Online English Summarizer tool, free and accurate!
أخذ النص القصصي يحتل مكاناً بارزاً في الدارسات الحديثة، كما أخذ يحتل مكانة هامة من حيث كونه عملا أدبياً، ومع أن الأدب القصصي قديم النشأة عالمياً إلا أنه من الفنون المستحدثة في الأدب العربي . أما في الأدب العربي، فقد جاء عن العرب حكايات وقصص تعتمد على أسلوب القص كأيام العرب وحكايات الفرسان، مما يجعلها تقع تحت مفهوم الحكاية. بل لقد اشتملت على تقنيات القصة الحديثة من استخدام الحلم والسرد والحوار والرموز وتشابك الأحداث . مما يجعلها نموذجاً رائعاً للقصة وبالتالي التأكيد على التسليم بأنها «أحسن القصص». ولكننا ننبه أيضاً الى أن الأدب العربي لم يقدم نماذج من القصص على هذا النحو. ذلك أن نماذج القصة محدودة في الأدب العربي كما هو الحال في قصص القرآن والقصص المترجمة. وأما الحكايات وأحاديث المسامرات والمقامات فلا ترقى فنياً الى القصة(1). . ولم يهتموا كثيراً بآداب اليونان لأنه أدب وثني يقوم على الأساطير وتعدد الآلهة وفي العصر الحديث، وفي الطور الثاني أخذ بعض المثقفين يترجمون من القصص الغربي ترجمة يشوب بعضها كثير من التحريف أحياناً وإلباس القصة لبوساً عربياً. منذ الربع الأخير من القرن الماضي حتى الحرب العالمية الأولى . وان كانت جميعها تشترك في عناصر متشابهة وتعريف عامه ؛ ا ـ الأقصوصة أو القصة القصيرة جداً (الاسكتش )Skitch وتكون في صفحة أو اكثر قليلا . وقد ترد الحكاية كجزء من القصة لتدل على التسلسل في الاحداث . حين يرد لفظ القصة فان المقصود هو الفرعان معاً: القصة القصيرة والرواية كنوع أدبي واحد . وحين يلزم التفريق بينها نخصص الحديث بذكر تشكل اللغة عنصراً هاماً في الأعمال اللسانية، ونعيد الى الذهن هنا أن اللغة العامية لغة مبتذلة لا تقوى على إقامة معان ذات ايحاءات متعددة مؤثرة كما هو الحال في اللغة الأدبية . إن قضية اللغة ونوعيتها ما زالت موضع نقاش، وكانت كذلك منذ بداية هذا القرن. وأعاد محمد حسين هيكل كتابة روايته «زينب» بالفصحى بعد أن كانت مكتوبة بالعامية . وبعد أن جبت البلاد العربية كلها وجدت أن الكلمة العامية تختلف في المعنى من بلد إلى آخر، وقد تختلف من اقليم الى اقليم، ولو سلمنا جدلاً بأن واقعية الأسلوب تحتم استعمال العامية في الحوار فإن التضحية بهذه الواقعية أقـل بكثير من التضحية بالحوار وقـد قاسيت من هذه التجربة عندما قرأت بعض الأقاصيص الواقعية المكتوبة باللغة الدارجة المحلية، رشاد رشدي يقول: «من غير المعقول في القصة على الاطلاق أن يجعل الكاتب شخوصه تتكلم بمستوى لغوي واحد، والكتاب ليسوا أحراراً في ان يجعلوا شخوص قصصهم تتكلم أو تفكر بالعربية الفصيحة كما يتراءى لهم، ويحق للكاتب أن يصور الحياة بالطريقة التي يراها مقنعة ومؤثرة . دون أن يخطر في بالنا هل هذا صحيح أو معقول . أما في الحوار فهي تتراوح بين اللغة المثقفة العامية واللغة الفصيحة مع استعمال علامات الحذف والحمل القصيرة أو تنزل الى لغة السوقة، ٢ ـ الفكرة / المغزى : قبل أن يشرع الأديب بالكتابة، لا بد أن تساوره فكرة يحاول عرضها وايصالها للمتلقي . وقد يسلك لذلك طريق الشعر أو النثر غير التخيلي أو القصة . يرى المتلقي فيها الفكرة من جوانب مختلفة بحيث تتكامل بتكامل عناصر القصة. ولهذا فان ادراك المغزى فكرة الكاتب أو الدرس الذي يريدنا أن نتعلمـه) ليس سهلا فقد يفشل المتلقي في فهم القصة دون عيب فيها لأسباب منها : فالقصة مثلا لا تقول المغزى مباشرة، ـ الاراء الفكرية المطروحة وعمقها . صراعها مع الحدث مجموعة الأفعال والوقائع مرتبة ترتيباً سببيا، تدور حول موضوع عام ، وتتحقق وحدة الحدث عندما يجيب الكاتب عن أسئلة أربعة هي : كيف وأين ومتى ولم وقع الحدث؟ ولا يشترط في الأحداث أن تكون كبيرة ضخمة، دون أن يتقيد بالأحداث الحقيقية التي سمعها أورآها ، وليس هناك من طريقة محددة يتبعها الكاتب لعرض أحداثه، . . وقد يتبع أسلوب اللاوعي والتداعي ، وقد يترك لبطل القصة الحديث عن نفسه ليخلق الشعور بالألفة . فإذا رجع الكاتب الى الوراء في الزمن ليوضح لنا الموقف، وتظهر سرعة الاحداث كذلك بعد التأزم في طريقها الى النهاية. في حين تكون سرعة الاحداث أقل قبل تشكل الأزمة، وبطء نسبي . فسرعة الأحداث يناسبها جمل فعلية قصيرة كي تنقل الحركة وتغير الأحـداث . طرق عرض الحوادث : فقد يكون الراوي شخصاً غير شخوص القصة وقد. يكون واحداً من الشخوص . وهذا الراوي أيا كان ـ يقدم لنا معلومات على درجات : كلية أو جزئية ، ا ـ الراوي كلي العلم : ويملك القدرة في اعطاء المعلومات أو حجبها، أي هو الراوي الذي يملك كل المعومات حول كل ما في قصته ، ب ـ الراوي محدود العلم (السرد القصصي باستخدام صيغة الشخص الثالث) ومن الواضح ان هذا الراوي يقدم معلومات منتقاة من زاويته الخاصة. وعلى القاريء ان يكون حذراً امام هذا الراوي . وقد يعاب على هذه الطريقة أن القراء قد يظنون أن الاحداث قد جرت للمؤلف نفسه. تتشكل القصة من حدث رئيسي وحـدث فرعي، ولا سيما في الرواية، وتتداخل هذه الأحداث لتوضح الشخوص والفكرة وتؤثر في نفس المتلقي . 4 ـ القصة والعقدة (الحبكة) : وحبك الثوب : أجاد نسجه. وحبك الحبل : شد فتله . وبمعنى آخر يكـون السؤال في الحدث ماذا بعد ذلك؟ أما في الحبكة، وتنقسم القصة من حيث تركيب الحبكة الى قسمين : 1 - القصة ذات الحبكة المتماسكة : وفيها تكون الاحداث مترابطة متفاعلة، ٢ ـ القصة ذات الحبكة المفككة : وهي التي تبنى على سلسلة من الحوادث أو المواقف المنفصلة التي لا يربط بينها رابط سوى الشخصية، وتكون وحدة العمل فيها معتمدة على البيئة التي تتحرك فيها الشخوص، أو على الفكرة الشاملة التي تنتظم الحوادث والشخصيات(16) ومن الأمثلة على الحبكة المفككة (غير المتماسكة) رواية الحرب والسلام لتولستوي وثلاثية نجيب محفوظ (بين القصرين، الدورة الحدث الصاعد . ويغلب أن تكون الحبكة مفككة في الاعمال التي تحلل الشخصيات من الناحية النفسية والاجتماعية : وفي الحدث الصاعد يبدأ المؤلف بتطوير العقدة بتركيز وبطء شديدين . غير انه يشترط في الحل ان يكون منطقيا، ب ـ الحبكة النازلة : وهي التي تبدأ باندحار البطل وفشله ثم تستمر في النزول به الى الحضيض ومثال ذلك أن يكون البطل قاتلا فيعرض الكاتب هذا البطل وهو يتردى في المشاكل النفسية وعدم التوفيق، ثم يضيف اليه مصائب اخرى تزيد من تحطيمه ، النهاية جـ ـ الحبكة الصاعدة : وهي عكس السابقة، ويمكن رسمها كما يلي : البداية ولكنه لطيبته يجد من يساعده النهاية وينقذه في كل مرة حتى يستطيع التغلب على الشر. البداية هـ ـ الحبكة المقلوبة، ولكنه في الحقيقة يكون قد بنى مكاسبه على الغش والظلم ، وفعلا يفتضح أمره كأن يكون متاجرا بالمخدرات او الممنوعات او يعقد صفقات سرية او يأخذ رشوة كبيرة فينكشف ويخسر كل ممتلكاته وتسقط أهمها : العرض فالازمة فالحل . ب ـ الزمن النفسي : وهنا لا ينظم الزمن حسب وقوعه تاريخيا، وقد يقطع الكاتب تسلسل الاحداث ليعود الى الوراء فيقدم حدثا من الماضي يفسر غموضا في الوقت الحاضر . وأول ما انتشرت هذه الطريقة في السينما ثم انتقلت الى الرواية . ويكون بعدة أشكال منها : أن القاص يلجأ الى اضفاء جو معين على حدث معين لاستباق القارىء وتهيئته نفسيا للأحداث القادمة، أو من خلال حدث يوضع في بداية القصة، تقويم الحبكة ولفهم الحبكة يمكن للقارىء ان يسأل نفسه الأسئلة التالية : * ما هو الصراع الذي تدور حوله الحبكة؟ أهو صراع داخلي (في نفس الشخصية) أم خارجي (بين الشخصية الرئيسة وبين المجتمع أو الدين او الافراد او بقيـة الشخوص)
النص القصصي
أخذ النص القصصي يحتل مكاناً بارزاً في الدارسات الحديثة، كما أخذ يحتل مكانة هامة من حيث كونه عملا أدبياً، فلا تكاد تصدر صحيفة يومية أو مجلة ثقافية إلا تحمل في ثناياها قصة أو أكثر.
ومع أن الأدب القصصي قديم النشأة عالمياً إلا أنه من الفنون المستحدثة في الأدب العربي . فترجع نشأته عالميا الى القرن الثاني بعد الميلاد في الأدب اليوناني . أما في الأدب العربي، فقد جاء عن العرب حكايات وقصص تعتمد على أسلوب القص كأيام العرب وحكايات الفرسان، ولكنها تستند الى مقومات غير مقومات القصة الحديثة مثل ارتكازها على الأمور الغيبية أو العرض اللغوي أو تدخل الكاتب أو اهتمامها بالماضي . . . مما يجعلها تقع تحت مفهوم الحكاية. ومع ذلك يجب التذكير بأن قصة يوسف عليه السلام الواردة في القرآن الكريم تحتوي على عناصر القصة الحديثة ومقوماتها . بل لقد اشتملت على تقنيات القصة الحديثة من استخدام الحلم والسرد والحوار والرموز وتشابك الأحداث . مما يجعلها نموذجاً رائعاً للقصة وبالتالي التأكيد على التسليم بأنها «أحسن القصص». ولكننا ننبه أيضاً الى أن الأدب العربي لم يقدم نماذج من القصص على هذا النحو.
وعلى هذا يمكن فهم التضارب في أقوال المحدثين بأن الأدب العربي فيه نماذج قصصية ؛ أو أنه لا يوجد فيه قصص . ذلك أن نماذج القصة محدودة في الأدب العربي كما هو الحال في قصص القرآن والقصص المترجمة. وأما الحكايات وأحاديث المسامرات والمقامات فلا ترقى فنياً الى القصة(1). وبالتالي لم يكن للعرب قصص فني وافر لأن توجههم كان منصباً على الشعر والخطابة . . ولم يهتموا كثيراً بآداب اليونان لأنه أدب وثني يقوم على الأساطير وتعدد الآلهة وفي العصر الحديث، أقبل الأدباء على التراث يقلدونه وينهلون منه بعد فترة من الركود. فظهر في ما يتعلق بالقصص مقامات وحكايات تشبه ما كان في عصر الازدهار العباسي . مثل مقامات عيسى بن هشام للمويلحي وليالي سطيح لحافظ ابراهيم وشيطان بنتاؤور وقصة لادسياس لأحمد شوقي والوجديات لفريد وجدي . .
وفي الطور الثاني أخذ بعض المثقفين يترجمون من القصص الغربي ترجمة يشوب بعضها كثير من التحريف أحياناً وإلباس القصة لبوساً عربياً. ومثال هذا الطور قصـة مغامرات تليماك، التي ترجمها الطهطاوي بعنوان «وقائع الأفلاك في حوادث تليماك، وقصة «بول وفرجيني، التي ترجمها محمد عثمان جلال بعنوان «الأماني والمنة . . ) وترجمها مصطفى المنفلوطي بعنوان «الفضيلة» .
ثم أخذت تظهر قصص مترجمة أكثر دقة في النقل، وقصص أخرى مؤلفة على نهج غربي .. وقد كان للمجلات دور بارز في دفع القصة نحو التأصيل وتعريف الناس بأهمية هذا الفن(۲)، منذ الربع الأخير من القرن الماضي حتى الحرب العالمية الأولى .
ويلحظ الانسان اختلاط المفاهيم في فروع هذا الفن القصصي في مطلع هذا القرن، فالقصة والرواية والمسرحية قد ترد بمعنى واحد .
لذا فان من المفيد الفصل بين هذه المصطلحات وتوضيحها، وان كانت جميعها تشترك في عناصر متشابهة وتعريف عامه ؛ إذ إنها إعادة تصوير الحياة كما يراها الأديب بأحداث وأفعال تصدر عن شخصيات أو تقع لهم في مكان وزمان مرسومين، ولكنها - مع هذا القدر الكبير المشترك ـ تختلف في التركيز والأسلوب والزمن المخصص للأحداث . . فتنقسم بذلك الى : -اكبر من ج - الرواية القصيرة Novelette وهي القصة القصيرة، وأصغر من الرواية . د ـ الرواية : Novel وهي | القصة الطويلة التي تملأ كتاباً أو أكثر.
ا ـ الأقصوصة أو القصة القصيرة جداً (الاسكتش )Skitch وتكون في صفحة أو اكثر قليلا .
ب ـ القصة القصيرة : Short Story ويتراوح طولها تقريباً ما بين ثلاث صفحات وعشرين، أو تستغرق قراءتها ما بين ربع ساعة الى ساعة .
هـ ـ الحكاية : ترد في مقامين مختلفين : الحكاية كعنصر مستقل من القصة وهي فن يرتكز على السرد المباشر المعتمد على التشويق والاثارة عن طريق الخوارق والمغامرات والشخصيات فيها غير نامية أو واضحة، مثل حكايات ألف ليلة وليلة . وقد ترد الحكاية كجزء من القصة لتدل على التسلسل في الاحداث . . .
و ـ المسرحية : وهي القصة التي تعتمد على الحوار بين الشخصيات دون تدخل
الكاتب أو الرواي . . وسنفرد لها فصلا خاصاً. وكتعريف اجرائي ، حين يرد لفظ القصة فان المقصود هو الفرعان معاً: القصة القصيرة والرواية كنوع أدبي واحد . وحين يلزم التفريق بينها نخصص الحديث بذكر
المقصود .
عناصر ا القصة :
1 - اللغة :
تشكل اللغة عنصراً هاماً في الأعمال اللسانية، فلا نتصور حياة عادية أو أدبية بدون لغة. وقد سبق الحديث عن اختلاف اللغة العامية عن اللغة الأدبية، ونعيد الى الذهن هنا أن اللغة العامية لغة مبتذلة لا تقوى على إقامة معان ذات ايحاءات متعددة مؤثرة كما هو الحال في اللغة الأدبية .
وليس لدى كاتب القصة وسيلة أخرى غير اللغة يوصل بها أفعال شخوصه وأفكارهم وصراعهم. ومع هذه الأهمية، فإن بعض الدارسين آثار قضية اللغة فيالنصوص القصصية : هل تكون على نمط واحد في السرد والحوار؟ هل تكون ذات مستوى واحد عند جميع الشخوص؟ وهل تكون اللغة السائدة لغـة عاميـة أو فصيحة؟! أم هي مزيج بين هذا وذاك؟
إن قضية اللغة ونوعيتها ما زالت موضع نقاش، وكانت كذلك منذ بداية هذا القرن. وقد كتب بالعامية محمد تيمور وتوفيق الحكيم وعبد الحميد جودة السحار وغيرهم خلال عقود متعاقبة من هذا القرن، وأقلع بعضهم وراوح بعضهم بين العامية والفصحى(4)، وأعاد محمد حسين هيكل كتابة روايته «زينب» بالفصحى بعد أن كانت مكتوبة بالعامية . من هؤلاء الذين عقبوا على تجربة الكتابة بالعامية عبد الحميد جودة السحار، إذ يقول: «إن العامية لا تحلق أبدأ، وبعد أن جبت البلاد العربية كلها وجدت أن الكلمة العامية تختلف في المعنى من بلد إلى آخر، وقد تختلف من اقليم الى اقليم، وقد لا تفهم خارج نطاقها المحلي . . . ولو سلمنا جدلاً بأن واقعية الأسلوب تحتم استعمال العامية في الحوار فإن التضحية بهذه الواقعية أقـل بكثير من التضحية بالحوار وقـد قاسيت من هذه التجربة عندما قرأت بعض الأقاصيص الواقعية المكتوبة باللغة الدارجة المحلية، ولم أفهم منها شيئا»(۳) .
وعلى النقيض من ذلك نرى د. رشاد رشدي يقول: «من غير المعقول في القصة على الاطلاق أن يجعل الكاتب شخوصه تتكلم بمستوى لغوي واحد، وخاصة اذا كانت اللغة المستعملة غير التي يتكلم ويفكر بها في الحياة . . . والكتاب ليسوا أحراراً في ان يجعلوا شخوص قصصهم تتكلم أو تفكر بالعربية الفصيحة كما يتراءى لهم، فالكاتب عليه ان يكون واقعياً يحاكي الواقع وليس معقولاً أن يتكلم الفلاح الفصحى،فالواقعية هي سبب رفض العامية عند السحـار (لأنها غير مفهومة لـدى الجميع)، والواقعية سبب التمسك بالعامية عند الفريق الآخر. والحقيقة أننا ننظر الى الأدب على أساس أنه إعادة تصوير للحياة، ويحق للكاتب أن يصور الحياة بالطريقة التي يراها مقنعة ومؤثرة . فكما أنه يجعل الانجليزي يتحدث بالعربية أو يقول شعراً فصيحاً في القصة المسرحية يمكنه أن يجعل الفلاح يتحدث باللغة الفصيحة، دون أن يخطر في بالنا هل هذا صحيح أو معقول . لأن الصدق الواقعي ليس شرطاً في الصدق الفني(6). على أن الكاتب ليس حـراً في أن يتعمد اختيار الألفاظ القـامـوسيـة أو الوحشية لأن ذلك تدخل مبالهر من الكاتب في لغة الشخوص، وعليه، فان اللغة الفصيحة هي الشائعة لدى معظم الكتاب في مناطق السرد أو في حديث الراوي ، أما في الحوار فهي تتراوح بين اللغة المثقفة العامية واللغة الفصيحة مع استعمال علامات الحذف والحمل القصيرة أو تنزل الى لغة السوقة، وكمثال على ذلك كتابات نجيب محفوظ(۷) .
وتختلف لغة الرواية عن القصة في أن الأولى تميل الى البساطة والوضـوح والسعة، أما لغة القصة القصيرة فهي أكثر ايحائية، بل ربما تصل في الاسكتش الى درجة الشفافية الشعرية .
٢ ـ الفكرة / المغزى :
... قبل أن يشرع الأديب بالكتابة، لا بد أن تساوره فكرة يحاول عرضها وايصالها للمتلقي . وقد يسلك لذلك طريق الشعر أو النثر غير التخيلي أو القصة . . . وفي الحالة الأخيرة يجند لفكرته أحداثاً وأشخاصاً ينشب بينهم صراعاً فتتجلى الفكرة من خلال تفاعل عناصر العمل الأدبي. فهو لا يقدم صيغاً جاهـزة وقوالب أخـلاقية جامدة، بل يخلق من عمله مرآة متعددة الزوايا، يرى المتلقي فيها الفكرة من جوانب مختلفة بحيث تتكامل بتكامل عناصر القصة. ونسمي الدرس الذي يفهمه المتلقي بعد قراءة العمل الادبي ومغزى». والحكم على القصة لا يكون من خلال المغزى فقط بل من تفاعل مختلف عناصر القصة وتركيبها بالاضافة الى القيم الجيدة المطروحة .
ولهذا فان ادراك المغزى فكرة الكاتب أو الدرس الذي يريدنا أن نتعلمـه) ليس سهلا فقد يفشل المتلقي في فهم القصة دون عيب فيها لأسباب منها :
ـ عدم فهم وظيفة الأدب. فالقصة مثلا لا تقول المغزى مباشرة، وفيها أحـداث وأشخاص يتحركون . . . وهذا ربما يقود المتلقي الى تفكير آخر .
قلة التجربة والخبرة لدى المتلقي .
ـ الاراء الفكرية المطروحة وعمقها . .
لذا يفضل قراءة القصة أكثر من مرة واستبعاد الأحكام المسبقة والتركيز على العلاقة بين الأشخاص والاحداث والأفكار المطروحة، وربط كل ذلك بعنـوان القصة واسماء الشخوص وطبقاتهم الاجتماعية . . وحين تكون القصة رمزية على المتلقي النفاذ الى ما تحت القشرة واستكناه الرمز، اذ لا بد أن تنتشر قرائن في النص تعين على فهم المغزى .
3 . الحدث :
صراعها مع الحدث مجموعة الأفعال والوقائع مرتبة ترتيباً سببيا، تدور حول موضوع عام ، وتصور الشخصية وتكشف عن أبعادها وهي تعمل عملا له معنى، كما تكشف عن کا الشخصيات الأخرى(٨) وهي المحور الاساسي الذي ترتبط به بـاقي عناصر القصة ارتباطاً وثيقاً كارتباط الخيوط معاً في نسيج يشكل قطعة قماش . وتتحقق وحدة الحدث عندما يجيب الكاتب عن أسئلة أربعة هي : كيف وأين ومتى ولم وقع الحدث؟ ولا يشترط في الأحداث أن تكون كبيرة ضخمة، أو متعلقة بشخصيات مرموقة، بل يستوي أن يتخذ القصاص مـادة قصته من الحوادث الضخمة، أو أن يتخذها من الحوادث الصغيرة العادية، أو يتخذها من الشخصيات دون أن يشعرنا أنه واقف خلف خيال الظل يحرك دمى صغيرة كما يشاء(9) .
كما أنه لا يشترط في الكاتب أن ينقل وقائع مصورة من الحياة اليومية، وانما يستمد مادته لبناء أحداث قصته من كل ما يقع تحت سمعه وبصره بما لديه من قدرة على لقط الظواهر وتصويرها، دون أن يتقيد بالأحداث الحقيقية التي سمعها أورآها ، وإنما يزيد فيها أو ينقص منها منتخبا ما يراه صالحاً لبناء قصته وفق المنطق، وهذا هو الصدق الفني. لهذا يجب أن يتصف القاص بمهارة فنية : ينتقي ، ويؤلف، ويتعمق ، ويتجاوز بها سرد الواقع، فتبدو الأحداث واقعية مع أنها مبنية على الايهام أو الخيال أو
المحاكاة .
وليس هناك من طريقة محددة يتبعها الكاتب لعرض أحداثه، فقد يبدأ قصته من أول أحداثها ثم يتطور بأحداثه وشخوصه تطوراً أمامياً متبعاً المنهج الزمني . وقد تبدأ القصة بنهايتها، فيصور الحادثة ثم يعود بنا الى الخلف كي نكتشف الاسباب والأشخاص . . . وقد يتبع أسلوب اللاوعي والتداعي ، فيبدأ من نقطة معينة ويتقدم ويتأخر حسب قانون التداعي . . . وقد يترك لبطل القصة الحديث عن نفسه ليخلق الشعور بالألفة . . . كل ذلك متروك لعبقرية الكاتب وتمكنه من أدوات الكتابة .
على أن هناك أمراً هاماً يتعلق بحركة الأحداث من حيث السرعة والبطء وهو ما يسمى الايقاع . فإذا رجع الكاتب الى الوراء في الزمن ليوضح لنا الموقف، فعليه ان يكون سريعاً حتى لا يبرد الحدث أو يقف طويلا. وتظهر سرعة الاحداث كذلك بعد التأزم في طريقها الى النهاية. في حين تكون سرعة الاحداث أقل قبل تشكل الأزمة، وكذلك الحال حين يصور الشخصيات فانه يحتاج الى وقت أطول، لأن توضيح الصورة بأفعال يحتاج الى تركيز، وبطء نسبي .وسرعة الأحداث وبطؤهـا يقتضيان تنويعاً في الأسلوب واللغة، فسرعة الأحداث يناسبها جمل فعلية قصيرة كي تنقل الحركة وتغير الأحـداث . . في حين تطول الجمل وتكثر الجمل الاسمية في الاحداث البطيئة .
طرق عرض الحوادث :
لكل أديب طريقة في عرض قصته، وقد يتبع أكثر من أسلوب في القصـة الواحدة كما قد يلتزم بأسلوب واحد. ومن طرق عرض الحدث الرئيسية ما يسمى بوجهة نظر الراوي Point of View ، ويقصد به من يقص علينا القصة، فقد يكون الراوي شخصاً غير شخوص القصة وقد. يكون واحداً من الشخوص . وهذا الراوي أيا كان ـ يقدم لنا معلومات على درجات : كلية أو جزئية ، كما يلي(١٠) :
ا ـ الراوي كلي العلم :
ويقصد به الراوي الذي يملك حرية التنقل من شخصية لأخرى، ومن حدث لآخر، ويملك القدرة في اعطاء المعلومات أو حجبها، والتعليق على الشخصيات مادحاً أو قادحاً. أي هو الراوي الذي يملك كل المعومات حول كل ما في قصته ، وهذا يعني أن هذا الاسلوب إجباري بحت. وقد ساد هذا النوع في روايات القرن الثامن عشر في الأدبين الانجليزي والامريكي . ولكنه قليل الاستخدام الآن، وذلك بسبب تطور الحياة المادية والفكرية وما عكسته على فن القصة .
ب ـ الراوي محدود العلم (السرد القصصي باستخدام صيغة الشخص الثالث)
ويطلق على هذا النوع تسميات مختلفة منها الراوي الانتقائي او الاصطفائي لأنه ينتقي الاحداث والمعلومات التي تناسبه. ويكون هذا الراوي أحد شخوص الرواية . ومن الواضح ان هذا الراوي يقدم معلومات منتقاة من زاويته الخاصة. ولا يصلح لتقديم كافة المعلومات . وعلى القاريء ان يكون حذراً امام هذا الراوي . فقد يكون غير صادق او دقيق ، لأنه يقدم تحليلا للاحداث من ثقافته .ج ـ الراوي بصيغة الانا (السرد باستخدام صيغة المتكلم) :
والراوي هنا أيضاً يروي الاحداث من زاوية لمخاصة تحتمل الصواب والخطأ، وقد يعاب على هذه الطريقة أن القراء قد يظنون أن الاحداث قد جرت للمؤلف نفسه. يقول السحار: وقد كتب بعض النقاد ان قصة «وكان مساء، ـ وهي مروية بضمير المتكلم ـ قصة تروي فترة من تاريخ حياتي، (١١). ومن عيوبها أيضاً أن الرواي الأنا لا يستطيع تصوير مشاعر وانفعالات الشخصيات الاخرى لأنها بعيدة عن التأثير في شخصية الرواي، أو لأن الرواي الأنا لا يمكنه التدخل في الشخصيات الأخرى حتى لا تلتبس شخصيته بشخصية المؤلف .
د ـ وقد لا يكون في القصة راو أو قاص، وانما يعتمد الحدث اذ ذاك على حـوار الشخصيات والزمان والمكان وما ينتج عن ذلك من صراع يطور الحدث ويدفعه الى الأمام. وبما أن الراوي غير موجود فـان القاريء يستخلص الأحـداث والتفاصيل من خلال كلام الشخوص والسياق. وهذا الاسلوب يبتعد عن الاخبار ويقترب من الكشف والعرض ـ وسيأتي بيان ذلك في الشخصيات .
ومن جهة أخرى، قد يعتمد الكاتب أساليب متعددة في نقل الأحـداث وتصوير الشخوص، من ذلك : الحديث الداخلي، أو ما يسمى أحلام اليقظة، والوصف، والترجمة الذاتية والتأمل والحلم والرسائل والارتجاع الفني والتكتيك السينمائي . . وأي أسلوب يهتدي اليه الكاتب .
وفي العادة، تتشكل القصة من حدث رئيسي وحـدث فرعي، أو أحـداث فرعية؛ ولا سيما في الرواية، وتتداخل هذه الأحداث لتوضح الشخوص والفكرة وتؤثر في نفس المتلقي . هذا التداخل يسمى التعقد أو الحبك . 4 ـ القصة والعقدة (الحبكة) :
الحبكة : (بفتح فسكون) من حبك حبكا أي أحكم صناعة الشيء. وحبك الثوب : أجاد نسجه. وحبك الحبل : شد فتله . والحبكة (بضم فسكون) الحبل يشد به على الوسط(١٢). وبعض النقاد يستخدم مصطلحاً آخر هو العقدة(13). ويعرفها فورستر بأنها مجموعة من الحوادث مرتبة ترتيباً زمنياً، يقع التأكيد فيها على الأسباب والنتائج (14)، وتتابع هذه الاحداث يفضي الى نتيجة قصصية تخضع لصراع ما، وتعمل على شد القاريء اليها .
ويفرق النقاد بين الحبكة والحدث على أساس أن الحدث يرتكز على السرد والتتابع، أما الحبكة فهي تعتمد على منطقية تتابع الأحداث، وبمعنى آخر يكـون السؤال في الحدث ماذا بعد ذلك؟ أما في الحبكة، فالسؤال هو لم حدث ذلك(١٠).
وتنقسم القصة من حيث تركيب الحبكة الى قسمين :
1 - القصة ذات الحبكة المتماسكة : وفيها تكون الاحداث مترابطة متفاعلة، وكل حدث يؤدي إلى الحدث التالي حتى تبلغ القصة نهايتها، مثل بداية ونهاية ومدام فلوبير ودعاء الكروان لطه حسين والنقاب لعبد الحميد جودة السحار . .
٢ ـ القصة ذات الحبكة المفككة : وهي التي تبنى على سلسلة من الحوادث أو المواقف المنفصلة التي لا يربط بينها رابط سوى الشخصية، أو البيئة الزمانية أو المكانية ، وتكون وحدة العمل فيها معتمدة على البيئة التي تتحرك فيها الشخوص، أو على النتيجة العامة التي ستنجلي عنها الاحداث، أو على الفكرة الشاملة التي تنتظم الحوادث والشخصيات(16) ومن الأمثلة على الحبكة المفككة (غير المتماسكة) رواية الحرب والسلام لتولستوي وثلاثية نجيب محفوظ (بين القصرين، وقصر الشوق، والسكرية) التي تدور أحداثها في القاهرة وتصور حياة عائلة برجوازية ومظاهر التقاء الحضارية الغربية بالتقاليد والعقائد ما بين الحربين العظميين. الدورة الحدث الصاعد . النهاية أ ـ الحبكة المتوازنة وهي التي تبدأ بالعرض ثم تأخذ الأحداث تتصاعد لتصل الى درجة الأوج (الذروة أو الأزمة أو النقطة الوسطى عند أرسطو) ثم تبدأ القصة بالنزول نحو النهاية وفي العرض نتعرض الى شخوص القصة ومكانها وزمانها وبداية الأزمة . ويكون العرض في الحدث النازل القصة القصيرة قصيراً. أما في الرواية العرض (البداية) فقد يشغل فصلا كاملا على النحو التالي : وفي العرض أيضاً تبدأ الحوادث دون أن توحي بالنتيجة . ولكنها تكون وسطاً بين الغموض والوضوح، تتضح بمقدار ما تبين لك الخيوط الاساسية التي ستتألف منها العقدة، وتكون غامضة بحيث تدعك متلهفاً متشوقاً الى متابعة الحوادث ومعرفة النهاية .
ويغلب أن تكون الحبكة مفككة في الاعمال التي تحلل الشخصيات من الناحية النفسية والاجتماعية :
ولدى دراسة الانتاج القصصي يستنبط الدارس أنماطاً للحبكة من حيث سيرها وتعقدها وفيها يلي أشهر أنواع الحبكة(16):
ـ الحدث الصاعد : هو الانتقال من العرض الى أسباب الخلاف أو الأزمة . وفي الحدث الصاعد يبدأ المؤلف بتطوير العقدة بتركيز وبطء شديدين . الازمة ـ العقدة : هي اللحظة التي تصل فيها الاحداث الى اقصى درجات التكثيف والانفعال، وهي نقطة التحول في القصة وتعتبر بداية تمهد للحل .
ـ الحدث النازل (حل العقدة او فك الحبكة): ويسجـل حصيلة الصراع الفكري أو العاطفي او الديني) وحالة الادراك او الوعي الذي تصل اليه الشخصية بغض النظر عن عمق الادراك او مدی دوامه او استمراره . غير انه يشترط في الحل ان يكون منطقيا، وألا يخالف ما سبق وتقدم من احداث، وقد تكون القصة بلا حل كا هو عند تشيخوف، ويقصد من وراء ذلك ترك المجال أمام القارىء للمشاركة في التفكير بحل لهذه القصة . ب ـ الحبكة النازلة : وهي التي تبدأ باندحار البطل وفشله ثم تستمر في النزول به الى الحضيض ومثال ذلك أن يكون البطل قاتلا فيعرض الكاتب هذا البطل وهو يتردى في المشاكل النفسية وعدم التوفيق، ثم يضيف اليه مصائب اخرى تزيد من تحطيمه ، فمع أنه هارب من يد العدالة مثلا الا انه يلقى الجزاء الأليم . ويمكن رسمها على الشكل التالي : البداية . النهاية
جـ ـ الحبكة الصاعدة : وهي عكس السابقة، ففيها ينتقل البطل من نجاح الى نجاح . كأن يكون البطل تاجراً صادقا فتربح تجارته، ويتزوج فيسعد بزواجه ثم ينجب أطفالا يملؤون عليه حياته النهاية بهجة وسرورا . ويمكن رسمها كما يلي : البداية
د ـ الحبكة الناجحة في النهاية : وفيها يواجه البطل اخفاقات عديدة ولكنه ينتصر في النهاية وهي أكثر انواع الحبكـات شيوعا واظهرهـا صـراعـا وتشويقـا ولا سيما في المسلسلات التلفزيونية . اذ تبدأ القصة بالبطل الطيب وشخصيات اخرى تساعده ، وفي المقابل يترصده شخص شرير لا يني يوقع به ويعرضه للمخاسر؛ فيترنح ويكاد يسقط، ولكنه لطيبته يجد من يساعده النهاية وينقذه في كل مرة حتى يستطيع التغلب على الشر. ويمكن رسمها على النحو التالي :
البداية هـ ـ الحبكة المقلوبة، وفيها يحرز البطل انتصارات مزيفة، فيبدو عليه النجـاح وعلامات السعادة، ولكنه في الحقيقة يكون قد بنى مكاسبه على الغش والظلم ، فحين يصل الى القمة يهوي الى الحضيض، كالتاجر او المسؤول الذي يستغل عمله ويرتكب المحرمات ويسير مخالفا للقانون، ومع ذلك يثرى ويجني أرباحا طائلة فيبني بيتا فاخرا ويركب سيارة فارهة ويقدم له الكثير من الطاعة والاحترام، الا نفرا قليلا
عقباتالنهاية
يشكون في صلاحه ويسعون الى كشفه للناس والقانون، وفعلا يفتضح أمره كأن يكون متاجرا بالمخدرات او الممنوعات او يعقد صفقات سرية او يأخذ رشوة كبيرة فينكشف ويخسر كل ممتلكاته وتسقط
هيبته وسمعته . ويمكن رسم الحبكة كما يلي :
الزمن في الحبكة
البداية
ثمة اساليب فنية متعددة لتنظيم الحبكة، أهمها :
أ ـ الزمن التاريخي : وفيه ينظم الحدث او الحبكة بحسب الخطوات السابقة . العرض فالازمة فالحل . والزمن يكون متسلسلا ويبدأ من نقطة معينة ثم يسير الى الامام حتى القصة . والاحداث تكون مرتبة بحسب الزمان حدثا بعد آخر دونما ارتداد في الزمان . وهو أبسط اشكال النثر الحكائي (١٨) .
ب ـ الزمن النفسي : وهنا لا ينظم الزمن حسب وقوعه تاريخيا، بل حسب الاحساس به. وهو يرتبط بما يسمى تيار الوعي (المونولوج الداخلي) وهو تسجيل عفوي للافكار في اذهان الشخوص بطريقة تداعي المعاني الحر في العقل. ومن الأمثلة على ذلك عوليس لجيمس جويس(١٩)، والصوت والغضب لفولكنر.
جـ ـ الارتجاع الفني (فلاش باك:Flash Back)وفيه تبدأ القصة من نهايتها ثم تعود الى البداية . وقد يقطع الكاتب تسلسل الاحداث ليعود الى الوراء فيقدم حدثا من الماضي يفسر غموضا في الوقت الحاضر . وأول ما انتشرت هذه الطريقة في السينما ثم انتقلت الى الرواية .
د ـ التنبؤ القصصي (Foreshadow) : وفيها ترتب الاحداث بطريقة تهيىء القارىء للأحداث التالية، ويكون بعدة أشكال منها : أن القاص يلجأ الى اضفاء جو معين على حدث معين لاستباق القارىء وتهيئته نفسيا للأحداث القادمة، أو من خلال حدث يوضع في بداية القصة، او من خلال ادلة مادية ملموسة توضع في البداية كا يفعل معظم كتاب القصة البوليسية . تقويم الحبكة
تعد وحدة الحبكة معيارا أساسا من معايير الحكم على نجاح القصة او اخفاقها في بناء الحبكة. ويقصد بوحدة الحبكة تماسك الاحداث وتتابعها تتابعا منطقيا او نفسيا. ويمكن الحكم على تماسك الحبكة ووحدتها باللجوء الى معيار ارسطو في المحاكاة (Mimesis) وهو مدى مطابقة النتاج الأدبي للواقع . ويقصد بذلك ما يمكن ان يحدث لا ما هو حادث فعلا . ومن عيوب الحبكة اللجوء الى الصدفة لحل الحبكة .
ولفهم الحبكة يمكن للقارىء ان يسأل نفسه الأسئلة التالية : * ما هو الصراع الذي تدور حوله الحبكة؟ أهو صراع داخلي (في نفس الشخصية) أم خارجي (بين الشخصية الرئيسة وبين المجتمع أو الدين او الافراد او بقيـة الشخوص)
نفسي؟
وحدث نازل وخاتمة؟
ه ـ القصة والشخوص:
لا يسوق الكاتب افكاره وقضاياه منفصلة عن محيطها الحيوي والاحداث . ولا يمكن ان نتصور احداثا تقع دون ان يشارك في احداثهـا شخص أو اشخاص . والشخص القصصي يتصف بمجموع صفات عقلية وخلقية يتصف بها الانسان العادي وتميزه عن غيره من الشخصيات الأخرى . (٢٠) وهذه الصفات العقلية والقيم الاجتماعية والحيوية التي تتحرك فيها الشخصيات، لا بد لها من مجال تعيش فيه ، وتتفاعل مع موجوداته كما هو الحال في الحياة العادية، لكن بتوجيه وتكثيف . من هنا تتبين العلاقة المتفاعلة بين الاحداث والشخوص .
يختار الكاتب شخوصه من الحياة عادة (الحياة الحاضرة أو الماضية في التاريخ او المستقبلة في الخيال) كما هو الحال في الاحداث، وقد يعيد رسم الشخصية باضافة صفات جديدة خيالية، أو يكثف سلوكه ليظهره على حقيقة معينة، وهو اذ يقـدم
شخصيته يكون حريصا على ان يعرضها واضحة الابعاد، وهذه الابعاد هي : ا ـ البعد الجسمي : ويتمثل في صفات الجسم المختلفة من طـول وقصر، وبـدانة ونحافة، ويرسم عيوبه وهيئته وسنه وجنسه . . . أثر ذلك كله في سلوك الشخصية حسب الفكرة التي يحللها .
ب ـ البعد الاجتماعي : ويتمثل في انتهاء الشخصية الى طبقة اجتماعية . وفي نوع العمل الذي يقوم به في المجتمع، وثقافته ونشاطه وكل ظروفه، التي يمكن ان يكون لها اثر في حياته وكذلك دينه وجنسيته وهواياته . .
جـ ـ البعد النفسي : ويكون نتيجة للبعدين السابقين في الاستعداد والسلوك، من رغبات وآمال وعزيمة وفكر، وكفاية الشخصية بالنسبة لهدفها. ويشمل ايضا، مزاج الشخصية من انفعال وهدوء، وانطواء أو انبساط . .
واذا كانت الرواية القديمة (البلزاكية ـ كما يسميها بعضهم)، تهتم بابراز أبعاد الشخصية الثلاثة، فان الرواية الحديثة قد أخذت تتخلص من هذا الاسار. فهي لا تعبر الجانب الخارجي او الجسمي أي اهتمام الا بقدر ما يخدم القصة . فلم تعد تهتم بملابس البطل أو لون بشرته او رباط عنقه او اسم عائلته . بل ربما يظهر البطل دون ان يحمل اسما، وربما يشير له الكاتب بحرف ، وربما يشير له بضمير الغائب فقط ، وذلك لأن كل هذه الامور اصبحت حشوا في نظر الروائيين المحدثين(٢١)
Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance
You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT
ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.
We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate
الدرس الأول في الأدب : العصر المملوكي ) س 1: ضع علامة ( ) أو علامة ( x ) أمام ما يناسبهما : ازدهرت...
Nowadays, magnetic resonance imaging (MRI) is a useful diagnostic tool for evaluating mediastinal ma...
المقدمة أما بعد: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن اهتدى بهداه. من شرح الله صدر...
يشكل مبدأ عدم الإفلات من العقاب أحد أبرز المفاهيم القانونية التي اكتسبت أهمية متزايدة في مجال القانو...
يتعين على أساتذة الهندسة في كافة المستويات، من التعليم الجامعي إلى الدراسات العليا، أن يقوموا بخطوات...
سادساً: التخطيط في الخدمة الاجتماعية: يعتبر التخطيط ذو أهمية كبيرة في جميع المجتمعات في الوقت الحالي...
المجتمع عبر العصور في ألمانيا الشرقية والغربية الهجرة وتغير المجتمع 1955: تم توقيع أول اتفاقية توظ...
عرفها القاموس الفرنسيla rousse بأنها المؤسسات الشابة المبتكرة لا سيما في قطاع التكنولوجيات الحديثة ...
بالتأكيد، سأقدم لك بحثًا شاملاً ودقيقًا حول خاصية "احتضان المعرفة وتمثيلها (Knowledge Acquisition an...
Let us enjoy reading this story of The Farmer and The Sparrows. Maniappa was a farmer. He worked fr...
تُعد القدرة على اتخاذ القرار من المهارات الإدارية الأساسية التي لا غنى عنها في قيادة المؤسسات. فمدير...
بياخدوا ثلث بياخدوا تم بياخدوا سدس ما بياخدو حاجه ثاني يعني ما فيش ما فيش اي حاله عندهم ان هم ياخدوا...