Lakhasly

الجزء الأول: المخ الانفعالي
وظيفة المشاعر:
أنطوان دي إكسوبري الأمير الصغير. يتحدث جولمان دانيال في هذا الجزء عن وظيفة المشاعر ويشرح أن المشاعر لها دور مهم في حياتنا وتؤثر على سلوكنا وتفكيرنا وتتجلى هذه الوظيفة في توجيهنا وتعمل المشاعر كإشارة تنبيه لنا بمواجهة مواقف محتملة أو تحديات الاتخاذ القرارات المناسبة وقدم مثال التجربة الزوجان اللذان ضحيا بنفسهما من أجل إنقاذ طفلهما، فالذكاء يصبح بلا قيمة عندما تستولي المشاعر على زمام الأمور.
حين تطغى الأهواء على العقل:
يتحدث جولمان عن الواقعية والتحليل العقلاني في مواجهة الأهواء والرغبات الشخصية. يشير إلى أنه عندما يسمح الشخص لأهوائه بالتحكم في تفكيره وتصرفاته بدلاً من العقل والتحليل المنطقي، فإنه يمكن أن يتعرض للخطأ والتحكم غير السليم في حياته، حيث يجب أن تكون لدينا القدرة على التفكير العقلاني في تقييم الواقع والمواقف بشكل صحيح لاتخاذ القرارات وعدم التعرض للندم.
الاندفاع إلى الفعل:
يتحدث جولمان عن الطاقة والحماس اللذان يدفعنا للقيام بأفعال معينة يشير الى أن الاندفاع قد يكون إيجابيا بعض الأحيان مثلا الخوف يدفعنا للهرب حيث يتدفق الدم نحو العضلات الهيكلية كالقدمين، مما يمكن أن يؤثر سلبا علينا مثلا في حالة الغضب يتدفق الدم إلى اليدين مما يسهل الامساك بسلاح ما أو الضرب. لذا يوصي جولمان بأنه من المهم أن تجمع بين الاندفاع والتفكير العقلاني.
كيف ينمو المخ:
يتحدث جولمان عن عملية نمو المخ وتطوره على مر السنين، يشير إلى أن المخ يعتبر جزءا مهما من الجهاز العصبي ويتحكم في وظائف الجسم والعقل ويبدأ نمو المخ مند الولادة ويستمر حتى سن المراهقة. كما يحدث تطور هائل في هيكل المخ ووظائفه، يتكون المخ من ملايين الخلايا العصبية التي تتفاعل مع بعضها البعض لنقل الإشارات العصبية والمعلومات وتؤثر الخبرات والتجارب الحياتية على نموه وايضاً التعلم والتدريب المستمر بساهما في تطوير وتعزيز شبكات الخلايا العصبية في المخ.
البنية التشريحية للقرصنة الانفعالية:
يقوم جولمان بتحليل وتوضيح كيف يتم تشريح القرصنة الانفعالية على مستوى الدماغ والأجراء المتورطة فيما، كما يشير الى ان القشرة الدماغية والنواة البنكرياسية الأمامية هما من أبرز المناطق المتورطة في التحكم في الانفعالات مثلا الغضب -الخوف -الحزن، يتم تنشيط هذه المناطق في الدماغ وتبدأ في إرسال إشارات عصبية للتأثير على السلوك والتفاعلات الجسدية.
حارس الانفعال:
يشير مفهوم حارس الانفعال، إلى القدرة على التحكم في ردود الفعل العاطفية والتعامل معها بشكل صحيح. يعتبر حارس الانفعال جزءا من الذكاء العاطفي ويساعدنا في التفاعل الإيجابي مع الاخرين والتعبير عن أنفسنا بشكل مناسب، يمكن تطوير حارس الانفعال من خلال التدريب والتمارين العملية وذلك يتضمن التركيز على التنفس العميق والتأمل وتحليل الأفكار السلبية وتغيرها لإيجابية.
المتخصص في الذاكرة الانفعالية:
إن المتخصص في الذاكرة الانفعالية هو شخص متخصص في فهم ودراسة كيفية تخزين واسترجاع الذكريات ذاك الطابع العاطفي ويعتبر هذا المجال جزءا من علم النفس ويهتم بفهم كيف تؤثر المشاعر على تشكيل الذاكرة واسترجاعها، ويمكن للمتخصصين في هذا المجال مساعدة الأشخاص في فهم ومعالجة الذكريات ذات الطابع العاطفي شكل أفضل.
الإنذارات العصبية غير الملائمة:
منذ ولادة الإنسان يكتمل نمو المخ ويتجزأ الى عدة أجزاء منها من يخزن ومنها من يتلقى ومنها من يسترجع وبهذا سنكون نتكلم عن المخ الانفعالي (اللوزة -القشرة الجديدة وفرس البحر)، إذ أن كل ما حدث لنا في حياتنا منذ الصغر فهو محفوظ في ذاكرتنا بل وأبعد من ذلك فهو يؤثر علينا في حياتنا كلها، إذ أن الانفعالات العشوائية التي تصدر في الطفولة كلها لديها سبب ومرجع لكن الشيء الذي يجعلها صعبة الفهم من قبل الكبار وهي عدم وجود الكلمات للتعبير عنها وهذا ما يجعلها غامضة.
• اللوزة: مستودع الذاكرة يقوم بمطابقة الماضي بالحاضر.
• فرس البحر: عنصر ضروري للذاكرة السردية.
• القشرة الجديدة: وهو الجزء المسؤول عن التفكير المنطقي.
ولكل من هذه الأجزاء آلية تخزين واستعادت للمعلومات بشكل مستقل، لكن في نفس الوقت هناك علاقة تكاملية فيما بينهم حيث يتم استرجاع المعلومات من قبل فرس البحر وتحويلها لانفعالات من قبل اللوزة.
حين تكون الانفعالات سريعة وغير متقنة:
نسعى نحن البشر إلى تحقيق حاجيات الأساسية من أجل العيش، ومن أهم هذه الحاجات هي الشعور بالأمان، ولذلك يعمل المخ بالعمل على ضبط هذا الشعور وتحقيقه وذلك عبر أجزاء المخ (اللوزة -القشرة الجديدة) إذ تعمل هذه الأجزاء على توقع نوع الخطر القادم وتقديم استجابات مناسبة لمختلف أوضاع الخطر التي نكون فيها. لكن أحيانا يرسل المخ رسائل غير صحيح تؤدي إلى استجابات خاطئة وهذا ما سمي ب (الانفعال القبلمعرفي) وهو استجابة تعتمد على أجزاء من وحدات من المعلومات الحسية التي لا تفرز وتحدد بدقة ومع ذلك يعالجها المخ كمستوى إدراك الكلي قبل توفر الأدلة والتأكيدات.
‌المدبر الانفعالي:
قدم لنا جولمان مثالا لشخصية تتمتع بقدرة عالية على التحكم في مشاعرها وتعاملها معها بشكل فعال. هذا الشخص يتمتع بالقدرة على تحليل وتفسير المشاعر بطريقة ذكية ومنطقية. حيث يتم استكشاف كيفية استخدام هذه القدرة في التعامل مع العواطف السلبية وتحقيق التوازن العاطفي في حياته. كما ذكر لنا بعض أدوات واستراتيجيات لتطوير المهارات الانفعالية والتحكم في المشاعر.
‌الانسجام بين الانفعال والمشاعر:
ركز لنا جولمان على كيفية تحقيق التوازن والتناغم بين الانفعالات والمشاعر في حياتنا. إذ تطرق إلى كيفية فهم وتعبير عن المشاعر بطريقة صحية ومتوازنة، وكذلك كيفية التعامل مع الانفعالات القوية والتحكم فيها بشكل إيجابي. وقدم لنا أيضًا أدوات واستراتيجيات لتحقيق التوازن العاطفي والانسجام بين الانفعال والمشاعر في حياتنا اليومية