Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (Using the clustering technique)

هل أنت بخير؟ ممسك فلم ير ّ د،
ربما يضيع كل فهمس إليه إياد: ومتى يأتي عمالك؟ فأومأ خالد إليه برأسه موافقا دو ن أن يتحدث ثم نظر إلى إياد: ً علم أنني من أدخلتكم بيته.
وال يد ري بش يء من حوله،
وأسيل تناديه وقد تساقطت دموعها: يامن وأسيل في ذهو ل ،
وبرزت عيناه وأمسك برقبته كأنه يختنق،
وسار مترنح ً ا بين أرجاء املكان،
إننا نعلم كيف نصو ن السر ً فرد ّ الرجل: ال أريد أن يعلم أحد بذلك أبدا.
ثم نطق بصوته الغليظ: غليظتان،
وبيده آلة حفر يدوية سن ّ ها حديدي مدبب،
وتخرج منه عصا خشبية فخرج إياد.
وعاد ومعه رجل ضخم شعره مجعد،
تشعر بأنها تراه أمامها كما ر أته حين وقف أمام عمال املنطقة الشرقية كقائدهم،
تذكرت حديثه إليها حين ر أى نجم ً ا المع ً ا فريد ً ا،
وابتسمت حين وتتذكر حين اصطدم حصان عربتها به ورأته ألو ل مرة.
من املاء البارد على يدها ثم تمررها على وجهه وعلى لحيته الناعمة ثم على شعره التي ظلت تنظر إليه،
وحد ّ ثه بصوت لقد أصابنا القلق فحسب.
ً ً ظال و بجواره ساعات طويلة دو ن أن يغفو لهما جفن.
ثم نهضت لتحضر املزيد من املاء فوجدته يهذي،
وبدأت تتحدث إليه بصوت هادئ: وجعلهم -بكلمات منه- يتخلو ن عن خوفهم،
فرد خالد: هنا سنكسر الصخور مثلما كنا نكسرها في املنطقة الشرقية.
أتتذكر؟ وصال إلى عملهما الجديد.
فتحدث إليه يامن: من األسئلة واليى أجابها له يامن من قبل،
وكلما سار بمكان ما،
وظل يسأل يامنا الكثير ً ّ اتجه خالد مع يامن إلى عملهما الجديد في املنطقة الغربية.
ً فركل يامن بقدمه: لك عمال ستوفر منه ست وحدات باليوم.
ولكن مرض ى تلك املنطقة أغلبهم من النساء لقد وجد يامن فابتسمت: ألن نساعدك؟ فنظر خالد إلى أسيل مندهشا: ً نعم.
- من سيزيل تلك الصخور والرمال التي سيخرجونها من النفق،
ضجيج النهار يستر خلفه ضجيج الحفر.
تعبه وإنهاكه وأراد أن يستريح.
- هل سيستطيع أن يسير بذلك النفق.
وطلبت دع ّ موها باألخشاب حتى ال ينهار ما فعلوه.
وكلما حفروا مسافة معينة ّ يحفرون نفقا أفقي ً ا.
وقد تعم ّ قوا باألرض مسافة ً إياد ومن معه من ع ُ مال،
فضحك إياد :- ال أنس ى أننى سأنال أجر ً ا ملتابعة هؤالء العمال.
- افعلوا ما تشاءو ن .
بعدما رفض أن يسكن بالطابق العلو ي خالد ً ا ويامنا هناك فتجلس بجوارهما،
ويداعبان خالد ً ا وال يتركانه حتى يعود ً وتمر األيام أكثر وأكثر،
ويتحدث إلى نفسه: "سأخرج يا يامن.
لم يعد سو ى مسافة قليلة إلى سور زيكوال.
ال أرى أنها مشكلة على اإلطالق إن النفق وماذا عن تهويته.
فأشار خالد إلى أغراضه: أين أوراقك التي كنت تكتبها؟ سأخبرك ماذا تفعل،
أخش ى أن يكو ن تواجدها معي تعاطفا ليس حب ً ا.
ولكنني ال أجده بتلك ً فابتسم ابتسامة حزينة: إنها تعلم من أنت يا خالد.
وأخش ى أال أكو ن ذكي ً ا في حديثى معها.
ما أعلمه أننى ال امتلك من الذكاء سو ى مائتى وحدة أو أكثر فسأله يامن: هل تريد أن تخبرها بذلك اآلن؟ أحبها.
أعتقد أنني تأخرت كثير ً ا كىيأخبرها بذلك.
أرى أن الوقت قد حان لتعلم كم فصمت خالد ثم نظر إليه: فابتسم يامن: ما ز ال هناك وقت حتى يوم زيكوال.
وأن أطلب منها أن تأتي معي إلى بلدي.
والذي قرأته من قبل وأنها حورية زيكوال.
وكلما انتهت من قراءة إحداهن تناولت األخرى .
ً بأنني قد وجدت أوراقه مبعثرة.
ثم أعطاها لها فابتسمت أسيل: إن ّ خالد قد خرج وال أعلم أين هو.
أريدك أن تخبريه برفق.
وتحد ّ ث: بعدها خرج .
أما يامن فقد حمل أوراقه،
ستأتي إليك مسرعة وتقو ل أحبك يا خاااااالد.
إنها قرأت األوراق األولى فقط حين كنت أمدحها لكنها لم رأ فسأله: وهل قرأتها أسيل؟ فأجابه خالد: نعم.
ولكن دو ن جدو ى فحد ّ ثت نفسها: جاءوها بها،
ستذهب إلى املنطقة الوسطى فلم تجد أيا منهما.
وأ ر ادت أن تخبر خالد ً ا أو يامنا بأنها ً لتحملها معها.
فسألته في دهشة: أيتها الطبيبة.
- أال تعلمين ملاذا جاءها جنود الحاكم في ذلك التوقيت املفاجئ؟
فظهرت خيبة األمل على وجهه ثم سأل الفتاة: شعور ي كل يوم بحبها لي.
فأجابته: أين الطبيبة أسيل؟ تقوم بتنظيفها،
ووجد فتاة تخرج من حجرة أسيل ،
كانت ساكن فأجابته في حزن: ال ش يء.
حتى شعر قائد الحراس بذلك "ما أعلمه جيدا أنني لم أحب ّ غير منى طوال عمر ي " ً أحبها ست سنوات،
وقد كتب: قد كتب بها أنه قابل فتاة أثناء عمله بتكسير الصخور تشبه منى حبيبته،
وضعوه مع غيره من فقراء منطقتنا.
استدار بحصانه: أال تعلم أن هناك من يولدو ن بعد سبعة أشهر فقط،
ثم سأله: فضحك القائد ساخر ً ا إلى جنوده: فصاح خالد: ماذا.
لقد وضعت زوجة الحاكم ولدها الليلة أيها الفقير.
ثم أكمل: ً فأجابه قائدهم في غلظة: شيئ ملاذا تمسكو ن بى؟ !.
ويمسكونه فسألهم على الفور : ويفكر هل قرأت أسيل أوراقه.
هل علمت بمدى حبه لها.
حتى فوجئ بالكثير من ّ وأن تمر األيام سريع ً ا،
ويستكمل جزء ً ا من ذكائه حتى يخرج من زيكوال،
بعدما نزل ذلك النفق الذي أوشك على انتهائه وخرج منه.
يتمنى أن ينتهي حفره مر الوقت قليال،
- ال أعلم سيدي.
فرد الرجل هدوء : من أنت؟
ووجده رجال يبدو من ً ً ً التفت خالد فوجد رجال يجلس بركن ٍ بعيد ٍ بالغرفة،
حتى سكت فجأة حين سمع صوتا من خلفه: ً البد أنكم مخطئو ن .
) 17 ( 227
فأخرج جواد زفير ً ا طويال ثم نظر إليه: ً وملاذا لم تحافظ أنت على ذكائك؟!!
فسأله خالد ساخر ً ا : كان البد أن تحافظ على مخزونك من ذكائك ليوم مثل هذا.
إنني أشاهدها للمرة األولى.
إنني لست من أهل زيكوال.
ما ز ال أمامهم يوم ٌ آخر حتى يأتينا أطباء منطقتنا.
فأكمل خالد: أال يوجد غيرنا؟!
فرد الرجل: أنا جواد.
فجلس خالد بجواره ثم سأله: أو يكو ن لك حظ مع الزيكوال.
ثم تابع بعدما صمت برهة: ليتنا نخرج جميع ً ا.
اجلس ال تضي ّ ع وقتك.
طاملا جئت هنا لم يعد لك أمل سو ى فابتسم الرجل : أريد أن أخرج من هنا.
فأجابه : ملاذا ال تجلس؟!
فصمت خالد حتى سأله الرجل: 228
فأجابه جواد: بالطبع .
فساله خالد مندهشا: هل ستترك أطفالك يعيشو ن هنا في زيكوال؟!! ً تريد أن تنجب أطفاال يكونو ن من أثرياء زيكوال.
فأكمل: األفقر مني فلم يشغل لي الفقر باال.
فتاة تسكن ً التي تكفي لعيش ي سعيدا دو ن أن أد ّ خر شيئا ز ائدا عن حاجتي.
أم ّ ا أنت فلماذا فقدت ثروتك؟ تذكرني بنفس ي.
ولكنه الزمان ينقلب رأس ً ا على عقب دو ن مقدمات.
من كان يراني منذ أيام لم يكن ليظن لحظة واحدة 229 فتحد ّ ث إليه خالد: إن كنت أنا الذبيح.
فتوقف جواد: أال تريد أن تعود إلى حبيبتك؟! مبتعد ً ا عنه فسأله خالد : نجوت.
كنت ممن يعملو ن بحرص أال يأتوا هنا يوم ً ا.
وسأفرح كثير ً ا إن فأجابه : ملاذا ال أ ر اك قلقا أو حزينا؟!.
كيف تمتلك هذا البرود؟ ً ً فقاطعه خالد مندهشا: ً من أجل سعادة حاكمنا بولده،
لطاملا جعلنا حكامنا أقوياء.
ولكني سأذبح أكمل: والجميع يقدم له وافر االحترام.
ثم ّ حين يذهب منا املرء يوم فتح باب زيكوال إلى مدينة أخرى فإنه يتباهى أنه زيكولي،
أعطتنا القوة والفخر بأننا أبناؤها.
فال أعتقد أنني سأجد أفضل منها وطنا لي.
ثم أكمل: ً فنظر إليه خالد: إنكم تقتلو ن في وطنكم هذا.
مرت أمامه عربة فطلب من صاحبها أن يصطحبه معه فرفض،
ً مسرع ً ا خارج املسكن إلى أطراف املنطقة الغربية حتى وصل إلى الطريق املمهد إلى ال يستطيع أن يتمالك نفسه.
وزج ّ أحد الجنود بشخص شاحب اللو ن إليهم ثم ُ سأشعر بالفخر حين أعود إليهم.
وأكمل بصوت يشوبه الحزن : أتمنى أن تعود إليها وتنجبا أطفاال ينعمو ن بذلك الحب.
وهل ستنتهي حياته في وينظر إلى جواد الذي كلما حل ّ فقير بالغرفة يذهب إليه ليعرف قصته.
ثم يتحد ّ ث باب الغرفة لي ُ زج بفقير جديد إليهم ثم يوصد مجدد ً ا.
ويضرب حصانه ً وكلما حاو ل أن يسندها على لوح خشبي بمؤخرة العربة تفلتان.
وظلت رجاله تهروالن كي تجارى سرعة حصان العربة،
حتى ابتعدت العربة عنه فأسرع ً ً فأمر العجوز حصانه أن يواصل حركته،
إننى كنت في مثل عمركم أجوب ز يكوال إنني ال أصطحب غرباء.
فأجابه العجوز : أريد أن أذهب معك إلى املنطقة الوسطى .
يركبها عجوز يتجاوز عمره الثمانين فأوقفه يامن،
فصمت يامن ثم أكمل : قارب.
وإال أثرت غضبي.
أنت تعلم أنن بعمل هذا قد أجعلك ً فرفع يامن ر أسه: أعتذر،
من أنت كي تسألني؟! أنا مساعد الطبيبة.
سأنزل ألرى ماذا تريد يا خالد.
ثم عادت وسألت نفسها: ربما أراد أن يختبر مدى حبي وغيرتي.
وقالت : فال أمثل لك سو ى شخص تحب مساعدته.
فصمتت برهة ثم أشارت إلى الوصيفة: حسنا .
ثم تمالكت نفسها سألت الوصيفة : خالد !!
ويريد أن يخبرها بأمر هام،
حتى سمعت طرقات على باب حجرتها ثم وجدت إحدى الوصيفات تدلف كانت أسيل تجلس بحجرتها،
فأجابت أسيل في برود : إلى بلده يا أسيل.
فأكمل واجم ً ا : فرد ّ ت: ماذا؟ !! لقد أمسكوا بخالد من أجل يوم زيكوال.
فأكملت: حسبتك خالدا.
أعتذر أنني جئتك هذا الوقت املتأخر.
تتحدث حتى فوجئت بأنه يامن: نحو الغرفة التي أخبروها بأن مساعدها ينتظرها بها.
وما إن دلفت إليها وكادت ثم بدلت مالبسها،
فأجابه خالد: ال .
وما إن تقدم إليهما حتى سأله أحدهما: شحوبه بشحوب من معه ثم ينظر إلى السماء،
ويدعو ربه أن ينج ّ يه من هذه املحنة مالحظاته عن ذلك الفقير.
ويقا رن بقلم ويدو ّ ن شيئ ً ا بأوراقه بعدما ينتهي من فحص أحد الفقراء،
وكأنه يدو ّ ن بثنية من جلده لتخبره كم يمتلك من وحدات ذكاء.
وهما يفعالن مثلما كانت تفعل أسيل حين كانت تمسك بدأ الفقراء يتجهو ن إلى الطبيبي ّ ن واحد ً ا تلو اآلخر.
فأجابه : كم سيختارون منا؟
فهمس إليه: وعلم أنهن قد ح ُ بسن بغرفة أخرى ،
والحظ خالد بأن هناك نساء شاحبات سيعرضن معهم على األطباء.
واصطفوا بها كما أمرهم قائد ّ ّ اصطف الجنود صفين،
- يبدو أن أحدنا سيكو ن الذبيح أيها الصديق
ما ز ال أمامك فرصتان كي تنجو.
فسقط خالد على ركبتيه : بيوتكم،
واحتفلوا مع أصدقائكم بمولود الحاكم.
أم ّ ا الباقو ن فعليكم أن تعودوا إلى ثم أشار إلى خالد: أنت.
واحتبست أنفاس خالد حين أشار إلى جواد: غد.
األطباء سنصطحبه غدا إلى املنطقة الوسطى حتى ي ُ عرض على طبيبة الحاكم بعد ً من ينجو اليوم عليه أن يعمل بجد كي ال يعود إلى هنا مرة أخرى .
ومن اختاره ّ لقد أخبرنا الطبيبان من منكم األكثر فقر ً ا .
اتجه إلى خالد ومن معه من رجال ونساء ونظر إليهم: أوراقهما،
والذى بدوره ّ وجوه الكثيرين من الفقراء والفقيرات.


Original text

202


فأجابها بصوت منخفض: خالد.. هل أنت بخير؟ ممسك فلم ير ّ د، وظل ا برأسه، وبدأ شحوب جلده يزداد.. حتى سألته: ً



  • خالد، تماسك.. أرجوك تماسك.. أعلم أن اليوم شاق ٌ عليك..


واقتربت منه، بعدما أمسك برأسه: وما إن أخذه خالد حتى شعر بألم ٍ شديد ٍ برأسه.. فنظرت إليه أسيل في لهفة، وهذا مفتاح بيت سيدي.. فابتسم الفتى، وأخرج مفتاح ً ا حديدي ً ا كبير ً ا: حسنا.. أستأجر منك البيت حتى يوم فتح باب زيكوال مقابل مائتي وحدة.. ً ش يء إن علم بذلك.. سيأتو ن بعد أن يرحل.. بعدها نظر خالد إلى الفتى:



  • سيأتو ن بعد قليل.. ال تخبر الفتى بما سنفعله أسفل بيت سيده.. ربما يضيع كل فهمس إليه إياد: ومتى يأتي عمالك؟ فأومأ خالد إليه برأسه موافقا دو ن أن يتحدث ثم نظر إلى إياد: ً علم أنني من أدخلتكم بيته.. ي ُ فتح باب زيكوال.. إن عاد سيدي فلن يترككم لحظة واحدة ببيته.. وربما يقتلني إن حسنا، ولكن سأكررها.. إلى يوم زيكوال فقط.. بل اليوم السابق له حتى.. يوم ً فتحدث الفتى: إنه من يريد أن يستأجر بيت سيدك.. مالبسه بالية ثم أشار إلى خالد، وحدث الفتى: ّ كنت أعلم أنك ستقرر ذلك.. ثم تحر ّ ك خطوات إلى الخارج، وعاد ومعه فتى ن ،


..


ي


213 حسنا.. أدخله.. ً صاحبه حين يعود إليه .. فحد ّ ثه خالد : البيت بالصخور مجدد ً ا ثم يعيدو ن أرضية البيت كما كانت.. وأتمنى أال يثير ر يبة أكدوا لي ذلك.. وبعد أن تغادره - متى تشاء- سأجعلهم يمألو ن جزءه القريب من ّ من اليوم.. وأنت ستواصل عملك.. وستجد نفقك كامال بعد عشرين يوم ً ا.. وقد ً حسنا.. سأدخله إليك اآلن ثم أذهب معهم إلى ذلك البيت ألنهم سيبدأو ن عملهم ً أريد أن يخبروا أحد ً ا.. فتحدث إياد: فابتسم إليها خالد: إنني قو ي .. سأدفع لهم مايريدو سواء اآلن أو بعد ذلك وال خالد.. إن هذا قد يودي بحياتك.. فصرخت إليه أسيل: حسنا.. سأعطيهم ما يريدو ن .. ً فنطق خالد في صوت هادئ: جميع ً ا.. فرد إياد: نعم.. وهذا ما سيجعلهم يكتمو ن أمر ذلك النفق.. الذي قد يود بحياتنا هل يأخذو ن أجرهم دائم ً ا هكذا؟ فأمسك خالد بيدها.. ثم تحدث إلى إياد: ال.. لن يدفع لهم ثالثمائة وحدة اآلن.. فنطقت أسيل على الفور وحدة دفعة واحدة.. هل ستعطيهم أجرهم دفعة واحدة كما طلبوا؟ لقد أتى زعيم العمال الذين سيحفرون النفق.. ولكنه يريد أن يأخذ الثالثمائة ولم يترك رأسه حتى مر قليل من الوقت.. وخرج إياد وعاد مجدد ً ا، وتحدث إليه: ّ نعم.. 204


جيدا.. ً


أصبحت صفراء شاحبة، وإلى كفيه اللتين ارتعشتا قليال.. حتى أ ر اد أن يتجه نحو ً وخالد ما ز ال يتحرك، ويهذي، وال يد ري بش يء من حوله، وينظر إلى ذ ر اعه التي ثروتك.. ثم أمسكه يامن: خالد.. ستعود إلى بلدك.. ستعود قويا كما كنت.. ستسترجع خالد.. ستصمد.. إنك قو ي .. أعلم أنك ستصمد..ستصمد.. خالد.. عليك أن تصمد.. لم يفعل أحد من قبل مثلما فعلت.. وأسيل تناديه وقد تساقطت دموعها: يامن وأسيل في ذهو ل ، وترنح مجدد ً ا، وبرزت عيناه وأمسك برقبته كأنه يختنق، شفتاه، واحمر ّ ت عيناه، ونهض من مكانه، وسار مترنح ً ا بين أرجاء املكان، ونظر إلى ّ جديد، وتزايدت ضربات قلبه، وتسارعت أنفاسه، وزاد شحوبه للغاية، وشحبت ثم غادر، ومعه إياد الذي أخذ املفتاح الحديدي معه.. أما خالد فأمسك ر أسه من سنبدأ العمل اليوم.. وستر ى كم نحن بارعو ن .. فابتسم الرجل، وهم ّ ليغادر قائال: ً فابتسم خالد: حسنا، لك ما تريد.. ً حسنا، كما تريد.. إننا نعلم كيف نصو ن السر ً فرد ّ الرجل: ال أريد أن يعلم أحد بذلك أبدا.. ً فتحدث إليه خالد: إننا نريد ثالثمائة وحدة اآلن.. سميكة.. ثم نطق بصوته الغليظ: غليظتان، وبيده آلة حفر يدوية سن ّ ها حديدي مدبب، وتخرج منه عصا خشبية فخرج إياد.. وعاد ومعه رجل ضخم شعره مجعد، وشاربه كثيف، وشفتاه 215


تشعر بأنها تراه أمامها كما ر أته حين وقف أمام عمال املنطقة الشرقية كقائدهم، تذكرت حديثه إليها حين ر أى نجم ً ا المع ً ا فريد ً ا، وأخبرها بأنه قد سم ّ اه أسيال.. ً ّ التي كتبها عنها، وأنها حورية زيكوال، وتمسح مجدد ً ا وجهه باملاء، وابتسمت حين وتتذكر حين اصطدم حصان عربتها به ورأته ألو ل مرة.. ثم تتذكر حين قرأت كلماته الناعم.. وخالد م ُ غلقة عيناه، ويهذي بكلمات غير مفهومة، وأسيل تنظر إليه، من املاء البارد على يدها ثم تمررها على وجهه وعلى لحيته الناعمة ثم على شعره التي ظلت تنظر إليه، وتحاو ل أن تتمالك نفسها من البكاء مجدد ً ا، وتسكب القليل غادر يامن بيت ضيافة الطبيبة بعدما حمل خالد إلى سريره.. وترك بجواره أسيال ً





  • حسنا.. عليك أن تحمله إلى سريره اآلن.. وأنا سأظل بجواره حتى تعود.. ً فقالت أسيل، وما ز الت دموعها على خد ّ يها: زيكوال.. وسأتابع مع إياد أيض ً ا حفر ذلك النفق.. نعمل من الغد.. لقد أصبح هدفي اآلن أن يستعيد خالد ذكاءه قبل أن يغادر حسنا.. سأتركه ينام حتى الغد، وأنا سأذهب كي أرى عملنا الجديد.. البد وأن


فرد يامن:


وحدة.. عليه أن يأخذ قسطا كبير ً ا من الراحة اليوم.. ًإن اليوم سيكو ن أصعب أيامه في زيكوال.. إن مخزونه اآلن ال يزيد عن مائة


وزادت دموعها، ومررت يدها فو ق شعره، وأكملت:كنت أعلم أن ذلك سيصيبه.. ولكنني لم أعلم أنني لن أستطيع أن أ ر اه هكذا..


وأغمض عينيه.. فنظرت أسيل باكية إلى يامن: وضم ّ ت أسيل ر أسه إلى صدرها، ورجاله تنتفضان بقوة، حتى هدأتا رويدا رويدا، ً ً الباب، وما إن تحر ّ ك خطوات نحوه حتى سقط على األرض، وظل جسده ينتفض، 206


ضد آخذي وحدات


فصاح به في غضب: لدينا عملنا.. فابتسم يامن: ونحن ملاذا النعمل معهم؟ ! فسأله مجدد ً ا: فأجابه: نعم.. لقد بدأوا باألمس.. هل بدأوا العمل؟ هادئ: فصمت خالد، ولم يتحدث بعدما نظر إلى ذ ر اعه ثم نظر إلى يامن، وحد ّ ثه بصوت لقد أصابنا القلق فحسب.. فابستم يامن، وابتسمت أسيل، ورد ّ ت: ملاذا تجلسان هكذا؟ ! فسألهما: في صباح اليوم التالي، فتح خالد عينيه فوجد أسيال ويامنا بجواره فضحك، ً ً ظال و بجواره ساعات طويلة دو ن أن يغفو لهما جفن.. حتى مر ّ ذلك اليوم... ّ فتوقفت قدماها حين سمعته.. ثم أكملت طريقها لتحضر املاء.. حتى عاد يامن، جدي.. منى.. منى.. جدي.. ثم نهضت لتحضر املزيد من املاء فوجدته يهذي، ويعلو صوته: ستكو ن على مايرام يا خالد.. ستكو ن بخير.. الحماية.. وبدأت تتحدث إليه بصوت هادئ: وجعلهم -بكلمات منه- يتخلو ن عن خوفهم، ويتحدو ن ّ 217


فأكمل يامن: نعم.. أتذكر.. فرد خالد: هنا سنكسر الصخور مثلما كنا نكسرها في املنطقة الشرقية.. أتتذكر؟ وصال إلى عملهما الجديد.. فتحدث إليه يامن: من األسئلة واليى أجابها له يامن من قبل، ويامن يبتسم ويجيبه مجدد ً ا.. حتى وقد بطأت حركته، وكلما سار بمكان ما، تلفت حوله كثير ً ا، وظل يسأل يامنا الكثير ً ّ اتجه خالد مع يامن إلى عملهما الجديد في املنطقة الغربية.. وخالد يسير واجم ً ا،




..




  • حسنا يا صديقي.. انتظر حتى أغسل وجهي باملاء.. أ ر اك أصبحت متسرع ً ا قليال.. ً ً فضحك يامن: حسنا.. هيا بنا إلى العمل.. ً فركل يامن بقدمه: لك عمال ستوفر منه ست وحدات باليوم.. ً كنت أتمنى ذلك.. ولكن مرض ى تلك املنطقة أغلبهم من النساء لقد وجد يامن فابتسمت: ألن نساعدك؟ فنظر خالد إلى أسيل مندهشا: ً نعم.. ملاذا تجلسان؟ .. هيا انهضا إلى عملكما؟ فابتسمت أسيل، ونظرت إلى يامن: وملاذا نجلس هنا؟ ! 208




  • من سيزيل تلك الصخور والرمال التي سيخرجونها من النفق، غيرهم؟ !.. ضحك: اطمئن.. سأجعلهم يعملو ن ليال أيض ً ا، ولكن مع اقترابهم من نهاية النفق.. ثم ً وسينتهى في موعده بعد عشرين يوم ً ا.. ثم نظر إلى خالد: الصلبة.. إنها أصعب ما في األمر.. بعد ذلك أعتقد أن الحفر سيكو ن سهال.. ً انظرا.. لقد تخلصوا اليوم من أرضية تلك الغرفة، ومعها الطبقة الصخرية




،


بيده، وتحر ّ ك بهما إلى إحدى غرف الطابق السفلي بالبيت: فأشار يامن إلى إياد بأن ُ يهد ّ ئ من حديثه.. وأن خالد ً ا ليس كطبيعته ثم أمسك إننا نريد أن نسرع..


فصاح به خالد:


ضجيج النهار يستر خلفه ضجيج الحفر.. فأجابه إياد: إنهم قد انصرفوا.. لن يستطيعوا أن يعملوا مع هدوء الليل.. إن ّ


-أين العمال؟


هناك بمفرده، وعمال الحفر قد انصرفوا، فسأله خالد في غضب: من عملهما، وأخذا أجرهما، واتجها إلى ذلك البيت الذي استأجره.. فوجدا إياد ً ا عمله، ويكسر مثله ببطء.. ثم يوحي إليه بأنه من تفو ق في تلك املنافسة.. حتى انتهيا فيعمل مجدد ً ا، ويحاو ل أن ينافس يامنا، ولكنه ال يستطيع.. في ُ هدئ يامن من ً هيا يا خالد.. هيا.. إنك بحاجة إلى كل وحدة..


تعبه وإنهاكه وأراد أن يستريح.. فيحدثه يامن بأن يعمل، ويحم ّ سه: ّ بدأ خالد يعمل مع يامن.. وكانت كفاءته أقل كما أخبره.. وكلما اشتد بعمله زاد


لنر ى نفقك يا صديقي.. عمل ال يحتاج إلى ذكاء.. وحين ننتهي من عملنا سننال أجرنا.. ثم نذهب إلى إياد أعلم أن كفاءتك ستكو ن أقل.. ولكن ما عليك سو ى أن تقلدني في عملي.. إنه ّ 219


ركبيته.. إنها ليست مسافة كبيرة.. بالطبع ال.. إن ارتفاع النفق ال يتجاوز متر ً ا.. عليه أن يزحف به.. أو يتحر ّ ك على


فأجابها إياد:



  • هل سيستطيع أن يسير بذلك النفق..


أن تتحدث إليه بعيد ً ا عن خالد ثم سألته: لقد بدأ العمل بحق يا خالد.. ستحقق أملك قريب ً ا.. ثم نظرت إلى إياد، وطلبت دع ّ موها باألخشاب حتى ال ينهار ما فعلوه.. وتنظر إلى خالد ضاحكة: األفقى.. وتعجبت من تلك البراعة التي يحفرون بها.. وكلما حفروا مسافة معينة ّ يحفرون نفقا أفقي ً ا.. واندهشت أسيل حين نزلت تلك الحفرة، ونظرت إلى النفق ً عمودية، قد تصل إلى مترين، ووضعوا بها س ُ لم ً ا خشبي ً ا صغير ً ا.. ومنها بدأوا ّ ما يفعلونه من بعيد.. وال يتدخل بعملهم مطلقا.. وقد تعم ّ قوا باألرض مسافة ً إياد ومن معه من ع ُ مال، وتأتى إليهم أسيل حين تنتهى من عملها، وخالد ينظر إلى بشأنه إليه، وال يناقشه بش ئ.. ما يريده فقط أن يعمل، وينال أجره.. ثم يتجها إلى توالت األيام يوم ً ا تلو اآلخر، وخالد يعمل مع يامن، ويترك كل ما يريد أن يأخذ قر ار ً ا




فضحك إياد :- ال أنس ى أننى سأنال أجر ً ا ملتابعة هؤالء العمال.. إياد.. إن مصير خالد مصير ى .. لن أوصيك.. حسنا يا خالد.. سنعود.. ثم نظر إلى إياد: ً فابتسم إليه يامن في هدوء:




  • يامن.. أريد أن أعود إلى املسكن..




  • افعلوا ما تشاءو ن .. ثم نظر إلى يامن:




فهدأ خالد، وهم ّ للمغادرة: 221



  • يامن.. لقد أخبرتك من قبل أنني أحب أسيال.. ً بمفردهما، فنظر إليه: حتى جاء اليوم الثامن عشر من بداية الحفر، وكان خالد يجلس مع يامن


بالبيت ذاته ..و قد وافقاه فيما أ ر اد. معهما إلى ذلك املسكن.. دار الطبيب.. بعدما رفض أن يسكن بالطابق العلو ي خالد ً ا ويامنا هناك فتجلس بجوارهما، ويداعبان خالد ً ا وال يتركانه حتى يعود ً وتمر األيام أكثر وأكثر، وأسيل تنهي عملها كل يوم لتذهب إلي ذلك النفق.. فتجد


وخالد يستمع إليه، ويبتسم، ويتحدث إلى نفسه: "سأخرج يا يامن.. سأخرج.."


ستخرج من زيكوال كما تريد.. انظر يا خالد.. لم يعد سو ى مسافة قليلة إلى سور زيكوال.. انظر يا خالد..


فتحته.. ويعلو صوته إليه: أمتار ً ا به، ومعه شعلة من النار يضحك، ويتحدث إلى خالد الذي ينتظره عند صخور الحفر ليال.. ويامن يزداد األمل أمامه، وكلما نزل النفق، وزحف على ركبتيه ً الخالية بين سور زيكوال والبيت القريب منه.. يحفرون نهار ً ا، ويتخلصو ن من يحفرون نفقه.. ويسرعو ن في عملهم دو ن أن يدر ي أحد بما يحدث تحت األرض واستمرت الساعات في مرورها.. ومرت األيام معها.. وخالد يواصل عمله.. والعمال



  • أتمنى ذلك..


فردت أسيل:


..


مفتوح ً ا من الجانبين.. وهذا بالطبع سيمرر الهواء.. أرى أنك تخشين عليه كثير ً ا.. ال أرى أنها مشكلة على اإلطالق إن النفق وماذا عن تهويته.. أخش ى أن يختنق داخله، فابتسم إياد: فصمتت أسيل ثم سألته مجدد ً ا:


سيكو ن 221


.. و



  • إنها هناك بين أغراض ي.. فأشار خالد إلى أغراضه: أين أوراقك التي كنت تكتبها؟ سأخبرك ماذا تفعل، ثم سأله: فصمت يامن قليال ثم ضحك وقال : ً السهولة.. أخش ى أن يكو ن تواجدها معي تعاطفا ليس حب ً ا.. ً أريدك فقط أن تخبرني ماذا أفعل.. كنت أظن األمر سهال.. ولكنني ال أجده بتلك ً فابتسم ابتسامة حزينة: إنها تعلم من أنت يا خالد.. وهي تحبك. فابتسم يامن: بقليال.. وأخش ى أال أكو ن ذكي ً ا في حديثى معها.. ً فأجابه :- ال أعلم.. ما أعلمه أننى ال امتلك من الذكاء سو ى مائتى وحدة أو أكثر فسأله يامن: هل تريد أن تخبرها بذلك اآلن؟ أحبها.. أعتقد أنني تأخرت كثير ً ا كىيأخبرها بذلك.. أرى أن الوقت قد حان لتعلم كم فصمت خالد ثم نظر إليه: فابتسم يامن: ما ز ال هناك وقت حتى يوم زيكوال.. أن أخبر أسيال بأنني أحبها.. وأن أطلب منها أن تأتي معي إلى بلدي.. ً لم يعد يتبقى على إتمام النفق ومروره أسفل سور زيكوال سو ى القليل أنا أود فأكمل خالد: نعم فرد يامن مبتسم ً ا: 222


خالد عنها في البداية، والذي قرأته من قبل وأنها حورية زيكوال.. ثم بدأت تقرأ ما ورقة ورقة.. وكلما انتهت من قراءة إحداهن تناولت األخرى .. وظلت تقرأ ما كتبه في سعادة.. تريد أن تقرأ ما كتبه خالد عنها.. وزادت من إضاءة غرفتها، وأمسكتهم ثم أخذتها، وأغلقت بابها على الفور ، وأسرعت إلى سريرها، وبعثرت األوراق أمامها



  • حسنا سأعطيها له حين يعود.. ً بأنني قد وجدت أوراقه مبعثرة.. ثم أعطاها لها فابتسمت أسيل: إن ّ خالد قد خرج وال أعلم أين هو.. وأنا سأخرج اآلن.. حين يأتي، أريدك أن تخبريه برفق.. ففتحته فابتسم، وأظهر إليها أوراق خالد، وتحد ّ ث: بعدها خرج .. أما يامن فقد حمل أوراقه، واتجه بها إلى غرفة أسيل، و طرق بابها


مختلفة.. لم يعد سو ى يومين على انتهاء العشرين يوم ً ا التي أخبرني بها إياد. ثم أتجو ل بين شوارع املنطقة قليال.. ال أريد أن أنام الليلة.. أشعر أنها ليلة ً حسنا لفعل ما تشاء.. أما أنا فأريد أن أذهب إلى إياد ومن معه من عمال اآلن.. ً فابتسم خالد:


ستأتي إليك مسرعة وتقو ل أحبك يا خاااااالد.. حتى تذهب إليها.. أ ر اهنك بخمس وحدات من الذكاء.. أنها حين تقرأ تلك األوراق حسنا سآخذ تلك األوراق، وسأجعلها تقرأها، وستتأكد من حبك لها، ولن تنتظر


فابتسم يامن:


..


.. و


تق


أنني أحبها منذ دخولي إلى زيكوال. فأجابه: ال.. إنها قرأت األوراق األولى فقط حين كنت أمدحها لكنها لم رأ فسأله: وهل قرأتها أسيل؟ فأجابه خالد: نعم.. كتبت بينها أنك تحب أسيال؟ ً فسأله: 223


وجهها.. حتى وصلت إلى آخر ورقة معها، وزادت ضربات قلبها حين وجدت أن خالد ً ا إلى قصر الحاكم.. وبدأت تقرأ مجدد ً ا ما كتبه بينما تسير العربة، وبدا السرور على املصباح الناري كي تتمكن من قراءة باقى أوراق خالد التي أحضرتها معها حتى تصل ثم طلبت من قائد الحراس الذي كان يجلس أمامها في العربة أن يزيد من إضاءة



  • إن املنطقة الوسطى ليست ببعيدة.. سأذهب إلى هناك، وسأعود على


الفور


..


ولكن دو ن جدو ى فحد ّ ثت نفسها: جاءوها بها، وبدأت العربة في التحر ّ ك، وهي تنظر عبر نافذتها لعلها تجد خالد ً ا، ستذهب إلى املنطقة الوسطى فلم تجد أيا منهما.. فركبت العربة الفخمة التي خرجت أسيل مسرعة مع حراس الحاكم.. وأ ر ادت أن تخبر خالد ً ا أو يامنا بأنها ً لتحملها معها.. ولم تدر أن هناك ورقة قد أسقطتها دو ن أن تشعر.. ثم أغلقت باب حجرتها مرة أخرى ، وبد ّ لت مالبسها، ومللمت أوراق خالد سريع ً ا


ي



  • حسنا.. سآت معك. ً هدأت أسيل:


ي


ي


..


ليست على مايرام.. ال أعلم سيدتي.. لقد أمرن سيد الحاكم أن آتي بك على الفور يبدو أن سيدتي فأجابها:



  • ملاذا؟


فسألته في دهشة: أيتها الطبيبة.. إننا من حراس الحاكم.. البد أن تأتي معنا على


الفور


..


ببعض الجنود، وقائدهم يتحدث: ّ صوت طرقات شديدة على باب غرفتها، وحين نهضت وفتحت بابها.. فوجئت كتبه خالد عن زيكوال، وعن أهلها، وعن مناطقها.. حتى قاطع تركيزها الشديد 224



  • أال تعلمين ملاذا جاءها جنود الحاكم في ذلك التوقيت املفاجئ؟


فظهرت خيبة األمل على وجهه ثم سأل الفتاة: شعور ي كل يوم بحبها لي.. أما أنا فأشعر تجاهها بحب لم أشعر بمثله من قبل.. " "لم أحب غيرها طوال عمر ي قبل أن آتي إلى زيكوال.. حتى وجدت أسيال التي يزداد ً فأمسك يامن بالورقة فوجدها إحدى أوراق خالد، والتي كتب ببدايتها: ُ




  • وقد سقطت منها تلك الورقة يا سيدي. ثم أخرجت ورقة صفراء، وأكملت: لقد خرجت مع جنود الحاكم.. فأجابته: أين الطبيبة أسيل؟ تقوم بتنظيفها، فسألها: في الوقت ذاته عاد يامن إلى املسكن، ووجد فتاة تخرج من حجرة أسيل ،،كانت ساكن فأجابته في حزن: ال ش يء.. ثم نظرت عبر النافذة، ولم تحر ّ ك ا.. ً




  • أهناك مكروه، سيدتي؟ صدمة أصابتها فسألها: بعدما بدا التوتر على وجهها، وملعت عيناها بالدموع، وتسارعت أنفاسها، وكأن وانتهت األوراق معها، فحاولت أن تتمالك نفسها.. حتى شعر قائد الحراس بذلك "ما أعلمه جيدا أنني لم أحب ّ غير منى طوال عمر ي " ً أحبها ست سنوات، وكادت دموعها تسقط حين انتهت الورقة، وقد كتب: قد كتب بها أنه قابل فتاة أثناء عمله بتكسير الصخور تشبه منى حبيبته، التي 225







  • أمسكوا به، وضعوه مع غيره من فقراء منطقتنا.. حتى ي ُ عرضوا على أطباء زيكوال. استدار بحصانه: أال تعلم أن هناك من يولدو ن بعد سبعة أشهر فقط، ثم أشار إلى جنوده، وقد أرى أنه أفقر من قابلنا.. ثم سأله: فضحك القائد ساخر ً ا إلى جنوده: فصاح خالد: ماذا.. ال.. ما ز ال هناك شهران على وضعها.. سبعة أيام من اليوم.. لقد وضعت زوجة الحاكم ولدها الليلة أيها الفقير.. وسيكو ن يوم زيكوال بعد نعم.. إنك لم تفعل شيئا.. ثم أكمل: ً فأجابه قائدهم في غلظة: شيئ ملاذا تمسكو ن بى؟ !.. إننى لم أفعل ا.. ً الجنود يقتربو ن منه، ويحيطو ن به، ويمسكونه فسألهم على الفور : ويفكر هل قرأت أسيل أوراقه.. هل علمت بمدى حبه لها.. حتى فوجئ بالكثير من ّ وأن تمر األيام سريع ً ا، ويستكمل جزء ً ا من ذكائه حتى يخرج من زيكوال، وظل يسير، بعدما نزل ذلك النفق الذي أوشك على انتهائه وخرج منه.. يتمنى أن ينتهي حفره مر الوقت قليال، وخرج خالد إلى شوارع املنطقة الغربية.. يسير في هدوء ليلها ً






  • ال أعلم سيدي.. فأجابته: 226




  • فقير مثلك..




في


فرد الرجل هدوء : من أنت؟


هيئته أنه في األربعين من عمره.. فسأله: حتى اقترب منه فبدأت مالمحه في الظهور شيئا فشيئا، ووجده رجال يبدو من ً ً ً التفت خالد فوجد رجال يجلس بركن ٍ بعيد ٍ بالغرفة، ولم تكن مالمحه قد ظهرت ً تغادر إلى أين؟!


حتى سكت فجأة حين سمع صوتا من خلفه: ً البد أنكم مخطئو ن .. البد أنكم مخطئو ن .. البد أن أغادر..


تفكيره.. ثم نهض مجدد ً ا، واتجه نحو الباب الحديدي، وصاح: يغلبها الظالم.. فجلس بأحد أركانها، ووضع ر أسه بين يديه، وكأن صدمته شلت ّ بالطابق السفلي.. وأوصدوا بابها الحديدي من خلفه فأصبحت إضاءتها شاحبة الطرف الشرقي للمنطقة الغربية.. ثم أدخلوه إحدى غرف القصر الخالية املمسكين به ولكنه لم يستطع، واقتادوه معهم إلى قصر كبير يوجد بالقرب من سمعه كالصاعقة التي أنسته كل ش يء من حوله.. وحاو ل أن يتملص من الجنود ّ كان ما حدث من أمر الجنود صدمة بالنسبة لـ خالد.. ووقعت كلمات قائدهم على


) 17 ( 227


فأخرج جواد زفير ً ا طويال ثم نظر إليه: ً وملاذا لم تحافظ أنت على ذكائك؟!!


فسأله خالد ساخر ً ا : كان البد أن تحافظ على مخزونك من ذكائك ليوم مثل هذا..


فصمت جواد ثم ابتسم، وأكمل: ال.. إنني أشاهدها للمرة األولى.. إنني لست من أهل زيكوال..


فأجابه خالد: سيحضرون هنا الكثيرين من الفقراء.. ألم تشاهد تلك األيام من قبل؟! انتظر.. ما ز ال أمامهم يوم ٌ آخر حتى يأتينا أطباء منطقتنا.. وإلى أن يأتي األطباء


فأجاب جواد:


فأكمل خالد: أال يوجد غيرنا؟!


فرد الرجل: أنا جواد.. ما اسمك؟


فجلس خالد بجواره ثم سأله: أو يكو ن لك حظ مع الزيكوال.. ٌ أن يكو ن هناك من هو أكثر منك فقر ً ا.. ثم تابع بعدما صمت برهة: ليتنا نخرج جميع ً ا.. اجلس ال تضي ّ ع وقتك.. طاملا جئت هنا لم يعد لك أمل سو ى فابتسم الرجل : أريد أن أخرج من هنا.. البد أن أخرج..


فأجابه : ملاذا ال تجلس؟!


فصمت خالد حتى سأله الرجل: 228


فأجابه جواد: بالطبع ..


فساله خالد مندهشا: هل ستترك أطفالك يعيشو ن هنا في زيكوال؟!! ً تريد أن تنجب أطفاال يكونو ن من أثرياء زيكوال.. ً إنها تنتظرني.. إن خرجت من هنا سنتزوج.. إنها تحبني للغاية، لقد أخبرتني أنها


فتابع جواد: أجل عودتي إلى وطني.. إنها تشبه قص ّ تى.. كالنا سعى من أجل ذلك املهر.. أنت من أجل حبيبتك.. وأنا من زيكوال.. فأومأ جواد برأسه موافقا على ما قاله خالد الذي أكمل قائال: ً ً أعلم البقية.. ظللت تعمل من أجل هذا املهر، حتى أعطيته ألبيها، فجاء يوم مهر ً ا باهظا للغاية، فابتسم خالد، وقاطعه مجددا ٍ بصوت هادئ: ً ً كنت جريئا للغاية، فذهبت إليها، وأخبرتها أننى أريد أن أتزو ّ جها.. ولكن أبيها طلب ً بتلك املنطقة، وأصبح حلمى أن أتزو ّ جها، ثم صمت فسأله خالد أن يكمل، فأكمل: األفقر مني فلم يشغل لي الفقر باال.. حتى جاء يوم وأحببت فتاة هنا.. فتاة تسكن ً التي تكفي لعيش ي سعيدا دو ن أن أد ّ خر شيئا ز ائدا عن حاجتي.. وطاملا كان هناك ً ً ً يوم ً ا.. لم أكن غنيا، ولم أكن فقير ً ا أيضا.. كنت أعمل يوم ً ا بيوم، وأقض ي حاجاتي ً مثلي مثل رجال زيكوال.. كنت أعمل من أجل أن أعيش وال آتي إلى تلك الغرفة سنة.. ثم تنه ّ د، وأكمل : إنها قصة طويلة.. قد تحكيها ملن تعرفهم إن نجوت.. تعلم، عندي ثالث و أر بعو ن


فأجابه: لسبب قو ي .. فقدته من أجل عودتي إلى وطني.. أم ّ ا أنت فلماذا فقدت ثروتك؟ تذكرني بنفس ي.. كنت أمتلك كثير ً ا من الذكاء، وقد فقدته أيضا فجأة ولكن ً ّ فقاطعه خالد: أن أكو ن من فقراء زيكوال.. ولكنه الزمان ينقلب رأس ً ا على عقب دو ن مقدمات.. تستطيع أن تقو ل إنه القدر.. من كان يراني منذ أيام لم يكن ليظن لحظة واحدة 229 فتحد ّ ث إليه خالد: إن كنت أنا الذبيح.. إنها تعلم أنني لم أكن كسوال يوم ً ا.. ً لقد عملت ما في وسعي، وهي اآلن تعلم كم أحبها، وأعلم أنها ستفخر بي باقي عمرها


فتوقف جواد: أال تريد أن تعود إلى حبيبتك؟! مبتعد ً ا عنه فسأله خالد : نجوت.. ولكنني أرى من العار أن أحزن إن لم أنج ُ .. ثم نهض، وتحرك خطوات ال أخفي عليك، كنت ممن يعملو ن بحرص أال يأتوا هنا يوم ً ا.. وسأفرح كثير ً ا إن فأجابه : ملاذا ال أ ر اك قلقا أو حزينا؟!.. كيف تمتلك هذا البرود؟ ً ً فقاطعه خالد مندهشا: ً من أجل سعادة حاكمنا بولده، وكم نحب حاكمنا.. لطاملا جعلنا حكامنا أقوياء.. أنا فقير اليوم.. وربما يختارني األطباء بين األكثر فقر ً ا، وربما أذبح.. ولكني سأذبح أكمل: والجميع يقدم له وافر االحترام.. ال يستطيع أحد مساس شعرة من ر أسه.. ثم ّ حين يذهب منا املرء يوم فتح باب زيكوال إلى مدينة أخرى فإنه يتباهى أنه زيكولي، ّ يشعر به الغني والفقير.. ثم ابتسم، وكأنه يتذكر: ّ وألوالدي.. لقد أعطتنا زيكوال الكثير.. أعطتنا القوة والفخر بأننا أبناؤها.. فخر ربما تظن ذلك.. ولكن رغم ما أنا به، فال أعتقد أنني سأجد أفضل منها وطنا لي.. ً فصمت جواد قليال، وطال صمته تلك املرة.. ثم أكمل: ً فنظر إليه خالد: إنكم تقتلو ن في وطنكم هذا.. ُ فسأله جواد متعجب ً ا: إلى أين؟!!.. إن زيكوال وطننا ونحن نحبها. كنت أظن بعد وجودك هنا أنك إن نجوت من تلك املحنة، ستغادر زيكوال بعدها..


فتابع خالد: 201


مرت أمامه عربة فطلب من صاحبها أن يصطحبه معه فرفض، وكلما مرت عربة يعلم أن الوقت قد تأخر، والليل يكسو زيكوال، ولكنه لم يفقد أمله في ذلك.. حتى ّ املنطقة الوسطى، وظل واقفا على جانبه حتى تمر عربة متجهة إلى تلك املنطقة.. ً مسرع ً ا خارج املسكن إلى أطراف املنطقة الغربية حتى وصل إلى الطريق املمهد إلى ال يستطيع أن يتمالك نفسه.. بعدها أمسك بالورقة التي أسقطتها أسيل، وخرج سو ى خالد الذي قد ي ُ ذبح بعد أيام، ومصيره بيد أسيل، وظل يتحرك جيئة وذهاب ً ا أسيل قد عادت، فأجابته بأنها لم تعد بعد.. فزاد توتره وضيقه، ولم يشغل باله ّ عاد يامن إلى املسكن الخاص بأسيل على الفور .. وسأل خادمة هناك إن كانت




الفقراء.. فتسم ّ رت قدماه دو ن أن يدر ي ماذا يفعل.. تيقنت شكوكه حين أخبره فتى صغير بأنه ر أى خالد ً ا والجنود يجر ّ ونه نحو قصر ُ ّ وجد جنود املنطقة ينتشرون بشوارعها، ويبحثو ن عن األكثر فقر ً ا بينهم.. حتى واللحية السمراء الناعمة، ولكن لم يجبه أحد.. وبدأ القلق يتسرب إلى قلبه بعدما من يقابله عن خالد.. ذلك الشاب الطويل العريض ذو الشعر األسود الطويل خالد بكل مكان بعدما لم يعد إلى املسكن الخاص بأسيل منذ خروجه، وظل يسأل الحاكم مولودها وحلو ل يوم زيكوال بعد أيام قليلة.. ويامن يتحرك بينهم يبحث عن كانت شوارع املنطقة الغربية مزدحمة بالكثير من أهاليها حين علموا بوضع زوجة




أوصد الباب من خلفه.. ثم سكت حين فتح باب الغرفة، وزج ّ أحد الجنود بشخص شاحب اللو ن إليهم ثم ُ سأشعر بالفخر حين أعود إليهم.. ولكنني ال أريد أن أذبح.. أنا لست منكم.. أريد أن أعود إلى بلدي.. إلى أهلي.. ُ وتحرك إلى ركن بعيد بالغرفة، وأكمل بصوت يشوبه الحزن : أتمنى أن تعود إليها وتنجبا أطفاال ينعمو ن بذلك الحب.. ثم نهض هو اآلخر ، ً 231




زيكوال أم أن هناك أمال قد يغير ذلك املصير .. ً إلى نفسه، ويسألها: ماذا يفعل يامن؟، وماذا تفعل أسيل؟، وهل ستنتهي حياته في وينظر إلى جواد الذي كلما حل ّ فقير بالغرفة يذهب إليه ليعرف قصته.. ثم يتحد ّ ث باب الغرفة لي ُ زج بفقير جديد إليهم ثم يوصد مجدد ً ا.. وخالد يجلس بركنه صامتا، ً مر الوقت، وخالد حبيس بغرفة الفقراء، وتزايد عددهم، وبين الحين واآلخر ي ُ فتح




ضحكاته بداخله .. يستمع إليه، ويريد أن يضحك، ولكنه خش ى أن يعلم بوجوده.. فآثر أن يكتم كي يسرع، وبدأ يغني بصوته الضعيف املتقطع، وكأنه يريد أن يؤنس وحدته، ويامن يتشبث جيد ً ا، وظل متشبثا بها بينما يجلس العجوز بمقدمتها، ويضرب حصانه ً وكلما حاو ل أن يسندها على لوح خشبي بمؤخرة العربة تفلتان.. حتى استطاع أن خلفها، وتشبث بمؤخرتها، وظلت رجاله تهروالن كي تجارى سرعة حصان العربة، وتحركت العربة قليال، ويامن ينظر إليه حانقا.. حتى ابتعدت العربة عنه فأسرع ً ً فأمر العجوز حصانه أن يواصل حركته، وتمتم بكلمات وكأنه يسب يامنا، ً فأجابه يامن: حسنا.. سأجوبها على قدمي.. ً على قدمي.. مالكم أيها الشباب، ملاذا ال تسيرون؟!!.. إننى كنت في مثل عمركم أجوب ز يكوال إنني ال أصطحب غرباء.. ثم أكمل:


فأجابه العجوز : أريد أن أذهب معك إلى املنطقة الوسطى ..


يركبها عجوز يتجاوز عمره الثمانين فأوقفه يامن، وحدثه: ّ إما أن يرفض سائقها أو يخبره بأنه لن يمر باملنطقة الوسطى حتى جاءت عربة 202





  • حسنا.. تفض ّ ل إلى أولى حجرات الطابق السفلي، وستأتيك إلى هناك.. ً فرد الجندي: ينتظرها باألسفل ألمر هام.. إنني ال أستطيع االنتظار.. أخبر إحدى الوصيفات بأن تخبرها أن مساعدها


،و


و


..


فصمت يامن ثم أكمل : قارب.. حسنا سيدي.. تفضل إنها بحجرتها لكن البد أنها نائمة إن الشروق قد ً فبدا التوتر على وجه الجندي:


و


ي


ي


أفقر شخص ً ا بزيكوال.. هيا.. حسنا.. هي ّ ا أدخلني، وإال أثرت غضبي.. أنت تعلم أنن بعمل هذا قد أجعلك ً فرفع يامن ر أسه: أعتذر، لم أكن أعرفك..


فأجابه الجندي: ألم تعلم من أنا ؟!.. من أنت كي تسألني؟! أنا مساعد الطبيبة.. ثم صاح به:


ا


فأجابه يامن، وقد عال صوته متحدث بثقة: ً ّ من أنت؟


حراس القصر، وسأله على الفور : من مالبسه، ونفض عنها ما أصابها من غبار، وأسرع إلى قصر الحاكم فقابله أحد العربة حتى قفز يامن، وترك العجوز يكمل طريقه دو ن أن يدر ي بوجوده.. ثم عدل ّ مالمحهم واضحة مع املصابيح النارية التي تنير شوارع تلك املنطقة.. وما إن أبطأت يكن بشوارعها إال قليل من الجنود وحراس القصور املتواجدين بها والذين تظهر وصلت عربة العجوز إلى املنطقة الوسطى، والتي سادها الهدوء والصمت.. ولم 233


ثم نظرت نحو باب غرفتها: حسنا.. سأنزل ألرى ماذا تريد يا خالد.. ً تفعلين؟.. وماذا لو كانت تلك هي الحقيقة؟.. ماذا لو كان يحب الفتاة األخرى ؟.. ماذا


ثم عادت وسألت نفسها: ربما أراد أن يختبر مدى حبي وغيرتي.. ربما كانت ليست أوراقه حقا .. ً ثم نظرت إلى مرآة أمامها، وقالت : فال أمثل لك سو ى شخص تحب مساعدته.. ّ تخبرنى أنها ليست أوراقك.. أم تريد أن تخبرني أنك حقا تحب تلك الفتاة، أم ّ ا أنا ً ماذا جاء بك إلى هنا يا خالد؟!! أعلمت أن أوراقك جاءت إلي صدفة فتريد أن


فغادرت الوصيفة.. وظلت أسيل كما هي، تفكر وتسأل نفسها: ّ


فصمتت برهة ثم أشارت إلى الوصيفة: حسنا .. ً ال أعلم سيدتى.. إنه ينتظرك باألسفل ..


فأجابتها : ماذا يريد؟


،و


ثم تمالكت نفسها سألت الوصيفة : خالد !!


فنطقت على الفور : إليها، وتخبرها بأن مساعدها ينتظرها باألسفل، ويريد أن يخبرها بأمر هام، شديد.. حتى سمعت طرقات على باب حجرتها ثم وجدت إحدى الوصيفات تدلف كانت أسيل تجلس بحجرتها، وتقلب أوراق خالد من جديد، ويكسو وجهها حزن ّ 204


..


ت


ب


بين أوراقه.. تقصد أنه لم يحب في حياته سو ى منى.. حبيبة عمره أم تريد أن كذ ما كتبه ّ ُ يحبني؟!! ثم ابتسمت ساخرة :


فصاحت به : أ ر اك بهذا الهدوء.. وأنت تعلمين كم يحبك؟!! نعم أعرفها.. ولكن عليك أن تفعلي املستحيل كي ينجو من تلك املحنة.. كيف


فصاح بها: ماذا نفعل؟ .. أنت تعلم قوانين زيكوال أكثر مني..


فأجابت أسيل في برود : إلى بلده يا أسيل.. لقد وعدناه بذلك .. إنك تعلمين أنه ال يستحق ذلك.. البد أن نساعده.. البد وأن يخرج.. البد أن يعود


فصمتت، ثم أكمل: نعم.. لقد أمسك به الجنود عندما كان يتجو ل بين شوارع املنطقة الغربية..


فأكمل واجم ً ا : فرد ّ ت: ماذا؟ !! لقد أمسكوا بخالد من أجل يوم زيكوال..


فصمت ثم أكمل:


في


فأكملت: حسبتك خالدا.. ً فأجابها: نعم.. أعتذر أنني جئتك هذا الوقت املتأخر.. يامن؟!!


تتحدث حتى فوجئت بأنه يامن: نحو الغرفة التي أخبروها بأن مساعدها ينتظرها بها.. وما إن دلفت إليها وكادت ثم بدلت مالبسها، وغادرت حجرتها، وهبطت السلم إلى الطابق السفلي، واتجهت ّ 235



  • هيا.. ستعرضو ن اآلن على األطباء.. ُ


فجأة، ودخل إليهم قائد الجنود وقال: في اليوم التالي كان خالد ومن معه من فقراء حبيسين بغرفتهم.. حتى فتح بابها ُ




مساعدها إليها.. الوقت كي يمر سريع ً ا، والجميع يالحظو ن توترها وتغيرها املفاجئ منذ قدوم ّ املنطقة الغربية في اليوم التالي.. وأسيل تنتظر في قصر الحاكم، وتتوسل إلى الزيكوال.. ويامن ال يستطيع أن يتمالك أعصابه، وينتظر ماذا سيكو ن قرار أطباء بعدهم تقو ل الطبيبة أسيل كلمتها بشأن الفقراء الثالثة الذين يتنافسو ن أمام مناطقها، وجميعهم ينتظرون األطباء حتى يقلصوا عددهم إلى أكثرهم فقر ً ا، ومن ّ األخبار في كافة أرجاء املدينة بأن فقراء زيكوال من الرجال والنساء قد ج ُ معوا بكل أشرقت الشمس، وتبعها نهار بطيء مر ّ على خالد كسلحفاة تسير.. وانتشرت




على سريرها، وواصلت بكاءها.. يملؤه الفرحة منذ قدوم املولود الجديد.. ثم دلفت إلى حجرتها، ووضعت ر أسها السلم بخطى سريعة، ودموعها على وجهها وسط دهشة وصيفات القصر الذي ُ وتساقطت دموعها بغزارة ثم أسرعت إلى غرفتها بقصر الحاكم.. تصعد درجات السابقة لها.. وأنه يحبها منذ أن جاء إلى زيكوال.. فلم تستطع أن تتمالك نفسها، وأمسكت أسيل الورقة، وقرأت ما بها، وعلمت أنها تكملة لحديثه في الورقة لو علمت أن أحدا يحبني هذا الحب.. لفعلت املستحيل من أجله.. ثم غادر، ً الحاكم.. ثم أعطاها الورقة، وأكمل وهو يتجه نحو باب الغرفة: اقرئي هذه الورقة.. إنها أيضا كتبها، ولكنها سقطت منك حين جاءك جنود ً فصمت مفكر ً ا ثم أخرج ورقة من مالبسه: ّ 206


أصبعيه.. ثم نظرا إليه يتأمالنه ثم أمراه أن يعود إلى مكانه مجدد ً ا.. فعاد، وتحرك ثم أمسك الطبيب بثنية من جلده، وأمسك اآلخر بثنية أخرى من جلد ذ ر اعه بين


فأجابه خالد: ال .. هل أنت مريض؟


حتى أمره جندي بأن يتقدم إلى الطبيبي ّ ن، وما إن تقدم إليهما حتى سأله أحدهما: شحوبه بشحوب من معه ثم ينظر إلى السماء، ويدعو ربه أن ينج ّ يه من هذه املحنة مالحظاته عن ذلك الفقير.. وقلبه يدق بقوة، وينظر إلى جلد ذراعيه، ويقا رن بقلم ويدو ّ ن شيئ ً ا بأوراقه بعدما ينتهي من فحص أحد الفقراء، وكأنه يدو ّ ن بثنية من جلده لتخبره كم يمتلك من وحدات ذكاء.. ويراقبهما حين يمسك أحدهما يفعالنه، وينظر إليهما، وهما يفعالن مثلما كانت تفعل أسيل حين كانت تمسك بدأ الفقراء يتجهو ن إلى الطبيبي ّ ن واحد ً ا تلو اآلخر.. وخالد يراقب من بعيد ما




اآلخر.. أشارا إلي الفقراء بأن يجلسوا، وسأل أحدهما قائد الجنود بأن يأتي بهم واحدا تلو ً الطبيبان حين وجدوا زي ّ هما األنيق، وقمصانهما الراقية، ونعالهما الفخمة.. ثم حتى صاح به أحد الجنود بأن يصمت ثم دخل رجالن، وعلم من يقفو ن بأنهما ال أعلم.. سيختارون أقلنا ثروة.. ّ


فأجابه : كم سيختارون منا؟


يتجاوز العشرين فرد ً ا.. ثم نظر إلى جانبه فوجد جواد ً ا، فهمس إليه: وعلم أنهن قد ح ُ بسن بغرفة أخرى ، وبنظرة منه وجد عدد الفقراء والفقيرات ال الجنود، والحظ خالد بأن هناك نساء شاحبات سيعرضن معهم على األطباء.. هذين الصفين.. حتى وصلوا إلى ردهة واسعة، واصطفوا بها كما أمرهم قائد ّ ّ اصطف الجنود صفين، بينهما ممر أمام الغرفة، وبدأ خالد ومن معه يمرون بين ّ ّ 237





  • يبدو أن أحدنا سيكو ن الذبيح أيها الصديق


متوت فنظر جواد إلى خالد، وقد قل ّ بروده، وبدا ر ً ا قليال : ً ّ نعم إنكما األكثر فقر ً ا هنا.. هيا انهض.. ما ز ال أمامك فرصتان كي تنجو..


فأجابه القائد:



  • أنا؟!!


فسقط خالد على ركبتيه : بيوتكم، واحتفلوا مع أصدقائكم بمولود الحاكم.. وأنت أيض ً ا.. ستأتي إلى املنطقة الوسطى.. أم ّ ا الباقو ن فعليكم أن تعودوا إلى ثم أشار إلى خالد: أنت.. ستأتي معي إلى املنطقة الوسطى..


ثم نظر إليهم مجدد ً ا، واحتبست أنفاس خالد حين أشار إلى جواد: غد.. وأتمنى أن يجد من هو أفقر منه هناك.. األطباء سنصطحبه غدا إلى املنطقة الوسطى حتى ي ُ عرض على طبيبة الحاكم بعد ً من ينجو اليوم عليه أن يعمل بجد كي ال يعود إلى هنا مرة أخرى .. ومن اختاره ّ لقد أخبرنا الطبيبان من منكم األكثر فقر ً ا .. اتجه إلى خالد ومن معه من رجال ونساء ونظر إليهم: أوراقهما، وما دو ّ ناه بها من مالحظات، ثم تحدثا إلى قائد الجنود، والذى بدوره ّ وجوه الكثيرين من الفقراء والفقيرات.. حتى نهض الطبيبان مجدد ً ا، ونظرا إلى إليهما جواد الذي قابله مبتسم ً ا.. وظل الطبيبان يواصالن عملهما، والوجوم على


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

Cefotaxime is a...

Cefotaxime is a bactericidal agent that exerts its mechanism of action by binding penicillin-binding...

Fighting blindn...

Fighting blindness and cataracts in India Cataracts are the leading cause of blindness in India. Ab...

‏We will need h...

‏We will need help from the ministry of education for the users to be able to use their ese accounts...

Boilers are ess...

Boilers are essential in industrial processes, providing steam or hot water for various applications...

وفي ختام هذا ال...

وفي ختام هذا البحث لا يمكنني إلا أن أتوجه بجزيل الشكر إلى سيادتكم على قراءة هذا البحث، وقد قدمت لكم ...

تأسست الشركة ال...

تأسست الشركة العربية السعودية لإدارة المرافق (مرافق) في عام 2000، في 18 أكتوبر، وتطورت لتصبح شركة را...

بَدَأَ شَهْرُ أ...

بَدَأَ شَهْرُ أَيَّار وَبَدَأَتْ مَعَهُ رَائِحَةُ الصَّيْفِ. الطُّلّابُ في مَدَارِسِهِمْ بَدَؤُوا يَ...

responsible for...

responsible for continuous flow of mucus over the airway surface to the upper respiratory tract. Thi...

تُعرَّفُ الخَلِ...

تُعرَّفُ الخَلِيَّةُ[1] عادةً بأنها أصغرُ وَحْدَةٍ حَيَّةٍ، وأنها الوحدةُ البِنْيَوِيَّةُ والوَظِيفِ...

وفي أحد الأيام ...

وفي أحد الأيام خلال نومي قد رأيت أني أذهب في طريق واسع مزدحم بالسيارات والامطار الغزيرة للذهاب إلى ا...

كانت الفرش والا...

كانت الفرش والالوان ليست مجرد أدوات بالنسبةلـ "عُدي" الفتى الذي يبلغ من العمر ستة عشرعاماً ذو البشر...

3. تحليل الفرص ...

3. تحليل الفرص والبحث: مثل الآخرين، يتبع التيار الرئيسي للخدمات المتعددة عند الطلب اللوائح حيث من ا...