Lakhasly

ولد أمير تاج السر بشمال السودان عام ، وعاش بمصر بين عامي وهو يعمل حالياً طبيباً لما كان يقرؤه أثناء الطفولة، وفي المرحلة ا ً وأصدر دواوين شعر بالعامية السودانية، 1985بدأ يكتب الشعر بالفصحى ووصل لمراحل متقدمة وكانت قصائده تنشر في مجالت كبيرة ومزدهرة في ذلك الوقت مثل ”القاهرة“ و“إبداع“ و“المجلة“ و“الشرق األوسط“ وكان يتوقع الكثير من لكنه في العام للعودة، لكن بعد عودته للسودان بدأ ممارسة الطب، واالنشغال بتكوين الذات في مجال العمل، حتى انتقل في عام 1993 في عام 1996كتب روايته الثانية ”سماء بلون الياقوت“ بعد انقطاع عن الكتابة دام وهي مستوحاة من بيئة شمال السودان، وهي الرواية التي أحدثت نقلة في تجربته الروائية، متنوعة من البلدة البعيدة التي كان يعمل بها ”طوكر“، المهاجر“. وقلم زينب سيرة روائية“ صدرت عن وزارة الثقافة في قطر، والذي يتعرض فيها الكاتب ويوحي ذلك الوصف بأن األحداث التي يرويها كلها واقعية، دورا تم بحياته الشخصية ً في تلك السيرة، فهناك اشتغال على نمذجة الشخصيات، ومن تلك الزيارة تبدأ ورطة الكاتب الطبيب، على الطبيب وعلى أناس قريبين منه بدعوى أنه صديق حميم له، فتبدأ سلسلة األحداث من زيارة وسرقة سيارة الطبيب الكروال البيضاء وتأجيرها لحفل زفاف وإرسال كم كبير من الحجاج للمبيت عدة أيام في بيت الطبيب ومن ثم النصب على صاحب مطعم السمك ) جنتلمان ( فضل هللا بأخذ مبلغ ثم يعثر الكاتب على إدريس علي ذاته في المستشفى وحين يبلغ عنه يكتشف أنه يقضي عقوبة سجن منذ خمس سنوات، محمود حامد وليس ادريس علي عن اإلندماج تماما . فهو عادة ما ينقل الواقع بعيون صاحبه فيجعلك تتخيل البيئة المحيطة بأدق تفاصيلها الظاهره أو الخفية فلم تقتصر هذه السيرة القصيرة على ما تعرض له فقط الكاتب الطبيب ولكن ألقى الضوء على ماحوله عز الدين الممرض، تجعلك تنظر للناس فال وجود لزينب وال أهمية للقلم ولكنه بمثابة شارة النحس الذي كان من ظهور إدريس علي في حياة

ولد أمير تاج السر بشمال السودان عام ،1960 وتلقى تعليمه األولي هناك، وعاش بمصر بين عامي
باطنياً “1980-1987”حيث تخرج من كلية الطب جامعة طنطا بالعاصمة

، وهو يعمل حالياً طبيباً

القطرية الدوحة . من حياته، ففي المرحلة االبتدائية كان يكتب

بدأ ممارسة الكتابة في مراحل مبكرة جداً
لما كان يقرؤه أثناء الطفولة، وفي المرحلة ا

القصص البوليسية تقليدا لمتوسطة بدأ يكتب الشعر بالعامية، ً
واستمرت كتابة الشعر حتى خالل دراسته للطب، وأصدر دواوين شعر بالعامية السودانية، وفي عام
1985بدأ يكتب الشعر بالفصحى ووصل لمراحل متقدمة وكانت قصائده تنشر في مجالت كبيرة
ومزدهرة في ذلك الوقت مثل ”القاهرة“ و“إبداع“ و“المجلة“ و“الشرق األوسط“ وكان يتوقع الكثير من
أصدقائه أن يظل مستمرا 1988كتب رواية اسمها ”كرمكول“التي كلفت ً في كتابة الشعر، لكنه في العام
الكاتب رهن ساعته ليتمكن من طباعتها، وكان حينها أنهى دراسته في جمهورية مصر العربية ويستعد
للعودة، ورغم كونها رواية صغيرة فوجئ بأنها أحدثت أصداء كبيرة في القاهرة، األمر الذي شجعه
لمواصلة الكتابة، لكن بعد عودته للسودان بدأ ممارسة الطب، وعمل في أماكن بعيدة، ولكثرة التنقل
واالنشغال بتكوين الذات في مجال العمل، انقطع عن الكتابة لسنوات طويلة، حتى انتقل في عام 1993
للعمل في الدوحة. في عام 1996كتب روايته الثانية ”سماء بلون الياقوت“ بعد انقطاع عن الكتابة دام
عشر سنوات، وهي مستوحاة من بيئة شمال السودان، ثم تالها رواية ”نار الزغاريد “ثم ”مرايا ساحلية“
وهي الرواية التي أحدثت نقلة في تجربته الروائية، وكانت عبارة عن سيرة عن منطقة ”بورتسودان“،
كما كتب ”سيرة الوجع“ والتي نشرت على حلقات في جريدة ”الوطن“ القطرية، وكانت عن ذكريات
متنوعة من البلدة البعيدة التي كان يعمل بها ”طوكر“، ثم كتب ”صيد الحضرمية“ و“عيون
المهاجر“.وغيرها من األعمال .
وقلم زينب سيرة روائية“ صدرت عن وزارة الثقافة في قطر، والذي يتعرض فيها الكاتب
وائية لفترة من فترات عمله طبيباً بطريقة ر في بلده السودان، ويوحي ذلك الوصف بأن األحداث التي
بأن للخيال أيضاً

يرويها كلها واقعية، لكن طريقة رواية األحداث ورسم الشخصيات تعطي انطباعاً
دورا تم بحياته الشخصية ً في تلك السيرة، فهناك اشتغال على نمذجة الشخصيات، كما أن الكاتب لم يه
إال في تماسها مع أحداث القصة التي يرويها لنا.
وتتلخص حكاية ”قلم زينب“، في أن الكاتب كان في بداية مشواره العملي قد افتتح عيادة
صغيرة في حي النور الشعبي الذي يقع في الجانب الشرقي من مدينة بورتسودان وهو حي شعبي
فقير، وذلك لتساعده على مصروفاته التي ال يفي بها الراتب الحكومي، وهو يومئذ خريج يتدرب في
مستشفى حكومي وفي أيامه األولى الفتتاح العيادة زاره شخص اسمه إدريس علي ، ومن تلك الزيارة
تبدأ ورطة الكاتب الطبيب، حيث يختفي إدريس علي لكنه يبدأ في حياكة سلسلة من الخدع يحتال بها
على الطبيب وعلى أناس قريبين منه بدعوى أنه صديق حميم له،فتبدأ سلسلة األحداث من زيارة
العيادة و إرسال جمع كبير من المرضى الذين جاؤوا من حي المرغنية الذي يقع في الطرف الجنوبي

3

من المدينة وهو حي بعيد وشبه عشوائي وممتلئ بالضجيج والفوضى إلى عيادة الدكتور للعالج مجاناً
وسرقة سيارة الطبيب الكروال البيضاء وتأجيرها لحفل زفاف وإرسال كم كبير من الحجاج للمبيت
عدة أيام في بيت الطبيب ومن ثم النصب على صاحب مطعم السمك ) جنتلمان ( فضل هللا بأخذ مبلغ
كبير من المال باسم الطبيب باإلضافة إلى سرقة مولد الكهرباء الخاص بالعيادة وبيعه باسم الطبيب
ويبدأ الطبيب في دوامة البحث عن ذلك الشخص مستعيناً للهندي برد شاندرا بالشرطة، وبأحد أصدقائه
العسكريين، وتمر أشهر ال تتوقف فيها المقالب، ثم يعثر الكاتب على إدريس علي ذاته في المستشفى
الذي أدخل إليه للعالج، هو ومجموعة من السجناء، وحين يبلغ عنه يكتشف أنه يقضي عقوبة سجن
منذ خمس سنوات، بسبب نصبه واحتياله على مجموعة من الناس ومن بينهم عدد من تجار الماشية
حين باعهم أراض وهمية في حي مايو الشعبي مقابل ماشيتهم أي قبل سلسلة الحوادث التي تعرض لها
الكاتب بسنوات، وال يجد دليالً على أنه كان يخرج من السجن لتدبير خدعة والمفاجأة أن اسمه الحقيقي
محمود حامد وليس ادريس علي
ومع سالسة وجمال لغة أمير تاج السر المعتادة وسحر نقله لألحداث والشخصيات تجعلك قادراً
عن اإلندماج تماما . ً فيما تقرأ
فهو عادة ما ينقل الواقع بعيون صاحبه فيجعلك تتخيل البيئة المحيطة بأدق تفاصيلها الظاهره أو الخفية
.وفي قلم زينب تلتقي بشخصيات مختلفة لكل منها حكاية تدور في واقع ملئ بمشاكل منتشرة ال تنتهي
فلم تقتصر هذه السيرة القصيرة على ما تعرض له فقط الكاتب الطبيب ولكن ألقى الضوء على ماحوله
من مشاكل وخاصة فيما يخص المستشفيات والمرضى والكم الهائل من اإلهمال الذي تعانيه باإلضافة
للعديد من المشاكل المجتمعية كالدجل والشعوذة، والنصب واالحتيال وغيرها والكثير من األمراض
التي عششت في أجساد الناس كالتيفوئيد والمالريا والسل الرئوي والربو الشعبي ولين العظام عند
األطفال والضغط والسكر . وقد كانت الشخصيات التي وظفها أمير تاج السر في رواياته ، غنية للغاية،
واقعية، مليئة بالسخرية والوجع.
إدريس علي،سماسم ، وهويدا الشاطئ، عز الدين الممرض، عواطف المسترجله، الشاويش خضر
صاحب الشريط المنزوع والبطن المتضخم شخصيات كتبت بطريقة سحرية ساخرة، تجعلك تنظر للناس
من حولك بطريقة مختلفة لعلك تجد تفاصيل أجمل مما تالحظه عادة .
فال وجود لزينب وال أهمية للقلم ولكنه بمثابة شارة النحس الذي كان من ظهور إدريس علي في حياة
الطبيب، فقد كانت حياة الكاتب مالحقة متعبة وعجيبة من نصاب اسمه ادريس علي شخصية عدا عن
سجلها االجرامي في النصب إال انها ذكية وطريفة ، والضحية كان الطبيب أمير تاج السر.و شخصيات
واقعية أخرى مثيرة لالهتمام غذت السيرة ،و مجتمع فقير مليء باألوبئة ويؤمن بالدجل والدجالين أكثر
من العلماء واألطباء...