Lakhasly

عوامل التنبؤ بالتنمر الإلكتروني لدى الأطفال والمراهقين: مراجعة للدراسات السابقة 1-مقدمة: مع تزايد استخدام طلبة المدارس لمختلف أدوات التكنولوجيا الحديثة وتطبيقاتها عبر الإنترنت ظهر التنمر الإلكتروني، وأصبح أكثر انتشارا بين مستخدمي وسائل الاتصال الإلكترونية. ويلاحظ أن التنمر الإلكتروني يشبه التنمر المدرسي التقليدي ولكنه يختلف من حيث انتشاره على نطاق واسع وتأثيراته الأكثر خطورة، وسهوله نشر محتوى التنمر، وضعف التعاطف الوجداني الذي ينبثق من أن المتنمر ال يرى آثار أفعاله على الضحية، ونقص الرقابة على وسائل التواصل الاجتماعي. الأمر الذي جعل المتنمر يستطيع تتبع ضحيته خارج نطاق المدرسة؛ فأصبح التنمر ال يتقيد بالتواجد بالمدرسة حيث يمكن الوصول إلى ضحية من خلال الهاتف النقال، أو البريد الإلكتروني أو برامج المراسلات في أي وقت من اليوم، ومع سرعة وصوله إلى أكبر عدد من الجمهور مع القدرة السريعة على الانتشار، وتجاوز حدود الوقت والمكان وهذا ما يجعله أكثر حدة مقارنة بالتنمر العادي. و/أو الرسائل النصية، تويتر وغيرها(. وتصف الدراسات السابقة نمطين مختلفين من التنمر الإلكتروني في ضوء الوسيلة التي يتم استخدامها وهما: التنمر المباشر؛ ويتم عن طريق استخدام الإنترنت/الهاتف الخلوي للتهديد أو الإهانة؛ أو إرسال ملفات تحمل فيروسات عن عمد؛ وهناك التنمر غير المباشر؛ وهو التنمر الذي يحدث دون أن يلاحظ الضحية ذلك مباشرة ويتم عند يقوم المتنمر بتصفح بريد إلكتروني لشخص ما، التنكر وخداع شخص ما والتظاهر بأنه شخص أخر؛ أو نشر ما يسئ إلى الآخر عبر الهاتف النقال والبريد الإلكتروني، 2014 . كما أن هناك عدة أشكال من التنمر الإلكتروني، تصنف إلى: التنمر الكتابي؛ والذي يستخدم سلوك التنمر اللفظي أو المكتوب مثل المكالمات الهاتفية والرسائل النصية والبريد الإلكتروني. وهناك التنمر البصري والذي يستخدم أشكال بصرية من التنمر مثل نشر صور سيئة أو مخجلة، أما الإقصاء فيتم من خلال إقصاء أحد الأفراد من جماعات الإنترنت أو الدردشة، 2018. وقد ضع رونيونس وباك )2015, في هذا النموذج، والبيئة الاجتماعية. ووفقا للنموذج يحدث خلل في الارتباط الأخلاقي عند التواصل عبر الإنترنت فيسهم في حدوث التنمر الإلكتروني في ظل توافر ثالثة عوامل هي: عدم توفر العظة الاجتماعية والعاطفية، والإفراط في استخدام الإنترنت. وإزاحة المسؤولية، وتقليل أثر النتائج إلى أدنى حد، وتجاهل عواقب ذلك الآخرين، & Schroeder, أما عالقة انتشار الانتحار بين ضحايا التنمر الإلكتروني فيمكن توضيحها في سياق النظرية الشخصية للانتحار )2016. ووفقا لهذه النظرية، فإن الشعور بالوحدة وعدم وجود عالقات رعاية داعمة فضال عن مشاعر ضعف المسؤولية والكراهية الذاتية، تعد جميعها عوامل وسيطة تزيد من التفكير الانتحاري لدى الضحايا. كما أن أعراض الاكتئاب لدى الضحايا، تعد أعباء متصورة تتوسط العالقة بين التنمر والانتحار. -2مشكلة الدراسة وأسئلتها: Savage, Aboujaoude. بلغت نسبة ضحايا التنمر الإلكتروني 19-( ٪Sampasa 2015, Hamilton, & Kanyinga . إلا أن التنمر الإلكتروني يمكن الوقاية منه من خلال التوعية والتنبؤ المبكر به. من أبرز عوامل التنبؤ بالتنمر الإلكتروني والتي كشفت عنها الدراسات السابقة فهي: الاستجابة للتخويف خاصة الإناث الأصغر سنا، وكذلك لوحظ وجود استجابة أكبر للتنمر لدى المستخدمين المفرطين لشبكات التواصل الاجتماعي )& , Fernandez Garcia . Ortega Ruiz, وخاصة في البيئة العربية. والعوامل المتنبئة به، والتدخلات الوقائية له. أن غالبية الدراسات السابقة حول التنمر الإلكتروني قد ركزت على الضحايا كونهم يعانون من عواقب خطيرة بما في ذلك الاكتئاب، والتفكير في الانتحار، كذلك وجدت الباحثة أن الأدب السابق محدود بسبب عدم التجانس المنهجي، وندرة الدراسات الطولية، وقلة المناقشات حول الآليات الكامنة للتنمر الإلكتروني، حيث تفتقر الأدبيات الحديثة عن التنمر الإلكتروني إلى النماذج أو النهج النظرية لهذه المشكلة. حاولت الدراسة الحالية الإجابة عن الأسئلة الآتية: ما معدلات انتشار التنمر الإلكتروني بين الطفال والمراهقين؟ وما العوامل المرتبطة بها؟ ما آثار التنمر الإلكتروني على المتنمر والضحية؟ ما عوامل التنبؤ بالتنمر الإلكتروني؟ ما عوامل الوقاية من التنمر الإلكتروني؟ 3 -أهداف الدراسة :هدفت الدراسة الحالية إلى تلخيص الدراسات السابقة حول التنمر الإلكتروني، وتقديم مراجعة نقدية لها. وقد ركزت المراجعة على توضيح عوامل التنبؤ بالتنمر الإلكتروني بالنسبة للضحايا وكذلك المتنمرين. ومن هنا فإنها تحاول تحقيق الأهداف الآتية: الكشف عن معدلات انتشار التنمر الإلكتروني بين الأطفال والمراهقين، ومناقشة العوامل المرتبطة بها. تميز آثار التنمر الإلكتروني على كل من المتنمر والضحية. الكشف عن عوامل التنبؤ بالتنمر الإلكتروني. توضيح عوامل الوقاية من التنمر الإلكتروني. 4 -أهمية الدراسة : تظهر أهمية الدراسة الحالية من خلال النقاط الآتية: نقص الدراسات حول التنمر الإلكتروني محليا وعربيا -على حد علم الباحثة-. أهمية موضوع الدراسة حيث تناولت أسباب التنمر الإلكتروني، والعوامل المتنبئة به في محاولة للحد منه، والتوعية بطرق الوقاية من التعرض له. استهدفت الدراسة شريحة حساسة ومهمة من المجتمع، وهم فئة الأطفال والمراهقين الذين هم في طور التكوين والتطبيع الاجتماعي، ليكونوا سواعد بنائه في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع. توقع أن يستفيد من نتائج الدراسة الحالية، الإخصائيين الاجتماعيين والنفسيين العاملين في المدارس، من حيث التعريف بطرق تشخيص مشكلة التنمر الإلكتروني لدى فئة الأطفال والمراهقين، وتحديد طرق الوقاية منه. وهذا التعاون لن يأخذ مساره الحقيقي إلا إذا وعت كل مؤسسة دورها في عملية التنشئة الاجتماعية. 5-1 معدلات انتشار التنمر الإلكتروني وعلاقتها بالمتغيرات الديموغرافية تباينت معدلات انتشار التنمر الإلكتروني بشكل كبير وفقا للمتغيرات الآتية: معدلات استخدام الإنترنت والهواتف النقالة، والجنس، ومستوى الدراسة ) طلبة المدارس المتوسطة والثانوية والجامعية(، والبلد، وحجم الشبكة الاجتماعية، والمستوى الاجتماعي والاقتصادي. Bottino . Regina, Correia, & Ribeiro, Fraga, & Soares, Brochado . وفي الصين، ففي مسح شمل 2590 ً طالبا من المدارس المتوسطة والثانوية، تبين أن 28 ٪ من المشاركين أفادوا أنهم متنمرين، و45 ٪ كونهم ضحايا التنمر الإلكتروني )2017. al et Rao . وقد لوحظ انتشار أقل للتنمر الإلكتروني لدى الطلبة في أستراليا )2014, Heerde & Hemphill ، ففي عينة مكونة من 927 ً طالبا وطالبة، لوحظ انتشار التنمر الإلكتروني بنسبة 5 ٪فقط. وفي عينة من طلبة المدارس الثانوية اليونانية، فإن 62 ٪ من الطلبة اختبروا التعرض للتنمر الإلكتروني عن طريق الهاتف النقال، & Anastasilakis, Gkiomisi, Gkrizioti, Gkiomisi . Kim . Boyle, و4. 69 %محايدون. وفي المملكة العربية السعودية، أجرى الزهراني )2015, Zahrani-Al )دراسة هدفت الكشف عن نسب التنمر الإلكتروني لدى طلبة التعليم العالي، وتحديد العوامل المتنبئة بالتنمر الإلكتروني. تكونت عينة الدراسة من 287 طلبا وطالبة. وأفاد 27 %من الطلبة أنهم مارسوا التنمر الإلكتروني مرة واحدة أو مرتين على الأقل، في حين الحظ 57 %من الطلبة أن هناك طالب آخر يتعرض لهذا النوع من الاستقواء. وبينت نتائج الدراسة أن الطلبة يتعرضون للاستقواء الإلكتروني من أشخاص الذين يعرفونهم عبر الإنترنت، ويمارس الذكور التنمر أكثر من الإناث. فعلى سبيل المثال، بينت نتائج دراسة في المملكة المتحدة، وجود نسبة أقل من التنمر الإلكتروني في المدارس التي تم تصنيفها على أنها »متميزة« من تلك التي تم تصنيفها على أنها »جيدة« )2017. al et Bevilacqua . تبين زيادة انتشار ضحايا التنمر الإلكتروني من 15 إلى 21 ٪ على مدى فترة ست سنوات )2015, Smith, & Donnell’O, Duggal, & Sharma, Kishore, Sharma ، ٪على النقيض من ذلك وجدت دراسة أمريكية، أن الذكور أكثر عرضة للتنمر الإلكتروني وأيضا أكثر ممارسة للتنمر من الإناث. فقد بينت دراسة ريس وآخرون )2015. al et Rice ، والتي أجريت على طلبة المدارس المتوسطة في لوس أنجلوس، أن 5 %من الطلبة أفادوا بأنهم كانوا متنمرين، و7 ٪ كونهم ضحايا، و4 ٪على أنهم لعبوا الدورين معا على حد سواء التنمر والضحية. كما كانت نسب انتشار التنمر الإلكتروني أعلى لدى الفتيات مقارنة بالأولاد، وكانت الأقليات العرقية أكثر عرضة للتنمر، وفي 33 ٪ من الحالات من لم يخبر ضحايا ً التنمر شخص ً ا بالغا مثل أولياء الأمور أو غيرهم من العاملين في المدرسة. وتزيد مستويات التنمر الإلكتروني لدى الطلبة المضطربين سلوكيا وانفعاليا، والتي طبقت على عينة تكونت من 117 طالبا وطالبة من المضطربين سلوكيا وانفعاليا. كشفت نتائج الدراسة أن مستوى التنمر الإلكتروني لدى هؤلاء الطلبة كان عاليا، إذ بلغ المتوسط الحسابي 3, 77 . كما كشفت عن وجود فروق في مستويات التنمر الإلكتروني وفقا لمتغيري الجنس والعمر. وفي العمر لصالح فئة الطلبة أكبر من 14 سنة. كذلك لوحظ أن التنشئة الوالدية المتساهلة تسهم في وقوع الأبناء ضحايا للتنمر الإلكتروني، حيث وجدت دراسة راجو وآخرون )2017. al et Rao ، والتي أجريت على عينة من 2590 طالبا وطالبة من المدارس الإعدادية والثانوية في الصين، أن كافة أشكال التنمر الإلكتروني ارتبطت بتدني مستوى الكفاءة الوالدية. والتساهل، والتسلط، والحزم، والتذبذب(. وأن السلوك التنمري للأطفال يزداد كلما زاد إهمال أو تسلط أو تساهل الوالدين عليهم في حين يرتبط التنمر سلبيا مع أسلوبي الحزم والتذبذب؛ أي كلما كان الوالدين أكثر في أسلوب الحزم أو أسلوب التذبذب يكون الوالد أقل تنمرا . أما دراسة سحلول والحداد وحمدان وأبو شمالة )2018 )أن ظاهرة التنمر منتشرة في المدارس الثانوية بدرجة كبيرة، وأن أهم الأسباب وراء انتشارها هو التفكك الأسري وتدني المستوى الثقافي للأبوين وأسلوب التنشئة الاجتماعية للطالب المتنمر. وضرورة المتابعة المستمرة من الإدارة المدرسية، والمعلمين والمرشد التربوي والأسرة لتحسين أداء الطالب والقضاء على هذه الظاهرة. وجد في مسح للمراهقين في كوريا وأستراليا، أن أتساع حجم ً شبكات الصداقات في مواقع الشبكات الاجتماعية كان مرتبطا بزيادة تعرض المراهقين للتنمر الإلكتروني في كال البلدين )2017. al et Lee ، وفراغا ), Brochado, Soares 2017, & Barros )معدلات انتشار التنمر الإلكتروني بين المراهقين في 31 دولة، وقد لوحظت العالقات السلبية بين التنمر الإلكتروني، ومستوى التعليم والدخل واستخدام الإنترنت. ففي مصر، أجرى العثمان وعلي )2014 )دراسة هدفت التعرف إلى أساليب التنمر الإلكتروني »الاستقواء التكنولوجي« لدى طلبة التعليم العالي كمعرفة أنواع الوسائل التكنولوجية المستخدمة فيه سواء عبر الرسالة النصية كالبريد الإلكتروني والاتصال الهاتفي أو إرسال صورة أو فيديو. وقد كشفت النتائج أن هناك فروقا دالة إحصائيا في التنمر الإلكتروني لصالح استخدام الاتصال الهاتفي في التنمر الإلكتروني. كما أن هناك تداخلا واضحا بين التنمر الإلكتروني والتنمر التقليدي )2018, Limber, & Olweus)؛ فمن بين الطلبة الذين تعرضوا للتنمر الإلكتروني، شملت آثار التنمر الإلكتروني وفقا للدراسات السابقة التفكير الانتحاري ومحاولات الانتحار، وعددا من المشاكل النفسية بما في ذلك الاكتئاب والقلق، وتعاطي المخدرات، والسلوكيات العدوانية، والإحباط. طبق على عينة مكونة من 15425 من طلبة المدارس الثانوية. Castro, & Kindrick, Messias . كذلك الحال بالنسبة للمتنمرين السيبرانيين، فقد ظهر لديهم التفكير والسلوك الانتحاري بشكل أكبر من المتنمرين غير السيبرانيين. هذا وقد ربطت دراسة إكستريميرا، وكوينتانا أورتيز، ( وري، Subramanian, Young . Miles, فعلى سبيل المثال، والسلوك العدائي، وانخفاض درجات احترام الذات ارتبطت بحالات التنمر الإلكترونية ), Faucher, Jackson . & وبالنسبة لضحايا التنمر الإلكتروني كانت احتمالات الإصابة بالإرهاب الإلكتروني والقلق الاجتماعي والاكتئاب من المراهقين غير المشاركين. وفي دراسة حللت حوارات المراهقين في 36 من وسائل التواصل الاجتماعي، وجدت أن معدل انتشار التنمر الإلكتروني يصل إلى 23( ٪2014, Nixon . كما ارتبط التنمر الإلكتروني بشكل كبير بالاكتئاب، طبقت هذه الدراسة على عينة من 28104 طالبا وطالبة يدرسون في 58 مدرسة ثانوية. وقد أفاد 5 ٪بأنهم تعرضوا للتنمر الإلكتروني وأن 50 ٪من هؤلاء الضحايا يعانون من مشكلات خارجية ومشكلات داخلية. وبالمثل بينت نتائج دراسة مرقة )2013 )وجود عالقة سالبة ودالة إحصائيا بين التنمـر المدرسـي بأبعـاده المختلفة )الجسدي، اللفظي، النفسي(، وبين واقع المناخ الاجتماعي بأبعاده المختلفة: العالقـة بـين الطلبـة، والعالقة بين الطلبة والمعلمين، والعالقة بين الطلبة والإدارة. كما تباينت آثار التنمر الإلكتروني بين المتنمرين والضحايا. فعلى سبيل المثال، أبلغ المراهقون الذين تعرضوا للتنمر الإلكتروني من تأثيرات الاكتئاب، والقلق والأعراض الجسدية والسلوك الانتحاري في حين ظهر لدى المتنمرين سلوك العدوان، al et Hamm . كذلك تختلف آثار التنمر الإلكتروني وفقا للجنس؛ ففي دراسة أجريت على عينة مكونة من 31148 طالبا في الصفوف 6-12 ، أشارت النتائج إلى التنمر الإلكتروني باعتباره مؤشرا هاما على المشاكل العاطفية للإناث والمشاكل السلوكية للذكور )2016. Spears 2015, Karklins, Taddeo . وتراوحت مشاكل الصحة العقلية لدى ضحايا التنمر الإلكتروني من طلبة المدارس المتوسطة والثانوية الكندية كالآتي: 02. 5 %لديهم خلل الصحة العقلية، 91. 6 %لديهم التفكير الانتحاري )2017, وكانت هذه الآثار أقوى لدى الذكور من الإناث ), Giumetti, Kowalski . Schroeder, & Lattanner, 2014 ً ارتبط التعرض للتنمر الإلكتروني أيضا باضطراب ما بعد الصدمة لدى عينة مكونة من 353 مراهقا ممن قدموا إلى إدارات الطوارئ ألسباب متعددة، وقد أفاد 47 ٪منهم أنهم عانوا من التنمر الإلكتروني، والعنف الجسدي من قبل الأقران )2016. وبينت نتائج الانحدار اللوجستي المتعدد أن الإيذاء المرتبط ِ بالتنمر الإلكتروني، وإدمان الكحول أو غيره من المخدرات في اضطراب ما بعد الصدمة لدى عينة مكونة من 18341طالبا من ست مدن في الصين. كما تم ربط التنمر الإلكتروني مع أعراض اضطراب ما بعد الصدمة وكذلك الاكتئاب وإيذاء النفس )2018. al et Chen. 3-5 عوامل التنبؤ بالتنمر الإلكتروني لدى الضحايا والمتنمرين: والاستخدام المفرط للإنترنت، والمشاعر الغاضبة، وعدم وجود التعاطف، والتنشئة الوالدية الاستبدادية أو المتساهلة. إلا أن الجنس، والانتماء لمجموعات الأقلية العرقية قد برزا كأهم متنبئات التنمر الإلكتروني . Llorent, Ortega-Ruiz, & Zych, 2016( ومن الدراسات في البيئة العربية التي ربطت التنمر ببعض المتغيرات التنبؤية، وجاءت الفروق لصالح غير المتفائلين، وكانت نسب الوقوع كضحية للتنمر أعلى لدى المتفائلين، وأظهرت نتائج دراسة خوج )2012 )وجود فرق بين متوسطي درجات مرتفعي التنمر ومنخفضي التنمر لصالح منخفضي التنمر، وهناك دراسات وجدت أن استياء الضحية من جسمه يزيد فرص تعرضه للتنمر الإلكتروني؛ Kenny 2018, Kelly, Callaghan ) ً انخفاض تقدير الجسم كان أيض ّ ا مؤشًر ً ا بارزا لدى ضحايا التنمر الإلكتروني لدى عينة إسرائيلية )2017, Eden, وفي تلك العينة كان معدل انتشار التنمر الإلكتروني 45 ، Salazar Ramos . كما تم استكشاف ملامح الشخصية باستخدام نموذج العوامل الخمسة الكبرى للشخصية لدى ضحايا التنمر الإلكتروني في عينة من 910 مراهقا، Romero . Modin, Alm, Laftman . 2018 كما يعد الاستخدام المفرط للإنترنت عامل خطر لكونه مصدرا للتعرض للتنمر. al et Zsila . وفي دراسة كندية، أبلغ ضحايا التنمر الإلكتروني عن مشاكل الصحة العقلية، وإدمان الإنترنت، & Boyle, مما يشير إلى أن التنمر الإلكتروني يحدث في كثير من الأحيان خلال ساعات المدرسة ), 2017 وفي دراسة طولية، أكمل 888 مراهقا مقياس التقرير الذاتي عن التنمر الإلكتروني ومقياس مشكلات استخدام الإنترنت )2016, Almendros, Guadix-Gamez . وقد بينت النتائج أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وزيادة وقت اللعب، وتلبية طلبات الصداقة مع الغرباء هي متنبئات بالتعرض للتنمر الإلكتروني. ففي دراسة طبقت على 5590 طالبا يونانيا من 30 المدارس المتوسطة، تم استخدام اختبار إدمان الإنترنت جنبا إلى جنب مع مقياس التعرض للتنمر الإلكتروني )2017. al et Tsimtsiou . وقد ارتبط التنمر ً الإلكتروني بالإدمان على الإنترنت، وكانت الساعات التي قضاها الضحية على الإنترنت على الهاتف النقال عاما رئيسيًا في تعرضهم للتنمر. كما تبين أن مدمني وسائل التواصل الاجتماعي هم الأكثر عرضة ألن يكونوا ضحايا المتنمرين من كبار السن ومستخدمي الإنترنت الذكور وعشاق الصور الإباحية. وفي دراسة استقصائية أجريت على عينة كبيرة من الفتيات، تبين أن هناك الكثير من الفتيات المراهقات قد تورطن في مشاكل التنمر الإلكتروني من خلال الأنشطة الاجتماعية المكثفة عبر الإنترنت، ومن خلال الاتصال عبر الإنترنت مع الغرباء )2016, Quandt & Festi . وفي دراسة طولية أجريت على 1005 مراهقا، ففي دراسة بحثية تناولت تأثير اضطراب النوم والغضب وعلاقتهما بالتنمر الإلكتروني، وجدت أن اضطراب النوم يرتبط بالعدوان عن طريق تأثير الغضب ), Erreygers 2018, Witte De, & Baillien, Vranjes, كما كشفت نتائج تحليل المعادلات الهيكلية وجود ارتباط غير مباشر بين اضطرابات النوم والتنمر الإلكتروني والغضب، وكان الغضب أيضا عامل تنبؤ في دراسة أخرى مكونة من 716 مراهقا الذين أكملوا مقياس عن الغضب والتنمر الإلكتروني )2015. al et Lonigro . وفي دراسة أجريت في المملكة المتحدة، حول السلوك العدواني في المدارس تم البالغ عنها ذاتيا بواسطة عينة من 1144 طالبا وطالبة من طلبة المدارس الثانوية )2014. al et Fletcher . كان لديه عالقة قوية مع التنمر الإلكتروني. بينت نتائجها أن القلق الاجتماعي ساهم في التنبؤ بالتنمر الإلكتروني ), Vandebosch & Pabian 2016 . كما أن الخوف باعتباره شكل من أشكال القلق فهو يعد عامل تنبؤ مهم بالتنمر الإلكتروني )Palladino 2017. al et ، فقد كان إدراك العاطفة وتحديد مشاعر السعادة، أو الحزن، أو الخوف من متنبئات التنمر لدى عينة من 526 من طلبة المدارس المتوسطة. وقد بينت النتائج أن الذكور الذين يتعرضون للإرهاب عبر الإنترنت أظهروا دقة أكبر في وصف مشاعر الخوف. تبين بأنها تزيد بأربع مرات لدى من لديهم تاريخ سابق في التنمر )2015, والتفكير في الانتحار. كذلك كانت معدلات التعرض للتنمر الإلكتروني تزيد بمرتين لدى من . Hebert, Blais, Lavoie, & Guerrier, 2016( سابقا الجنسي للاعتداء تعرضوا كما أشارت بعض الدراسات السابقة إلى أنه من صفات المتنمرين قلة التعاطف، Pfetsch & Machackova; Calvete & Orue . وفي دراسة صينية، تم اختبار عالقة التنمر الإلكتروني والإيذاء عبر الإنترنت بالنرجسية العلنية والسرية على عينة مكونة من 814 مراهقا ), Zhou, Chu, وقد وجدت الدراسة أن احترام الذات يتوسط العالقة بين النرجسية العلنية والسرية وكالهما مرتبط بالتنمر الإلكتروني. كما تستطيع أنماط التنشئة الوالدية التنبؤ بالعديد من مشاكل المراهقين بما في ذلك التنمر الإلكتروني. ففي دراسة أجريت على 1993 طالبا وطالبة في الصفوف الخامس والسادس، والحماية المفرطة، والمودة العالية( كان أبناؤهم أكثر عرضه للتنمر الالكتروني. 4-5عوامل الوقاية من التنمر الإلكتروني بينت نتائج بعض الدراسات السابقة أن هناك العديد من العوامل التي تعتبر وقائية ضد التنمر الإلكتروني. ومهارات صنع القرار، ومهارات حل الصراع، وأسلوب التواصل. وكانت العالقات الاجتماعية والكشف عن الذات من الطرق البارزة للتعامل مع التنمر الإلكتروني. واستخدام استراتيجيات التأقلم في تحسين الآثار السلبية للتنمر الإلكتروني. ومن عوامل الوقاية كذلك الدعم الاجتماعي والأسري من خلال الرقابة الوالدية، والوساطة الوالدية، والتجمع الأسرى على العشاء، إلا أن متغيرات الشخصية الفردية تلعب قدرا أكبر من الأهمية في الوقاية من التنمر وفقا لدراسة وطنية أجريت على عينة مكونة من 1204 مراهقا أمريكيا )2017, ففي دراسة أمريكية طبقت على 18834 ً طالبا وطالبة من 49 مدرسة، Lechner, & Vollink, Dehue )وشملت هذه المتغيرات بعض العوامل الإيجابية مثل التغذية الراجعة، والثقة بالنفس، والعالقات الاجتماعية والكشف عن الذات، بينما تعتبر عوامل الاندفاع والشائعات عوامل سلبية. Wozencroft, 2015( جامعيا طالبا 282 من عينة علاوة على ذلك، كان الاستخدام استراتيجيات التأقلم آثار ملحوظة في تجنب آثار التنمر لدى عينة من121 من ضحايا جرائم الإنترنت )2015, Park, & Dancy, Na . كما تلعب المتغيرات الأسرية بما في ذلك مراقبة الوالدين دورا فعال في تخفف من تأثير التنمر وفرصة تعرض الضحايا للعنف ), Massarwi, & Mishna, Kassabri-Khoury 2016 . ففي دراسة طبقت على عينة مكونة من 1808 طالبا في المدارس الثانوية، وجدت عالقة ارتباطية سالبة دالة إحصائيا بين الرقابة الوالدية وتعرض الأبناء لخطر التنمر الإلكتروني وإدمان الإنترنت )2015. al et Chang ، كما ظهر وجود ارتباط دال إحصائيا بين التنمر الإلكتروني والإدمان على الإنترنت. هناك العديد من القيود يمكن ما لحظتها على الدراسات السابقة. فقد تم استخراج نتائج محدودة للغاية منها، وعلى الرغم من التطورات الهائلة التي يشهدها مجال القياس النفسي، وبالتالي فإن تعميم نتائجها مشكوك فيه نظرا ألن تطبيق مثل هذه الاستبانات في المدارس يتطلب إذنا كتابيا من الآباء والأمهات، ومنها على سبيل المثال، Gleeson, &( الاجتماعية الشبكات تجارب واستبيان(. Elipe, Mora-Merchan, & Naciemento, 2017(. Betts & Spenser, 2017( الإنترنت عبر التنمر سلوك ومقياس(، Garcia Xde, 2015 وبالنظر إلى أن أحجام عينات الدراسات كانت كبيرة للغاية، فمن المدهش أن معظم الدراسات ركزت على ً من اختبار النماذج متعددة المتغيرات والتي يمكن اختبارها عن طريق ً عدد قليل جدا من المتغيرات بدال المتغيرات الوسيطة أو حتى نماذج الانحدار المتعدد لتحديد عوامل التنبؤ أو المتنبئات. هذا يشير إلى أن َ هذه المسوحات كانت كتدريب لطلبة الدراسات العليا ولم يحظ موضوع التنمر الإلكتروني بالتركيز النظري الذي يحتاجه. ومنها على سبيل المثال السلوك الانتحاري. وقد بذلت محاولات قليلة جدا في الدراسات السابقة لوضع نظريات مفسرة للتنمر، باستثناء ّ مجموعة من الدراسات نظرت إلا أن فك الارتباط الأخلاقي عبر الإنترنت ساهم في التنمر الإلكتروني، ومجموعة أخرى أظهرت التعاطف كآلية أساسية للوقاية لدى كل من المتنمر والضحية، ومن الواضح أن هناك حاجة ماسة إلى مزيد من الدراسات حول النماذج النظرية المفسرة والداعمة لجهود التدخل العلاجي والوقائي. وهناك حاجة لتوفير فهم أعمق للخصائص الشخصية المتنمرة، وماذا يحفز سلوك التنمر؟ هل هو انعدام الأمن، أو هو شعور بالعزلة عن الأقران، أو الشعور بالوحدة؟ وما الذي يعزز هذا السلوك؟ هل هو اهتمام من الضحية؟ وفي هذا الاتجاه نحتاج للمزيد من الدراسات النوعية التي تعطي معلومات أكثر تعمقا. كذلك ركزت الدراسات السابقة في المقام الأول على ضحايا التنمر الإلكتروني، والأفكار الانتحارية التي تحتاج إلى العالج. أهمية التوسع في دراسة التنمر الإلكتروني بحيث تدرس كافة المتغيرات المرتبطة بها للتوصل إلى أفضل عوامل التنبؤ بالضحايا والمتنمرين. أهمية استخدام طرق التحليل الإحصائي المتقدم لربط المتغيرات ذات الصلة بالتنمر الإلكتروني. هناك حاجة للتعمق في فهم التنمر الإلكتروني وتطوير النظريات المفسرة له. أهمية تطوير برامج علاجية لضحايا التنمر الإلكتروني بحيث تركز على الآتي: احترام الذات، والتكيف الاجتماعي، والمهارات الشخصية الفردية وتشمل: المرونة، ومهارات صنع القرار، ومهارات حل الصراع، وأسلوب التواصل. تطوير برامج وقائية ضد التنمر الإلكتروني في المدارس تركز على الآتي: تعريف الطلبة بكيفية التصرف في مواقف التعرض للتنمر،

عوامل التنبؤ بالتنمر الإلكتروني لدى الأطفال والمراهقين: مراجعة للدراسات السابقة
1-مقدمة:
مع تزايد استخدام طلبة المدارس لمختلف أدوات التكنولوجيا الحديثة وتطبيقاتها عبر الإنترنت ظهر التنمر الإلكتروني، وأصبح أكثر انتشارا بين مستخدمي وسائل الاتصال الإلكترونية. ويلاحظ أن التنمر الإلكتروني يشبه التنمر المدرسي التقليدي ولكنه يختلف من حيث انتشاره على نطاق واسع وتأثيراته الأكثر خطورة، ويعود ذلك لعدة أسباب منها: قدرة المتنمر على التخفي، وسهوله نشر محتوى التنمر، وضعف التعاطف الوجداني الذي ينبثق من أن المتنمر ال يرى آثار أفعاله على الضحية، ونقص الرقابة على وسائل التواصل الاجتماعي. الأمر الذي جعل المتنمر يستطيع تتبع ضحيته خارج نطاق المدرسة؛ فأصبح التنمر ال يتقيد بالتواجد بالمدرسة حيث يمكن الوصول إلى ضحية من خلال الهاتف النقال، أو البريد الإلكتروني أو برامج المراسلات في أي وقت من اليوم، ومع سرعة وصوله إلى أكبر عدد من الجمهور مع القدرة السريعة على الانتشار، وتجاوز حدود الوقت والمكان وهذا ما يجعله أكثر حدة مقارنة بالتنمر العادي. لذا يعرف التنمر الإلكتروني بأنه تعمد إيذاء الآخرين بطريقة متكررة وعدائية عن طريق استخدام الإنترنت )البريد الإلكتروني و/أو الألعاب الإلكترونية، و/أو الرسائل النصية، و/أو شبكات التواصل الاجتماعي مثل يوتيوب، انستجرام، تويتر وغيرها(. وتصف الدراسات السابقة نمطين مختلفين من التنمر الإلكتروني في ضوء الوسيلة التي يتم استخدامها وهما: التنمر المباشر؛ ويتم عن طريق استخدام الإنترنت/الهاتف الخلوي للتهديد أو الإهانة؛ أو إرسال ملفات تحمل فيروسات عن عمد؛ أو إرسال صور أو رسوم توضيحية فاحشة أو مهددة .وهناك التنمر غير المباشر؛ وهو التنمر الذي يحدث دون أن يلاحظ الضحية ذلك مباشرة ويتم عند يقوم المتنمر بتصفح بريد إلكتروني لشخص ما، التنكر وخداع شخص ما والتظاهر بأنه شخص أخر؛ أو نشر ما يسئ إلى الآخر عبر الهاتف النقال والبريد الإلكتروني، وبرامج الدردشة )الشناوي، 2014 .) كما أن هناك عدة أشكال من التنمر الإلكتروني، تصنف إلى: التنمر الكتابي؛ والذي يستخدم سلوك التنمر اللفظي أو المكتوب مثل المكالمات الهاتفية والرسائل النصية والبريد الإلكتروني. وهناك التنمر البصري والذي يستخدم أشكال بصرية من التنمر مثل نشر صور سيئة أو مخجلة، أما الإقصاء فيتم من خلال إقصاء أحد الأفراد من جماعات الإنترنت أو الدردشة، أما انتحال الشخصية فهو النوع الأكثر تطورا ويتمثل في الاستفادة من سرقة هوية الشخص والدخول إلى المعلومات الشخصية له أو استخدام حساب شخص آخر )مقراني، 2018.) وقد ضع رونيونس وباك )2015, Bak & Runions )أحدث نماذج تفسير التنمر الإلكتروني وهو »النموذج الثلاثي من الحتمية المتبادلة«. في هذا النموذج، تم دراسة سلوك الضحية والمتنمر في ضوء العوامل الشخصية، والبيئة الاجتماعية. ووفقا للنموذج يحدث خلل في الارتباط الأخلاقي عند التواصل عبر الإنترنت فيسهم في حدوث التنمر الإلكتروني في ظل توافر ثالثة عوامل هي: عدم توفر العظة الاجتماعية والعاطفية، وسهولة النشر عبر الشبكات الاجتماعية، والإفراط في استخدام الإنترنت. الأمر الذي أدى إلى تسهيل التنمر الإلكتروني عن طريق التبرير الأخلاقي، وإزاحة المسؤولية، وتقليل أثر النتائج إلى أدنى حد، وتجاهل عواقب ذلك الآخرين، والتجريد من الإنسانية وإلقاء اللوم على الآخرين ),Lattanner, & Schroeder, أما عالقة انتشار الانتحار بين ضحايا التنمر الإلكتروني فيمكن توضيحها في سياق النظرية الشخصية للانتحار )2016., al et Mitchell .)ووفقا لهذه النظرية، فإن الشعور بالوحدة وعدم وجود عالقات رعاية داعمة فضال عن مشاعر ضعف المسؤولية والكراهية الذاتية، تعد جميعها عوامل وسيطة تزيد من التفكير الانتحاري لدى الضحايا. كما أن أعراض الاكتئاب لدى الضحايا، تعد أعباء متصورة تتوسط العالقة بين التنمر والانتحار.

-2مشكلة الدراسة وأسئلتها:
يتعرض الكثير من الأطفال والمراهقين لخطر التنمر الإلكتروني بشكل يومي، إذ أن 20-40 ٪من الطلبة يمكن تصنيفهم على أنهم ضحايا التنمر الإلكتروني )2015, Salame, & Starcevic, Savage, Aboujaoude.) ففي كندا أجريت دراسة عينة مكونة من 5329 طالبا وطالبة، بلغت نسبة ضحايا التنمر الإلكتروني 19-( ٪Sampasa 2015, Hamilton, & Kanyinga .)إلا أن التنمر الإلكتروني يمكن الوقاية منه من خلال التوعية والتنبؤ المبكر به. من أبرز عوامل التنبؤ بالتنمر الإلكتروني والتي كشفت عنها الدراسات السابقة فهي: الاستجابة للتخويف خاصة الإناث الأصغر سنا، ومن هم من مستويات اجتماعية واقتصادية متدنية، وكذلك لوحظ وجود استجابة أكبر للتنمر لدى المستخدمين المفرطين لشبكات التواصل الاجتماعي )& ,Felix Romera, Fernandez Garcia .)Ortega Ruiz, 2015 ورغم تزايد معدلات التنمر الإلكتروني، فإن الدراسات السابقة المتعلقة بالتنمر الإلكتروني والبرامج الوقائية وبرامج التدخل العلاجي لضحايا التنمر تعد محدودة للغاية، وخاصة في البيئة العربية. لذلك، تقدم الدراسة الحالية مراجعة شاملة للدراسات الحديثة المنشورة حول الموضوع بما في ذلك معدلات انتشاره، وتأثيراته السلبية، والعوامل المتنبئة به، والتدخلات الوقائية له. والجدير بالذكر هنا وفقا لملاحظات الباحثة، أن غالبية الدراسات السابقة حول التنمر الإلكتروني قد ركزت على الضحايا كونهم يعانون من عواقب خطيرة بما في ذلك الاكتئاب، والتفكير في الانتحار، في حين ينبغي أن تركز أكثر على البرامج الوقائية حيث ستكون أكثر فاعلية من تقديم التدخلات بعد حدوث الإيذاء. كذلك وجدت الباحثة أن الأدب السابق محدود بسبب عدم التجانس المنهجي، وندرة الدراسات الطولية، وقلة المناقشات حول الآليات الكامنة للتنمر الإلكتروني، والنماذج النظرية المفسرة له، حيث تفتقر الأدبيات الحديثة عن التنمر الإلكتروني إلى النماذج أو النهج النظرية لهذه المشكلة. وعليه، حاولت الدراسة الحالية الإجابة عن الأسئلة الآتية: ما معدلات انتشار التنمر الإلكتروني بين الطفال والمراهقين؟ وما العوامل المرتبطة بها؟ ما آثار التنمر الإلكتروني على المتنمر والضحية؟ ما عوامل التنبؤ بالتنمر الإلكتروني؟ ما عوامل الوقاية من التنمر الإلكتروني؟

3 -أهداف الدراسة :هدفت الدراسة الحالية إلى تلخيص الدراسات السابقة حول التنمر الإلكتروني، وتقديم مراجعة نقدية لها. وقد ركزت المراجعة على توضيح عوامل التنبؤ بالتنمر الإلكتروني بالنسبة للضحايا وكذلك المتنمرين. ومن هنا فإنها تحاول تحقيق الأهداف الآتية: الكشف عن معدلات انتشار التنمر الإلكتروني بين الأطفال والمراهقين، ومناقشة العوامل المرتبطة بها. تميز آثار التنمر الإلكتروني على كل من المتنمر والضحية. الكشف عن عوامل التنبؤ بالتنمر الإلكتروني. توضيح عوامل الوقاية من التنمر الإلكتروني.
. 4 -أهمية الدراسة :
تظهر أهمية الدراسة الحالية من خلال النقاط الآتية: نقص الدراسات حول التنمر الإلكتروني محليا وعربيا -على حد علم الباحثة-. أهمية موضوع الدراسة حيث تناولت أسباب التنمر الإلكتروني، والعوامل المتنبئة به في محاولة للحد منه، والتوعية بطرق الوقاية من التعرض له. استهدفت الدراسة شريحة حساسة ومهمة من المجتمع، وهم فئة الأطفال والمراهقين الذين هم في طور التكوين والتطبيع الاجتماعي، ليكونوا سواعد بنائه في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع. توقع أن يستفيد من نتائج الدراسة الحالية، الإخصائيين الاجتماعيين والنفسيين العاملين في المدارس، من حيث التعريف بطرق تشخيص مشكلة التنمر الإلكتروني لدى فئة الأطفال والمراهقين، وتحديد طرق الوقاية منه. سلطت الدراسة الضوء على أهمية التعاون بين الأسرة والمدرسة في عالج مشكلة التنمر الإلكتروني، وهذا التعاون لن يأخذ مساره الحقيقي إلا إذا وعت كل مؤسسة دورها في عملية التنشئة الاجتماعية.

(5-النتائج:
5-1 معدلات انتشار التنمر الإلكتروني وعلاقتها بالمتغيرات الديموغرافية تباينت معدلات انتشار التنمر الإلكتروني بشكل كبير وفقا للمتغيرات الآتية: معدلات استخدام الإنترنت والهواتف النقالة، والجنس، ومستوى الدراسة ) طلبة المدارس المتوسطة والثانوية والجامعية(، والبلد، وحجم الشبكة الاجتماعية، والمستوى الاجتماعي والاقتصادي. وتقدر نسبة انتشار التنمر الإلكتروني بين المراهقين ما بين 7 ٪و35 ،% ويرتبط التنمر الإلكتروني بزيادة ساعات استخدام الإنترنت في اليوم وعدد الرسائل المرسلة، بمعدل 50 رسالة في اليوم على الأقل، أو استخدام الإنترنت لثالث ساعات على الأقل يوميا ),Bottino, Bottino .)Regina, Correia, & Ribeiro, 2015 كما تفاوتت معدلات الانتشار من بلد آخر، ففي مراجعة ل 142 دراسة حول معدلات انتشار التنمر الإلكتروني، تبين أن معظم دراسات التنمر أجريت في أمريكا الشمالية وأوروبا، وقد ركزت على ضحايا التنمر الإلكتروني )2017, Fraga, & Soares, Brochado .)وفي الصين، كانت معدلات انتشار التنمر أكبر من ذلك؛ ففي مسح شمل 2590 ً طالبا من المدارس المتوسطة والثانوية، تبين أن 28 ٪ من المشاركين أفادوا أنهم متنمرين، و45 ٪ كونهم ضحايا التنمر الإلكتروني )2017., al et Rao .)وقد لوحظ انتشار أقل للتنمر الإلكتروني لدى الطلبة في أستراليا )2014, Heerde & Hemphill ،)ففي عينة مكونة من 927 ً طالبا وطالبة، لوحظ انتشار التنمر الإلكتروني بنسبة 5 ٪فقط. وفي عينة من طلبة المدارس الثانوية اليونانية، فإن 62 ٪ من الطلبة اختبروا التعرض للتنمر الإلكتروني عن طريق الهاتف النقال، وفي 40 ٪من الحالات كان المتنمر غريبا، ولم يطلب 60 ٪ من الضحايا المساعدة. وعلى الرغم من ارتفاع معدلات الانتشار هذه، فإن 20 ٪فقط من الضحايا ظهرت عليهم أعراض نفسية )2017, Kardaras, & Anastasilakis, Gkiomisi, Gkrizioti, Gkiomisi .)في دراسة طولية طبقت على 2480 ً مراهقا في المملكة المتحدة، أفاد 14 ٪منهم بأنهم كانوا ضحايا للجرائم الإلكترونية، وأفاد 8 ٪ منهم بالقيام بالتنمر الإلكتروني، و20 ٪ ذكرت بأنهم متنمرين والضحايا في نفس الوقت ),Kata, Colwell, Kim .)Boyle, & Georgiades, 2018 وفي الأردن، بينت نتائج دراسات جرادات )2008 )أن 9.18 %من طلبة المدارس صنفوا على أنهم متنمرون، وأن 25.10 %كانوا ضحايا للتنمر، و 5.1 %متنمرون وضحايا، و4.69 %محايدون. وفي المملكة العربية السعودية، أجرى الزهراني )2015, Zahrani-Al )دراسة هدفت الكشف عن نسب التنمر الإلكتروني لدى طلبة التعليم العالي، وتحديد العوامل المتنبئة بالتنمر الإلكتروني. تكونت عينة الدراسة من 287 طلبا وطالبة. وأفاد 27 %من الطلبة أنهم مارسوا التنمر الإلكتروني مرة واحدة أو مرتين على الأقل، في حين الحظ 57 %من الطلبة أن هناك طالب آخر يتعرض لهذا النوع من الاستقواء. وبينت نتائج الدراسة أن الطلبة يتعرضون للاستقواء الإلكتروني من أشخاص الذين يعرفونهم عبر الإنترنت، ويمارس الذكور التنمر أكثر من الإناث. ً كما تعد جودة المدرسة عاملا آخر يساهم في التأثير على معدلات انتشار التنمر الإلكتروني؛ فعلى سبيل المثال، بينت نتائج دراسة في المملكة المتحدة، وجود نسبة أقل من التنمر الإلكتروني في المدارس التي تم تصنيفها على أنها »متميزة« من تلك التي تم تصنيفها على أنها »جيدة« )2017. al et Bevilacqua .) ً كما ساهم عامل العمر والمستوى الدراسي أيضا في تباين معدل انتشار التنمر الإلكتروني بين المدارس المتوسطة مقابل المدرسة الثانوية مقابل طلبة الجامعة. ويزيد انتشار التنمر الإلكتروني بشكل كبير في المدارس الثانوية، ففي دراسة استقصائية لـ 17 مدرسة ثانوية في بوسطن، تبين زيادة انتشار ضحايا التنمر الإلكتروني من 15 إلى 21 ٪ على مدى فترة ست سنوات )2015, Smith, & Donnell’O, Schneider Kessel.) بالنسبة لمتغير الجنس كانت الفتيات أكثر احتمالية للإبلاغ عن كونهن من المتنمرين أو الضحايا؛ ففي دلهي بالهند، أجريت دراسة على طلبة المدارس المتوسطة )2017, Duggal, & Sharma, Kishore, Sharma ،) وجدت أن معدلات انتشار التنمر الإلكتروني بين الإناث متقاربة فقد بلغت نسبة المتنمرات 8 ٪بينما بلغت نسبة الضحايا 7 .٪على النقيض من ذلك وجدت دراسة أمريكية، أن الذكور أكثر عرضة للتنمر الإلكتروني وأيضا أكثر ممارسة للتنمر من الإناث. فقد بينت دراسة ريس وآخرون )2015. al et Rice ،)والتي أجريت على طلبة المدارس المتوسطة في لوس أنجلوس، أن 5 %من الطلبة أفادوا بأنهم كانوا متنمرين، و7 ٪ كونهم ضحايا، و4 ٪على أنهم لعبوا الدورين معا على حد سواء التنمر والضحية. كما كانت نسب انتشار التنمر الإلكتروني أعلى لدى الفتيات مقارنة بالأولاد، وكانت الأقليات العرقية أكثر عرضة للتنمر، وفي 33 ٪ من الحالات من لم يخبر ضحايا ً التنمر شخص ً ا بالغا مثل أولياء الأمور أو غيرهم من العاملين في المدرسة. وتزيد مستويات التنمر الإلكتروني لدى الطلبة المضطربين سلوكيا وانفعاليا، ففي الأردن وجدت دراسة المكانين ويونس والهياري )2018 ،)والتي طبقت على عينة تكونت من 117 طالبا وطالبة من المضطربين سلوكيا وانفعاليا. كشفت نتائج الدراسة أن مستوى التنمر الإلكتروني لدى هؤلاء الطلبة كان عاليا، إذ بلغ المتوسط الحسابي 3,77 .كما كشفت عن وجود فروق في مستويات التنمر الإلكتروني وفقا لمتغيري الجنس والعمر. وكانت دالة الفروق في الجنس لصالح الطلبة الذكور، وفي العمر لصالح فئة الطلبة أكبر من 14 سنة. كذلك لوحظ أن التنشئة الوالدية المتساهلة تسهم في وقوع الأبناء ضحايا للتنمر الإلكتروني، حيث وجدت دراسة راجو وآخرون )2017., al et Rao ،)والتي أجريت على عينة من 2590 طالبا وطالبة من المدارس الإعدادية والثانوية في الصين، أن كافة أشكال التنمر الإلكتروني ارتبطت بتدني مستوى الكفاءة الوالدية. وفي المقابل تزيد احتمالات أن يكون الطالب متنمرا الكترونيا مع عدم وجود أسلوب التنشئة الديمقراطي، وفرض الانضباط البدني من قبل كال الوالدين، فعلي سبيل المثال كان كل من المتنمرين والضحايا مدمنين على الإنترنت والألعاب الإلكترونية. كذلك أظهرت نتائج دراسة الصوفي والمالكي )2012 )معاملات ارتباط دالة إحصائيا بين التنمر وأساليب التنشئة الوالدية )الاهمال، والتساهل، والتسلط، والحزم، والتذبذب(. وأن السلوك التنمري للأطفال يزداد كلما زاد إهمال أو تسلط أو تساهل الوالدين عليهم في حين يرتبط التنمر سلبيا مع أسلوبي الحزم والتذبذب؛ أي كلما كان الوالدين أكثر في أسلوب الحزم أو أسلوب التذبذب يكون الوالد أقل تنمرا .أما دراسة سحلول والحداد وحمدان وأبو شمالة )2018 )أن ظاهرة التنمر منتشرة في المدارس الثانوية بدرجة كبيرة، وأن أهم الأسباب وراء انتشارها هو التفكك الأسري وتدني المستوى الثقافي للأبوين وأسلوب التنشئة الاجتماعية للطالب المتنمر. أما بخصوص سبل مواجهة هذه الظاهرة ضرورة إعداد برنامج تدريبي وتأهيلي للطلبة المتنمرين ومشاركتهم في الأنشطة ألصفية، وضرورة المتابعة المستمرة من الإدارة المدرسية، والمعلمين والمرشد التربوي والأسرة لتحسين أداء الطالب والقضاء على هذه الظاهرة. ومن العوامل الأخرى التي زادت من انتشار التنمر الإلكتروني اتساع حجم شبكات الصداقة وبعض العوامل الاجتماعية والاقتصادية. على سبيل المثال، وجد في مسح للمراهقين في كوريا وأستراليا، أن أتساع حجم ً شبكات الصداقات في مواقع الشبكات الاجتماعية كان مرتبطا بزيادة تعرض المراهقين للتنمر الإلكتروني
في كال البلدين )2017., al et Lee ،)إلا أن اتساع حجم شبكات الصداقة الإلكترونية للمراهقين في كوريا كان له تأثير أقوى على التنمر الإلكتروني مما كان له في أستراليا. على حد سواء تم ربط التنمر والإيذاء بشكل إيجابي بعدد الأصدقاء على المواقع الاجتماعية. كما تم دراسة تأثير العوامل الاجتماعية والاقتصادية في زيادة انتشار التنمر الإلكتروني. فعلى سبيل المثال، حللت دراسة سواريس، وبروشادو، وبارو، وفراغا ),Brochado, Soares 2017, Fraga, & Barros )معدلات انتشار التنمر الإلكتروني بين المراهقين في 31 دولة، وقد لوحظت العالقات السلبية بين التنمر الإلكتروني، ومستوى التعليم والدخل واستخدام الإنترنت. ففي مصر، أجرى العثمان وعلي )2014 )دراسة هدفت التعرف إلى أساليب التنمر الإلكتروني »الاستقواء التكنولوجي« لدى طلبة التعليم العالي كمعرفة أنواع الوسائل التكنولوجية المستخدمة فيه سواء عبر الرسالة النصية كالبريد الإلكتروني والاتصال الهاتفي أو إرسال صورة أو فيديو. بلغت عينة الدراسة 420 طالبا وطالبة في عدة مدارس في محافظتي القاهرة والقليوبية، تراوحت أعمارهم بين )11-18 سنة(. وقد كشفت النتائج أن هناك فروقا دالة إحصائيا في التنمر الإلكتروني لصالح استخدام الاتصال الهاتفي في التنمر الإلكتروني. كما أن هناك تداخلا واضحا بين التنمر الإلكتروني والتنمر التقليدي )2018, Limber, & Olweus)؛ فمن بين الطلبة الذين تعرضوا للتنمر الإلكتروني، تعرض 90 ٪منهم للتخويف والعنف بالطريقة التقليدية، وأن 10 ٪من ضحايا التنمر التقليدي قد تعرضوا للخداع والاستدراج عبر الإنترنت.

5-2 آثار التنمر الإلكتروني:
شملت آثار التنمر الإلكتروني وفقا للدراسات السابقة التفكير الانتحاري ومحاولات الانتحار، وعددا من المشاكل النفسية بما في ذلك الاكتئاب والقلق، وتعاطي المخدرات، والسلوكيات العدوانية، والإحباط. وقد تباينت هذه الأعراض بين المتنمرين والضحايا تبعا لمتغيرات الجنس والعمر. ولقد ذكرت بعض الدراسات السابقة الاكتئاب والانتحار بين المراهقين كأهم آثار التنمر الإلكتروني، ففي دراسة مسحية تناولت تحليل مخاطر هذا السلوك لدى الشباب، طبق على عينة مكونة من 15425 من طلبة المدارس الثانوية. كشفت النتائج أن 15 ٪من أولئك الذين تعرضوا للتنمر الإلكتروني قاموا بمحاولة الانتحار )2014, Castro, & Kindrick, Messias .)وبينت نتائج دراسة أخرى تعرض ضحايا التنمر الإلكتروني لخطر إيذاء النفس والسلوكيات الانتحارية أكثر من غيرهم )2018., al et John .)كذلك الحال بالنسبة للمتنمرين السيبرانيين، فقد ظهر لديهم التفكير والسلوك الانتحاري بشكل أكبر من المتنمرين غير السيبرانيين. هذا وقد ربطت دراسة إكستريميرا، وكوينتانا أورتيز، ( وري، لوبيز وميريدا والذكاء العاطفي من خلال عينة مكونة من 1660 من المراهقين الإسبان ممن تعرضوا للتنمر الإلكتروني. وقد بينت النتائج أن المراهقين الذين لديهم درجات عالية من الذكاء العاطفي كان لديهم حالات أقل من التفكير الانتحاري، واحترام أكبر للذات من ذوي الدرجات المنخفضة في الذكاء العاطفي. في دراسة أخرى حللت محتوى 184 مقالة في الصحف الأمريكية حول حالات الانتحار المرتبطة بالتنمر الإلكتروني، وجدت الدراسة أن معظم المقالات لم تلتزم بالمبادئ التوجيهية بشأن الحماية من عدوى السلوك »الانتحاري“ ),Subramanian, Young .)Miles, Hinnant, & Andsager, 2017 كما لوحظت بعض الأعراض النفسية لدى طلبة المدارس الثانوية كآثار ناتجة من التنمر الإلكتروني، فعلى سبيل المثال، وجدت دراسة أجريت على 1276 ً طالب ً ا تركيا، ارتفاع مستويات الاكتئاب، والقلق والآلام الجسدية، والسلوك العدائي، وانخفاض درجات احترام الذات ارتبطت بحالات التنمر الإلكترونية ),Faucher, Cassidy 2017, Jackson .)& وبالنسبة لضحايا التنمر الإلكتروني كانت احتمالات الإصابة بالإرهاب الإلكتروني والقلق الاجتماعي والاكتئاب من المراهقين غير المشاركين. وفي دراسة حللت حوارات المراهقين في 36 من وسائل التواصل الاجتماعي، وجدت أن معدل انتشار التنمر الإلكتروني يصل إلى 23( ٪2014, Nixon .)كما ارتبط التنمر الإلكتروني بشكل كبير بالاكتئاب، وقد أبلغ الطلبة أنه ليس لديهم أي ثقة في إمكانية القيام بأي شيء لحل مشكلة التنمر الإلكتروني )2015, Bradshaw & Waasdorp .)طبقت هذه الدراسة على عينة من 28104 طالبا وطالبة يدرسون في 58 مدرسة ثانوية. وقد أفاد 5 ٪بأنهم تعرضوا للتنمر الإلكتروني وأن 50 ٪من هؤلاء الضحايا يعانون من مشكلات خارجية ومشكلات داخلية. وبالمثل بينت نتائج دراسة مرقة )2013 )وجود عالقة سالبة ودالة إحصائيا بين التنمـر المدرسـي بأبعـاده المختلفة )الجسدي، اللفظي، النفسي(، وبين واقع المناخ الاجتماعي بأبعاده المختلفة: العالقـة بـين الطلبـة، والعالقة بين الطلبة والمعلمين، والعالقة بين الطلبة والإدارة. كما تباينت آثار التنمر الإلكتروني بين المتنمرين والضحايا. فعلى سبيل المثال، أبلغ المراهقون الذين تعرضوا للتنمر الإلكتروني من تأثيرات الاكتئاب، والقلق والأعراض الجسدية والسلوك الانتحاري في حين ظهر لدى المتنمرين سلوك العدوان، والسلوكيات الجانحين وتعاطي المخدرات )2015., al et Hamm .)كذلك تختلف آثار التنمر الإلكتروني وفقا للجنس؛ ففي دراسة أجريت على عينة مكونة من 31148 طالبا في الصفوف 6-12 ، أشارت النتائج إلى التنمر الإلكتروني باعتباره مؤشرا هاما على المشاكل العاطفية للإناث والمشاكل السلوكية للذكور )2016., al et Fahy ،)وهذه الرابطة ليست مستغربة حيث ارتبط التنمر الإلكتروني بشكل متكرر بمشاكل سلوكية مثل العدوان والسلوك المنحرف. كما تم البالغ عن ضعف الصحة العقلية لدى ضحايا التنمر الإلكتروني في العديد من الدراسات. ففي عينة أسترالية مكونة من 2338 من المراهقين، كان الضحايا يعانون من ضعف الرفاهية والصحة العقلية ),Spears 2015, Karklins, & Stretton, Daly, Taddeo .)وتراوحت مشاكل الصحة العقلية لدى ضحايا التنمر الإلكتروني من طلبة المدارس المتوسطة والثانوية الكندية كالآتي: 02.5 %لديهم خلل الصحة العقلية، 91.5 %يعانون من الضيق نفسي و17.6 %لديهم التفكير الانتحاري )2017, Kanyinga-Sampasa .)وكانت هذه المشاكل المبلغ عنها ذاتيا أكثر حدة في المدارس المتوسطة مقارنة بالمدارس الثانوية. كما بين تحليل بيانات المسح السلوكي لمخاطر الشباب أن ضحايا التنمر الإلكتروني يزيد لديهم التفكير الانتحاري بنسبة 15 %ومحاولات الانتحار بنسبة 9( %2017, Nikolaou .)وكانت هذه الآثار أقوى لدى الذكور من الإناث ),Giumetti, Kowalski .)Schroeder, & Lattanner, 2014 ً ارتبط التعرض للتنمر الإلكتروني أيضا باضطراب ما بعد الصدمة لدى عينة مكونة من 353 مراهقا ممن قدموا إلى إدارات الطوارئ ألسباب متعددة، وقد أفاد 47 ٪منهم أنهم عانوا من التنمر الإلكتروني، والعنف الجسدي من قبل الأقران )2016., al et Ranney .)وبينت نتائج الانحدار اللوجستي المتعدد أن الإيذاء المرتبط ِ بالتنمر الإلكتروني، قد ساهم مع العنف الجنسي من قبل الأقران، وإدمان الكحول أو غيره من المخدرات في اضطراب ما بعد الصدمة لدى عينة مكونة من 18341طالبا من ست مدن في الصين. كما تم ربط التنمر الإلكتروني مع أعراض اضطراب ما بعد الصدمة وكذلك الاكتئاب وإيذاء النفس )2018., al et Chen.) 6-3

3-5 عوامل التنبؤ بالتنمر الإلكتروني لدى الضحايا والمتنمرين:
سلطت بعض الدراسات السابقة الضوء على العديد من متنبئات التنمر الإلكتروني؛ ومن المتغيرات التي تمت دراستها: الجنس، والانتماء لمجموعات الأقلية العرقية، والخبرات السابقة في سلوك التنمر الإلكتروني، والاعتداء الجنسي على الأطفال، والاستخدام المفرط للإنترنت، والتعرض للعنف عبر الإنترنت، والمشاعر الغاضبة، والعدوانية، والقلق الاجتماعي، والنرجسية، وعدم وجود التعاطف، والتنشئة الوالدية الاستبدادية أو المتساهلة. إلا أن الجنس، والانتماء لمجموعات الأقلية العرقية قد برزا كأهم متنبئات التنمر الإلكتروني .)Llorent, Ortega-Ruiz, & Zych, 2016( ومن الدراسات في البيئة العربية التي ربطت التنمر ببعض المتغيرات التنبؤية، دراسة جرادات )2016 ) والتي طبقت على عينة من 967 طالبا وطالبة في صفوف السابع والثامن والتاسع والعاشر من مدارس محافظة إربد. أظهرت النتائج وجود فروق دالة إحصائيا بين المتفائلين وغير المتفائلين، وجاءت الفروق لصالح غير المتفائلين، وكانت نسب الوقوع كضحية للتنمر أعلى لدى المتفائلين، وأظهرت نتائج دراسة خوج )2012 )وجود فرق بين متوسطي درجات مرتفعي التنمر ومنخفضي التنمر لصالح منخفضي التنمر، كما كشفت النتائج عن عالقة دالة وسالبة بين التنمر المدرسي والمهارات الاجتماعية. كما قام بني يونس )2016 ) بدراسة أظهرت نتائجها عدم وجود فروق في التعرض للتنمر تعزى للحالة الانفعالية )الخوف، والغضب، والحزن والسرور(. وهناك دراسات وجدت أن استياء الضحية من جسمه يزيد فرص تعرضه للتنمر الإلكتروني؛ فقد أظهرت نتائج دراسة مستعرضة أن الفتيات السمينات للغاية كن أكثر عرضة للتنمر الإلكتروني بثالث مرات من الفتيان، وكذلك المراهقين الذين وصفوا أنفسهم على أنهم »سمين جدا« كانوا أكثر عرضة للتنمر ),Sullivan, Kenny 2018, Kelly, & Molcho, Callaghan ) ً انخفاض تقدير الجسم كان أيض ّ ا مؤشًر ً ا بارزا لدى ضحايا التنمر الإلكتروني لدى عينة إسرائيلية )2017, Eden, & Heiman, Shemesh-Olenik .)وفي تلك العينة كان معدل انتشار التنمر الإلكتروني 45 ،٪ ً وكان استياء الجسم مرتبطا بالتنمر الإلكتروني حتى في سن مبكرة من المدرسة المتوسطة لدى عينة من 6944 طالبا )2017, Salazar Ramos .)كما تم استكشاف ملامح الشخصية باستخدام نموذج العوامل الخمسة الكبرى للشخصية لدى ضحايا التنمر الإلكتروني في عينة من 910 مراهقا، ولوحظت درجات أعلى في العصبية، والانفتاح، والقبول لدى الضحايا، ولكن كانت درجاتهم أقل من غير الضحايا )& Alonzo 2017, Romero .)وفي دراسة طبقت على طلبة من ستوكهولم، أبلغ ضحايا التنمر الإلكتروني عن اتجاه أكثر تشاؤما الانتشار التنمر الإلكتروني في المستقبل مقارنة مع غير الضحايا ),Modin, & Sandahl, Alm, Laftman .)2018 كما يعد الاستخدام المفرط للإنترنت عامل خطر لكونه مصدرا للتعرض للتنمر. وقد وجدت إحدى الدراسات مساء )2018., al et Zsila .)ففي دراسة طبقت أنه من المرجح أن يحدث التنمر الإلكتروني لدى الضحايا بعد 11ً على عينة هنغارية مكونة من6237 مراهقا ربطت نتائجها بين التنمر الإلكتروني وفرط استخدام الإنترنت، وتعاطي المخدرات. بينت نتائجها أن 30 ٪ من المراهقين يقضون أكثر من ست ساعات في اليوم على مواقع ًا محرجة أنفسهم عبر التواصل الاجتماعي، وقد تلقى 16 %منهم رسائل مهينة، وأفاد 12 ٪أنهم شاهدوا صور الإنترنت دون إذن منهم و 24 ٪ من الضحايا ذكروا تعرضهم للتخويف من قبل أقرانهم في المدرسة. وفي دراسة كندية، أبلغ ضحايا التنمر الإلكتروني عن مشاكل الصحة العقلية، وإدمان الإنترنت، وتعاطي المخدرات )2018, Georgiades, & Boyle, Kim .)وفي دراسة تايوانية طبقت على 13864 طالبا من 150 مدرسة ثانوية. كشفت النتائج أن استخدام الإنترنت خلال الإطار الزمني من 00:10 حتى 00:03 كان الأكثر تنبؤا بسلوك التنمر الإلكتروني، مما يشير إلى أن التنمر الإلكتروني يحدث في كثير من الأحيان خلال ساعات المدرسة ),Yu & Chao .)2017 وفي دراسة طولية، أكمل 888 مراهقا مقياس التقرير الذاتي عن التنمر الإلكتروني ومقياس مشكلات استخدام الإنترنت )2016, Almendros, & Borrajo, Guadix-Gamez .)وقد بينت النتائج أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وزيادة وقت اللعب، وتلبية طلبات الصداقة مع الغرباء هي متنبئات بالتعرض للتنمر الإلكتروني. ففي دراسة طبقت على 5590 طالبا يونانيا من 30 المدارس المتوسطة، تم استخدام اختبار إدمان الإنترنت جنبا إلى جنب مع مقياس التعرض للتنمر الإلكتروني )2017., al et Tsimtsiou .)وقد ارتبط التنمر ً الإلكتروني بالإدمان على الإنترنت، وكانت الساعات التي قضاها الضحية على الإنترنت على الهاتف النقال عاما رئيسيًا في تعرضهم للتنمر. كما تبين أن مدمني وسائل التواصل الاجتماعي هم الأكثر عرضة ألن يكونوا ضحايا المتنمرين من كبار السن ومستخدمي الإنترنت الذكور وعشاق الصور الإباحية. وفي دراسة استقصائية أجريت على عينة كبيرة من الفتيات، تبين أن هناك الكثير من الفتيات المراهقات قد تورطن في مشاكل التنمر الإلكتروني من خلال الأنشطة الاجتماعية المكثفة عبر الإنترنت، ومن خلال الاتصال عبر الإنترنت مع الغرباء )2016, Quandt & Festi .)وفي دراسة طولية أجريت على 1005 مراهقا، تبين أن زيادة التعرض لوسائل التواصل الاجتماعي كان عاملا متنبئا بسلوك التنمر الإلكتروني لدى الفتيان والفتيات على ً الرغم من أنه كان أكثر تنبؤا بالنسبة للأولاد أكثر من البنات )2015., al et Chang .)كذلك كان التعرض للعنف في وسائل التواصل من بين عوامل التنبؤ بالتنمر لدى عينة من 2315 ً طالبا وطالبة من 26 ً عاما المدارس الثانوية )2015, Konijn & Hamer Den .)كما يعد الغضب سمة شخصية لوحظت لدى المتنمرين من خلال تعبيراتهم الخارجية والسلوك العدواني لديهم. ففي دراسة بحثية تناولت تأثير اضطراب النوم والغضب وعلاقتهما بالتنمر الإلكتروني، وجدت أن اضطراب النوم يرتبط بالعدوان عن طريق تأثير الغضب ),Erreygers 2018, Witte De, & Baillien, Vranjes, Vandebosch .)كما كشفت نتائج تحليل المعادلات الهيكلية وجود ارتباط غير مباشر بين اضطرابات النوم والتنمر الإلكتروني والغضب، وكان الغضب أيضا عامل تنبؤ في دراسة أخرى مكونة من 716 مراهقا الذين أكملوا مقياس عن الغضب والتنمر الإلكتروني )2015., al et Lonigro .)وفي دراسة أجريت في المملكة المتحدة، حول السلوك العدواني في المدارس تم البالغ عنها ذاتيا بواسطة عينة من 1144 طالبا وطالبة من طلبة المدارس الثانوية )2014., al et Fletcher .)كما أن السلوك العدواني بدوره، كان لديه عالقة قوية مع التنمر الإلكتروني. كما ارتبط الشعور بالقلق والخوف الاجتماعي كذلك بالتنمر الإلكتروني. ففي دراسة أجريت على 2128 مراهقا، بينت نتائجها أن القلق الاجتماعي ساهم في التنبؤ بالتنمر الإلكتروني ),Vandebosch & Pabian 2016 .)كما أن الخوف باعتباره شكل من أشكال القلق فهو يعد عامل تنبؤ مهم بالتنمر الإلكتروني )Palladino 2017. al et ،)فقد كان إدراك العاطفة وتحديد مشاعر السعادة، أو الحزن، أو الغضب، أو الخوف من متنبئات التنمر لدى عينة من 526 من طلبة المدارس المتوسطة. وقد بينت النتائج أن الذكور الذين يتعرضون للإرهاب عبر الإنترنت أظهروا دقة أكبر في وصف مشاعر الخوف. ومن جهة أخرى فإن وجود تاريخ سابق من التنمر الإلكتروني والاعتداء الجنسي على الأطفال، تزيد فرص سلوك التنمر الإلكتروني. ففي واحدة من دراسات الطولية التبعية، تبين بأنها تزيد بأربع مرات لدى من لديهم تاريخ سابق في التنمر )2015, Barlett .)وفي دراسة كندية درست عالقة الاعتداء الجنسي على الأطفال بالتعرض للتنمر الإلكتروني أو التنمر التقليدي؛ وجدت ارتباط دال إحصائيا مع بعض متغيرات الصحة العقلية، مثال: احترام الذات، والكتائب، والتفكير في الانتحار. كذلك كانت معدلات التعرض للتنمر الإلكتروني تزيد بمرتين لدى من .)Hebert, Cenat, Blais, Lavoie, & Guerrier, 2016( سابقا الجنسي للاعتداء تعرضوا كما أشارت بعض الدراسات السابقة إلى أنه من صفات المتنمرين قلة التعاطف، والسلوك القاسي وكذلك النرجسية )2016, Pfetsch & Machackova; 2014, Baroncelli & Ciucci .)كما بينت نتائج تحليل الانحدار اللوجستي أن سلوك التنمر الإلكتروني يرتبط مع السلوك غير السوي كالسمات القاسية غير العاطفية، وفك الارتباط الأخلاقي لدى الفتيات )2016, Calvete & Orue .)وفي دراسة صينية، تم اختبار عالقة التنمر الإلكتروني والإيذاء عبر الإنترنت بالنرجسية العلنية والسرية على عينة مكونة من 814 مراهقا ),Zhou, & Zhang, Chu, Fan 2016 ،)وقد وجدت الدراسة أن احترام الذات يتوسط العالقة بين النرجسية العلنية والسرية وكالهما مرتبط بالتنمر الإلكتروني. كما تستطيع أنماط التنشئة الوالدية التنبؤ بالعديد من مشاكل المراهقين بما في ذلك التنمر الإلكتروني. ففي دراسة أجريت على 1993 طالبا وطالبة في الصفوف الخامس والسادس، وجدت أن الآباء الذين يستخدمون أساليب التنشئة الوالدية الاستبدادية )المراقبة العالية، والانضباط القسري، والمودة المنخفضة( أو أنماط الأبوة والأمومة الأكثر تساهل )التحكم المنخفض، والحماية المفرطة، والمودة العالية( كان أبناؤهم أكثر عرضه للتنمر الالكتروني.

4-5عوامل الوقاية من التنمر الإلكتروني
بينت نتائج بعض الدراسات السابقة أن هناك العديد من العوامل التي تعتبر وقائية ضد التنمر الإلكتروني. وتشمل هذه العوامل بعض المتغيرات الشخصية مثل المرونة، ومهارات صنع القرار، ومهارات حل الصراع، وأسلوب التواصل. وكانت العالقات الاجتماعية والكشف عن الذات من الطرق البارزة للتعامل مع التنمر الإلكتروني. كذلك ساهم حظر رسائل التنمر، واستخدام استراتيجيات التأقلم في تحسين الآثار السلبية للتنمر الإلكتروني. ومن عوامل الوقاية كذلك الدعم الاجتماعي والأسري من خلال الرقابة الوالدية، والوساطة الوالدية، والتجمع الأسرى على العشاء، إلا أن متغيرات الشخصية الفردية تلعب قدرا أكبر من الأهمية في الوقاية من التنمر وفقا لدراسة وطنية أجريت على عينة مكونة من 1204 مراهقا أمريكيا )2017, Patchin & Hinduja .) ولوحظ أن تجمع الأسرة في العشاء العائلي والنقاشات التي تتم من خلاله لها دور فعال في حماية الأبناء من التنمر الإلكتروني )2014., al et Elgar .)ففي دراسة أمريكية طبقت على 18834 ً طالبا وطالبة من 49 مدرسة، وجدت أن المحافظة على وجبات العشاء العائلية )أي الاتصال بالعائلة( ساهم في حماية المراهقين من الآثار الضارة للتنمر الإلكتروني. وهناك العديد من المتغيرات الأخرى التي ارتبطت بالوقاية من خطر التنمر الإلكتروني، ففي دراسة أخرى استخدمت طريقة دلفي، طلب من 20 خبيرا سرد العوامل الوقائية ذات الصلة بالتنمر الإلكتروني ),Jacobs 2014, Lechner, & Vollink, Dehue )وشملت هذه المتغيرات بعض العوامل الإيجابية مثل التغذية الراجعة، والثقة بالنفس، وأسلوب التواصل، والمتغيرات الشخصية، ومهارات صنع القرار، ومهارات صراع القرار، والتدريب على المرونة الشخصية، والعالقات الاجتماعية والكشف عن الذات، بينما تعتبر عوامل الاندفاع والشائعات عوامل سلبية. لوحظ أن حظر المرسل أكثر استراتيجيات المواجهة فعالية في وقف التنمر الإلكتروني لدى .)Orel, Campbell, Wozencroft, Leong, & Kimpton, 2015( جامعيا طالبا 282 من عينة علاوة على ذلك، كان الاستخدام استراتيجيات التأقلم آثار ملحوظة في تجنب آثار التنمر لدى عينة من121 من ضحايا جرائم الإنترنت )2015, Park, & Dancy, Na .)كما تلعب المتغيرات الأسرية بما في ذلك مراقبة الوالدين دورا فعال في تخفف من تأثير التنمر وفرصة تعرض الضحايا للعنف ),Massarwi, & Mishna, Kassabri-Khoury 2016 .)ففي دراسة طبقت على عينة مكونة من 1808 طالبا في المدارس الثانوية، وجدت عالقة ارتباطية سالبة دالة إحصائيا بين الرقابة الوالدية وتعرض الأبناء لخطر التنمر الإلكتروني وإدمان الإنترنت )2015., al et Chang ،) كما ظهر وجود ارتباط دال إحصائيا بين التنمر الإلكتروني والإدمان على الإنترنت.

6-مناقشة النتائج:
هناك العديد من القيود يمكن ما لحظتها على الدراسات السابقة. وعلى الرغم من أن العينات بالنسبة لمعظم هذه الدراسات كانت كبيرة للغاية، فقد تم استخراج نتائج محدودة للغاية منها، ويعود السبب في ذلك لكون أدوات قياس التنمر الإلكتروني التي طورتها العديد من الدراسات السابقة كانت أسئلتها تتسم بالبساطة. وعلى الرغم من التطورات الهائلة التي يشهدها مجال القياس النفسي، فقد استخدمت معظم الدراسات استبانات ومسوحات التقرير الذاتي مع عدم الكشف عن هوية الضحية لقياس تعرض الطلبة للتنمر الإلكتروني وهذا الأسلوب يجعل هذه الدراسات متحيزة، وبالتالي فإن تعميم نتائجها مشكوك فيه نظرا ألن تطبيق مثل هذه الاستبانات في المدارس يتطلب إذنا كتابيا من الآباء والأمهات، ونظرا للدلالات السلبية الناتجة عن كشف كون الطالب متنمرا أو ضحية. من أجل منع هذه الممارسة الخطيرة، فإن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتطوير أدوات قياس التنمر الإلكتروني، ومنها على سبيل المثال، مقياس التأثير العاطفي السيبراني Dredge, Gleeson, &( الاجتماعية الشبكات تجارب واستبيان(. Elipe, Mora-Merchan, & Naciemento, 2017(.)Betts & Spenser, 2017( الإنترنت عبر التنمر سلوك ومقياس(، Garcia Xde, 2015 وبالنظر إلى أن أحجام عينات الدراسات كانت كبيرة للغاية، فمن المدهش أن معظم الدراسات ركزت على ً من اختبار النماذج متعددة المتغيرات والتي يمكن اختبارها عن طريق ً عدد قليل جدا من المتغيرات بدال المتغيرات الوسيطة أو حتى نماذج الانحدار المتعدد لتحديد عوامل التنبؤ أو المتنبئات. هذا يشير إلى أن َ هذه المسوحات كانت كتدريب لطلبة الدراسات العليا ولم يحظ موضوع التنمر الإلكتروني بالتركيز النظري الذي يحتاجه. وقد تعامل بعض الباحثين مع نموذج التنمر الإلكتروني ببساطة كونه شكال من أشكال التنمر المدرسي التقليدي بينما الحظ آخرون بأن له خصائص فريدة وأن آثاره أكثر خطورة، ومنها على سبيل المثال السلوك الانتحاري. وقد بذلت محاولات قليلة جدا في الدراسات السابقة لوضع نظريات مفسرة للتنمر، باستثناء ّ مجموعة من الدراسات نظرت إلا أن فك الارتباط الأخلاقي عبر الإنترنت ساهم في التنمر الإلكتروني، ومجموعة أخرى أظهرت التعاطف كآلية أساسية للوقاية لدى كل من المتنمر والضحية، ومجموعة وجدت أن الأعراض الاكتئابية وتصورها توسطت العبء ولكن ليس الشعور بالوحدة في العالقة بين تعرض الضحية للتنمر والتفكير في الانتحار. ومن الواضح أن هناك حاجة ماسة إلى مزيد من الدراسات حول النماذج النظرية المفسرة والداعمة لجهود التدخل العلاجي والوقائي. وهناك حاجة لتوفير فهم أعمق للخصائص الشخصية المتنمرة، وماذا يحفز سلوك التنمر؟ هل هو انعدام الأمن، أو هو شعور بالعزلة عن الأقران، أو الشعور بالوحدة؟ وما الذي يعزز هذا السلوك؟ هل هو اهتمام من الضحية؟ وفي هذا الاتجاه نحتاج للمزيد من الدراسات النوعية التي تعطي معلومات أكثر تعمقا. كذلك ركزت الدراسات السابقة في المقام الأول على ضحايا التنمر الإلكتروني، وقد حدث هذا على الأرجح ألن الضحايا يعانون من المخاوف والأعراض الاكتئابية، والأفكار الانتحارية التي تحتاج إلى العالج. ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من البحوث التي تستهدف المتنمرين لتحديد ملامح سلوكهم وهذا سوف يساعد في الوقاية من التنمر الإلكتروني. 8 -التوصيات والمقترحات هذه بعض التوصيات والمقترحات التي يمكن للباحثين الاستفادة منها لتطوير الدراسات المتعلقة بموضوع التنمر الإلكتروني وخاصة الباحثين العرب نظرا لقلة الدراسات التي تناولت هذا الموضوع: تطوير المقاييس النفسية الحالية لقياس التنمر الإلكتروني بحيث ال تعتمد على أسلوب التقرير الذاتي بل تركز على مواقف التعرض للتنمر. أهمية التوسع في دراسة التنمر الإلكتروني بحيث تدرس كافة المتغيرات المرتبطة بها للتوصل إلى أفضل عوامل التنبؤ بالضحايا والمتنمرين. أهمية استخدام طرق التحليل الإحصائي المتقدم لربط المتغيرات ذات الصلة بالتنمر الإلكتروني. هناك حاجة للتعمق في فهم التنمر الإلكتروني وتطوير النظريات المفسرة له. أهمية تطوير برامج علاجية لضحايا التنمر الإلكتروني بحيث تركز على الآتي: احترام الذات، والتكيف الاجتماعي، والمهارات الشخصية الفردية وتشمل: المرونة، ومهارات صنع القرار، ومهارات حل الصراع، وأسلوب التواصل. تطوير برامج وقائية ضد التنمر الإلكتروني في المدارس تركز على الآتي: تعريف الطلبة بكيفية التصرف في مواقف التعرض للتنمر، وخطوات الواجب اتباعها للتبليغ عن المتنمر، وأهمية عدم الرد على الرسائل المستفزة واللجوء إلى حجب المتنمر، والاحتفاظ بالأدلة التي تدين المتنمر؛ فمن الضروري حفظ جميع ّ رسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية للمتنمر مع تسجيل ساعة وتاريخ إرسال كل رسالة حتى ّ تستطيع التقدم بشكوى الى شرطة جرائم المعلوماتية وتوقيفه بسهولة، ألنك تملك الأدلة التي تدينه، ّ وتغيير إعدادات الخصوصية في حسابات التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني، لمنع المتنمر من العثور على طريقة جديدة للاتصال بالضحية، وتنبيه الطلبة إلى الحد بشكل كبير من كمية المعلومات الشخصية عنهم على شبكة الإنترنت. هناك حاجة للتعمق في فهم شخصية كل من المتنمرين والضحايا وفهم سلوكياتهم ودوافعهم من خلال دراسات نوعية.