Online English Summarizer tool, free and accurate!
عن النبي ﷺ قال: «مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينى بِالْجَارِ عَلى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرَتُهُ صدق رسول الله ﷺ. سبق التعريف بها رضي الله عنها في الحديث الرابع (التصوير واتخاذ المساجد على القبور). الجار يطلق على المجاور في الدار ونحوه، واسم الجار يشمل كل جار ، القضية الأولى عناية الإسلام بالجار وضرورة الإحسان إليه عنى الإسلام بالجار والإحسان إليه عناية لم ولن يُعرف لها مثيل في تاريخ البشرية جمعاء، ذلك بأن الإسلام يأمر بالتحاب والتعاون على البر والتقوى وعدم التعاون على الإثم والعدوان. ثم لم يدع فضيلة من الفضائل التي تحقق معنى هذا التعاون إلا دعا إليها وحث عليها. بل لو تحققت هي وحدها لجعلت الأمة كالبناء المرصوص يشد بعضه بعضا. وإذا كان سوء الجوار يدعو إلى الشقاق والنفاق ومساوئ الأخلاق، يجد أن هذه العناية تمتد فتشمل الإنسانية كلها. فهل يباح للمسلم معاملاتهم ؟ نقول نعم : بل أوجب الإسلام على المسلم أن يحسن معاملتهم ويبرهم ويسوي بينهم وبين إخوانه المسلمين، المسلمين في المجتمع الإسلامي كل محبة من المسلمين. وجار له ثلاثة حقوق . فالجار الذي له ثلاثة حقوق الجار المسلم ذو الرحم، وأما الذي له حق واحد فالجار المشرك». وروى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ : إِنَّ لِي جَارَيْنِ فَإِلَى أَيْهِمَا أَهْدِي ؟ قَالَ: إِلَى أَقْرَبِهِمَا مِنْكِ بَابًا. ومن أشد ما يلفت المسلمين إلى العناية بحقوق الجيران أن النبي ﷺ جعل شهادتهم علامة على الإحسان أو الإساءة لمن أراد أن يعرف منزلته عند الله. فَقَدْ أَسَأْتَ». وقد بلغ من عنايته بالجوار أنه نفي الإيمان مقسما بالله ثلاثا عمن لا يأمن جاره شره وغوائله، وَاللهِ لَا يُؤْمِنُ، قِيلَ : مَنْ يا رسولَ اللهِ؟ قَالَ : الَّذي لا يأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ . ومن دلائل العناية بالجوار أيضًا، وما أكثرها - اختلاف الأساليب النبوية في الوصية بالجار والحرص عليه فمنها ما جاء في صحيح البخاري: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ ، وما جاء في صحيح مسلم: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ» وقوله : «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُحْسِنُ إِلَى جَارِهِ». وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَأَدْخِلْهَا سِرًّا، وَلَا تُخْرِجُ بِهَا وَلَدَ لِيَغِيظُ بِهَا وَلَدَهُ . حقا: إن هذا الحديث جامع الحقوق الجوار لم يترك صغيرة ولا كبيرة منها أحصاها، تعينه، وإذا ما استنصرك على لص قام بالسطو على بيته فتوليه ظهرك وتدعه فريسة لهذا اللص الخطير، ولا تعطيه، وأن تخص أهلك بالطيبات من الرزق، ولا تبالي به وبأولاده الصغار فلا تشركهم معك. حتى قال مرارًا . فقال الخادم: كم تقول هذا ؟ فقال له : إن رسول الله ﷺ لم يزل يوصينا بالجار حتى خشينا أنه سيورثه. فتأمل أيها الأخ المسلم الكريم - كيف اعتبر ابن عمر اليهودي جارا ولم يفرق بينه وبين إخوانه في الدين، فأمره أن يبدأ به، ثم ذكر للخادم ما ورد عن النبي ﷺ من التشديد في وجوب مراعاة هذه الآداب الاجتماعية. وقيل المراد أن ينزل منزلة من يرث بالبر والصلـ والأول أرجح. لأن هذا مستمر، ولفظ الحديث مشعر بأن التوريث لم ينفع. موقد نقل ابن حجر في الفتح سبب نزول الحديث فأفاد أنه وقع لعبد الله بن عمر مع رسول الله ﷺ نظير ما وقع لرسول الله ﷺ مع جبريل ولأحمد من حديث رجل من الأنصار. قال: هذا جبريل، القضية الثانية: تحريم إيذاء الجيران حتى جعل هذا الإيذاء مبطلاً للأعمال الصالحة، فقد قبل لرسول الله ﷺ: إِنَّ فُلانَةَ تَصُومُ النَّهَارَ وَتَقُومُ اللَّيْلَ وَتُؤْذِي جِيرَانَهَا، فَقَالَ النبي عليه الصلاة والسلام: «هي في النَّارِ». ومن أبلغ ما يؤثر من الزجر عن إيذاء الجار قول النبي ﷺ: «إن أنت رميت كلب جارك فقد آذيته، فأخذ المسلمون الأوائل بهذا الأدب الرفيع وجروا على سنته، فكانوا يتحرجون حتى من مقابلة أذى جيرانهم بمثله. فإن عصى الله فيك فأطع الله فيه. ولم يشر عليه برد السيئة بالسيئة وإنما أمره أن فالجار السوء ينبغي أن لا يقابل بمثل ما يقوم به من أفعال تغضب الله. فإن حدث ذلك كان صدعا في المجتمع الذي ينبغي أن يجتهد المصلحون والمخلصون من أجل حصر الشر في أصغر دائرة، فينصح المجني عليه بالصبر والتحلي بالخلق الإسلامي الرفيع. فقد روى أبو هريرة الله أن رجلاً جاء إلى النبي ﷺ يومًا يَشْكُو جَارَهُ فَقَالَ اذْهَبْ فَاصْبِرْ فَأَتَاهُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا فَقَالَ اذْهَبْ فَاطْرَحْ مَتَاعَكَ فِي الطَّرِيقِ فَطَرَحَ مَتَاعَهُ فِي الطَّرِيقِ فَجَعَلَ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ فَيُخْبِرُهُمْ خَبَرَهُ فَجَعَلَ النَّاسُ يَلْعَنُونَهُ فَعَلَ اللهُ بِهِ وَفَعَلَ وَفَعَلَ فَجَاءَ إِلَيْهِ جَارُهُ فَقَالَ لَهُ ارْجِعْ لَا تَرَى مِنِّي شَيْئًا تَكْرَهُهُ . وروى الزهري أن رجلاً أتى النبي ﷺ فجعل يشكو جاره، فأمر النبي ﷺ أن ينادي على باب المسجد : ألا إن أربعين دارًا جار قال الزهري: أربعون هكذا وأربعون هكذا وأربعون هكذا وأربعون هكذا ، وإنما جعل النبي ﷺ هذا النداء جوابًا على شكوى الرجل لأن فيه إيذانا بخطورة حرمة الجوار حتى إنها لتمتد إلى أربعين دارًا، ومن يكلف بمراعاة حق أربعين لا يجوز له أن يضيق ذرعا بحق واحد. وهذا الضرب في الزجر من أبلغ أساليب التأدير التي لا تؤثر إلا عن النبي . فقال: ما قمت إذن بحرمة ظل داره إن باعها معدما ودفع إليه ابن المقفع ثمن الدار قائلاً له: لا تبعها. وشكا بعضهم كثرة الفأر في داره، فقيل له: لو اقتنيت هرا! فقال: أخشى أن يسمع الفأر صوت الهر فيهرب إلى دور الجيران فأكون قد أحببت لهم ما لا أحب لنفسي. هذا بعض ما يقال في حقوق الجوار في الإسلام. فإذا نظرنا إلى واقعنا المعاصر لتألم الإنسان حسرة وألما وندامة على ما نراه ونسمعه ونقرأه عن أحوال الجيران. فهم مثال للتناكر والتنابذ والاختلاف وهم قمة في التحاسد والبغضاء والتحاقد والشحناء والتشاجر لأتفه الأسباب. فقد يسكن عشرة أو مائة في عمارة واحدة ولا يعرف بعضهم البعض، وقد تأكل النيران الجار وأولاده وأثاث بيته دون أن يعرف جاره ما حدث له. إذا كان هذا في العمارة الواحدة فما ظنك بمن يسكنون عمارات أخرى أو شارع واحد. وقد نرى ألوانًا كثيرة من الإيذاء كإلقاء القمامات أمام أبواب الجيران وإطلاق العنان للأطفال للعب واللهو حتى لو أدى ذلك إلى إحداث ضوضاء وإزعاج للجيران. ما يستفيده المسلم من معرفته للقضايا الواردة في هذا الحديث بخلاف ما إذا كان في طريق الشر، وفيه جواز الطمع في الفضل إذا توالت النعم،
الوصية بالجار
عن ، عائشة رضي الله عنها، عن النبي ﷺ قال: «مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينى بِالْجَارِ عَلى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرَتُهُ صدق رسول الله ﷺ.
أولاً: التعريف براوية الحديث
سبق التعريف بها رضي الله عنها في الحديث الرابع (التصوير واتخاذ المساجد على القبور).
ثانيا : بيان المفردات
الجار يطلق على المجاور في الدار ونحوه، وهو الأعم الأغلب، واسم الجار يشمل كل جار ، مسلما كان أو كافرًا، تقيا أو فاجرا، صديقا أو عدوا، نافعا أو ضارًا، وله مراتب بعضها أعلى من بعض، فأعلاها من اجتمعت فيه الصفات كلها ثم أكثرها كل حسب حاله ".
حتى ظننت أنه سيورثه سيجعل له نصيبا من الميراث.
ثالثا: القضايا الواردة في الحديث وأثرها في بناء الشخصية المسلمة وما يستفيده الداعية من عرضه لهذه القضايا
القضية الأولى عناية الإسلام بالجار وضرورة الإحسان إليه
عنى الإسلام بالجار والإحسان إليه عناية لم ولن يُعرف لها مثيل في تاريخ البشرية جمعاء، ذلك بأن الإسلام يأمر بالتحاب والتعاون على البر والتقوى وعدم التعاون على الإثم والعدوان. قال تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبَرِ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ .. ثم لم يدع فضيلة من الفضائل التي تحقق معنى هذا التعاون إلا دعا إليها وحث عليها.
ولا جدال في أن مراعاة حقوق الجوار من أمهات الفضائل، بل لو تحققت هي وحدها لجعلت الأمة كالبناء المرصوص يشد بعضه بعضا.
وإذا كان سوء الجوار يدعو إلى الشقاق والنفاق ومساوئ الأخلاق، فإن حسن الجوار يدعو إلى البر والخير ومحاسن الأخلاق.
والمتأمل في عناية الإسلام لحقوق الجار، يجد أن هذه العناية تمتد فتشمل الإنسانية كلها. وهذا غاية ما ترمي إليه المجتمعات الإنسانية في عصرنا الحاضر فالإنسان لا يخلو وهو يعيش في مدينة أن يكون له جيران من أصحاب الملل المختلفة يبادلهم المعاملات. فهل يباح للمسلم معاملاتهم ؟
نقول نعم : بل أوجب الإسلام على المسلم أن يحسن معاملتهم ويبرهم ويسوي بينهم وبين إخوانه المسلمين، وقد حث النبي ﷺ على مبادلة أهل الكتاب الزيارة وحضور أعراسهم ومآتمهم والأكل معهم، وقد وجد غير
المسلمين في المجتمع الإسلامي كل محبة من المسلمين.
وقد قسم النبي ﷺ الجيران إلى ثلاثة أقسام فقال: «الجيران ثلاثة: جار له حق واحد، وجار له حقان، وجار له ثلاثة حقوق . فالجار الذي له ثلاثة حقوق الجار المسلم ذو الرحم، فله حق الجوار وحق الإسلام وحق الرحم. وأما الذي له حقان فالجار المسلم له حق الإسلام، وأما الذي له حق واحد فالجار المشرك».
وروى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ : إِنَّ لِي جَارَيْنِ فَإِلَى أَيْهِمَا أَهْدِي ؟ قَالَ: إِلَى أَقْرَبِهِمَا مِنْكِ بَابًا.
ومن أشد ما يلفت المسلمين إلى العناية بحقوق الجيران أن النبي ﷺ جعل شهادتهم علامة على الإحسان أو الإساءة لمن أراد أن يعرف منزلته عند الله.
روى عبد الله بن عمر قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللهِ كَيْفَ لِي أَنْ أَعْلَمَ إِذَا أَحْسَنْتُ أو أَسَأْتَ؟ قَالَ: «إِذَا سَمِعْتَ جِيرَانَكَ يَقُولُونَ: أَحْسَنْتَ فَقَدْ أَحْسَنْتَ، وَإِذَا سَمِعْتَهُمْ يَقُولُونَ: قَدْ أَسَأْتَ، فَقَدْ أَسَأْتَ».
وقد بلغ من عنايته بالجوار أنه نفي الإيمان مقسما بالله ثلاثا عمن لا يأمن جاره شره وغوائله، فقد روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنهما أن النبي
قال: «واللهِ لا يُؤْمِنُ، وَاللهِ لا يُؤْمِنُ، وَاللهِ لَا يُؤْمِنُ، قِيلَ : مَنْ يا رسولَ اللهِ؟
قَالَ : الَّذي لا يأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ .
ومن دلائل العناية بالجوار أيضًا، وما أكثرها - اختلاف الأساليب النبوية في الوصية بالجار والحرص عليه فمنها ما جاء في صحيح البخاري: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ ، وما جاء في صحيح مسلم: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ» وقوله : «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ
الآخِرِ فَلْيُحْسِنُ إِلَى جَارِهِ».
ومنها ما أخرجه الطبراني عن معاذ بن جبل رضي الله عنه: «قَالُوا يَا رَسُولَ اللهِ : مَا حَقُّ الْجَارِ عَلَى الْجَارِ ؟ قَالَ : إِنِ اسْتَقْرَضَكَ أَقْرَضْتَهُ، وَإِنِ اسْتَعَانَكَ أَعَتُهُ وَإِنْ مَرِضَ عُدْتَهُ، وَإِنِ احْتَاجَ أَعْطَيْتَهُ، وَإِنِ افْتَقَرَ عُدْتَ عَلَيْهِ، وَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ هَنَّيْتَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ عَزَّيْتَهُ، وَإِذَا مَاتَ اتَّبَعَتْ جِنَازَتَهُ، وَلَا تَسْتَطِيلُ عن بِالْبِنَاءِ فَتَحْجُبَ عَنْهُ الرِّيحَ إِلَّا بِإِذْنِهِ، وَلَا تُؤْذِيهِ بِرِيحٍ قِدْرِكَ إِلَّا أَنْ تَغْرِفَ لَهُ منهـ وَإِنِ اشْتَرَيْتَ فَاكِهَةٌ فَأَهْدِ لَهُ، وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَأَدْخِلْهَا سِرًّا، وَلَا تُخْرِجُ بِهَا وَلَدَ لِيَغِيظُ بِهَا وَلَدَهُ .
حقا: إن هذا الحديث جامع الحقوق الجوار لم يترك صغيرة ولا كبيرة منها أحصاها، فهل من الإيمان والشهامة إذا استعان بك جار لك على أمر نزل به فتأبي.
تعينه، وإذا ما استنصرك على لص قام بالسطو على بيته فتوليه ظهرك وتدعه فريسة لهذا اللص الخطير، وإذا ما طلب منك مالاً قليلاً وكنت ميسور الحال تضن عليه، ولا تعطيه، وإذا ما افتقر وجاع أهله فلا تمده بمعونة، وإذا مرض واحتاج للمواساة لا تعوده، وإذا ما مات تبخل عليه بخطوات قليلة، وإذا ما ناله فرح فلا تهنئه بكلمة، وإذا ما أصابه نازلة تترفع عن تعزيته، وأن تستطيل عليه البناء لتحجب عنه الهواء والشمس وأن تؤذيه فلا ترفع بتضرره وزنا، وأن تخص أهلك بالطيبات من الرزق، ولا تبالي به وبأولاده الصغار فلا تشركهم معك.
قال مجاهد: كنت عند عبد الله بن عمر، وغلام له يسلخ شاة، فقال: يا غلام إذا سلخت فابدأ بجارنا اليهودي، حتى قال مرارًا . فقال الخادم: كم تقول هذا ؟ فقال له : إن رسول الله ﷺ لم يزل يوصينا بالجار حتى خشينا أنه سيورثه.
فتأمل أيها الأخ المسلم الكريم - كيف اعتبر ابن عمر اليهودي جارا ولم يفرق بينه وبين إخوانه في الدين، بل انظر كيف أمر خادمه أن يبدأ به قبلهم. مما لا شك فيه أنه فعل ذلك حتى لا يظن خادمه استثناء اليهودي من حقوق الجار نظرًا ليهوديته، فأمره أن يبدأ به، ثم ذكر للخادم ما ورد عن النبي ﷺ من التشديد في وجوب مراعاة هذه الآداب الاجتماعية.
واختلف في المراد بهذا التوريث. فقيل: يجعل له مشاركة في المال بفرض سهم يعطاه مع الأقارب، وقيل المراد أن ينزل منزلة من يرث بالبر والصلـ والأول أرجح.
وأما من قال: إن المراد أنه ينزل منزلة من يرث بالبر والصلة فهو بعيد عن الصواب، لأن هذا مستمر، ولفظ الحديث مشعر بأن التوريث لم ينفع. موقد نقل ابن حجر في الفتح سبب نزول الحديث فأفاد أنه وقع لعبد الله بن عمر مع رسول الله ﷺ نظير ما وقع لرسول الله ﷺ مع جبريل ولأحمد من حديث رجل من الأنصار.. خرجت أريد النبي ﷺ فإذا به قائم ورجل مقبل عليه، فجلست حتى جعلت أرثى له من طول القيام، فذكرت له ذلك فقال: أتدري من هذا؟ قلت: لا. قال: هذا جبريل، وأخرج عبد بن حميد نحوه من حديث جابر (انتهى كلام ابن حجر).
القضية الثانية: تحريم إيذاء الجيران
وكما بين الإسلام حقوق الجوار على أتم وجه كما وضحنا، حرم إيذاء الجيران أشد التحريم، حتى جعل هذا الإيذاء مبطلاً للأعمال الصالحة، فقد قبل لرسول الله ﷺ: إِنَّ فُلانَةَ تَصُومُ النَّهَارَ وَتَقُومُ اللَّيْلَ وَتُؤْذِي جِيرَانَهَا، فَقَالَ النبي عليه الصلاة والسلام: «هي في النَّارِ».
ومن أبلغ ما يؤثر من الزجر عن إيذاء الجار قول النبي ﷺ: «إن أنت رميت كلب جارك فقد آذيته، فأخذ المسلمون الأوائل بهذا الأدب الرفيع وجروا على سنته، فكانوا يتحرجون حتى من مقابلة أذى جيرانهم بمثله. فيروى أن رجلاً جـ جاء إلى ابن مسعود الله فقال له : إن لي جارا يؤذيني ويشتمني ويضيق علي. فقال له: اذهب، فإن عصى الله فيك فأطع الله فيه. ولم يشر عليه برد السيئة بالسيئة وإنما أمره أن
يدفع السيئة بالحسنة مصداقا لقول الله تبارك وتعالى: ﴿أَدْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي يَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيُّ حَمِيمٌ ) .
فالجار السوء ينبغي أن لا يقابل بمثل ما يقوم به من أفعال تغضب الله. فإن حدث ذلك كان صدعا في المجتمع الذي ينبغي أن يجتهد المصلحون والمخلصون من أجل حصر الشر في أصغر دائرة، فينصح المجني عليه بالصبر والتحلي بالخلق الإسلامي الرفيع.
فقد روى أبو هريرة الله أن رجلاً جاء إلى النبي ﷺ يومًا يَشْكُو جَارَهُ فَقَالَ اذْهَبْ فَاصْبِرْ فَأَتَاهُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا فَقَالَ اذْهَبْ فَاطْرَحْ مَتَاعَكَ فِي الطَّرِيقِ فَطَرَحَ مَتَاعَهُ فِي الطَّرِيقِ فَجَعَلَ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ فَيُخْبِرُهُمْ خَبَرَهُ فَجَعَلَ النَّاسُ يَلْعَنُونَهُ فَعَلَ اللهُ بِهِ وَفَعَلَ وَفَعَلَ فَجَاءَ إِلَيْهِ جَارُهُ فَقَالَ لَهُ ارْجِعْ لَا تَرَى مِنِّي شَيْئًا تَكْرَهُهُ .
وروى الزهري أن رجلاً أتى النبي ﷺ فجعل يشكو جاره، فأمر النبي ﷺ أن ينادي على باب المسجد : ألا إن أربعين دارًا جار قال الزهري: أربعون هكذا وأربعون هكذا وأربعون هكذا وأربعون هكذا ، وأومأ إلى أربع جهات، وإنما جعل النبي ﷺ هذا النداء جوابًا على شكوى الرجل لأن فيه إيذانا بخطورة حرمة الجوار حتى إنها لتمتد إلى أربعين دارًا، ومن يكلف بمراعاة حق أربعين لا يجوز له أن يضيق ذرعا بحق واحد. وهذا الضرب في الزجر من أبلغ أساليب التأدير التي لا تؤثر إلا عن النبي .
وفي تاريخ المسلمين أغرب الحوادث وأدعاها للاعتبار في مراعاة حقوق الجوار، فقد روي أنه بلغ ابن المقفع أن جارًا له يبيع داره في دين ركبه، وكان يجلس هو في ظل داره، فقال: ما قمت إذن بحرمة ظل داره إن باعها معدما ودفع إليه ابن المقفع ثمن الدار قائلاً له: لا تبعها.
وشكا بعضهم كثرة الفأر في داره، فقيل له: لو اقتنيت هرا! فقال: أخشى أن يسمع الفأر صوت الهر فيهرب إلى دور الجيران فأكون قد أحببت لهم ما لا أحب لنفسي.
هذا بعض ما يقال في حقوق الجوار في الإسلام. فإذا نظرنا إلى واقعنا المعاصر لتألم الإنسان حسرة وألما وندامة على ما نراه ونسمعه ونقرأه عن أحوال الجيران. فهم مثال للتناكر والتنابذ والاختلاف وهم قمة في التحاسد والبغضاء والتحاقد والشحناء والتشاجر لأتفه الأسباب. فقد يسكن عشرة أو مائة في عمارة واحدة ولا يعرف بعضهم البعض، وقد تأكل النيران الجار وأولاده وأثاث بيته دون أن يعرف جاره ما حدث له. إذا كان هذا في العمارة الواحدة فما ظنك بمن يسكنون عمارات أخرى أو شارع واحد.
وقد نرى ألوانًا كثيرة من الإيذاء كإلقاء القمامات أمام أبواب الجيران وإطلاق العنان للأطفال للعب واللهو حتى لو أدى ذلك إلى إحداث ضوضاء وإزعاج للجيران.
فلو أن المسلمين في عصرنا وقفوا على هذه الوصايا القيمة التي لم يترك النبي ﷺ وه البيان إلا ووضحه وبينه لكان لهم شأن غير ما هم : وجها من وجوه ! عليه الآن.
والله الهادي والموفق إلى الصراط المستقيم.
ما يستفيده المسلم من معرفته للقضايا الواردة في هذا الحديث
١ – مراعاة حق الجار بإكرامه وعدم الإضرار به وصرف الأذى عنه.
٢ – قال ابن أبي حمزة: يستفاد من الحديث: أن من أكثر من شيء من أعمال البر يرجى له الانتقال إلى ما هو أعلى منه، وأن الظن إذا كان في طريق الخير جاز ولو لم يقع المظنون، بخلاف ما إذا كان في طريق الشر، وفيه جواز الطمع في الفضل إذا توالت النعم، وفيه جواز التحدث بما يقع في النفس من أمور الخير. ٣- ضرورة مقابلة السيئة بالحسنة والأخذ بيد الجار السيئ إلى الطريق المستقيم من خلال القدوة الحسنة.
Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance
You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT
ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.
We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate
The drag coefficient expresses the ratio of the drag force to the force produced by the dynamic pres...
introduction : L'invertase, également désignée sous le nom de β-D-fructosidase ou saccharase (EC 3...
Since its inception, the Metaverse has profoundly impacted both individuals and corporations, disrup...
عرف العالم خلال القرنين التاسع عشر والعشرين تغيرات كثيرة وكبيرة في شتى مجالات الحياة، ولعل هذه التغي...
تمارس سلطات ضبط النشاط الاقتصادي سلطة الرقابة بنوعيها السابقة واللاحقة، فعندمايتعلق الأمر بالرقابة ا...
ثانيا : التعريف القانوني للجريمة المنظمة : أ بالنسبة للاتفاقيات الدولية : تعددت الجهود الدولية لتع...
السلطة التنظيمية تعني قدرة الهيئات الإدارية المستقلة على سن قواعد قانونية عامة ومجردة، تُعرف باللوائ...
Othello is the hero of the play that carries his name as its title. He is a black African living in...
كيف يجب أن يتصرف الطبيب أثناء تدخلاته السريرية؟ ما هو الموقف الذي يجب أن يعتمده أثناء المقابلات؟ هذا...
الغزل الحلقي هو العملية التي تلي مرحلة البرم ولذلك فهي المرحلة النهائية لتصنيع الخيوط وتعتبر هذه الع...
الفصل التاسع: التنمية االقتصادية في دولة اإلمار ات ـ 1 ـ ـ مراحل التطور االقتصادي: يـا في الحرية الم...
Le Moyen Âge est une période de l'histoire de l'Europe, s'étendant du Ve siècle au XVe siècle, qui ...