Lakhasly

نهر النيل:
ويدخل نهر النيل األ ارضي المصرية قادماًمن الجنوب، عند قرية أدندان على
الحدود المصرية السودانية، وهو يجرى فوق أ ارضى مصر لمسافة تناهز 1530 كم،
حتى ينتهي في البحر المتوسط، ويتميز مجرى النيل في الجزء األخير من مج اره فوق
أرض مصر، بأنه ال يتصل به أية روافد ذات شأن، فيما عدا بعض األودية الجافة
التي تتصل به على ضفتيه، اولتي قلما تجرى بالماء، مثله في ذلك مثل سائرالمجارى المائية التي تستقي مياهها من مناطق غريزة األمطار، اولتي تخترق مجاريها
الدنيا مناطق صحراوية جافه، مثل نهر كلورادو في الواليات المتحدة األمريكية، ونهر
لوا في شيلي، ونهر السند في باكستان، ودجلة والفرات في العراق، ويضاف إلى ذلك،
أن كمية المياه التي تمر بمجرى النهر نتعرض لنقصان تدريجي كلما اقترب النهر من
مصبه، مما يجعلها تتخلص تدريجياًمن كل ما تحمله من حصى ورمال وطين.
وينحصر وادي النيل في الثالثمائة كيلومتر الجنوبية من مجراه بين حافات من
الصخور الرملية النوبية، فيما عدا منطقتين، تظهر فيهما الصخور النارية البللورية،
تقع األولى منهما في خانق كالبشه، والثانية عند الجندل األول، الذي يقع إلى الجنوب
من أسوان بنحو سبعة كيلومترات، وعند مدينة إسنا، التي تقع شمال أسوان بنحو 160
كم ويحل الحجر الجيري محل الصخور الرملية النوبية، أما ثنية النهر الشهيرة التي
يرسمها فوق سطح مصر عند مدينة قنا، إلى الشمال من إسنا بح اولي 120 كم،
فتحددها حوائط جيرية يزيد منسوبها على 300 متر فوق مستوى السهل الفيضي،
ويستمر األمر على هذا النحو حتى موضع تفرع النهر شمال القاهرة وبداية ظهور
الدلتا.
وتنحدر مجرى النهر في نحو الشمال من منسوب 125 مت اًر فوق مستوى سطح
البحر المتوسط عند اودي حلفاً، إلى 92 مت اًر عند أس اون، أي بمعدل انحدار يقترب
من متر اوحد فقط لكل أحد عشر كيلومت اًر تقريباً، ويالحظ أن معدل االنحدار هذا
يفوق متوسط انحدار النهر في مسافة األلف ومائتي كيلومتر المتبقية بين أس اون
والبحر المتوسط .
ويتسم السهل الفيضي في مصر بت ازيده في اإلتساع كلما اتجهنا شماالً، ونهر
النيل األدنى ال يعد بهذا نه اًر شاذاً، بل يتشابه مع غيره من المجارى المائية التي
تت ازيد سهولها الفيضية اتساعاًكلما اقتربت من مصباتها، ويرجع ذلك لت ازيد كميات
الر اوسب التي تلقيها مياه النهر فوق سهله الفيضي مع مسيرها نحو الشمال، ولهذا
نجد أن متوسط إتساع السهل الفيضي ال يزيد عن 2800 مت اًر عند أس اون ، ولكنه
يصل إلى 17.200 كم عند بنى سويف، على أنه يمكننا القول، أن المتوسط العام إلتساع السهل الفيضي في مصر يبلغ نحو عشرة كيلومترات، بينما يبلغ عرض النهر
نفسه في المتوسط ح اولي ثالثة أرباع الكيلومتر، وجدير بالذكر أن مجرى النهر يجنح
دائماًإلى الت ازم جانبه األيمن، وإن كانت هذه الظاهرة غير اوضحة تماماًفي بعض
قطاعات من مج اره، إال أنها تميز مجرى النهر بصفة خاصة فيما بين أسيوط اولقاهرة
، ولهذا يتوقف إتساع السهل الفيض على درجة اقتراب الحافات التي تحده أو
ابتعادها.
وإذ ما جاوزت مياه النهر مدينة القاهرة نجدها تتجه إلى الشمال الغربي لمسافة
تبلغ حوالي 20 كم تقريباً، تبدأ عندها الدلتا التي تتفرع إلى فرعي رشيد ودمياط، ويبلغ
طول األول 239 كم، أما الثاني فيزيد عن هذا القدر بنحو ستة كيلومترات .
ويقع إلى الجنوب الغربي من دلتا النيل منخفض عميق، هو منخفض الفيوم،
الذي يختلف عن بقية منخفضات الصحراء الغربية، في أنه يتصل بالنيل عن طريق
بحر يوسف، الذي تدخل مياهه إلى المنخفض من جهة الشرق ، حيث توجد فتحه
طبيعية في حافة المنخفض الشرقية تعرف بفتحة الالهون )أو اله اوره(، وأيضاًفي أن
تربته مكونة من طمي النيل، مثلها في ذلك مثل تربة الوادي والدلتا. وتبلغ مساحة
، ويقع جزؤه الشمالي الذي يعرف ببحيرة قارون
2
منخفض الفيوم حوالي 1700 كم
دون مستوى سطح البحر بنحو 45 مت اًر، وتبلغ مساحتها مائتي كيلومتر مربع، أما
بقية أج ازء المنخفض فتنحدر صوب الشمال الغربي صوب بحيرة قارون من مستوى
23 مت اًر فوق سطح البحر عند فتحة الالهون .