Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (100%)

بعد وفاة الميرزا الشيرازي بدأ نجم الحوزة العلمية في سامراء بالأفول سنة 1896؛ واتجهت الأنظار مرةً أخرى إلى حوزة النجف العلمية وزعيمها، حيث خلف العلاّمة الآخوند الميرزا الشيرازي واعتُبر مرجع تقليد للشيعة، وكان له قسطٌ وافر من المقلّدين من بين أقرانه، وإلى جانب المرجعية وما تقتضيه من جهودٍ مضنية، اهتم بالتأليف والتصنيف فخلّف لنا مؤلفات قيّمة لاقت الرواج والشيوع لدى الأوساط العلمية لمّا لها من أصالة وتجديد، وبما حفلت به من تدقيقٍ في علميّ الاُصول والفقه، وأشهرها كتابه “كفاية الأصول”، وبسببه اشتهر الآخوند بـصاحب الكفاية، ‌ وهو كتاب دراسي للطلاب في نهاية المرحلة الدراسية المتوسطة في الحوزة العلمية والذي يعتبر أساساً لمنهج المدّرسين في المرحلة العالية لعلم الأصول، حيث استمر تدريسه في الحوزات العلمية منذ تأليفه حتى الآن، وقد كتب أكثر من 100 مجتهد حواشي وتعليقات على هذا الكتاب. وفي الوقت الذي كان فيه الآخوند منهمكاً بأعماله العلمية وتربية الطلاب وإدارة شؤون الحوزة العلمية التي كان يتألق نجمها يوماً بعد يوم، كان يتابع الأحداث السياسية في إيران متابعةً دقيقة. انتشر صيت الآخوند في أرجاء المعمورة، ونال من المنزلة الرفيعة والمقام العلمي الشامخ، مما اضطر للإذعان به أكابر علماء المسلمين، وقد تجاوزت شهرته في العلم وبراعته في التدريس آفاق مدينة النجف الأشرف، حتى وصل خبر ذلك إلى جميع أرجاء الدولة العثمانية . واشتاق شيخ الإسلام في الدولة العثمانية بنفسه لرؤية الآخوند، بحجة أنه يروم السفر إلى قبر أبي حنيفة في بغداد، ومن ثمّ عرّج على مدينة النجف الأشرف لیشاهد الحوزة التي مضى عليها حوالي الألف عام، فدخل إلى مسجد الطوسي، حيث كان الآخوند يلقي درسه، فلما رآه وهو يدخل قام بنقل البحث إلى قول أبي حنيفة حول المطلب الذي كان يشرحه، وشرع ببيانه على أحسن ما يرام، فاندهش شيخ الإسلام من قدرة الآخوند على مباني أبي حنيفة وغيره من أئمة السنة: كان جُلَّ حديثه في سفره عند رجوعه إلى بلده كان يدور حول شخصية الآخوند، استقل الآخوند الخراساني بتدريساته في النجف الأشرف بعد هجرة أستاذه السيد المجدد محمد حسن الشيرازي إلى سامراء، فاثبت وجوده علمياً بوقت مبكر باعتباره أبرز أساتذة علم الأصول في الحوزة وقتئذ؛ لما امتاز به أسلوبه في التدريس من طريقته الخاصة بعرض تقريراته ومقرراته على طلابه ، معتمداً منهج الإحاطة بالتفاصيل دونما إسهاب وإطالة مملين ، فضلاً عن تمتعه بـ "دقة وسرعة الانتقال موضوعيا من مطلب إلى آخر ، فذاع صيته بين أساتذة وطلبة الحوزة العلمية على حد سواء، بل وبين العديد من بقاع بلاد الإسلام ، حيث شدّ إليه الرحال طلبة العلم من إيران والهند وباكستان ولبنان والكويت والإحساء وسواها من البلاد الإسلامية ، متحملين أعباء السفر ومشاق الطريق لا لشيء إلا للانتظام بحلقات درسه القيمة والانتهال من فيضها . تزاحم طلبة العلم في حلقات درسه المنعقدة ثلاث مرات في اليوم الواحد، مفتتحاً إياها صباحاً بدروس الفقه ليتلوها درس في الأصول بعد المغرب في مسجد الشيخ الطوسي ، ومن ثُمَّ ينهي يومه الدراسي ليلاً بمحاضرات تتعلق أيضاً بعلم الأصول ، خص به صفوة من طلابه المتميزين في مضمار العلم والدرس ، داعياً إياهم لتركيز خلاصاتها، وتثبيت شروحها في حواش على رسائله "العلميّة" و "العملية" ، بهدف إتاحة الفرص لمقلديه في الاستفادة منها . اختلفت المصادر والمراجع حول عدد طلابه ، ممن تراوح تحصيلهم العلمي ما بين مجتهد أو قريب من الاجتهاد مضافاً إلى ذلك العديد من الفضلاء ، فعلى سبيل المثال لا الحصر أشار الشيخ أغا بزرك الطهراني (ت ١٣٨٩ هـ) صاحب كتاب "الذريعة إلى تصانيف الشيعة" ، وفي موضعين مختلفين من كتابه إلى أن عدد طلابه تراوح ما بين الخمسمائة والألف والمائتين طالب علم ، وقدرت مجلة "العرفان الصيداوية المعنية بالمعارف والفكر الشيعي عددهم بـ"ما ينوف عن ألف رجل من فحول العلماء ، في حين حددت موسوعة "دائرة المعارف الشيعية العامة" مجموعهم بالألف والمائتين طالب ، إلا أن الأديب والسياسي المعروف علي الشرقي ، خالف الجميع في تقديراته حيث قدرهم بثلاثة آلاف طالب ، ممن "حقوا بمنبره" على حد تعبيره
لسببين رئيسيين :
أولهما : إن اضطلاع الآخوند الخراساني بمهمة التدريس في الحوزة استغرقت وقتاً ناف على الثلاثة عقود وبضعاً من السنين ، الأمر الذي يعني زيادة في عدد طلابه مع مرور الزمن لتنامي شهرته العلمية وتصدره زعامة المرجعية الدينية في النجف الأشرف. وثانيهما : إنَّ الدراسة الحوزوية تترك الباب مفتوحاً أمام الطالب في حرية الانتقال من حلقة درس إلى أخرى ، فلا توجد ضوابط وقوانين إلزامية في حضور دروس عالم بعينه أو مرجع بحد ذاته ، فالمسألة متروكة لتقديرات الطلاب أنفسهم ، ولا سيما أن الموضوع متعلق بمدى فائدة التحصيل العلمي من هذا العالم أو ذلك المجتهد ،


Original text

بعد وفاة الميرزا الشيرازي بدأ نجم الحوزة العلمية في سامراء بالأفول سنة 1896؛ واتجهت الأنظار مرةً أخرى إلى حوزة النجف العلمية وزعيمها، حيث خلف العلاّمة الآخوند الميرزا الشيرازي واعتُبر مرجع تقليد للشيعة، وكان له قسطٌ وافر من المقلّدين من بين أقرانه، وإلى جانب المرجعية وما تقتضيه من جهودٍ مضنية، اهتم بالتأليف والتصنيف فخلّف لنا مؤلفات قيّمة لاقت الرواج والشيوع لدى الأوساط العلمية لمّا لها من أصالة وتجديد، وبما حفلت به من تدقيقٍ في علميّ الاُصول والفقه، وأشهرها كتابه “كفاية الأصول”، وبسببه اشتهر الآخوند بـصاحب الكفاية،‌ وهو كتاب دراسي للطلاب في نهاية المرحلة الدراسية المتوسطة في الحوزة العلمية والذي يعتبر أساساً لمنهج المدّرسين في المرحلة العالية لعلم الأصول، حيث استمر تدريسه في الحوزات العلمية منذ تأليفه حتى الآن، وقد كتب أكثر من 100 مجتهد حواشي وتعليقات على هذا الكتاب. وفي الوقت الذي كان فيه الآخوند منهمكاً بأعماله العلمية وتربية الطلاب وإدارة شؤون الحوزة العلمية التي كان يتألق نجمها يوماً بعد يوم، كان يتابع الأحداث السياسية في إيران متابعةً دقيقة.


ثانيا: مكانته العلمية
انتشر صيت الآخوند في أرجاء المعمورة، ودوّى اسمه في الآفاق، ونال من المنزلة الرفيعة والمقام العلمي الشامخ، مما اضطر للإذعان به أكابر علماء المسلمين، وقد تجاوزت شهرته في العلم وبراعته في التدريس آفاق مدينة النجف الأشرف، بل آفاق العراق، حتى وصل خبر ذلك إلى جميع أرجاء الدولة العثمانية .
واشتاق شيخ الإسلام في الدولة العثمانية بنفسه لرؤية الآخوند، والارتشاف من نمير علمه، بحجة أنه يروم السفر إلى قبر أبي حنيفة في بغداد، ومن ثمّ عرّج على مدينة النجف الأشرف لیشاهد الحوزة التي مضى عليها حوالي الألف عام، فدخل إلى مسجد الطوسي، حيث كان الآخوند يلقي درسه، فلما رآه وهو يدخل قام بنقل البحث إلى قول أبي حنيفة حول المطلب الذي كان يشرحه، وشرع ببيانه على أحسن ما يرام، فاندهش شيخ الإسلام من قدرة الآخوند على مباني أبي حنيفة وغيره من أئمة السنة: كان جُلَّ حديثه في سفره عند رجوعه إلى بلده كان يدور حول شخصية الآخوند، ومكانته العلمية .
استقل الآخوند الخراساني بتدريساته في النجف الأشرف بعد هجرة أستاذه السيد المجدد محمد حسن الشيرازي إلى سامراء، فاثبت وجوده علمياً بوقت مبكر باعتباره أبرز أساتذة علم الأصول في الحوزة وقتئذ؛ لما امتاز به أسلوبه في التدريس من طريقته الخاصة بعرض تقريراته ومقرراته على طلابه ، معتمداً منهج الإحاطة بالتفاصيل دونما إسهاب وإطالة مملين ، فضلاً عن تمتعه بـ "دقة وسرعة الانتقال موضوعيا من مطلب إلى آخر ، فذاع صيته بين أساتذة وطلبة الحوزة العلمية على حد سواء، بل وبين العديد من بقاع بلاد الإسلام ، حيث شدّ إليه الرحال طلبة العلم من إيران والهند وباكستان ولبنان والكويت والإحساء وسواها من البلاد الإسلامية ، متحملين أعباء السفر ومشاق الطريق لا لشيء إلا للانتظام بحلقات درسه القيمة والانتهال من فيضها .
تزاحم طلبة العلم في حلقات درسه المنعقدة ثلاث مرات في اليوم الواحد، مفتتحاً إياها صباحاً بدروس الفقه ليتلوها درس في الأصول بعد المغرب في مسجد الشيخ الطوسي ، ومن ثُمَّ ينهي يومه الدراسي ليلاً بمحاضرات تتعلق أيضاً بعلم الأصول ، خص به صفوة من طلابه المتميزين في مضمار العلم والدرس ، داعياً إياهم لتركيز خلاصاتها، وتثبيت شروحها في حواش على رسائله "العلميّة" و "العملية" ، بهدف إتاحة الفرص لمقلديه في الاستفادة منها .
اختلفت المصادر والمراجع حول عدد طلابه ، ممن تراوح تحصيلهم العلمي ما بين مجتهد أو قريب من الاجتهاد مضافاً إلى ذلك العديد من الفضلاء ، فعلى سبيل المثال لا الحصر أشار الشيخ أغا بزرك الطهراني (ت ١٣٨٩ هـ) صاحب كتاب "الذريعة إلى تصانيف الشيعة" ، وفي موضعين مختلفين من كتابه إلى أن عدد طلابه تراوح ما بين الخمسمائة والألف والمائتين طالب علم ، وقدرت مجلة "العرفان الصيداوية المعنية بالمعارف والفكر الشيعي عددهم بـ"ما ينوف عن ألف رجل من فحول العلماء ، في حين حددت موسوعة "دائرة المعارف الشيعية العامة" مجموعهم بالألف والمائتين طالب ، إلا أن الأديب والسياسي المعروف علي الشرقي ، خالف الجميع في تقديراته حيث قدرهم بثلاثة آلاف طالب ، ممن "حقوا بمنبره" على حد تعبيره
وربما يكون جميع ما ذكر من تقديرات لعدد طلابه قريبة من الصحة ، لسببين رئيسيين :
أولهما : إن اضطلاع الآخوند الخراساني بمهمة التدريس في الحوزة استغرقت وقتاً ناف على الثلاثة عقود وبضعاً من السنين ، الأمر الذي يعني زيادة في عدد طلابه مع مرور الزمن لتنامي شهرته العلمية وتصدره زعامة المرجعية الدينية في النجف الأشرف.
وثانيهما : إنَّ الدراسة الحوزوية تترك الباب مفتوحاً أمام الطالب في حرية الانتقال من حلقة درس إلى أخرى ، فلا توجد ضوابط وقوانين إلزامية في حضور دروس عالم بعينه أو مرجع بحد ذاته ، فالمسألة متروكة لتقديرات الطلاب أنفسهم ، ولا سيما أن الموضوع متعلق بمدى فائدة التحصيل العلمي من هذا العالم أو ذلك المجتهد ، لذا من الطبيعي أن نجد هذا التذبذب في تقدير عدد طلابه.


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

المبحث األول: ه...

المبحث األول: هيئات التقاضي في الجزائر يعتبر القضاء مرفقا عاما من مرافق الدولة و يحظى بخصوصية تعود ...

يعتبر الواقع ال...

يعتبر الواقع الافتراضي أداة فعالة لتحسين مستوى تركيز الطلاب في عملية التعلم. فعندما يتفاعل الطلاب مع...

نظرا للأهمية ال...

نظرا للأهمية التي تكتسيها عملية التخدير، أصبح لزاما الاستعانة بطبيب مختص في هذا العمل التخديري. أما...

المادة التسعون ...

المادة التسعون بعد المائة: ١- تحدد محكمة الاستئناف جلسة للنظر في طلب الاستئناف أو طلب التدقيق إذا رأ...

أسلوب التعجب هو...

أسلوب التعجب هو أحد أساليب اللغة التي يستخدمها المتحدثون للتعبير عن الدهشة أو الإعجاب أو الاستغراب ت...

في ظل التحديات ...

في ظل التحديات البيئية المتزايدة التي يواجهها كوكبنا اليوم، بات من الضروري تعزيز الوعي البيئي لدى ا...

كان ثمة رجل عجو...

كان ثمة رجل عجوز يجلس على الارض ويتكىء على احد الاعمدة وهو يمضغ نواة حبة بلح ويقرأ في احد الكتب.وقف ...

القيادة غير الر...

القيادة غير الرسمية تساوي في تأثيرها جماعة العمل غير الرسمية الذين تربطهم اهتمامات ومنافع مشتركة، وت...

Summary on Conc...

Summary on Concept Map: 1. Cell Chemistry: - Elements in the Cell: - About 92 naturally occ...

هناك 5 أنواع أس...

هناك 5 أنواع أساسية لجدار الحماية، وجميع تلك الأنواع تعمل على منع الهجمات الضارة، ولكن يختلف أسلوب ت...

Le choix de la ...

Le choix de la répartition des points dépend des critères suivants : - Pour pouvoir distinguer deux ...

To meet these t...

To meet these targets, some employees created fake bank accounts and enrolled customers in financial...