Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (50%)

العلم والتكنولوجيا والمجتمع
العلم من أجل نعم الله علينا فهو هداية ورحمة ونور وعصمة وسمو ورفعة فكما أنعم الله عز وجل على الإنسانية بنقلها من ظلمة العدم إلى نور الوجود كذلك أنعم عليها بنعمة العلم الذي يخرج الناس به من ظلمات الجهل إلى نور المعرفة، والعلم نشاط إنساني يهدف إلى تفسير الظواهر الكونية لخدمة المجتمع للعيش بأمان واستقرار، وهذا بدوره شجع العلماء على ضرورة توجيه العلم والتكنولوجيا لخدمة المجتمع ورفاهية البشرية . الأمر الذي ادى الى ظهور العديد من الجمعيات والمنظمات التي نادت بتوعية رجال العلم بالدور الإنساني والاجتماعي للعلم. فضلا عن ظهور العديد من الحركات والاتجاهات الإصلاح مناهج العلوم وكان من أبرزها مشروع التفاعل بين العلم والتكنولوجيا والمجتمع المعروف بـ (STS) . ويهدف هذا الاتجاه ( منحى (STS) إلى إعداد وبناء المتعلم علميا وتكنولوجيا ليكون قادر على حل مشكلاته اليومية واتخاذ القرارات السليمة في مواجهة مواقف الحياة المختلفة، كما أكد على البناء المنطقي للعلم بالدرجة الأولى ثم التطبيقات العلمية والتكنولوجية ودورها في المجتمع. ونظرا لحيوية الموضوع وأهميته في بناء المتعلم علميا وتكنولوجيا نتناول مفهوم STSوأهدافه وخصائصه وصفات الفرد المثقف علميا وتقنيا وكما يأتي: 1- مفهوم التفاعل بين العلم والتكنولوجبا والمجتمع ولكي نتعرف على الدور الذي أحدثه اتجاه (STS) في تطوير التربية العلمية وتطوير الفرد لابد من التعرف على أبعاد مفهوم التفاعل بين العلم والتكنولوجيا والمجتمع . العلم ويعرف بأنه نشاط إنساني يهدف إلى تفسير الظواهر الكونية لخدمة المتعلم للعيش بأمان وتتمثل هذه الأبعاد على النحو التالي : واستقرار التكنولوجيا ويعرفها الحيلة " بأنها طريقة نظامية تسير وفق المعارف المنظمة وتستخدم جميع ويبدأ بالملاحظة . الإمكانات المتاحة أمادية كانت أم غير مادية بأسلوب فعال لانجاز العمل المرغوب فيه إلى درجة الإتقان أو الكفاية. وهي ايضا: مجموعة المعارف والمهارات المكتسبة والأستام المتعلقة بصنع منتوجات مفيدة واستخدامها والاستفادة منها في حل مشكلات محددة قران المجتمع وبما يناسب ثقافته وقيمه". المجتمع : هو إطار عام يحدد العلاقات التي تنشأ بين جمع من الأفراد يستقرون في بيئة معين تنشأ بينهم مجموعة من الأهداف والرغبات والمنافع المشتركة المتبادلة، وهناك الكثير من التعريفات التي اهتمت بتوضيح مفهوم التفاعل بين العلم والتكنولوجي والمجتمع STS نذكر منها :
ما ورد عن المنظمة القومية لمعلمي العلوم في الولايات المتحدة الأمريكية NASTAبأنها تدريس العلوم وتعليمها من خلال سياق الخبرات البشرية. ويرى "زيتون" بأنها المناهج التي نظرت للعلم كبناء معرفي وركزت على العناية بتعليم الطلاب بنية العلم . ويشير "القدرة" بأن القاعدة الأساسية لمنحنى التفاعل بين العلوم والتكنولوجيا والمجتمع )( STS) هي انخراط المتعلمين في التجارب والقضايا ذات العلاقة المباشرة في حياتهم والتي بدورها تحقق النظرة البنائية للتعلم بحيث تقدم التربية العلمية في المدارس موضوعات ذات علاقة مباشرة بالمشكلات التي تواجه الإنسان في تلك الحقبة من الزمن، إضافة إلى تضمين مناهج العلوم الجانب القيمي والأخلاقي والاجتماعي مما يزيد من ارتباطهم وانجذابهم نحو مادة العلوم. أهداف تعليم منحى التفاعل بين العلوم والتكنولوجيا والمجتمع ( STS) :
أجرت المؤسسة الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة الأمريكية National Science Foundation NSF دراسات تقويمية لواقع التربية العلمية التي أكدت على وجود حاجة ملحة التطوير مشاريع خاصة في مناهج العلوم تتناول التفاعل بين العلم والتقانة والمجتمع (STS) تهدف إلى : - إعداد طلبة يستخدمون العلم في حياتهم الخاصة ويستطيعون الاندماج في عالم تتنامى فيه التقانة سريعا. - تعليم الطلبة تحمل المسؤولية تجاه القضايا التكنولوجية والاجتماعية. - العلوم لتلبية الحاجات الشخصية. العلوم لحل المشاكل الاجتماعية العلوم للوعي الوظيفي . العلوم كإعداد الحياة مستقبلية كما ان يذكر المتخصصين نوعين من الاهداف في منحنى ( STS) هي:
أ) الأهداف التي تعود على المعلم في منحنى (STS):
- مساعدة المعلم على نقد المناهج والمشاركة الايجابية في عملية تطويرها . -اكتساب ثقافة علمية تساعدهم على اتخاذ القرارات . - تنمية الميول والاتجاهات العلمية نحو العلوم والتكنولوجيا . صفات الفرد المثقف علميا وتكنولوجيا:
- يفند القرارات والأفعال مستخدما حججا منطقية مدعمة بالأدلة . - يعتد بالحذر العلمي والطرق البحثية المناسبة والاستدلال المنطقي والابتكارية عن الكون المنظور. - يتحلى بقيم البحث العلمي والتكنولوجي عند حل المشكلات المرتبطة بهما. - يحدد مصادر المعرفة العلمية والتكنولوجية ويجمعها ويحللها ويقومها و يستخدمها في حل
- المشكلات واتخاذ القرارات واعتماد تنفيذها. يصبح متفتح الذهن مرنا في
- يدرك أن العلم والتكنولوجيا يمثلان مسعى إنسانياً . - يدرك حدود كل من العلم والتكنولوجيا ومرتكزاتها في تحقيق رفاهية الإنسان. - يحلل التفاعل بين كل من العلم والتكنولوجيا والمجتمع. - يربط بين كل من العلم والتكنولوجيا مع أشكال المسعى الإنساني الأخرى مثل التاريخ والرياضيات والفنون والإنسانيات . - يحدد الأبعاد السياسية والاقتصادية والخلقية والقيمية لكل من القضايا الشخصية والعالمية ذات الصلة بالعلم والتكنولوجيا. - يقدم تفسيرات للظاهرة الطبيعية التي قد يختبر صدقها . - يقدم رات ظهور حركة إصلاح مناهج العلوم في ضوء منحى التفاعل بين العلوم والتكنولوجيا والمجتمع (STS) الخصر التي ولا لا والله مبررات ظهور حركة اصلاح مناهج العلوم على وفق منحى (STS) وكما يلي :
- عدم التركيز على العلاقة بين العلم والتكنولوجيا . - عدم إظهار الجانب الاجتماعي للعلم . - ظهور قضايا ومشكلات ذات صبغة علمية تكنولوجية اتخذت طابعا محليا وعالميا . - ظهور أسئلة شخصية كثيرة وتساؤلات علمية لدى الأفراد عجزت المناهج التقليدية عن أن تقدم حلولا مقدمة لها . - أكثر من ( ۹۰ ) من معلمي العلوم يستخدمون الكتاب المدرسي لحوالي 90% من - يؤكد الأدب التربوي على وجود تداخل كبير بين العلم والتكنولوجيا والمجتمع حيث أن الوقت المخصص للتعلم . - العلاقة بينهما تبادلية تكاملية ، وأن هناك علاقة تفاعلية متبادلة بين العلم والتكنولوجيا والمجتمع ودراسة هذه العلاقة يعمل على تحقيق النمو الشامل للمتعلم . -عدم توافر معلمين مؤهلين قادرين على تطبيق هذا المنحى و عدم توافر الإمكانات المادية أحيانا. - أن المجتمع لا يقبل التغيير والتجديد والتطوير
- عدم تشجيع إدارة المدرسة والتمسك بالنظرة التقليدية للمنهاج. - تحتاج إلى وقت للتحضير والتطبيق
- صعوبة تحديد المشكلات المستقبلية نتيجة للانفجار المعرفي. -التطبيق في المواقف الحياتية الحقيقية . -إبراز العلوم والتكنولوجيا
- تاريخ العلوم وطبيعتها. - طرح قضية متعلقة بموضوع الدرس ومناقشتها لاتخاذ قرار بشأنها . وبدء العمل به من السبعينيات، ولا زال إلى الوقت الحالي من المناحي الأساسية في الإصلاح التعليمي. ويعود ظهور هذا المدخل إلى الانتقادات التي وجهت للإصلاح التربوي خلال الخمسينيات وإلى نتائج الدراسات التقويمية لمناهج التعليم وبرامجه خلال تلك الفترة، والتي أظهرت عدم وضوح الجانب الاجتماعي للعلم، بالإضافة إلى ظهور قضايا ومشكلات ذات صبغة علمية تكنولوجية اتخذت طابعاً محلياً وعالمياً، وظهور أسئلة شخصية كثيرة وتساؤلات علمية لدى الإفراد عجزت تلك المناهج عن تقديم حلول لها. وكان لظهور هذا المدخل أيضاً عدة أسباب منها مؤشر التفجير النووي ( غيمة الفطر ونجاح مشروع منهاتن في إنتاج القنبلة النووية الأولى العاملان الرئيسان اللذان أسهما في ميلاد حركة فكرية متخذة من التفاعل بين العلم والتكنولوجيا والمجتمع محوراً فكرياً لها، إذ أصبحت هذه الغيمة رمزاً للضمير الاجتماعي لدى العلماء، كما ولدت الماسي الناجمة عن الحرب العالمية الثانية لدى الكثير من العلماء شعوراً بالقلق لإحساسهم بأنهم يتحملون جزءاً من مسئوليتهم مما حدث لذا بدأ البحث عن طرق جديدة تمكنهم من استغلال العلم والتكنولوجيا لخدمة البشرية. مما أدى إلى ظهور جمعيات وهيئات تهتم بهذا الاتجاه مثل جمعية المسؤولية الاجتماعية للعلم في الولايات المتحدة الأمريكية (SSRS)، ومنظمة رجال العلم والمهندسين للعمل الاجتماعي السياسي (SESPA) التي التزم أعضاؤها بعدم الإسهام في البحث العسكري وإنتاج الأسلحة، ويلخص "زيتون" الأسباب التي أدت إلى ظهور مدخل (STS) في:
1- الانتقادات التي وجهت للمناهج في الخمسينيات من القرن العشرين والتي نظرت إلى العلم كبناء معرفي وركزت على تعليم الطلبة لهذا البناء المعرفي وإهمالها للعلاقة بين العلم والتكنولوجيا والمجتمع، وعدم إظهارها للجانب الاجتماعي للعلم، وظهور قضايا ومشكلات ذات صبغة علمية وتكنولوجية. صدور وثيقة مشروع التكوين التي أعدها هيرمس (1977 , Harms) والتي اقترح فيها أربع تجمعات هدفيه للتربية العلمية هي العلم لتلبية الحاجات الشخصية، وللمساعدة على الدراسة المستقبلية). والذي أوضح أن هدف التربية العلمية لفترة الثمانينات من القرن الماضي وما بعدها هو تنمية التنور العلمي لدى الأفراد. حيث يعتمد هذا المدخل على طريقين:
الخ، ويهدف إلى تنمية وعي المتعلم بأسباب ونتائج تلك القضايا ودور العلم والتكنولوجيا في إحداثها وحلها والقدرة على اتخاذ القرارات حيال تلك القضايا. - يضم قضايا من واقع حياة الطلبة وبيئاتهم المحلية. - يؤكد على استراتيجيات اتخاذ القرار بحيث يصل الطلبة إلى قرارات وليس بالضرورة إلى حل للمشاكل التي يعيشونها. -يشجع على جمع المعلومات من مصادر مختلفة وكتابتها بشكل تقارير . وأصبح كل المواطنين يعايشون هذه التطورات وعليهم التفاعل معها بشكل أو بآخر، ونتائج العلوم الحيوية في إتقان طرق الزراعة وتحسين أنواع النبات والحيوان بالتأصيل والانتخاب، وما انبثق منها وبني عليها من علوم الطب و الصحة العامة. وأما المصدر الثاني فهو الأسلوب العلمي في البحث، الذي بنيت عليه جميع المكتشفات و المخترعات. وأما المصدر الثالث فهو التحول الدائم في مذاهب العلم والتنقيح المستمر في أصوله ومبادئه والتعديل الذي لا ينفك العلماء يدخلونه على حقائقه متفرقة و مجتمعة. إذن كيف نعد المواطن كي يعيش عصره ؟ بمعنى كيف نربي المواطن الذي يستطيع أن يتكيف مع تلك التطورات المتلاحقة ويفهمها ويتغلب على مشكلاتها ويكون له موقف منها ويتخذ القرارات المناسبة بشأنها ويكون عنصراً فاعلاً في توجيهها والإضافة إليها من خلال فكر ناقد ومنتج في ذات الوقت ؟ وعلى نحو موجز. والسؤال المطروح هنا هو كيف نعد المواطن للعيش فيما يسمى بمجتمع المعرفة العلمية والتكنولوجية) ؟
ويرفع هذا التوجه شعار (ثقافة علمية للجميع ) Science For All الذي ينطوى على فكرة أن تصبح الثقافة العلمية إحدى أساسيات المواطنة فلا تقتصر بذلك على أصحاب التخصصات أو المؤهلات العلمية وإنما تكون حقاً لكل فرد في المجتمع. المنور علميا :
1- مفهوم التنور العلمي:
وقد عرف من بعض الباحثين في مجال التربية:
المعرفة الأساسية
طبيعة البحث العلمي
طريقة التفكير العلمي
التفاعل بين العلم والتكنولوجيا والمجتمع . - بينما يرى كل من دافيد وأرثر (1986) David and Arther أن التنور العلمي يتضمن الفهم الوظيفي للمفاهيم العلمية، والمقدرة على استخدام المعلومات العلمية التي يتم الحصول ععليه من الآخرين. - تعريف صابر سليم (۱۹۹۱) التنور العلمي للفرد بأنه قدر من المعارف والمهارات والاتجاهات يتصل بالمشكلات والقضايا العلمية ومهارات التفكير العلمي اللازمة لإعداد الفرد للحياة اليومية التي تواجهه في بيئته ومجتمعه. وأن يكون لدية القدرة على أن يقيم المعلومات والمعرفة العلمية وذكر الاحمدي (۲۰۰۹) ان مفهوم الثقافة العلمية من البحث في خصائص وسلوك الشخص الذي يسلك وفق ثقافة العلم، وثمة زخم كبير من التعريفات التي تميل إلى وجهة إجرائية لتحديد وهي في )Scientifically Literate (Person( ماهية الشخص المثقف أو المتنور علميًا غالبيتها تحدد تلك الخصائص كما يلي :
أ - المعرفة بالحقائق والمفاهيم والمبادىء والنظريات والعلوم. هـ- يمتلك اتجاهات إيجابية نحو العلم. ٢ - أهمية الثقافة العلمية والحاجة إليها :
واع لمتطلباتها، وبقيت مجتمعاتها قابعة حيث هي، وعلى رأس قائمة الأولويات قاعدة بشرية واسعة تستشعر حماساً حقيقياً بالدور الريادي والحاسم للحركة العلمية وتهتم بمؤازرة جهود أصحاب التخصصات العلمية وتتبنى ابتكاراتهم، بل إن الثقافة العلمية أصبحت جزء لا يتجزأ من هذه الأساسيات. ان ثقافة المواطن هي التي تحدد اهتماماته وممارساته وسلوكياته وأولوياته، وتبلور منطلقاته الفكرية وركائزه العلمية ودوافعه الذاتية، ولذا فإن الثقافة العلمية للمواطن تصبح أمراً لازماً الحركة التقدم والتنمية ليكون الوعي العلمي أحد العناصر الرئيسة في الوعي العام في التكوين الاجتماعي والمنظومة الثقافية، أن انتشار الثقافة العلمية وخاصة بين فئات الشباب وغيرهم أصبح دعامة لتحسين نوعية الحياة ووسيلة الارتقاء التكنولوجي المنشود ونرى ذلك واضحا في بعض الدول الصناعية المتقدمة، حيث تهتم برامج التعليم فيها بنشر هذه الثقافة، بل إن مؤسسات أخرى تساعد في هذا الصدد وقد يفسر ذلك العلاقة بين ارتفاع مستويات الثقافة العلمية عند عامة الناس وبين الإنجازات التكنولوجية التي تحققت منها. ولذا كان لزاما على المؤسسات التعليمية أن تسعى إلى تحقيقها. ا- يستخدم المبادئ والمهارات العلمية لاتخاذ القرارات الشخصية السليمة المتعلقة بصحته وسلامته
ب- يكون مؤهلا لطرق مجالات جديدة في حياته الوظيفية لامتلاكه العادات الذهنية المسايرة المهارات التفكير العلمي . ج- يمتلك رؤية غنية ومثيرة عن الكون . ا- تفعيل المشاركة في صنع القرارات العامة في القضايا المتعلقة بالعلم والتقنية لقدرته على إعطاء الآراء الهادفة والمبنية على أسس موضوعية بعيدة عن الأهواء والجهل مثل القرارات المتعلقة بحماية البيئة والهندسة الوراثية وغيرها. -3خصائص الفرد المتنور علمياً ذكرت محاولات لوصف خصائص الشخص المتنور (المثقف) علمياً منها:
- يترجم بدقة ما اكتسبه من مفاهيم ومبادىء وقوانين ونظريات علمية في تفاعله مع بيئته أو العالم . -يستخدم عمليات العلم في حل المشكلات الخاصة به ، وفي إتخاذه القرارات السليمة . - يقدر العلاقة المتبادلة بين العلم والتكنولوجيا . -يدرك أن العلم هو مسعى بشري يشمل كل من العملية والناتج . -يميز بين الحقيقة العلمية والفكرة الشخصية . -يستخدم المعلومات التكنولوجية والحقائق العلمية في عملية إدارة الحياة الشخصية ووضع القرار الإجتماعي . -يفهم العلاقة بين العلم والتكنولوجيا ويعلم أن كل منهما يؤثر ويتأثر بالمجتمع. - يستخدم المفاهيم العلمية والنظريات والعمليات والقيم في دراسة المشكلات اليومية وفي القرارات المصيرية . -مدرك ليس فقط لقيمة العلم ولكن لحدوده جيداً . ج) محاولة الحديثي (۱۹۹۵) إلى أن الشخص المثقف علمياً هو الذي يكون قادراً على:
-فهم طبيعة التكنولوجيا . - إدراك العلاقات والمتداخلات بين العلم والتكنولوجيا . -فهم الفرد لبيئة نتيجة لدراسة العلوم . ا)البعد المعرفي : يشمل البعد المعرفي (Cognitive dimension) المعلومات اللازمة لفهم طبيعة العلم وخصائصه ومبادئه وعلاقته بالمجتمع، والقضايا الناتجة عن تفاعله مع التقنية كما يشمل المعلومات الأساسية حول التطبيقات العلمية والتقنية وطرق التعامل معها. ب- البعد المهاري: البعد المهاري (العملي) (dimension Practical) يشمل المهارات العقلية والعملية والاجتماعية اللازمة للتعامل مع العلوم، وتطبيقاتها. د- البعد الأخلاقي: يشمل البعد الأخلاقي ( Ethics dimension) ترسيم الحدود الأخلاقية للتعامل مع التقدم العلمي والتقني وتطبيقاتهما والالتزام بتلك الحدود وعدم تجاوزها وحسم القضايا الجدلية والشرعية والقانونية التي قد تنتج عن تجاوز تلك الحدود وينبغي الاهتمام بأخلاقيات التقنية (Tehcnology Ethics) على مستويين هما :
يؤكد العلماء أن قضية الثقافة (التنور) العلمية قضية جامعة شاملة مستمرة تبدأ من المنزل في سنوات التكوين المبكرة عبوراً بالمراحل والمؤسسات التعليمية المختلفة ومروراً بمختلف التفاعلات الاجتماعية والفكرية والثقافية واستخداماً لكل الوسائل المتعددة والمتجددة في عالم الاتصالات. وتأسيس كيان علمي يتغلغل داخل نسيج الثقافة السائدة، وهذا يبين الأهمية القصوى المرتبطة بتوفير نظام تربوي تعليمي متكامل يهتم بغرس التوجيهات العامة للتفاعل مع الثقافة العلمية ، وإدراك الآثار بعيدة المدى التي تحملها العلوم والتقنية للمجتمعات المعاصرة ، ومن هذا المنطلق فإن أهمية الإعلام العلمي كجزء جوهري من منظومة الإعلام التنموي تصبح أمراً حيوياً ولازماً لتوفير الشفافية العلمية المطلوبة في زمن السابق المحموم بين المجتمعات على الإنتاج والابتكاروالتطوير لتحقيق الرفاه والتنمية والتقدم. ومتفاعلة مع معطياته. ولها أهميتها الخاصة في مواكبة التقدم العلمي ومن أهم هذه الوسائط ما يلي:
الجمعيات والهيئات العلمية : تقوم هذه الجمعيات والهيئات بدور فعال في عملية التوعية العلمية وترسيخ الاهتمام بفروع العلم والتقنية المختلفة وطرح مشكلاتها ودراسة حلولها وربط المعرفة العلمية بالمجتمع، وتنتشر هذه الجمعيات والهيئات في العالم المتقدم وتحظى بدعم ورعاية القطاع الخاص والقطاع الحكومي واشتراكات وتبرعات الأفراد والهيئات الأهلية ، ومنها الرابطة الأمريكية لتقدم العلوم و الرابطة البريطانية لتقدم العلوم والجمعية اليابانية لترويج العلوم وغيرها. المطبوعات والنشر العلمي نشر الكتب والمجلات والنشرات المهتمة بتبسيط العلوم وبث الثقافة العلمية سمة بارزة في المجتمعات المتقدمة وظاهرة متميزة فيما أطلق عليه اسم ( Popular Science ) (العلم الجماهيري) ولقد اهتم بهذا النوع من النشر العلمي علماء ميرزون في مجالاتهم المتخصصة، واعتنوا بتبسيط علومهم وتقديمها للجمهور في قوالب جذابة وأساليب شيقة محاولات دائبة لبناء الجسور بين العلوم والمجتمع. ويسمى هذا النوع من الوسائل التعليم الترفيه، فهو يتيح فرصة تفاعل الزائر مع المادة العلمية بشكل مباشر في جو من المتعة والتسلية ومن هذه الوسائل الثابت ومنها المتنقل سعيا إلى الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس لرفع درجة الحس العلمي والاهتمام بالأفكار والمعطيات العلمية. ولهذه النوادي دور فاعل في تطوير المواهب وتنمية القدرات وتأسيس الذهنية العلمية كما أنها ذات أهمية ملموسة في توفير مناخ علمي ناجح وترسيخ العمل الجماعي من الممارسة والمشاركة . الإنترنت: لا يمكننا إغفال أهمية هذه الوسيلة الفعالة التي تتيح للفرد التفاعل المباشر مع المعلومة وتعدد مصادرها وسهولة الحصول عليها وفتح آفاق الإطلاع الواسعة وهذا يدعو بالضرورة إلى الاهتمام بإنشاء المواقع العربية ذات الطرح الجذاب المهتمة بالتوعية العلمية التي تستهدف مختلف الفئات والشرائح في المجتمع. ولابد من الإشارة هنا إلى أن طبيعة الثقافة العلمية نفسها الموجهة إلى الجمهور تتأثر بامتداد الساحة العلمية والتطورات التقنية لتتفرع وفق تلك التشكيلات والأنماط، كلها فروع للثقافة العلمية تعني بمجالات محددة، نشاط (۱)
عزيزي الطالب .


Original text

المقدمة
العلم والتكنولوجيا والمجتمع
العلم من أجل نعم الله علينا فهو هداية ورحمة ونور وعصمة وسمو ورفعة فكما أنعم الله عز وجل على الإنسانية بنقلها من ظلمة العدم إلى نور الوجود كذلك أنعم عليها بنعمة العلم الذي يخرج الناس به من ظلمات الجهل إلى نور المعرفة، فمن مكانة العلم وفضله أن الله عز وجل حثنا على الاستزادة منه وأمر بذلك نبيه فقال سبحانه وتعالى: (وقل ربي زدني علما وفي هذا ما يدل على مكانة العلم وفضيلته. كما قال الله - سبحانه وتعالى يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات). وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم " إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض، حتى النملة في حجرها والحيتان في البحر، ليصلون على معلم الناس الخير".
والعلم نشاط إنساني يهدف إلى تفسير الظواهر الكونية لخدمة المجتمع للعيش بأمان واستقرار، وهذا بدوره شجع العلماء على ضرورة توجيه العلم والتكنولوجيا لخدمة المجتمع ورفاهية البشرية ... الا ان العديد من العلماء قد استخدموا العلم لهلاك البشرية ودمارها، وما الماسي التي خلفتها الحرب العالمية الثانية الا شاهدا على ذلك، الأمر الذي ادى الى ظهور العديد من الجمعيات والمنظمات التي نادت بتوعية رجال العلم بالدور الإنساني والاجتماعي للعلم. فضلا عن ظهور العديد من الحركات والاتجاهات الإصلاح مناهج العلوم وكان من أبرزها مشروع التفاعل بين العلم والتكنولوجيا والمجتمع المعروف بـ (STS) . ويهدف هذا الاتجاه ( منحى (STS) إلى إعداد وبناء المتعلم علميا وتكنولوجيا ليكون قادر على حل مشكلاته اليومية واتخاذ القرارات السليمة في مواجهة مواقف الحياة المختلفة، كما أكد على البناء المنطقي للعلم بالدرجة الأولى ثم التطبيقات العلمية والتكنولوجية ودورها في المجتمع...
ونظرا لحيوية الموضوع وأهميته في بناء المتعلم علميا وتكنولوجيا نتناول مفهوم STSوأهدافه وخصائصه وصفات الفرد المثقف علميا وتقنيا وكما يأتي: 1- مفهوم التفاعل بين العلم والتكنولوجبا والمجتمع ولكي نتعرف على الدور الذي أحدثه اتجاه (STS) في تطوير التربية العلمية وتطوير الفرد لابد من التعرف على أبعاد مفهوم التفاعل بين العلم والتكنولوجيا والمجتمع .
العلم ويعرف بأنه نشاط إنساني يهدف إلى تفسير الظواهر الكونية لخدمة المتعلم للعيش بأمان وتتمثل هذه الأبعاد على النحو التالي : واستقرار التكنولوجيا ويعرفها الحيلة " بأنها طريقة نظامية تسير وفق المعارف المنظمة وتستخدم جميع ويبدأ بالملاحظة . الإمكانات المتاحة أمادية كانت أم غير مادية بأسلوب فعال لانجاز العمل المرغوب فيه إلى درجة الإتقان أو الكفاية.
وهي ايضا: مجموعة المعارف والمهارات المكتسبة والأستام المتعلقة بصنع منتوجات مفيدة واستخدامها والاستفادة منها في حل مشكلات محددة قران المجتمع وبما يناسب ثقافته وقيمه".
المجتمع : هو إطار عام يحدد العلاقات التي تنشأ بين جمع من الأفراد يستقرون في بيئة معين تنشأ بينهم مجموعة من الأهداف والرغبات والمنافع المشتركة المتبادلة، وتحكمهم مجموعة من القواعد والأساليب المنظمة لسلوكهم وتفاعلاتهم. وهناك الكثير من التعريفات التي اهتمت بتوضيح مفهوم التفاعل بين العلم والتكنولوجي والمجتمع STS نذكر منها :
ما ورد عن المنظمة القومية لمعلمي العلوم في الولايات المتحدة الأمريكية NASTAبأنها تدريس العلوم وتعليمها من خلال سياق الخبرات البشرية.
ويرى "زيتون" بأنها المناهج التي نظرت للعلم كبناء معرفي وركزت على العناية بتعليم الطلاب بنية العلم .
. ويشير "القدرة" بأن القاعدة الأساسية لمنحنى التفاعل بين العلوم والتكنولوجيا والمجتمع )( STS) هي انخراط المتعلمين في التجارب والقضايا ذات العلاقة المباشرة في حياتهم والتي بدورها تحقق النظرة البنائية للتعلم بحيث تقدم التربية العلمية في المدارس موضوعات ذات علاقة مباشرة بالمشكلات التي تواجه الإنسان في تلك الحقبة من الزمن، إضافة إلى تضمين مناهج العلوم الجانب القيمي والأخلاقي والاجتماعي مما يزيد من ارتباطهم وانجذابهم نحو مادة العلوم.
أهداف تعليم منحى التفاعل بين العلوم والتكنولوجيا والمجتمع ( STS) :
أجرت المؤسسة الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة الأمريكية National Science Foundation NSF دراسات تقويمية لواقع التربية العلمية التي أكدت على وجود حاجة ملحة التطوير مشاريع خاصة في مناهج العلوم تتناول التفاعل بين العلم والتقانة والمجتمع (STS) تهدف إلى : - إعداد طلبة يستخدمون العلم في حياتهم الخاصة ويستطيعون الاندماج في عالم تتنامى فيه التقانة سريعا.



  • تعليم الطلبة تحمل المسؤولية تجاه القضايا التكنولوجية والاجتماعية.

  • تحديد المعرفة الأساسية التي يلزم إتقانها للتفاعل النشط مع قضايا العلم والتقانة والمجتمع.

  • العلوم لتلبية الحاجات الشخصية. العلوم لحل المشاكل الاجتماعية العلوم للوعي الوظيفي .
    العلوم كإعداد الحياة مستقبلية كما ان يذكر المتخصصين نوعين من الاهداف في منحنى ( STS) هي:
    أ) الأهداف التي تعود على المعلم في منحنى (STS):

  • مساعدة المعلم على نقد المناهج والمشاركة الايجابية في عملية تطويرها . المعلم موجه وميسر للعملية التعليمية وداعما لمهارات التفكير .

  • تعديل اتجاهات المعلمين نحو مادة العلوم .

  • تساعد المعلم على صقل طاقاته الإبداعية في جعل المحتوى يخرج عن اطار الكتاب المدرسي.
    ب( الأهداف التي تعود على المتعلم : -
    -اكتساب ثقافة علمية تساعدهم على اتخاذ القرارات .

  • تنمية الميول والاتجاهات العلمية نحو العلوم والتكنولوجيا .

  • تطوير وعي المتعلمين بطبيعة العلوم والتكنولوجيا والعلاقة المتبادلة بينهما وبين المجتمع .

  • رفع مستوى تحصيل الطلبة .


صفات الفرد المثقف علميا وتكنولوجيا:
ان من اهم الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها الفرد المثقف علميا وتقنياً ما يلي: - يستخدم المفاهيم والمهارات العلمية، والقيم لاتخاذ قرارات يومية مسئولة.



  • يفند القرارات والأفعال مستخدما حججا منطقية مدعمة بالأدلة .

  • لديه حب الاستطلاع عن العالم الطبيعي وتقديره ..

  • يعتد بالحذر العلمي والطرق البحثية المناسبة والاستدلال المنطقي والابتكارية عن الكون المنظور.

  • يتحلى بقيم البحث العلمي والتكنولوجي عند حل المشكلات المرتبطة بهما.

  • يحدد مصادر المعرفة العلمية والتكنولوجية ويجمعها ويحللها ويقومها و يستخدمها في حل

  • المشكلات واتخاذ القرارات واعتماد تنفيذها.

  • يميز بين الدليل العلمي والتكنولوجي وبين الآراء الشخصية والمعلومات المتاحة والغير متاحة.

  • التعامل مع المعلومات العلمية والتكنولوجية. يصبح متفتح الذهن مرنا في

  • يدرك أن العلم والتكنولوجيا يمثلان مسعى إنسانياً .

  • يقدر ويوازن بين مستحدثات التطور العلمي والتكنولوجيا وتبعاتها..

  • يدرك حدود كل من العلم والتكنولوجيا ومرتكزاتها في تحقيق رفاهية الإنسان.

  • يحلل التفاعل بين كل من العلم والتكنولوجيا والمجتمع. - يربط بين كل من العلم والتكنولوجيا مع أشكال المسعى الإنساني الأخرى مثل التاريخ والرياضيات والفنون والإنسانيات .

  • يحدد الأبعاد السياسية والاقتصادية والخلقية والقيمية لكل من القضايا الشخصية والعالمية ذات الصلة بالعلم والتكنولوجيا.
    ه عقبات تطبيق منحى العلوم والتكنولوجيا والمجتمع STS

  • يقدم تفسيرات للظاهرة الطبيعية التي قد يختبر صدقها .

  • يقدم رات ظهور حركة إصلاح مناهج العلوم في ضوء منحى التفاعل بين العلوم والتكنولوجيا والمجتمع (STS) الخصر التي ولا لا والله مبررات ظهور حركة اصلاح مناهج العلوم على وفق منحى (STS) وكما يلي :

  • عدم التركيز على العلاقة بين العلم والتكنولوجيا .

  • عدم إظهار الجانب الاجتماعي للعلم .

  • ظهور قضايا ومشكلات ذات صبغة علمية تكنولوجية اتخذت طابعا محليا وعالميا . - ظهور أسئلة شخصية كثيرة وتساؤلات علمية لدى الأفراد عجزت المناهج التقليدية عن أن تقدم حلولا مقدمة لها .

  • وجود تعارض بين محتوى مناهج العلوم في المدارس وبين ٩٠% مما يحتاج إليه الطلاب. معظم معلمي العلوم ( ۹۰ ) يؤكدون على الإعداد الأكاديمي الذي يفيد من يواصلون دراستهم مستقبلا في المجالات العلمية الأكاديمية .

  • أكثر من ( ۹۰ ) من معلمي العلوم يستخدمون الكتاب المدرسي لحوالي 90% من - يؤكد الأدب التربوي على وجود تداخل كبير بين العلم والتكنولوجيا والمجتمع حيث أن الوقت المخصص للتعلم .

  • العلاقة بينهما تبادلية تكاملية ، وأن هناك علاقة تفاعلية متبادلة بين العلم والتكنولوجيا والمجتمع ودراسة هذه العلاقة يعمل على تحقيق النمو الشامل للمتعلم .

  • تكدس المنهاج وثقل الأعباء على كاهل المعلم .

  • الكثافة الطلابية وازدحام الفصول .
    -عدم توافر معلمين مؤهلين قادرين على تطبيق هذا المنحى و عدم توافر الإمكانات المادية أحيانا.

  • أن المجتمع لا يقبل التغيير والتجديد والتطوير

  • عدم تشجيع إدارة المدرسة والتمسك بالنظرة التقليدية للمنهاج.

  • تحتاج إلى وقت للتحضير والتطبيق

  • التجهيزات المدرسية غير مناسبة .

  • صعوبة تحديد المشكلات المستقبلية نتيجة للانفجار المعرفي.

  • الاجراءات التي يجب أن يراعيها المعلم عند استخدام منحى العلوم والتكنولوجيا والمجتمع STS في التدريس هناك بعض الشروط التي يجب أن يراعيها المعلم عند تخطيطه لاستخدام منحى العلوم والتكنولوجيا والمجتمع STS في التدريس وهي كالتالي :

  • تحديد الأهداف المرجو تحقيقا .

  • تحديد دور المعلم والمتعلم .

  • نقل المفهوم .
    -التطبيق في المواقف الحياتية الحقيقية .
    -إبراز المنظور الشخصي والاجتماعي للموضوع .
    -إبراز العلوم والتكنولوجيا
    -إبراز بعض المهن المرتبطة والفرص الوظيفية المتعلقة به .

  • تاريخ العلوم وطبيعتها.
    -الآثار الايجابية والسلبية للموضوع على المجتمع .

  • طرح قضية متعلقة بموضوع الدرس ومناقشتها لاتخاذ قرار بشأنها .


تاسعاً: مدخل العلم والتكنولوجيا والمجتمع (STS) يُعد هذا المدخل واحد من أبراز حركات الإصلاح التربوي، وقد بدأت فكرته في الستينات من القرن العشرين، وبدء العمل به من السبعينيات، ولم يتبلور كمنهج وتظهر آثاره إلا في الثمانينيات، ولا زال إلى الوقت الحالي من المناحي الأساسية في الإصلاح التعليمي.
ويعود ظهور هذا المدخل إلى الانتقادات التي وجهت للإصلاح التربوي خلال الخمسينيات وإلى نتائج الدراسات التقويمية لمناهج التعليم وبرامجه خلال تلك الفترة، والتي أظهرت عدم وضوح الجانب الاجتماعي للعلم، بالإضافة إلى ظهور قضايا ومشكلات ذات صبغة علمية تكنولوجية اتخذت طابعاً محلياً وعالمياً، وعدم تركيزها على العلاقة المتبادلة بين العلم والتكنولوجيا، ووجود تعارض بين محتوى المناهج في المدارس وحاجات الطلبة، وظهور أسئلة شخصية كثيرة وتساؤلات علمية لدى الإفراد عجزت تلك المناهج عن تقديم حلول لها. وكان لظهور هذا المدخل أيضاً عدة أسباب منها مؤشر التفجير النووي ( غيمة الفطر ونجاح مشروع منهاتن في إنتاج القنبلة النووية الأولى العاملان الرئيسان اللذان أسهما في ميلاد حركة فكرية متخذة من التفاعل بين العلم والتكنولوجيا والمجتمع محوراً فكرياً لها، إذ أصبحت هذه الغيمة رمزاً للضمير الاجتماعي لدى العلماء، كما ولدت الماسي الناجمة عن الحرب العالمية الثانية لدى الكثير من العلماء شعوراً بالقلق لإحساسهم بأنهم يتحملون جزءاً من مسئوليتهم مما حدث لذا بدأ البحث عن طرق جديدة تمكنهم من استغلال العلم والتكنولوجيا لخدمة البشرية. مما أدى إلى ظهور جمعيات وهيئات تهتم بهذا الاتجاه مثل جمعية المسؤولية الاجتماعية للعلم في الولايات المتحدة الأمريكية (SSRS)، ومنظمة رجال العلم والمهندسين للعمل الاجتماعي السياسي (SESPA) التي التزم أعضاؤها بعدم الإسهام في البحث العسكري وإنتاج الأسلحة، والجمعية البريطانية للمسئولية الاجتماعية للعلم (BSSRS) التي تهدف إلى توعية رجال العلم بالمغزى الاجتماعي للعلم ومسؤولياتهم الاجتماعية كأفراد وهكذا توالى إنشاء المنظمات والهيئات التي تهدف إلى أنسنة العلم ومعالجة مشكلات العلم والمجتمع.
ويلخص "زيتون" الأسباب التي أدت إلى ظهور مدخل (STS) في:
1- الانتقادات التي وجهت للمناهج في الخمسينيات من القرن العشرين والتي نظرت إلى العلم كبناء معرفي وركزت على تعليم الطلبة لهذا البناء المعرفي وإهمالها للعلاقة بين العلم والتكنولوجيا والمجتمع، وعدم إظهارها للجانب الاجتماعي للعلم، وظهور قضايا ومشكلات ذات صبغة علمية وتكنولوجية.
رد فعل المشروعات التي ظهرت في أعقاب إطلاق القمر الصناعي الروسي سبوتنك، والتي ركزت على العناية بالعمليات العلمية في فترة الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين.
صدور وثيقة مشروع التكوين التي أعدها هيرمس (1977 ,Harms) والتي اقترح فيها أربع تجمعات هدفيه للتربية العلمية هي العلم لتلبية الحاجات الشخصية، ولحل القضايا المجتمعية الراهنة، وللمساعدة في اختيار المهنة، وللمساعدة على الدراسة المستقبلية). صدور تقرير الجمعية الوطنية لمعلمي العلوم في أمريكا (NSTA) والمعنون بـ "العلم والتكنولوجيا والمجتمع"، والذي أوضح أن هدف التربية العلمية لفترة الثمانينات من القرن الماضي وما بعدها هو تنمية التنور العلمي لدى الأفراد. ويعرف مفهوم (STS) بأنه أحد أهم مداخل التدريس في مجال التنور التكنولوجي، حيث يعتمد هذا المدخل على طريقين:
الأول: هو التركيز على عرض ومناقشة قضايا اجتماعية ناتجة عن تفاعل العلم والتكنولوجيا والمجتمع، مثل الطاقة والتلوث ونقص الغذاء ... الخ، ويهدف إلى تنمية وعي المتعلم بأسباب ونتائج تلك القضايا ودور العلم والتكنولوجيا في إحداثها وحلها والقدرة على اتخاذ القرارات حيال تلك القضايا.
والثاني: هو التركيز خلال التدريس على الأصل والدراسات والخصائص الاجتماعية للعلوم والتكنولوجيا كمناقشة البناء الاجتماعي للمعرفة العلمية والطبيعة الاجتماعية للعلم والتكنولوجيا.


معايير اختيار وتنظيم المحتوى وفق مدخل (STS) صنف ياجر (1988 Yager) المذكور في المذكور في الصلوي (۲۰۰۸) معايير محتوى منهج قائم وفق مدخل (STS) كالتالي:



  • يضم قضايا من واقع حياة الطلبة وبيئاتهم المحلية.
    -يركز على العمليات التي تكتسب بها المعرفة من خلال التفاعل بين (STS).

  • يؤكد على استراتيجيات اتخاذ القرار بحيث يصل الطلبة إلى قرارات وليس بالضرورة إلى حل للمشاكل التي يعيشونها.
    -يشجع على جمع المعلومات من مصادر مختلفة وكتابتها بشكل تقارير .
    الحادي عشر : التنوير (الثقافة) العلمي Scientific Literacy يقف العالم الآن ونحن في بداية الألفية الثالثة على أعتاب مرحلة جديدة مثيرة من التقدم الإنساني نتيجة للتطورات العلمية والتكنولوجية التي تؤثر في حياة كل أفراد المجتمع. وأصبح كل المواطنين يعايشون هذه التطورات وعليهم التفاعل معها بشكل أو بآخر، فالعلم والتكنولوجيا أصبحا من الأمور الضرورية لحياة كل فرد لكي يصبح مواطنا يعيش عصره . ويشير صروف (۱۹۹۵) إلى أن أثر العلم في حياة الإنسان ينبع من ثلاثة مصادر:
    الأول يتمثل في الانتفاع بفوائده التطبيقية، وهي الفوائد التي نجمت عنها وسائل حفظ المدونات و تسهيل نشرها بالطبع و التوزيع . وطرق المخاطبات السريعة، التي قربت الأمم و الأفراد بعضهم إلى بعض، وتعدت الحواجز الجغرافية والحدود السياسية، ونتائج العلوم الحيوية في إتقان طرق الزراعة وتحسين أنواع النبات والحيوان بالتأصيل والانتخاب، وما انبثق منها وبني عليها من علوم الطب و الصحة العامة. وأساليب الصناعة الواسعة النطاق.
    وأما المصدر الثاني فهو الأسلوب العلمي في البحث، الذي بنيت عليه جميع المكتشفات و المخترعات. هذا الأسلوب الذي يتوخى الحقيقة في ميدان التجربة و المشاهدة ولا يكفي باستنباطها من التأمل في النفس، أو باستنتاجها من أقوال الفلاسفة الأقدمين.
    وأما المصدر الثالث فهو التحول الدائم في مذاهب العلم والتنقيح المستمر في أصوله ومبادئه والتعديل الذي لا ينفك العلماء يدخلونه على حقائقه متفرقة و مجتمعة. لقد تغيرت المذاهب العلمية المتعددة وفقا لما يكشفه البحث ويقتضيه الزمن والتنسيق العلمي.
    إذن كيف نعد المواطن كي يعيش عصره ؟ بمعنى كيف نربي المواطن الذي يستطيع أن يتكيف مع تلك التطورات المتلاحقة ويفهمها ويتغلب على مشكلاتها ويكون له موقف منها ويتخذ القرارات المناسبة بشأنها ويكون عنصراً فاعلاً في توجيهها والإضافة إليها من خلال فكر ناقد ومنتج في ذات الوقت ؟ وعلى نحو موجز. والسؤال المطروح هنا هو كيف نعد المواطن للعيش فيما يسمى بمجتمع المعرفة العلمية والتكنولوجية) ؟
    لقد ظهر طرح تربوي ينادي بأن إعداد هذا المواطن يمكن أن يتم من خلال تبني توجه الثقافة العلمية Science Literacy Approach الذي يستهدف إعداد المواطن المثقف علميا، ويرفع هذا التوجه شعار (ثقافة علمية للجميع ) Science For All الذي ينطوى على فكرة أن تصبح الثقافة العلمية إحدى أساسيات المواطنة فلا تقتصر بذلك على أصحاب التخصصات أو المؤهلات العلمية وإنما تكون حقاً لكل فرد في المجتمع.
    وفيما يلي توضيح لمفهوم التنور العلمي والثقافة العلمية واهميتها وخصائص ومميزات الفرد
    المنور علميا :
    1- مفهوم التنور العلمي:
    التنور العلمي مصطلح جذب كثيراً من المؤلفين لوضع العديد من التعريفات له، وقد عرف من بعض الباحثين في مجال التربية:

  • تعريف الرابطة القومية الأمريكية لتقدم العلوم (1990) AAAS : " معرفة وفهم المفاهيم الأساسية للعلوم والرياضيات والتكنولوجيا وأساليب التفكير العلمي بدرجة تمكن الفرد من استخدام هذه المعرفة وهذه الأساليب على المستوى الشخصي والاجتماعي ، وتحديد مظاهر (الثقافة العلمية ) في المعرفة بالعالم الطبيعي واحترام وحدثة والإلمام ببعض المعارف الأساسية في العلوم ، والقدرة على استخدام التفكير العلمي واستخدام المعرفة العلمية". - تعريف ايكن (1974) Agin بأنه ذلك العلم الذي يتضمن المعرفة للفرد (المواطن)، وأن هذه المعرفة تتضمن المعرفة بالعلم مع الاهتمام بعمليات العلم).

  • وعرف جابيتا (1991) Chiappetta التنور العلمي تعريفا إجرائيا من خلال المكونات التالية:
    المعرفة الأساسية
    طبيعة البحث العلمي
    طريقة التفكير العلمي
    التفاعل بين العلم والتكنولوجيا والمجتمع .

  • بينما يرى كل من دافيد وأرثر (1986) David and Arther أن التنور العلمي يتضمن الفهم الوظيفي للمفاهيم العلمية، والمقدرة على استخدام المعلومات العلمية التي يتم الحصول ععليه من الآخرين.

  • تعريف صابر سليم (۱۹۹۱) التنور العلمي للفرد بأنه قدر من المعارف والمهارات والاتجاهات يتصل بالمشكلات والقضايا العلمية ومهارات التفكير العلمي اللازمة لإعداد الفرد للحياة اليومية التي تواجهه في بيئته ومجتمعه.

  • تعريف حسين محمود (۲۰۰۱) : بانه ذلك القدر من المعرفة والفهم للمفاهيم العلمية وعمليات العلم ومهارات التفكير العلمي والاتجاهات التي تجعل الفرد قادراً على المشاركة وإتخاذ القرارات المناسبة في حياته اليومية . وهذا يعنى أن الشخص يكون قادراً على أن يكون لدية القدرة على أن يصف ويشرح ويحلل الظواهر ويستطيع أن يقرأ بفهم المقالات العلمية ويتفهم القضايا العلمية على كافة المستويات العلمية والقومية والوطنية ، وأن يكون لدية القدرة على أن يقيم المعلومات والمعرفة العلمية وذكر الاحمدي (۲۰۰۹) ان مفهوم الثقافة العلمية من البحث في خصائص وسلوك الشخص الذي يسلك وفق ثقافة العلم، وثمة زخم كبير من التعريفات التي تميل إلى وجهة إجرائية لتحديد وهي في )Scientifically Literate (Person( ماهية الشخص المثقف أو المتنور علميًا غالبيتها تحدد تلك الخصائص كما يلي :
    أ - المعرفة بالحقائق والمفاهيم والمبادىء والنظريات والعلوم.
    ب- المقدرة على تطبيق المعرفة العلمية المناسبة في كل ظروف الحياة اليومية .
    ج- المقدرة على استخدام عمليات العلم .
    د- يدرك العلاقة المتبادلة بين العلم والتكنولوجيا والمجتمع .
    هـ- يمتلك اتجاهات إيجابية نحو العلم.
    ٢ - أهمية الثقافة العلمية والحاجة إليها :
    لقد أصبحت الثقافة العلمية أحد الأهداف المهمة التي يجب أن يعمل تعليمنا على تحقيقها. وذلك نتيجة لحاجاتنا الماسة إلى تزويد المواطن بثقافة علمية عصرية تمكنه من فهم العلم وطبيعته وتطبيقاته في اليا العالم لا اله الي له القدرة على مواجهة التحدي الحضاري العلمي والتكنولوجي الذي يسمن ولا اله ان العلمية تربية المواطن العادي الذي لن يتحد بالضرورة العلم من انا راكة في حياة العلم العالمية عملا للاشتغال، هذا المواطن أصبحت تربيته أو إعداده الي اعداد للمشاركة المة فلا تكامل بدون الثقافة العلمية Literacy فالتربية إعداد للمشاركة المثمرة في حياة المجتمع.
    إن أبعاد الثقافة العلمية متعددة وآثارها متشعبة، ولعل من بعض الأسئلة التي تجاوزها العالم المتقدم ولكنها ما زالت مطروحة بشكل أو بآخر في المجتمعات النامية سؤال ملح هو: لماذا لا نترك العلوم والتقنية لأهلها من أصحاب الاختصاص يتولون رعايتها ومتابعتها وفهمها ؟ وهل من الضروري أن يكون هناك إلمام عام واهتمام متجدد لدى عامة الناس بقضايا وأطروحات الحركة العلمية؟ أما الإجابة على هذا السؤال فتتلخص فيما طرحه العالم سنو Snow الذي يقرر " إن من الخطر أن يكون لدينا ثقافتان لا يمكنهما التواصل فيما بينهما في الوقت الذي تقرر فيه العلوم الجزء الأكبر من مصيرنا " وتتضح معالم هذه الخطورة عند إدراك أن النشاط العلمي والتقني هو نشاط بشري يحتاج إلى بيئة تحتضنه ومناخ يرعاه وقواعد تحمله وهذا لا يتوفر إلا في ظل مجتمع متفهم لطبيعة العلوم، مدرك لشروطها، واع لمتطلباتها، متفاعل مع تطورها. لقد كان الخطأ الذي وقعت فيه كثير من الدول النامية أنها تصورت أن العلوم والتقنية مجرد صناديق مغلقة ومصانع منعزلة واجهزة متطورة وأن شراءها واستيرادها ينقلها إلى مصاف الدول المتقدمة، وكانت الفاجعة عندما اكتشفت تلك الدول أنها استوردت واستمرت في الاستيراد بينما اتسعت الفجوة بينها وبين الآخرين، وبقيت مجتمعاتها قابعة حيث هي، فلا هي أنتجت.. ولا هي طورت.. ولا هي أبدعت وتنمو قائمة المشتريات وتتوالد بينما تعيش تلك المجتمعات نمطاً استهلاكياً متنامياً بمنأى عن عمليات البحث والتطوير والإنتاج إن الحقيقة التي أدركتها كثير من الدول بعد تجارب مريرة هي ما أدركه الفلاحون والمزارعون منذ عصور سحيقة فانت لا تستطيع أن تجني ثمار غرسة حرمت من عناصرها الحيوية ومناخها الخاص وبيئتها المناسبة، وهذا يعني أن لعملية نقل التقنية وتوطينها شروطاً وضوابط وآليات، وعلى رأس قائمة الأولويات قاعدة بشرية واسعة تستشعر حماساً حقيقياً بالدور الريادي والحاسم للحركة العلمية وتهتم بمؤازرة جهود أصحاب التخصصات العلمية وتتبنى ابتكاراتهم، وتحرص على تفهم ومواكبة المدلولات الفكرية والمعطيات الاقتصادية والتغيرات الاجتماعية المترتبة على العلوم وتطبيقاتها والمرتبطة بالتراكم المعرفي والنشاط البحثي.
    وقد اتفق المربون في الماضي على أن التعليم يجب أن يمحو أمية المتعلم في القاعة والكتابة والحساب، أما الآن فلم يعد هذا كافياً إذ أن محو الأمية الثلاثية هذه لا يضمن التعليم التعايش في مجتمع يتأثر بدرجة كبيرة بالعلم منهجاً ومعرفة وتقنية، لذلك فإن القارب من المصدر الذي كان مقبولاً لتكوين الفرد المنقف علمياً في الماضي لم يعد مقبولا في الوقت المعاصر وأصبح لا يفي بما تكون اليد المعات لمواطنيها، كما أن المستويات المطلوبة للتثقيف العلمي تتطور دائما بتطوير تدخل العلم وتقنياته في حياة الأفراد.


وهذا يعني أن على المؤسسات التعليمية أن تستوفي للمتعلم مقومات الثقافة العلمية وتمحو " أميته العلمية، فالثقافة العلمية، إذن، أصبحت أساسية من أساسيات التربية فلم تعد الأساسيات الثلاث القديمة ( القراءة والكتابة والحساب ( هي كل ما يلزم كسبه لمحو أمية المواطن، بل إن الثقافة العلمية أصبحت جزء لا يتجزأ من هذه الأساسيات.
ان ثقافة المواطن هي التي تحدد اهتماماته وممارساته وسلوكياته وأولوياته، وتبلور منطلقاته الفكرية وركائزه العلمية ودوافعه الذاتية، ولذا فإن الثقافة العلمية للمواطن تصبح أمراً لازماً الحركة التقدم والتنمية ليكون الوعي العلمي أحد العناصر الرئيسة في الوعي العام في التكوين الاجتماعي والمنظومة الثقافية، فنجاح الأنشطة العلمية والبحثية والتطور التقني مرهون بإرادة جماعية واعية تدفع بها إلى الواجهة الاجتماعية والثقافية والفكرية ليصبح الإنتاج العلمي نمطاً بارزاً ضمن أنماط الحياة اليومية ويكون التفكير العلمي معلماً ثابتاً في الممارسات والتعاملات. وقد ساد العالم المتقدم خلال ربع القرن الأخير موجه من النشاط العلمي والتكنولوجي وكان من نتيجة امتداد هذا النشاط العلمي إلى ميادين الحياة المختلفة أن تعدل أسلوب التفكير في حل المشكلات وقد أمكن للشعوب المتقدمة القضاء على كثير من التقاليد والخرافات الضارة والمعتقدات الخاطئة والتي تعوق تقدم المجتمع بفضل انتشار الثقافة العلمية فيها. أن انتشار الثقافة العلمية وخاصة بين فئات الشباب وغيرهم أصبح دعامة لتحسين نوعية الحياة ووسيلة الارتقاء التكنولوجي المنشود ونرى ذلك واضحا في بعض الدول الصناعية المتقدمة، حيث تهتم برامج التعليم فيها بنشر هذه الثقافة، ولا يقتصر ذلك على برامج التعليم فحسب، بل إن مؤسسات أخرى تساعد في هذا الصدد وقد يفسر ذلك العلاقة بين ارتفاع مستويات الثقافة العلمية عند عامة الناس وبين الإنجازات التكنولوجية التي تحققت منها.
ومن ثم فإن الثقافة العلمية لم تعد ترفاً يمكن الاستغناء عنه فهي تسهم في إعداد المواطن ليشارك بمعرفته وتفكيره واتجاهاته مشاركة إيجابية وفعاله في كل من بيئته ومجتمعه ولذا يجب أن تكون الثقافة العلمية أساسية من أساسيات التربية فهي تساعد الإنسان على حسن استثمار قدراته وإمكانياته التي تعود عليه وعلى بيئته ومجتمعه بالفائدة، ولذا كان لزاما على المؤسسات التعليمية أن تسعى إلى تحقيقها.
وتلخص "هيا المزروع" أهميه الثقافة العلمية للفرد وأهميتها للمجتمع وكذلك لنظام العلم (النشاط العلمي) نفسه فالبنسبة للفرد المثقف علمياً الذي يعيش في مجتمع متأثراً بالعلم والتقنية فإن الثقافة العلمية تساعده على أن : :
ا- يستخدم المبادئ والمهارات العلمية لاتخاذ القرارات الشخصية السليمة المتعلقة بصحته وسلامته
ب- يكون مؤهلا لطرق مجالات جديدة في حياته الوظيفية لامتلاكه العادات الذهنية المسايرة المهارات التفكير العلمي .
ج- يمتلك رؤية غنية ومثيرة عن الكون .
اما بالنسبة للمجتمع فإن وجود الأفراد المثقفين علمياً يسهم في :
ا- تفعيل المشاركة في صنع القرارات العامة في القضايا المتعلقة بالعلم والتقنية لقدرته على إعطاء الآراء الهادفة والمبنية على أسس موضوعية بعيدة عن الأهواء والجهل مثل القرارات المتعلقة بحماية البيئة والهندسة الوراثية وغيرها.
ب- زيادة الإنتاجية الاقتصادية لتوفر العمالة ذات المهارات العلمية.
ج- زيادة رخاء الدولة وزيادة منافستها في السوق الدولي لزيادة نشاطها العلمي بوجود البيئة المثقفة والمناخ المناسب للثقافة العلمية.
كما ان لنظام العلم فإن وجود الفرد المثقف علمياً يساهم في توفير ما يلي:
-القاعدة الجماهيرية الواعية التي تدعم نشاط الحركة العلمية. الأرضية الخصبة لإنبات المواهب والميول والقدرات العلمية وانضمامها إلى الحركة العلمية.
-الوعي والدعم المعنوي والمادي للبرامج والمشاريع العلمية.
-3خصائص الفرد المتنور علمياً ذكرت محاولات لوصف خصائص الشخص المتنور (المثقف) علمياً منها:
(أ) محاولة مارشالك (1988) Marshalk : وفيها وصف الشخص المثقف علمياً بأنه :



  • يدرك طبيعة المعرفة العلمية.

  • يترجم بدقة ما اكتسبه من مفاهيم ومبادىء وقوانين ونظريات علمية في تفاعله مع بيئته أو العالم . -يستخدم عمليات العلم في حل المشكلات الخاصة به ، وفي إتخاذه القرارات السليمة .

  • لدية حب الاستزادة من المعرفة والإثارة والتشويق للعالم المحيط به .
    -ينمي مهارته اليومية من خلال العلوم والتكنولوجيا.
    -يتفاعل مع الكون المحيط به بطريقة تتسق مع القيم التي يقوم عليها العلم .

  • يقدر العلاقة المتبادلة بين العلم والتكنولوجيا ..

  • يفهم المفاهيم و المبادىء العلمية .
    ب) محاولة (1990) Smolska وفيها تم وضع قائمة بسمات الشخص المتنور علمياً:
    -يضع المعرفة العلمية موضع التنفيذ من الناحية العلمية .
    -يدرك أن العلم هو مسعى بشري يشمل كل من العملية والناتج .
    -يفهم أن الحصول على المعرفة العلمية يعتمد على الإستفسار والتساؤل .
    -يميز بين الحقيقة العلمية والفكرة الشخصية .
    -يعرف أن المعرفة العلمية متغيرة .
    -يستخدم المعلومات التكنولوجية والحقائق العلمية في عملية إدارة الحياة الشخصية ووضع القرار الإجتماعي .

  • يحترم أخلاقيات الطريقة العلمية .
    -يفهم العلاقة بين العلم والتكنولوجيا ويعلم أن كل منهما يؤثر ويتأثر بالمجتمع.

  • يمتلك نظرة ثاقبة غنية للكون وللعالم وللبيئة كنتيجة للمعرفة العلمية وتطبيقاتها وتأثيراتها .

  • يقدر البحث العلمي والتطور التكنولوجي .
    -يدرك أهمية العمل العلمي ..

  • يستخدم المفاهيم العلمية والنظريات والعمليات والقيم في دراسة المشكلات اليومية وفي القرارات المصيرية .
    -مدرك ليس فقط لقيمة العلم ولكن لحدوده جيداً .
    ج) محاولة الحديثي (۱۹۹۵) إلى أن الشخص المثقف علمياً هو الذي يكون قادراً على:
    -فهم طبيعة العلم .
    -فهم طبيعة التكنولوجيا .
    -فهم العلم والتكنولوجيا في إطار مفهومي .
    -إتخاذ القرارات اليومية بمهارة .
    -مسايرة التفكير العلمي .

  • إدراك العلاقات والمتداخلات بين العلم والتكنولوجيا .
    -فهم الفرد لبيئة نتيجة لدراسة العلوم .
    ه- ابعاد الثقافة (التنوير) العلمية بناء على ما تقدم أخذ هذا المشروع بمفهوم شامل للثقافة العلمية يأخذ في الحسبان الأبعاد الأساسية التالية:
    ا)البعد المعرفي : يشمل البعد المعرفي (Cognitive dimension) المعلومات اللازمة لفهم طبيعة العلم وخصائصه ومبادئه وعلاقته بالمجتمع، والقضايا الناتجة عن تفاعله مع التقنية كما يشمل المعلومات الأساسية حول التطبيقات العلمية والتقنية وطرق التعامل معها.
    ب- البعد المهاري: البعد المهاري (العملي) (dimension Practical) يشمل المهارات العقلية والعملية والاجتماعية اللازمة للتعامل مع العلوم، وتطبيقاتها.
    ج -البعد الاجتماعي : يشمل البعد الاجتماعي (Social dimension) الآثار الاجتماعية السلبية والإيجابية على الأفراد والمجتمعات التي تنتج عن التقدم العلمي والتقني وتطبيقاتهما وتتمثل في تغيير أنماط العادات والتقاليد الاجتماعية الخاصة بأي مجتمع .
    د- البعد الأخلاقي: يشمل البعد الأخلاقي ( Ethics dimension) ترسيم الحدود الأخلاقية للتعامل مع التقدم العلمي والتقني وتطبيقاتهما والالتزام بتلك الحدود وعدم تجاوزها وحسم القضايا الجدلية والشرعية والقانونية التي قد تنتج عن تجاوز تلك الحدود وينبغي الاهتمام بأخلاقيات التقنية (Tehcnology Ethics) على مستويين هما :
    المستوى الأول: وهو مستوى إنتاج الأبحاث العلمية والتقنية وتطويرها وهو خاص بالعلماء والباحثين في مجال العلوم والتقنية.
    المستوى الثاني: وهو مستوى استخدام التطبيقات التقنية في مجالات الحياة اليومية وهذا المستوى خاص بالأفراد العاديين الذين يستخدمون التقنية وهو ما يجب التركيز عليه في إطار التنور التقني.


٦- وسائل التنوير العلمي
يؤكد العلماء أن قضية الثقافة (التنور) العلمية قضية جامعة شاملة مستمرة تبدأ من المنزل في سنوات التكوين المبكرة عبوراً بالمراحل والمؤسسات التعليمية المختلفة ومروراً بمختلف التفاعلات الاجتماعية والفكرية والثقافية واستخداماً لكل الوسائل المتعددة والمتجددة في عالم الاتصالات. وتبرز هنا أهمية كل من التعليم والإعلام في تأمين الأرضية المعرفية اللازمة للقضاء على الأمية العلمية، وتأسيس كيان علمي يتغلغل داخل نسيج الثقافة السائدة، ويصبح جزءاً مكملاً وضرورياً لها في عصر الهيمنة العلمية والتقنية، وهذا يبين الأهمية القصوى المرتبطة بتوفير نظام تربوي تعليمي متكامل يهتم بغرس التوجيهات العامة للتفاعل مع الثقافة العلمية ، وإدراك الآثار بعيدة المدى التي تحملها العلوم والتقنية للمجتمعات المعاصرة ، ومن المؤكد أن ذلك لن يتحقق إلا عندما تدرك المؤسسات التعليمية على مختلف اهتماماتها ومستوياتها ضرورة التركيز على المناهج التي يكون على رأس أولوياتها استيعاب مفهوم الثقافة العلمية مضموناً واستراتيجية وتطبيقاً وتطويراً. أما الإعلام فدوره ريادي في هذا المجال لقدرته على الوصول عبر وسائله المقروءة والمسموعة والمرئية إلى مختلف الشرائح الاجتماعية بغض النظر عن اهتماماتها الحياتية ومستوياتها الثقافية ومؤهلاتها العلمية ومداركها الذهنية، ومن هذا المنطلق فإن أهمية الإعلام العلمي كجزء جوهري من منظومة الإعلام التنموي تصبح أمراً حيوياً ولازماً لتوفير الشفافية العلمية المطلوبة في زمن السابق المحموم بين المجتمعات على الإنتاج والابتكاروالتطوير لتحقيق الرفاه والتنمية والتقدم.
وإذا كانت مناهج التعليم ووسائل الإعلام هي أبرز الوسائط ذات الفعالية المؤثرة والقادرة على تحويل المجتمعات إلى تكوينات بشرية نابضة بالفكر العلمي.. ومتفاعلة مع معطياته.. فإن هناك وسائط أخرى تقوم بأدوار متلازمة، ولها أهميتها الخاصة في مواكبة التقدم العلمي ومن أهم هذه الوسائط ما يلي:
الجمعيات والهيئات العلمية : تقوم هذه الجمعيات والهيئات بدور فعال في عملية التوعية العلمية وترسيخ الاهتمام بفروع العلم والتقنية المختلفة وطرح مشكلاتها ودراسة حلولها وربط المعرفة العلمية بالمجتمع، وتنتشر هذه الجمعيات والهيئات في العالم المتقدم وتحظى بدعم ورعاية القطاع الخاص والقطاع الحكومي واشتراكات وتبرعات الأفراد والهيئات الأهلية ، ومنها الرابطة الأمريكية لتقدم العلوم و الرابطة البريطانية لتقدم العلوم والجمعية اليابانية لترويج العلوم وغيرها.
المطبوعات والنشر العلمي نشر الكتب والمجلات والنشرات المهتمة بتبسيط العلوم وبث الثقافة العلمية سمة بارزة في المجتمعات المتقدمة وظاهرة متميزة فيما أطلق عليه اسم ( Popular Science ) (العلم الجماهيري) ولقد اهتم بهذا النوع من النشر العلمي علماء ميرزون في مجالاتهم المتخصصة، واعتنوا بتبسيط علومهم وتقديمها للجمهور في قوالب جذابة وأساليب شيقة محاولات دائبة لبناء الجسور بين العلوم والمجتمع.
المتاحف والمعارض العلمية تنتشر في العالم الغربي المتاحف والمعارض العلمية بمختلف في اهتماماتها ومستوياتها وإمكانياتها لبث الوعي العلمي ونشر المضامين التقنية والمفاهيم العلمية بين مختلف الفئات من الجمهور، ويسمى هذا النوع من الوسائل التعليم الترفيه، فهو يتيح فرصة تفاعل الزائر مع المادة العلمية بشكل مباشر في جو من المتعة والتسلية ومن هذه الوسائل الثابت ومنها المتنقل سعيا إلى الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس لرفع درجة الحس العلمي والاهتمام بالأفكار والمعطيات العلمية.


النوادي العلمية : عبارة عن مراكز تتوفر فيها الإمكانات المناسبة للقيام بالأنشطة العلمية المختلفة بقية تحسين مستوى فهم العلوم واستيعاب المبادئ والمفاهيم عبر التجربة والتطبيق والتفاعل المباشر، ولهذه النوادي دور فاعل في تطوير المواهب وتنمية القدرات وتأسيس الذهنية العلمية كما أنها ذات أهمية ملموسة في توفير مناخ علمي ناجح وترسيخ العمل الجماعي من الممارسة والمشاركة .


الرحلات العلمية والمحاضرات والندوات العامة :
تعمل الرحلات العلمية والمحاضرات والندوات العامة التي يقوم بها متخصصون علميون على ردم الفجوة العلمية بين شرائح المجتمع المختلفة ، كما أنها تلعب دوراً هاماً في تكوين جيل يستوعب المفاهيم العلمية ويتفاعل مع ما يستجد من تقنيات وعلوم .
الإنترنت: لا يمكننا إغفال أهمية هذه الوسيلة الفعالة التي تتيح للفرد التفاعل المباشر مع المعلومة وتعدد مصادرها وسهولة الحصول عليها وفتح آفاق الإطلاع الواسعة وهذا يدعو بالضرورة إلى الاهتمام بإنشاء المواقع العربية ذات الطرح الجذاب المهتمة بالتوعية العلمية التي تستهدف مختلف الفئات والشرائح في المجتمع...
ولابد من الإشارة هنا إلى أن طبيعة الثقافة العلمية نفسها الموجهة إلى الجمهور تتأثر بامتداد الساحة العلمية والتطورات التقنية لتتفرع وفق تلك التشكيلات والأنماط، وتتلون بألوانها وتتخذ سماتها، فالتوعية الصحية والإرشاد الزراعي والتوعية الغذائية والوعي البيئي ... كلها فروع للثقافة العلمية تعني بمجالات محددة، ونتيجة لارتباط هذه المجالات مباشرة بحياة المواطن اليومية وصحته وطعامه وشرابه فإنها حظيت منذ البداية على بحضور ملموس في المجتمعات النامية كما أنها شهدت إقبالاً عليها يتزايد مع نمو الثقافة العلمية وتحسن المستوى المعيشي وارتفاع الوعي لدى الموطنين.. ومن برامج وتوجهات الثقافة العلمية تلك التي تهتم بشرح عمل الأجهزة المختلفة وتبسيط مكوناتها.
نشاط (۱)
الهدف : التعرف على مفهوم العلم
نشاط (۲)

عزيزي الطالب ... بعد اطلاعك على تعريفات مفهوم العلم ، ما هي الخصائص المشتركة بين تعريفات العلم.
الهدف : التعرف على خصائص العلم بالتعاو من مع زملائك اكتب اهم خصائص العلم
نشاط (۳)
الهدف : التعرف على خصائص الفرد المثقف من وجهة نظرك... اكتب اهم خصائص الطالب المتنور ثقافيا
نشاط (٤)
الهدف أن يعرف الطالب معوقات تطبيق منحنی STS برنيك ما هي عقبات تطبيق منحى العلوم والتكنولوجيا والمجتمع STS في بيئتنا.


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

The term nativi...

The term nativist is derived from the fundamental assertion that language acquisition is innately de...

يعتبر الاهتمام ...

يعتبر الاهتمام بسياسة التحفيز في الوقت الراهن عاملا ناجحا ومهما في التقليل من الضغوطات المهنية لدى ا...

Health Educatio...

Health Education Program on Breastfeeding 1. Health Problems Expected for Mothers and Babies Healt...

بحثنا كثيرا عن ...

بحثنا كثيرا عن اصل كلمة مسرح ومفهومها لغويا , وحاولنا ان نعثر على اجابة وافية لغة : لجميع تساؤلاتنا ...

The process of ...

The process of making administrative decisions is considered one of the processes that determine the...

In this project...

In this project we will calculate the Cumulative Distribution Function (CDF) of X1, X2, X3, X4, Arra...

هي عبارة عن مجم...

هي عبارة عن مجموعة من الخدمات القانونية المتكاملة المقدمة للمنشات حيث تتضمن كل ماتحتاجه تلك المنشات ...

قام الفريق الطب...

قام الفريق الطبي التطوعي التابع للمركز منذ بداية الحملة بالكشف على 638 فرداً، وإجراء 30 عملية جراحية...

من خلال تحليل ق...

من خلال تحليل قضية انتهاك حقوق العمالة المنزلية في الكويت، أجد أن الوضع يتطلب إصلاحات جذرية وفورية. ...

تعمل هذه الفصول...

تعمل هذه الفصول كمقدمة لبقية الكتاب من خالل وصف تصميم الشبكات بأسلوب متكامل وشامل. تشرح الجزء األول ...

الكفايات بأنها"...

الكفايات بأنها" الأشكال المختلفة للأداء التي تعتبر الحد الأدنـى المطلوب لتحقيق هدف معين، وفي المجال ...

الجمهورية اليمن...

الجمهورية اليمنية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي جامعة اب – كلية التربية قسم تكنولوجيا التعليم ...