Lakhasly

طريق هذه المعرفة نستطيع ان ندرك استقلالية علم السياسة وفي نفس الوقت تداخله كحقل وانطلاقا من ذلك نستطيع تعريف علم السياسة وتحديد مناهج البحث فيه وبيان علاقته العلوم الأخرى. يميز الباحثون في طبيعة المعرفة بين نوعين من العلوم علوم تجريبية Empirical وعلوم غير تجريبية None empirical بالنسبة للعلوم التجريبية تحاول ان تستكشف، لذا يلزم دعم الافتراض بدليل علمي ملموس عن طريق التجربة والتجارب التي الفحص ومراجعة تاريخية للوثائق والمستندات ان الاعتماد على الدليل التجريبي ما تقبل اللجوء الى الدليل التجريبي لأثباتها. والعلوم التجريبية تنقسم بدورها إلى قسمين علوم طبيعية وعلوم اجتماعية. العلوم الاجتماعية والعلوم الطبيعية أصعب من تحديد الخط الفاصل بين العلوم التجريبية وغير التجريبية لكن عموما يمكن القول ان العلوم الطبيعية تشمل: الفيزياء، اما العلوم الاجتماعية فهي تشمل: علم الاجتماع، السياسة، علم الاقتصاد وما يدخل ضمن مجال هذه العلوم. أما بالنسبة لعلم النفس فلم الاجتماعية حيث يعتمد تحديد موقعه على طبيعة الفرع في علم النفس ومدى ارتباطه بالمتغيرات الفردية او الاجتماعية. تجريبي يسعي لفهم الواقع السياسي للجماعة عن طريق الافتراضات والنظريات والمفاهيم التي يستخدمها. ان اهتمام علم السياسة بفهم السلوك السياسي للجماعة وطبيعة التفاعل السياسي في المجتمع اعطى علم السياسة سمات ميزته عن بقية العلوم الاجتماعية الاخرى مثل علم الاجتماع علم الاقتصاد، الجماعة وطبيعة المجتمع. التمييز والاستقلال لعلم السياسة لم يحصل منذ البداية بل مر في مراحل من التطور. فحتى مجموعة العلوم التي تعالج الجوانب السياسية في العلوم الاجتماعية المختلفة. علم النفس السياسي، الاجتماعية كانت في مجموعها تسمى العلوم السياسية». الا ان تسمية «العلوم السياسية» حيث بدأت العلوم السياسية تنصهر في مفهوم واحد جديد ومستقل وهذا المفهوم ١- الدستور الحكومة الاقليمية والمحلية ٥- وظائف الحكومة الاقتصادية والاجتماعية ١- السياسة الدولية ٣- القانون الدولي. الا أن ما يلزم الاشارة اليه هو ان استقلال علم السياسة عن بقية العلوم الأخرى لا يعني انفصاله عنها فاستقلال علم السياسة عن بقية العلوم الاجتماعية هو استقلال جزئي وليس كلي، ذلك ان الاستقلال الكلي يعني الانفصال والقول بان علم السياسة منفصل عن التبادل والاحتكاك بين العلوم الاجتماعية أسم «التخصيب » Cross-Fertibation. ونحن مستقل وليس مجموعة علوم، بأي حال من انفصاله عن بقية العلوم الاجتماعية بل ان هناك علاقة قوية بينهما سنتحدث عنها فيما بعد. الأحوال ما هو المقصود بعلم السياسة؟ نظرا لوجود تعريفات عديدة ومختلفة فلعل من المفيد ان نبدأ باستعراض بعض التعريفات العامة المتداولة: تعرف الموسوعة العلمية الصادرة عن جامعة كولوميا الأمريكية علم السياسة بأنه علم ويرى العالم الأمريكي ايستن D. Easton الذي يعتبر من أهم واضعي القواعد الحديثة لعلم السياسة، ان علم السياسة يهتم بدراسة «التوزيع السلطوي الالزامي للقيم في وأخيرا، وبين مصالح الجماعات الخاصة، من الواضح ان هناك تعريفات مختلفة الابعاد لعلم السياسة والتي يمكن تصنيفها في أربعة نظرات متباينة. فبحسب النظرة الأولى يرتبط علم السياسة بالدولة والحكومة حيث أو العلم الذي يبحث في علاقات الافراد مع الدولة، أم في علاقاتها مع الدول الأخرى. ويرى أصحاب النظرة الثانية ان علم السياسة يجب ألا يقتصر فقط على الدولة بل يجب أن يمتد ليشمل بعض المؤسسات الاجتماعية والتجارية مثل العائلة والمدرسة والنادي الثقافي والاجتماعي والمصنع والبنك. بأنه علم ممارسة القوة او علم صناعة القرارات او علم السلطة او علم «القوة والقواعد Dahl) بأن ان تمتد لتشمل على أية علاقات انسانية اذا وجدت فيها عناصر القوة والقواعد والسلطة ومن ذلك يتضح ان وجود القوة والقواعد والسلطة في علاقات الاسرة أما النظرة الثالثة المبنية على مفهوم البروفسور ديفيد (ايستن) عن المنتظم السياسي Political System والتي أخذ بها كثيرون من علماء السياسة، فهي تأخذ موقفا وسطا بين وتستبعد نشاطات وعلاقات الأسرة والمدرسة والنادي والشركة وغيرها من المؤسسات الاجتماعية من مجال السياسة الا اذا كانت تتعلق بالمجال العام للمجتمع أو بسير العملية السياسية فيه أو بتفاعلات المنتظم السياسي على نحو ما سنفصله فيما بعد. فحيثما توجد الاختلافات الانسانية توجد السياسة. بشكل مباشر يمكن أن نذكر الاختلافات العرقية والطبقية واختلافات العقيدة واختلافات المصالح والسياسة في أسمى معانيها بحسب هذه النظرة تلعب دورا أساسيا في عملية تسوية اختلافات المصالح". البحث، وتعدد هذه المناهج والادوات للظاهرة المراد دراستها ولكن هذا التنوع والاختلاف بالرغم من المثالب التي يجلبها للبحث - فانه يعبر في حقيقته عن ديناميكية العلوم ويفتح المجال لكافة فروع العلوم الاجتماعية لتساهم معا في اثراء المعرفة العلمية. يعرف منهج البحث بانه مجموع الطرق المؤدية للكشف عن الحقيقة بواسطة طائفة القواعد العامة التي تهيمن على سير العقل وتحدد عملياته حتى تصل الى نتيجة معينة ١٢. وتهتم مناهج البحث العلمي بتحليل الظاهرة السياسية وتفاعلاتها. وتحاول مناهج وبين غيرها من الظواهر الاجتماعية بقصد كشف القوانين والقواعد التي تحكمها. مناهج البحث عن أدوات البحث، ويمكن الاستعانة بها في دراسة حالات جزئية داخل المنهج، والاداة تستخدم في ذاتها للحصول على المعلومات ومن أهم الأدوات الملاحظة بأنواعها والاستبيان، وتحليل المحتوى، ان هناك اكثر من طريقة يمكن ان تتبع في تصنيف مناهج البحث في علم السياسة، ويعود ذلك الى التداخل الموجود بين المناهج المختلفة وفي هذه المقدمة سوف نستعرضها ١- المنهج الاستنباطي الفلسفي (المعياري): يصوغها العلماء والفلاسفة اعتمادا على افكار مسبقة يؤمنون بها انطلاقا من نظرتهم العامة في محاولة منهم لربط تحليلاتهم للظاهرة ويعتمد هذا المنهج في تحليلاته الى حد بعيد على المنطق والبرهنة العقلية النظريات الفلسفية القديمة المتمثلة بأفكار افلاطون وارسطو وكتاب عصر النهضة. بتصنيف وتحليل وتنظيم النظريات الفلسفية الكلاسيكية او ما يعرف بالجانب التاريخي في فهم المشاكل السياسية المعاصرة ومن أشهر هؤلاء «ليو سترواس» (Leo Straus) وتلامذته ١ . يعتمد هذا المنهج على الملاحظة المباشرة للواقع والالتحام بالظاهرة السياسية واخضاعها للتحليل الكمي والكيفي، ويهتم هذا المنهج بتجميع المعلومات وتصنيفها وتبويبها ويركز على دراسة تفاعلات الظاهرة السياسية وحركتها وليس على ما يجب ان تكون عليه. هي ويبدأ هذا المنهج بالملاحظة ثم الاستفهام ومحاولة وضع الفرضيات التي هي عن علاقة سببية بين المتغيرات لتفسير هذه الملاحظة، ادوات البحث المختلفة للتحقق من صحة هذه الفرضيات في محاولة لتعميم هذه الفرضيات بعد ثبوتها على اساس انها نظريات وقواعد عامة يستعان بها في دراسة وتفسير حالات أخرى يهتم

• المنهج التاريخي: محمد ملا هذا المنهج بالمعلومات التاريخية والوثائق والسجلات كمصادر أساسية لبياناته ١٧. ولكنه يختلف عن التاريخ الذي يهتم بالمتابعة الزمنية للوقائع فقط حيث يستخدم المنهج اي ان التاريخ يستخدم أساسيات المنهج التاريخ: ١٨ الوضع الخطوط العامة لتطورها ومستقبلها. المنهج التاريخي يرفض التجربة وعظم الحواجز بين الافكار والنظم والحياة السياسية ويركز على دراسة الوقائع. ويهدف هذا المنهج في ويظهر استخدام ماركس وغيرهم. ٤- المنهج الوصفي ويساعد هذا المنهج في تحديد خصائصها وجزئياتها بصورة كمية او كيفية ثم تبويب وتصنيف هذه المعلومات للوصول الى دراسات الرأي العام، والدراسات المجتمعة والاتجاهات العامة. ٥- المنهج المؤسسي: هذا تبرز أهمية هذا المنهج في دراسة النظم السياسية حيث ينظر هذا المنهج الى النظم ويهتم المنهج بطريقة تشكيل المؤسسات والقواعد المنظمة والعوامل المؤثرة في فعاليتها "، يكون هناك أهمية كبيرة للافراد العاملين بها حيث ينظر هذا المنهج للمؤسسة او السلطة على لدساتير دولة المدينة وكذلك في جهود العلماء الرومان وتحليلاتهم للظواهر السياسية على اسس قانونية ومؤسسيه وقد كانت جهود العلماء السابقين تربط بين هذا المنهج والمنهج ٦- المنهج السلوكي: العلوم السلوكية (علمي) النفس والاجتماع) في محال الابحاث السياسية، ويعد ذلك المسلوك حركي يهتم بالحركة والتفاعل ومحاولة التكيف مع المحيط والبيئة العامة ولا ينظر للظواهر في صورتها الجامدة. وفيما يلي أهم عناصر هذا المنهج". ١- ٢۔ 20 هذا المنهج بربط التأصيل النظري بالابحاث التجريبية والمعلومات المستمدة من الابحاث الميدانية، الايمان بتداخل العلوم الاجتماعية وقدرتها على الاستفادة من تقدم بعضها في مجالات الاعتماد على المادة الموضوعية ووجوب فصل الفرضيات والتساؤلات المطروحة من ان الهدف من استخدام هذا المنهج هو الوصول الى نظرية تجريبية في مجال العلوم السياسية كما هو في بقية العلوم الاجتماعية. ويسعى المنهج السلوكي الى تفسير سلوك المؤسسة او السلطة في ضوء قواعد مسبقة تم التوصل اليها في العلوم الأخرى وينظر هذا المنهج الى المؤسسة او المنظمة على انها بمثابة أي قرار سياسي يصدر عنها ما هو في النهاية الا تعبيرا عن تشابك وتفاعل تصورات الاشخاص المكونين لتلك المؤسسة، ولذلك تتركز اهتمامات هذا المنهج على دراسة الاسباب والدوافع التي دفعت هؤلاء الأفراد وبالتالي المؤسسة نفسها الى تبني سياسات معنية، وسياساتها وقراراتها من جهة أخرى. وترجع بدايات ظهور هذا المنهج الى دراسات افلاطون و ارسطو واهتمامهما بالتنشئة السياسية والتعليم والتفاعل الاجتماعي، كما ظهرت بعض جوانب هذا المنهج في كتابات ابن خلدون ومحاولته ربط السلوك السياسي للفرد بالبيئة الاجتماعية بادية - ريف - حضر) وكذلك في كتابات هوبز وتركيزه على أهمية الدافع الامني وغريزة المحافظة على النفس في أما الدراسات السلوكية الحديثة فترتبط بالثقافة الامريكية، ومن العلماء الذين كان لهم دور بارز في بلورة المنهج السلوكي العالم الأمريكي واطسون الذي نادى بأهمية دراسة الوسط الاجتماعي في دراسة السلوك. التكنولوجية في مجال المعلومات حيث بدأ الاتجاه مؤخرا لاستخدام الكمبيوتر والقياس الكمي والكيفي في تصنيف المعلومات وتحليلها بطرق علمية خاصة في مجال دراسات الرأي العام
• المنهج المقارن: اتجهت معظم الدراسات الحديثة الى مجال المقارنة والمنهج المقارن على أساس ان هذا المنهج ضروري لاثبات النظريات والوصول الى القواعد العامة التي يمكن ان تكون صالحة لكل زمان ومكان وذلك من خلال قدرة المنهج المقارن على استيعاب المؤثرات الخاصة ببلد دراسة مجتمعين أو دولتين مختلفتين ام مقارنة زمانية بمقارنة ظاهرة سياسية في مجتمع واحد في فترتين زمنيتين ام مقارنة موضوعية تركز على دراسة ظاهرة معينة في عدة حالات مختلفة ويهدف المنهج المقارن في النهاية الى استخلاص نتائج وقواعد علمية عامة لا ترتبط يتيح المجال لاستبعاد تأثير الحالات الخاصة والمتطرفة. رابعا : تداخل علم السياسة بالعلوم الاخرى: ان مدى تداخل علم السياسة مع العلوم الأخرى قد اختلف بحسب تطور مفاهيم علم السياسة ونظرياته ومناهج البحث فيه وحتى نهاية النصف الأول من القرن العشرين كان علم السياسة يتداخل بشكل أساسي مع القانون والتاريخ والاقتصاد والجغرافيا البشرية مع علم الاجتماع وعلم الانسان وعلم النفس السياسي، علاقة علم السياسة ببعض هذه العلوم: والاخلاق، علم السياسة وعلم الاجتماع ولقد انتشرت دراسات التنشئة السياسية التي اهتمت بالدور الذي تلعبه هيئات المجتمع الاساسية كالأسرة والمدرسة كما تطور علم الاجتماع السياسي» الذي يهتم بالبعد الاجتماعي لسلوك الانسان السياسي ۲٤ ب - علم السياسة وعلم الاقتصاد: لقد كان الاقتصاد والسياسة يدرسان معا حتى الماضي القريب، وكان الاقتصاد وفي الوقت الحالي فان الموضوعات الخاصة بالثروة والدخل والضرائب والتوزيع والسياسة التجارية والصناعية وأوضاع الطبقة العاملة الى حد كبير بعوامل اقتصادية اساسية ولقد أوضحت تجارب بعض الدول على ان أهمية العوامل الاقتصادية في التأثير على قرارات وسياسات الدول المختلفة تزداد وقت الحرب عن أوقات السلم". وهناك ثلاثة اتجاهات في تحديد علاقة علم السياسة بالاقتصاد فيرى فريق السياسة ومنهم من يرى بان العلاقة بينهما علاقة تفاعل (تأثير وتأثر متبادل). تهتم الانثروبولوجيا بتصنيف وتحليل الجماعات البشرية من الناحية الفسيولوجية الثقافية، على الحفريات من أجل دراسة بقايا التركيب الجسمي للانسان القديم، وفهم ثقافته ومجتمعاته، ومقارنة كل ذلك بأوضاع انسان ان منشأ التداخل بين الانثروبولوجيا وعلم السياسة يعود الى التركيز الخاص وخاصة فيما يتعلق بالسلالة والثقافة. فلقد حاول بعض علماء الانثروبولوجيا الاستفادة من بعض الدراسات السياسية لزيادة معرفتهم بهذه الفوارق الانسانية، الاحداث الماضية. وان التاريخ هو جذور علم السياسة ٢٨. وتتضح هذه العلاقة بصفة خاصة البشرية والقادة السياسيين والعسكريين. وبذلك يعتبر التاريخ السياسي مصدرا خصبا ولكن الفرق بين التاريخ السياسي والتحليل السياسي للتاريخ هو أن علماء التاريخ. يركرون على الشخصيات السياسية أو ا حوادث الفريدة من نوعها والمشهورة؛ بينما ه ‏ علم السياسة وعلم النفس: يعظي بعض المفكرون السياسيون اهتمامات خاصة في أبحائهم لموضوعات علم النفس التي تهتم بفهم الطبيعة الانسانية. وغرائن وعواطف وانكار الذات. العوامل النفسية على السلوك السياسي. وهناك محاولات اخرى كثيرة لمعرفة تأثير الخلفيق وف مجالات اخرى ينظر الباحثون الى الحرية ا والمساواة على أنها اقيم أساسية تدخل في جذور النفس الانسانية وتوجه تطلعات الانسان وسلوكد"". و3) علم السياسة والقانون: فق الضف نا الأول من هذا القرن كان القانون محور الدراسات السياسية: وفي القانوك العام الذي يخوي على دستور الدولة وأسس المادىء المنظمة لتداخل سلطات-- الحكومة. ولعلاقة الحكومة المركزبة بالحكومات المحلية ولحماية حقوق الافراد ' وحرياتهم -- وتتلكاتهمء وتداخل السلطة القضائية مع السلطتين التشريعية والتنفيذية:". بعد الفكر السياسي ف طليعة جالات علم السياسة» فعلم السياسة في معظم الخاللات وتحليل الواقع السياسي وانتقاده: ويحاولة وضع تصورات بديلة للا يجب ان تقوم عليه السلطة واذا نما نظرنا الى الفكر السياسي على أنه التفكير بالظواهر السياسية المحيطة بالانسان فاننا نجزم بان هذه العملية قد بدأت منذ وجد الانسان ومنذ وجدت الحضارات القدهة ووجب وجود سلطة تكون فوقف مؤيدا ها في أحيان معينة ووقف معارضا ها في احيان متابعة نطور السلطة باشكاها المختلفة. بالاحوال والواقع السيامي القلثم فهي ناج هذا الواقع تعبر عن شكل السلطة والمؤنسا القائمة فيه حيناء وتسبق هذا الواقع وتقوده الى تصورات وحلول خبالية لم تكن معروفة ومن هنا تظهر الصعوبة في مجال البحث في الفكر السبامي لان الفكر السياسي نتاج بهذه المتغيرات تبعا للزمان والمكان. كثيرة يصعب تحديدهاء ما زاد في صعوبة الترصل الى فواعد واصول ثابتة بخصوصها خاصة حساسية خاصة لدى كل من الحكام والمحكوهين على السواء. وتفسير الوجود السياسي: وأنه مثل كل ما يخطر في ذهن الانسان حول تنظيمه السياسية: وتمثل صورة الظاهرة السياسية كما يتخيلها الانسان في مختلف الازمنة والامكنة. ‎١‏ - تاريخ الافكار المياسية: مختلف انواعها على مر العصورء والتي تعكس في كثير من الاحيان الظروف بالاشخاص التزيق يمثلونها" وني رأي الباحث بأن هذا التوع من الدراسة للفكر سيؤخذ به في هذا البحث. والمكان, وتحاول في هذه الحالة الربط بين مبادىء معينة ونتائج معينة لاكتشاف ‎٠‏ قواعد التحكم في النشاطء ووضعها في شكل علاقات ارتباطية تفسر العلاقة بين مختلف الظواهر المرتبطة بالسلطة. ‏ويكون التركيز في مثل هذه الدراسة على الافكار السياسية والمبادىء ‏موضوعات الفكر السياسي: ‏اختلفت الرضوعات التي تعرض ها الفكر السياسي وتنوعت باختلاف مراحل حياته, ‏فقد عرفت جميع الامم والحضارات القديمة بعض مظاهر التشريعات القانونية والسياسية وبعض القواعد والافكار السياسية؛ : فقد عرفت الحضارة كرنفوشيوس (00ه ق. كما عرف الشرق العربي حورابي ‎7١707(‏ ق. الشرع المشهورء وعرفت الحضارة الفرعونية شكلا معينا من اشكال نظام الحكم, ولكن جميع هذه الافكآرٌ والتشريعات لم ترتق الى المستوى المنهجي للمعرفة ولذلك تعد الحضارة اليونانية القديمة أول من قدم الفكر السياسي بصورة علمية وني حضارة العصور الوسطى سواء الاسلامية منها ام المسيحية ظهرت الافكار السياسية لتعبر عن الصراع الفآذم بين" التتلظة الزمنية اي الحكام الحاكم والشروط الواجب توافرها فيه. الحكمء وفلهرت النظريات املكية والدمقراطية لتبرير شكل السلطة وتصرفاتها. وني الوقت المعاصر امتدث الافكار السياسية لتشمل نواحي الحياة الاخرى الاجتماعية والاقتصادية, نتيجة التوسعات الضخمة التي شهدتها وظيفة الدولة الحديثة. ما سبق نستنتج بان موضوعات الفكر السياسي تطورت بتطور الحياة وقد تعرضت الافكار السياسية لكل من اصل الدولة ومحاولة تفسير ذ السلطة في المجتمعات القديمة, القرارات فيهاء والعلاقة بين الحكام والمحكومين: ومدى شرعية السلطة فيها وانواع معنى ان الافكار السياسية تعرضت لكافة فروع علم السياسة وأن كانت تتركز في الأساس على السلطة ذاتها". لفكر السياسي ف في العصور القديمة المبحث الاول: تأر الفكر السياسي اليوناني بالبيئة التي عاش فيهاء سواء كانت هذه البيئة جغرافية أم اجتماعية ام النظام الطبقي السائد أم هينات وا منظمات وسنحاول فيما يل اعطاء تلخيص موجز عن أهم العوامل التي نشأ في خللها الفكر السياسي اليوثاني» فأثرت به وانطبعت عليه وجاء هذا الفكر فأثر:بها وعكسها في كثير من المراحل: وتعمشل في دولة المديئة بنظامها الاجتماعي وظهرت في هذه المرحلة افلاطون وارسطو واللذين سيكونان موضع الاهتمام في هذه الدرامة. دولة المدينة: جاورها من الجزر مما اتاح هذه المدن الفرصة في الاستقلال, الذاتي؛ ومحاولة تطوير أنظمتها الاجتماعية والسياسية؛ بدأت تتعرض له من ا مدن الاخرى. ومن أشهر هذه المدن التي امتازت بالاستقلال كل من اثينا واسبارطة. المركز الحضاري الذي نشأ فيه المقكرون والفلاسفة اليونان الذين أثروا الحضارة الانسانية بافكارهم ونظرياتهم. الحياة الاجتماعية في دولة المدينة: قبيلة من هذه القبائل زعيم يطلق عليه لقب «ملك» لأن نظامه وراثياء وكان ومن هذه القبائل نشأت دولة المدينة والتي كانت تعني مجموعة المساكن وأهم ها يميز حضارة هذه المان تلك الثقافة المشتركة التي كانت تجمع بين اليونانيين» وكذلك تماسكهم نتيجة شعورهم بالتفوق وقايزهم عن غيرهم من َ ساد المدنث اليونائية 'نظام طبمي شكل الاساسن للنظام السياسي فى تلك عن بعضها من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية» وكانت هذه الطبقات رأسه طبقة “ل طبقة المواطنين: هم أعضاء المدينة من اليوثانيين الذين لهم حق المشاركة في حياتها الآباء وهي تخول صاحبها امتياز المشاركة في النشاط السياسي, أي أن صفة الواطنة كانت تعني المشاركة اكثر مما تعنيه حقوقا معينة يضمنها لحم القانون كما "- طبقة الاجانب المقيمين في المدينة: كان عدد هؤلاء كبيرا خاصة في المان التجارية مثل اثيناء ولم يكن حرموا هن ممارسة النشاط السياسي رتم انهم كانوا احرارا. م طبقة العبيد والأرقاء: كان نظام المرق في المجتمعات القديمة ومنها اليوناني نظاما عاما وكان وزنها في دولة المدينة وكانت في حالات متعددة تمثل الاغلبية في المجتمع» وهي محرومة من مارسة اي دور سياسي. تصريف شؤون الدولة وهي؟: ‎١‏ الجمعية: تنتكون الجمعية من جميع المواطنين الذين يبلغون من العمر عشرين سنة. وقثل الجمعية ندوة شعبية تنتظم عشرة هرات في السنة, ويمكن ان تعقد ‏ومع أن نسبة الحضور فيها لم تكن مرتفعة فانها اختصت بوظائف عديدة منهم. ويمتد محال اثينا العشرة؛ وعثل السلطة الفعلية وهو الذي يقوم باعمال الحكومة المركزية. المؤسسة الشالشة في النظام السياسي كانت المحاكم والتي تمثل السلطة القضائية في الدولة. ينتخبون لدة عام. ولد أفلاطون سنة 480 ق. م. من عائلة ارستقراطية من اثينا وتنقف اقلاطون كأحسن ما يتثقف له ابناء الطبقات الراقية, واظهر ميقا خاصا نحو وبذلك وصف أفلاطون بأنه من المفكرين النظريين التجريديين»وقد حاول الرجوع وكان اسلوبه يعتمد على الحوار. ورغباتهمء وحجز الفرد عن سد حاجاته بنفسه. وحاجته الى الآخرين ومساعدتهم” ما يستوجب تعاون الافراد ل تنشأ الدولة لاشباع حاجات الناس الاقتصادية وتنظيم تبادل الخدمات بينهمء وبذلك يكون افلاطون قد استبعد فكرة القوة والسلطة في نشوء الدولة. أيه توفير اسهل الطرق بالتزاماته إلاجتماعية, المتبادلة يقوم كل عضو فيه بقدر من الاخذ والعطاء ومهمة الدولة تحقيق التوافق بين عمل الاقرادة. انطلق افلاطون في نظرته لبدأ تقسيم العمل والتخصص من الفرضية اكثر جودة حين يعزل عملا يتفق مع استعداده الطبيعي» وأن الدولة نشأت لرغية وقد حاول افلاطون تقسيم النفس ‎١‏ وقذرات الب الى أقفانت. أعتمادا على اسس فلسفية واخلاقية, نابعة من تقسيمه للفضائل وهي الحكمة والشجاعة والعفة والعدالة والتي 'منها توصل الى تقسيم الأنفس الى ثلاث انواع النفس العاقلة ومركزها العقل والرأس وتخقص بفضيلة الحكمة. يثلها الحكام الفلاسفة ؟- النفس الغضبية ومركزها القلب والصدر وتختص بفضيلة الشجاعة. م النفس الشهوانية ومركزها اسفل البطن وتخقص بفضيلة العقة. ‎١‏ يثلها اصحاب الحرف والمهن

أولا: علم السياسة كحقل من حقول المعرفة:
ان المعرفة العلمية لاي حقل من حقول المعرفة تتطلب في البداية ارجاع الحقل الى
أصله ومعرفة طبيعته وماهيته وعلم السياسة كغيره من بقية العلوم يلزم في البداية معرفة
أصله كحفل من حقول المعرفة وطبيعته كعلم مميز وماهيته كمدخل للفهم السياسي. فعن
طريق هذه المعرفة نستطيع ان ندرك استقلالية علم السياسة وفي نفس الوقت تداخله كحقل
مع بقية حقول المعرفة الأخرى. وانطلاقا من ذلك نستطيع تعريف علم السياسة وتحديد
مناهج البحث فيه وبيان علاقته العلوم الأخرى.
يميز الباحثون في طبيعة المعرفة بين نوعين من العلوم علوم تجريبية Empirical
وعلوم غير تجريبية None empirical بالنسبة للعلوم التجريبية تحاول ان تستكشف، تصف،
تشرح وتتنبأ وفي محاولاتها للاستكشاف والتنبؤ تنطلق من افتراضات Hypothesis وهذه
الافتراضات يجب ان تفحص وتقارن نتائجها مع الواقع للتأكد من صحة الافتراض أو
خطائه. لذا يلزم دعم الافتراض بدليل علمي ملموس عن طريق التجربة والتجارب التي
نلجأ لها لفحص الافتراضات أو الفرضيات قد تتمثل في الملاحظة المنتظمة، المقابلة،
الاستبيان، الفحص ومراجعة تاريخية للوثائق والمستندات ان الاعتماد على الدليل التجريبي
هو الذي يميز العلوم غير التجريبية مثل المنطق والرياضيات المجردة والتي افتراضاتها عادة
ما تقبل اللجوء الى الدليل التجريبي لأثباتها.
والعلوم التجريبية تنقسم بدورها إلى قسمين علوم طبيعية وعلوم اجتماعية. ان المعيار
أو الأساس الذي يتخذ للتقسيم ليس من السهولة تحديده. فتحديد الخط الفاصل بين
العلوم الاجتماعية والعلوم الطبيعية أصعب من تحديد الخط الفاصل بين العلوم التجريبية
وغير التجريبية لكن عموما يمكن القول ان العلوم الطبيعية تشمل: الفيزياء، الكيمياء، وما
يدخل ضمن مجال هذه العلوم. اما العلوم الاجتماعية فهي تشمل: علم الاجتماع، علم
السياسة، علم الاقتصاد وما يدخل ضمن مجال هذه العلوم. أما بالنسبة لعلم النفس فلم
يستقر وضعه فهو احيانا يدخل ضمن مجال العلوم الطبيعية واحيانا ضمن مجال العلوم

الاجتماعية حيث يعتمد تحديد موقعه على طبيعة الفرع في علم النفس ومدى ارتباطه
بالمتغيرات الفردية او الاجتماعية. لذا يمكننا الآن ان نحدد علم السياسة بأنه علم اجتماعي
تجريبي يسعي لفهم الواقع السياسي للجماعة عن طريق الافتراضات والنظريات والمفاهيم
التي يستخدمها.
ان اهتمام علم السياسة بفهم السلوك السياسي للجماعة وطبيعة التفاعل السياسي في
المجتمع اعطى علم السياسة سمات ميزته عن بقية العلوم الاجتماعية الاخرى مثل علم
الاجتماع علم الاقتصاد، وعلم الجغرافيا والتي تسعى لفهم الجوانب غير السياسية في سلوك
الجماعة وطبيعة المجتمع. وهذه السمات المميزة لعلم السياسة هي التي جعلته علماً مميزاً عن
بقية العلوم الاجتماعية الأخرى له مفهوم علمي مستقل. الا ان ما يجب ادراكه هو ان هذا
التمييز والاستقلال لعلم السياسة لم يحصل منذ البداية بل مر في مراحل من التطور. فحتى
الحرب العالمية الثانية كان «علم» السياسة» «يسمى» بالعلوم السياسية» وهذه العبارة تعني
مجموعة العلوم التي تعالج الجوانب السياسية في العلوم الاجتماعية المختلفة. فالعلوم السياسية
تشمل الجغرافيا السياسية علم الاجتماع السياسي، علم الاقتصاد السياسي، علم النفس
السياسي، التاريخ السياسي. هذه الفروع المختلفة التي تعالج الجوانب السياسية للعلوم
الاجتماعية كانت في مجموعها تسمى العلوم السياسية». الا ان تسمية «العلوم السياسية»
لم تستمر، حيث بدأت العلوم السياسية تنصهر في مفهوم واحد جديد ومستقل وهذا المفهوم
الجديد هو «علم السياسة» لذا في اجتماع علماء السياسة في دار اليونسكو في باريس في
أيلول ١٩٤٨م. والذي درسوا فيه السياسة كحقل من حقول المعرفة اتفقوا على اعتماد
عبارة « علم السياسة» لتحل محل عبارة «العلوم السياسية . " . وحددوا « لعلم السياسة»
فروع تختلف كلية عن فروع «العلوم السياسية» وهذه الفروع هي:
ست و النظرية السياسية

• النظرية السياسية.
  تاريخ الافكار السياسية.
  المؤسسات السياسية
  ١- الدستور
  ٢- الحكومة المركزية
  الحكومة الاقليمية والمحلية
  الادارة العامة

٥- وظائف الحكومة الاقتصادية والاجتماعية
٦- المؤسسات السياسية المقارنة.
الاحزاب والفئات والرأي العام
. الاحزاب السياسية
ست ٢- الفئات أو الجمعيات
مشاركة المواطن في الحكومة والادارة
٤- الرأي العام.
العلاقات الدولية "
١- السياسة الدولية
التنظيمات الدولية
٣- القانون الدولي.
الا أن ما يلزم الاشارة اليه هو ان استقلال علم السياسة عن بقية العلوم الأخرى لا
يعني انفصاله عنها فاستقلال علم السياسة عن بقية العلوم الاجتماعية هو استقلال جزئي
وليس كلي، ذلك ان الاستقلال الكلي يعني الانفصال والقول بان علم السياسة منفصل عن
بقية العلوم الاجتماعية الأخرى هو مجرد ادعاء فاحتكام العلوم الاجتماعية
بعضها ببعض أمر لا غنى عنه ويوفر لها مكاسب متبادلة. وقد اطلقت مدرسة أمريكية على
التبادل والاحتكاك بين العلوم الاجتماعية أسم «التخصيب » Cross-Fertibation. ونحن
هنا في هذا الكتاب في الوقت الذي ندعم فيه الاتجاه القائل بان علم السياسة هو علم
مستقل وليس مجموعة علوم، علم له مفهومه الخاص به ومكوناته الذاتية فاننا في نفس
الوقت ندعم الاتجاه القائل بان استقلال علم السياسة لا
يعني
بأي حال من
انفصاله عن بقية العلوم الاجتماعية بل ان هناك علاقة قوية بينهما سنتحدث عنها فيما
بعد.
ثانيا: تعريف علم السياسة:
الأحوال
ما هو المقصود بعلم السياسة؟ نظرا لوجود تعريفات عديدة ومختلفة فلعل من المفيد
ان نبدأ باستعراض بعض التعريفات العامة المتداولة:

تعرف الموسوعة العلمية الصادرة عن جامعة كولوميا الأمريكية علم السياسة بأنه علم
دراسة الحكومة ودراسة عملية الممارسة السياسية ودراسة المؤسسات السياسية والسلوك
السياسي».
وعرف معجم (لبتريه) الفرنسي السياسة بأنها «علم» حكم الدول» كما عرفها ايضا
معجم (روبين) الفرنسي بأنها «فن حكم المجتمعات الانسانية».
ويرى العالم الأمريكي ايستن D. Easton الذي يعتبر من أهم واضعي القواعد
الحديثة لعلم السياسة، ان علم السياسة يهتم بدراسة «التوزيع السلطوي الالزامي للقيم في
المجتمع».
وأخيرا، جاء في قاموس العلوم الاجتماعية المعد تحت اشراف اليونيسكو بأن السياسة
تعنى بممارسات الاعمال الانسانية التي تسوى أو تدعم وتتابع الصراع بين الصالح العام
وبين مصالح الجماعات الخاصة، والتي تشمل دائما على استعمال القوة أو السعي اليها».
من الواضح ان هناك تعريفات مختلفة الابعاد لعلم السياسة والتي يمكن تصنيفها في
أربعة نظرات متباينة. فبحسب النظرة الأولى يرتبط علم السياسة بالدولة والحكومة حيث
وصف «بعلم الدولة» أو علم سلطة الحكومة، أو العلم الذي يبحث في علاقات الافراد
مع الدولة، أو العلم الذي يتناول كل ما يتعلق بشؤون الدولة سواء على الصعيد الداخلي
أم في علاقاتها مع الدول الأخرى.
ويرى أصحاب النظرة الثانية ان علم السياسة يجب ألا يقتصر فقط على الدولة
والحكومة، بل يجب أن يمتد ليشمل بعض المؤسسات الاجتماعية والتجارية مثل العائلة
والمدرسة والنادي الثقافي والاجتماعي والمصنع والبنك. ومن هذا المنطلق عرف علم السياسة
بأنه علم ممارسة القوة او علم صناعة القرارات او علم السلطة او علم «القوة والقواعد
والسلطة» وبهذا الخصوص يرى العالم السياسي الشهير (روبرت دوول) (R. Dahl) بأن
السياسة يجب ألا تقتصر بالضرورة على المجال العام الخاضع للحكومة أو الدولة «وانما يمكن
ان تمتد لتشمل على أية علاقات انسانية اذا وجدت فيها عناصر القوة والقواعد والسلطة
بشكل واضح». ومن ذلك يتضح ان وجود القوة والقواعد والسلطة في علاقات الاسرة
والنقابة وشركة الاعمال والجامعة يضفي على نشاطات هذه المؤسسات الصبغة السياسية.
أما النظرة الثالثة المبنية على مفهوم البروفسور ديفيد (ايستن) عن المنتظم السياسي
Political System والتي أخذ بها كثيرون من علماء السياسة، فهي تأخذ موقفا وسطا بين
المنطلق الأول والثاني لتعريف السياسة. فبحسب هذه النظرة يتم التركيز على الممارسة
السياسية في الحكومة، وتستبعد نشاطات وعلاقات الأسرة والمدرسة والنادي والشركة وغيرها
من المؤسسات الاجتماعية من مجال السياسة الا اذا كانت تتعلق بالمجال العام للمجتمع أو
بسير العملية السياسية فيه أو بتفاعلات المنتظم السياسي على نحو ما سنفصله فيما بعد.
ويربط أصحاب النظرة الرابعة معنى السياسة بوجود الاختلافات الانسانية. فحيثما
توجد الاختلافات الانسانية توجد السياسة. ومن أهم أنواع الاختلافات التي تتعلق بالسياسة
بشكل مباشر يمكن أن نذكر الاختلافات العرقية والطبقية واختلافات العقيدة واختلافات
المصالح والسياسة في أسمى معانيها بحسب هذه النظرة تلعب دورا أساسيا في عملية تسوية
اختلافات المصالح".
ثالثا: مناهج البحث في علم السياسة:
تعاني العلوم الاجتماعية بشكل عام من اختلافات واسعة في مناهج وأدوات
البحث، وتعدد هذه المناهج والادوات للظاهرة المراد دراستها ولكن هذا التنوع والاختلاف

بالرغم من المثالب التي يجلبها للبحث - فانه يعبر في حقيقته عن ديناميكية العلوم
الاجتماعية وتكاملها، ويفتح المجال لكافة فروع العلوم الاجتماعية لتساهم معا في اثراء
المعرفة العلمية.
منهج البحث العلمي:
يعرف منهج البحث بانه مجموع الطرق المؤدية للكشف عن الحقيقة بواسطة طائفة
القواعد العامة التي تهيمن على سير العقل وتحدد عملياته حتى تصل الى نتيجة معينة ١٢.
وتهتم مناهج البحث العلمي بتحليل الظاهرة السياسية وتفاعلاتها. وتحاول مناهج
البحث العلمي تحليل هذه الظاهرة الى عناصرها الأولى والتعرف على العلاقة السببية بينها
وبين غيرها من الظواهر الاجتماعية بقصد كشف القوانين والقواعد التي تحكمها. وتختلف
مناهج البحث عن أدوات البحث، فبينما تهتم مناهج البحث بالأسس العامة لاثبات
النظريات والوصول الى القواعد العامة، فان مهمة أدوات البحث تقتصر على جمع المعلومات
والبيانات، ويمكن الاستعانة بها في دراسة حالات جزئية داخل المنهج، والاداة تستخدم في
ذاتها للحصول على المعلومات ومن أهم الأدوات الملاحظة بأنواعها والاستبيان، وتحليل
المحتوى، والوسائل الاحصائية والمفاهيم والمؤشرات وغيرها ١٣.
ان هناك اكثر من طريقة يمكن ان تتبع في تصنيف مناهج البحث في علم السياسة،
ويعود ذلك الى التداخل الموجود بين المناهج المختلفة وفي هذه المقدمة سوف نستعرضها
بشكل نتوخى فيه تبسيط الفهم وسهولة العرض.
١- المنهج الاستنباطي الفلسفي (المعياري):
يقوم هذا المنهج على مجموعة من التأملات الفكرية والتصورات المجردة التي
يصوغها العلماء والفلاسفة اعتمادا على افكار مسبقة يؤمنون بها انطلاقا من نظرتهم العامة
لطبيعة الانسان وحياته والعالم الذي يعيش فيه، في محاولة منهم لربط تحليلاتهم للظاهرة

السياسية مع مجموعة المبادىء والقيم الاخلاقية التي ينادون بها ولذلك فان التركيز في مثل
هذا المنهج يكون عادة على الأهداف العامة للمجتمع، والصورة المثالية التي ينشدها
الفلاسفة المجتمعاتهم وحكوماتهم بعيدا عن أي ملاحظة مباشرة او احتكاك مباشر بالواقع
الذي يعيشون فيه. ويعتمد هذا المنهج في تحليلاته الى حد بعيد على المنطق والبرهنة العقلية
والنظرية.
ويؤخذ على هذا المنهج بأنه حمد المعرفة الانسانية لفترة طويلة لأنه لا يعطي الفرصة
لاكتشاف معارف جديدة وانما يهتم بتوضيح معرفة كانت موجودة مسبقا. وينقسم المنهج
الفلسفي الى ثلاثة أنواع من الدراسات:
۱
۲۔
النظريات الفلسفية القديمة المتمثلة بأفكار افلاطون وارسطو وكتاب عصر النهضة.
الدراسات الفلسفية التي لم يكن هدفها انتاج افكار فلسفية جديدة وانما اهتمت
بتصنيف وتحليل وتنظيم النظريات الفلسفية الكلاسيكية او ما يعرف بالجانب التاريخي
للفلسفة السياسية.
الدراسات الحديثة التي تأخذ طابعا فلسفيا حيث يؤكد كتابها اهمية الأفكار الفلسفية
في فهم المشاكل السياسية المعاصرة ومن أشهر هؤلاء «ليو سترواس» (Leo Straus)
وتلامذته ١ .
المنهج الاستقرائي (التجريبي)
يعتمد هذا المنهج على الملاحظة المباشرة للواقع والالتحام بالظاهرة السياسية
واخضاعها للتحليل الكمي والكيفي، ويهتم هذا المنهج بتجميع المعلومات وتصنيفها وتبويبها
للوصول الى تفسير دقيق للظواهر السياسية كما فعلا، ويركز على دراسة تفاعلات
الظاهرة السياسية وحركتها وليس على ما يجب ان تكون عليه.
هي
ويبدأ هذا المنهج بالملاحظة ثم الاستفهام ومحاولة وضع الفرضيات التي هي
عبارة
عن علاقة سببية بين المتغيرات لتفسير هذه الملاحظة، ثم محاولة جمع المعلومات بواسطة

ادوات البحث المختلفة للتحقق من صحة هذه الفرضيات في محاولة لتعميم هذه الفرضيات
بعد ثبوتها على اساس انها نظريات وقواعد عامة يستعان بها في دراسة وتفسير حالات أخرى
مشابهة " .
يهتم

• المنهج التاريخي: محمد ملا
  هذا المنهج بالمعلومات التاريخية والوثائق والسجلات كمصادر أساسية لبياناته ١٧.
  ولكنه يختلف عن التاريخ الذي يهتم بالمتابعة الزمنية للوقائع فقط حيث يستخدم المنهج
  التاريخي هذه الوقائع في الاستدلال بتفسير الظواهر السياسية. اي ان التاريخ يستخدم
  كتجارب يمكن الاستعانة بها في مجال الدراسات السياسية.
  أساسيات المنهج التاريخ: ١٨
  ادخال عامل الزمن في جميع مقومات التحليل حيث يهتم هذا المنهج بتتبع الظاهرة
  السياسية في مرحلة محددة لملاحظة التغيرات التي تطرأ عليها ويسعى في نفس الوقت
  الوضع الخطوط العامة لتطورها ومستقبلها.
  المنهج التاريخي يرفض التجربة وعظم الحواجز بين الافكار والنظم والحياة السياسية
  ويركز على دراسة الوقائع.
  يعتمد المنهج التاريخي على المقارنة المنهجية لملاحظة أوجه الشبه والخلاف ويسعى
  للتقريب بين الظواهر السياسية ايمانا بوحدة عناصر التطور. ويهدف هذا المنهج في
  الاساس الى محاولة كشف العلاقة السببية بين احداث الظواهر وعرضها عرضا يساعد
  في ادراك وكشف مقوماتها ودمجها في اطارها الحضاري الشامل، ويظهر استخدام

المنهج التاريخي في دراسات كل من ابن خلدون ومونتسكيو وسان سيمون وكارل
ماركس وغيرهم.
٤- المنهج الوصفي
يشمل هذا المنهج منهج المسح ومنهج دراسة الحالة، ويساعد هذا المنهج في تحديد

مميزات الظاهرة المراد دراستها وفي تحديد شكلها العام من خلال تجميع المعلومات عن
خصائصها وجزئياتها بصورة كمية او كيفية ثم تبويب وتصنيف هذه المعلومات للوصول الى
الحقائق الدقيقة عن الظروف القائمة كما هي في الواقع المعاصر دون الدخول في تحليل
أسباب ودوافع هذا الواقع او العوامل المؤثرة عليه. وتظهر استخدامات هذا المنهج في
دراسات الرأي العام، وتحليل الوثائق، والدراسات المجتمعة والاتجاهات العامة.
. ٥- المنهج المؤسسي:
هذا
تبرز أهمية هذا المنهج في دراسة النظم السياسية حيث ينظر هذا المنهج الى النظم
السياسية باعتبارها مجرد أنظمة قانونية تفسر في ضوء مصادرها النظامية والقانونية، ويهتم
المنهج بطريقة تشكيل المؤسسات والقواعد المنظمة والعوامل المؤثرة في فعاليتها "، دون أن
يكون هناك أهمية كبيرة للافراد العاملين بها حيث ينظر هذا المنهج للمؤسسة او السلطة على
أنها شخصية قانونية مستقلة، وان المجتمع السياسي يمثل مجموعة من الحقوق والالتزامات
القانونية.
ويظهر استخدام هذا المنهج في جهود العلماء في دراساتهم للدساتير والمجالس
التشريعية والمؤسسات الحكومية، وقد برز استخدام هذا المنهج في كتابات ارسطو وتحليلاته
لدساتير دولة المدينة وكذلك في جهود العلماء الرومان وتحليلاتهم للظواهر السياسية على
اسس قانونية ومؤسسيه وقد كانت جهود العلماء السابقين تربط بين هذا المنهج والمنهج
القانوني ولكن مع بداية القرن العشرين ظهرت الحاجة لبلورة هذا المنهج بشكل مستقل.
. ٦- المنهج السلوكي:
يهدف هذا المنهج الى الاستفادة من النتائج والمبادىء التي تم التوصل اليها في
العلوم السلوكية (علمي) النفس والاجتماع) في محال الابحاث السياسية، ويعد ذلك المسلوك
طبقا لهذا المنهج وحده التحليل السياسي وذلك انطلاقا من الايمان بان علم السياسة علم
حركي يهتم بالحركة والتفاعل ومحاولة التكيف مع المحيط والبيئة العامة ولا ينظر للظواهر في
صورتها الجامدة. وفيما يلي أهم عناصر هذا المنهج".

١-
٢۔
.t
20
ان محور اهتمام هذا المنهج هو سلوك الافراد والمجموعات ويقصد بالسلوك هنا كل
ما يصدر عن الانسان من أقوال أو أفعال تلبية لدافع ذاتي أو استجابة لما يحدث في
البيئة تحقيقا لغرض معين.
يهتم
هذا المنهج بربط التأصيل النظري بالابحاث التجريبية والمعلومات المستمدة من
الابحاث الميدانية، ويسعى لتطوير أساليب البحث الخاصة به.
الايمان بتداخل العلوم الاجتماعية وقدرتها على الاستفادة من تقدم بعضها في مجالات
البحث العلمي.
الاعتماد على المادة الموضوعية ووجوب فصل الفرضيات والتساؤلات المطروحة من
ناحية نظرية عن القيم والمعتقدات العقيدية.
ان الهدف من استخدام هذا المنهج هو الوصول الى نظرية تجريبية في مجال العلوم
السياسية كما هو في بقية العلوم الاجتماعية.
ويسعى المنهج السلوكي الى تفسير سلوك المؤسسة او السلطة في ضوء قواعد مسبقة
تم التوصل اليها في العلوم الأخرى وينظر هذا المنهج الى المؤسسة او المنظمة على انها بمثابة
مجموعة من الافراد وأن شخصيات هؤلاء الافراد تنطبع على تصرفات تلك المؤسسة، وأن
أي قرار سياسي يصدر عنها ما هو في النهاية الا تعبيرا عن تشابك وتفاعل تصورات
الاشخاص المكونين لتلك المؤسسة، ولذلك تتركز اهتمامات هذا المنهج على دراسة الاسباب
والدوافع التي دفعت هؤلاء الأفراد وبالتالي المؤسسة نفسها الى تبني سياسات معنية، لذلك
وجدنا بان انصار هذا المنهج يحاولون الربط بين طبيعة الشعوب وطابعها القومي من جهة
وسياساتها وقراراتها من جهة أخرى.
وترجع بدايات ظهور هذا المنهج الى دراسات افلاطون و ارسطو واهتمامهما بالتنشئة
السياسية والتعليم والتفاعل الاجتماعي، كما ظهرت بعض جوانب هذا المنهج في كتابات
ابن خلدون ومحاولته ربط السلوك السياسي للفرد بالبيئة الاجتماعية بادية - ريف - حضر)
وكذلك في كتابات هوبز وتركيزه على أهمية الدافع الامني وغريزة المحافظة على النفس في
نشوء الدولة وسلوك السلطة بداخلها.
أما الدراسات السلوكية الحديثة فترتبط بالثقافة الامريكية، ومن العلماء الذين كان
لهم دور بارز في بلورة المنهج السلوكي العالم الأمريكي واطسون الذي نادى بأهمية دراسة
الوسط الاجتماعي في دراسة السلوك. هذا وقد استفاد المنهج السلوكي الحديث من الثورة
التكنولوجية في مجال المعلومات حيث بدأ الاتجاه مؤخرا لاستخدام الكمبيوتر والقياس الكمي

والكيفي في تصنيف المعلومات وتحليلها بطرق علمية خاصة في مجال دراسات الرأي العام
والانتخابات وسلوك القادة ومقرراتهم".

• المنهج المقارن:
  اتجهت معظم الدراسات الحديثة الى مجال المقارنة والمنهج المقارن على أساس ان هذا

المنهج ضروري لاثبات النظريات والوصول الى القواعد العامة التي يمكن ان تكون صالحة
لكل زمان ومكان وذلك من خلال قدرة المنهج المقارن على استيعاب المؤثرات الخاصة ببلد
معين والتي يمكن أن تؤثر على نتيجة دراسات الباحث ٢٣.
وتبدأ الدراسة المقارنة باستمرار بمرحلة وصفية تحليلية للظواهر السياسية المراد دراستها
لاكتشاف أوجه الشبه والخلاف بينهما سواء كانت هذه المقارنات مقارنة مكانية من خلال
دراسة مجتمعين أو دولتين مختلفتين ام مقارنة زمانية بمقارنة ظاهرة سياسية في مجتمع واحد في
فترتين زمنيتين ام مقارنة موضوعية تركز على دراسة ظاهرة معينة في عدة حالات مختلفة
زمانيا ومكانيا وربطها بالظروف المحيطة بها.
ويهدف المنهج المقارن في النهاية الى استخلاص نتائج وقواعد علمية عامة لا ترتبط
بمكان او زمان معين ولكي تكون هذه النتائج دقيقة يجب ان تزاد الحالات المدروسة لأن
يتيح المجال لاستبعاد تأثير الحالات الخاصة والمتطرفة.
تعددها
رابعا : تداخل علم السياسة بالعلوم الاخرى:
ان مدى تداخل علم السياسة مع العلوم الأخرى قد اختلف بحسب تطور مفاهيم
علم السياسة ونظرياته ومناهج البحث فيه وحتى نهاية النصف الأول من القرن العشرين
كان علم السياسة يتداخل بشكل أساسي مع القانون والتاريخ والاقتصاد والجغرافيا البشرية
وبعد التطورات الحديثة التي ألمت بعلم السياسة ظهرت مجالات جديدة للتداخل
مع علم الاجتماع وعلم الانسان وعلم النفس السياسي، وسوف تلقي نظرة مختصرة على
علاقة علم السياسة ببعض هذه العلوم:
والاخلاق،

علم السياسة وعلم الاجتماع
بعد تطور المفاهيم الحديثة في علم السياسة التي تهتم بالسلوك السياسي للانسان،
ظهرت اهمية دراسات علم الاجتماع بالنسبة لعلم السياسة فعلم الاجتماع الذي يدرس
السلوك الاجتماعي، وأنماط العلاقات الاجتماعية والعادات والتقاليد والثقافة والقيم، أصبح
في الحقيقة من أكثر العلوم الاجتماعية ارتباطا بعلم السياسة. ولقد انتشرت دراسات التنشئة
السياسية التي اهتمت بالدور الذي تلعبه هيئات المجتمع الاساسية كالأسرة والمدرسة
والجماعة في التأثير على التفاعلات السياسية في الدول. كما تطور علم الاجتماع السياسي»
الذي يهتم بالبعد الاجتماعي لسلوك الانسان السياسي ۲٤
ب - علم السياسة وعلم الاقتصاد:
لقد كان الاقتصاد والسياسة يدرسان معا حتى الماضي القريب، وكان الاقتصاد
يعرف بأسم «الاقتصاد السياسي» لأن التركيز فيه كان على الطرق التي تستطيع بها الدولة
الاشراف على الشؤون المالية والتجارية والانتاجية. وفي الوقت الحالي فان الموضوعات الخاصة
بالثروة والدخل والضرائب والتوزيع والسياسة التجارية والصناعية وأوضاع الطبقة العاملة
هي من ضمن الموضوعات التي يشترك فيها كل من علمي السياسة والاقتصاد. وكذلك
فان عملية التسوية بين مصالح تجار الاستيراد ومصالح أصحاب المصانع هي من أهم
مجالات الممارسة السياسية. وباختصار فان السياسة العامة للدولة في الداخل والخارج تتأثر
الى حد كبير بعوامل اقتصادية اساسية ولقد أوضحت تجارب بعض الدول على ان أهمية
العوامل الاقتصادية في التأثير على قرارات وسياسات الدول المختلفة تزداد وقت الحرب عن
أوقات السلم". وهناك ثلاثة اتجاهات في تحديد علاقة علم السياسة بالاقتصاد فيرى فريق
بأن السياسة هي التي تؤثر في الاقتصاد ومنهم من يرى بأن الاقتصاد هو الذي يؤثر في
السياسة ومنهم من يرى بان العلاقة بينهما علاقة تفاعل (تأثير وتأثر متبادل).
ج - علم السياسة والانثروبولوجيا (علم الانسان):
تهتم الانثروبولوجيا بتصنيف وتحليل الجماعات البشرية من الناحية الفسيولوجية

(التركيب الجسمي)، الثقافية، والاجتماعية، والتاريخية ويمتاز علم الانثروبولوجيا في اعتماده
على الحفريات من أجل دراسة بقايا التركيب الجسمي للانسان القديم، وفهم ثقافته
ومجتمعاته، وقدرته على التكيف مع البيئة التي عاش فيها، ومقارنة كل ذلك بأوضاع انسان
اليوم".
ان منشأ التداخل بين الانثروبولوجيا وعلم السياسة يعود الى التركيز الخاص
للابحاث الانثروبولوجية على دراسة الفوارق الانسانية، وخاصة فيما يتعلق بالسلالة والثقافة.
فلقد حاول بعض علماء الانثروبولوجيا الاستفادة من بعض الدراسات السياسية لزيادة
معرفتهم بهذه الفوارق الانسانية، وخلال هذا التداخل تم نقل خبرتهم الانثروبولوجية الى
علم السياسة. ولقد نقل علماء السياسة من علم الانثروبولوجيا مصطلح الثقافة وطوروا له
مفهوما خاصا عرف بالثقافة السياسية».
ويوجد حاليا في علم الانثروبولوجيا حقل خاص للدراسات السياسية يعرف
«بالانثروبولوجيا السياسية وتتحد اهتماماته بدراسة مصادر الصراع الانساني، ومجالات
تلاحم الاختلافات الانسانية وقانون الطبيعة، والطرق التي تؤثر فيها المجتمعات المتقدمة
على المجتمعات النامية التي تحتك معها ٢٧.
) علم السياسة والتاريخ:
ان هناك ايضا علاقة قوية بين علم السياسة والتاريخ الذي يهتم بدراسة
الاحداث الماضية.

ولقد قال احد علماء السياسة مشيرا الى علاقة العلمين بان علم السياسة
هو ثمرة التاريخ، وان التاريخ هو جذور علم السياسة ٢٨. وتتضح هذه العلاقة بصفة خاصة
في مجال التاريخ السياسي الذي يعالج الاحداث والنشاطات السياسية الماضية للمجتمعات
البشرية والقادة السياسيين والعسكريين. وبذلك يعتبر التاريخ السياسي مصدرا خصبا
للمعلومات التي يستفيد منها كتاب وصانعي السياسة في دراستهم .
ولكن الفرق بين التاريخ السياسي والتحليل السياسي للتاريخ هو
أن علماء التاريخ.

يركرون على الشخصيات السياسية أو ا حوادث الفريدة من نوعها والمشهورة؛ بينما
يهم علماء السياسة بالخصائص العامة للمعلومات التارضي التي هم بصدد دراستها.

ه ‏ علم السياسة وعلم النفس:

يعظي بعض المفكرون السياسيون اهتمامات خاصة في أبحائهم لموضوعات علم
النفس التي تهتم بفهم الطبيعة الانسانية. وحور الاهتمام هو حاجات؛ وغرائن وعواطف
النفس الاتسانية التي نتعلق بالخوف والطمأنينة: العنف والمسالمة» الخبر والشى الأنانية
وانكار الذات. الاعتزاز والختوع» الحب والكرهء الرفض والقبول والاهتمام وعدم الما

ولقد ظهر ما يعرف «بعلم النفس السياسي » الذي يهتم كتابه بجعرفة مدى تأثير
العوامل النفسية على السلوك السياسي. وهناك محاولات اخرى كثيرة لمعرفة تأثير الخلفيق
النفسية للسياسيين في القرارات التي يتخذونها. وف مجالات اخرى ينظر الباحثون الى الحرية ا
والمساواة على أنها اقيم أساسية تدخل في جذور النفس الانسانية وتوجه تطلعات الانسان
وسلوكد""..

_و3) علم السياسة والقانون:

ان كثيراً هن كتاب النظربة السياسية يسندون شرعية السلطة في الدولة الى القانون.
ولقد أوضح أرسطو وأفلاطون اهمية القانون في تأدية وظائف الدولة كما استطاع المترعون
الرومان” ان يضعوا بعض القوانين الاساسية التي ساعدت روما على حكم وادارة
امبراطوريتها الواسعةء والتي أصبحت فيما بعد مصدرا اناسيا للقوانين الوضعية في" الدول--
الأوروبية.

فق الضف نا الأول من هذا القرن كان القانون محور الدراسات السياسية: وفي
الوقت الحاضر به بتضح التداخل بن القانون والسياسة من موضوعات القانون الدستوري او _
القانوك العام الذي يخوي على دستور الدولة وأسس المادىء المنظمة لتداخل سلطات--
الحكومة. ولعلاقة الحكومة المركزبة بالحكومات المحلية ولحماية حقوق الافراد ' وحرياتهم --
وتتلكاتهمء وتداخل السلطة القضائية مع السلطتين التشريعية والتنفيذية:".

ممكتدمة

بعد الفكر السياسي ف طليعة جالات علم السياسة» فعلم السياسة في معظم الخاللات
يبدأ بالتفكير ووضع التصورات لطبيعة السلطة او المؤسات النشودة والتي فد تسبق الواقع
السياسي القائم. وفي حالات اخرى فان عملية التفكير والتأمل تأتي من خلال وصفف
وتحليل الواقع السياسي وانتقاده: ويحاولة وضع تصورات بديلة للا يجب ان تقوم عليه السلطة
والدولة.

واذا نما نظرنا الى الفكر السياسي على أنه التفكير بالظواهر السياسية المحيطة بالانسان
فاننا نجزم بان هذه العملية قد بدأت منذ وجد الانسان ومنذ وجدت الحضارات القدهة
فاينما وجد الانسان ظهرت الحاجة لايجاد نوع من التنظيم لحياته. ووجب وجود سلطة تكون
مسؤولة عن ادارة شؤونه. ومنذ ذلك الحين بدأ الانسان يبحث في همتغيرات تلك السلطة
بتنظيماتها ووظائفها المختلفة. فوقف مؤيدا ها في أحيان معينة ووقف معارضا ها في احيان
اخرى. ومن هذا الصراع مع السلطة ظهرت الافكار والنظريات السياسية التي حاولت
متابعة نطور السلطة باشكاها المختلفة. وكانت هذه الافكار والنظريات باستمرار على اتصال
بالاحوال والواقع السيامي القلثم فهي ناج هذا الواقع تعبر عن شكل السلطة والمؤنسا
القائمة فيه حيناء وتسبق هذا الواقع وتقوده الى تصورات وحلول خبالية لم تكن معروفة
احيانا.

ومن هنا تظهر الصعوبة في مجال البحث في الفكر السبامي لان الفكر السياسي نتاج
عقليٍ في جميع احواله؛ وعقول بني البشر وقدراتهم تتفاوت وتتاين تبعا لمقومات الانسان
الطبيعية ونظرا للظروف التي عاش فيهاء ما جعل الافكار السيا. بهذه المتغيرات تبعا
للزمان والمكان. وجمل الافكار والنظريات السياسية عملية نسبية ترتبط بعوامل اجتماعية
كثيرة يصعب تحديدهاء ما زاد في صعوبة الترصل الى فواعد واصول ثابتة بخصوصها خاصة
وان الظاهرة موضع الدراسة هي السلطة وحياة الجماعة العامة وهي موضوع شائك وله
حساسية خاصة لدى كل من الحكام والمحكوهين على السواء.

وتفسير الوجود السياسي: وأنه مثل كل ما يخطر في ذهن الانسان حول تنظيمه
السياسى وحياته العامة كما هى أو كما يجب ان تكون.

وبذلك تكون الافكار السياسية عبارة عن تصور عقلاني للظاهرة
السياسية: وتمثل صورة الظاهرة السياسية كما يتخيلها الانسان في مختلف الازمنة
والامكنة. وأنها تقوم على التأمل سواء كان فرديا أم جماعيا وتختلف عن كرنها
واقع قائم.

وتقسم .الدراسات قل مجان الفكر 0 الى نوعينم:

‎١‏ - تاريخ الافكار المياسية:

‏وهي دراسة تاريخية تقوم على المتابعة الزمنية للتراث الفكري المرتبط
بتفسير ظاهرة السلطة, وتهتم بآراء وتصورات المفكرين والفلاسفة للظواهر السياسية
مختلف انواعها على مر العصورء والتي تعكس في كثير من الاحيان الظروف
والبيئات التي عاشوا فيهاء وستكون هذه الدراسة من لك ربط الافكار
بالاشخاص التزيق يمثلونها" وني رأي الباحث بأن هذا التوع من الدراسة للفكر
السياسي سيكون ايسر وانفع من دراسة الافكار مجردة عن مفكريها. وهو الذي
سيؤخذ به في هذا البحث.

‏؟- النظرية السياسسية؟:

‏وهى حين نتجه الافكار السياسية نحو التخص من عناصر الزمان

والمكان, وتسير نحو ايجاد احكام مطلقة جامعة بين المنهاجية التجريبية والواقع او
الحركة, وتحاول في هذه الحالة الربط بين مبادىء معينة ونتائج معينة لاكتشاف

‎٠‏ قواعد التحكم في النشاطء ووضعها في شكل علاقات ارتباطية تفسر العلاقة بين
مختلف الظواهر المرتبطة بالسلطة.

‏ويكون التركيز في مثل هذه الدراسة على الافكار السياسية والمبادىء
والقيم العليا في حد ذاتها بغض النظر عن خلافات وجهة نظر الكتاب بثأنها.

‏موضوعات الفكر السياسي:

‏اختلفت الرضوعات التي تعرض ها الفكر السياسي وتنوعت باختلاف
مراحل حياته, فمنذ وجد الانسان بدأ يفكر في حياته وحياة الجماعة التي يعيش
فيهاء وطبيعة تنظيم هذه الجماعة والسلطة القائمة فيهاء وتطورت افكاره السياسية
بتطور الزمان والمكان.

‏فقد عرفت جميع الامم والحضارات القديمة بعض مظاهر التشريعات
القانونية والسياسية وبعض القواعد والافكار السياسية؛: فقد عرفت الحضارة
الصيئية القديمة بعض المصلحين من ذوي الافكار السياسية والاخلاقية مثل
كرنفوشيوس (00ه ق.م.): وعرفت الهند حكما وافكارا سياسية مثل افكار
كوتيليا (40© ق. م.) كما عرف الشرق العربي حورابي ‎7١707(‏ ق.م.)
الشرع المشهورء وعرفت الحضارة الفرعونية شكلا معينا من اشكال نظام الحكم,
ولكن جميع هذه الافكآرٌ والتشريعات لم ترتق الى المستوى المنهجي للمعرفة
العلمية و بقيت ترتبط بالاساطير وغيرها.

‏الى ان جاءت الحضارة اليونانية وبدأت الافكار السياسية في تصوير
طبيعة العلاقات الانسانية في دولة المدينة» وركزت على الاسس الاخلاقية للحكم
فاهتمت بالقيم السياسية كالعدالة والحرية» ونوعية الحكم والمشاركة

ولذلك تعد الحضارة اليونانية القديمة أول من قدم الفكر السياسي بصورة علمية

وني حضارة العصور الوسطى سواء الاسلامية منها ام المسيحية ظهرت
الافكار السياسية لتعبر عن الصراع الفآذم بين" التتلظة الزمنية اي الحكام
الدنيويين والسلظة الدينية وركزت الحضارة الاسلامية بالذات على مواصفات
الحاكم والشروط الواجب توافرها فيه.

“وني العصور الحديقة/تركزت الافكار السياسية حول الشكل الامثل لنظام
الحكمء وفلهرت النظريات املكية والدمقراطية لتبرير شكل السلطة وتصرفاتها.

وني الوقت المعاصر امتدث الافكار السياسية لتشمل نواحي الحياة الاخرى
الاجتماعية والاقتصادية, نتيجة التوسعات الضخمة التي شهدتها وظيفة الدولة
الحديثة. وظهرت الايديولوجيات الختلفة لتبرير وظيفة الدولة.

ما سبق نستنتج بان موضوعات الفكر السياسي تطورت بتطور الحياة
الاجتماعية والسياسيةء وواكبت هذه الافكار طبيعة السلطة والدولة وتطورهما في
لس 5

وقد تعرضت الافكار السياسية لكل من اصل الدولة ومحاولة تفسير ذ
السلطة في المجتمعات القديمة, ثم تطرقت هذه الافكار لطبيعة الدولة والاسس
التي تقوم عليها سلطتهاء وحق السيادة بداخلها وصاحب السلطة في اصدار
القرارات فيهاء والعلاقة بين الحكام والمحكومين: ومدى شرعية السلطة فيها وانواع
انظمة الحكمء والشكل المثالي للسلطة, معنى ان الافكار السياسية تعرضت لكافة
فروع علم السياسة وأن كانت تتركز في الأساس على السلطة ذاتها".

لفكر السياسي ف في العصور القديمة
المبحث الاول:
الفكر السياسي اليوناني:
تأر الفكر السياسي اليوناني بالبيئة التي عاش فيهاء سواء كانت هذه

البيئة جغرافية أم اجتماعية ام النظام الطبقي السائد أم هينات وا منظمات
السياسية التي كانت موجودة في الحضارة اليوئانية.

وسنحاول فيما يل اعطاء تلخيص موجز عن أهم العوامل التي نشأ في

خللها الفكر السياسي اليوثاني» فأثرت به وانطبعت عليه وجاء هذا الفكر فأثر:بها
وعكسها في كثير من المراحل: وتعمشل في دولة المديئة بنظامها الاجتماعي
والاقتصادي والسياسي.
مقدمة: لمحة تاريخية:

ابندأت الحضارة اليونانية بمرحلة من الاساطير والكتابات الغامضة مثل كتابات
هوميروس وغبره؛ وعرفت تلك المرحلة بالعصر الميثولوجيء الى ان جاء طالبس في الفرن
السادس قبل الميلاد ومعه مجموعة من الكتاب وبدأوا ييحثون عن أصول الطبيعة ومكوناتهاء»
وانتقل بعدها الفكر ليركز على الانسان, ويعتبره محوز التفكير. وظهرت في هذه المرحلة
فلسفة السفسطئيين الذبن عملوا على بلبلة الفكر وزعزعة المفاهيم الموجودة؛ الى ان ظهر
سقراط الذي حاول تحديد المعرفة وحاول وضع منهج لنفكيره: وتطور الفكر فيما بعد لتظهر
الفلسفات السياسية الني بدأت نطور على شكل مذاهب متكاملة' مثلة في جهود كل من
افلاطون وارسطو واللذين سيكونان موضع الاهتمام في هذه الدرامة.

دولة المدينة:

كانت المدن اليونانية القديمة تتناثر في الوديات وعلى الجبال اليونانية وما
جاورها من الجزر مما اتاح هذه المدن الفرصة في الاستقلال, والسعي للاكتفاء
الذاتي؛ ومحاولة تطوير أنظمتها الاجتماعية والسياسية؛ والتصدي للغزو الذي
بدأت تتعرض له من ا مدن الاخرى.

ومن أشهر هذه المدن التي امتازت بالاستقلال كل من اثينا واسبارطة.
ولكن التعركيز في دراسة دولة المدينة سيكون منصيا على دولة اثينا باعتبارها
المركز الحضاري الذي نشأ فيه المقكرون والفلاسفة اليونان الذين أثروا الحضارة
الانسانية بافكارهم ونظرياتهم.

الحياة الاجتماعية في دولة المدينة:

كان المجتمع اليناني القديم يعيش حياة قبلية ممزقة وكان يرأس كل
قبيلة من هذه القبائل زعيم يطلق عليه لقب «ملك» لأن نظامه وراثياء وكان
هذا املك القائد الحر بي للقبيلة اثناء حروبها وكان الانتماء لهذه القبائل بالوراثة
ايضا.

ومن هذه القبائل نشأت دولة المدينة والتي كانت تعني مجموعة المساكن
الخاضة والبائي العامة التي تكين اعدينة وان كان هذا المفهوم قد امتد فيما بعد
ليصبح مفهوما سياسيا يشمل اراض واسعة تكون خاضعة للمدينة التي هي مقر
الحكم و يتبعها عدة مستعمرات زراعية ومراكز تجارية بعيدة".

وأهم ها يميز حضارة هذه المان تلك الثقافة المشتركة التي كانت تجمع
بين اليونانيين» وكذلك تماسكهم نتيجة شعورهم بالتفوق وقايزهم عن غيرهم من
الشعوب.

النظام الطبقي”:

َ ساد المدنث اليونائية 'نظام طبمي شكل الاساسن للنظام السياسي فى تلك
المدنء ويقوم هذا النظام على تقسيم المجتمع الل ثلاث طبقات رئيسية داقة
عن بعضها من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية» وكانت هذه الطبقات
في صورة هرم قاعدته طبقة الأرقاء وني وسطه طبقة الاجافب وعا, رأسه طبقة
المواطنين.

كما هو موضح في الشكل:

“ل طبقة المواطنين:
هم أعضاء المدينة من اليوثانيين الذين لهم حق المشاركة في حياتها
السياسية وني الشؤون العامة وكانت صفة المواطنة ورائية يتوارثها الايناء عن
الآباء وهي تخول صاحبها امتياز المشاركة في النشاط السياسي, أي أن صفة
الواطنة كانت تعني المشاركة اكثر مما تعنيه حقوقا معينة يضمنها لحم القانون كما
هي النظرة الحالية

"- طبقة الاجانب المقيمين في المدينة:

كان عدد هؤلاء كبيرا خاصة في المان التجارية مثل اثيناء ولم يكن
هم حق اكتساب ا مواطنة رغم طول الفترة التي يقضونها في تلك ا مدن, وقد
حرموا هن ممارسة النشاط السياسي رتم انهم كانوا احرارا.

م طبقة العبيد والأرقاء:
كان نظام المرق في المجتمعات القديمة ومنها اليوناني نظاما عاما وكان
عنصرا اساسيا في النظام الاقتصادي. وكانت طبقة العبيد والأرقاء طبقة لا
وزنها في دولة المدينة وكانت في حالات متعددة تمثل الاغلبية في المجتمع» وهي
محرومة من مارسة اي دور سياسي.

قام النظام السياسي في دولة المدينة على ثلاث مؤسسات رئيسية تتؤلى
تصريف شؤون الدولة وهي؟:

‎١‏ الجمعية:
بوتس ه 8
تنتكون الجمعية من جميع المواطنين الذين يبلغون من العمر عشرين سنة.
وقثل الجمعية ندوة شعبية تنتظم عشرة هرات في السنة, ويمكن ان تعقد
اجتماعاث طارئة حسب طلب مجلس الخمسمائة.

‏ومع أن نسبة الحضور فيها لم تكن مرتفعة فانها اختصت بوظائف عديدة
منها الوظيفة التشريعية والتصويت على وظائف الحكام واستبعاد غير المرغوب
منهم. ومناقشة بعض أمور الموظفين والقضاة ومراقبة مجلس الخمسمائة, ويمتد محال
عملها ليشمل مناقشة السياسة الخارجية وبعض الشؤون الاقتصادية.

يتكون هذا المجلس من خمسمائة عضو معدل سين عضوا عن قبائل
اثينا العشرة؛ وينتخب سنويا بالقرعة ويشترط ان يكون عمر العضو فوق
الثلاثين سبة, وكان هذا المجلس يتول السلطة التشريعية والتنفيذية في الدولة»
وعثل السلطة الفعلية وهو الذي يقوم باعمال الحكومة المركزية.

م المحا

المؤسسة الشالشة في النظام السياسي كانت المحاكم والتي تمثل السلطة
القضائية في الدولة. ويبلغ عدد أعضاء هذه المحاكم حوالي (000) عضو
ينتخبون لدة عام.

وقد قسمت المحاكم الى تخصصات محددة مثل المحاكم الجنائية او

سر أفلاطون:

ولد أفلاطون سنة_ 480 ق.م. من عائلة ارستقراطية من اثينا وتنقف
اقلاطون كأحسن ما يتثقف له ابناء الطبقات الراقية, واظهر ميقا خاصا نحو
الرياضيات واخذ الحكمة عن فيثاغورس, ثم تأثر افلاطون فيما بعد بفكرة استاذه
سقراط وفلفته الى درجة يصعب معها في كثير من الاحيان الفصل بين افكار
افلاطون وافكار استاذه سقراط*.

.منهجه وطريقة تفكيره:
اتبع افلاطون منهجا فلسقيا واتجه اتجاها عقليا في تفكيره السياسيء
وبذلك وصف أفلاطون بأنه من المفكرين النظريين التجريديين»وقد حاول الرجوع

للانسان والجفاعة ومعرفة طبيعتها واسرارها ومنها حاول تفسير اصل الدولة
ونظامها". وكان اسلوبه يعتمد على الحوار.

نشأة الدولة عند أفلاطون:

يرى افلاطون ان الدولة قد فشأت نتيجة لتباين حاجات الناس
ورغباتهمء وحجز الفرد عن سد حاجاته بنفسه. وحاجته الى الآخرين ومساعدتهم”
ما يستوجب تعاون الافراد ل

اشباع حاجاتهمء ونتيجة هذا التعاون بين الافراد
تنشأ الدولة لاشباع حاجات الناس الاقتصادية وتنظيم تبادل الخدمات بينهمء
وبذلك يكون افلاطون قد استبعد فكرة القوة والسلطة في نشوء الدولة.

ومن هنا تكوث وظيفة الدوئة الاساسية في ,أيه توفير اسهل الطرق
والوسائل لتعاون الافراد وتيادل الخدمات, وان على الدولة توفير قيام الفرد
بالتزاماته إلاجتماعية, وبذلك يكون تصور افلاطون للدولة كنظام للخدمات
المتبادلة يقوم كل عضو فيه بقدر من الاخذ والعطاء ومهمة الدولة تحقيق التوافق
بين عمل الاقرادة.

تقسيم العمل:

انطلق افلاطون في نظرته لبدأ تقسيم العمل والتخصص من الفرضية
الاول التي آمن بها وهي تفاوت قدرات البشر ومواهبهم, وان انتاج الفرد يكون

اكثر جودة حين يعزل عملا يتفق مع استعداده الطبيعي» وأن الدولة نشأت لرغية
الافراد في تنبادل الخدمات وان مهمتها الاساسية تسهيل تبادل الخدمات بينهم

وأشباع حاجاتهم.

وقد حاول افلاطون تقسيم النفس ‎١‏ وقذرات الب الى أقفانت.
لخص لي هذا النص في 5 صفحات
أعتمادا على اسس فلسفية واخلاقية, نابعة من تقسيمه للفضائل وهي الحكمة
والشجاعة والعفة والعدالة والتي 'منها توصل الى تقسيم الأنفس الى ثلاث انواع
هي :
© النفس العاقلة ومركزها العقل والرأس وتخقص بفضيلة الحكمة.

يثلها الحكام الفلاسفة
؟- النفس الغضبية ومركزها القلب والصدر وتختص بفضيلة الشجاعة.

عثلها الحراس والجنود
م النفس الشهوانية ومركزها اسفل البطن وتخقص بفضيلة العقة.

‎١‏ يثلها اصحاب الحرف والمهن

‏أما الفضيلة الرابعة وهي العدالة فتتحقق من خلال تقسيم العمل بين
هذه الانفس وضمان التوازن بينها وعدم تدخل طبقة في شؤون الطيقة الثانية.

‎

‎

‏ومن خلال هذا التسلسل في تأملات افلاطون الفلسفية حول النفس
البشرية وتقسيم العملء وانطلاقا من اانه بالاصل المشترك كل من الدولة
والفرد, توصل افلاطون الى تحديد ثلاثة وظائف هامة للدولة يجب تأديتها هي:

‏ا حكم الدولة.
؟' حاية الدولة.
عد اشباع الحاجات وتبادل الخدمات.
وحاول افلاطون الربط بين وظائف الدولة هذه وطبقات المجتمع فقسم
المجتمع الى ثلاث طبقات هي':
‎١‏ الطيقة الاول:

‏طبقة الحكام الفلاسفة وهي الطبقة العليا في المجتمع والذين توكل لهم
مهمة ادارة الحكم لانهم يتمتعون بالحكمة.

‎

سا الطبقة الثانية:
طيقة بقة الحاريين؛ ومهمتهم حماية الدولة والدفاع عنها لانهم متازون
بالشجاعة 0 أن و تحت رقابة غيرهم.

سس الطبقة الثالتة: ”
وهي ادنى طبقة يمثلها اصحاب الحرف مثل الصناع والتجار والريل وهم
الذين اهلتهم الطبيعة للعمل وتلقى الأوامر وهم. عامة الشعب والذين يجب ان
يتمتعوا بالعفة.

يرى افلاطون بان الطبيعة هي التي فرضت هذا التقسيم للمجتمع ولذلك
لا يجوز ازالة هذه الفوارق, كما انه لم يجعل الانتماء لهذه الطبقات ورائيا بل
على العكس من ذلك آمن بان غاية المجتمع اتاحة الفرصة لكل طفل فيه
الانتفاع باعلى مستوى من التدريب الذي يتلاءم مع طبيعته وان تتاح له الفرصة

لكي يصل الى اعلى المراكز التي تؤهله قدراته للوصول اليها.

فكرة العدالة عند افلاطون:

نظر افلاطون الى العدالة على انها رباط المجتمع واساس الدولة. وهي
تعنى ان يجد كل فرد الدور الذي يؤديه وفقا لاستعداده الطبيعي: وتقوم فكرة
العدالة عنده من خلال التزام كل فرد حدود الطبقة التي ينتمي اليها تبعا
لطبيعته ونكوينه. ولا يماول ان يتعدى نطاقها الخاص او يتطلع الى غيرها من
الطبقات"') وقد اعتبرها افلاطون فضيلة خاصة وعامة. فهى فضيلة خاصة لأنها
تسمح للاتسان الحصول على وظيفة او عمل مناسب وتجعله صالحا لادانه. وهي
فضيلة عامة لانها تجعل المجتمع صاحا من خلال قيام كل شخص بعمل يجيده»
وتضع الشخص المناسب في المكان المناسب وبذلك يستفيد المجتمع من عمل
الافراد بصورة افضل.

ارسطو طاليس :

حياته:

ولد ستة 886 ق. م.» في مدينة ستاجيرا المقدونية» وهاجر الى أثينا سنة
بدم ق.م. ليدرس الفلسفة على يد افلاطون وقد تأثر بفلسفتهء وقد شغل ارسطر
عدة متاصب كان اهمها سنة 4#” ق.م. حين اختير معلما للاسكندر المقدوني»
وبعهها العمد مدمة حافة بع قي أقناء الكل "اعظر خرلة انين بعد موت

الاسكندر الاكبر نتيجة التقمة على المقدونيين"!.

منهج :
انعقل ارسطو بعلم السياسة من اسلوب المحاورات المعروفة لدى افلاطون
الى اسلوب المحاضرة المعروفة بدقتها والتي تظهر بشكل أدبي مميز؟'ء وقد أرجع
الفضضل لارسطو في تنظيم علم ا منطق وترتيبه ووضم قواعده ونظمه. وقد اسم
منهج ارسطو في البحث بالواقعية ومعالجة العلوم الانسانية الموجودة في عصرهء وقد
كانت معظم آراء ارسطو تقوم على الترتيب المنطقي والاعتماد على اللاحظة
العملية الدقيقة التي تعتمد التحليل واستخلاص النتائج للظواهر الموجودة في
عصره'"؛ وبهذا يكوت منهجه قد اتح اتحاها واقعيا واستقرائيا يحاول تطبيق
مناهج العلوم الطبيعية في دراسة الظواهر السياسية.
نظرته للمجتمع واصل الدولة:
تمثل العائلة

في نظر ارسطو الخلية الاولى في بتاء المجتمع وانها وجدت