Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (50%)

موقف الولايات المتحدة
الغارات الجوية على فيتنام الشمالية في فبراير عام ١٩٦٥ ، والا تمرض الحزب كله للهزيمة المؤكدة امام نيكسون . ووافق على دعوة جبهة تحرير فيتنام الجنوبية للاشتراك في مباحثات السلام الدائرة في پاريس ، تاییده لهمفری ، كاد أن يكون حاسما . قوى التقدم والبسان ضعيفة ومفككة . وهي لا تقدر
. . ولكن تجربة ادارة جونسون خيبت الامال إلى أبعد حد في قدرة هذا الحزب على نصرة هذه القضايا ، حتى مع افتراض تخلي جونسون لغيره بمنصب الرئاسة . ولم يستطع هيوبرت همفری أن يحتفظ بقدر من الشعبية - بوصفه مرشح الحزب الديمقراطي - الا لادراك هذه القوى ان كل بديل فى السلطة لهذا الحزب ، هو بالحتم ( بديل الى يمينه ، ، ومع ذلك لم يجد همفرى مناصا - تدعيما المركزة - الا ان يعلن تنصله من الخط الذي انتهجه جونسون ، واضطر قبل انتخابات الرئاسة باسبوعين - ان يدلى بتصريحات يؤكد فيها أنه لم يكن موافقا على بدء الغارات الجوية على فيتنام الشمالية في غير اير عام ١٩٦٥ ، ولم يكن تأييده المعلن السياسة جونسون بعد ذلك الا بحكم الالتزام الذي فرضه منصبه الرسمى كتائب للرئيس ! ووجد كل اقطاب الحزب الديمقراطي، محافظ الاباما ، وهذا الحزب الجديد الذى جذب ١٤ % من عدد الذين أدلوا بأصواتهم ، على حد تصريحات جنرال الجو ليماى ، والمرشح بجوار والاس لمقعد نائب الرئيس ] ، ومعارضة وقف الغارات الجوية ضد فيتنام الشمالية. والجماعات ذات الاتجاهات العنصرية ، والميول الفاشية ، والتشكيلات الهتلرية النزعة وهي في أغلبها عناصر كانت تدلى بأصواتها في الماضى لمرشحي الحزب الجمهوري في ولايات الجنوب . وقد اجمع المراقبون على أن نسبة الاصوات التي تجمعت حول هذا الحزب تعتبر بحق صحوة مخيفة لليمين المتطرف، ودلالة على أن القلاقل التي تواجه المجتمع الأمريكي حاليا ، وكانت كل التنبؤات قبل ظهور نتيجة الانتخابات ببضعة أسابيع تنتظر نصرا ساحقا لنيكسون . كتعبير عن إدانة ادارة جونسون ، ولإحساس بالفشل وعدم الرضا ، وعدم ظهور بديل
واتاح لجونسون نجاحه الباهر فى انتخابات عام ١٩٦٤ - لم يعد لزاما على الحزب الجمهوري المنافس ان يلجأ ليتميز فى مواجهته - الى خط موغل في تعصبه وعدوانيته وتطرقه اليمينى . ومن نفقات باهظة ، بلغت ثلاثين الف مليون مليون دولار دولار كل عام . ارتفاع رصيد نيكسون
غير أن الرصيد الذى بدد لم يكن رصيد جونسون الشخصى فحسب ، ولكن فوق هذا كله ، ترتب على هذا العجز في ادارة الديمقراطيين مفارقة خطيرة ، الذى لم يعد يحتمل وقوع أزمة تصل الى هذه الابعاد فى واقع امريكا الداخلي ، معركة انتخابية تختلف عن سابقتها
من ابرز ما يستوقف النظر في المعركة الانتخابية الاخيرة ، وأتاحت له ادعاء أنه يملك ثقة الامة بأسرها ، وكان جونسون قد أحرز هذا النصر الحاسم على منافسه الجمهورى بارى جولدووتر ، ولا لمجرد أن جولد ووتر نادى فى حملته الانتخابية ، بخط متطرف في عدوانيته وتعصبه ، أعاد الى الاذهان المكارثية » المقيتة ، ولكن كذلك لان جونسون وعد ناخبيه بانتهاج سياسة خارجية معتدلة ، وبخاصة في قضية فيتنام . تستهدف اقامة و المجتمع العظيم )
وانفجرت ثورة الطلاب والشباب ضد
التجنيد لحرب فيتنام ، واختلال كل القيم الاجتماعية ، والبعث والعدم اللذان أصبح ينبيء بهما مستقبل معرض لاعمق الاهتزازات
وأفضت هذه الاحداث الى صدع عميق في وحدة الامة ، والى تعدد مواطن الانفجار ، والفوضى الشاملة . ودخل العنف السياسة الامريكية من أوسع الابواب ، وتلاحقت الاغتيالات السياسية ، وكان قرار جونسون الذي اعلنه في مارس الماضي ، . المعركة الانتخابية القادمة ، اشهارا الافلاسه السياسي ، وتسليما من جانبه بأن الخط الذي انتهجه طوال فترة توليه الرئاسة ، قد بدد تماما كل الرصيد الذى تجمع في شخصه عند انتخابه . شخصية نيكسون واهدافه المعلنة
تبرز شخصية نيكسون كعنصر هام فيما ينبغى أن ينتظر منه . وهو يصف نفسه بالواقعية » ، المتمرسين في فن المناورة ، المحيطين بأسرار أساليب السياسة الأمريكية ، ومن العناصر الشديدة الحساسية للمناخ السائد وتموجاته ، والقادرة على السباح في كافة المياه
وقد ظل الى الان مبهما وغامضا فيما ينوى عمله لمواجهة المشاكل الداخلية المتفاقمة . وقد ردد طوال حملته الانتخابية انه رجل يحرص على النظام » و « المشرعية ؟ . وجد لزاما عليه أن يركز كل احاديثه على أهمية الموحدة القومية » . وفى مجال الاقتصاد : أبدي نيكسون شكه فى جدوى تدخل الحكومة الفيديرالية فوق الطاقة فى مجربات النشاط الاقتصادى ، وأبدى تحبيذه للامركزية ، وأعلن ايمانه بفكرة « التنافس الحر » ، وكذلك ظاهرة التضخم وهى تنبيء ببلوغ ابعاد خطيرة . وان كان من المعلوم عن نيكسون انه من انصار الحد من تقاتم التضخم ، حتى اذا ترتب على ذلك انكماش فى العمالة ، وزيادة في البطالة ، الى ما يفوق الحد الاقصى الذي حرصت ادارة جونسون ألا تتجاوزه . وهذا من شأنه أن يزيد بدوره من احتدام الصراعات الاجتماعية ، مقابل
تدعيم مركز الاحتكارات . وفى مجال الاقتصاد : أبدي نيكسون شكه فى جدوى تدخل الحكومة الفيديرالية فوق الطاقة فى مجربات النشاط الاقتصادى ، وأعلن ايمانه بفكرة « التنافس الحر » ، باعتبارها مبدا اساسيا فى تقاليد امريكا الاقتصادية . ولكن هذه التصريحات لا تانى بردود شافية على المشاكل الحقيقية التى تواجه الاقتصاد الامريكي اليوم وهي لا تلقى اضواء على الاجراءات التي تنوى الادارة الجديدة اتخاذها لمواجهة المشاكل النقدية المتفاقمة ، وان كان من المعلوم عن نيكسون انه من انصار الحد من تقاتم التضخم ، وهذا من شأنه أن يزيد بدوره من احتدام الصراعات الاجتماعية ، ومن سوء حالة القطاعات الفقيرة في المجتمع ، تنبیه به ادارة نيكسون الجديدة ؟ سؤال تنطوى الاجابة عليه ، . فعلى الرغم من لیس بالشخصية السياسية المجهولة رأى العام ، بعد أن احتل منصب نائب رئيس الجمهورية في عهد ایزنهاور طوال ادارتين متتاليتين / ١٩٥٢ - ١٩٦٠ ] ، وتحددت له خلال مباشرة مهام وظيفته ، قسمات سياسية معروفة . إلا أن ملابسات الموقف داخل الولايات المتحدة ، وملامح الموضع وقد عقدت الامال بعد ذلك على أن يلقى الدولي ، ومن تشكيل الوزارة ، الذي ينتظر أن تنتهجه الادارة الجديدة . التي انتهت بفوزه بكرسي الرئاسة ، أن نيكسون جاء هذا التشكيل مخالفا لكثير من التنبؤات . أو أية نقاط واستبعد معظم وجوه الحزب الجمهوري ، ذات
محددة ، لعلاج الاخطاء الخطيرة التي تورطت فيها الملامح السياسية المعروفة ، ومشكلة الاحتفاظ بربط الدولار بالذهب او فصله عنه ، والاختلال في ميزان المدفوعات وكذلك ظاهرة التضخم وهى تنبىء ببلوغ ابعاد خطيرة . انصار الحد ذلك انكماش الى ما يفرق الحد الاقصى الذي حرصت ادارة جونمون الا تتجاوزه . وهذا من شأنه أن يزيد بدوره . ومن سوء حالة الطاعات النتيرة في المجتمع ، مقابل تدعيم مركز الاحتكارات . وفى مجال الخدمات ، بسبب انشغال الرئيس السابق بحرب فيتنام واجتذابها معظم وقته واهتمامه ، وزيادة كفاءة الخدمات، وزيادة الاهتمام بقضايا التعليم والصحة ، عن طريق زيادة عدد الاطباء والممرضات . وقد اختار لوزارة الصحة والتعليم والخدمات احد اصدقائه المقربين ، هو فينش ، ومثل هذه الاجراءات تنبىء - هي الاخرى - بخدمة المشروعات الخاصة في هذه القطاعات ، قبل أن تعبر عن انصراف بالجهود الى رفع مستوى المواطنين بشكل عام . اصبحت تستنزف أمكانياتها ، وتهدد استقرارها الداخلي ، ولكن بدون التخلى عن أطماعها في الاحتفاظ بدور قيادي في تقرير مصائر العالم خارج حدودها ، وبالاعتماد على الوسائل الاقتصادية أساسا . أما عن أهم القضايا المحتدمة ، التي اصبحت تواجه المجتمع الأمريكي ، فلم يدل نيكسون بتصريحات محددة حول خطة عمله ، ولكنه من احالة الموضوع الى الهيئات القضائية ، لكم في النزاعات القائمة حول تطبيق القانون : دد هذه الحقوق . ويرفض نیکسون تم اى تحرك الزنوج يتجاوز حدود الالتزام بهذا الاثار ، رغم كل تجاربهم المتكررة بأن القانون يطبق . ويهدد نيكسون بقوله أن " الحق المدنى الأول الذي يجب أن يتمتع به كل أمريكي ، هو الاقدام حتما على
ولا يوافق نيكسون على الاعتراف بالصين الشعبية. ويرى أن سبيل مواجهة التحدى الذي تمثله ، ينبغي - بعد فشل تجربة فيتنام - ان يقوم على أساس أحياء وتدعيم مركز الدول المحيطة بالصين اقتصاديا ، وبالذات اليابان وكوريا الجنوبية وتابلاند وفيتنام الجنوبية - ويرى أن هذه السياسة تحقق افضل وسيلة لالزام الصين بالخط الذى أصبح الاتحاد السوفيتي - في نظره يلتزم به ، وهو الاعتراف بضرورة النقلى (سياسة خارجية تقليدية) الا ان نيكسون قد أدلى بتصريحات قبل انتخابه الى احد كبار معلقى مجلة «الأوبزرفر» البريطانية ، تضمنت نقاطا هامة تلقى بعض الاضواء على الخط الذى ينوى انتهاجه بالذات ، ويسلم نيكسون بأن قضية فيتنام ، هي القضية الأولى التي تشغل بأدارته في هذا الشأن . ويصرح بأن هذه التجربة لا ينبغي أن تتكرر ابدا .


Original text

موقف الولايات المتحدة


الغارات الجوية على فيتنام الشمالية في فبراير عام ١٩٦٥ ، ولم يكن تأييده المعلن السياسة جونسون بعد ذلك الا بحكم الالتزام الذي فرضه منصبه الرسمى كتائب للرئيس ! ووجد كل اقطاب الحزب الديمقراطي ، أن الظروف قد اصبحت تستدعى تجميع كل قواهم لمناصرة همفري في حملته ، رغم الحساسيات التي اعقبت اختيار مرشح الحزب للرئاسة ، والا تمرض الحزب كله للهزيمة المؤكدة امام نيكسون . فأصدر جونسون قراره بوقف الغارات الجوية على فيتنام الشمالية . ووافق على دعوة جبهة تحرير فيتنام الجنوبية للاشتراك في مباحثات السلام الدائرة في پاريس ، واعلن منافس همفرى على الترشيح من الحزب الديمقراطي ، يوجين مكارثی ، تاییده لهمفری ، بعد أن وقف من معركة الانتخابات موقفا سلبيا ، اثر اختیار همفری کمرشح للحزب في مؤتمر شيكاغو . وقد أسهم هذا الجهد الذي بذل في الاسبوعين الاخيرين من المعركة في تغيير الصورة بشكل محسوس ، كاد أن يكون حاسما . فقد استطاع الحزب الديمقراطي أن يحتفظ بالاغلبية في كل من مجلسي النواب والشيوخ . ولكن فاز نيكسون ، رغم ذلك يكرسي الرئاسة . غير أن فوزه كان بنسبة ضئيلة للغاية .





قوى التقدم والبسان ضعيفة ومفككة . وهي لا تقدر


على استيعاب كافة حركات العارضة التي تجتاح المجتمع الأمريكي ، على اختلاف اسباب انطلاقها في حركة واحدة ( حركة الزنوج من أجل الحقوق المدنية ، وضد التفرقة العنصرية . حركات المثقفين. المتمردين . الحركة المعادية لحرب فيتنام ، ومن اجل السلام . مسيرات الفقراء . حركات الشباب . مطالب الاتحادات النقابية العمالية .. الخ . . . . وكانت هذه القوى في اغلبها تدلى عادة بأصواتها المرشح الحزب الديمقراطي ، ولكن تجربة ادارة جونسون خيبت الامال إلى أبعد حد في قدرة هذا الحزب على نصرة هذه القضايا ، وايجاد حلول مقبولة لها ، حتى مع افتراض تخلي جونسون لغيره بمنصب الرئاسة . ولم يستطع هيوبرت همفری أن يحتفظ بقدر من الشعبية - بوصفه مرشح الحزب الديمقراطي - الا لادراك هذه القوى ان كل بديل فى السلطة لهذا الحزب ، هو بالحتم ( بديل الى يمينه ، ، ومع ذلك لم يجد همفرى مناصا - تدعيما المركزة - الا ان يعلن تنصله من الخط الذي انتهجه جونسون ، واضطر قبل انتخابات الرئاسة باسبوعين - ان يدلى بتصريحات يؤكد فيها أنه لم يكن موافقا على بدء الغارات الجوية على فيتنام الشمالية في غير اير عام ١٩٦٥ ، ولم يكن تأييده المعلن السياسة جونسون بعد ذلك الا بحكم الالتزام الذي فرضه منصبه الرسمى كتائب للرئيس ! ووجد كل اقطاب الحزب الديمقراطي، أن الظروف قد اصبحت تستدعى تجميع كل قواهم النامية .


وتخلى الحزب الجمهوري リー من - منبره السابق اليمينى المتطرف [ الذي عبر عنه جولد ووتر ) ، المرشح للرئاسة هو جورج والاس ، محافظ الاباما ، وقد واصل تمثيل هذا الخط والاعلان عنه بشكل سافر - في حزب ديد انشاه ، وأسماه ( الحزب الامريكي المستقل » . وهذا الحزب الجديد الذى جذب ١٤ % من عدد الذين أدلوا بأصواتهم ، لم يكن يخفى برنامجه ، على حد تصريحات جنرال الجو ليماى ، والمرشح بجوار والاس لمقعد نائب الرئيس ] ، وهو برنامج ينادي صراحة باستخدام الاسلحة الذرية في فيتنام ، ومعارضة وقف الغارات الجوية ضد فيتنام الشمالية. وقد استقطب هذا الحزب بالفعل قوى اليمين المتطرف ، والجماعات ذات الاتجاهات العنصرية ، والميول الفاشية ، والتشكيلات الهتلرية النزعة وهي في أغلبها عناصر كانت تدلى بأصواتها في الماضى لمرشحي الحزب الجمهوري في ولايات الجنوب . وقد اجمع المراقبون على أن نسبة الاصوات التي تجمعت حول هذا الحزب تعتبر بحق صحوة مخيفة لليمين المتطرف، ودلالة على أن القلاقل التي تواجه المجتمع الأمريكي حاليا ، تخلق أرضية سانحة الوثوب الاتجاهات الفاشية إلى السلطة، وكانت كل التنبؤات قبل ظهور نتيجة الانتخابات ببضعة أسابيع تنتظر نصرا ساحقا لنيكسون . لا


ولكن لانه كان يحوز لشخصه تأييدا واسما ، كتعبير عن إدانة ادارة جونسون ، ولإحساس بالفشل وعدم الرضا ، وعدم ظهور بديل


، فلا يوجد في المجتمع الأمريكي تنظيم


وفي وجه هذا الافلاس الشامل الذي كشفت عنه ادارة جونسون - وهو موقف يختلف جذريا عن الموقف الذى خلفه كيندى ، واتاح لجونسون نجاحه الباهر فى انتخابات عام ١٩٦٤ - لم يعد لزاما على الحزب الجمهوري المنافس ان يلجأ ليتميز فى مواجهته - الى خط موغل في تعصبه وعدوانيته وتطرقه اليمينى . وهو الخط الذي جسده جولد ووتر فى الانتخابات السابقة - بل سياسة أصبح من مصلحة هذا الحزب - على العكس - ان يعمل على استمالة فئات عريضة من المناصر المتذمرة ، وان يستهدف استيعاب حركة الطبقات الوسطى المحافظة ، التي أبدت انزعاجها الشديد


واثبتت ادارة جونسون فى المتطبيق ، انها انتكست على كل هذه الوعود ، واتبعت سياسة تناقضها تماما . فقد صعدت حرب فيتنام ، دون ان تحرز فيها النصر المرتقب ، رغم كل ما تكبدته أمريكا من خسائر فادحة فى الارواح والمعدات ، ومن نفقات باهظة ، بلغت ثلاثين الف مليون مليون دولار دولار كل عام . ومع تقاتم الطابع المغامر السياسة أمريكا الخارجية ، أخذت القروح الداخلية تنقيح . تفجرت ثورة الزنوج. وتلاحقت مسيرات الفقراء الى واشنطن ، وتظاهرت ربات البيوت ضد ارتفاع


ارتفاع رصيد نيكسون


غير أن الرصيد الذى بدد لم يكن رصيد جونسون الشخصى فحسب ، ولا مجرد رسيد حزيه و احتمالات نجاحه فى انتخابات الرئاسة الاخيرة ، ولكن فوق هذا كله ، ترتب على هذا العجز في ادارة الديمقراطيين مفارقة خطيرة ، ربما لم يسبق لها مثيل ، تمثلت في بلوغ أقوى امة في العالم اعمق أزمة شهدتها في تاريخها ، واصبحت تتعرض - على الرغم من ثرواتها الطائلة ، ورغم كل تفوق قدراتها - الاخطر محنة عانتها فى أى وقت ، وهو أمر بالغ الخطورة في عالمنا المعاصر ، الذى لم يعد يحتمل وقوع أزمة تصل الى هذه الابعاد فى واقع امريكا الداخلي ، دون أن يترتب عليها انعكاسات بعيدة على مقدرات البشرية جمعاء .


معركة انتخابية تختلف عن سابقتها


من ابرز ما يستوقف النظر في المعركة الانتخابية الاخيرة ، هو الفرق الشاسع الذي يميزها عن المعركة السابقة ، التي خرج منها ليندون جونسون ، بأغلبية ساحقة لم يسبق لها مثيل فى تاريخ الانتخابات الامريكية ، وأتاحت له ادعاء أنه يملك ثقة الامة بأسرها ، وكان جونسون قد أحرز هذا النصر الحاسم على منافسه الجمهورى بارى جولدووتر ، ليس فقط لانه خاض المعركة ، متظاهرا بأنه حريص على مواصلة الانفتاح ( الذى ادخله سلفه ، الرئيس المغتال جون كيندى ، على السياسة الامريكية ، ولا لمجرد أن جولد ووتر نادى فى حملته الانتخابية ، بخط متطرف في عدوانيته وتعصبه ، أعاد الى الاذهان المكارثية » المقيتة ، ولكن كذلك لان جونسون وعد ناخبيه بانتهاج سياسة خارجية معتدلة ، وبخاصة في قضية فيتنام . كما وعد بادخال اصلاحات داخلية بعيدة المدى ، تستهدف اقامة و المجتمع العظيم )


الاشعار . وانفجرت ثورة الطلاب والشباب ضد


التجنيد لحرب فيتنام ، واختلال كل القيم الاجتماعية ، والبعث والعدم اللذان أصبح ينبيء بهما مستقبل معرض لاعمق الاهتزازات


وأفضت هذه الاحداث الى صدع عميق في وحدة الامة ، والى تعدد مواطن الانفجار ، وتلاطم اتجاهات شديدة التنابذ والتفتت ، تهدد بين كل حين وآخر بدفع الموقف الى حافة الحرب الاهلية ، والفوضى الشاملة . ودخل العنف السياسة الامريكية من أوسع الابواب ، وتلاحقت الاغتيالات السياسية ، وظهرت ) سلطة الطلاب » ، بعد السلطة السوداء ، وتفاقمت أساليب العصابات في ادارة السياسة الرسمية ، المحاولة قمع هذه الاتجاهات الجارمة ، وردعها قبل أن تصل إلى حد هدم المجتمع من داخله ، وكان قرار جونسون الذي اعلنه في مارس الماضي ، بتخليه عن خوض ، . المعركة الانتخابية القادمة ، اشهارا الافلاسه السياسي ، وتسليما من جانبه بأن الخط الذي انتهجه طوال فترة توليه الرئاسة ، قد بدد تماما كل الرصيد الذى تجمع في شخصه عند انتخابه .


شخصية نيكسون واهدافه المعلنة


ولهذه الاسباب ، تبرز شخصية نيكسون كعنصر هام فيما ينبغى أن ينتظر منه . وهو يصف نفسه بالواقعية » ، و ( البراجماتية » .. وقد عرف عنه في ممارسته السابقة لمسئوليات كبيرة ، بأنه كان من غلاة الاتجاهات اليمينية المتطرفة . ولكن لا ينفى احد انه من الساسة المحنكين ، المتمرسين في فن المناورة ، المحيطين بأسرار أساليب السياسة الأمريكية ، ومن العناصر الشديدة الحساسية للمناخ السائد وتموجاته ، والقادرة على السباح في كافة المياه


وقد ظل الى الان مبهما وغامضا فيما ينوى عمله لمواجهة المشاكل الداخلية المتفاقمة . وقد ردد طوال حملته الانتخابية انه رجل يحرص على النظام » و « المشرعية ؟ . ومنذ أن انتخب ، وجد لزاما عليه أن يركز كل احاديثه على أهمية الموحدة القومية » ...


وفى مجال الاقتصاد : أبدي نيكسون شكه فى جدوى تدخل الحكومة الفيديرالية فوق الطاقة فى مجربات النشاط الاقتصادى ، وأبدى تحبيذه للامركزية ، ولتدعيم الحكم المحلى . وأعلن ايمانه بفكرة « التنافس الحر » ، باعتبارها مبدا اساسيا فى تقاليد امريكا الاقتصادية . ولكن هذه التصريحات لا تانى بردود شافية على المشاكل الحقيقية التى تواجه الاقتصاد الامريكي اليوم وهي لا تلقى اضواء على الاجراءات التي تنوى الادارة الجديدة اتخاذها لمواجهة المشاكل النقدية المتفاقمة ، ومشكلة الاحتفاظ بربط الدولار بالذهب أو فصله عنه ، والاختلال فى ميزان المدفوعات ، وكذلك ظاهرة التضخم وهى تنبيء ببلوغ ابعاد خطيرة . وان كان من المعلوم عن نيكسون انه من انصار الحد من تقاتم التضخم ، حتى اذا ترتب على ذلك انكماش فى العمالة ، وزيادة في البطالة ، الى ما يفوق الحد الاقصى الذي حرصت ادارة جونسون ألا تتجاوزه . وهذا من شأنه أن يزيد بدوره من احتدام الصراعات الاجتماعية ، ومن سوء حالة القطاعات الفقيرة في المجتمع ، مقابل


تدعيم مركز الاحتكارات .


وفى مجال الاقتصاد : أبدي نيكسون شكه فى جدوى تدخل الحكومة الفيديرالية فوق الطاقة فى مجربات النشاط الاقتصادى ، وأبدى تحبيذه للامركزية ، ولتدعيم الحكم المحلى . وأعلن ايمانه بفكرة « التنافس الحر » ، باعتبارها مبدا اساسيا فى تقاليد امريكا الاقتصادية . ولكن هذه التصريحات لا تانى بردود شافية على المشاكل الحقيقية التى تواجه الاقتصاد الامريكي اليوم وهي لا تلقى اضواء على الاجراءات التي تنوى الادارة الجديدة اتخاذها لمواجهة المشاكل النقدية المتفاقمة ، ومشكلة الاحتفاظ بربط الدولار بالذهب أو فصله عنه ، والاختلال فى ميزان المدفوعات ، وكذلك ظاهرة التضخم وهى تنبيء ببلوغ ابعاد خطيرة . وان كان من المعلوم عن نيكسون انه من انصار الحد من تقاتم التضخم ، حتى اذا ترتب على ذلك انكماش فى العمالة ، وزيادة في البطالة ، الى ما يفوق الحد الاقصى الذي حرصت ادارة جونسون ألا تتجاوزه . وهذا من شأنه أن يزيد بدوره من احتدام الصراعات الاجتماعية ، ومن سوء حالة القطاعات الفقيرة في المجتمع ، مقابل


تدعيم مركز الاحتكارات .


،


تنبیه به ادارة نيكسون الجديدة ؟ سؤال تنطوى الاجابة عليه ، على أكثر من لغز ، . فعلى الرغم من لیس بالشخصية السياسية المجهولة رأى العام ، بعد أن احتل منصب نائب رئيس الجمهورية في عهد ایزنهاور طوال ادارتين متتاليتين / ١٩٥٢ - ١٩٦٠ ] ، وتحددت له خلال مباشرة مهام وظيفته ، قسمات سياسية معروفة . إلا أن ملابسات الموقف داخل الولايات المتحدة ، وملامح الموضع وقد عقدت الامال بعد ذلك على أن يلقى الدولي ، قد تغيرت كثيرا منذ ذلك الوقت . ومن تشكيل الوزارة ، للأنظار فى حملته الانتخابية ، الذي ينتظر أن تنتهجه الادارة الجديدة . ولكن


التي انتهت بفوزه بكرسي الرئاسة ، أن نيكسون جاء هذا التشكيل مخالفا لكثير من التنبؤات ..


لم يفصح عن أي برنامج واضح ، أو أية نقاط واستبعد معظم وجوه الحزب الجمهوري ، ذات


محددة ، لعلاج الاخطاء الخطيرة التي تورطت فيها الملامح السياسية المعروفة ، وأسماء الشخصيات


ادارة جونسون السابقة. واكتفت بتصريحات المدرسة فى دهاليز السياسة الأمريكية ، مثل


بردود شافية على المشاكل الحقيقية التى تواجه الاقتصاد الامريكي اليوم التي تنوى الادارة الجديد اتخاذها لمواجهة المشاكل النقدية المتفاقمة ، ومشكلة الاحتفاظ بربط الدولار بالذهب او فصله عنه ، والاختلال في ميزان المدفوعات وكذلك ظاهرة التضخم وهى تنبىء ببلوغ ابعاد خطيرة . من المعلوم عن نيكسون انه من فاقم التضخم ، حتى اذا ترتب على العمالة ، وزيادة في البطالة ، انصار الحد ذلك انكماش الى ما يفرق الحد الاقصى الذي حرصت ادارة جونمون الا تتجاوزه . وهذا من شأنه أن يزيد بدوره . خدام الصراعات الاجتماعية ، ومن سوء حالة الطاعات النتيرة في المجتمع ، مقابل تدعيم مركز الاحتكارات .


وفى مجال الخدمات ، التي انصرفت عنها ادارة جونسون الى حد بعيد فى السنوات الاخيرة ،


بسبب انشغال الرئيس السابق بحرب فيتنام واجتذابها معظم وقته واهتمامه ، فيتحدث نيكسون عن زيادة الانفاق على بناء المستشفيات ، وزيادة كفاءة الخدمات، وزيادة الاهتمام بقضايا التعليم والصحة ، عن طريق زيادة عدد الاطباء والممرضات . وقد اختار لوزارة الصحة والتعليم والخدمات احد اصدقائه المقربين ، هو فينش ، ومثل هذه الاجراءات تنبىء - هي الاخرى - بخدمة المشروعات الخاصة في هذه القطاعات ،


قبل أن تعبر عن انصراف بالجهود الى رفع مستوى المواطنين بشكل عام . اصبحت تستنزف أمكانياتها ، وتهدد استقرارها الداخلي ، ولكن بدون التخلى عن أطماعها في الاحتفاظ بدور قيادي في تقرير مصائر العالم خارج حدودها ، وبالاعتماد على الوسائل الاقتصادية أساسا . ويقول نيكسون أنه ينتمى الى المدرسة الأممية ويرفض العودة الى سياسة ( العزلة ) .


أما عن أهم القضايا المحتدمة ، التي اصبحت تواجه المجتمع الأمريكي ، فلم يدل نيكسون بتصريحات محددة حول خطة عمله ،على اساس انه يمتاز بانتمائه الى عائلة همت تاريخيا في تحرير العبيد ! .. ويعلن نيكمر أنه من أنصار الحقوق المدنية للزنوج . ولكنه من احالة الموضوع الى الهيئات القضائية ، لكم في النزاعات القائمة حول تطبيق القانون : دد هذه الحقوق . ويرفض نیکسون تم اى تحرك الزنوج يتجاوز حدود الالتزام بهذا الاثار ، رغم كل تجاربهم المتكررة بأن القانون يطبق . ويهدد نيكسون بقوله أن " الحق المدنى الأول الذي يجب أن يتمتع به كل أمريكي ، هو أن يكون آمنا من أعمال الصنف ) ! ومعنى هذا المنطق في الملابسات الراهنة للتفرقة العنصرية ، هو الاقدام حتما على


ولا يوافق نيكسون على الاعتراف بالصين الشعبية. ويرى أن سبيل مواجهة التحدى الذي تمثله ، ينبغي - بعد فشل تجربة فيتنام - ان يقوم على أساس أحياء وتدعيم مركز الدول المحيطة بالصين اقتصاديا ، وبالذات اليابان وكوريا الجنوبية وتابلاند وفيتنام الجنوبية - ويرى أن هذه السياسة تحقق افضل وسيلة لالزام الصين بالخط الذى أصبح الاتحاد السوفيتي - في نظره يلتزم به ، وهو الاعتراف بضرورة النقلى (سياسة خارجية تقليدية) الا ان نيكسون قد أدلى بتصريحات قبل انتخابه الى احد كبار معلقى مجلة «الأوبزرفر» البريطانية ، كينيث هارس ، تضمنت نقاطا هامة تلقى بعض الاضواء على الخط الذى ينوى انتهاجه بالذات ، في سياسته الخارجية ، ويسلم نيكسون بأن قضية فيتنام ، هي القضية الأولى التي تشغل بأدارته في هذا الشأن . ويصرح بأن هذه التجربة لا ينبغي أن تتكرر ابدا .. كان وان القضية أصبحت الآن ، ايجاد مخرج في اسرع وقت مستطاع ، وعلى اساس مشرف ويدين نيكسون هذه التجربة ، على أساس انها افضت الى امتصاص المزيد من النفقات والرجال والعتاد ، المساعدة دولة اخرى على أن نحمى نفسها من العدوان الشيوعي ) . ويجب - في نظره استبدال هذه السياسة ، بأخرى تقوم على ( نظام للأمن الجماعي ) ، حيث تنهض الدول ذاتها فى مناطق مختلفة من العالم ، بتحمل مسئولياتها فى مساعدة بعضها البعض ، بدلا من الاعتماد على الولايات المتحدة لتقوم خلال اتفاقات ثنائية بالعبء الأكبر فى هذه المساعدات . ولا ينطبق ذلك فى تقدير نيكسون على جنوب شرقي آسيا فحسب، بل على افريقيا وأمريكا اللاتينية كذلك ،والمعنى الذى يشير اليه نيكسون في هذه التصريحات ، هو محاولة تجديد الاحلاف المتعددة الاطراف ، مع عدم الزام امريكا بالعبء الاعظم فيها ، وينطوى هذا المعنى على رغبته في الانسحاب من بعض ما تورطت فيه أمريكا بصورة اصبحت تستنزف امكانياتها ، وتهدد استقرارها الداخلى ، ولكن بدون التخلي عن أطماعها في الاحتفاظ بدور قيادي في تقرير مصادر العالم خارج حدودها ، وبالاعتماد على الوسائل الوسائل الاقتصادية أساسا . ويقول نيكسون انه ينتمى الى المدرسة الأممية ١) ، ويرفض العودة الى سياسة « العزلة »


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

نحاول في هدا ال...

نحاول في هدا الدرس التطرق لاهم المفاهيم المتعلقة بالحكامة من حيث تعريفها و المعاير التي تقوم على اسا...

التسامح يُمكن ا...

التسامح يُمكن الناس من العيش بسلام ورقي، ويساهم في تحسين المجتمع وتعديل سلوك الناس فيه، فالحياة دون ...

لجزائر - أفرزت ...

لجزائر - أفرزت أزمة التزويد بماء الشرب في بعض مناطق البلاد سلوكيات اجتماعية متناقضة، ففيما يبادر محس...

هل يمكن للمرء أ...

هل يمكن للمرء أن يرتكب الشر دون أن يكون شريرًا؟ كان ذلك هو السؤال المحير الذي واجهته الفيلسوفة حنا آ...

تعرض بعض وسائل ...

تعرض بعض وسائل الإعلام برامج عنف ومشاهد مثيرة تؤثر على سلوك الأشخاص وبخاصة الأطفال والمراهقين الذين ...

The app targets...

The app targets individuals who want to make more sustainable choices in their daily lives and are p...

قدم العشاء مبكر...

قدم العشاء مبكراً، إذ كان علينا أن نذهب في الساعة الثامنة لمقابلة الشيخ شخبوط . ذاك طقس على كل أجنبي...

الفصل الثاني: ا...

الفصل الثاني: الإعلام الفضائي الإسلام و مبدأ العالمية المبحث الثالث : الإعلام الفضائي الإسلامي بين ا...

على مدى ست سنوا...

على مدى ست سنوات خلت، صارت شركة "جي42" (G42) الظبيانية الناشئة تكتلاً تقنياً بادي النجاح وله مجموعة ...

تعريف المصلحة ا...

تعريف المصلحة العامة في القانون الإداري , من المؤكد أن المصلحة العامة هي من المفاهيم الهامة في القان...

2.3.1Chemistry ...

2.3.1Chemistry CIP relies substantially on the proper usage of chemicals like alkalis, acids, disinf...

مرحبًا! مقدمة ا...

مرحبًا! مقدمة التربص في علم النفس تعتبر فترة هامة للطلاب والخريجين الذين يدرسون أو يهتمون بمجال علم ...