Lakhasly

كانت قونقة الإسلامية (ق (۱۱) تابعة لأحد ملوك الطوائف بطليطلة وكانت بها ورشة شهيرة للمشغولات العاجية حيث خرجت منها صناديق عاجية بها زخارف موروثة من عصر الخلافة في قرطبة، وقد عُثر في المدينة على بعض الدراهم التي تحمل اسم "القادر" آخر ملوك الطوائف في طليطلة، وفي عام ۱۱۷۷م غزاها ألفونسو الثامن وحصنها بأسوار منيعة وأبراج لايزال البعض منها قائما حتى اليوم، أما المسجد فمن المعتاد أن يكون مكانه الكاتدرائية القوطية المشيدة من الكتل الحجرية التي ترجع إلى (۱۱۹٦م - (۱۲۰۸م) طبقًا لتورس بالباس، حيث استند في رأيه على أن الملك الفونسو الثامن تبرع للكاتدرائية ( ۱۱۹۹م - ۱۲۱۱م)، وإلى جوار المبنى شيدت مبان الأساقفة، وربما جاء ذلك بناء على مبادرة من رودريجو خيمنت دي رادا، حيث أقيم القصر الأسقفى، وفى هذه المرة تم تكليف عرفاء مدجنين بعملية البناء والزخرفة، وربما كان هؤلاء هم أنفسهم الذين كانوا يعملون في القصر الأسقفى بطليطلة الذي شيد بدوره إلى جوار الكاتدرائية تحت رعاية ذلك الأسقف.
ولم يصلنا من قصر قونقة المذكور (ق) (۱۳) إلا الصالون الكبير (٢٤٤٠×٧,٧٠م وكان له على ما يبدو صحن أو مقر إقامة ملحق به، ويقع الصالون
في الطرف الشرقي للمقر الأسقفى، وربما كان مربع المخطط ومائلاً قليلاً عن مخطط الكاتدرائية (1) الصالون القديم، ۲ الصالون الذي يرجع إلى القرن الخامس عشر) ومع مرور القرون (حتى القرن السادس عشر) تم تزويد القصر بصالات وصحون وكان لأبرزها سقف مستو (الفرج) من الطراز الموريسكي إضافة إلى بعض الزخارف الجصية المدجنة، وإذا ما تناولنا الصالون القديم لوجدنا أنه ربما كان . مخصصاً لاجتماعات الأساقفة وقد تبقى على أحد حوائطه جزء من إفريز طويل عرضه ٤٠ سم. على ارتفاع ١٥ . ١م من الأرض وربما كان ذلك الشريط يلف الصالة بكاملها ٢، ٣ وفوق الأفريز يمكن أن نرى رسوما تتسم بأنها تخرج بعض الشيء عن المألوف وهي عبارة عن عدة موضوعات تشمل الشعارات والطيور والقديسين وبعض العبارات القوطية، ويوجد في الإفريز ذى الحواف مساحات مستطيلة أو ما يشبه الكروت ذات الستة أضلاع بها نقوش كتابية عربية كوفية، وكذلك أشكال سداسية معتادة ملساء تماماً . تعود لنرى خلال القرن الرابع عشر أفاريز ذات نقوش كتابية شبيهة بالسابقة لكنها هذه المرة موجودة في دهليز قصر ألفونسو الحادي عشر الذي أقيم في تورديسياس، أضف إلى ذلك نماذج أخرى ترجع إلى فترة متأخرة مثل الأخشاب المدهونة التي نراها في سانتا ماريا دي بتريل .(بلنسية). وقبل أن ننتقل إلى النقوش الكتابية يجب أن نبرز بعض الدهانات التي أضيفت إلى حواف الإفريز وهي أشكال نباتية ذات الأسلوب الطبيعي" وكذلك نسر ينقر الأرض وغزلان في حالة عدو وخنازير برية، حيث نجد أن بعض هذه الأشكال يرتبط أسلوبياً بما نجده من أشكال مشابهة في صحن claustro في سان فرناندو دي لاس أويلجاس. أما النقوش فهي ذات سمات كوفية فى تبادل مع أشكال أدمية ذات خطوط سوداء ويلاحظ أن اللون الأحمر هو لون الحروف، وقد جرت دراسة هذه الأخيرة وترجمتها حيث قام مانويل أوكانيا خيمنت بدراستها، ومن جانبي قمت برسمها وتصويرها لنشر دراسة تتعلق بها .
وفحوى النصوص هو الصحة تشكل آدمى واليمن والبركة تشكل أدمى واليمن والبركة والحمد لله شكل سداسى أملس واليمن والصحة والشرف شكل آدمي والشرف والمجد واليمن والصحة والملك الله تشكل أدمى... ويرى السيد أوكانيا أنها أنجزت في الربع الأخير من القرن الثاني عشر، غير أننى أختلف معه وأرى أنها ترجع إلى نهاية القرن المذكور وإلى العقود الأولى من القرن الثالث عشر، حيث كانت أعمال البناء والزخرفة قد بدأت في الكاتدرائية. وقد ألقى ذلك الباحث الخبير في عالم الخط الضوء على أصالة أطراف الحروف الطويلة التي جاءت على شكل شبه دائرة وسوف نرى في الفصل المخصص للنقوش الكتابية فى هذا الكتاب أشكالاً مماثلة في نقوش كتابية على خشب مدهون في دير لاس أويلجاس ببرغش وفي الزخارف الجصية في دير سانتا كلارا لاريال بطليطلة إضافة إلى النقوش الكتابية في الإفريز الذي يقع تحت سقف كنيسة سانتياجو في ربض تلك المدينة (ق) (۱۳) وربما كان أبرز شیء نراه عند الخطاطين في قونقة هو حيوية الخط حيث نرى بعض الحروف وبه (1) طبق نجمي أو بعض الدوائر التي أضيفت إلى الجزء الأفقى، وهي ذات شكل قديم ونرى ذلك أيضًا في ترتيب المفردات، وقد تكررت جميع هذه الأنماط بعد ذلك في النقوش الكتابية المدجنة الطليطلية بدءًا بتلك التي ذكرناها في كنيسة سانتياجو بربض المدينة ودهليز قصر تورديسياس والمنزل المدجن المسمى سان خوان دی بنتنثيا بطليطلة.
ومن بين الملحقات الأخرى للمخطط الثاني (المتأخرة) للقصر الأسقفى نجد صالة (١١,٣٦م ٤,٩٠م) ولها سقف مستو مدعم بعوارض خشبية Jacenas قوية ومدهونة جميعها إذ عليها عبارات قوطية وعربية وعليها تروس أضيفت إلى الميداليات ذات الفصوص الأربعة لبعض الأساقفة. وهناك أيضا نعثر على بوابة ذات عقد موتور Carpanel ترجع إلى القرن الخامس عشر، ولهذا العقد طبقة من الجص (٥) بها أطباق نجمية من اثنى عشر طرفاً غير منتظمة على الإطلاق، ثم أطباق نجمية أخرى أصغر منها لكنها ذات ستة عشر طرفاً وقد أضيفت إلى العضادات، أما البنيقات فعلى الوجه الخارجي لها نشهد تروساً ماساء بها لفائف وسعفات صغيرة ملساء
وكأننا نشهد فنا يتسم بالإيجاز والاستعجال نرى أيضاً في القصر الأسقفى زخارف وكانات ذات أطراف كأنها مقدمة مركب، ويبدو أنها نُقلت من مكان لآخر على مرّ القرون، حيث نرى بعضها وكأنها تنوه بأنها تنسب إلى القصر القديم.Addenda
وإذا ما كان القصر يرتبط بالغرفة الملكية في سانتو دومنجو بغرناطة وبالقصور الأولى التي أقيمت في الحمراء وجنة العريف فإننا نضيف إليها قصراً شيد خلال القرن الثالث عشر يقع خارج قلعة مينورقة التي وصفها ابن سعيد المغربي في كتابه اختصار القويضة (ماريا خيسوس روبيرا البلاط الأدبي لابن سعيد في مينورقة (ق (۱۳) - مجلة مينورقة عام LXX۷۰ المرحلة السابعة ١٩٨٤م.
وكان هذا المجلس والقبة (ق (۱۳) على شكل حرف T مقلوب وهو المعهود في القصور الغرناطية التي وصفناها في هذا الفصل.