Online English Summarizer tool, free and accurate!
قضيتُ وقتًا في توركي، مدينة ساحلية إنجليزية جميلة، وأخذتُ ألاحظ ثقافة الغرب من خلال صحيفة يومية. وجدتُ قصصًا متناقضة: قصة امرأة حاولت دفع أمها للانتحار، واجهت ردود فعل غاضبة من الجمهور حول أخلاقية نشر القصة في الإعلام، وقصة امرأة سُجنت لدفاعها عن الثعالب من الصيادين، وأخيرًا قصة شابة سافرت وحدها لأربعة أشهر في صحراء أستراليا. هذه القصص، رغم اختلافها، تُظهر ثقافة مختلفة تمامًا عن ثقافتنا، تؤكد على ضرورة امتلاك كل ثقافة قومية لمعاييرها الخاصة، مع وجود مجال مشترك للعلوم والمعارف.
كم هي الأعوام التي انقضت منذ جلست آخر مرة، هنا، في مدينة "توركي" على الشاطئ الجنوبي من انجلترا، وهي مدينة ترقد بين البحر والجبل، وتنبت منازلها على السفوح الخضراء بالعشب والشجر، حتى لكأنها. زهرات أخرجتها الطبيعة بيضاء وحمراء لكل شيء هنا متسق مع كل شيء، فلا السماء ارتفعت وحدها، ولا البحر انعزل، ولا استقل بكيانه الخاص جبل، أو شجر، أو طير، أو حيوان، أو منازل، أو إنسان ؟!!
أطلْتُ الجلوس ما أسعفتني ظروف الساعة أن تطيل... والبصر زائغ هنا وهناك، يبحث في الناس عن الظواهر التي يمكن أن تتخذ علامات مميزة لما نسميه بثقافة "الغرب" الحديث...
وعندئذ خطرت لي خاطرة، في أن أعيد النظر في الصحيفة اليومية التي طويتها في يدي، لارى "الغرب" على صفحاتها، فماذا فيها من صور لا تحدث إِلا هنا؟ وأخذت أقلب الصفحات، فإذا بالصور تتزاحم في كثرة لم أتوقعها... وهاك بعض ما وجدته من صور الحياة في الغرب الحديث، ماخوذًا من صحيفة واحدة في يوم واحد:
كنا قد شاهدنا ليلة أمس برنامجًا في التليفزيون، يصور للناس قصة غريبة لسيدة في الستين من عمرها، أخذت تغري أمها التي أوشكت على التسعين، والتي سكنت غرفة في أحد بيوت العجائز الكثيرة التي أعدت لمن تقدمت بهم السن، ولحقهم مرض الشيخوخة دون أن يكون إلى جوارهم من يعينونهم على الحياة. أقول إن السيدة الابنة أخذت تغري أمها تلك بالانتحار حتى زينته لها فأحضرت لها في زيارتها الأخيرة أقراصًا مخدرة لتضعها في شرابها حتى ينسدل على حياتها ستار الموت، وكانت الشرطة قد علمت بالجهود التي تبذلها الابنة في إقناع أمها بأن تنزع حياة نفسها بيديها، ولقد جاء النبأ إلى الشرطة عن طريق أخت لها، فترصدت الشرطة للسيدة، ووضعت جهازًا تلفيزيونيًا مستورًا، يسجل زياراتها لأمها وما يدور بينهما من حديث، حتى كانت تلك الزيارة الأخيرة، التي قدمت فيها الابنة إلى أمها أقراص التخدير.
وقبض على الجانية عند خروجها من غرفة أمها - ولم تكن الأم قد فقدت حياتها بعد-وقدمتها الشرطة إلى المحاكمة، وهمت بالإنكار فصدموها بالشريط التليفزيوني الملون بكل ما دار وحدث في غرفة الام، وحكم عليها بالسجن مدة عامين. رأينا القصة كاملة ليلة أمس في التليفزيون، وأصبحنا هذا الصباح، فإذا بالصحيفة اليومية التي في يدي، تسجل ردود فعل غاضبة من الجمهور، يحتج فيها الناس عن نشر مثل هذه القصة الموجعة، وكان الأساس فيما أرسله القراء إلى الصحيفة هو "أخلاقية" هذا النشر، هل يجوز خلقيًا أو لا يجوز؟ يقول أحدهم: إن السيدة الجانية قد حوكمت ونالت عقابها، فلماذا تحاكم مرة أخرى على الملا؟ ويقول آخر: كيف يحق للتليفزيون أن ينشر الشريط الذي سجلته الشرطة سرًا، دون أن يؤخذ رأي الجانية وذويها؟ ويقول ثالث هل كان من حق الشرطة بادئ ذي بدء أن تصور حياة الناس على غفلة منهم؟ وهكذا وهكذا.
الا ترا كاى يستحل ملا ار ا لي ر وت لسين الط ود في
في بيت العجائز، فما دام لها البنات، فلا بد لإحداهن أن ترعاها، مهما ثقلت رعايتها على أفراد أسرتها، لاسيما والأم برغم شيخوختها الضعيفة لم يكن بها مرض ظاهر، ولم تكن فقيرة بحيث يعجز رعاتها عن نفقاتها، بل كانت ذات ثراء ليس بالقليل.
لقد أنعم علينا الله بثقافة ترفض رفضًا مثل هذا التحجر في القلوب، فالعلاقات الرابطة بين أفراد الأسرة عندنا توشك أن تكون أمرًا مقدسًا لا تدنسه أبالسة الشر والطمع إلا في حدود ضيقة يقتضيها ضعف الطبيعة البشرية أنًّا بعد آن، وأما من حيث "المبدأ" فنحن بحمد الله ننعم بالدفء في علاقاتنا الأسرية، وكأن كلا منا قد أمن الكوارث بفضل أفراد أسرته، الذين قد يُظَنّ بينهم التباعد، ولكن ما أن تكرث أحدهم الكارثة حتى تراهم قد التفوا حوله من حيث يدري ولا يدري.
وأعود إلى الصحيفة اليومية في يدي، لاستعيد قصة امرأة خرجت من السجن لتوها بعد أن أمضت بين جدرانه أربعة أسابيع، لماذا؟ لأنها نذرت حياتها للحيلولة بين الثعالب وصائديها، فهاهنا ما زال صيد الثعالب في الغابات هواية محببة للقادرين عليها، فقالت هذه المرأة لنفسها: كيف يجوز للإنسان مطاردة حيوان ليلهو؟ أليست تلك الثعالب كائنات حية أراد لها خالقها أن تحيا؟ ومن هذه العقيدة عند المرأة، انطلقت لتنفق جهودها وأموالها في معاكسة اللاهين بمطاردة الحيوان وصيده فرفع بعضهم دعوى إلى المحاكم لما ناله من ضرر، وحكمت عليها المحكمة بالسجن أربعة أسابيع، خرجت بعدها بالأمس، لتعلن في الصحف أنها لن تكف عن الدفاع عن الحياة في أية صورة كانت، ولينلها من عنت القضاء ما ينالها، ولم يفتها أن تندد بالعدالة في بلادها، إذا كان معناها قد انحدر في أذهان القائمين عليها إلى هذا المنحدر المشين
S
Scann
وإذن فهذه شريحة أخرى من حياة "الغرب"، فيها المثل الأعلى، وفيها الإصرار على الجهاد في سبيل ما يقيمه الإنسان لنفسه من نماذج المثل العليا، ولعل هذا الجانب من تحياة
" الغرب" تؤيده قصة أخرى في هذه الصحيفة اليومية نفسها، عن امرأة شابة تطلعت إلى أن تجوب منطقة صحراوية في قلب استراليا، فذهبت وحدها واستأجرت أربعة جمال، وكان معها كلبها، وظلت تتحسس طريقها هناك أربعة أشهر، تكشف لنفسها الجليد، فما وهنت لها عزيمة، ولا أغراها شبابها أن تحيا حياة المتعة في المدن، وبمثل هذه العزائم ببنى الحضارات...
جمعت هذه الأشتات بعضها إِلى بعض، وهي أشتات مأخوذة من صحيفة واحدة في يوم واحد، فألفيتها تصور مناخًا ثقافيًا ليس بينه وبين مناخنا الثقافي شبه، لا من قريب ولا من بعيد، فخرجت بنتيجة مؤكدة، وهي ضرورة أن يكون لكل ثقافة قومية معاييرها الخاصة، بالإضافة إِلى المجال المشترك الذي يجب أن يتفق فيه الناس جميعا، وأعني به مجال العلوم وأشباهها، ومن هذه وتلك تكون صورة العصر.
Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance
You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT
ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.
We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate
لقد حقق قسم بحوث المقننات المائية والري الحقلي إنجازات متعددة تعزز كفاءة استخدام المياه وتدعم التنمي...
1. قوة عمليات الاندماج والاستحواذ المالية في المشهد الديناميكي للأعمال الحديثة، ظهرت عمليات الاندماج...
اﻷول: اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻠﻰ ﺗﺸﺘﻤﻞ ﺗﻤﮭﯿﺪﯾﺔ ﻣﻘﺪﻣﮫ ﺳﻨﻀﻊ اﻟﻤﺒﺤﺚ ھﺬا ﻓﻲ ﺳﺘﻜﻮن ﺧﻼﻟﮭﺎ ﻣﻦ واﻟﺘﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ ذﻟﺒﻌﺾ ھﺎﻌﻠﻮم ﻔﺎت ...
الوصول إلى المحتوى والموارد التعليمية: تشكل منصات وسائل التواصل الاجتماعي بوابة للدخول إلى المحتوى ...
ـ أعداد التقارير الخاصه بالمبيعات و المصاريف والتخفيضات و تسجيل الايرادات و المشتريات لنقاط البيع...
وهي من أهم مستحدثات تقنيات التعليم التي واكبت التعليم الإلكتروني ، والتعليم عن والوسائط المتعدد Mult...
كشفت مصادر أمنية مطلعة، اليوم الخميس، عن قيام ميليشيا الحوثي الإرهابية بتشديد الإجراءات الأمنية والر...
أولاً، حول إشعياء ٧:١٤: تقول الآية: > "ها إن العذراء تحبل وتلد ابنًا، وتدعو اسمه عمانوئيل" (إشعياء...
يفهم الجبائي النظم بأنّه: الطريقة العامة للكتابة في جنس من الأجناس الأدبية كالشعر والخطابة مثلاً، فط...
أعلن جماعة الحوثي في اليمن، اليوم الخميس، عن استهداف مطار بن غوريون في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع...
اهتم عدد كبير من المفكرين والباحثين في الشرق والغرب بالدعوة إلى إثراء علم الاجتماع وميادينه، واستخدا...
وبهذا يمكن القول في هذه المقدمة إن مصطلح "الخطاب" يعدُّ مصطلحًا ذا جذور عميقة في الدراسات الأدبية، ح...