه المعجمات، وعبروا عن أن استجابة المعجمية العربية المختصة المعاصرة كان يتأثير مباشر من إرادة خدمة الدرس البلاغي وقد ظهر معجمان كاملان استهدفا تحقيق هذه الخدمة هما: - معجم البلاغة العربية للدكتور بدوي طبانة، الذي أصدره سنة ١٩٧٥م. ب معجم مصطلحات البلاغة وتطورها، للدكتور أحمد مطلوب الذي أصدره سنة ۱۹۸۱ م مسبوقا بمحاولة غير مكتملة بعنوان: مصطلحات بلاغية، صدرت في كتاب سنة ١٩٧١م. (١/٢/٣) وهي معجم البلاغة العربية، للدكتور بدوي طبانة بأبعاد الاستجابة لمطالب خدمة الدرس البلاغي لقد كشف التحليل مقدمة الدكتور بدوي طبانة التي صنعها المعجم البلاغة العربية عن عدد من العلامات التي تعكس استجابة المعجمية المختصة المعاصرة المطالب الخدمة الدرس البلاغي وقد كشفت هذه المقدمة عن الدواعي وراء صناعة هذا المعجم وهي الدواعي والمطالب التي يمكن إجمالها في ما يل: أولا - تحقيق مقصد القيام بواجب العلم أو التخصص المسئولية العالمية)، يقول الدكتور بدوي طبانة أمي ١٧: إنه تقدم إلى صناعة هذا المعجم بسبب من المسئولية العلمية التي يعبرها قائلا: "إني رأيت من واجبي أو من حق العلم على وحق التخصص أن أقدم على إنجازه