Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (99%)

ظل بضعا وثمانین یوما یذھب للصید في البحر دون أن یحصل ولو على بعض وكان یساعده صبي صغیر لكن أبویھ ألحقاه بمركب آخر أفضل حظا لیعمل علیھ. كان العجوز والصبي یلتقیان ویتحادثان طویلا. كان الصبي یحب العجوز كثیرا ویحب خدمتھ ورعایتھ. وكان الصیادون الآخرون یسخرون من العجوز ومن سوء حظھ، لكنھ كان یقابلھم بصمت عینیھ الزرقاوین الواثقتین. كان من المنتظر أن یذھب العجوز للصید في الصباح. أحضر لھ الصبي طعاما في كوخھ القدیم حتى یتقوى للصید. فكر الصبي الصغیر: )كان علي أن أحضر لھ الماء وقطعة صابون ومنشفة جدیدة. یجب أن أبتاع لھ قمیصا آخر وسترة للشتاء وحذاء وبطانیة أخرى. كنت تستطیع أن تشم رائحة الصداقة والود العمیق بین العجوز والصبي. ظلا طویلا یتحاوران عن الصید وعن البیسبول ولاعبیھ. بعد مدة انصرف الصبي ونام العجوز لیستعد للصید في الغد. في نومھ كان یرى صباه ورحلاتھ إلى أفریقیا وإلى الشواطئ الھادئة ویرى اللاھین على ھذه الشواطئ. لم یعد یرى في أحلامھ الأسماك الضخمة والمعارك القویة ولم یعد یرى زوجتھ. في الصباح حمل الصبي معھ أدواتھ لیوصلھ إلى مركبھ. انطلق العجوز یبشر نفسھ بصید كبیر بعد الأیام الطویلة التي مرت بھ دون أن یصید شیئا. بعد أن جذف العجوز كثیرا وتوغل في البحر رأى طائرا یتتبع بعض الأسماك. كان قد أعد الحبال المنتھیة بالخطاطیف ووضع فیھا سمك الطعم انتظارا لأي اھتزاز. بعد أن توغل العجوز أكثر رأى أحد الحبال یتحرك واصطاد سمكة تونة تزن ما یقرب من عشرة أرطال كان یأكل منھا لیتقوى على العمل. بعد ذلك ظھرت السمكة الكبیرة. تحرك الحبل الطویل حركة خفیفة وأحس العجوز بثقل الحبل استطاع أن یشعر بضخامة السمكة برغم طول الحبل وتوغل عمقھ إلى أسفل. خف الثقل على الحبل فعلم أنھا تحوم وستعود لتلتقم الطعم. سرعان ما وقعت في الشرك لكنھا لضخامتھا لم یستطع العجوز أن یرفعھا وإذا بھا تسحب ھي المركب وتسبح بھ بعیدا. طال الوقت والسمكة ما زالت منطلقة ساحبة المركب وراءھا. لف العجوز الحبل على كتفھ لئلا یفلت السمكة ووضع خلف ظھره وسادة مرتجلة من أشیائھ حتى یكون ذكر نفسھ أن یأكل من سمك التونة قبل أن تفسد وحتى یتقوى لیقاوم السمكة أبصر من بعید أضواء مدینة )ھافانا( فأدرك أن التیار یتجھ صوب الشرق. ود لو كان الصبي معھ في ھذه الرحلة. كان العجوز یحادث نفسھ بصوت عال ما دام وحده. قال لنفسھ: إنھ لم یظفر بمثل لھذه السمكة في حیاتھ. إنھا تستطیع أن تدمرني إذا قفزت، كیف لھا أن تعرف أنني رجل عجوز، لقد تناولت الطعم كسمكة من الذكور وتسحبني مثلما یفعل الذكر ولا یبدو أنھا مصابة بالھلع. لا أدري أھي تسلك ھذا وفقا لخطة لدیھا أم تناضل یائسة مثلي؟ تذكر العجوز زوجین من سمك المرلین الضخم اصطاد ھو الأنثى بمساعدة الصبي وظل الذكر یحوم حول المركب ویقفز یرید أن یرى أین ذھبت أنثاه، كان ھذا من أقسى الأشیاء التي قابلت العجوز، وقد سألا السمكة الصفح بعد ذلك. وجد نفسھ یردد مرة أخرى: لیت الصبي كان معي. ! مر علیھ یوم كامل حتى صباح الیوم التالي وھو صابر مثابر والسمكة ماضیة في طریقھا تجره خلفھا مما جعلھ یكن لھا الاحترام لكنھ كان مصرا على أن یظل معھا حتى نھایة الصراع. تصلبت یده الیمنى بسبب التعب والمجھود الذي یبذلھ مع الحبل الذي یمسك في آخره السمكة الضخمة فأمسك الحبل بیسراه. كان ینتظر أن ینفك تصلب یده حتى یستطیع أن یجذب الحبل حین یحین الوقت لكنھ كان یخشى أن تسبقھ السمكة بھجوم مفاجئ لا یستطیع أن یثبت أمامھ وللمرة الخامسة أو السادسة یقول: لیت الصبي كان معي. وأضاف قائلا: لو كان ھنا لاستطاع أن یدلك لي یدي حتى تنفرج. شعر بالحبل یغیر میلھ في الماء، كانت السمكة ترتفع إلى السطح. ظھرت السمكة بطولھا الكامل فوق الماء، كانت أطول من القارب بقدمین. !! عادت السمكة إلى الماء ورجعت إلى سرعتھا العادیة. قال العجوز: إنني لأتعجب لماذا قفزت السمكة إلى السطح؟ تبدو كما لو كانت تریني مدى ضخامتھا، وإنني أعرف الآن الطریقة التي تفكر بھا وأنا أیضا أرید ان أریھا أي نوع من الرجال أنا، فلأدعھا تظن أنني أقوى مما أنا علیھ. ظل الأمر على ما ھو علیھ حتى غروب الشمس. حاول أن یتذكر شیئا أو یستحضر ذكرى تعطیھ الثقة. تذكر أیام الحانة في )كازابلانكا( عندما تبارى في لعبة الید الحدیدیة )الرست( مع الزنجي العظیم )ثینفویجوس( أقوى عمال الرصیف. ظل ساعداھما قائمین نھارا كاملا ولیلة بطولھا وكان الحكام یتتابعون علیھما كل أربع ساعات وكثرت المراھنات علیھما وظلا حتى صباح الیوم التالي. ورأى الكثیرون أن یُقضى في المباراة بالتعادل لینتھى الأمر ویتوجھ كل واحد إلى عملھ لكن العجوز الذي لم یكن یومئذ عجوزا استطاع أن یمیل ساعد الزنجي حتى ألصقھ بخشب المنضدة. وظل یعرف بسنتیاجو البطل مدة طویلة. علِق أحد الدلافین بخطاف واحد من الحبال الصغیرة في مؤخرة المركب. انحنى العجوز وھو محتفظ بالحبل الكبیر حول كتفھ وجذب الحبل الآخر المعلق بھ الدلفین بیده الیسرى. كان الدلفین یتحرك مرتعشا بعد أن وضعھ في المركب ضربھ بھراوة على رأسھ الذھبیة اللامعة فسكنت حركتھ. خلص الخطاف من فمھ ووضع بالخطاف سردینة وطوحھ مرة أخرى في البحر. كان الغروب قد اقترب وھو وقت عصیب لكل الأسماك. قال العجوز: إن السمكة الضخمة لم تأكل شیئا حتى الآن وھي بجسدھا ھذا تحتاج إلى طعام وفیر. وقد أكلت أنا سمكة التونة وغدا سآكل الدلفین نظر إلى البحر وخاطب السمكة قائلا: إنني بخیر وقد تحسنت یدي ولدي من الطعام ما یكفیني لیلة ونھارھا. اسحبي المركب ما شئت أیتھا السمكة. لكنھ كان في الحقیقة یشعر بألم مبرح في ظھره بسبب الحبل المشدود إلیھ، وطرقھ الملل حتى كاد یفقد ثقتھ بنفسھ لكنھ قال لنفسھ مصبرا: لقد مررت بأسوأ من ھذا. مع انتشار الظلام استلقى العجوز على الأخشاب البالیة عند حنیة المركب واستراح قدر المستطاع وأخذ یحدق في النجوم. فكر في السمكة الضخمة وكم من الناس یمكن أن تطعمھم، قال: إنھ لا یوجد من ھو أھل لتناول لحمھا لما أبدتھ من وقار ونبل. لكنھ كان قد قرر أن الوقت قد حان لمحاولة إیقاف حركة السمكة. استراح لمدة قصیرة كان یعلم أنھ لابد أن ینام بعض الوقت حتى لا یفقد قوتھ وتماسك أعصابھ جھز الدلفین الصغیر للأكل وسلخ منھ شریحتین كبیرتین واستخرج من معدتھ سمكتین من نوع السمك الطائر وضعھما مع الشریحتین. أكل بعض لحم الدلفین صعب المضغ وقرر أن ینام قال لنفسھ: سوف یسوء الطقس في مدى ثلاثة أیام أو أربعة سأعود قبل العاصفة. لكن لابد أن أظفر ببعض النوم الآن فقد ھدأت السمكة والتزمت الصمت. رقد العجوز مكوما نفسھ على الحبل ملقیا بثقلھ على یده الیمنى وراح في النوم لبعض الوقت، لكنھ استیقظ فجأة بعد مدة عندما اھتزت یده الیمنى ھزة عنیفة وارتطمت بوجھھ. انحنى العجوز للخلف جاذبا الحبل الذي ألھب ظھره، وقفزت السمكة قفزة ھائلة فوق الماء وغاصت في المحیط وعاودت القفز مرات ومضت تشد المركب بسرعة عالیة فشد العجوز الحبل بأقصى ما یستطیع لكنھ ما لبث أن انكفأ على وجھھ على شریحة الدلفین الباقیة. قال لنفسھ: ھذا ما كنت أنتظره فلنواجھھ الآن. كانت لفات الحبل الوافرة تطمئنھ وظل یرخي الحبل بوصة بوصة والسمكة تسیر مبتعدة. كان الظلام مازال مخیما وكان یسمع صوت ارتطامھا بالماء دون أن یراھا ویحس برشاش الماء الذي تحدثھ بقفزاتھا لكنھ علم الآن أنھا ستحوم في حركات دائریة. كانت خیوط الفجر تعلن قرب شروق الشمس كان ھذا الشروق الثالث منذ أن أبحر. أحس باقتراب المعركة الحقیقیة ووضع یده الیمنى في الماء لیریحھا وقال لنفسھ:  أكل السمكات الطائرة التي وجدھا في بطن الدلفین حتى یتغذي للمعركة وكان قد أحس ببعض التشویش في ذھنھ. ظلت السمكة تدور والعجوز یتابع ذلك ممسكا بالحبل في إرھاق حتى تصبب منھ العرق بغزارة لكن الدوائر ازدادت ضیقا، وعرف من میل الحبل أن السمكة قد ارتفعت بانتظام في أثناء سباحتھا ودورانھا. أحس بدوار وببعض البقع السوداء أمام عینیھ وكاد یقع من الإغماء لكنھ صمم ألا یصاب بالوھن والضعف أمام تلك السمكة وسأل اللھ العون. أخذ الحبل یھتز اھتزازا عنیفا أدرك أنھا تضرب السلك الذي یقود السمك إلى الشرك، وأدرك أیضا أن جرحھا الآن یتسع بسبب الخطاف العالق في جانب فمھا وقد تتسبب تلك الضربات بإفلات الحبل. أخذ یرخي لھا الحبل مع كل ضربة. ھدأت الضربات فحاول أن یستریح، بینما ھي تدور بھدوء، وحین ارتفعت للسطح ومرت تحت القارب لم یصدق ضخامتھا ثم غاصت في الماء مرة أخرى. كان بعد كل دورة یسترد أجزاء من الحبل أكثر فأكثر. كان واثقا أنھ بعد دورتین أخریین سیجد الفرصة لیطعنھا بالرمح الذي أعده منذ وقت طویل وكانت لفة الحبال المثبتة بالرمح معقودة الطرف بمربط الحبل بإحكام عند نال منھ التعب ما نال وجف ریقھ والسمكة مازالت في دورانھا. كان كلما حاول جذبھا لكي یضربھا تبتعد في ھدوء دون أن یستطیع الوصول إلیھا. بعد دورات كثیرة لا یحصیھا عددا استجمع العجوز قوتھ واقترب منھا ممسكا بالرمح وحین مرت أمامھ رفع الرمح عالیا وطعنھا بھ فنفذ الرمح في جنب السمكة خلف الزعنفة الصدریة الكبیرة وانحنى العجوز على الرمح بكل ثقلھ فتوغل الرمح في لحمھا عمیقا. اضطربت السمكة وقفزت وسقطت في الماء محدثة ضجة عالیة وانبعث رذاذ الماء لیغطي العجوز والمركب كلھ. شعر العجوز بالدوار. أطلق العنان لحبل الرمح وجعلھ ینسحب ببطء. شاھد السمكة مستلقیة على ظھرھا وقصبة الرمح بارزة منھا وتحول لون الماء إلى اللون الأحمر بسبب الدم الغزیر الذي سال منھا. قال لنفسھ: ینبغي أن أستعد للعمل الآن فأربطھا للمركب وأبحر إلى موطني فك العجوز حبل الرمح وأنفذه من خیاشیم السمكة وأخرجھ من بین فكیھا ولفھ حول مقدمة رأسھا الطویلة كالسیف وكذلك فعل مع الخیشوم الآخر، وعقد أنشوطة حول الذیل. تحول لون السمكة إلى اللون الفضي بعد أن كان مزیجا من اللون الأرجواني والفضي وبدت خیوط جسدھا باھتة. أحكم العجوز تثبیت السمكة بجوار المركب بالحبال بحیث بدا أن المركب قد ربط إلى مركب أضخم منھ، وأبحر العجوز عائدا وھو یفكر أن السمكة تزن حوالي ألفي رطل وخمسمائة رطل! سار المركب في البحر بھدوء وكانت ھناك سحب عالیة فوفھا سحاب رقیق فعلم العجوز أن النسیم سیھب طوال اللیل. غنیمتھ الغالیة وظل في سعادتھ ساعة قبل أن تلطم فرحتھ أول سمكة من أسماك القرش. !! لقد أثارتھا سحابة الدم التي انسابت من السمكة الضخمة وانتشرت على عمق میل تقریبا فأسرعت القروش بالصعود بلا حذر وبقوة. كان القرش المھاجم قویا من النوع الذي لا یرھب علم العجوز ذلك حین رأى القرش. أخذ العجوز یعد رمحھ الذي أصبح حبلھ قصیرا بعد أن قطعھ لیربط بھ السمكة. كان العجوز في أحسن حالاتھ وقد صفا ذھنھ لكنھ كان یعلم أن أملھ ضعیف، خاطب نفسھ قائلا: ما أضیق العیش لولا فسحة الأمل. ھجم القرش ونھش من جسد السمكة في نھم. استعد العجوز وحین اقترب القرش مرة أخرى طعنھ بالرمح طعنة قویة. علم العجوز أن القرش قد مات لكنھ كان قد تناول ما یقرب من أربعین رطلا من اللحم بل وأخذ الرمح معھ مغروسا في رأسھ. وأخذت دماء السمكة تسیل بغزارة لتجتذب أسماك قرش أخرى. كانت آمالھ تضیق لكنھ قال لنفسھ: فكر في شيء بھیج أیھا العجوز فكل دقیقة تمر تقترب من البیت وأنت تبحر خفیفا بعد أن فقدت السمكة بعض وزنھا. تطلع العجوز إلى رأس السمكة وأخذه التفكیر بینما المركب منطلق في ھذا الطقس المنعش عاوده بعض الأمل فقال لنفسھ: نعم إن الیأس خطیئة. أخذ قطعة من لحم السمكة لیتذوقھا، علم أنھا من أطیب الأسماك وفكر في الربح الذي ستدره علیھ. كان ذلك حین لمح سمكتي قرش من ذلك النوع ذي الأنف الشبیھ بالمجرفة. !! انقض القرشان على الولیمة الضخمة ینھشان منھا. أعد العجوز من المجداف والسكین سلاحا یستطیع أن یطعن بھ، لمح رأس القرش الأول فسدد طعنة إلى موضع مخھ ثم طعنة أخرى في عینھ فغاص في البحر وھو یقضم قطعة أخیرة. وكان القرش الآخر یعیث فسادا في لحم السمكة فتوجھ العجوز نحوه بضربة لكنھا لم تكن قویة بما یكفي ولم تنغرس فیھ لكنھ سرعان ما وجھ لھ طعنتین صائبتین وتخلص العجوز من القرشین بعد أن أتیا على ربع السمكة. كان یعلم أنھ مازال أمامھ أشیاء أخرى لیقاومھا؛ لأن الدماء المنسكبة من السمكة كانت ممتدة على نطاق عریض یجذب القروش بشدة. جاء قرش آخر كان في قتلھ انقصاف السكین السلاح الوحید الفعال الباقي. لم یبق معھ إلا خطاف الأسماك الثقیلة والمجدافان وذراع الدفة وھراوة قصیرة. كانت الظھیرة قد مضت وازداد ھبوب الریاح، فأمل أن یكون البر قد اقترب وكان قد بلغ بھ التعب كل حتى قبیل الغروب لم تعاود القروش ھجومھا ثم رأى الزعانف البنیة المثلثة تتجھ مباشرة نحو القارب. كانا قرشین رشیقین ظلا یحاولان وینھشان من السمكة حتى استطاع أن یثخنھما بالجراح ویطردھما عن السمكة بعد أن ذھب نصفھا. أخذ العجوز یحادث السمكة ویقول: لیتنا حاربنا القروش بسیفك الذي في مقدمة فمك. ولكن كم قتلنا من القروش وأوجعناھا. ثم قال: سأحاربھا حتى یدركني الموت. كادت أعضاؤه تتجمد من شدة برد اللیل وآلمتھ جروحھ بل كل أجزاء جسمھ بسبب ھذا المجھود الخارق الذي قام بھ. لمح وھج بعض الأضواء من بعید فانتعش بعض الشيء، لكن مجموعة أخیرة من القروش ھاجمت المركب وأتت على ما بقي من السمكة ولم تُجد مقاومتھ لھا نفعا فعاد العجوز بمركبھ خفیفا وقد تجمدت مشاعره. لقد غلب على أمره في النھایة. عاد للشاطئ وربط المركب وحمل الصاري، لم یكن أحد على الشاطئ لیراه وكان التعب قد ھده وكاد یسقط لكنھ استراح في الطریق عدة مرات حتى وصل لكوخھ القدیم فسحب بطانیتھ وغطى نفسھ ورفع جاء الصبي في الصباح فنظر من النافذة وحین لمح یدي العجوز وما أصابھما بكى. انطلق لیأتي لھ بالقھوة وبعض اللبن ورأى الصیادون ھیكل السمكة الناصع وأخذ بعضھم یقیس طولھا. عاد الصبي للعجوز بالقھوة وأخذا یتحادثان. كان الصبي قد قرر أن یصید مع العجوز بعد ذلك ویترك من یعمل معھ حتى ولو رفض والداه وقال: أمامي الكثیر الذي أتعلمھ منك. انصرف الصبي وواصل العجوز نومھ لیستریح بعد رحلتھ الشاقة. وفي الخارج كانت ھناك امرأة مارة فرأت ھیكل السمكة الناصع لھذه السمكة الرائعة فسألت عن اسم السمكة فأجابھا أحد الرجال قائلا: إنھا سمكة قرش. ! فقالت: لم أكن أعلم أن أسماك القرش لھا مثل ھذه الذیول الرشیقة ذات الشكل البدیع. وفي الداخل كان العجوز نائما یحلم بالأسود.


Original text

سانتییجو صیاد عجوز، ظل بضعا وثمانین یوما یذھب للصید في البحر دون أن یحصل ولو على بعض
الأسماك، وكان یساعده صبي صغیر لكن أبویھ ألحقاه بمركب آخر أفضل حظا لیعمل علیھ.
كان العجوز والصبي یلتقیان ویتحادثان طویلا. كان الصبي یحب العجوز كثیرا ویحب خدمتھ ورعایتھ. وكان الصیادون الآخرون یسخرون من العجوز ومن سوء حظھ، لكنھ كان یقابلھم بصمت عینیھ الزرقاوین الواثقتین.
كان من المنتظر أن یذھب العجوز للصید في الصباح. أحضر لھ الصبي طعاما في كوخھ القدیم حتى یتقوى للصید.. فكر الصبي الصغیر: )كان علي أن أحضر لھ الماء وقطعة صابون ومنشفة جدیدة.. یجب أن أبتاع لھ قمیصا آخر وسترة للشتاء وحذاء وبطانیة أخرى..!(
كنت تستطیع أن تشم رائحة الصداقة والود العمیق بین العجوز والصبي..
ظلا طویلا یتحاوران عن الصید وعن البیسبول ولاعبیھ.. بعد مدة انصرف الصبي ونام العجوز لیستعد للصید في الغد. في نومھ كان یرى صباه ورحلاتھ إلى أفریقیا وإلى الشواطئ الھادئة ویرى اللاھین على ھذه الشواطئ.. لم یعد یرى في أحلامھ الأسماك الضخمة والمعارك القویة ولم یعد یرى زوجتھ..!
أ عبد اللھ الزعبي

في الصباح حمل الصبي معھ أدواتھ لیوصلھ إلى مركبھ. انطلق العجوز یبشر نفسھ بصید كبیر بعد الأیام
7
الطویلة التي مرت بھ دون أن یصید شیئا.
بعد أن جذف العجوز كثیرا وتوغل في البحر رأى طائرا یتتبع بعض الأسماك. كان قد أعد الحبال المنتھیة بالخطاطیف ووضع فیھا سمك الطعم انتظارا لأي اھتزاز. بعد أن توغل العجوز أكثر رأى أحد الحبال یتحرك واصطاد سمكة تونة تزن ما یقرب من عشرة أرطال كان یأكل منھا لیتقوى على العمل. بعد ذلك ظھرت السمكة الكبیرة. تحرك الحبل الطویل حركة خفیفة وأحس العجوز بثقل الحبل استطاع أن یشعر بضخامة السمكة برغم طول الحبل وتوغل عمقھ إلى أسفل.. خف الثقل على الحبل فعلم أنھا تحوم وستعود لتلتقم الطعم. سرعان ما وقعت في الشرك لكنھا لضخامتھا لم یستطع العجوز أن یرفعھا وإذا بھا تسحب ھي المركب وتسبح بھ بعیدا.. طال الوقت والسمكة ما زالت منطلقة ساحبة المركب وراءھا.
لف العجوز الحبل على كتفھ لئلا یفلت السمكة ووضع خلف ظھره وسادة مرتجلة من أشیائھ حتى یكون
الوضع أكثر راحة. ذكر نفسھ أن یأكل من سمك التونة قبل أن تفسد وحتى یتقوى لیقاوم السمكة
أ عبد اللھ الزعبي
الضخمة التي لا یدري متى سیصل إلیھا.

8
أبصر من بعید أضواء مدینة )ھافانا( فأدرك أن التیار یتجھ صوب الشرق. ود لو كان الصبي معھ في ھذه الرحلة. كان العجوز یحادث نفسھ بصوت عال ما دام وحده.
قال لنفسھ: إنھ لم یظفر بمثل لھذه السمكة في حیاتھ.. إنھا تستطیع أن تدمرني إذا قفزت، كیف لھا أن تعرف أنني رجل عجوز، لقد تناولت الطعم كسمكة من الذكور وتسحبني مثلما یفعل الذكر ولا یبدو أنھا مصابة بالھلع.. لا أدري أھي تسلك ھذا وفقا لخطة لدیھا أم تناضل یائسة مثلي؟
تذكر العجوز زوجین من سمك المرلین الضخم اصطاد ھو الأنثى بمساعدة الصبي وظل الذكر یحوم حول المركب ویقفز یرید أن یرى أین ذھبت أنثاه، وظل بجانب المركب كالحزین. كان ھذا من أقسى الأشیاء التي قابلت العجوز، وقد سألا السمكة الصفح بعد ذلك..!
أ عبد اللھ الزعبي

وجد نفسھ یردد مرة أخرى: لیت الصبي كان معي..! مر علیھ یوم كامل حتى صباح الیوم التالي وھو صابر مثابر والسمكة ماضیة في طریقھا تجره
خلفھا مما جعلھ یكن لھا الاحترام لكنھ كان مصرا على أن یظل معھا حتى نھایة الصراع..
تصلبت یده الیمنى بسبب التعب والمجھود الذي یبذلھ مع الحبل الذي یمسك في آخره السمكة الضخمة فأمسك الحبل بیسراه. كان ینتظر أن ینفك تصلب یده حتى یستطیع أن یجذب الحبل حین یحین الوقت لكنھ كان یخشى أن تسبقھ السمكة بھجوم مفاجئ لا یستطیع أن یثبت أمامھ وللمرة الخامسة أو السادسة یقول: لیت الصبي كان معي.. وأضاف قائلا: لو كان ھنا لاستطاع أن یدلك لي یدي حتى تنفرج. شعر بالحبل یغیر میلھ في الماء، كانت السمكة ترتفع إلى السطح.. ظھرت السمكة بطولھا الكامل فوق الماء، كانت أطول من القارب بقدمین..!! عادت السمكة إلى الماء ورجعت إلى سرعتھا العادیة. قال العجوز: إنني لأتعجب لماذا قفزت السمكة إلى السطح؟ تبدو كما لو كانت تریني مدى ضخامتھا، وإنني أعرف الآن الطریقة التي تفكر بھا وأنا أیضا أرید ان أریھا أي نوع من الرجال أنا، فلأدعھا تظن أنني أقوى مما أنا علیھ.
9
أ عبد اللھ الزعبي

ظل الأمر على ما ھو علیھ حتى غروب الشمس. حاول أن یتذكر شیئا أو یستحضر ذكرى تعطیھ الثقة.
10
تذكر أیام الحانة في )كازابلانكا( عندما تبارى في لعبة الید الحدیدیة )الرست( مع الزنجي العظیم )ثینفویجوس( أقوى عمال الرصیف.
ظل ساعداھما قائمین نھارا كاملا ولیلة بطولھا وكان الحكام یتتابعون علیھما كل أربع ساعات وكثرت المراھنات علیھما وظلا حتى صباح الیوم التالي. ورأى الكثیرون أن یُقضى في المباراة بالتعادل لینتھى الأمر ویتوجھ كل واحد إلى عملھ لكن العجوز الذي لم یكن یومئذ عجوزا استطاع أن یمیل ساعد الزنجي حتى ألصقھ بخشب المنضدة. وظل یعرف بسنتیاجو البطل مدة طویلة..
علِق أحد الدلافین بخطاف واحد من الحبال الصغیرة في مؤخرة المركب. انحنى العجوز وھو محتفظ بالحبل الكبیر حول كتفھ وجذب الحبل الآخر المعلق بھ الدلفین بیده الیسرى. كان الدلفین یتحرك مرتعشا بعد أن وضعھ في المركب ضربھ بھراوة على رأسھ الذھبیة اللامعة فسكنت حركتھ. خلص الخطاف من فمھ ووضع بالخطاف سردینة وطوحھ مرة أخرى في البحر.
أ عبد اللھ الزعبي

كان الغروب قد اقترب وھو وقت عصیب لكل الأسماك. قال العجوز: إن السمكة الضخمة لم تأكل شیئا حتى الآن وھي بجسدھا ھذا تحتاج إلى طعام وفیر.. وقد أكلت أنا سمكة التونة وغدا سآكل الدلفین نظر إلى البحر وخاطب السمكة قائلا: إنني بخیر وقد تحسنت یدي ولدي من الطعام ما یكفیني لیلة ونھارھا.. اسحبي المركب ما شئت أیتھا السمكة..!
لكنھ كان في الحقیقة یشعر بألم مبرح في ظھره بسبب الحبل المشدود إلیھ، وطرقھ الملل حتى كاد یفقد ثقتھ بنفسھ لكنھ قال لنفسھ مصبرا: لقد مررت بأسوأ من ھذا..!
مع انتشار الظلام استلقى العجوز على الأخشاب البالیة عند حنیة المركب واستراح قدر المستطاع وأخذ یحدق في النجوم. فكر في السمكة الضخمة وكم من الناس یمكن أن تطعمھم، قال: إنھ لا یوجد من ھو أھل لتناول لحمھا لما أبدتھ من وقار ونبل. لكنھ كان قد قرر أن الوقت قد حان لمحاولة إیقاف حركة السمكة. استراح لمدة قصیرة كان یعلم أنھ لابد أن ینام بعض الوقت حتى لا یفقد قوتھ وتماسك أعصابھ
11
أ عبد اللھ الزعبي

جھز الدلفین الصغیر للأكل وسلخ منھ شریحتین كبیرتین واستخرج من معدتھ سمكتین من نوع السمك الطائر وضعھما مع الشریحتین. أكل بعض لحم الدلفین صعب المضغ وقرر أن ینام
بعض الوقت. قال لنفسھ: سوف یسوء الطقس في مدى ثلاثة أیام أو أربعة سأعود قبل العاصفة.. لكن لابد أن أظفر ببعض النوم الآن فقد ھدأت السمكة والتزمت الصمت. رقد العجوز مكوما نفسھ على الحبل ملقیا بثقلھ على یده الیمنى وراح في النوم لبعض الوقت، لكنھ استیقظ فجأة بعد مدة عندما اھتزت یده الیمنى ھزة عنیفة وارتطمت بوجھھ. انحنى العجوز للخلف جاذبا الحبل الذي ألھب ظھره، وقفزت السمكة قفزة ھائلة فوق الماء وغاصت في المحیط وعاودت القفز مرات ومضت تشد المركب بسرعة عالیة فشد العجوز الحبل بأقصى ما یستطیع لكنھ ما لبث أن انكفأ على وجھھ على شریحة الدلفین الباقیة. قال لنفسھ: ھذا ما كنت أنتظره فلنواجھھ الآن.. سأجعل السمكة تدفع الثمن..!
كانت لفات الحبل الوافرة تطمئنھ وظل یرخي الحبل بوصة بوصة والسمكة تسیر مبتعدة. كان الظلام مازال مخیما وكان یسمع صوت ارتطامھا بالماء دون أن یراھا ویحس برشاش الماء الذي تحدثھ بقفزاتھا لكنھ علم الآن أنھا ستحوم في حركات دائریة..
12
أ عبد اللھ الزعبي

كانت خیوط الفجر تعلن قرب شروق الشمس كان ھذا الشروق الثالث منذ أن أبحر.. أحس باقتراب المعركة الحقیقیة ووضع یده الیمنى في الماء لیریحھا وقال لنفسھ:
13
إن احتمال الآلام من شیم الرجال. أكل السمكات الطائرة التي وجدھا في بطن الدلفین حتى یتغذي للمعركة وكان قد أحس ببعض التشویش في ذھنھ. ظلت السمكة تدور والعجوز یتابع ذلك ممسكا بالحبل في إرھاق حتى تصبب منھ العرق بغزارة لكن الدوائر ازدادت ضیقا، وعرف من میل الحبل أن السمكة قد ارتفعت بانتظام في أثناء سباحتھا ودورانھا. أحس بدوار وببعض البقع السوداء أمام عینیھ وكاد یقع من الإغماء لكنھ صمم ألا یصاب بالوھن والضعف أمام تلك السمكة وسأل اللھ العون. أخذ الحبل یھتز اھتزازا عنیفا أدرك أنھا تضرب السلك الذي یقود السمك إلى الشرك، وأدرك أیضا أن جرحھا الآن یتسع بسبب الخطاف العالق في جانب فمھا وقد تتسبب تلك الضربات بإفلات الحبل.. أخذ یرخي لھا الحبل مع كل ضربة.. ھدأت الضربات فحاول أن یستریح، بینما ھي تدور بھدوء، وحین ارتفعت للسطح ومرت تحت القارب لم یصدق ضخامتھا ثم غاصت في الماء مرة أخرى. كان بعد كل دورة یسترد أجزاء من الحبل أكثر فأكثر. كان واثقا أنھ بعد دورتین أخریین سیجد الفرصة لیطعنھا
بالرمح الذي أعده منذ وقت طویل وكانت لفة الحبال المثبتة بالرمح معقودة الطرف بمربط الحبل بإحكام عند
أ عبد اللھ الزعبي
حنیة المركب.

14
نال منھ التعب ما نال وجف ریقھ والسمكة مازالت في دورانھا. كان كلما حاول جذبھا لكي یضربھا تبتعد في ھدوء دون أن یستطیع الوصول إلیھا. بعد دورات كثیرة لا یحصیھا عددا استجمع العجوز قوتھ واقترب منھا ممسكا بالرمح وحین مرت أمامھ رفع الرمح عالیا وطعنھا بھ فنفذ الرمح في جنب السمكة خلف الزعنفة الصدریة الكبیرة وانحنى العجوز على الرمح بكل ثقلھ فتوغل الرمح في لحمھا عمیقا..
اضطربت السمكة وقفزت وسقطت في الماء محدثة ضجة عالیة وانبعث رذاذ الماء لیغطي العجوز والمركب كلھ. شعر العجوز بالدوار.. أطلق العنان لحبل الرمح وجعلھ ینسحب ببطء.. شاھد السمكة مستلقیة على ظھرھا وقصبة الرمح بارزة منھا وتحول لون الماء إلى اللون الأحمر بسبب الدم الغزیر الذي سال منھا.. كانت السمكة طافیة مع الأمواج..
قال لنفسھ: ینبغي أن أستعد للعمل الآن فأربطھا للمركب وأبحر إلى موطني
أ عبد اللھ الزعبي

15
فك العجوز حبل الرمح وأنفذه من خیاشیم السمكة وأخرجھ من بین فكیھا ولفھ حول مقدمة رأسھا الطویلة كالسیف وكذلك فعل مع الخیشوم الآخر، وعقد أنشوطة حول الذیل. تحول لون السمكة إلى اللون الفضي بعد أن كان مزیجا من اللون الأرجواني والفضي وبدت خیوط جسدھا باھتة. أحكم العجوز تثبیت السمكة بجوار المركب بالحبال بحیث بدا أن المركب قد ربط إلى مركب أضخم منھ، وأبحر العجوز عائدا وھو یفكر أن السمكة تزن حوالي ألفي رطل وخمسمائة رطل!
سار المركب في البحر بھدوء وكانت ھناك سحب عالیة فوفھا سحاب رقیق فعلم العجوز أن النسیم سیھب طوال اللیل.
تأمل العجوز السمكة الكبیرة، غنیمتھ الغالیة وظل في سعادتھ ساعة قبل أن تلطم فرحتھ أول سمكة من أسماك القرش..!! لقد أثارتھا سحابة الدم التي انسابت من السمكة الضخمة وانتشرت على عمق میل تقریبا
فأسرعت القروش بالصعود بلا حذر وبقوة. كان القرش المھاجم قویا من النوع الذي لا یرھب
أ عبد اللھ الزعبي
شیئا ویفعل ما یرید بالضبط.. علم العجوز ذلك حین رأى القرش.

16
أخذ العجوز یعد رمحھ الذي أصبح حبلھ قصیرا بعد أن قطعھ لیربط بھ السمكة. كان العجوز في أحسن حالاتھ وقد صفا ذھنھ لكنھ كان یعلم أن أملھ ضعیف، خاطب نفسھ قائلا: ما أضیق العیش لولا فسحة الأمل..!
ھجم القرش ونھش من جسد السمكة في نھم.. استعد العجوز وحین اقترب القرش مرة أخرى طعنھ بالرمح طعنة قویة. علم العجوز أن القرش قد مات لكنھ كان قد تناول ما یقرب من أربعین رطلا من اللحم بل وأخذ الرمح معھ مغروسا في رأسھ. وأخذت دماء السمكة تسیل بغزارة لتجتذب أسماك قرش أخرى..
كانت آمالھ تضیق لكنھ قال لنفسھ: فكر في شيء بھیج أیھا العجوز فكل دقیقة تمر تقترب من البیت وأنت تبحر خفیفا بعد أن فقدت السمكة بعض وزنھا.
تطلع العجوز إلى رأس السمكة وأخذه التفكیر بینما المركب منطلق في ھذا الطقس المنعش عاوده بعض الأمل فقال لنفسھ: نعم إن الیأس خطیئة..!
أ عبد اللھ الزعبي

أخذ قطعة من لحم السمكة لیتذوقھا، علم أنھا من أطیب الأسماك وفكر في الربح الذي ستدره علیھ..
كان ذلك حین لمح سمكتي قرش من ذلك النوع ذي الأنف الشبیھ بالمجرفة..!! انقض القرشان على الولیمة الضخمة ینھشان منھا. أعد العجوز من المجداف والسكین سلاحا یستطیع أن یطعن بھ، لمح رأس القرش الأول فسدد طعنة إلى موضع مخھ ثم طعنة أخرى في عینھ فغاص في البحر وھو یقضم قطعة أخیرة.
وكان القرش الآخر یعیث فسادا في لحم السمكة فتوجھ العجوز نحوه بضربة لكنھا لم تكن قویة بما یكفي ولم تنغرس فیھ لكنھ سرعان ما وجھ لھ طعنتین صائبتین وتخلص العجوز من القرشین بعد أن أتیا على ربع السمكة.!
كان یعلم أنھ مازال أمامھ أشیاء أخرى لیقاومھا؛ لأن الدماء المنسكبة من السمكة كانت ممتدة على نطاق عریض یجذب القروش بشدة.
جاء قرش آخر كان في قتلھ انقصاف السكین السلاح الوحید الفعال الباقي. لم یبق معھ إلا خطاف الأسماك
17
أ عبد اللھ الزعبي
الثقیلة والمجدافان وذراع الدفة وھراوة قصیرة.

كانت الظھیرة قد مضت وازداد ھبوب الریاح، فأمل أن یكون البر قد اقترب وكان قد بلغ بھ التعب كل
18
مبلغ..
حتى قبیل الغروب لم تعاود القروش ھجومھا ثم رأى الزعانف البنیة المثلثة تتجھ مباشرة نحو القارب. كانا قرشین رشیقین ظلا یحاولان وینھشان من السمكة حتى استطاع أن یثخنھما بالجراح ویطردھما عن السمكة بعد أن ذھب نصفھا.
أخذ العجوز یحادث السمكة ویقول: لیتنا حاربنا القروش بسیفك الذي في مقدمة فمك.. ولكني لا أملك بلطة لقطعھ.. ولكن كم قتلنا من القروش وأوجعناھا. ثم قال: سأحاربھا حتى یدركني الموت..!
كادت أعضاؤه تتجمد من شدة برد اللیل وآلمتھ جروحھ بل كل أجزاء جسمھ بسبب ھذا المجھود الخارق الذي قام بھ. لمح وھج بعض الأضواء من بعید فانتعش بعض الشيء، لكن مجموعة أخیرة من القروش ھاجمت المركب وأتت على ما بقي من السمكة ولم تُجد مقاومتھ لھا نفعا فعاد العجوز بمركبھ خفیفا وقد تجمدت مشاعره.. لقد غلب على أمره في النھایة.
أ عبد اللھ الزعبي

عاد للشاطئ وربط المركب وحمل الصاري، لم یكن أحد على الشاطئ لیراه وكان التعب قد ھده وكاد یسقط لكنھ استراح في الطریق عدة مرات حتى وصل لكوخھ القدیم فسحب بطانیتھ وغطى نفسھ ورفع
19
یدیھ فوق رأسھ ونام. جاء الصبي في الصباح فنظر من النافذة وحین لمح یدي العجوز وما أصابھما بكى. انطلق لیأتي لھ بالقھوة وبعض اللبن ورأى الصیادون ھیكل السمكة الناصع وأخذ بعضھم یقیس طولھا. عاد الصبي للعجوز بالقھوة وأخذا یتحادثان. كان الصبي قد قرر أن یصید مع العجوز بعد ذلك ویترك من یعمل معھ حتى ولو رفض والداه وقال: أمامي الكثیر الذي أتعلمھ منك.. انصرف الصبي وواصل العجوز نومھ لیستریح بعد رحلتھ الشاقة. وفي الخارج كانت ھناك امرأة مارة فرأت ھیكل السمكة الناصع لھذه السمكة الرائعة فسألت عن اسم السمكة فأجابھا أحد الرجال قائلا: إنھا سمكة قرش..! فقالت: لم أكن أعلم أن أسماك القرش لھا مثل ھذه الذیول الرشیقة ذات الشكل البدیع.
وفي الداخل كان العجوز نائما یحلم بالأسود.


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

My overall expe...

My overall experience was good, but I felt like they discharged me too quickly. One night wasn't eno...

تحليل البيانات ...

تحليل البيانات ستُحلل البيانات الكمية باستخدام البرمجيات الإحصائية مثل SPSS، مع حساب المتوسطات والان...

تعزيز الصورة ال...

تعزيز الصورة الإيجابية للمملكة العربية السعودية بوصفها نموذجًا عالميًا في ترسيخ القيم الإنسانية ونشر...

قال وفد ليبيريا...

قال وفد ليبيريا خلال اجتماع للمنظمة البحرية الدولية اليوم الثلاثاء إن اثنين من أفراد طاقم سفينة الشح...

Mears (2014) A ...

Mears (2014) A system of justice that could both punish and rehabilitate juvenile criminals was the ...

تراجع مكانة الق...

تراجع مكانة القضية الفلسطينية في السياسة الدولية فرض على الجزائر تحديات كبيرة، لكنه لم يغيّر من ثواب...

أيقونة الكوميدي...

أيقونة الكوميديا والدراما بقيمة 100 مليون دولار. قابل عادل إمام ولد عام 1940 في المنصورة، مصر، وبدأ ...

أتقدم إلى سموكم...

أتقدم إلى سموكم الكريم أنا المواطن / أسامة سلطان خلف الله الحارثي، السجل المدني رقم/١٧٣٧٣٨٣ ، بهذا ا...

[1] الحمد لله ...

[1] الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا أخذه ورسوله صلى ...

ad يترقب المقيم...

ad يترقب المقيمون في دول مجلس التعاون الخليجي بدء تفعيل التأشيرة الخليجية الموحدة بعد مرور أكثر من ع...

Bullying is a r...

Bullying is a repeated aggressive behavior that involves an imbalance of power between the bully and...

فاللغة العربية ...

فاللغة العربية ليست فقط لغة المسلمين، ووسيلة لتحقيق غاية أخرى وهي تعديل سلوك التلاميذ اللغوي من خلال...