Lakhasly

=%. D-1. ( ٣٢٤- ٣٣٤ هـ/ ٩٣٩-٩٤٨م) ابتدأ منصب أمير الأمراء رسمياً في عهد الخليفة الراضي" عام ٣٢٤ هـ ، واسند في هذا الوقت إلى محمد بن رائق والمنصب عبارة عن نقل كل سلطات الخليفة في هذا الوقت إلى قائد تتوفر فيه صفات الرياسة العسكرية ، ويجمع إلى جانب صفته العسكرية الاختصاصات المدنية. ومن هذا القبيل ما يقال عن بعض الوزراء: أنهم أصحاب سيف وقلم ، إذ جمعوا بين الاختصاصات الحربية والمدنية ، فيرمز بالسيف للإختصاص الحربي ، وبالقلم للاختصاص المدني. وهذا التسمية الأخيرة تعددت مرات لعدد من الوزراء قبل هذا الوقت ( ٣٢٤ هـ) لكن ذلك لم يكن نظاماً مقرراً ، بل كان استثناء عارضاً يلجأ إليه الخلفاء مؤقتاً ثم يعودون إلى النظام الطبيعي ، وهو نظام الفصل بين السلطتين المدنية والحربية. وكان أمير الأمراء يتولى إمرة الجيش ثم المناصب المالية ، فهو يلى الخراج والمعادن في جميع البلاد ، ثم الدواوين ، فهو ينظر في جميع الأمور ، وهو الذي يختار لها الرجال الذين يقومون بها والأموال تحمل إلى خزائن أمير الأمراء ، فيتصرف فيها كما يريد ويطلق للخليفة ما يريد فبطلت بيوت الأموال القديمة ، وصارت تابعة لأمير الأمراء المسئول وحده عن الناحية المالية كلها نفقات الخليفة وأرزاق الجند ونفقات الدولة. وإذا تحولت تبعية الدواوين وبيوت المال على هذا النحو إلى شخص بعينه بطلت الدواوين وأبطلت الوزارة وبطل كل شئ. ثم كان لأمير الأمراء حق ثالث إضافي ، هو أن يخطب له على المنابر إلى جانب الخليفة. وكان اسمه أيضاً ينقش على السكة ، كما كان يتمتع بكثير من مظاهر الحفاوة. هذه هي إختصاصات منصب أمير الأمراء فما سبب تطور النظام وظهور إمرة الأمراء على أنقاض-1. أسباب ظهور إمرة الأمراء: ظهرت إمرة الأمراء على أنقاض الوزارة ، فأصبح نظاماً مقرراً ، وكان ذلك تطوراً خطيراً في النظم الإسلامية ، كانت العادة أن يتولى الخليفة بنفسه حقيقة السلطان ، ويعاونه جماعة من الناس لهم صفة العمال فقط لا يزيدون على ذلك شيئاً ثم يتخذ الخليفة كتابا ، ثم يسمى هؤلاء الكتاب وزراء ، ۷:۰۷%. D-1. أسباب ظهور إمرة الأمراء: ظهرت إمرة الأمراء على أنقاض الوزارة ، فأصبح نظاماً مقرراً ، وكان ذلك تطوراً خطيراً فى النظم الإسلامية ، فما هي أسبابه المباشرة ؟ كانت العادة أن يتولى الخليفة بنفسه حقيقة السلطان ، الناس لهم صفة العمال فقط لا يزيدون على ذلك شيئاً ثم يتخذ الخليفة كتاباً ، ثم. هؤلاء الكتاب وزراء ولكون الوزراء عادة مجرد منفذين لأوامر الخليفة كانوا يسمون وزراء تنفيذ ، ثم تعظم سلطات الوزراء شيئاً فشيئاً حتى يصبحوا متصرفين في حقيقة السلطان الذى كان بيد الخلفاء وعندئذ يعتبرون مفوضين من قبل الخلفاء وتسمى وزارتهم عند الفقهاء وزارة التفويض ثم تغلب النظم العسكرية النظم المدنية وتصبح شخصية القائد أكبر شخصية في الدولة ، فتطغى على نفوذ الوزير وتلقى شيئاً من الظلال عليها ، وتتجمع السلطة الحقيقية فى يد أمراء الأمراء العسكريين ، وقد دعت الظروف الدولة العباسية إلى هذا التطور. وأهم هذه الظروف: ١- الظروف الاقتصادية: كثرة الثورات بالعراق جعلت العراق نفسه عاجزاً عن القيام بموارد الدولة ، فمنذ منتصف القرن الثالث الهجري والثورات تتوالى بعضها أثر بعض في إقليم العراق بالذات منها الثورة العلوية ، ثم ثورة الزنج وهي من الثورات التي أرادت أن تصبغ نفسها بصبغة علوية ، ثم لم يكد الخلفاء يفرغون من حرب الزنج التى استمرت نحو خمسة عشر عاما ، حتى وقعوا في خطر أكبر وهو خطر القرامطة ، وهى من الحركات التي جرت على الدولة مشاكل مالية كبيرة إلى جانب المشاكل الحربية والعقيدية وغيرها وكان هذا الخطر القرمطي خطراً مستمراً. ثم أن أطراف الدولة كانت قد استقلت وقامت فيها دول ثغرية إتجهت بجهودها إلى النشاط الثغرى ولم تتبع الخلافة إلا من الناحية الروحية و إتجه بعضها إلى الإستقلال التام عن الخلافة وكثر المتغلبون في داخلية الدولة واستبدوا بالأطراف التى تغلبوا عليها ، فخوزستان والأهواز في يد البريدي" ، إلياس" ، والرى وأصبهان والجبل فى يد ركن الدولة بن بويه ووشمكير أخ مردويج بن زيار ينازعه فى هذه الأعمال ، ومصر والشام في يد محمد بن طغج الأخشيد" ، " والمغرب وإفريقية فى يد العبيديين" ، " وبلاد ما وراء النهر في يد بني سامان ، وطبرستان في يد الديلم". وحتى العراق نفسه خرجت منه أطراف كثيرة من يد الدولة من ٣٦٣ من هذه الأطراف" ، والموصل وديار بكر وربيعة في يد بني حمدان ، " والبحرين واليمامة في يد أبي طاهر القرمطي". لذلك أصبح إيراد الرقعة الباقية من العراق ضعيفا جدا ، وكان لابد من التحايا للحصول على الأموال يكا طريقة ، يد البريدي" ، وفارس فى يد عماد الدولة بن بويه و كردستان في يد على بن-1. إلياس" ، والرى وأصبهان والجبل فى يد ركن الدولة بن بويه ووشمكير أخ مردويج بن زيار ينازعه فى هذه الأعمال ، ومصر والشام في يد محمد بن طغج الأخشيد" ، " والمغرب وإفريقية فى يد العبيديين" ، " وبلاد ما وراء النهر في ید بنی سامان ، وطبرستان فى يد الديلم. وحتى العراق نفسه خرجت منه أطراف كثيرة من يد الدولة ، فالبصرة طرف من هذه الأطراف" ، " والموصل وديار بكر وربيعة في يد بني حمدان" والبحرين واليمامة في يد أبي طاهر القرمطي". لذلك أصبح إيراد الرقعة الباقية من العراق ضعيفاً جداً ، وكان لابد من التحايل للحصول على الأموال بكل طريقة لكي تظل الخلافة حافظة لبعض كبريائها ، ولكي تستطيع أيضاً أن تواجه الثورات الكبيرة التي تقوم في العراق ، ولذلك كانت السلطة الحربية أهم ما يمكن للخلافة أن تعتمد عليه. ولذلك أنشئ منصب إمرة الأمراء أيلم الخليفة" الراضى" ونقتبس من كلام الراضي نفسه ما يصور الحال قال" الراضى كانت بغداد دار المملكة حين كان في بيت المال عشرة آلاف ألف دينار في أيام المعتضد وضعف لها في أيام المكتفى ، فأما ولا مال بها فهى كسائر البلدان وهذا القول يعبر عن مقدار الأزمة المالية التي وقعت فيها الخلافة أيام الخليفة الراضی ( ۳۲۲-۳۲۹هـ). الظروف العسكرية والسبب الآخر فى ظهور إمرة الأمراء سبب عسكري ، وذلك أن الجند من الترك وغيرهم من الشعوب التي دخلت في العسكرية كالديلم وغيرهم ، كانوا يستجيبون لقوادهم وعصبياتهم ، وينقادون لمصالحهم الخاصة أكثر مما يستجيبون أو ينقادون للصالح العام أو للخلافة ، وأفتهم المال ، فهم يخدمون حيث يوجد المال. ولذلك استنبع العجز المالى ضعف في قوة الجيش الذي يمكن أن تتصرف فيه الخلافة ، وحتى بفرض وجود المال فإن قيادة الجند محتاجة إلى شئ من اللياقة والكياسة المداراة عصبيتهم وتحزباتهم. وكانت سيطرة القواد عليهم تأتيهم من ناحية خدمة مصالحهم المادية ، فهم يخدمون من يدفع لهم أكثر ، وكذلك في قدرته على مداراتهم لتسلس له قيادتهم. وبذلك عظم نفوذ القواد حتى سيطروا على شئون الدولة وعلى مقدرات الخلافة ، وخير ما يصور حالة هؤلاء الجند ووقوع الخلافة في-1. قبضتهم ، وفي تصوير عبثهم ، وشهوتهم للمال قول الخليفة الراضي نفسه كانى بالناس يقولون: أرضى هذا الخليفة بأن يدبر أمره عبد تركي حتى يتحكم في المال ، وينفرد بالتدبير ، ولا يدرون أن هذا الأمر قد أفسد من قبلى ، وأدخلني فيه قوم بغير شهوتي ، فسلمت إلى قوم يتسحبون أعلى من لسؤال فى اليوم مرات ، ويقصدونني ليلاً ، ويريد كل واحد منهم أن أخصه دون صاحبه ، وأن يكون له بيت مال خاص ، قبضتهم ، وفي تصوير عبثهم ، وشهوتهم للمال قول الخليفة الراضي نفسه:" كأني بالناس يقولون أرضى هذا الخليفة بأن يدبر أمره عبد تركي حتى يتحكم في المال ، وينفرد بالتدبير ، ولا يدرون أن هذا الأمر قد أفسد من قبلى ، وأدخلني فيه قوم بغير شهوتي ، فسلمت إلى قوم يتسحبون على ويجلسون فى اليوم مرات ، ويقصدونني ليلاً ، ويريد كل واحد منهم أن أخصه دون صاحبه ، وأن يكون له بيت مال خاص ، ويتعدى الواحد منهم أو من أصحابهم على بعض الرعية ، بل على أصحابي وأمر فيه بأمر فلا يتمثل ولا ينفذ وأكثر ما فيه يسألني كلب من كلابهم فلا أملك. رده ، وإن رددته غضبوا وتجمعوا وتكلموا". وهكذا أدت الأزمة الاقتصادية التي حلت بالخلافة ، وكذلك تحكم العنصر التركي وسوء تصرف زعمائه إلى أن تلجأ الخلافة إلى هذا الحل الذي وصلت إليه وهو إنشاء منصب أمير الأمراء. -1. في ظل منصب إمرة الأمراء ( ٣٢٤-٣٣٤هـ) إذا نظرنا إلى العراق فى أول هذه الفترة وجدنا شخصيات سياسية مختلفة ، أولها: الخليفة الراضي ( ۳۲۲-۲۲۹ هـ) وهو من الخلفاء الناضجين في تفكيرهم على حسب وصف الصولي المؤرخ صاحب كتاب الراضى والمتقى" ، إلا أنه عاجز لأسباب كثيرة أهمها الأسباب. وزیر مشهور هو ابن مقلة وقد كان من الخطاطين ومن الكتاب المعروفين بجمال الأسلوب ، إلا أنه كان وزيراً لخليفة ضعيف.

=%.. D-1.0-
عصر إمرة الأمراء
( ٣٢٤- ٣٣٤ هـ/ ٩٣٩-٩٤٨م)
منصب أمير الأمراء:
ابتدأ منصب أمير الأمراء رسمياً في عهد الخليفة الراضي" عام ٣٢٤ هـ ، واسند في هذا الوقت إلى محمد بن رائق والمنصب عبارة عن نقل كل سلطات الخليفة في هذا الوقت إلى قائد تتوفر فيه صفات الرياسة العسكرية ، ويجمع إلى جانب صفته العسكرية الاختصاصات المدنية. ومن هذا القبيل ما يقال عن بعض الوزراء: أنهم أصحاب سيف وقلم ، إذ جمعوا بين الاختصاصات الحربية والمدنية ، فيرمز بالسيف للإختصاص الحربي ، وبالقلم للاختصاص المدني. وهذا التسمية الأخيرة تعددت مرات لعدد من الوزراء قبل هذا الوقت ( ٣٢٤ هـ) لكن ذلك لم يكن نظاماً مقرراً ، بل كان استثناء عارضاً يلجأ إليه الخلفاء مؤقتاً ثم يعودون إلى النظام الطبيعي ، وهو نظام الفصل بين السلطتين المدنية والحربية. وكان أمير الأمراء يتولى إمرة الجيش ثم المناصب المالية ، فهو يلى الخراج والمعادن في جميع البلاد ، ثم الدواوين ، فهو ينظر في جميع الأمور ، وهو الذي يختار لها الرجال الذين يقومون بها والأموال تحمل إلى خزائن أمير الأمراء ، فيتصرف فيها كما يريد ويطلق للخليفة ما يريد فبطلت بيوت الأموال القديمة ، وصارت تابعة لأمير الأمراء المسئول وحده عن الناحية المالية كلها نفقات الخليفة وأرزاق الجند ونفقات الدولة. وإذا تحولت تبعية الدواوين وبيوت المال على هذا النحو إلى شخص بعينه بطلت الدواوين وأبطلت الوزارة وبطل كل شئ. ثم كان لأمير الأمراء حق ثالث إضافي ، هو أن يخطب له على المنابر إلى جانب الخليفة. وكان اسمه أيضاً ينقش على السكة ، كما كان يتمتع بكثير من مظاهر الحفاوة. هذه هي إختصاصات منصب أمير الأمراء فما سبب تطور النظام وظهور إمرة الأمراء على أنقاض-1.7-
الوزارة ؟
أسباب ظهور إمرة الأمراء:
ظهرت إمرة الأمراء على أنقاض الوزارة ، فأصبح نظاماً مقرراً ، وكان ذلك تطوراً خطيراً في النظم الإسلامية ، فما هي أسبابه المباشرة ؟
١٠٦ من ٢٦٣
كانت العادة أن يتولى الخليفة بنفسه حقيقة السلطان ، ويعاونه جماعة من الناس لهم صفة العمال فقط لا يزيدون على ذلك شيئاً ثم يتخذ الخليفة كتابا ، ثم يسمى هؤلاء الكتاب وزراء ، لكون الوزراء عادة مجرد منفذين لأوامر الخليفة كانوا<
۷:۰۷%.. D-1.7-
3
۷:۰۷
أسباب ظهور إمرة الأمراء:
ظهرت إمرة الأمراء على أنقاض الوزارة ، فأصبح نظاماً مقرراً ، وكان ذلك تطوراً خطيراً فى النظم الإسلامية ، فما هي أسبابه المباشرة ؟ كانت العادة أن يتولى الخليفة بنفسه حقيقة السلطان ، ويعاونه جماعة من
يسمى
الناس لهم صفة العمال فقط لا يزيدون على ذلك شيئاً ثم يتخذ الخليفة كتاباً ، ثم. هؤلاء الكتاب وزراء ولكون الوزراء عادة مجرد منفذين لأوامر الخليفة كانوا يسمون وزراء تنفيذ ، ثم تعظم سلطات الوزراء شيئاً فشيئاً حتى يصبحوا متصرفين في حقيقة السلطان الذى كان بيد الخلفاء وعندئذ يعتبرون مفوضين من قبل الخلفاء وتسمى وزارتهم عند الفقهاء وزارة التفويض ثم تغلب النظم العسكرية النظم المدنية وتصبح شخصية القائد أكبر شخصية في الدولة ، فتطغى على نفوذ الوزير وتلقى شيئاً من الظلال عليها ، وتتجمع السلطة الحقيقية فى يد أمراء الأمراء العسكريين ، وقد دعت الظروف الدولة العباسية إلى هذا التطور. وأهم هذه الظروف: ١- الظروف الاقتصادية: كثرة الثورات بالعراق جعلت العراق نفسه عاجزاً عن القيام بموارد الدولة ، فمنذ منتصف القرن الثالث الهجري والثورات تتوالى بعضها أثر بعض في إقليم العراق بالذات منها الثورة العلوية ، ثم ثورة الزنج وهي من الثورات التي أرادت أن تصبغ نفسها بصبغة علوية ، ثم لم يكد الخلفاء يفرغون من حرب الزنج التى استمرت نحو خمسة عشر عاما ، حتى وقعوا في خطر أكبر وهو خطر القرامطة ، وهى من الحركات التي جرت على الدولة مشاكل مالية كبيرة إلى جانب المشاكل الحربية والعقيدية وغيرها وكان هذا الخطر القرمطي خطراً مستمراً. ثم أن أطراف الدولة كانت قد استقلت وقامت فيها دول ثغرية إتجهت بجهودها إلى النشاط الثغرى ولم تتبع الخلافة إلا من الناحية الروحية و إتجه بعضها إلى الإستقلال التام عن الخلافة وكثر المتغلبون في داخلية الدولة واستبدوا بالأطراف التى تغلبوا عليها ، فخوزستان والأهواز في يد البريدي" ،" وفارس" في يد عماد الدولة بن بويه و كردستان في يد على بن
إلياس" ، والرى وأصبهان والجبل فى يد ركن الدولة بن بويه ووشمكير أخ مردويج بن زيار ينازعه فى هذه الأعمال ، ومصر والشام في يد محمد بن طغج الأخشيد" ،" والمغرب وإفريقية فى يد العبيديين" ،" وبلاد ما وراء النهر في يد بني سامان ، وطبرستان في يد الديلم". وحتى العراق نفسه خرجت منه أطراف كثيرة من يد الدولة من ٣٦٣ من هذه الأطراف" ، والموصل وديار بكر وربيعة في يد بني حمدان ،" والبحرين واليمامة في يد أبي طاهر القرمطي". لذلك أصبح إيراد الرقعة الباقية من العراق ضعيفا جدا ، وكان لابد من التحايا للحصول على الأموال يكا طريقة ، لكـ تظأ الخلافة حافظة لبعض