Lakhasly

المطلب الثالث: مفهوم القنوات المتخصصة
أدى انتشار القنوات التلفزيونية الجامعة إلى ظهور اهتمامات خاصة و محددة لدى المشاهدين، فأصبحت هذه القنوات عاجزة عن إغراء الجماهير و أصبح مطلوبا من القائمين على الصناعة التلفزيونية الاستجابة لإشباع حاجيات هؤلاء في مجالات واهتمامات محددة، ومن ثم كان لا بد من بعث قنوات تلفزيونية "متخصصة" من حيث المحتوى و طبيعة الخطاب الإعلامي وقوفا عند رغبات الجمهور.

كما أن الثورة الرقمية التي رافقت إطلاق الأقمار الاصطناعية و تحول المشهد التلفزيوني العالمي، ساعدت في تغير الوظيفة الاجتماعية للتلفزيون، ما أدى إلى ضرورة خلق قنوات متخصصة في مجالات محددة، إلى جانب القنوات العامة.
و سنتناول في هذا المطلب القنوات المتخصصة بإعطاء لمحة تاريخية عن ظهورها مع تعريفها ثم نتعرف على دوافع نشأتها و خصائصها و في الأخير نعرج على أهم التحديات و الرهانات التي تواجهها.
الفرع الأول. التطور التاريخي لظهور القنوات المتخصصة:
أولا. تعريف القنوات المتخصصة:
هي تلك الوسائل السميعة البصرية التي تقدم نوعيات متخصصة من البرامج لفئات معينة من الجمهور مثل القنوات الإخبارية المتخصصة مثل قناة "النيل للأخبار" و قناة "الجزيرة" و القنوات الدينية المتخصصة مثل قناة"إقرأ" و قناة "المجد" و المتخصصة في برامج الأطفال مثل قناة "سبيس تون".
كما يمكن لهذه القنوات المتخصصة أن تركز على جزئيات من بعض التخصصات فنجد مثلا قنوات تهتم بالقطاع الثقافي، في حين نجد أخرى تهتم بجزء من هذه الثقافة كما في حالة قنوات الطبخ.
و تعرف "سلوى إمام" الإعلام المتخصص، على أنه الموجه إلى فئات أو قطاعات معينة (كالفلاحين- والعمال- والنساء- والأطفال- والشباب-) ويتميز بأنه إعلام يقدم مضامين في مجالات متعددة (كالسياسة- والاقتصاد- والرياضة- والفن) إلا أن معالجة هذه المجالات يتأثر بطبيعة الجمهور النوعي الذي تتوجه إليه ومستوى ثقافته.
و تختلف القنوات المتخصصة عن القنوات الجامعة (الجماهيرية)، من حيث المتلقي حيث تتصل القنوات الجامعة بجماهير عريضة و غير معروفة، بينما تتصل القنوات المتخصصة بجمهور معين ومعروف، كما تختلف من حيث رجع الصدى الرسالة الإعلامية، ففي القنوات الجامعة لا ترجع المعلومات بشكل دقيق للقائم بالاتصال، بينما ترجع بشكل دقيق و سريع في القنوات المتخصصة، و يتم التعرف عما إن تمت تلبية حاجيات الجمهور.
و مما سبق فإن القناة المتخصصة هي تلك الوسيلة الإعلامية السمعية-البصرية التي استحدثت لتقابل القنوات الجامع ،و تعرف بالقنوات الموضوعاتية أيضا لتخصصها في موضوع واحد و هي بذلك تخلت عن شمولية المضمون لتختص في برامج معينة أو تخاطب لجمهور معين.
ثانيا. لمحة تاريخية لظهور القنوات المتخصصة:
ساهم التطور الكبير في تكنولوجيا البث الفضائي و الحراك التنافسي بين الدول في المجال الإعلامي من جهة، و من أجل كسب أكبر عدد من المشاهدين لاسيما مع تكاثر النزاعات الدولية من جهة أخرى، كان أمر حتمي إطلاق القنوات المتخصصة التي شكلت فضاء إعلامي حديث في العالم الغربي و العالم العربي.
ففي العالم الغربي، تأسست في جانفي 1922 قناة B.B.C ، التابعة لهيئة الإذاعة البريطانية و هي تقدم خدمة إخبارية، التي تميزت بالشفافية و الحياد لعدم تلقيها أي دعم من الحكومة البريطانية أو أي حكومة أخرى.
و لاحقا في جانفي 1980، ظهرت قناة C.N.N الأمريكية، التي تعد أول قناة إخبارية استحدثت فكرة البث الإخباري المتواصل 24 سا/24 و تميزت بسرعة تغطية الأحداث داخليا و خارجيا ، حتى قال عنها الرئيس الأمريكي "جورج بوش" "أنه أصبح يتعرف على مجريات العالم من C.N.N أكثر من وكالة مخابراته المركزية". بالإضافة إلى قناة FOX news التي أسسها الأسترالي "روبرت مردوخ" و قناة Euronews .
أما في العالم العربي عرفت منطقة الشرق الأوسط ظهور قناة 1 M.B.C (المعروفة بقناة M.B.C) في 18 سبتمبر 1991، و هي أول قناة خاصة توجه للمنطقة العربية، ثم ظهرت فيما بعد قنوات متخصصة مثل: M.B.C 2 للأفلام الأمريكية (سنة2003) وM.B.C 3 للأطفال (سنة 2004) وM.B.C action (سنة 2007) المتخصصة في أفلام الحركة و التشويق و الإثارة و M.B.C دراما المتخصصة في المسلسلات العربية والأجنبية المدبلجة (سنة2010) وM.B.C bollywood المتخصصة في المسلسلات و الأفلام الهندية(سنة 2013) وقنواتM.B.C pro sport 1-2-3-4 (سنة 2014).

و من جهة أخرى ظهرت ضمن شبكة راديو و تلفزيون العرب ART، قنوات متخصصة أهمها ART الرياضية (سنة 1993) و قناة "إقرأ" الدينية (سنة 1998).
و في سنة 1996 أسست قطر قناة "الجزيرة" للأخبار الدولية، ثم تولدت عنها قنوات متخصصة مثل الجزيرة مباشر(سنة 2005) لنقل الأحداث الحية على الهواء و قناة الجزيرة الوثائقية (سنة 2007)،و باقة قنوات BEIN sport (سنة 2012) والجزيرة للأطفال (سنة 2013).
كما ظهرت بمصر قنوات "النيل" المتخصصة، ابتداء من سنة 1998 و تعد "قناة التعليم العالي" الأولى تخصصا في هذا المجال و قناة "المنارة للبحث العلمي"، بالإضافة إلى "النيل الثقافية"و غيرها.
بالإضافة إلى قنوات "المجد" السعودية مثل قناة القرآن الكريم (سنة 2004) و قناة المجد الوثائقية (سنة 2005) قناة الحديث النبوي(سنة 2006).
هذا إلى جانب نشأة العديد من القنوات المتخصصة مثل تلك التابعة لشبكة ORBIT و كذا مجموعة "روتانا" السعودية المتخصصة في عدة مجالات و مجموعة قنوات "ملودي" المصرية.
أما في المغرب العربي، ظهرت في سنة 2005 مجموعة قنوات "حنبعل" التونسية الخاصة التي تملك القناة الأم "حنبعل" و القنوات المتخصصة مثل "حنبعل الشرق" للدراما و المسلسلات (أغلقت سنة 2009) و قناة "حنبعل الفردوس" الدينية (سنة 2008). و بعد سنة 2011 برزت العديد من القنوات نذكر منها الحرة التونسية، القلم، الحوار التونسي و قناة اسمعني و قناة الترجي تي.في و ت .سبورت....

و بالرغم من انفتاح القطاع السمعي البصري سنة 2005 بالمغرب إلا أن القنوات المتخصصة ذات الملكية الخاصة لا تتجاوز الاثنان تتمثل في: Medi 1 sat الإخبارية (سنة 2006) و قناة "شدى" الفنية (سنة2017 ) و باقي القنوات المتخصصة المتمثلة في الثالثة الرياضية و الرابعة الثقافية (سنة 2006) و السادسة للقرآن الكريم (سنة 2005) و السابعة للأفلام (سنة 2008) ملك لحكومة المغرب أو الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة.
أما في الجزائر فإن تجربة القنوات المتخصصة ظهرت في بداية الأمر من طرف الحكومة من خلال بعض القنوات نذكر منها قناةTV5 للقرآن الكريم و قناة ِCanal algérie الموجهة للجالية الجزائرية بالخارج و TV A3 التي أصبحت قناة إخبارية.
و مع مطلع سنة 2011 ظهرت عشرات القنوات الفضائية الخاصة منها الشاملة و منها المتخصصة في بث مضامين إخبارية وفنية و ثقافية وبرامج سياسية واجتماعية و رياضية..
الفرع الثاني. دوافع إنشاء القنوات المتخصصة:
بالرغم من محاولة القنوات الشاملة من تحقيق التوازن من خلال صياغة برامج متخصصة و أخرى تستهدف جمهورا متجانسا، فإن الحيز الضيق لهذه البرامج كبرامج الأطفال مثلا أو البرامج الإخبارية وكذا مواقيت بثها، أصبحت لا تتلاءم مع الجمهور ما أدى إلى البحث عن إنشاء قنوات متخصصة، لكي تلبي رغباته و أذواقه.
إن مضامين القنوات الشاملة أصبحت لا تتلاءم مع الحاجيات المعرفية للمشاهد، لاسيما مع اتساع مجالات المعرفة. و كذا تنوع الاهتمامات و الاختصاصات.
كما أن التطور التكنولوجي وتطبيقاته في مجال الإعلام و كذا اتساع الرقعة الجغرافية الذي تشملها التغطية الإعلامية، أدى إلى اتساع مجال اهتمام الإعلام ما جعل الإعلام الشامل يرتبك في تقديم المعالجة الإعلامية المناسبة لها، ويدفع إلى إنشاء قنوات متخصصة.
و من جهة أخرى تعقد و تنوع الأحداث والظواهر و بعدها عن البساطة في وقتنا الحاضر، أدى إلى عقم القنوات الشاملة في تفسيرها، ما أدى إلى التفكير في إنشاء قنوات متخصصة في معالجة تلك الأحداث و الظواهر بصفة معمقة.
انتشار التعليم في أوساط المجتمعات و التطور الحضاري ، أدى إلى ضرورة تجاوز الإعلام الشامل ليظهر الإعلام المتخصص.
ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﺍﻟﺘﻜﻨﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﺎﻫﻤﺕ ﻓﻲ ﺘﻁﻭﺭ ﺘﻘﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺒﺙ ﺨﺎﺼﺔ ﻤﻨﻬﺎ ﺘﻘﻨﻴﺔ ﺍﻟﺒﺙ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ ﻭ ﺍﻟﺭﺴﺎﺌل ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ في مجال إنتاج الصورة و تسويقها.
و هناك عامل مهم يتمثل في المنافسة الشديدة في مجال البث الفضائي بين القنوات الحكومية و الخاصة من جهة، و بين القنوات العربية و الغربية من جهة أخرى، ما أدى إلى انفجار القنوات المتخصصة بشكل رهيب في كل أنحاء المعمورة.
و بخصوص إنشاء قنوات الطبخ التي اكتسبت مكانة كبيرة من الاهتمام الجماهيري، إلى جانب هدفها التجاري، تهدف إلى التعريف بثقافة بلد ما و تبرز عادات و تقاليد و تراث مجتمع ما ذلك أن الطبخ يعكس هوية المجتمع و يؤدي ذلك من جهة أخرى إلى جلب السياح و المستثمرين و أكثر من ذلك التقارب بين الشعوب و احترام التنوع الثقافي في وقت أصبح فيه الحديث عن ديبلوماسية الطبخ و عن الديبلوماسية الغذائية و عن جيوسياسة الذوق و أصبحت عدة دول تلجأ إلى إنشاء قنوات الطبخ من أجل بسط نفوذها و قوتها الناعمة أو على الأقل تخصيص مساحة كبيرة في قنواتها الجامعة لميدان الطبخ.
الفرع الثالث. أنواع القنوات المتخصصة:
يمكن تقسيم القنوات المتخصصة إلى الفئات التالية:
ﺃ- قنوات متخصصة من حيث الملكية: ملحق

• قنوات متخصصة حكومية: هي تلك المملوكة للحكومة.


• قنوات متخصصة خاصة: هي تلك المملوكة للخواص، نجدها خاصة في مجال الموسيقى و الدراما و الأسرة و الطفل و المرأة و تستأثر كذلك بالايدولوجيا و الدين لاسيما المسيحية، كما تحتكر مجال الخدمات و تلفزيون الواقع.
  ب- قنوات ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ من حيث مجال التخصص: ملحق ﻭﻫﻲ ﻗﻨﻭﺍﺕ ﺘﻘﺩﻡ ﻨﻭﻋﻴﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻤﻥ المواد وﺍﻟﺒﺭﺍﻤﺞ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ و تتوجه إلى ﺠﻤﻬﻭﺭعام ، فهي تهتم بتقديم جرعات كبيرة من المضامين في مجال بعينه
  و تتوزع القنوات التلفزيونية المتخصصة من حيث مجال التخصص إلى الفئات التالية:


• قنوات الموسيقى و المنوعات: هي التي تبث مواد موسيقية ترتكز أساسا على الأغاني و الحفلات.(MTV)


• قنوات الدراما: لبث المسلسلات و الأشرطة السينمائية.(mbc 2).


• القنوات الرياضة: تهتم بالتظاهرات الرياضية لاسيما كرة القدم.(bein sport).


• قنوات التعليم و البحث العلمي: تعرض برامج تعليمية موجهة للطلبة (قنوات النيل).


• القنوات الإخبارية: تبث النشرات و المواجيز و البرامج الإخباريةFrance 24)).


• القنوات الإيديولوجية والدينية: التي تبث نهج عقائدي بغض النظر عن نوع الديانة فنجد الإسلامية(إقرأ و الفجر) و الموالية لحزب الله اللبناني (المنار) والقنوات التبشيرية المسيحية (télé lumière) بالإضافة إلى قنوات الرقية الشرعية و العلاج الروحاني .


• قنوات الخدمات: المتعلقة بالسياحة و العقار و غيرها من الخدمات (قناة العقارية).


• قنوات الثقافة و الفنون: المهتمة بالرسم و الرقص و التراث (القناة الثقافية).


• قنوات الاقتصاد: تعنى بالأحداث المالية و الاقتصادية (cnbc).


• قنوات العلوم: تبث برامج المشاكل الصحية للإنسان(hbc). (زراعة- طب- اقتصاد- كيمياء(.


• قنوات الواقع: تنقل تفاصيل الحياة اليومية لمجموعة من المتنافسين (ستار أكاديمي).


• قنوات تفاعلية: تبث الإرساليات القصيرة للمشاهدين (بزاف تي في).


• قنوات تتعلق بمهن مختلفة (معلمين- عمال- فلاحين- أطباء).


• قنوات متخصصة في الهوايات كقنوات الصيد والشطرنج مثل قناة chasse et pêche


• قنوات الطبخ و العادات و التقاليد: فعلى المستوى العالمي نجد القناة الأمريكيةfood network التي ظهرت سنة 1993 و قناة cooking channel سنة 2010 أما المستوى العربي نجد قناة "فتافيت"المصرية وهي أول قناة عربية متخصصة في الطبخ في الشرق الأوسط، أطلقت سنة 2006 و أصبحت في 2016 تابعة للقنوات المشفرة لمجمع "بي. إن" ثم ظهرت قناة "سي.بي.سي سفرة" أول قناة طبخ مصرية في ماي 2013 وهي تبث عبر النايلسات و العربسات، كذلك " قناة ست البيت" المصرية و التي ظهرت في 2014 والتي وقف بثها على النايلسات ،، و قناة "بانوراما فود" التي ظهرت في 2015 و التابعة لمجموعة بانوراما الفضائية، و قناة "تيستي فود" المصرية والمتخصصة في الطبخ التي ظهرت في أفريل 2017، وقنوات جديدة كقناة "مصالى تي. في" وقناة "شف تي.في" و قناة "بيتي تي في" الخاصة بالعائلة.

ت- قنوات متخصصة من حيث الجمهور المخاطب: ﻭﻫﻲ ﻗﻨﻭﺍﺕ ﺘﺴﺘﻬﺩﻑ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﻗﻁﺎﻉ ﻤﻌﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭ، ﻴﺘﻤﻴﺯ ﺒﺨﺼﺎﺌﺹ ﻭﺴﻤﺎﺕ ﻤﺸﺘﺭكة، ﺘﻘﺩﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻨﻭﺍﺕ ﻤﻭﺍﺩ ﻤﻨﻭﻋﺔ تلاءم ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺨﺼﺎﺌﺹ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺕ و تنقسم إلى نوعان: قنوات متخصصة تتعلق بحسب الجنس (نساء - رجال) و قنوات متخصصة بحسب بالسن (أطفال- شباب- كهول)
مثل ﺍﻟﻘﻨﻭﺍﺕ الموجهة إلى ﺍﻷﻁﻔﺎل، أو إلى ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ.
ث- قنوات متخصصة من حيث مقابل الحصول على الخدمة التلفزيونية:

• قنوات مفتوحة بالمجان: يمكن للجمهور متابعتها دون أن يكون ملزما بدفع مقابل، و عادة ما تكون في القنوات الموسيقية مثل: قناة "روتانا طرب" و قناة "mazzika".


• قنوات مشفرة: هي تلك القنوات التي لا يمكن للجمهور متابعتها ، إلا بعد دفعه اشتراك أو رسوم، و عادة ما تكون في القنوات الرياضية و الدرامية التي تستقطب جمهور غفير و تلجأ للحصرية، مثل قناة "النيل للدراما" و قنوات " artالرياضية".
  وحسب تقرير اتحاد إذاعات الدول العربية لسنة 2016، من بين 1122 قناة هناك 963 قناة خاصة و فإن عدد القنوات العربية تتصدر المراتب الأولى القنوات الإخبارية (143) و القنوات الدينية (122) و هي نوعان قنوات برامج دعوية سنية و شيعية و قنوات تبشيرية مسيحية (مارونية و قبطبة و بابوية و أرثذوكسية)، وتتبعها و في المرتبة الثالثة مباشرة قنوات الأفلام و المسلسلات و عددها 109 و نضيف لها قنوات الدراما و الكوميديا (47) و بعدها القنوات الرياضية (96)، بالإضافة إلى القنوات الترويجية للنصوص الإعلانية والتي تبث برامج ألعاب و أخرى تروج للشعوذة و لمداواة الأمراض المستعصية و النفسية. (ملحق رقم .....)

الفرع الخامس. تحديات القنوات المتخصصة ورهاناتها:
إلى جانب اعتبار أن للقنوات المتخصصة وظائف إخبارية و تثقيفية وتوجيهية و تربوية و ترفيهية التي تشترك فيها القنوات المتخصصة مع القنوات الشاملة، تبقى للقنوات المتخصصة رهانات و تحديات خاصة بها، تكمن في الأمور التالية:

• أصبحت النتائج أكثر دقة، فأصبح القائم بالاتصال يعد رسالته من خلال الدراسات التي يجريها على الجمهور للتعرف على احتياجاته وبالتالي الرسالة الإعلامية تحقق النجاح في الوصول للجمهور المستهدف و إشباع حاجاته، على خلاف ما كانت عليه في السابق عشوائية و بدون دراسة الجمهور؛


• يتفق اتجاه الإعلام المتخصص مع نظريات الاتصال الحديثة التي لم تعد تنظر إلى الجمهور ككتله وإنما إلى مجموعات نوعية محددة (جمهور مفتت وفق نظرية تفتيت الجمهور)، لكل منها احتياجاتها التي تتحقق من انتقائها لما تستخدمه من وسائل الإعلام؛


• على كاهل القنوات المتخصصة تحدي نشر كافة أنواع المعارف، ولا يقتصر دورها على نشر نوعية محددة من المعارف ولكن كل وسيلة إعلامية مسموعة و مرئية تتخصص في نوع محدد من هذه الثقافة.


• إن التخصص جعل على عاتق وسائل الإعلام مسؤولية أكبر على مستوى الإعلام الرسمي فعندما يقوم التليفزيون بتقديم برامج تعليمية فإنه يقدم دور تعليمي يفترض أن تؤدية المؤسسات التعليمية، وعندما ننشئ قناة للقرآن الكريم فإنها تقوم بأداء مهمة نشر المعرفة الدينية، دور يناط بالمؤسسات الدينية؛ فهي تكون مساندة لهذه المؤسسات.


• نقل رسالة إعلامية محددة، مدعومة بالحقائق العلمية والتاريخية بصفة مباشرة أو غير مباشرة، سواء كان إعلاما داخليا أو خارجياً في شكل خبر أو حدث أو فكرة أو ظاهرة لها علاقة باهتمامات المتلقي؛


• استمرار الحوار بين جميع فئات الجماهير المستهدفة، وإيضاح الآراء والأفكار والمشكلات ومقترحات المواطنين؛


• فتح قناة اتصال بين العلماء والخبراء ومراكز البحوث العلمية وبين الجمهور المستهدف؛


• فتح نافذة على العالم ليتعرف الجمهور على كل ما هو جديد وليرى العالم ما وصل إليه المجتمع؛


• إن الإعلام المتخصص هو إعلام موضوعي دقيق يقدم المعلومة المتخصصة للمشاهدين، ما يزيد من درجة الوعي و المعرفة و ترقية عقول الشعوب التي تحتاج إلى تحسين واقعها؛


• تقارب وجهات النظر وبناء رأي عام موحد تجاه قضايا معينة؛


• يشكل الإعلام المتخصص تحدي للتقدم و التطور في المجتمعات، فنمو الإعلام المتخصص وازدهاره في مجتمع ما مؤشرا على التقدم و الرقي و يؤدي إلى تعدد المعارف العلمية والثقافية.


• يعد الإعلام المتخصص رهان للترويج لثقافات الشعوب من خلال الإعلام العابر للقارات سيما القنوات التي تهتم بالسياحة و التقاليد و العادات و الطبخ، ما يؤدي إلى ترسيخ الحوار بين الثقافات و احترام الغير و ما يؤدي إلى التأكيد على الانتماء الوطني وإعلاء الإحساس بالهوية القومية. (وهنا لابد من إعطاء القضية الفلسطينية مساحات أكبر في وسائل إعلامنا كافه بما فيها قضايا القدس واللاجئين والحدود، وضرورة الاهتمام بالمصالحة الفلسطينية في قناة سميرة).