Online English Summarizer tool, free and accurate!
قتل عماد الدين زنكي عام 1146م أثناء نومه على يد خادمه برتقش، لأسبابٍ متعددة، منها ثأر شخصي أو مؤامرة سياسية من أعدائه، مثل ألب أرسلان الذي استغل مقتل زنكي للاستيلاء على الموصل. بعد ذلك، حقق نور الدين محمود الزنكي، ابن زنكي، وحدة تكتل القوى الإسلامية، مُجسداً صورة القائد المسلم الزاهد الباسل. جمع نور الدين بين السياسة الحكيمة والدين، فتوحدت صفوف المسلمين، معتمداً على الإيمان، والوحدة، والقوة. خلال حكمه (1146-1174م)، وحد نور الدين القوى الإسلامية، مُشكّلاً "الجبهة الإسلامية المتحدة" التي شملت سوريا، الموصل، ديار بكر، الجزيرة، مصر، وبعض أجزاء المغرب واليمن. حصّن قلاع الشام، وبنى أسوار مدنها، وقاد معارك المقاومة بنفسه، مُوقِفاً زحف الصليبيين. أبرز إنجازاته كان استيلاءه على دمشق (1154م) ومصر (1168م)، مُحطّماً بذلك طموحات الصليبيين. حافظ نور الدين على العدالة، ونشر الثقافة الإسلامية، وبنى مدارس ودور للحديث، مُجسداً المثل الأعلى الإسلامي الذي مهد الطريق لصلاح الدين الذي استكمل عمله باستعادة القدس. عمل نور الدين على توحيد الشام، مُضمّاً حلب ودمشق إلى إمارته، مُستغلاً ضعف حكام دمشق وتواطؤهم مع الصليبيين. استخدم نور الدين سياسات ذكية، مزيجاً من المراسلات والهدايا والتهديد، قبل أن يستولي على دمشق عام 1154م. بعد ذلك، واصل نور الدين جهاده ضد الصليبيين، مُحقّقاً انتصاراتٍ مهمة، كاستيلائه على بانياس وحصار حارم، وإضعاف إمارتي أنطاكية والرها. أرسل نور الدين حملةً عسكريةً إلى مصر بقيادة أسد الدين شيركوه وصلاح الدين، كجزءٍ من خطته لاستنزاف قوى الصليبيين.
مقتل عماد الدين زنكي
لم يتوقف زنكي بعد فتح الرها طويلاً إذ سرعان ما أعاد تنظيم جيشه وبدأ في تطهير جميع الجيوب الصليبية التي كانت تحيط بمدينة الرها حتى أصبحت الطريق بين الموصل والرها وحلب آمنة بعيدة عن حراب الصليبيين وعزم عماد الدين مرة أخرى على فتح دمشق وضمها إلى سيطرته؛ فذلك في نظره خطوة أساسية قبل أن ينطلق لتحرير بيت المقدس خصوصا وأن شعبيته اتسعت بين الدمشقيين إثر فتح الرها، وفي سنة 1146م اتجه بجيشه جنوبا نحو دمشق وقرر فتح قلعة جعبر التي تقع على الطريق الواصل بين الفرات ودمشق بعد أن رفض أميرها سالم بن مالك العقيلي الاعتراف بسيادته عليه، وأثناء الحصار وثب أحد الخدم واسمه (برتقش) كما يقول ابن الفلاسي على عماد الدين وهو نائم وأغمد خنجره في صدره وقد تعددت الروايات في أسباب قتل هذا الخادم لسيده من هذه الروايات أن عماد الدين شاهد خادمه يشرب الخمر بكأسه الخاص، فنهره وحقره؛ فحفظ الخادم له ذلك؛ فتركه حتى نام فقام إليه وقتله وتلك الرواية التي اعتمد عليها رنسيمان نقلا عن وليم الصوري وغيره من المؤرخين غير مؤكدة وفي رأيي أنه يجب أن لا نستبعد أن اغتيال زنكي ذو بواعث سياسية دبرها له أعداؤه من الأمراء والحكام المسلمين الذين امتلأت قلوبهم حسداً وحقداً عليه خاصة ألب أرسلان كما سبق الإشارة إلى ذلك، وقد أعلن أرسلان العصيان على عماد الدين أثناء حياته كما أنه إثر مقتل زنكي سارع إلى الموصل للاستيلاء عليها .
نور الدين محمود الزنكي
حققت هذه الخطوات لنور الدين إقامة وحدة تكتل القوى الإسلامية في وجه الخطر الصليبي على نحو أعطى حركة المقاومة قوة وحيوية. وكان الشخصية نور الدين » أثرها البعيد المدى في هذه الحركة. فقد تمثلت فيه صورة القائد المسلم وأعادت سعد بن أبي وقاص، وعمر بن عبد العزيز. بل لقد حاول كثير من المؤرخين أن يضعوا أسمه مع أسماء أبي بكر وعمر وغيرهما من الخلفاء الراشدين. والحق أن نجاح نور الدين كان إلى حد ما نتيجة للخطوات التي سبقته، كما كان أثره بعيد المدى في خطوات صلاح الدين، فهو حلقة مسبوقة وسابقة ومرتبطة. غير أن أثره الواضح العميق وتألق شخصيته في معركة المقاومة للحملة الصليبية، وبروزه في صورة العباد الزاهدين والشهداء، إنما يرجع لإلى إنكاره للذات. فقد جمعت شخصيته بين البسالة والزاهد، والإيمان، والقوة. فكانت بذلك بعيدة المدى في تحقيق وحدة المسلمين، وكان أبرز ما اتسمت به حركته هو أنه أعطى السياسة قوة الأخلاق، فاقترب من مفاهيم الإسلام ومقوماته إلى حد لم يسبقه إليه الكثير في هذه المرحلة من تاريخ الإسلام. وقد كان اقترابه من مفاهيم الإسلام في محاولته لدعم الوحدة الإسلامية لمواجهة الخطر الصليبي هو أقوى العوامل التي حققت له النصر، حتى ليمكن القول بحق إن نور الدين قد النمس ثلاث قوى من قوى الإسلام في سبيل عمله هي: القوة، والوحدة، الإيمان، ولقد جرت محاولات لتصوير نور الدين في صورة زعماء الصوفية في عصره، غير أن الحقيقة كانت غير ذلك تماما . وأن نور الدين كان أعمق فهما للإسلام وأنه كان يجمع بين السياسة والخلق معا السياسة بكياستها ومرونتها ودهائها دون أن يجرفه ذلك إلى الغدر أو الحقد أو الانتقام، وقد أعطاه ذلك ثقة من كانوا حوله، أو اتصلوا به، وقد أغناه هذا الوضوح عن كثير من مناورات السياسة وأكاذيبها، وأتاح له سرعة تحقيق هذه الوحدة، ومكن له استمرارها ودعم الضربات المتوالية التي وجهها إلى العدو .
استطاع نور الدين خلال مدة حكمه (541) - 596) أن يحقق أمرين هامين: أولا : توحيد القوى الإسلامية مما أسماه المؤرخون الجبهة الإسلامية المتحدة. والأدلة من الأمارات الصليبية. وقد شملت مملكة سوريا الشرقية وقسما من سوريا الغربية، والموصل وديار بكر والجزيرة ومصر، وبعض بلاد المغرب، وجانبا من اليمن، وكما حصن قلاع الشام، وبنى الأسوار حول مدنها، ومضى مداوما للجهاد يقود معارك المقاومة بنفسه، لا يتوقف عن مهاجمة الإمارات الصليبية التي تكونت في نهاية القرن الخامس الهجري في أربع وحدات مملكة بيت المقدس - أمارت إنطاكية - طرابلس الشام، الرها، وقد استطاع أن يوقف زحف الصليبيين من الشام. وقد وصف المؤرخون موافقة من الصليبين بأنها نقطة التحول في تاريخ تلك الحروب، وأن نور الدين قد أعد الأساس للعمل الذي حققه من بعده صلاح الدين، وكان أبرز ما حققه في سبيل نجاح خطة المقومة هو استيلاؤه على دمشق 549هـ 1154م، وعلى مصر (564هـ / 1168م) بعد أن تبين أن حملات الصليبيين قد اتجهت إليها أخيراً بوصفها مصدر المقاومة. أما استبلاؤه على دمشق والقاهرة فقد قضى نهائيا على مطامع الصليبيين في التوسع فضلا عن أنه وضع الإمارات الصليبية بين فكي الكماشة الإسلامية التي ظلت تضغط بقوة حتى استخلصت هذه الأجزاء واستردتها. وقد عمل نور الدين على تخليص نصارى العرب من ظلم الصليبيين، وأعطى مقاومة الصليبيين طابع الغزو والاعتداء. وبذلك وحد العرب مسلمين ونصارى في جبهة المقاومة وأعطى معاركه طابع الإسلام : لم يمس كنيسة ولم يؤذ أحدا من أبناء الأديان الأخرى وكرم الرهبان والقسيسين، وعارض منهج الصليبيين في اعتدائهم على مقدسات المسلمين. وكان لخلقه الواضح في عمله السياسي يلقى المهابة في قلوب خصومه، وقد أقام للمجتمع الإسلامي مقومات حديثة. فقط اسقط المكوي، وأقطع عرب البادية أقطاعات حتى لا يتعرضوا للحجاج. وقد كان من أهم ما أولاه نور الدين بالغ الاهتمام بناء القاعدة الفكرية للمقاومة عن طريق نشر الثقافة الإسلامية الموحدة البعيدة عن الخلافات بوصفها جوهر المقاومة وتأريث الجهاد في النفوس، فبنى مدارس كثيرة، وبنى أول دار للحديث، وبنى الخانات على الطريق، وكان أعدل ملوك زمانه، عارفا بالفقه يجلس إلى العلماء كل أسبوع، ويسمح لمن يشاء أن يحضر مجلسه. وقد كان لهذا التكوين الثقافي بالإضافة إلى ما طبع به من عدل وإيمان وخلق صورة رائعة لعصره كله، ولأجيال المسلمين، فكانوا يتطلعون إلى دعوته للنفير العام وتنثال الجمع من مختلف الأقطار واثقة بالنصر بقيادته. وفي الوقت الذي لم تكن الإمدادات الصليبية تتوقف من أوروبا وصقلية عاما واحدا . كانت قوات المسلمين والعرب تتدفق على معسكرات الجهاد المقدس، وتلتئم في معارك المقاومة. وقد تميز نور الدين عن أفراد أسرته من السلاجقة والأتابكة تميزا كبيرا. فهؤلاء الذين سبقوه قد نصروا الإسلام وأعزوه كملوك وأمراء، أما نور الدين فقد أعزه كمجاهد عسكري، وقائد سياسي، وعابد زاهد، فقد امتلات نفسه بالإسلام، وتمثل روحه على نحو لا نكاد نجد له شبيها إلا عند الأوائل من أعلام صدر الإسلام. ولم يكن إيمان تعصب وتشرد. بل إيمان سمح بسيط تساوت أمامه المذاهب الإسلامية، فلم يفرق بينهما، وكانت سماحته في معاملة المسيحيين واضحة، وكان يحارب الصليبيين بوصفهم أجانب، اعتدوا على بلاده ومقدسات أمته، ويفصل فصلا واضحا بين هذا المعنى، وبين أنهم نصارى. ولذلك حفيا برجال الدين مكرما لهم لا يدخلون في حساب مقاومته. وقد انضم إلى صفوفه نصارى العرب في معركة المقاومة بناء على هذا الفهم الدقيق. وكان الصليبيون يقدرون عمق إيمان بالإسلام في مقاومتهم، ووسائله فيقولون: إن ابن القيم أي نور الدين له مع الله سر. فإنه ما ينتصر علينا بكثرة جنده وعسكره. وإنما يظهر علينا بالدعاء وصلاة الليل. والحق أن نور الدين كان يرى في بناء الإيمان عن طريق الثقافة الإسلامية عاملا موحدا للأمة، ودافعا إلى الجهاد ومن هنا كانت انطلاقته الضخمة في بناء المدارس والمساجد والزوايا وإعداد برامج الدراسة، فيها كوسيلة فعالة، وأساس جذري للمقاومة. وكانت مؤاخاته الجنده، والتحاقه بهم، ومداومة المشورة معهم، والتقدم أمامهم في المعارك من أبرز العوامل التي أكسبته النصر، وقد كسب تقدير الصليبيين الذين أسرهم لمعاملتهم بالرفق والإكرام حتى استل اعتراف أقسى الحروب الصليبيين تعصبا، أمثال : وليام الصوري مؤرخ مملكة بيت المقدس. فقد اعترف بفضل نور الدين وعد له. إذا
كان اسم صلاح الدين قد لمع كثيرا في مجال العدل والسماحة، فإن نور الدين هو الذي بنى هذه القاعدة وترك لصلاح الدين صورة رائعة للمثل الأعلى الإسلامي في مواقف المقاومة والحرب .
توحيد الشام
استطاع نور الدين محمود بن عماد الدين زنكي أمير الموصل أن يضم إمارة حلب إلى بلاده بعد أن كانت قد تفرقت بعد موت أبيه، ومضى هذا الرجل يعمل أكثر من عشر سنوات مناضلا الصليبيين في كل ناحية من نواحي الشام، حتى تمكن في عام 549هـ / 1154م من ضم إمارة دمشق إلى بلاده، وكانت تلك الإمارة وصاحبها معين الدين أنور معادية لجبهة الجهاد ومخالفة في أحيان كثيرة للفرنجة المعتدين، وكانت تقف عقبه أمام توحيد الجبهة الإسلامية، وبضم دمشق أصبحت جبهة الجهاد عريضة واسعة تشمل بلاد العراق والجزيرة الفراتية بما في ذلك الموصل وبلاد الشام، واستمر نور الدين في جهاده يستكمل توحيد بلاد المسلمين، وقد بينا على الخريطة حدود الجبهة الإسلامية حتى وفاة عماد الدين زنكي، وحدودها عند وفاة نور الدين محمود سنة 569هـ / 1173م ، وأكبر ما عمله نور الدين بعد ضم دمشق إلى جبهة الجهاد هو اجتهاده في القضاء على دولة الفاطميين التي كانت حليفة أو مهادنة للصليبيين، وقد تمكن نور الدين من الانتصار على الصليبيين ومن كان يؤيدهم من الفاطميين ورجالهم، والفوز بمصر بمعاونة قائدهم أسد الدين شيركوه، وابن أخيه صلاح الدين بن نجم الدين أيوب الذي تمكن من أن يفرض نفسه وزيرا للخليفة الفاطمي الشيعي العضد، وبعد وفاة نور الدين محمود الدين الأيوبي تمكن من التغلب على كل المنافسين، واستطاع أن يعلن نفسه سلطانا على بلاد المسلمين الموحدة التي وقفت متأهبة لإكمال العمل العظيم، وهو الاستيلاء على القدس، واستعادتها من أيدي الفرنجة، أي القضاء على مملكة بيت المقدس الصليبية، وبقية الإمارات الصليبية في الشام. وواصل صلاح الدين الجهاد وتجمعت حوله القوات الإسلامية من كل ناحية، وكذلك انضمت إلى قواته ألوف بعد ألوف من المتطوعة، وهم المسلمون المجاهدون في سبيل الله دون أجر ودون أن يكونوا جندا سلطانيا، وفي ربيع الآخر 583هـ يونية 1187م كسب صلاح الدين نصر حطين على القوات الصليبية التي تجمعت الحربه، وبعد ذلك النصر الكبير دخلت قوات الإسلام بيت المقدس في رجب 583هـ / سبتمبر 1187م. وقد بينا على الخريطة السابقة مملكة بيت المقدس والإمارات الصليبية (1). كانت مدينة حلب حاضرة مملكة نور الدين محمود زنكي الذي استهل حكم إمارته في العمل من أجل توحيد ما يمكنه توحيده من المدن الإسلامية الواقعة في بلاد الجزيرة والشام تحت إمرته كي يتسنى له التصدي للصليبيين، وقد نجح فعلا خلال عدة سنوات من الجهاد السياسي أن ينتصر على مناوئيه من الأمراء والحكام المسلمين الإقليميين الذين فضلوا مصالحهم الشخصية على مصالح أمتهم. فقد استرد حكم بلاد الجزيرة وبذلك أصبحت جيوش الموصل وسنجار وحلب واحدة، ولم يبق أمام نور الدين سوى مدينة دمشق التي كانت بيد آخر حكام آل بوري. وقد أدرك نور الدين أنه ليس بوسعه أن ينفذ خطته القاضية بمحاربة الصليبيين والاستمرار على جهادهم، إلا بعد انضمام مدينة دمشق إليه، خاصة وإن آخر حكام آل بوري كانوا ضعفاء قد فسحوا المجال للصليبيين أن يعيشوا في بلاد الشام فسادا. والأكثر من ذلك أن الأمير مجير الدين أبق تعاهد مع الصليبيين مدة سنتين منحهم خلالها نفوذا كبيرا فيما حول دمشق من البلاد بعد أن اتفق الطرفان على أن يكونا يدا واحدة ضد ما سواهما. وهكذا أتيحت الفرصة امام نور الدين كي يستغل ذلك الضعف والتواطؤ الذي حصل في أتابكية دمشق ويعمل على إسقاطها لتكون مدينة تابعة لحكمه وبذلك تكتمل الوحدة السياسية لأغلب مدن الشام والجزيرة وتحت نفوذه، خاصة وإن دمشق تمتاز بموقع جيد، فهي تصل بين العراق والشام من ناحية، كما أنها تقع على الطريق التجاري الممتد من الفرات إلى النيل. وهي من ناحية أخرى بما تملك من قوة ومقدرة في العدة والعدد إذا دخلت تحت نفوذ نور الدين، فإنها ستمده من دون شك بعدد كبير من المقاتلين وستكون عندئذ نقطة انطلاق ونقطة تموين مستمر للعساكر الإسلامية التي سوف تتبنى الجهاد ضد الصليبيين. ولم يشأ نور الدين، بسياسته الحكيمة، أن يستخدم الأسلوب العسكري المباشر في إسقاط مدينة دمشق وكان يفضل دائما أساليب السياسة والموادعة علة يصل إلى نتيجة من دون أن يسفك دماء المسلمين، فكان أحيانا يراسل مجير الدين ويواصله بالهدايا، وأحيانا أخرى يخبره أنه تلقى عروضا من بعض أمراء دمشق طالبين مساعدتهم ضده، ولكنه رفض ذلك حفاظا على صداقتهما وقد أدت هذه السياسة إلى فقدان مجير الدين للعديد من أمرائه وأنصاره بعد أن أخذ ينكل بهم مما أضعف قواه وأثار عليه الخاصة والعامة. وقد جاءت الظروف المناسبة لنور الدين عندما هاجم الصليبيون حوران والأراضي المجاورة لعسقلان، مما دفع بنور الدين أن يتقدم بعساكره لملاقاتهم بعد أن كتب إلى أمراء دمشق يطلب العون بأن يمدوه بألف فارس، غير أن المعاهدة السابقة بين الصليبيين وأمراء دمشق منعتهم من مساعدة نور الدين ولذلك اتخذ نور الدين طريقه نحو دمشق مجتازا البقاع بعد أن اعتبر نفسه مؤولا عن مصالح المسلمين وكتب إلى مجير الدين يخبره أسباب توجهه نحو دمشق كي لا يستعين بالصليبيين عليه فتقع بأيديهم قبله، فقد حذره من الاستعانة بهم وذكره بحقت الله من الخيانة وأصر على أن تمده دمشق بالعون، ومما جاء في ذلك الكتاب ما يلي : إنني ما قصدت بنزول هذا المنزل طلبا لمحاربتكم ولا منازلتكم، وإنما دعاني إلى هذا الأمر كثرة شكاية المسلمين من أهل حوران والعربان، بأن الفلاحين أخذت أموالهم وسبيت نساؤهم وأطفالهم بين الفرنج، وعدم الناصر لهم، ولا يسعني مع ما أعطاني الله وله الحمد من الاقتدار، على نصرة المسلمين وجهاد المشركين وكثرة المال والرجال، إن أقعد عنهم ولا انتصر لهم، مع معرفتي بعجزكم عن حفظ أعمالكم والتقصير الذي دعاكم إلى الاستصراخ بالفرنج على محاربتي ويذل أموال الضعفاء، وهذا لا يرضى الله ولا أحدا من المسلمين. غير أن مجير الدين أجاب نور الدين بقساوة مما دفعه إلى قتال دمشق ومضايقتها وانتهى الأمر بأن اعتراف مجير الدين بنور الدين ومنحه شبه سيادة على دمشق بعد الخليفة والسلطان، وبذلك انسحب نور الدين من دمشق خاصة وإن أنباء تواترت لديه بأن الصليبيين عازمون على استرداد الرها.
ولما كان هدف نور الدين الرئيس تكوين جبهة إسلامية موحدة، لذلك لم يكتف بما حصل عليه من اعتراف سياسي بدمشق حيث تقدم، بعد مضي ثلاث سنوات إليها بعساكره قاصدا إجبارها على الدخول في طاعته خاصة وإن الصليبيين قد طمعوا بدمشق كثيرا نظرا للتسهيلات التي حصلوا عليها حتى أنهم فرضوا على أهلها ضريبة كان رسولهم يأتي إلى دمشق في كل سنة يجيبها منهم وقد تمكن نور الدين في هذه المرة من أحكام حصار مدينة دمشق ومنع وصول القوافل إليها، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع الأسعار وشحت الأقوات وبالتالي نقمة أهالي دمشق على حكامهم. ولما اطمأن نور الدين إلى أنه لن يجد مقاومة في الداخل وأن خطته القاضية بعزل الحاكم البوري عن الأمراء والشعب قد نجحت راسل أحداث البلد واستمالهم إليه ثم زحف على المدينة وتمكن في إبريل 1154م / 549هـ من دخولها عن طريق الباب الشرقي وبعد مضي عدة ساعات فتحت القلعة أبوابها حيث استسلم مجير الدين. وبذلك انضمت مدينة دمشق بكاملها لولاية نور الدين وأصبح معظم ما بالشام بيده. ويعتبر سقوط دمشق بيد نور الدين من الأحداث المهمة في تاريخ هذه الفترة فقد أدى ذلك إلى تقوية الجبهة الإسلامية وضعف الصليبيين الذين - كما يقول ابن الأثير - أيقنوا بالهلاك والبوار، وبات نور الدين على أثرها قادرا على توجيه ضرباته لأعدائه نحو الشمال والجنوب، فقد تحطم الحاجز الذي كان يفصل بين المقدس وحلب. كذلك فإن وحدة الشام بيد نور الدين دفعته إلى التطلع إلى مصر، فكان يتحين الفرص الملائمة لجعلها تنضم إلى وحدته وبذلك يتحقق الهدف الأكبر وهو وحدة مصر بالشام وبلاد الجزيرة وعندها سيكون الصليبيون تحت قبضة يده. وقد تحققت أمنيته هذه بعد وفاته على يد صلاح الدين كما سيجيء ذكره في الفصل القادم. ومما ساعد نور الدین محمود على استيلاء على دمشق، أن الدمشقيين ضاقوا ذرعا بوقاحة الصليبيين وبخيانة حكام دمشق وتحالفهم مع الصليبيين وقد ضرب نور الدين محمود الحصار الاقتصادي حولها فشحت فيها الأقوات. ثم زحف بجيش كثيف عليها وأقام لها معسكرا أمام أسوارها، ثم قام بعملياته العسكرية التي أدت في نهاية الأمر إلى دخول المدينة فاستقبله أهلها بكل مظاهر الفرج والسرور. ويبدو أن دخول نور الدين محمود دمشق كان ردا عمليا على استيلاء الصليبيين على عسقلان إذ لم يتوقف زحفه بل راح يوسع أملاكه حتى امتدت من الرها إلى شرقي الأردن وشملت الطرف الشرقي الإمارات الصليبيين ولم يبق في سورية سوى بضعة إمارات صغيرة مثل شيرز حافظت على استقلالها كما أنه أخضع مدينة الموصل بعد وفاة أخيه قطب الدين مودود وقد أدى خضوعها لدولته إلى توحيد القوى الإسلامية في بلاد الشام والجزيرة والموصل وأصبح الوقوف في وجه الصليبيين أمرا ميسورا لقد كان لنور الدين محمود ميزة توحيد هذه الممتلكات تحت زعامة حاكم واحد. وأخذ نجمه في الصعود ولكنه كان حذرا مما يجره عليه نشاطه في تكوين الجبهة الإسلامية ضد الصليبيين. وعندما وطد نور الدين محمود مركزه في شمال بلاد الشام والجزيرة والموصل التفت إلى الجنوب حيث نقض بلدوين ملك بيت المقدس الهدنة التي كان قد عقدها معه فاستولى على بانياس فخرج نور الدين محمود المنازلتها وانتزاعها من الصليبيين ولم تلبث المدينة السفلي أن سقطت بيد المسلمين أما قلعتها فقد قاومته فأحرق نور الدين محمود المدينة في شمال بحر الجليل وأحرز انتصاراً باهراً كما أن نصرة الدين شقيق نور الدين دحر جماعة من الاستبارية قرب بانياس وأنزل قائده شيركوه الهزيمة بجماعة من المغيرين اللاتين بالبقيعة وبقوة من الصليبيين كانت في طريقها لنجدة بلدوين. ويبدو أن نور الدين محمود حقق باستيلائه على دمشق عام 549هـ أهم الأهداف الأساسية لسياسته في بلاد الشام وخلا له الجو لينصرف إلى مواصلة تحقيق الهدف الثاني من سياسته التي كانت ترمي إلى توحيد المسلمين والتصدي للصليبيين في تلك البلاد حيث توضحت له خطة ذلك الجهاد بعدما قامت به مملكة بيت المقدس وملكها بلدوين الثالث من دور واضح في منعه من الاستيلاء على دمشق.
حتمت هذه السياسة على نور الدين محمود مواصلة هجومه على مواقع الصليبيين وحصونهم فاستولى على تل بشير وحاصر حارم وفرض عليها
شروطه ثم أوقع بالصليبيين الذين كانوا يحاصرون حلب مما اضطرهم لعقد اتفاق معه وتقررت الهدنة بموجبه لمدة سنة واحدة لكنها انتقضت من قبل الصليبيين. على أن أهم مظهر للتحالف الإسلامي ذلك هو اسناد فقد نور الدين محمود من قبل المسلمين في نزاعه ضد الصليبيين حول حصن بانياس فقد قدمت عليه الرسل من شمال الشام والعراق بالاستعداد والمعاونة له ضد الصليبيين وتكون الجيش الإسلامي الذي أوقع بهم وأسر جماعة كبيرة منهم قادهم إلى دمشق واجتمع نور الدين محمود مع أسد الدين شيركوه وعدد من مقدمي الأتراك عام 552هـ / 1157م، واتفقا على مهاجمة بانياس فحاصروها بالمنجنيقات وتمكنوا منها، ونقرأ عن مواصلة نور الدين محمود تجميع وتحشيد الجيوش عام 557هـ / للعمل على التصدي للصليبيين في بلاد الشام حيث تحركت عساكره من حلب قاصدة قلعة حارم وهي حصن منيع للصليبيين غير أن هؤلاء راسلوه على الصلح فخرج بقواته في العالم التالي ليهدد حصن الأكراد ليضطرهم على التحالف معه والانحياز إليه ضد أعدائه، ويبدو أن النزاع بين نور الدين محمود والصليبيين للاستحواذ على بلاد الشام قد تحول بعد ذلك إلى تنافس بينهما للاستيلاء على مصر. نظراً لما أصاب الدولة الفاطمية من الضعف والانحلال غير أن انصراف نور الدين محمود إلى الاهتمام بمصر لم يؤد إلى توقف جهاده ضد الصليبيين في بلاد الشام فقد جمع العساكر وأرسل إلى أخيه قطب الدين مودود صاحب الموصل والي فخر الدين قرأ أرسلان بن داود بن بن سقمان بن ارتق صاحب حصن كيفا والديار الجزرية ونجم الدين ألب رسلان بن تمرتاش بن ايلغازي بن ارتق صاحب ماردين وغيرهم من أصحاب الأطراف يحثهم على التحالف معه وقد تكون نتيجة هذا التحالف جيش كان على رأس قيادته نور الدين محمود حيث ضرب الحصار حول حصن حارم وارتاح وما لبث الصليبيون أن اشتبكوا مع المسلمين فدارت بين الطرفين رحى معركة عنيفة هزم فيها الصليبيون وقتل منهم كثيرون كما أسر صاحب إنطاكية وصاحب طرابلس (1). وعلى أثر الهزيمة التي حلت بالصليبيين فقد راح نور الدين يعبي قواته ويبث سراياه في أعماله إنطاكية مستغلا ظروف التحالف مع أمراء المسلمين في المنطقة وقد تمكن أخيراً من تحرير بانياس بعد أن كان قد كسب غنائم كثيرة وسوف نتطرق فيما بعد إلى موقف نور الدين من الصليبيين مفصلا، وما إن استجمع نور الدين قواه بفضل وحدته السابقة وتكاثف القوى الإسلامية الحمص ودمشق والموصل حتى وجه اهتمامه ضد إمارة إنطاكية فأغار عليها وعلى الأقاليم المحيطة بالضفة الشرقية لنهر العاصي ثم حاصر قلعة أنب الواقعة قرب معرة النعمان واشتبك مع صليبي إنطاكية بقيادة أميرها ريموند دي بواتيه، واستطاع نور الدين محمود إبادة جيش الصليبيين وقتل ريموند أمير إنطاكية نفسه ورينو صاحب كيسوم ومرعش ويصور لنا ابن واصل مدى غبطة المسلمين بمقتل ريموند الذي كان عاتيا من عناة الفرنج وعظيما من عظمائهم. وراح نور الدين محمود يوغل في إمارة إنطاكية يدمر وينتقم من الصليبيين حتى وصل إلى السويدية، ميناء إنطاكية بل إنه هدد إنطاكية نفسها فاستولى على سكانها الهلع فعرضوا عليه كل ما يملكون من أموال ومتاع ليترك مدينتهم وعندئذ استبقى نور الدين فرقة من جيشه أمام إنطاكية لتبقى على حصارها وانصرف هو إلى اقامية. واستولى عليها ثم بدأ بحصار حارم، وبذلك نجح في الاستيلاء على جميع ممتلكات إنطاكية شرقي نهر العاصي. وقد أسرع جوسلين الثاني أمير الرها المخلوع ليفوز بشيء من حطام إمارة إنطاكية عقب مقتل أميرها فزحف على مرعش غير أنه انسحب منها لتدخل إليها قوات السلطان مسعود سلطان سلاجقة آسيا الصغرى. ثم لم يلبث قرا أرسلان - الأرتقي صاحب خرتبرت وحصن كيفا إن هاجم الأجزاء الشمالية من إمارة الرها ووقع جوسلين الثاني أسيرا بيدهم وسلموه إلى نور الدين محمود الذي سجنه في حلب، وقد اعتبر أسره من أعظم الفتوح وترك ما تبقى من حكام إمارة الرهادوم مدافع فقام مسعود سلطان سلاجقة الروم بالإغارة على كيسوم والاستيلاء على بهنسي ورعبان ثم اتجه إلى حصار تل بشير كما استطاع نور الدين محمود أن يستولي على قلعة عزاز التي كانت تابعة لإمارة إنطاكية، إن الأعمال السابقة ساهمت بدون شك على إضعاف الصليبيين وقت عضدهم، حتى أن بلدوين الثالث ملك بيت المقدس أسرع إلى الشمال لتدارك الموقف هناك بعد أن وصلت أحوال الإمارتين الصليبيتين - الرها وإنطاكية إلى تلك الدرجة من التدهور بعد أسر أمير الأولى ومقتل أمير الثانية غير أنه لم يستطع أن يفعل شيئا حيث تقدم الإمبراطور البيزنطي مانويل كومنين بعرض إلى بياتريس Beatrice زوجة جوسلين الثاني والوصية على إمارة الرها - لشراء كل ما تبقى من حطام تلك الإمارة وهي تل بشير وسمياط وقلعة الروم والبيرة ودلوك وعينتاب والراوندان) فتمت الصفقة واستولى البيزنطيون على تلك المدن، ولكن لم يلبث أن تم تقسيم الغنيمة قبل أن يمضي عام واحد على شراء الإمبراطور البيزنطي لتلك الصفقة الخاسرة بين نور الدين محمود صاحب حلب ومسعود سلطان سلاجقة الروم وتمرتاش الأرتقي صاحب ماردين الذين تحالفوا المقاومة الصليبيين وحلفائهم. إن هذا الإجراء أدى بطبيعة الحال إلى انتهاء الدور السياسي لإمارة الرها الصليبية، مما يعتبر بداية النهاية بالنسبة للبناء الصليبي في بلاد الشام. ويمكن القول إن محاولات نور الدين محمود التي كانت تستهدف الاستيلاء على دمشق وانتزاعها من الأتابك مجير أبق منذ عام 546هـ / 1151هـ ، هي استمرار لنشاطه العسكري في استنزاف قوى الصليبيين وحسرها ومن ثم الانقضاض عليها نهائيا، وقد أتيحت الفرصة لنور الدين محمود أن يبسط سيطرته على دمشق حيث دخلها عام 549هـ/ 1154م. ولم تلبث بعد ذلك إن نشبت حرب طويلة بين نور الدين محمود والصليبيين استهدفت الوجود الصليبي في بلاد الشام.
الإجراءات التي اتخذها نور الدين محمود فيما يتعلق بإرسال حملة عسكرية إلى مصر ومحاولة ضمها وتكوين الجبهة الإسلامية المتحدة، فإنها كانت تتمة لمحاولات استنزاف العدو الصليبي والهائم في جبهة قتالية أخرى لتشتيت قوته وإمكانياته المادية والمعنوية، فعلى الرغم من تردد نور الدين بادئ الأمر في تنفيذ هذا المشروع خوفا من أن يتورط فيه وهو لا يزال أمام أعدائه من الصليبيين في بلاد الشام، ولكنه أرسل حملته عام 560هـ / 1164م، بقيادة أسد الدين شيركوه أحد قادته المعتمدين وصحب شيركوه ابن أخيه صلاح الدين نجم الدين أيوب. ومن الناحية الأخرى إن نور الدين محمود كان لا يمكن أن تفوته فرصة تغيب قادة الصليبيين في الميدان المصري وخلو الشام من الفرنج دون أن يهاجم الصليبيين، وكما اختار مهاجمة إمارة إنطاكية موجها عساکره نحو حصن حارم وقد اشترك معه في هذا الهجوم فخر الدين قرا أرسلان الأرتقي صاحب ماردين في ديار بكر ونجم الدين صاحب ماردين وقطب الدين مودود أتابك الموصل واشتبك مع الصليبيين في موقعة حاسمة هزم فيها الجيش الصليبي هزيمة منكرة حيث قتل منهم بضعة آلاف وأسر جميع أمراء الصليبيين الذين اشتركوا في المعركة وفي مقدمتهم بوهمند الثالث أمير إنطاكية وريموند الثالث أمير طرابلس وجوسلين الثالث دي كورتناي وهو الثامن لوزجان فضلا عن حاكم قليقلية البيزنطي واستولى نور الدين محمود عقب انتصاره على قلعة حارم فأصبح الطريق مفتوحا أمامه إلى إنطاكية، لكنه أثر الاتجاه نحو بانياس التابعة لمملكة بيت المقدس فاستولى عليها وجعلها قاعدة عسكرية له. أما الصليبيون الذين هاجموا مصر بقيادة افلريك الأول ملك بيت المقدس فقد عادوا ليجدوا الموقف جد خطير بالنسبة للصليبيين وذلك بعد أن استولى نور الدين محمود على حارم من إمارة إنطاكية وبانياس من مملكة بيت المقدس وكلا الموقفين له أهميته الاستراتيجية ؛ بالإضافة إلى اسر أميري إنطاكية وطرابلس وزملائهما، ولكن لم يستطع الصليبيون استرداد ما فقدوه بسبب الانحطاط في موقفهم وقوتهم العسكرية وتشتتها، وقد أمضى نور الدين محمود عام 561هـ و 562هـ في القيام بهجمات مفاجئة على الحصون الصليبية الواقعة على منحدرات جبال لبنان بينما أغار شيركوه على إقليم ما وراء نهر الأردن. فدمر قلعة أقامها الصليبيون في كهف بجنوب عمان وكان لهذه الهجمات والغارات أثر في انحسار القوات الصليبية وتقهقرها عن المواقع الإسلامية (1). وعاود الصليبيون الكرة في الهجوم على المواقع الإسلامية عام 541هـ / 1146م فجمعوا فلول جيوشهم من مناطق الشام والجزيرة وقصدوا مدينة الرها التي سقطت بيد الجيش الإسلامي لاستعادتها، وبالتواطؤ مع مسيحي المدينة استطاع الصليبيون أن يحتلوها ويحكموا قبضتهم عليها، ويقتلوا عددا من المسلمين هناك فتصدى لهم نور الدين محمود صاحب حلب وحالفه جيش من التركمان المسلمين، فضلا عن سيف الدولة سوار صاحب الرها واجتمع إليهم فرسان المسلمين ومشاتهم زهاء عشرة آلاف فارس واتجهت عساكر المسلمين وهاجموا الرها ودخلوها بالقوة وقتلوا المحاربين من الصليبيين وحلفائهم من الأرمن والمسيحيين واستخلصوا أسرى المسلمين وهرب قادة الصليبيين وعلى رأسهم جوسلين أمير باشر .
Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance
You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT
ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.
We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate
المتغيرات المتغير المستقل: السياسات والإجراءات القانونية المتبعة في قضايا الأحداث. المتغيرات التابعة...
تعزيز الصورة الإيجابية للمملكة العربية السعودية بوصفها نموذجًا عالميًا في ترسيخ القيم الإنسانية ونشر...
قال وفد ليبيريا خلال اجتماع للمنظمة البحرية الدولية اليوم الثلاثاء إن اثنين من أفراد طاقم سفينة الشح...
Mears (2014) A system of justice that could both punish and rehabilitate juvenile criminals was the ...
تراجع مكانة القضية الفلسطينية في السياسة الدولية فرض على الجزائر تحديات كبيرة، لكنه لم يغيّر من ثواب...
أيقونة الكوميديا والدراما بقيمة 100 مليون دولار. قابل عادل إمام ولد عام 1940 في المنصورة، مصر، وبدأ ...
أتقدم إلى سموكم الكريم أنا المواطن / أسامة سلطان خلف الله الحارثي، السجل المدني رقم/١٧٣٧٣٨٣ ، بهذا ا...
[1] الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا أخذه ورسوله صلى ...
ad يترقب المقيمون في دول مجلس التعاون الخليجي بدء تفعيل التأشيرة الخليجية الموحدة بعد مرور أكثر من ع...
Bullying is a repeated aggressive behavior that involves an imbalance of power between the bully and...
فاللغة العربية ليست فقط لغة المسلمين، ووسيلة لتحقيق غاية أخرى وهي تعديل سلوك التلاميذ اللغوي من خلال...
1-تعتبر أسرة محمد آل علي الإبداع والإبتكار هي أول نقطة في الإنطلاق إلى التحسين في شتى المجالات حيث ق...