Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (50%)

" الاتجاه التطوري من مورغان الى ليزلي هوايت حول الاقتصاد "
سبق ان أوضحنا أن فكرة التطور هي واحدة من الافكار القلائل التي ظهرت في العصر الحديث وأثرت تأثيرا بالغا في كل أنماط الفكر الإنساني بحيث أصبحت هي الطابع المميز لكل من التفكير العلمي والفلسفي والأدبي والاجتماعي على السواء خلال فترة طويلة استمرت طوال القرن التاسع عشر وحتى أوائل القرن العشرين وفكرة التطور ليست فكرة حديثة بل أنها فكرة قديمة ترجع إلى أبعد من القرن التاسع عشر . وهذه الفكرة القت بظلالها على معظم النظريات التي كانت معروفة بحيث هدمت بكثير من النظريات والمعتقدات والفلسفات السباقة عليها . وقد لاقت هذه النظرية من الرواج ما جعلها سمــة فكرية ميزة لكل فكر في كل التخصصات بل وقد أصبحت هذه الفكرة أسلوبا ومنهجا يتبع ليس فقط في فهم الحياة والكون بل أيضاً في فهم الإنسان والمجتمع وتثل ذلك بوجه خاص في الكتابات الأنثروبولوجية والسوسيولوجية والاقتصادية والتاريخية والاقتصادية وفي النظرية السياسية ، اعتباره مدخلا عمد البعض اليه في تفسير ودراسة الحياة الاقتصادية والفكرة الأساسية في التطورية التي تهمنا هنا فتتعلق بفكرة التقدم التي يتفق معظم العلماء التطوريون على أنها الصفة الغالبة على الحضارة وان التدهور ليس الإحالة استثنائية عارضة مؤقتة و إن الحياة تسير بالضرورة نحو وتحقيق المزيد من التقدم والرقي فالنظم الاجتماعية والمجتمعات الانسانية ذاتها تقدمت أو هي تتقدم بالضرورة من حالة التأخر والبدائية إلى التحضر والتمدين مارة أثناء ذلك مراحل معينة تختلف من حيث عددها وخصائصها ومقوماتها . كما يتفق التطوريون أيضاً على أن المرحلة اللاحقة فيها تكون أعلى من السابقة وأكثر رقيا و تقدما كما أنها تهيئ الفرصة لقيام مرحلة أرقى منها هي ذاتها . لقد حاول علماء الطريقة في دراستهم للتنظيمات الاقتصادية تصنيف انماط اساليب المعيشة المختلفة وترتيبها في نسق واحد ينبع خطا تطوريا ويتجه من البساطة الى التعقيد وذلك تماشيا مع فكره التطور والتي رأى معتنقوها من دارسي الحياه الاقتصادية والاجتماعية، ومن الجدير بالملاحظة ان هذه المحاولات لم تستهدف في الواقع تفسير السلوك الاقتصادي من حيث بواعثه على المستوى الفردي او من حيث ارتباطها ببعض النظم بطريقه مباشره بل ان هذه التفسيرات التطورية تقول بشكل عام ان اقتصادا ما انما يأخذ صورته وشكله الذي هو عليه باعتباره مجرد مرحله في سلم تطوري طويل بدا بالجمع والالتقاط في الرعي وينتهي بمرحله زراعيه والصناعة والانتاج والصناعي الضخم. ومراجعه التفسيرات التطورية للحياة الاقتصادية يكشف ان هذه التفسيرات قديم وهو يستطيع ان يرى نمطين من انماط التفسير التطوري، فهنالك ذلك التفسير الذي يمثله مورجان وماركس وغيرهم ويعتمد على تناول التطور وسائل الانتاج ويجعل من الاقتصاد والتطور في المجال الاقتصادي- الانتاج- الاساس في تغير وتطور المجتمع ككل. ولعل الامر يقتضي بعض التفصيل في متابعه اتجاه التفسيري التطوري واتجاه وسائل الانتاج(الاول) واتجاه العلاقة بين الوحدة الانتاج ووحده الاستهلاك(الثاني) . مورجان يؤكد على العوامل التكنولوجية باعتبارها العامل الاساسي في حياه المجتمعات وما يلحق بها من تغيرات لعل هذا هو الذي جعلنا نقول ان كتابات مورجان كانت كتابات في الانثروبولوجيا الاقتصادية وان كان مورجان مهتما اساسا بتطور الثقافة والحضارة الإنسانية الا انه انطلق في تحليله مركزا على التكنولوجيا واساليب الانتاج وما ارتبط بها من نظم اجتماعيه مختلفة وهو بهذا يختلف عن زميله التطوري السير ادوارد تايلر في محاولته وصف تطور الثقافة حيث ركز الاخير في تحليله للثقافة البدائية على التطور في العقيدة، وعموما فقد كان بروز الجانب الاقتصادي وخاصه الجانب التكنولوجي وتركيز على وسائل الانتاج عند مورجان هو الاساس الذي انطلقنا منه اعتبار معالجه مورجان معالجه في الانثروبولوجيا الاقتصادية خاصه وان مفهوم التكنولوجيا نفسه قد ظل ملتبسا لفتره طويله مع مفهوم الظاهرة الاقتصادية ولم يكن ثمة تمييز واضح بينهما. يرى مورجان ان الانسان كان في بداية حياته اشبه بالحيوان يعيش معتمدا على قواه البدنية واسنانه مثل سائر الحيوانات الاخرى الا انه استطاع بما حبيت والطبيعة به من امكانيه مبادله الاخرين الافكار والخواطر عن طريق اللغة بجانب امكانيه انتقال هذه الافكار والخواطر من جيل الى جيل بحيث تتراكم معرفه الجيل الحالي نتيجة لخبرات الاجيال السابقة مجتمعه، كل هذا اتاح للإنسان التقدم من مرحله الى اخرى، ولقد كانت الادوات والأسلحة المختلفة التي اخترعها على مر الزمان هي وسائل رئيسيه التي تساعده على زياده سيطرته على الطبيعة والارتقاء بنفسه وبعباره اخرى يرى مورجان ان التقدم التكنولوجي يؤدي الى حدوث تغيرات جوهريه في النظم الاجتماعية السائدة مثل العائلة ونظام الملكية والحكومية، اي ان مورجان يبدا نظريته للتسليم بان سياده الوسائل والاساليب الفنية التي يسيطر بها الانسان على بيئته خاصه التي يسيطر بها على مصادر العيش والقود ثم اتساع نطاق هذه المصادر تؤدي الى تقدم الثقافة فهنالك اذآ علاقه وثيقه بين اتساع وزياده موارد الرزق والعيش من ناحيه والتقدم الثقافي من ناحيه اخرى الى ذلك كان مورجان يرى ان التقدم التكنولوجي يصاحبه بالضرورة تغير في النظم الاجتماعية ومن هنا كان الانتقال من مرحله الاعتماد على الثمار البريه الى الزراعة يصاحبه ويترتب عليه حدوث تغيرات اساسيه في شكل المجتمع نفسه وقد تغير المجتمع البشري من النظام القبلي الى النظام المجتمع المتمدين. وهكذا فان مورجان قد تصاعد في تفسيره بحيث نجده ينطلق من متابعه التطور في الآلات والاساليب الفنية المستخدمة في الانتاج عبر العصور ليحدد شكل المجتمع وتطور نظمه المختلفة معتمدا على التطورات التي وقعت في ميدان التكنولوجية الانتاج. فمورجان يحاول في الواقع ان يقول ابعد من مجرد وصف الحياه الاقتصادية فهو يقول في الواقع ان التطور التكنولوجي هو العامل المتحكم والمسيطر على شكل الحياة الاجتماعية والتطور الاجتماعي، فمرجان يرى ان الانسان يحيا عن طريق استغلال مصادر الطبيعة المستخدمة في دنك آلات وادوات ووسائل فنيه معينه تمكنه من ذلك وتعينه على استغلال الامثل لها. فبالنسبة للإنسان عامه بالرغم ان كل سلاله بشريه لا تعرف بالضبط ما تفعله او تعلمه السلالات الاخرى، عاش فيها الانسان في شكل جماعات صغيره وذلك في مساحات محدودة من الارض، المرحلة الثانية:
المرحلة الثالثة:
المرحلة الرابعة:
المرحلة الخامسة :
ولا زالت تفتقر الى هذا التحليل ورغم ان مرجان يكتفي في هذا الصدد بقوله للتدليل على صحه رؤيته هذه ان هذا التشكل ضروري حتمي ويخضع للمنطق الطبيعي الانساني الضرورية لقواه ، واستخدمت النار لإزالة الاحواش وظهرت كذلك أولى الحيوانات المغزلية كالخنزير والدجاج والبط والاوز وقبل كل شيء الكلب ،


Original text

" الاتجاه التطوري من مورغان الى ليزلي هوايت حول الاقتصاد "


سبق ان أوضحنا أن فكرة التطور هي واحدة من الافكار القلائل التي ظهرت في العصر الحديث وأثرت تأثيرا بالغا في كل أنماط الفكر الإنساني بحيث أصبحت هي الطابع المميز لكل من التفكير العلمي والفلسفي والأدبي والاجتماعي على السواء خلال فترة طويلة استمرت طوال القرن التاسع عشر وحتى أوائل القرن العشرين وفكرة التطور ليست فكرة حديثة بل أنها فكرة قديمة ترجع إلى أبعد من القرن التاسع عشر . وهذه الفكرة القت بظلالها على معظم النظريات التي كانت معروفة بحيث هدمت بكثير من النظريات والمعتقدات والفلسفات السباقة عليها . وقد لاقت هذه النظرية من الرواج ما جعلها سمــة فكرية ميزة لكل فكر في كل التخصصات بل وقد أصبحت هذه الفكرة أسلوبا ومنهجا يتبع ليس فقط في فهم الحياة والكون بل أيضاً في فهم الإنسان والمجتمع وتثل ذلك بوجه خاص في الكتابات الأنثروبولوجية والسوسيولوجية والاقتصادية والتاريخية والاقتصادية وفي النظرية السياسية ،ووجد الكثير من المشاهير ( مثل كارل ماركس وجون ستيوارت بل كان لديهم ميلا إلى تحليل نظم الإنسان في ضوء مصطلحات تطوره من البدائي إلى الحديث وإذا كنا هنا لا تستهدف استعراض فكرة التطور وآثارها و إنما تريد فقط أن توضح المكر التطوري ،اعتباره مدخلا عمد البعض اليه في تفسير ودراسة الحياة الاقتصادية والفكرة الأساسية في التطورية التي تهمنا هنا فتتعلق بفكرة التقدم التي يتفق معظم العلماء التطوريون على أنها الصفة الغالبة على الحضارة وان التدهور ليس الإحالة استثنائية عارضة مؤقتة و إن الحياة تسير بالضرورة نحو وتحقيق المزيد من التقدم والرقي فالنظم الاجتماعية والمجتمعات الانسانية ذاتها تقدمت أو هي تتقدم بالضرورة من حالة التأخر والبدائية إلى التحضر والتمدين مارة أثناء ذلك مراحل معينة تختلف من حيث عددها وخصائصها ومقوماتها . كما يتفق التطوريون أيضاً على أن المرحلة اللاحقة فيها تكون أعلى من السابقة وأكثر رقيا و تقدما كما أنها تهيئ الفرصة لقيام مرحلة أرقى منها هي ذاتها . فكما أن الكائنات الحية أرتقت وتقدمت بحيث وصل الأمر في النهاية إلى ظهور الإنسان الذي يمثل قمة التطور البيولوجي كذلك تطور المجتمع من مراحل الجمع والالتقاط وما اتلها إلى مرحلة الصناعة التي تمثل أرقي أشكال النشاط الاقتصادي وأكثرها تقدما ،وهنا يقول السيد بدوى (وقد مر التنظيم الاقتصادي بمراحل مختلفة واختلفت نماذج درجة الحضارة . واتفق العلماء على ان المرحلة الأولى في مرحلة الصيد وتبعه رحلة الرعي ثم مرحلة الزراعة البدائية ثم مرحلة الزراعة الراقية التي استخدم فيها الانسان الوسائل الصناعية ونستطيع ان نضيف إلى هذه المرحلة مرحلة صناعة الحديثة التي بدأت على أثر استخدام قوة البخار ومرحلة التجارة عالمية التي ترتبت على ما أطلق عليه اسم الانتاج الضخم .
وعموما فان الاتجاه التطوري هو اتجاه يبحث اصل الظاهرة وكيفيه تطورها، ومحاوله اثبات انه لا يمكن تفسير الحاضر وفهمه الا اذا رجعنا الى الماضي، فالماضي يفسر الحاضر في حين ينبئ الحاضر عن المستقبل، ومن هنا فقد اقتنع تايلر ومورجان دائما بانه لا يمكن فهم النظم المعاصرة دون اعاده بناء النظم السابقة ومتابعه مراحلها التطورية المختلفة ومن هنا فقد بدا اهتمام تايلر ومورجان موجها اساسا الى اعاده بناء تاريخ النظم، وبالطبع عكس اسم اشهر المؤلفات داروين اصل الانواع فكره البحث عن اصل الظاهرة محل الدراسة.
لقد حاول علماء الطريقة في دراستهم للتنظيمات الاقتصادية تصنيف انماط اساليب المعيشة المختلفة وترتيبها في نسق واحد ينبع خطا تطوريا ويتجه من البساطة الى التعقيد وذلك تماشيا مع فكره التطور والتي رأى معتنقوها من دارسي الحياه الاقتصادية والاجتماعية، راوا ان الحياه الاجتماعية والاقتصادية قد صارت منذ نشأتها في طريق واحد مرسوم انتقلت فيه عده مراحل متتاليه، ومن الجدير بالملاحظة ان هذه المحاولات لم تستهدف في الواقع تفسير السلوك الاقتصادي من حيث بواعثه على المستوى الفردي او من حيث ارتباطها ببعض النظم بطريقه مباشره بل ان هذه التفسيرات التطورية تقول بشكل عام ان اقتصادا ما انما يأخذ صورته وشكله الذي هو عليه باعتباره مجرد مرحله في سلم تطوري طويل بدا بالجمع والالتقاط في الرعي وينتهي بمرحله زراعيه والصناعة والانتاج والصناعي الضخم.
ومراجعه التفسيرات التطورية للحياة الاقتصادية يكشف ان هذه التفسيرات قديم وهو يستطيع ان يرى نمطين من انماط التفسير التطوري، فهنالك ذلك التفسير الذي يمثله مورجان وماركس وغيرهم ويعتمد على تناول التطور وسائل الانتاج ويجعل من الاقتصاد والتطور في المجال الاقتصادي- الانتاج- الاساس في تغير وتطور المجتمع ككل.
اما الاتجاه الاخر في تفسير التطوري فيمثله كارل بوشر وهايت وغيرهم وهذا الاتجاه الاخير رغم انه اتجاه تطوري ايضا ورغم انه ناش اشار الى هذين النمطين من انماط التفسير الاقتصادي تحت اسم واحد وهو التفسير التطوري الا ان الاخر يختلف عن الاول في انه لا يركز على التطور في مجال وسائل الانتاج والانتقال المرحلة من مرحله الجمع والالتقاط الى المجتمع الصناعي والرأسمالي على ما ظهر في تحليل مورجان وماركس وغيرهم من اصحاب الاتجاه التفسيري التطوري الاول بل ان هذا الاتجاه الاخير يركز على وحده الانتاج والاستهلاك على ما سنرى في كتاب بوشر وكتاب عن الثورة الصناعية الذي صدر بالألمانية 1893.
ولعل الامر يقتضي بعض التفصيل في متابعه اتجاه التفسيري التطوري واتجاه وسائل الانتاج(الاول) واتجاه العلاقة بين الوحدة الانتاج ووحده الاستهلاك(الثاني) .
مورجان يؤكد على العوامل التكنولوجية باعتبارها العامل الاساسي في حياه المجتمعات وما يلحق بها من تغيرات لعل هذا هو الذي جعلنا نقول ان كتابات مورجان كانت كتابات في الانثروبولوجيا الاقتصادية وان كان مورجان مهتما اساسا بتطور الثقافة والحضارة الإنسانية الا انه انطلق في تحليله مركزا على التكنولوجيا واساليب الانتاج وما ارتبط بها من نظم اجتماعيه مختلفة وهو بهذا يختلف عن زميله التطوري السير ادوارد تايلر في محاولته وصف تطور الثقافة حيث ركز الاخير في تحليله للثقافة البدائية على التطور في العقيدة، وعموما فقد كان بروز الجانب الاقتصادي وخاصه الجانب التكنولوجي وتركيز على وسائل الانتاج عند مورجان هو الاساس الذي انطلقنا منه اعتبار معالجه مورجان معالجه في الانثروبولوجيا الاقتصادية خاصه وان مفهوم التكنولوجيا نفسه قد ظل ملتبسا لفتره طويله مع مفهوم الظاهرة الاقتصادية ولم يكن ثمة تمييز واضح بينهما.
يرى مورجان ان الانسان كان في بداية حياته اشبه بالحيوان يعيش معتمدا على قواه البدنية واسنانه مثل سائر الحيوانات الاخرى الا انه استطاع بما حبيت والطبيعة به من امكانيه مبادله الاخرين الافكار والخواطر عن طريق اللغة بجانب امكانيه انتقال هذه الافكار والخواطر من جيل الى جيل بحيث تتراكم معرفه الجيل الحالي نتيجة لخبرات الاجيال السابقة مجتمعه، كل هذا اتاح للإنسان التقدم من مرحله الى اخرى، اي انه تقدم من مرحله التوحش الى الحضارة، ولقد كانت الادوات والأسلحة المختلفة التي اخترعها على مر الزمان هي وسائل رئيسيه التي تساعده على زياده سيطرته على الطبيعة والارتقاء بنفسه وبعباره اخرى يرى مورجان ان التقدم التكنولوجي يؤدي الى حدوث تغيرات جوهريه في النظم الاجتماعية السائدة مثل العائلة ونظام الملكية والحكومية، اي ان مورجان يبدا نظريته للتسليم بان سياده الوسائل والاساليب الفنية التي يسيطر بها الانسان على بيئته خاصه التي يسيطر بها على مصادر العيش والقود ثم اتساع نطاق هذه المصادر تؤدي الى تقدم الثقافة فهنالك اذآ علاقه وثيقه بين اتساع وزياده موارد الرزق والعيش من ناحيه والتقدم الثقافي من ناحيه اخرى الى ذلك كان مورجان يرى ان التقدم التكنولوجي يصاحبه بالضرورة تغير في النظم الاجتماعية ومن هنا كان الانتقال من مرحله الاعتماد على الثمار البريه الى الزراعة يصاحبه ويترتب عليه حدوث تغيرات اساسيه في شكل المجتمع نفسه وقد تغير المجتمع البشري من النظام القبلي الى النظام المجتمع المتمدين.
وهكذا فان مورجان قد تصاعد في تفسيره بحيث نجده ينطلق من متابعه التطور في الآلات والاساليب الفنية المستخدمة في الانتاج عبر العصور ليحدد شكل المجتمع وتطور نظمه المختلفة معتمدا على التطورات التي وقعت في ميدان التكنولوجية الانتاج.
فمورجان يحاول في الواقع ان يقول ابعد من مجرد وصف الحياه الاقتصادية فهو يقول في الواقع ان التطور التكنولوجي هو العامل المتحكم والمسيطر على شكل الحياة الاجتماعية والتطور الاجتماعي، فمرجان يرى ان الانسان يحيا عن طريق استغلال مصادر الطبيعة المستخدمة في دنك آلات وادوات ووسائل فنيه معينه تمكنه من ذلك وتعينه على استغلال الامثل لها.
وانه لكي يتسنى للإنسان ذلك لابد من وجود نظم اجتماعيه تسود المجتمع وتنظم حياته فكان العلاقة بين النظم الاجتماعية والوسائل الفنية والاليه علاقه وثيقه بحيث ان اي تقدم تكنولوجي لابد وان يتبعه نوع من التغيرات الجوهرية في النظم الاجتماعية السائدة وذلك امر حتمي ليتم التكامل والتوازن.
وقد قدم مورجان نموذجا تخطيطيا كاملا لتقدم النظم بتأثير مظاهر اقتصاديه وعقليه وخاصه هذه الفكرة يشاركه فيها بعض العلماء المحدثون ممن يتبعون المدرسة الدارونية الحديثة بأمريكا، وقد ميز مورجان خمس مراحل تطوريه محدده واوضح ان هذه المراحل التطورية تتابع وتتكرر بذاتها في مختلف الاماكن والازمان، فبالنسبة للإنسان عامه بالرغم ان كل سلاله بشريه لا تعرف بالضبط ما تفعله او تعلمه السلالات الاخرى، واوضحه ان كل مرحله من هذه المراحل ارتبط بمصدر انتاجي معين وبوسيله معينه من وسائل الانتاج وقد تتابعت هذه المراحل ونتج عن تتابعها تغيرات متتابعة مزامنه في النظم الاجتماعية ويمكن متابعه هذه المراحل على النحو الاتي:
المرحلة الاولى:
وهي مرحله الجمع والالتقاط وعاش الانسان هنا معيشه طبيعية واعتمده على عطاء الطبيعة او كما يسميها مورجان بمرحله التوحش حيث كان نمط الحياه بدائيا تماما، عاش فيها الانسان في شكل جماعات صغيره وذلك في مساحات محدودة من الارض، وقد قيل ان الانسان في هذه المرحلة لم يكن يعرف اي شيء من اشكال التنظيم الاجتماعي ولم يعرف اي تنظيما اجتماعيا معينا ولم يكن يعرف اي نوع من انواع الفنون وعاش على فطرته بطريقه جعلته اقرب الى الحيوان.
المرحلة الثانية:
وبدات هذه المرحلة بعد معرفه الانسان استخدام النار والاعتماد في غذائه على صيد الاسماك، وقد اعتبر الاسماك اول انواع الأطعمة الطبيعية لضرورة طهيه قبل تناوله وان ضروري الطهي السمك هي نفسها المرحلة الاولى في اكتشاف الانسان للنار.
المرحلة الثالثة:
وقد صاحبت هذه المرحلة استخدام الحبوب ومهدت بالتالي لظهور الزراعة وهي مرحله الحدائق والبساتين وبالطبع فان هذه الزراعة كانت على نطاق ضيق يتناسب مع الهدف منها وهو الاستهلاك الشخصي كما قام الانسان في هذه الفترة بمحاوله مبكره في استئناس الحيوان في اسيا واوروبا وقد سميت هذه المرحلة لمرحله الزراعة البسيطة او المتنقلة وقد بدا الانسان في هذه الفترة باستخدام القوس والسهم، واقام المساكن من الطوب النيء والحجارة.
المرحلة الرابعة:
وفيها اعتمد الانسان على اللحم واللبن مستندا الى كثره الحيوانات الأليفة وبدا استخدام العمليات الزراعية التي تتطلب مجهودا كبيرا، كما اخترع الانسان في هذه الفترة الاواني الفخارية وايضا عرف فيها صهر الحديد واستخدام الادوات الحديدية التي صنعها بيده فصنع المحراث والفأس الحديدية كما ان الانسان بدا هذه المرحلة وفكر في ازاله الغابات ليتمكن من توسيع الرقعة الزراعية المتاحة له.
المرحلة الخامسة :
والمرحلة الأخيرة في سلسله التطور عند مورجان هي مرحله الحضارة التي بدأت باختراع حروف الهجاء والكتابة والتي استمرت الى وقتنا الحالي.
ورغم ان كتاب المجتمع القديم يحوي الكثير من القضايا التي لم يقدم مورجان دليل على صحتها، ولا زالت تفتقر الى هذا التحليل ورغم ان مرجان يكتفي في هذا الصدد بقوله للتدليل على صحه رؤيته هذه ان هذا التشكل ضروري حتمي ويخضع للمنطق الطبيعي الانساني الضرورية لقواه ، لان الكثير من التطوريين يقبل وجهه نظر مورجان هذه كما ان هذا الكتاب يعتبر من اوائل الكتب التي نبهت الالهام الى الاساس الاقتصادي للحياة الاجتماعية محاوله متابعه تطور المجتمع ونظمه بالاعتماد على التطور في مصادر الطعام ووسائل الانتاج.
هذا ونجد ان تيمة تخصصات أخرى تفيد في مؤازرة وجهة نظر مورجان ومنها فكرة لويس ممفورد في نشأة المدن ، إذ نجد في عمل لويس ممفورد الكثير من الحقائق التي تكاد تتطابق و تؤيد وجهة نظر مورجان و يكفي ان نسوق هذه الفقرة التي يقول فيها ممفورد : ( وفي الفترة الفاصلة بين العصرين الحجري القديم والحجري الحديث أي منذ حوالى خمسة عشر ألف عام تقريبا ظهرت الدلائل الأولى لتوافر الغذاء من موارد يمكن الاعتماد عليها فمنذ هذه المرحلة يبدأ الآثاري في العثور على دلائل قاطعة على قيام الاستقرار الدائم في منطقة تمتد من الهند إلى البلطيق ، وهي حضارة قامت على استخدام الأسماك والمحارات ومن المحتمل أعشاب البحر أيضا والدرنات المزروعة ) .
ومع ظهور هذه القرى الصغيرة في الفترة الفاصلة بين العصرين الحجري القديم والحجري الحديث ظهر لأول مرة تطهير الأرض من الادغال لاستخدامها في الزراعة ، واستخدمت النار لإزالة الاحواش وظهرت كذلك أولى الحيوانات المغزلية كالخنزير والدجاج والبط والاوز وقبل كل شيء الكلب ، ولعله كان من ثمار حضارة هذه الفترة ما جرى عليه الإنسان من استنبات أشجار كغذاء عن طريق الفسائل والعقل على نحو ما يحدث في نخيل البلح وأشجار الزيتون والتين والتفاح والكروم كما أن الوقت الذي تحتاجه أشجار الفاكهة ليكتمل : وها وتؤتى ثمارها ليدل على أقامه دائمة وعناية دائبة ومن المحتمل ان يكون الدور الثاني في مرحلة الاستقرار أو الاستئناس و التقدم المنتظمة قد بدأت منذ عشرة آلاف أو اثنى عشر ألف سنة وقد صحب ذلك الانتظام في جمع وزراعة البذور المنتقاة من أنواع معينة من الحشائش وكذلك تهذيب أنواع أخرى من النباتات ذات البذور كالبقول وفصيلة القرع واستخدام الحيوانات التي تنتظم في قطمان كالثيران والأغنام وفى النهاية الحمير والخيل وبفضل استخدام نوع آخر من هذه الحيوانات زاد الطعام كما زادت قوة الجر والقدرة على الانتقال الجماعي.


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

Vacuum Distilla...

Vacuum Distillation: Vacuum distillation is performed under reduced pressure, typically below atmosp...

يقول "ستيفن هار...

يقول "ستيفن هاردنج" - مدير المشروعات بمؤسسة International Survey Research ‏(ISR) وهي مؤسسة بريطانية ...

فالفعل يكون مبا...

فالفعل يكون مباحاً إذا وقع استعمالاً لحق يقرره القانون لفاعله. وهذا الاستعمال ليس مطلقاً فهو مقيد با...

1 المزيج التر...

1 المزيج الترويجي الإعلام كافة أوجه النشاط الاتصال ي ، والتي تستهدف تزويد الجمهور بكاف...

‏Every language...

‏Every language has its flaws and limitations. Some people have been so frustrated with the imperfec...

يكشف هذا الاختب...

يكشف هذا الاختبار عن وجود دماء في موقع الجريمة وذلك عن طريق خلط محلول الفينولفثالين مع بيروكسيد الهي...

- تطبيق مبادئ ا...

- تطبيق مبادئ المدونة العالمية لآداب السياحة: - 1) )ينبغي لأصحاب المصلحة في التنمية السياحية، سواء م...

تحدثنا في مقال ...

تحدثنا في مقال سابق عن القلب، وعلمنا أنه ليس مجرد مضخة للدم، بخلاف ما كان قد استقر لدى علماء الغرب ل...

صراع الاقدام - ...

صراع الاقدام - الاحجام يحدث هذا النوع من الصراع عندما يرغب الكائن الحي في أن يقترب وأن يحجم في نفس ...

زيادة كفاءة وفع...

زيادة كفاءة وفعالية العمليات: يسهم التحول الرقمي في تحسين كفاءة وفعالية عمليات الإدارة الجبائية. من ...

‌ه- وفي ظلِ اشت...

‌ه- وفي ظلِ اشتعالِ الحربِ على الدّولارِ الأميركيِ في التبادلِ التجاريِ الدوليِ في عصرٍ يفوحُ بالرّق...

As the precedin...

As the preceding examples illustrate, marketing communications is a critical aspect of companies’ ov...