Online English Summarizer tool, free and accurate!
أن رسول الله ﷺ قال العباس بن عبد المطلب وحديثه خطأه وعمده صغيره وكبيره سره وعلانيته؟ عشر خصال: أن تصلي أربع ركعات في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة، إن استطعت أن تصليها في كل يوم مرة فافعل، فإن لم تفعل ومع ذلك، فلقد كانت لبعضهم رحمهم فمن ذلك ما تقدم لنا من كلام الإمام النووي رحمه الله تعالى : وفيها وليس حديثها بثابت (۱) . ومن ذلك ما نقلناه عن الشوكاني عليه الرحمة : وكل من له ممارسة ومخالفة هيئتها لهيئة أن المتن جدير بالدراسة، وهذا ما هذه الأحاديث. أولاً : لكنهم اختلفوا في وفي فهذه خمسن وستون تسبيحة أما العشر الأخيرة، وهذا ما جاءت ۲ - وذهب الحنفية (۱) وابن المبارك في رواية عنه إلى ترك الجلسة بعد خمس عشرة قبل القراءة، وقد مرت معنا وهو أنه يلغي التكبيرات في الرفع من الركوع، وهو أنه جعل في السجدة الثانية أصحها الأولى عنه، ينبغي أن نحسب له حساباً، فالمسلم الحق وجزاه عن دينه خيراً. وهذا لا ينافي ما ورد في بعض الروايات من جلسة استراحة قصيرة، مختلف فيه بين الأئمة، فوجود هذه الجلسة في صلاة التسابيح أمر بدع في أمور العبادة، ولما كان هذا من أقوى ما يُعترض به على هذا المتن، الأئمة حاول الإجابة عن هذه المخالفة، الجواب الأول : نقله عن السبكي، لأن الجلسة بعد السجدة الثانية تشبه جلسة الاستراحة ، كل ما في الأمر أنها تطول بالذكر. وهو أن النافلة يجوز فيها القيام والقعود حتى في الركعة الواحدة . وهو أن هذه الجلسة في بأن الركعة الواحدة فيها قيامان وركوعان، أما العلامة بن عابدين في «حاشيته» فقد ذكر جواباً رابعاً، حجر فقياس وأما الجواب الذي نقله ابن علان عن العراقي رحمه الله تعالى فيمكن أن يناقش أكثر من سابقه، القيام وجلس، وذلك ثم ركع، يقظى تحدث معي، تلك مسألة لا تمت من قريب أو بعيد إلى الجلسة الثانية في صلاة التسابيح بصلة، القيام والقعود في الركعة الواحدة ليس كذلك . فمع أن في النفس منه ١ - إن صلاة الكسوف قد صحت أحاديثها، أحاديث صلاة التسابيح ، عابدين في «حاشيته» . هيئة خاصة بالصلاة ولهذا ما خالفت فيه صلاة الكسوف غيرها من ثم إن صلاة لأنها تكون عند حدوث ظاهرة كونية فشرع فيها تعدد الركوع والقيام ، وكثرة القراءة، ثالثاً : من حيث الأسلوب : مما تشهد به کتب ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم» (۲) ، في . » ، والذي جاء في ابتداء من رواية جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه حين فكأن هذه العبارة كانت تكرر على مدى سنين طويلة بهذا وهو يتصل بفعل هذه الصلاة من أنها تصلى في كل يوم مرة، : في كل أسبوع»، فيقول : من يطيق ذلك؟! وفي بعض الروايات : «في كل أسبوعين» أو ستة أشهر» . تجعل المسلم يعجز عن أدائها في اليوم أو في الأسبوع أو في الشهر أو في ليُكتفى منه أن يؤديها مرة واحدة في العمر؟ حيث وهل كان العباس رضي الله عنه قاصر الهمة إلى هذا الحد ضعيفاً عاجزاً؟ وهل كان زاهداً في عبادة ربه حتى يقول : بأبي أنت وأمي يا رسول نحن والله نجل العباس عن هذا ويغلب على ظننا أن الأمر ليس لا يخفيان على ذلكم هو قوله رضي الله عنه : إنه لن يغني بعد الله عني غيرك»، والعباس رضي الله عنه يعلم قبلنا ـ بأن النبي ﷺ بين لهم من أول بعثته أنه عنكم من الله شيئاً . يا عباس بن عبدالمطلب! لا أغني عنك من الله شيئاً. أغني عنك من الله شيئاً ويا فاطمة سليني ما شئت من مالي، لا أغني فهل شيئاً أن يقول العباس مقالته هذه، وسمعوا قول النبي ﷺ : من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه»(۲)، مروراً والأسبوعين ، الصنعة والتكلف ظاهرة في هذا الترتيب . إن المعروف من شأنه عليه وآله الصلاة والسلام أنه كان إذا أنشأ عبادة يحافظ عليها، وهذا ما تتنافى خامساً : أن وهو ما جاء في بعض هذه الروايات النبي ﷺ قال للعباس : «أما إني لا أقول لك صل بعد الفجر حتى تطلع الشمس، الصلاة والسلام، نحن نعلم أن الصلاة في هذين الوقتين بعد الفجر إلى وبعد العصر حتى تغرب الشمس منهي عنها، ومجيئها في هذا السياق لا يدل على ذلك ألبتة ؟ ! سورة البقرة في ركعة واحدة لا أقول لك اقض ليلك كله في العبادة! هذا أموالكم إن يسألْكُموها فيُحْفِكُم تبخلوا ﴾ [سورة محمد: ٣٧]، اللهو ولا أقول لك كن من المسرفين والمبذرين فإن هذه أمور مما لا يجوز عمله وفعله . لذلك فنحن لا نتصور أن تكون هذه كلمات النبي ﷺ للعباس رضي هذا الأسلوب يدل على الترغيب في الفعل، كان الأقرب أن يقال : أنا لا أقول لك صلِّ الليل كله ! ولا أقول لك اقرأ في كما جاء في تلك الرواية، وجدناها في أكثر الروايات قد جاءت بصيغة العموم: من صلى قبل الظهر أربعاً، أو بصيغة تدل على الترغيب، ما كان من هذه في روايات خاصة، الطيبة، وحدها كانت عطية خاصة، ويرشد إليه، وغير ذلك من الأعمال التي كان كأن يقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله أو أن يقرأ بعض سور الصحيحة، نعم ؛ وهذا ثم إن شعيرة العيد شعيرة عامة، الصلاة، فالتكبير في وبعد تكبيرة القيام في الركعة الثانية وهي تكبيرات قليلة إذا قيست ولكن صلاة التسبيح نجد فيها مراعاة العدد في أركانها وهذا ما لم نجده في أي صلاة من الصلوات المشروعة الثابتة . شاغل في صلاته، فليقرأ ما تيسر من القرآن وليسبح ما شاء الله له وما قدر الخشوع الذي هو لب الصلاة وأسها وجوهرها، يشغل المصلي في صلاة التسابيح، قلت ؛ إن ما ذكر في بعض الروايات من أجر هذه الصلاة من أنها تُكفر بها لا لأن ذلك وهو الأجود سبحانه ، وهناك الذنب الذي تمحوه الطاعة ، وهناك ذنوب وسيئات لكي تمحى فلا بد لها ولكن الهيئة التي جاءت عليها صلاة التسابيح ، الخشوع الذي هو لب الصلاة وأسها وجوهرها، بأصابعه ليستوثق من العدد المطلوب، بها الصلاة . وعلانيته . لا لأن ذلك ولكن هناك قواعد وأسس وثوابت في هذا الدين لا يمكن تجاوزها، من شيء آخر. الفصل الثاني وأساساً لقبوله أو رده ، فإن ذلك يضعنا أمام قضية جديرة بالتأني حرية بالنظر والبحث والتروي ، بعيدة عن كل رأي فطير، ما ذهب إليه بعض الأفاضل، وكون بعض هذه الروايات تصلح شواهد أو متابعات وبعد البحث والتقصي ، وهم : عبد الله بن عباس، عبد الله بن جعفر العباس بن عبدالمطلب علي بن أبي طالب، والفضل فإن طرق هذا الحديث وصلت إلى سبع وعشرين طريقاً، جمع من أصحاب السنن أبو داود وابن ماجه والترمذي، كما أخرجها وتيسيراً للبحث، رأينا أن نجمع الطرق لكل صحابي على حدة، ولما المعروفين المشتهرين ؛ وقد نصوا على أن أصح طرق هذا الحديث طريقان : إحداهما عن سره وعلانيته؟ عشر خصال: أن تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة، الله والله أكبر خمس عشرة مرة ، ثم تركع ، فتقولها وأنت راكع عشراً، فتقولها عشراً، ثم ترفع رأسك من السجود، فتقولها فذلك خمس وسبعون في كل ركعة، فإن لم تفعل ففي كل جمعة مرة، تفعل ففي كل سنة مرة، فإن لم تفعل ففي عمرك مرة» (۱). وقال العجلي : ثقة صاحب سنة . ارم بهؤلاء . وأحمد بن وقال ابن خزيمة في (صحيحه» : تكلم أهل المعرفة بالحديث في عابد وله أوهام . هذا الطريق هو أصح الطرق عن ابن عباس، أنه أصح طريق عامة في صلاة التسابيح ، ومع ذلك ففيه راويان تكلم فيهما . قال: لأن موسى بن هذا ما قاله الأقدمون .
،
الفصل الأول
دراسة الحديث دراسة نقدية من حيث المتن
رُوي عن ابن عباس ؛ أن رسول الله ﷺ قال العباس بن عبد المطلب
يا عباس يا عماه ! ألا عطيك؟ ألا أمنحك ؟ ألا أحبوك؟ ألا أفعل
بك عشر خصال إذا أنت فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك ؛ أوله وآخره ، قديمه
وحديثه خطأه وعمده صغيره وكبيره سره وعلانيته؟ عشر خصال: أن
تصلي أربع ركعات في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة، فإذا فرغت من
القراءة في أول ركعة وأنت قائم، قلت سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا
الله ، والله أكبر؛ خمس عشرة مرة ، ثم تركع ، فتقولها وأنت راكع عشراً، ثم
ترفع رأسك من الركوع، فتقولها عشراً، ثم تهوي ساجداً، فتقولها وأنت
ساجد عشراً، ثم ترفع رأسك من السجود، فتقولها عشراً، ثم تسجد، فتقولها
عشراً، ثم ترفع رأسك فتقولها عشراً، فذلك خمس وسبعون في كل ركعة،
تفعل ذلك في أربع ركعات، إن استطعت أن تصليها في كل يوم مرة فافعل،
فإن لم تفعل ففي كل جمعة مرة، فإن لم تفعل ففي كل شهر، فإن لم تفعل
ففي كل سنة مرة، فإن لم تفعل ففي عمرك مرة» (۱) .
6
كانت عناية الأئمة بأسانيد هذا الحديث ورواياته وطرقه - كما سنرى
الله تعالى
بعد ـ عناية كاملة، ومع ذلك، فلقد كانت لبعضهم رحمهم
إشارات تتصل بمتن هذا الحديث .
فمن ذلك ما تقدم لنا من كلام الإمام النووي رحمه الله تعالى : وفيها
تغيير لنظم الصلاة المعروف، فينبغي ألا يفعل بغير حديث، وليس حديثها
بثابت (۱) .
ومن ذلك ما نقلناه عن الشوكاني عليه الرحمة : وكل من له ممارسة
لكلام النبوة لا بد أن يجد في نفسه من هذا الحديث ما يجد» (٢) .
وقال ابن حجر والحق أن طرقه كلها ضعيفة .. ومخالفة هيئتها لهيئة
باقي الصلوات» (3) .
ولكن من المقطوع به أن تعويلهم في الدراسة كان على الروايات
والأسانيد أكثر مما أعطي المتن من عناية ، أن المتن جدير بالدراسة،
، مع
أن تسلط عليه الأضواء من جوانب كثيرة وجهات متعددة، وهذا ما
أحاوله في هذه السطور إن شاء الله، فهناك جوانب كثيرة تسترعي
الانتباه في
حري
هذه الأحاديث.
أولاً :
لقد اضطرب متن هذا الحديث اضطراباً كبيراً نوجزه فيما يلي :
١ - أجمع المثبتون لصلاة التسابيح على أنها ثلاث مائة تسبيحة في
أربع ركعات في كل ركعة خمس وسبعون تسبيحة، لكنهم اختلفوا في
توزيع هذه التسبيحات، فالأكثرون منهم على أنها تكون كما يلي :
خمس عشرة بعد القراءة، أما الستون الباقية، ففي الركوع عشر، وفي
الرفع منه عشر ، وفي كل من السجدتين والجلوس بينهما عشر، فهذه خمسن
وستون تسبيحة أما العشر الأخيرة، فتكون بعد الجلوس من السجدة
الثانية فهذه خمس وسبعون تسبيحة تفعل في كل ركعة، وهذا ما جاءت
به أكثر الروايات .
،
۲ - وذهب الحنفية (۱) وابن المبارك في رواية عنه إلى ترك الجلسة بعد
السجود الثاني، لأنها مخالفة لهيئة الصلاة كما يقولون، واستعاضوا عن ذلك
بجعل التكبير في القيام خمساً وعشرين مرة، خمس عشرة قبل القراءة،
وعشراً بعدها، وهذه رواية جاءت عن أبي جناب عند البيهقي ، وقد مرت معنا
في الباب الأول .
٣ - هناك رواية عن ابن المبارك، وهو أنه يلغي التكبيرات في الرفع
من الركوع، ويثبتها في الجلسة بعد السجدة الثانية (٢).
٤ - ورواية ثالثة عن ابن المبارك، وهو أنه جعل في السجدة الثانية
عشرين تكبيرة، وترك الجلسة بعد السجدة الثانية (٣) .
فهذه روايات ثلاث عن ابن المبارك، أصحها الأولى عنه، وهو إلغاء
الجلسة بعد السجدة الثانية وجعل التكبير خمس عشرة مرة قبل القراءة
وعشراً بعدها .
أنهم
هذا الاضطراب في متن الحديث، وفي كيفية صلاة التسابيح ، ينبغي
أن نحسب له حساباً، وأن نقف منه موقف الحذر، وما ذكره ابن علان من
م لم يخالفوا ابن المبارك لجلالة قدره كلام (۱) غير مسلم، فالمسلم الحق
هو الذي يعرف الرجال بالحق، لا الحق بالرجال ولا يؤثر هذا على جلالة
قدر ابن المبارك رحمه الله تعالى ، وجزاه عن دينه خيراً.
ثانياً :
إذا بحثنا في الصلوات المفروضة والمسنونة فإننا لن نجد واحدة منها
تشبه هذه الصلاة وليست هناك أي صلاة فيها جلسة بعد السجدة الثانية،
وهذا لا ينافي ما ورد في بعض الروايات من جلسة استراحة قصيرة، وهو أمر
مختلف فيه بين الأئمة، فوجود هذه الجلسة في صلاة التسابيح أمر بدع في
أمور العبادة، وكونها تُخص بهذه الهيئة دون سبب مما لا تستريح له النفس،
وهذا ما قصده الإمام النووي رحمه الله فيما نقلناه عنه من قبل .
ولما كان هذا من أقوى ما يُعترض به على هذا المتن، وجدنا أن بعض
الأئمة حاول الإجابة عن هذه المخالفة، وقد نقل ابن علان في شرحه
لـ«الأذكار» أجوبة ثلاثة (۲) :
الجواب الأول : نقله عن السبكي، وهو أن صلاة التسبيح ليس فيها
مخالفة، لأن الجلسة بعد السجدة الثانية تشبه جلسة الاستراحة ، كل ما في
الأمر أنها تطول بالذكر.
الجواب الثاني : وقد نقله عن الحافظ العراقي في شرحه للترمذي ،
وهو أن النافلة يجوز فيها القيام والقعود حتى في الركعة الواحدة .
الجواب الثالث : وقد نقله عن ابن حجر، وهو أن هذه الجلسة في
صلاة التسابيح تشبه الركوع الثاني في صلاة الكسوف، ومعنى كلام ابن
أن صلاة الكسوف خالفت الصلوات الأخر، بأن الركعة الواحدة فيها
قيامان وركوعان، فلتكن صلاة التسابيح كذلك، هذا ما نقله ابن علان .
أما العلامة بن عابدين في «حاشيته» فقد ذكر جواباً رابعاً، وهو أنه ما
دامت هذه الصلاة قد ثبت حديثها في السنة، فينبغي أن يقبل ولا يُعبأ بأي
حجر
اعتراض (۱).
ومع إجلالنا للعلماء إلا أن هذه الأجوبة جميعاً يمكن أن تناقش :
فالجواب الأول الذي نُقل عن السبكي لا يسلم له، ولا تقاس هذه
الجلسة على جلسة الاستراحة، فجلسة الاستراحة لم تكن مطردة في كل
صلاة، ثم لم يكن فيها أي ذكر، وليست مقصودة لذاتها، بل لا تعد هيئة من
هيئات الصلاة بإجماع الأئمة والفقهاء بل كرهها كثير من العلماء، فقياس
6
الجلسة في صلاة التسابيح عليها فيه نظر، بل فيه بعد .
وأما الجواب الذي نقله ابن علان عن العراقي رحمه الله تعالى فيمكن
أن يناقش أكثر من سابقه، فجواز القيام والقعود في الركعة الواحدة ليس فيه
مخالفة لهيئة الصلاة، فنحن نعلم أن الجلوس في صلاة النافلة أمر لا غبار
عليه من حيث الشرع، فيمكن أن يجلس المرء أو يقوم ما دام الشرع قد
منحه هذا الحق صحيح يختلف الأجر، وذلك إذا كان المرء قادراً على
القيام وجلس، بل يمكن أن يكون القيام والقعود في الفرض كذلك، وذلك
إذا كان هناك عجز عن أن يستمر المصلي في قيامه، فعن عائشة رضي الله
عنها أن رسول الله كان يصلي جالساً ، فيقرأ وهو جالس، فإذا بقي من
قراءته نحو من ثلاثين أو أربعين ،آية ،قام فقرأها وهو قائم، ثم ركع، ثم
سجد، يفعل في الركعة الثانية مثل ذلك، فإذا قضى صلاته نظر، فإن كنت
يقظى تحدث معي، وإن كنت نائمة اضطجع (۱).
تلك مسألة لا تمت من قريب أو بعيد إلى الجلسة الثانية في صلاة
التسابيح بصلة، ذلك لأن الجلسة الثانية فيها مخالفة لهيئة الصلاة، ولكن
القيام والقعود في الركعة الواحدة ليس كذلك .
أما الجواب الثالث الذي نقله عن الحافظ، فمع أن في النفس منه
شيئاً، وذلك لما قدمناه عن ابن حجر في الباب الأول، إلا أنه كذلك لا يخلو
عن رد فقياس صلاة التسابيح على صلاة الكسوف مردود لأمرين اثنين :
١ - إن صلاة الكسوف قد صحت أحاديثها، وقد عرفنا ما في
أحاديث
صلاة التسابيح ، وبهذا يرد على الجواب الرابع الذي ذكره العلامة ابن
عابدين في «حاشيته» .
٢ - إن ما كرر في صلاة الكسوف من الأمور الخاصة بالصلاة نفسها،
فنحن نعلم أن الركوع من الهيئات التي لا يفعلها إلا المصلون، فالركوع
هيئة خاصة بالصلاة ولهذا ما خالفت فيه صلاة الكسوف غيرها من
الصلوات كان من الأمور الخاصة بالصلاة ،نفسها أما الجلوس فهي هيئة
6
يفعلها المصلي وغيره، وعلى هذا يمكننا أن نفرق بين صلاة الكسوف وصلاة
التسابيح ، ولا نستطيع أن نسلم بقياس هذه على تلك، ثم إن صلاة
الكسوف إنما هي صلاة ذات سبب، لأنها تكون عند حدوث ظاهرة كونية
غريبة، فشرع فيها تعدد الركوع والقيام ، وكثرة القراءة، إنابة إلى الله تعالى ،
ولا نجد في صلاة التسابيح شيئاً من ذلك .
ثالثاً : من حيث الأسلوب :
فقد أعطي سيدنا رسول الله جوامع الكلم، واختصر له الكلام
اختصاراً، لذلك كان الإيجاز الطابع الذي يمتاز به كلامه عليه الصلاة
والسلام، وكان يكره التشدق وينهى عنه وهذا ما لا يختلف فيه اثنان،
ولقد أثر ذلك في أسلوب أصحابه رضوان الله عليهم، مما تشهد به کتب
السنة المطهرة، وإذا نظرنا إلى رواية هذا الحديث نجدها بدعاً من كلامه
مستقلة
لقد وردت أداة الاستفتاح والتأكيد «ألا ) في كلام النبوة، وكانت تذكر
في كل جملة على حدة ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت
صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا القلب» (١) ، ألا
وهي
إن ربي أمرني أن أعلمكم» (۲) ، « ألا إن سلعة الله غالية»(۳)؛ لكن الأسلوب
الذي جاءت فيه أحاديث صلاة التسابيح بجميع رواياتها، هو ما لم نعهده
أسلوب سيدنا رسول الله : ألا أحبوك ، ألا أعطيك، ألا أمنحك ،
في
هذه
ألا أفعل بك . . » ، هذا التفخيم الذي ليس تحته طائل، والذي جاء في
الروايات جميعها، ابتداء من رواية جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه حين
مجيئه من الحبشة مع فتح خيبر إلى ما روي عن العباس رضي الله تعالى
عنه بعد فتح مكة، فكأن هذه العبارة كانت تكرر على مدى سنين طويلة بهذا
الأسلوب، ولعل هذا ما قصده الشوكاني فيما نقلناه عنه من قبل .
رابعاً :
وهو يتصل بفعل هذه الصلاة من أنها تصلى في كل يوم مرة، ولكن
العباس رضي الله عنه يقول : بأبي أنت وأمي ، من يطيق ذلك؟! فيقول النبي
: في كل أسبوع»، فيقول : من يطيق ؟! فيقول: «في كل شهر».
فيقول : من يطيق ؟ فيقول: «في كل سنة » . فيقول : من يطيق ذلك؟!
فيقول: «في العمر مرة واحدة». وفي بعض الروايات : «في كل أسبوعين»
أو ستة أشهر» .
وينبغي أن نتساءل هنا : ما هي الصعوبة في صلاة التسابيح التي
تجعل المسلم يعجز عن أدائها في اليوم أو في الأسبوع أو في الشهر أو في
السنة، ليُكتفى منه أن يؤديها مرة واحدة في العمر؟
ونحن نعلم من صلاتها وصلاة أصحابه رضوان الله عليهم، حيث
كانوا يطولون القيام والركوع والسجود ما يجعل كثيراً منا يصعب عليه أن
يتأسى بهم فيصلي مثل صلاتهم .
وهل كان العباس رضي الله عنه قاصر الهمة إلى هذا الحد ضعيفاً
عاجزاً؟ وهل كان زاهداً في عبادة ربه حتى يقول : بأبي أنت وأمي يا رسول
الله ! من يطيق ذلك؟!
نحن والله نجل العباس عن هذا ويغلب على ظننا أن الأمر ليس
كذلك، بل إن الصنعة والتكلف ظاهران في هذا الأسلوب، لا يخفيان على
ذوي البصائر.
ثم إن هناك قضية أخرى في كلام العباس تزيدنا يقيناً بما ذهبنا إليه،
ذلكم هو قوله رضي الله عنه : إنه لن يغني بعد الله عني غيرك»، ونحن نعلم
والعباس رضي الله عنه يعلم قبلنا ـ بأن النبي
ﷺ بين لهم من أول بعثته أنه
لن يغني عنهم شيئاً ، قال : يا معشر قریش! اشتروا أنفسكم، لا أغني
عنكم من الله شيئاً . يا بني عبد مناف ! لا أغني عنكم من الله شيئاً . يا عباس
بن عبدالمطلب! لا أغني عنك من الله شيئاً. ويا صفية عمة رسول الله ! لا
أغني عنك من الله شيئاً ويا فاطمة سليني ما شئت من مالي، لا أغني
عنك من الله شيئاً (۱) .
.
وهذا ما تشهد به الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة، فهل
الله
يعقل بعد بيان النبي الله لويه وأهل بيته وأقربائه بأنه لن يغني عنهم من
شيئاً أن يقول العباس مقالته هذه، وقد قرؤوا قول الله سبحانه: ﴿فإذا نُفِخَ
في الصور فلا أنساب بينهم يومئذٍ ولا يتساءلون﴾ [المؤمنون: ١٠١]،
وسمعوا قول النبي ﷺ : من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه»(۲)، فما أبعد
العباس عن هذه المقالة، وأكرم به رضي الله عنه أن يتلفظ بمثلها .
ومما يزيد في إلقاء كثير من الشكوك حول هذا المتن، هذا التدرج
الذي لم نجد له أي مثال في كلام النبي ﷺ ، كما لم نجد له أي مثال في
عباداتنا جميعها، من المرة في اليوم الواحد إلى المرة في العمر كله، مروراً
بالأسبوع، والأسبوعين ، والشهر والستة أشهر ، والسنة. أنا لا أرتاب في أن
الصنعة والتكلف ظاهرة في هذا الترتيب .
،
إن المعروف من شأنه عليه وآله الصلاة والسلام أنه كان إذا أنشأ عبادة
يحافظ عليها، وأن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل، وهذا ما تتنافى
معه قضية صلاة التسابيح .
خامساً :
من
أن
وهو قريب من سابقه، وهو ما جاء في بعض هذه الروايات
النبي ﷺ قال للعباس : «أما إني لا أقول لك صل بعد الفجر حتى تطلع
6
الشمس، ولا بعد العصر حتى تغرب الشمس صل أربع ركعات تقرأ فيهن
بأربع سور طوال من المفصل».
هذا كلام فيه غرابة ، فكيف يجوز أن نسنده إلى الرسول عليه وآله
الصلاة والسلام، نحن نعلم أن الصلاة في هذين الوقتين بعد الفجر إلى
طلوع الشمس، وبعد العصر حتى تغرب الشمس منهي عنها، ومجيئها في
هذا السياق لا يدل على ذلك ألبتة ؟ !
يقول أحدنا لصاحبه : لا أقول لك تصدق بكل مالك ! لا أقول لك اقرأ
سورة البقرة في ركعة واحدة لا أقول لك اقض ليلك كله في العبادة! هذا
هو المتعارف عليه بين الناس، وهذا يتفق مع الآية الكريمة : ولا يسألكم
أموالكم إن يسألْكُموها فيُحْفِكُم تبخلوا ﴾ [سورة محمد: ٣٧]، وعلى هذا
فليس المتعارف عليه أن يقول أحدنا للآخر: أنا لا أقول لك اقض وقتك في
اللهو ولا أقول لك كن من المسرفين والمبذرين فإن هذه أمور مما لا يجوز
عمله وفعله .
لذلك فنحن لا نتصور أن تكون هذه كلمات النبي ﷺ للعباس رضي
الله عنه : «أما إني لا أقول لك صل بعد الفجر حتى تطلع الشمس»! فإن
هذا الأسلوب يدل على الترغيب في الفعل، وإن مثل هذا الفعل منهي عنه ،
كان الأقرب أن يقال : أنا لا أقول لك صلِّ الليل كله ! ولا أقول لك اقرأ في
كل ركعة سورة من السبع الطوال ! فإن مثل هذه أمور مرغبة لمن استطاعها،
لا يرتاب في ذلك مرتاب .
ومما تقدم نقول مع ابن خزيمة رحمه الله : «إن في النفس من هذا
الحديث شيئاً، بل أشياء» .
ثم إنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن طلب من
أصحابه تعيين سورة معينة في صلاة النافلة، كما جاء في تلك الرواية، وهو
أن يقرأ في كل ركعة بعد الفاتحة سورة من طوال المفصل .
سادساً :
إذا استعرضنا الأحاديث التي ترغب في صلاة النوافل، وجدناها في
أكثر الروايات قد جاءت بصيغة العموم: من صلى قبل الظهر أربعاً،
وبعدها أربعاً، حرمه الله على النار» (۱) ، أو بصيغة تدل على الترغيب، مثل :
ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها» (٢) .
وذلك كالأحاديث التي وردت في صلاة الضحى وصلاة الليل، حتى
ما كان من هذه في روايات خاصة، نجد أنه جاء الحث عليها في روايات
تدل على العموم، فصلاة الضحى والوتر وصيام ثلاثة أيام من كل شهر،
أوصى بها النبي ﷺ بعض الصحابة رضوان الله عليهم، لكن هذه الأعمال
الطيبة، وردت في روايات كثيرة تدل على العموم، ولكن صلاة التسبيح
وحدها كانت عطية خاصة، ولم يرد فيها أي حديث من الأحاديث الدالة على
العموم. وهذا أمر لا ينبغي أن يتجاوزه الباحثون .
ثم إن أي عمل كان يأمر به النبي ﷺ ، ويحث عليه، ويرشد إليه،
ثبت عنه في السنة الفعلية كذلك، فلقد ثبتت عنه صلى الله عليه وسلم صلاة
الضحى (۳)، وقيام الليل وصيام التطوع ، وغير ذلك من الأعمال التي كان
يأمر بها، ولكن أحداً لم يقل بأنه ثبت عنها الصلاة التسابيح، ولقد كان
الرسول ﷺ لا حريصاً على أن يكون سباقاً لكل مكرمة، وفي كل عبادة .
سابعاً : :
إن الناظر في جميع الصلوات نوافلها وفروضها لا يجد أي أثر للعد
في هذه الصلوات وما وجد من روايات يذكر فيها العد، فإنما كان ذلك
خارج
الصلاة، كأن يقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله
الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات بعد الصلاة، وأن
ويكبر ثلاثاً وثلاثين، ويكمل المائة بـ : لا إله إلا الله ، أو أن يقرأ بعض سور
يسبح ويحمد
القرآن ثلاثاً، أو يقول بعض الأدعية ثلاثاً أو أكثر، مما جاء في كتب السنة
الصحيحة، فهذا كله إنما هو في غير الصلاة .
نعم ؛ ؛ قد يقال : إن صلاة العيدين فيها تكبيرات ذوات عدد، وهذا
صحيح ثبت في السنة أولاً، ثم إن شعيرة العيد شعيرة عامة، ثم إن هذه
التكبيرات على اختلاف الروايات في عددها، إلا أن لها معنى في هذه
الصلاة، وفي هذا اليوم فصلاة العيد يشهدها المسلمون صغاراً وكباراً،
وهو يوم فرحة وشكر.
،
،
ثم إن هناك فرقاً كبيراً بين صلاة التسبيح وصلاة العيدين، فالتكبير في
صلاة العيد إنما هو في أول كل ركعة فهو بعد تكبيرة الإحرام في الركعة
الأولى
، وبعد تكبيرة القيام في الركعة الثانية وهي تكبيرات قليلة إذا قيست
بصلاة التسبيح، ولكن صلاة التسبيح نجد فيها مراعاة العدد في أركانها
جميعها، وهذا ما لم نجده في أي صلاة من الصلوات المشروعة الثابتة .
ثامناً :
يقول الله تبارك وتعالى : بسم الله الرحمن الرحيم . قد أفلح
المؤمنون الذينَ هُم في صلاتهم خاشعونَ ﴾ [المؤمنون: ١]، والحقيقة أن
الخشوع هو لب الصلاة وجوهرها، ولذلك لم يرد الله أن يشغل المسلم أي
شاغل في صلاته، فليقرأ ما تيسر من القرآن وليسبح ما شاء الله له وما قدر
عليه، وليدع بما أحب .
هذا
ولكن الهيئة التي جاءت عليها صلاة التسابيح ، ما نظنها تتفق مع
الخشوع الذي هو لب الصلاة وأسها وجوهرها، ذلك لأن هناك شيئاً واحداً
يشغل المصلي في صلاة التسابيح، وهو الذي يعنيه ويحرص عليه، وهو
إحصاء العدد في كل ركعة، حتى لا يزيد ولا ينقص، وربما جعله يعد
بأصابعه ليستوثق من العدد المطلوب، وذلك ما لم يعهد في أي صلاة كما
قلت ؛ لأنه لا يتفق مع الخشوع ودوام التفكير ، والصبغة التي تختص وتمتاز
بها الصلاة .
تاسعاً :
إن ما ذكر في بعض الروايات من أجر هذه الصلاة من أنها تُكفر بها
الذنوب ولو كانت مثل زبد البحر أو رمل عالج ، وأنها يعطى بها المصلي عشر
خصال، وهي مغفرة الذنب ؛ أوله وآخر، قديمه وحديثه ، صغيره وكبيره، سره
وعلانيته .
أقول : إن ذلك كله يجعلنا ننظر بحذر إلى هذه الرواية، لا لأن ذلك
(
كبير على فضل الله ، ففضل الله واسع وكرمه عظيم، وهو الأجود سبحانه ،
ولكن هناك قواعد وأسس وثوابت في هذا الدين لا يمكن تجاوزها، ولا
الخروج عنها .
إن بعض العبادات يرغب فيها الشارع ، ويبين مقدار ما فيها من أجر،
ولكن مع ذلك، فهناك الصغائر والكبائر، وهناك الذنب الذي تمحوه الطاعة ،
والسيئة التي تمحوها ،الحسنة، وهناك ذنوب وسيئات لكي تمحى فلا بد لها
من شيء آخر.
هذه بعض الجوانب التي تتصل بالدراسة النقدية لمتن هذا الحديث،
هذا
ولكن الهيئة التي جاءت عليها صلاة التسابيح ، ما نظنها تتفق مع
الخشوع الذي هو لب الصلاة وأسها وجوهرها، ذلك لأن هناك شيئاً واحداً
يشغل المصلي في صلاة التسابيح، وهو الذي يعنيه ويحرص عليه، وهو
إحصاء العدد في كل ركعة، حتى لا يزيد ولا ينقص، وربما جعله يعد
بأصابعه ليستوثق من العدد المطلوب، وذلك ما لم يعهد في أي صلاة كما
قلت ؛ لأنه لا يتفق مع الخشوع ودوام التفكير ، والصبغة التي تختص وتمتاز
بها الصلاة .
تاسعاً :
إن ما ذكر في بعض الروايات من أجر هذه الصلاة من أنها تُكفر بها
الذنوب ولو كانت مثل زبد البحر أو رمل عالج ، وأنها يعطى بها المصلي عشر
خصال، وهي مغفرة الذنب ؛ أوله وآخر، قديمه وحديثه ، صغيره وكبيره، سره
وعلانيته .
أقول : إن ذلك كله يجعلنا ننظر بحذر إلى هذه الرواية، لا لأن ذلك
(
كبير على فضل الله ، ففضل الله واسع وكرمه عظيم، وهو الأجود سبحانه ،
ولكن هناك قواعد وأسس وثوابت في هذا الدين لا يمكن تجاوزها، ولا
الخروج عنها .
إن بعض العبادات يرغب فيها الشارع ، ويبين مقدار ما فيها من أجر،
ولكن مع ذلك، فهناك الصغائر والكبائر، وهناك الذنب الذي تمحوه الطاعة ،
والسيئة التي تمحوها ،الحسنة، وهناك ذنوب وسيئات لكي تمحى فلا بد لها
من شيء آخر.
هذه بعض الجوانب التي تتصل بالدراسة النقدية لمتن هذا الحديث،
الفصل الثاني
دراسة أحاديث صلاة التسابيح من حيث الإسناد
، ،
إذا كان الإسناد عمود الحكم على الحديث، وأساساً لقبوله أو رده ،
فإن ذلك يضعنا أمام قضية جديرة بالتأني حرية بالنظر والبحث والتروي ،
بعيدة عن كل رأي فطير، وهو ما نستعين الله تبارك وتعالى أن يوفقنا لتحقيقه .
ومنهجنا في هذا الفصل جمع روايات هذا الحديث وطرقه ، ومناقشة
ما ذهب إليه بعض الأفاضل، وهذه المناقشة تتصل بالحكم على بعض
رجال السند من جهة، وكون بعض هذه الروايات تصلح شواهد أو متابعات
أو لا تصلح من جهة ثانية .
وبعد البحث والتقصي ، وجدنا أن أحاديث صلاة التسابيح رويت عن
اثني عشر صحابياً رضوان الله عليهم، وهم : عبد الله بن عباس، عبدالله بن
عمرو، أبو رافع ، أبو كبشة الأنماري أم سلمة، جعفر بن أبي طالب،
عبد الله بن جعفر العباس بن عبدالمطلب علي بن أبي طالب، والفضل
بن العباس، وابن عمر، وأنس بن مالك رضي الله عنهم جميعاً .
،
وبعض الصحابة روي عنهم هذا الحديث من أكثر من طريق؛ لذا
فإن طرق هذا الحديث وصلت إلى سبع وعشرين طريقاً، وهذه الطرق نقلها
جمع من أصحاب السنن أبو داود وابن ماجه والترمذي، والبيهقي في
6
السنن الكبرى، ومن أصحاب :الصحاح ابن خزيمة، كما أخرجها
الحاكم في مستدركه ، وعبد الرزاق والدارقطني في «مصنفيهما»،
والطبراني في معجميه ؛ الكبير والأوسط».
ومن نقل من المصنفين والمؤلفين أحاديث صلاة التسابيح فإنما نقلها
عن أولئك رحم الله الجميع رحمة واسعة .
وتيسيراً للبحث، رأينا أن نجمع الطرق لكل صحابي على حدة، ولما
6
كانت أكثر الطرق مروية عن الصحابيين الجليلين وهما من العبادلة
المعروفين المشتهرين ؛ عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمرو، فقد روي
الحديث عن ابن عباس من عشرة طرق وعن عبد الله بن عمرو من ستة
طرق، وقد نصوا على أن أصح طرق هذا الحديث طريقان : إحداهما عن
ابن عباس، والأخرى عن عبد الله بن عمرو، لذلك آثرنا أن نبدأ برواية عبد الله
بن عباس، ثم عبد الله بن عمرو، ثم بقية الصحابة، وصلى الله على سيدنا
محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
أولاً : طرق ابن عباس :
۱ - حدثنا عبدالرحمن بن بشر بن الحكم النيسابوري : حدثنا موسى
بن عبدالعزيز: ثنا الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس؛ أن رسول
الله ﷺ قال للعباس بن عبدالمطلب :
يا عباس يا عماه ! ألا عطيك ؟ ألا أمنحك ؟ ألا أحبوك؟ ألا أفعل
بك عشر خصال إذا أنت فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك ؛ أوله وآخره، قديمه
وحديثه خطأه وعمده صغيره وكبيره، سره وعلانيته؟ عشر خصال: أن
تصلي أربع ركعات، تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة، فإذا فرغت من
القراءة في أول ركعة وأنت قائم :قلت سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا
الله والله أكبر خمس عشرة مرة ، ثم تركع ، فتقولها وأنت راكع عشراً، ثم ترفع
رأسك من الركوع، فتقولها عشراً، ثم تهوي ساجداً، فتقولها وأنت ساجد
عشراً، ثم ترفع رأسك من السجود، فتقولها عشراً، ثم تسجد، فتقولها
عشراً، ثم ترفع رأسك فتقولها عشراً، فذلك خمس وسبعون في كل ركعة،
تفعل ذلك في أربع ركعات إن استطعت أن تصليها في كل يوم مرة فافعل،
فإن لم تفعل ففي كل جمعة مرة، فإن لم تفعل ففي كل شهر مرة، فإن لم
تفعل ففي كل سنة مرة، فإن لم تفعل ففي عمرك مرة» (۱).
6
قال ابن معين والنسائي : ثقة . وقال أبو زرعة : صالح . وقال العجلي :
ثقة صاحب سنة . وقال ابن المبارك : الحكم بن أبان، وأيوب بن سويد
وحسام بن مصك ؛ ارم بهؤلاء . وذكره ابن حبان في «الثقات»، وقال : ربما
أخطأ. وحكى ابن خلفون توثيقه عن ابن نمير وابن المديني، وأحمد بن
حنبل. وقال ابن خزيمة في (صحيحه» : تكلم أهل المعرفة بالحديث في
الاحتجاج بخبره. وقال ابن حجر صدوق ،عابد وله أوهام . وقال الذهبي :
والحكم بن أبان ليس أيضاً بالثبت .
6
هذا الطريق هو أصح الطرق عن ابن عباس، بل ذهب الأكثرون إلى
أنه أصح طريق عامة في صلاة التسابيح ، ومع ذلك ففيه راويان تكلم فيهما .
ولذلك قال ابن خزيمة في (صحيحه»: «إن في النفس منه شيئاً» (١).
ولقد عده ابن الجوزي من الموضوعات، قال: لأن موسى بن
عبدالعزيز مجهول عندنا» (۲) .
وقال الحافظ في التلخيص» : وموسى بن عبدالعزيز وإن كان صادقاً
صالحاً فلا يحتمل منه هذا التفرد» (۳)
هذا ما قاله الأقدمون .
وقال الدكتور نور الدين عتر من المحدثين : لكنا نرى أن الحكم
على هذا الإسناد بالصحة فيه نظر؛ لأن فيه موسى بن عبدالعزيز والحكم بن
فذكر نحوه، قال في السجدة الثانية من الركعة الأولى كما قال في حديث
مهدي بن ميمون (۱) .
Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance
You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT
ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.
We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate
أكد تقرير المعهد الشرق الأوسط أن الهدنة المعلنة في 6 مايو بين الولايات المتحدة والحوثيين، المدعومين ...
The only comment is that the time of the doctor's availability is up to 430, 5 o'clock only However...
The only comment is that the time of the doctor's availability is up to 430, 5 o'clock only However...
They are serving a very dry steamed chicken breast and not tasty and the fish the should provide th...
A loop of wire that forms a circuit crosses a magnetic field. When the wire is stationary or moved p...
تعد مهارة التواصل من المهارات المهمة التي يعتمد عليها الإنسان، سواء على الصعيد المهني او الشخصي. كما...
The doctor is very brilliant . She told us how to control the sugar , gave advices to my son and tol...
تعتبر وفيات الأطفال واعتلال صحتهم من القضايا الصحية العاجلة التي تتطلب فهمًا عميقًا للعوامل المتعددة...
القطاع الزراعي يعتبر القطاع الزراعي بشقيه الحيواني و النباتي من أهم القطاعات في السودان حيث يضم 80...
يبدو أن نهاية حقبة نتنياهو قد اقتربت فعلا هذه المرة. إدارة ترامب تعتقد أن الضربات الأخيرة على إيران ...
تؤثر الألعاب الإلكترونية بشكل سلبي على المراهقين، خاصة في حال استخدامها بشكل مفرط أو عند اختيار ألعا...
إقليم تيغراي الإثيوبي. هذه التوترات تأتي على خلفية تباين أهداف الدولتين خلال الحرب في تيغراي، حيث سع...