Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (30%)

مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَإِنَّ خَيْرَ الْكَلَامِ كَلَامُ اللَّهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّ الْعَبْدَ لَا يَزَالُ فِي نِعَمِ اللَّهِ وَخَيْرَاتِهِ يَنْعَمُ، فَمَا بِالْعَبْدِ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ، وَيُقِيمَكَ عَلَى دِينِهِ الْقَوِيمِ وَمِلَّةِ نَبِيِّهِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ: ]وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ [ [الأعراف:43]، فَلَا نَجَاةَ لِلْعَبْدِ مِنَ الْعِقَابِ وَالْعَذَابِ، إِلَّا بِتَحْصِيلِ الْهِدَايَةِ مِنَ الْعَزِيز الْوَهَّابِ؛ فَالْعَبْدُ مُضْطَرٌّ إِلَى الْهِدَايَةِ أَشَدَّ الِاضْطِرَارِ، فَيَقُولُوا: ] اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ]
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ الْهِدَايَةَ إِلَى الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ لَا يُحَصِّلُهَا الْعَبْدُ إِلَّا بِإِذْنِ رَبِّ الْبَرِيَّاتِ وَخَالِقِ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتِ، فَهُوَ الَّذِي يَمُنُّ عَلَى مَنْ شَاءَ بِهِدَايَتِهِ، وَيُكْرِمُهُ بِنُورِ دِينِهِ وَتَوْحِيدِهِ وَعِبَادَتِهِ؛ وَقَالَ تَعَالَى: [وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ] [الحج:54]. فَاللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ هُوَ الْهَادِي إِلَى جَمِيعِ الْمَنَافِعِ، وَيَجْعَلُ قُلُوبَهُمْ مُنِيبَةً إِلَيْهِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: [وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ] [العنكبوت:69]، وَمَنْ زَاغَ عَنِ الْهِدَايَةِ وَتَلَبَّسَ الْهَوَى وَسَلَكَ سُبُلَ الْغَوَايَةِ ؛ قَالَ تَعَالَى: [وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ] [آل عمران:101]، وَقَدْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ مِنْ سُؤَالِ الْهِدَايَةِ؛ وَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ الْهِدَايَةِ وَطُرُقِ تَحْصِيلِهَا: تَوْحِيدُ اللَّهِ تَعَالَى وَالْإِيمَانُ بِهِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: [وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ]. فَتَحَ لَهُ أَبْوَابَ الْخَيْرِ وَأَعَانَهُ عَلَى سُلُوكِهَا، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ وَأَتُوبُ إِلَيْه؛ فَإِنَّ مِنْ خَيْرِ مَا تُسْتَجْلَبُ بِهِ الْهِدَايَةُ: الْعَمَلَ بِمَرْضَاةِ اللَّهِ تَعَالَى، فَإِنَّ الْهِدَايَةَ تَجُرُّ الْهِدَايَةَ، قَالَ تَعَالَى: [وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ]. فَمَنْ قَصَدَ الْهِدَايَةَ وَعَمِلَ صَالِحًا؛ وَعَدَمُ مُخَالَفَتِهَا مِمَّا يُعِينُ الْعَبْدَ عَلَى الْهِدَايَةِ وَيُوَفِّقُهُ لِلثَّبَاتِ عَلَيْهَا؛ فَمَنِ اجْتَهَدَ فِي تَحْقِيقِ تَوْحِيدِهِ وَالْعَمَلِ بِسُنَّةِ نَبِيِّهِ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: [فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ]. اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا دِينَنَا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا، وَرُدَّ كَيْدَ أَعْدَائِهِمْ فِي نُحُورِهِمْ. وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.


Original text

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، [يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ]. [آل عمران:102]، وَاعْتَصِمُوا بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ؛ فَإِنَّ خَيْرَ الْكَلَامِ كَلَامُ اللَّهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّ شَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا.
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ الْعَبْدَ لَا يَزَالُ فِي نِعَمِ اللَّهِ وَخَيْرَاتِهِ يَنْعَمُ، وَفِي أَفْضَالِ مَوْلَاهُ يَسْعَدُ وَيَغْنَمُ، فَمَا بِالْعَبْدِ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ، وَمَا مِنْ خَيْرٍ يَتَقَلَّبُ فِيهِ إِلَّا بِفَضْلِ اللَّهِ، [فَاللَّهُ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ]، [وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ]. [النحل:18]. وَإِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْعَطَايَا الْإِلَهِيَّةِ وَالْهِبَاتِ الرَّبَّانِيَّةِ: أَنْ يَهْدِيَكَ اللَّهُ إِلَى صِرَاطِهِ الْمُسْتَقِيمِ، وَيُقِيمَكَ عَلَى دِينِهِ الْقَوِيمِ وَمِلَّةِ نَبِيِّهِ إِبْرَاهِيمَ، عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا أَفْضَلُ صَلَاةٍ وَأَتَمُّ تَسْلِيمٍ، وَأَنْ يُوَفِّقَكَ لِلُزُومِ سُنَّةِ النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى وَالرَّسُولِ الْمُجْتَبَى، وَيُجَنِّبَكَ مَا خَالَفَهَا مِنَ الْبِدَعِ وَالْمُحْدَثَاتِ، وَالْأَهْوَاءِ وَالضَّلَالَاتِ.
فَالْهِدَايَةُ الْإِلَهِيَّةُ مِنْ أَجَلِّ الْمَطَالِبِ لِنَيْلِ أَشْرَفِ الْمَوَاهِبِ، وَمِنْ أَعْظَمِ الْهِبَاتِ لِتَحْصِيلِ صُنُوفِ الْبَرَكَاتِ، فَبِهَا يَنَالُ الْعَبْدُ النَّعِيمَ الْأَبَدِيَّ وَالْخَيْرَ السَّرْمَدِيَّ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ: ]وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ [ [الأعراف:43]، فَلَا نَجَاةَ لِلْعَبْدِ مِنَ الْعِقَابِ وَالْعَذَابِ، وَلَا تَنَعُّمَ لَهُ بِالسَّعَادَةِ مِنْ رَبِّ الْأَرْبَابِ، إِلَّا بِتَحْصِيلِ الْهِدَايَةِ مِنَ الْعَزِيز الْوَهَّابِ؛ فَالْعَبْدُ مُضْطَرٌّ إِلَى الْهِدَايَةِ أَشَدَّ الِاضْطِرَارِ، وَمُفْتَقِرٌ إِلَيْهَا أَعْظَمَ الِافْتِقَارِ، وَمَنْ فَاتَتْهُ تِلْكَ الْهِدَايَةُ؛ كَانَ مِنَ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِ أَوِ الضَّالِّينَ؛ وَلِذَا أَمَرَ اللَّهُ الْعِبَادَ أَنْ يَسْأَلُوهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ فِي الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، فَيَقُولُوا: ] اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ]
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ الْهِدَايَةَ إِلَى الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ لَا يُحَصِّلُهَا الْعَبْدُ إِلَّا بِإِذْنِ رَبِّ الْبَرِيَّاتِ وَخَالِقِ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتِ، فَهُوَ الَّذِي يَمُنُّ عَلَى مَنْ شَاءَ بِهِدَايَتِهِ، وَيُكْرِمُهُ بِنُورِ دِينِهِ وَتَوْحِيدِهِ وَعِبَادَتِهِ؛ قَالَ تَعَالَى: [وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ] [يونس:25]، وَقَالَ تَعَالَى: [وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ] [الحج:54].
فَاللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ هُوَ الْهَادِي إِلَى جَمِيعِ الْمَنَافِعِ، يُعَلِّمُ عِبَادَهُ مَا لَا يَعْلَمُونَ، وَيُلْهِمُهُمُ التَّقْوَى وَمَا بِهِ يَهْتَدُونَ، وَيَجْعَلُ قُلُوبَهُمْ مُنِيبَةً إِلَيْهِ، مُنْقَادَةً لِأَمْرِهِ.
وَإِنَّ الْعَبْدَ الَّذِي يَجْتَهِدُ فِي طَلَبِ الْهِدَايَةِ وَيَسْلُكُ سُبُلَ تَحْقِيقِهَا؛ يَهْدِيهِ اللَّهُ وَيُوَفِّقُهُ إِلَيْهَا، وَيُلْهِمُهُ رُشْدَهُ وَيَهْدِيهِ طَرِيقَهَا، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: [وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ] [العنكبوت:69]، وَمَنْ زَاغَ عَنِ الْهِدَايَةِ وَتَلَبَّسَ الْهَوَى وَسَلَكَ سُبُلَ الْغَوَايَةِ ؛ أَضَلَّهُ اللَّهُ وَأَزَاغَ قَلْبَهُ -وَالْعِيَاذُ بِاللَّهِ-؛ قَالَ تَعَالَى: [فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ] [الصف:5]، وَقَالَ اللهُ تَعَالَى عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ: [فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً] [المائدة:13]، فَمَنِ اهْتَدَى زَادَهُ اللَّهُ هُدًى، وَمَنْ ضَلَّ أَضَلَّهُ اللَّهُ، وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ.
وَحَقِيقَةُ الْهِدَايَةِ الَّتِي يَطْلُبُهَا الْمُسْلِمُ وَيَرْجُوهَا: هِيَ أَنْ يَعْلَمَ بِالْحَقِّ الَّذِي أَنْزَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى، وَيُرِيدَهُ وَيُقَدِّمَهُ عَلَى غَيْرِهِ، ثُمَّ يَعْمَلَ بِذَلِكَ الْعِلْمِ الَّذِي اهْتَدَى إِلَيْهِ، وَيَتَحَفَّظَ عَنِ الْوُقُوعِ فِي فِتَنِ الشَّهَوَاتِ وَضَلَالِ الشُّبُهَاتِ.
مَعَاشِرَ الْمُؤْمِنِينَ:
إِنَّهُ لَا نَجَاةَ لِلْعَبْدِ فِي زَمَانِ الْفِتَنِ وَالْأَهْوَاءِ، إِلَّا بِهِدَايَةٍ مِنْ خَالِقِ الْأَرْضِ وَالسَّمَاءِ؛ قَالَ تَعَالَى: [فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [ [البقرة:213]، قَالَ حُذَيْفَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: (لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ، لَا يَنْجُو فِيهِ إِلَّا مَنْ دَعَا كَدُعَاءِ الْغَرِيقِ)، وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: (اللَّهُمَّ اعْصِمْنِي بِدِينِكَ وَسُنَّةِ نَبِيِّكَ مِنَ الِاخْتِلَافِ فِي الْحَقِّ، وَمِنِ اتِّبَاعِ الْهَوَى، وَمِنْ سُبُلِ الضَّلَالِ(.
وَإِنَّ مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ تَحْصِيلِ الْهِدَايَةِ وَتَحْقِيقِهَا؛ الِالْتِجَاءَ إِلَى مَالِكِهَا وَالِاعْتِصَامَ بِهِ، وَدُعَاءَهُ فِي تَحْقِيقِهَا وَرَجَاءَهُ فِي تَحْصِيلِهَا؛ قَالَ تَعَالَى: [وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ] [آل عمران:101]، وَقَدْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ مِنْ سُؤَالِ الْهِدَايَةِ؛ فَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى» [أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ]، وَكَانَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ: «اللَّهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ‌عَالِمَ ‌الْغَيْبِ ‌وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ ‌تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ... اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ» [أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا]، وَكَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوصِي أَصْحَابَهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ بِطَلَبِ الْهِدَايَةِ؛ فَعَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُلِ: «‌اللَّهُمَّ ‌اهْدِنِي ‌وَسَدِّدْنِي» [أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ].
وَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ الْهِدَايَةِ وَطُرُقِ تَحْصِيلِهَا: تَوْحِيدُ اللَّهِ تَعَالَى وَالْإِيمَانُ بِهِ، فَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَوَحَّدَهُ، وَعَرَفَهُ بِأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ؛ يَسَّرَ لَهُ الْهِدَايَةَ وَأَقَامَهُ عَلَيْهَا؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: [وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ]. [التغابن:11]، وَمَنْ هَدَى اللَّهُ قَلْبَهُ؛ فَتَحَ لَهُ أَبْوَابَ الْخَيْرِ وَأَعَانَهُ عَلَى سُلُوكِهَا، وَطَوَّعَ جَوَارِحَهُ لِلْعَمَلِ بِدِينِهِ، وَتَقْوَاهُ، وَتَعْظِيمِهِ، وَخَشْيَتِهِ.
بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ وَأَتُوبُ إِلَيْه؛ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
فَإِنَّ مِنْ خَيْرِ مَا تُسْتَجْلَبُ بِهِ الْهِدَايَةُ: الْعَمَلَ بِمَرْضَاةِ اللَّهِ تَعَالَى، وَالسَّعْيَ فِي وُجُوهِ الْخَيْرِ وَالْبِرِّ؛ فَإِنَّ الْهِدَايَةَ تَجُرُّ الْهِدَايَةَ، وَالْخَيْـرَ يَأْتِي بِالْخَيْرِ، فَكُلَّمَا ازْدَادَ الْعَبْدُ مِنَ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ وَالْخَيْرَاتِ، ازْدَادَ بِذَلِكَ مِنَ الْهُدَى وَالْبَرَكَاتِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ جَلَّ فِي عُلَاهُ يُحِبُّ الْعَمَلَ الصَّالِحَ وَيُجَازِي عَلَيْهِ بِالْهُدَى وَالْفَلَاحِ، وَيُعْطِي عَلَيْهِ الْخَيْرَ وَالتَّوْفِيقَ وَالنَّجَاحَ؛ قَالَ تَعَالَى: [وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ]. [محمد:17]، فَمَنْ قَصَدَ الْهِدَايَةَ وَعَمِلَ صَالِحًا؛ وَفَّقَهُ اللَّهُ لِهُدَاهُ وَثَبَّتَهُ عَلَيْهَا، وَزَادَهُ مِنْهَا.
وبعد، أيها المسلمون: فالْعَمَلُ بِسُنَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمُلَازَمَتُهَا، وَعَدَمُ مُخَالَفَتِهَا مِمَّا يُعِينُ الْعَبْدَ عَلَى الْهِدَايَةِ وَيُوَفِّقُهُ لِلثَّبَاتِ عَلَيْهَا؛ فَالسُّنَّةُ كَمَا قَالَ الْإِمَامُ مَالِكٌ -رَحِمَهُ اللهُ-: (سَفِينَةُ نُوحٍ، مَنْ رَكِبَهَا نَجَا، وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا غَرِقَ)، فَمَنِ اجْتَهَدَ فِي تَحْقِيقِ تَوْحِيدِهِ وَالْعَمَلِ بِسُنَّةِ نَبِيِّهِ، وَحَرَصَ عَلَى فِعْلِ الْخَيْرَاتِ وَتَرْكِ الْمُنْكَرَاتِ؛ وَفَّقَهُ اللَّهُ لِلْهِدَايَةِ وَجَنَّبَهُ طُرُقَ الزَّيْغِ وَالْغَوَايَةِ.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: [فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ]. [النور:63].
فَاللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى، اللَّهُمَّ اهْدِنَا وَسَدِّدْنَا، اللَّهُمَّ ثَقِّلْ مَوَازِينَنَا وَوَالِدِينَا بِالْحَسَنَاتِ وَاجْعَلْنَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا دِينَنَا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا دُنْيَانَا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا آخِرَتَنَا الَّتِي فِيهَا مَعَادُنَا، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لَنَا فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَالْمَوْتَ رَاحَةً لَنَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ. اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِالْغَاصِبِينَ، وَالْمُجْرِمِينَ، وَرُدَّ الْأَقْصَى الْجَرِيحَ إِلَى حَوْزَةِ الْمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ كُنْ لِأَهْلِنَا فِي فِلَسْطِينَ نَاصِرًا وَمُعِينًا، احْقِنْ دِمَاءَهُمْ وَاحْفَظْ أَعْرَاضَهُمْ، وَأَيِّدْهُمْ بِتَأْيِيدٍ مِنْ عِنْدِكَ، وَرُدَّ كَيْدَ أَعْدَائِهِمْ فِي نُحُورِهِمْ....، وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

الفصل السادس ا...

الفصل السادس الاتجاهات والقيم مقدمة تعتبر الإتجاهات أحد المفاهيم الأساسية في دراسة علم النفس الإج...

عمل الاحتلال ال...

عمل الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967 من خلال سياسات ثابتة ومبرمجة علي إلحاق الاقتصاد الفلسطيني إلحاق...

خطوات عمل البحث...

خطوات عمل البحث العلمي يوجد أكثر من خطوة البد من اتباعها حتي يتم إتاحة عمل بحث علمي مثل: -1 تحديد ال...

الإدارة هي عملي...

الإدارة هي عملية تحقيق الأهداف المنشودة وذلك باستخدام الموارد المتاحة بشكل أمثل، ووفقاً لمنهج معلوم ...

الاعلام الحديث ...

الاعلام الحديث • تعريف الإعلام الجديد 1 - ما تعريف الإعلام الجديد؟ هي الوسائل الجديدة، التي تعمل عل...

‎بعض الأشياء يق...

‎بعض الأشياء يقولون: هذا قصد به التعليم، وقصد به أن يبين لغيره كما قيل : ‎إن الرسول، ﷺ ، لم يقل رب ا...

تعمل الأنشطة ال...

تعمل الأنشطة الرياضية على إكساب الأفراد القيم والخبرات والمفاهيم المعرفية التي تمكن اكتسابها من خلال...

[2:07 م، 2024/5...

[2:07 م، 2024/5/13] خذ فكرة: بالطبع، يمكنني مساعدتك في تجهيز التقرير الختامي لمكتب التعليم الخاص. ه...

With 2 new stat...

With 2 new states recently joining 16 others in eliminating Medicaid insurance for male circumcision...

The prevalence ...

The prevalence of obesity is increasing worldwide [1]. Obesity, especially visceral obesity, is a r...

Elon Musk: The ...

Elon Musk: The Visionary Shaping Our Future Elon Musk, a name synonymous with innovation and ambiti...

أولاً : ترتيب أ...

أولاً : ترتيب أشراط الساعة الكبرى : لم أجد نصاً صريحاً يُبَيِّنُ ترتيب أشراط الساعة الكبرى حسب وقوع...