Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (50%)

يقول القسطلاني في شرح ”البخاري“ عن الإيمان: «إنه أول ما يذكر من المقاصد الدينية لأنه ملاك الأمر كله، ولأن الباقي منها مبني عليه مشروط به، ثم يقول عنه: وهو لغة ً: التصديق، وهو كما قال التفتازاني: إذعان لحكم المخبر وقبوله؛ فليس حقيقة التصديق أن يقع في القلب نسبة التصديق إلى الخبر أو المخبر من غير إذعان وقبول لذلك بحيث يقع عليه اسم التسليم على ما صرّح به الإمام الغزالي. فهما يتحدان في التصديق وإن تغايرا ( ) بحسب المفهوم، ومفهوم الإسلام: أعمال الجوارح، وبالجملة لا يصح في الشرع أن يحكم على أحد بأنه مؤمن وليس بمسلم أو مسلم وليس بمؤمن، 1- أصل الدين وحد الإسلام سواء علينا أسميناه الإيمان أو الإسلام أو التوحيد أو الدين أو إفراد الله بالعبادة فمسماه واحد لا يختلف باختلاف الأسماء. وغيره لاحق به ولا يقبل ولا يصح إلا به. ب - إلتزام شريعة الرسول جملة وعلى الغيب( ). ولا يصح أن نقول: أن من صدّق الخبر فقد قبل الحكم. ولا يعتبر تصديقه تصديقًا صحيحًا لأنه لو كان كذلك لأدّاه ذلك إلى قبول الحكم والإذعان له جملة وعلى الغيب. وعلى كل حال فهما شقان متغايران متكاملان، مفهوم أحدهما غير مفهوم الآخر ولا يقبل أحدهما بدون الآخر. 1- الإســلام دين الرسل جميعــًا: يقول ابن تيمية: «ولما كان الكبر مستلزمًا للشرك، كان الأنبياء جميعًا مبعوثين بدين الإسلام، فهو الدين الذي لا يقبل الله غيره لا من الأولين ولا من الآخرين، هو دين الرسل جميعًا وهو أصل الدين وهو القدر الذي تتفق فيه الرسالات وإن تنوعت الشرائع وهو التوحيد، يقول ابن تيمية: « ولهذا لما كان المشركون يحرِّمون أشياء ما أنزل الله بها من سلطان ويأمرون بأشياء ما أنزل الله بها من سلطان، أنزل الله في سورة الأنعام والأعراف وغيرهما يذمهم على ذلك، إلى أن يقول: وقوله تعالى:                أمر مع القسط ( ) بالتوحيد، وهو( ) الدين الذي أمر الله به جميع الرسل وأرسلهم به إلى جميع الأمم قال تعالى:                  ( )، ولهذا ترجم البخاري في صحيحه باب ”ما جاء في أن دين الأنبياء واحد“ وذكر الحديث الصحيح في ذلك، وهو( ) الإسلام العام الذي اتفق عليه جميع النبيين: قال نوح عليه السلام:       ( )، وهذا التوحيد الذي هو أصل الدين هو أعظم العدل، شق ذلك على أصحاب رسول الله  وقالوا أينا لم يظلم نفسه؟ فقال: «ألم تسمعوا إلى قول العبد الصالح:      ( )»( ). فالتوحيد الذي هو إفراد الله بالعبادة: هو أصل الدين، وهو الإسلام الذي انعقـدت عليه كلمة جميع الرسل إلى جميع الأمم وإن تنوعت شرائعهم واختلفت مناهجهم. ويقول ابن تيمية في الفتاوى بعد كلام: «وأما الكتب السماوية المتواترة عن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فقاطعة بأن الله لا يقبل من أحد دينًا سوى الحنيفية وهي الإسلام العام: «عبادة الله وحده لا شريك له والإيمان بكتبه ورسله واليوم الآخر»، 3- الكلمة السواء التي التقت عليها كلمة الأنبياء، والشرائع المتنوعة التي اختلفت فيها مناهجهم: يقول ابن كثير في تفسير قوله تعالى :      ( ): «هذا إخبار عن الأمم المختلفة الأديان باعتبار ما بعث الله به رسله الكرام من الشرائع المختلفة في الأحكام، كما ثبت في صحيح البخاري عن أبي هريرة أن رسول الله  قال: «نحن معاشر الأنبياء إخوة لعلات ديننا واحد»، يعني بذلك التوحيد الذي بعث الله به كل رسول أرسله وضمنه كل كتاب أنزله كما قال تعالى:                 ( )، قال سعيد بن أبي عروبة عن قتادة:        يقول: سبيلًا وسنة، والدين الذي لا يقبل الله غيره: التوحيد والإخلاص لله تعالى الذي جاءت به جميع الرسل عليهم الصلاة والسلام» ( ). ويقول البيضاوي في تفسير قوله تعالى:                                   ( ) يقول: «      لا تختلف فيها الرسل والكتب ويفسرها مـا بعدها:       ولا نقول عُـزير ابن الله ولا المسيح ابن الله ولا نطيع الأحبار فيما أحدثوا من التحريم والتحليل لأن كلًا منهم    بشر مثلنا، قال عدي بن حاتم: ما كنا نعبدهم يا رسول الله قال: «أليس كانوا يحلون لكم ويحرمون فتأخذوا بقولهم»،     عن التوحيد       أي: لزمتكم الحجة فاعترفوا بأنا مسلمون دونكم أو اعترفوا بأنكم كفرتم بما نطقت به الكتب وتطابقت عليه الرسل »( ). وحديث البخاري جمع بين الآيتين جمع الاختلاف والإتفاق: «نحن معاشر الأنبياء إخوة لعلات ديننا واحد»، فالإخوة لعلات هم الإخوة يلتقون في الأب ويختلفون في الأمهات فالرسول الكريم شبه الالتقاء في التوحيد بالالتقاء في الأب، والاختلاف في الشرائع التي تتناول الفروع في الدين بالاختلاف في الأمهات، ثم ذكر أن الدين هو التوحيد ولذلك كان واحدًا باتفاقه في التوحيد ولم يختلف باختلاف الشرائع لأنها فروع على الأصل، وهو لهذا حد الإسلام الذي يكون به المسلم مسلمًا، وكان نصارى نجران يمارون النبي  فبيَّن لهم حد الإسلام وهو الكلمة السواء التي التقت عليها الكتب الثلاثة ولم تختلف فيها وهي :                 ، فمن لم يتحقق فيه هذا الحد ولم يستوفه لم يكن مسلمًا وإن ادعى ذلك كما ادعى نصارى نجران حينما قالوا للرسول الكريم : «أسلمنا قبلك»،     أي: عن التوحيد       دونكم وأنكم كفرتم بما نطقت به الكتب وتطابقت عليه الرسل، 4- التوحيد هو تحقيـق شهـادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله: يقول ابن تيمية: «ودين الله الذي هو الإسلام مبني على أصلين: على أن يعبد الله وحده لا يشرك به شيء، وعلى أن يعبد بما شرعه على لسان رسوله  وهذان هما حقيقة قولنا: «أشهد ألا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله»، فإلاله هو الذي تألهه القلوب عبادة ً واستعانة ً وتعظيمًا ومحبة ًوخوفًا ورجاءً وإجلالًا وإكرامًا، ولكل قول حقيقة كما قال المصطفى  وحقيقة التلفظ: التوحيد. 5- كثـرة الاستدلالات على هـذا الأصــل: أ- يقول ابن تيمية: «وذلك أن العبادة هي الغاية المحبوبة المرضية له التي خلـق الخلق لها كما قال تعالى:        ( )، وبها أرسل جميع الرسل كما قــال نـوح  لقومه:         ( )، ب- ويقول ابن كثير في تفسير قوله تعالى:                ( ): «يقول تعالى منكرًا على من أراد دينًا سوى دين الله الذي أنزل به كتبه وأرسل به رسله وهو عبادة الله وحده لا شريك له»( ). جـ- ويقول في تفسير قوله تعالى :              ( ): «أي: نوحده بالألوهية ولا نشرك به شيئًا غيره      أي: مطيعون خاضعون كما قال تعالى:          . والإسلام هو ملة الأنبياء جميعًا وإن تنوعت شرائعهم واختلفت مناهجهم كما قال تعالى:                  ( )، والآيات في هذا كثيرة والأحاديث فمنها: «نحن معاشر الأنبياء إخوة لعلات ديننا واحد»( ). وهذا دين جميع الرسل كما قال تعالى:                 ، هـ- ويقول في تفسير قوله تعالى:               ( ): أي أن جميع الرسل دعوا إلى ما دعوت إليه الناس من عبادة الله وحده لا شريك له ونهوا عن عبادة الأصنام والأنداد كقوله جلت عظمته:      •       ( ). و- ويقول في تفسير قوله تعالى :      •         ( ): أي لا يأمركم بعبادة أحد غير الله لا نبي مرسل ولا ملك مقرب         أي: لا يعقل ذلك إلا ممن دعا إلى عبادة غير الله، ومن دعـا إلى عبادة غير الله فقد دعـا إلى الكفر. والأنبياء إنما يأمرون بالإيمان وهو عبادة الله وحده لا شريك له كما قـال تعـالى:                 ، إذا كانت العبادة هي الغاية من الخلق وبها أرسل الله الرسل وأنزل الكتب فإن مادتها غير مادة المعرفة وإن كانت تستلزمها، ولذلك يعبر عن إفراد الله بالعبادة: بالتوحيد العملي الإرادي القصدي الطلبي، وعن توحيده في الاعتقاد: بالتوحيد العلمي المعرفي المتصل بالخبر والاعتقاد. ويوضح الشاطبي الفرق بين مادة العبادة ومادة العلم والمعرفة فيقول عن القرآن: «إنه محتوٍ من العلوم على ثلاثة أجناس هي المقصود الأول: الأول: معرفة المتوجه إليه وهو الله المعبود سبحانه. فالعبادة هي المطلوب الأول، غير أنه لا يمكن إلا بمعرفة المعبود إذ المجهول لا يُتوجه إليه ولا يُقصد لا بعبادة ولا بغيرها، فإذا عرف ـ ومن جملة المعرفة به أنه آمر وناهٍ وطالب للعباد بقيامهم بحقه ـ توجه الطلب، فالأول: يدخل تحته علم الذات والصفات والأفعال. والثاني: يشتمل على التعريف بأنواع التعبدات: من العبادات والعادات والمعاملات. والثالث: يدخل فيه الموت وما يليه ويوم القيامة وما يحويه والمنزل الذي يستقر فيه»( ). «كل علم شرعي فطلب الشارع له إنما يكون من حيث هو وسيلة إلى التعبد به لله تعالى، إلى أن يقول: والثاني: أن الشرع إنما جاء بالتعبد وهو المقصود من بعثة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كقوله تعالى:   ••   ( )، وما أشبه ذلك من الآيات التي لا تكاد تحصر كلها دال على أن المقصود التعبد لله وإنما أتوا بأدلة التوحيد( ) ليتوجهوا إلى المعبود بحق وحده سبحانه لا شريك له ولذلك قال تعالى:            ( )، ومثله سائر المواضع التي نص فيها على كلمة التوحيد لابد أن أعقبت بطلب التعبد لله وحده أو جعل مقدمة لها بل أدلة التوحيد هكذا جرى سياق القرآن فيها إلا تذكرة إلا كذا، ونحن نسوق هذا الاستدلال للتفريق بين دلالة ومادة لفظ العبادة، لأن المرجئة ومن لف لفهم من الذين يقصرون التوحيد على الجانب القولي الاعتقادي فقط ولا يرون كفرًا إلا بجحود تفريقًا بين الآيات التي تقول:       ( )، فيُعمِلون الأولى ويُعطِّلون الثانية بالتأويل بأن المقصود بالعبادة هو التوحيد في الاعتقاد، أبقوا العبادة على مادتها والأصل فيها من العمل والقصد والطلب وفسروها بفروع الأعمال دون الأصل وقالوا إن الشرك هنا بدخول الرياء في العمل وما إلى ذلك. ونخلص من هذا كله إلى أن: وأصل الدين، والباقي من الدين فروع له مبنية عليه مشروطة به، وهو الإسلام العام الذي جاءت به جميع الرسل. • والتوحيد هو: إفراد الله بالعبادة وهو مستلزم لتوحيده في الاعتقاد. وكذلك يقول ابن القيم في كلمة جامعة مانعة يعرف بها حد الإسلام: «والإسلام هو: توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له والإيمان بالله وبرسوله واتباعه فيما جاء به؛ فما لم يأت العبد بهذا فليس بمسلم، وإن لم يكن كافرًا معاندًا فهو كافر جاهل»( )،


Original text

يقول القسطلاني في شرح ”البخاري“ عن الإيمان:
«إنه أول ما يذكر من المقاصد الدينية لأنه ملاك الأمر كله، ولأن الباقي منها مبني عليه مشروط به، وهو أول واجب على المكلف. ثم يقول عنه: وهو لغة ً: التصديق، وهو كما قال التفتازاني: إذعان لحكم المخبر وقبوله؛ فليس حقيقة التصديق أن يقع في القلب نسبة التصديق إلى الخبر أو المخبر من غير إذعان وقبول لذلك بحيث يقع عليه اسم التسليم على ما صرّح به الإمام الغزالي.
والإسلام لغة ً: الانقياد والخضوع، ولا يتحقق ذلك إلا بقبول الأحكام والإذعان، وذلك حقيقة التصديق كما سبق، قال تعالى:                 ( )، فالإيمان لا ينفك عن الإسلام حكمًا، فهما يتحدان في التصديق وإن تغايرا ( ) بحسب المفهوم، إذ مفهوم الإيمان: تصديق القلب، ومفهوم الإسلام: أعمال الجوارح، وبالجملة لا يصح في الشرع أن يحكم على أحد بأنه مؤمن وليس بمسلم أو مسلم وليس بمؤمن، ولا نعني بوحدتهما سوى هذا. ومَن أثبت التغاير فيقال له ما حكم من آمن ولم يسلم أو أسلم ولم يؤمن؟ فإن أثبت لأحدهما حكمًا ليس بثابت للآخر فقد ظهر بطلان قوله»( ).
وقضيتنـا أن نثبـت أن:
1- أصل الدين وحد الإسلام سواء علينا أسميناه الإيمان أو الإسلام أو التوحيد أو الدين أو إفراد الله بالعبادة فمسماه واحد لا يختلف باختلاف الأسماء.
2- وأن هذا الحد سابق على غيره من التكاليف، وغيره لاحق به ولا يقبل ولا يصح إلا به. فالإيمان أو التوحيد ـ وهما شيء واحد كما قررنا ـ شرط صحة في الأعمال وقبولها.
3- وأن هذا الحد ذو شقين:
أ - تصديق خبر الرسول جملة وعلى الغيب( ).
ب - إلتزام شريعة الرسول جملة وعلى الغيب( ).
ولا يصح أن نقول: أن من صدّق الخبر فقد قبل الحكم.
ولا يصح أن نقول: أن المقصــود بقبول الحكم هو الإذعان لأمر الله بتصديق خبر الرسول وأن من فعل ذلك فقد حقق الإذعـــان وإن ردّ أمر الله عليه.
ولكن من الممكن أن نقول: أن من لم يلتزم شريعة الرسول جملة وعلى الغيب لا يعتد بتصديقه للخبر. ولا يعتبر تصديقه تصديقًا صحيحًا لأنه لو كان كذلك لأدّاه ذلك إلى قبول الحكم والإذعان له جملة وعلى الغيب. وعلى كل حال فهما شقان متغايران متكاملان، مفهوم أحدهما غير مفهوم الآخر ولا يقبل أحدهما بدون الآخر.


خصائص ح الإســلام
1- الإســلام دين الرسل جميعــًا:
يقول ابن تيمية: «ولما كان الكبر مستلزمًا للشرك، والشرك ضد الإسلام، وهو الذنب الذي لا يغفره الله , قال الله تعالى:  •                      ( )، كان الأنبياء جميعًا مبعوثين بدين الإسلام، فهو الدين الذي لا يقبل الله غيره لا من الأولين ولا من الآخرين، قال نوح عليه السلام:                     ( )، وقال تعالى في حق إبراهيم:                  •           ( )، وقال موسى عليه السلام:               ( )، وقال تعالى :          •      ( )، و قالت بلقيس:             ( )، وقال تعالى:           •    ( )، وقال :              ( )»( ).
2- إفــراد الله بالعبـادة:
هو دين الرسل جميعًا وهو أصل الدين وهو القدر الذي تتفق فيه الرسالات وإن تنوعت الشرائع وهو التوحيد، وهو حد الإسلام. يقول ابن تيمية: « ولهذا لما كان المشركون يحرِّمون أشياء ما أنزل الله بها من سلطان ويأمرون بأشياء ما أنزل الله بها من سلطان، أنزل الله في سورة الأنعام والأعراف وغيرهما يذمهم على ذلك، وذكر ما أمر به هو وما حرّمه هو فقال سبحانه وتعالى:                     ( )، وقال تعالى:      •                          ( ).
إلى أن يقول: وقوله تعالى:                أمر مع القسط ( ) بالتوحيد، الذي هو(1) عبادة الله وحده لا شريك له، وهذا(1) أصل الدين وضده هو الذنب الذي لا يغفر، قال تعالى:  •                     ( )، وهو( ) الدين الذي أمر الله به جميع الرسل وأرسلهم به إلى جميع الأمم قال تعالى:                  ( )، وقال تعالى:      •       ( )، وقال تعالى:                          ( )، وقال تعالى:        •       •  • •    •  ( ).
ولهذا ترجم البخاري في صحيحه باب ”ما جاء في أن دين الأنبياء واحد“ وذكر الحديث الصحيح في ذلك، وهو( ) الإسلام العام الذي اتفق عليه جميع النبيين: قال نوح عليه السلام:       ( )، وفي قصة إبراهيم:                   •          ( )، وقـال موسى:            ( )، وقال تعالى:       •     ( )، وفي قصة بلقيس:            ( )، وقال تعالى:           •     ( ).
وهذا التوحيد الذي هو أصل الدين هو أعظم العدل، وضده وهو الشرك أعظم الظلم، كما أخرج الشيخان في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود قال: لما أنزلت هذه الآية :            ( )، شق ذلك على أصحاب رسول الله  وقالوا أينا لم يظلم نفسه؟ فقال: «ألم تسمعوا إلى قول العبد الصالح:      ( )»( ).
فالتوحيد الذي هو إفراد الله بالعبادة: هو أصل الدين، وهو الدين، وهو الإسلام الذي انعقـدت عليه كلمة جميع الرسل إلى جميع الأمم وإن تنوعت شرائعهم واختلفت مناهجهم.
ويقول ابن تيمية في الفتاوى بعد كلام:
«وأما الكتب السماوية المتواترة عن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فقاطعة بأن الله لا يقبل من أحد دينًا سوى الحنيفية وهي الإسلام العام: «عبادة الله وحده لا شريك له والإيمان بكتبه ورسله واليوم الآخر»، ثم يذكر في ذلك ما سبق أن ذكرناه عنه.
إلى أن يقول: وقد قال مطلقًا:                      •     ( )، وقال:   •                 •                         ( ) »( ).
3- الكلمة السواء التي التقت عليها كلمة الأنبياء، والشرائع المتنوعة التي اختلفت فيها مناهجهم:
يقول ابن كثير في تفسير قوله تعالى :      ( ):
«هذا إخبار عن الأمم المختلفة الأديان باعتبار ما بعث الله به رسله الكرام من الشرائع المختلفة في الأحكام، المتفقة في التوحيد، كما ثبت في صحيح البخاري عن أبي هريرة أن رسول الله  قال: «نحن معاشر الأنبياء إخوة لعلات ديننا واحد»، يعني بذلك التوحيد الذي بعث الله به كل رسول أرسله وضمنه كل كتاب أنزله كما قال تعالى:                 ( )، وقال تعالى:      •        ( )، وأما الشرائع فمختلفة في الأوامر والنواهي، فقد يكون الشيء في هذه الشريعة حرامًا ثم يحل في الأخرى، وبالعكس، وخفيفًا فيزداد في الشدة في هذه دون هذه، لما له تعالى من الحجة الدامغة والحكمة البالغة، قال سعيد بن أبي عروبة عن قتادة:        يقول: سبيلًا وسنة، والسنن مختلفة هي في التوراة شريعة وفي الإنجيل شريعة وفي الفرقان شريعة يحل الله فيها ما يشاء ويحرم ما يشاء ليعلم من يطيعه ممن يعصيه.
والدين الذي لا يقبل الله غيره: التوحيد والإخلاص لله تعالى الذي جاءت به جميع الرسل عليهم الصلاة والسلام» ( ).
ويقول البيضاوي في تفسير قوله تعالى:                                   ( ) يقول: «      لا تختلف فيها الرسل والكتب ويفسرها مـا بعدها:       ولا نقول عُـزير ابن الله ولا المسيح ابن الله ولا نطيع الأحبار فيما أحدثوا من التحريم والتحليل لأن كلًا منهم    بشر مثلنا، روى أنه لما نزلت :         ( )، قال عدي بن حاتم: ما كنا نعبدهم يا رسول الله قال: «أليس كانوا يحلون لكم ويحرمون فتأخذوا بقولهم»، قال: نعم، قال: «هو ذاك»،     عن التوحيد       أي: لزمتكم الحجة فاعترفوا بأنا مسلمون دونكم أو اعترفوا بأنكم كفرتم بما نطقت به الكتب وتطابقت عليه الرسل »( ).
وهذا التفسير ذكره النسفي والقسطلاني والقرطبي وغيرهم.
وحديث البخاري جمع بين الآيتين جمع الاختلاف والإتفاق: «نحن معاشر الأنبياء إخوة لعلات ديننا واحد»، فالإخوة لعلات هم الإخوة يلتقون في الأب ويختلفون في الأمهات فالرسول الكريم شبه الالتقاء في التوحيد بالالتقاء في الأب، والاختلاف في الشرائع التي تتناول الفروع في الدين بالاختلاف في الأمهات، ثم ذكر أن الدين هو التوحيد ولذلك كان واحدًا باتفاقه في التوحيد ولم يختلف باختلاف الشرائع لأنها فروع على الأصل، والأصل متفق عليه، وهو لهذا حد الإسلام الذي يكون به المسلم مسلمًا، فمن تولى عنه لم يكن مسلمًا كما نصت عليه آية آل عمران:                                  ، وكان نصارى نجران يمارون النبي  فبيَّن لهم حد الإسلام وهو الكلمة السواء التي التقت عليها الكتب الثلاثة ولم تختلف فيها وهي :                 ، فمن لم يتحقق فيه هذا الحد ولم يستوفه لم يكن مسلمًا وإن ادعى ذلك كما ادعى نصارى نجران حينما قالوا للرسول الكريم : «أسلمنا قبلك»،     أي: عن التوحيد       دونكم وأنكم كفرتم بما نطقت به الكتب وتطابقت عليه الرسل، أما غيرهم من النصارى فمن استوفى حد الإسلام قبل أن يدخل في دين محمد  فلم ينكر القرآن عليهم دعواهم بل أقرهم عليها وحكى ذلك عنهم :     •       •    ( ).
4- التوحيد هو تحقيـق شهـادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله:
يقول ابن تيمية: «ودين الله الذي هو الإسلام مبني على أصلين: على أن يعبد الله وحده لا يشرك به شيء، وعلى أن يعبد بما شرعه على لسان رسوله  وهذان هما حقيقة قولنا: «أشهد ألا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله»، فإلاله هو الذي تألهه القلوب عبادة ً واستعانة ً وتعظيمًا ومحبة ًوخوفًا ورجاءً وإجلالًا وإكرامًا، والله عز وجل له حق لا يشاركه فيه غيره فلا يُعبد إلا الله ولا يُدعى إلا الله ولا يُخاف إلا الله ولا يُطاع إلا الله»( ).
ولكل قول حقيقة كما قال المصطفى  وحقيقة التلفظ: التوحيد.
5- كثـرة الاستدلالات على هـذا الأصــل:
نسـوق منهــا:
أ- يقول ابن تيمية: «وذلك أن العبادة هي الغاية المحبوبة المرضية له التي خلـق الخلق لها كما قال تعالى:        ( )، وبها أرسل جميع الرسل كما قــال نـوح  لقومه:         ( )، وكذلك قـال هـود وصالـح وشعيب وغيرهم لقومهـم وقـال تعـالى :     •         •    •    ( )، وقال تعالى :                ( )، وقال تعالى:  •  • •      ( )»( ).
ب- ويقول ابن كثير في تفسير قوله تعالى:                ( ): «يقول تعالى منكرًا على من أراد دينًا سوى دين الله الذي أنزل به كتبه وأرسل به رسله وهو عبادة الله وحده لا شريك له»( ).
جـ- ويقول في تفسير قوله تعالى :              ( ): «أي: نوحده بالألوهية ولا نشرك به شيئًا غيره      أي: مطيعون خاضعون كما قال تعالى:          . والإسلام هو ملة الأنبياء جميعًا وإن تنوعت شرائعهم واختلفت مناهجهم كما قال تعالى:                  ( )، والآيات في هذا كثيرة والأحاديث فمنها: «نحن معاشر الأنبياء إخوة لعلات ديننا واحد»( ).
د- ويقول في تفسير قوله تعالى:                                  ( ): «أي :لا نعبد معه وثنًا ولا صنمًا ولا صليبًا ولا طاغوتًا بل نفرده بالعبادة وحده لا شريك له، وهذا دين جميع الرسل كما قال تعالى:                 ، وكما قال تعالى:      •       »( ).
هـ- ويقول في تفسير قوله تعالى:               ( ): أي أن جميع الرسل دعوا إلى ما دعوت إليه الناس من عبادة الله وحده لا شريك له ونهوا عن عبادة الأصنام والأنداد كقوله جلت عظمته:      •       ( ).
و- ويقول في تفسير قوله تعالى :      •         ( ): أي لا يأمركم بعبادة أحد غير الله لا نبي مرسل ولا ملك مقرب         أي: لا يعقل ذلك إلا ممن دعا إلى عبادة غير الله، ومن دعـا إلى عبادة غير الله فقد دعـا إلى الكفر. والأنبياء إنما يأمرون بالإيمان وهو عبادة الله وحده لا شريك له كما قـال تعـالى:                 ، وقـال إخبـارًا عـن الملائكـة:           •      ( ).
6- مـادة العبـادة غير مـادة المعرفـة:
إذا كانت العبادة هي الغاية من الخلق وبها أرسل الله الرسل وأنزل الكتب فإن مادتها غير مادة المعرفة وإن كانت تستلزمها، وكذلك إفراد الله بالعبادة غير توحيده في الاعتقاد وإن كان يستلزمه، ولذلك يعبر عن إفراد الله بالعبادة: بالتوحيد العملي الإرادي القصدي الطلبي، وعن توحيده في الاعتقاد: بالتوحيد العلمي المعرفي المتصل بالخبر والاعتقاد.
ويوضح الشاطبي الفرق بين مادة العبادة ومادة العلم والمعرفة فيقول عن القرآن:
«إنه محتوٍ من العلوم على ثلاثة أجناس هي المقصود الأول:
الأول: معرفة المتوجه إليه وهو الله المعبود سبحانه.
الثاني: معرفة كيفية التوجه إليه.
الثالث: معرفة مآل العبد ليخاف الله ويرجوه.
وهذه الأجناس الثلاثة داخلة تحت جنس واحد هو المقصود، عبر عنه قوله تعالى:         ( )، فالعبادة هي المطلوب الأول، غير أنه لا يمكن إلا بمعرفة المعبود إذ المجهول لا يُتوجه إليه ولا يُقصد لا بعبادة ولا بغيرها، فإذا عرف ـ ومن جملة المعرفة به أنه آمر وناهٍ وطالب للعباد بقيامهم بحقه ـ توجه الطلب، إلا أنه لا يتأتى دون معرفة كيفية التعبد فجيء بالجنس الثاني، ولما كانت النفوس من شأنها طلب النتائج والمآلات أتى بالجنس الثالث.
فالأول: يدخل تحته علم الذات والصفات والأفعال.
والثاني: يشتمل على التعريف بأنواع التعبدات: من العبادات والعادات والمعاملات.
والثالث: يدخل فيه الموت وما يليه ويوم القيامة وما يحويه والمنزل الذي يستقر فيه»( ).
ويقول في المقدمات في المقدمة السابعة:
«كل علم شرعي فطلب الشارع له إنما يكون من حيث هو وسيلة إلى التعبد به لله تعالى، لا من جهة أخرى، فإن ظهر فيه اعتبار جهة أخرى فبالتبع والقصد الثاني لا بالقصد الأول.
إلى أن يقول: والثاني: أن الشرع إنما جاء بالتعبد وهو المقصود من بعثة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كقوله تعالى:   ••   ( )، وقوله تعالى:        ••           ( )، وقوله:           ( )،                 ( ) أي: يسوون به غيره في العبادة فذمهم على ذلك، وقال تعالى:      ( )،            •  •  ( )،                 ( )،                 ( )، وما أشبه ذلك من الآيات التي لا تكاد تحصر كلها دال على أن المقصود التعبد لله وإنما أتوا بأدلة التوحيد( ) ليتوجهوا إلى المعبود بحق وحده سبحانه لا شريك له ولذلك قال تعالى:            ( )، وقـال تعالى:                ( )، وقــال تعــالى:           ( )، ومثله سائر المواضع التي نص فيها على كلمة التوحيد لابد أن أعقبت بطلب التعبد لله وحده أو جعل مقدمة لها بل أدلة التوحيد هكذا جرى سياق القرآن فيها إلا تذكرة إلا كذا، وهو واضح في أن التعبد هو المقصود من العلم والآيات في هذا المعنى لا تحصى»( ).
ونحن نسوق هذا الاستدلال للتفريق بين دلالة ومادة لفظ العبادة، ولفظ العلم والمعرفة والاعتقاد، لأن المرجئة ومن لف لفهم من الذين يقصرون التوحيد على الجانب القولي الاعتقادي فقط ولا يرون كفرًا إلا بجحود تفريقًا بين الآيات التي تقول:       ( )، والآيات التي تقول :                              ( )، فيُعمِلون الأولى ويُعطِّلون الثانية بالتأويل بأن المقصود بالعبادة هو التوحيد في الاعتقاد، وهذا إذا لم يستطيعوا تأويل الحكم أولوا المناط، وإذا استطاعوا تأويل الحكم إلى شرك أصغر أو كفر دون كفر أو ما إلى ذلك، أبقوا العبادة على مادتها والأصل فيها من العمل والقصد والطلب وفسروها بفروع الأعمال دون الأصل وقالوا إن الشرك هنا بدخول الرياء في العمل وما إلى ذلك.


ونخلص من هذا كله إلى أن:
• التوحيد: هو الدين الذي لا يقبل الله غيره، وبغيره لا يكون المسلم مسلمًا، وهو حد الإسلام، وأصل الدين، والباقي من الدين فروع له مبنية عليه مشروطة به، وهو الإسلام العام الذي جاءت به جميع الرسل.
• والتوحيد هو: إفراد الله بالعبادة وهو مستلزم لتوحيده في الاعتقاد. وكذلك يقول ابن القيم في كلمة جامعة مانعة يعرف بها حد الإسلام: «والإسلام هو: توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له والإيمان بالله وبرسوله واتباعه فيما جاء به؛ فما لم يأت العبد بهذا فليس بمسلم، وإن لم يكن كافرًا معاندًا فهو كافر جاهل»( )، وقد جمع في هذا التعريف بين التوحيد العملي الإرادي القصدي الطلبي, والتوحيد العلمي المعرفي الخبري الاعتقادي وجعله حدًا للإسلام، بغيره لا يكون المسلم مسلمًا.


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

Lakhasly. (2024...

Lakhasly. (2024). وتكمن أهمية جودة الخدمة بالنسبة للمؤسسات التي تهدف إلى تحقيق النجاح والاستقرار. Re...

‏ Management Te...

‏ Management Team: A workshop supervisor, knowledgeable carpenters, finishers, an administrative ass...

تسجيل مدخلات ال...

تسجيل مدخلات الزراعة العضوية (اسمدة عضوية ومخصبات حيوية ومبيدات عضوية (حشرية-امراض-حشائش) ومبيدات حي...

My overall expe...

My overall experience was good, but I felt like they discharged me too quickly. One night wasn't eno...

- لموافقة المست...

- لموافقة المستنيرة*: سيتم الحصول على موافقة مستنيرة من جميع المشاركين قبل بدء البحث. - *السرية*: سي...

تعزيز الصورة ال...

تعزيز الصورة الإيجابية للمملكة العربية السعودية بوصفها نموذجًا عالميًا في ترسيخ القيم الإنسانية ونشر...

وصف الرئيس الأم...

وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الثلاثاء، الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بأنها "مأساوية"، متعه...

Mears (2014) A ...

Mears (2014) A system of justice that could both punish and rehabilitate juvenile criminals was the ...

تراجع مكانة الق...

تراجع مكانة القضية الفلسطينية في السياسة الدولية فرض على الجزائر تحديات كبيرة، لكنه لم يغيّر من ثواب...

أيقونة الكوميدي...

أيقونة الكوميديا والدراما بقيمة 100 مليون دولار. قابل عادل إمام ولد عام 1940 في المنصورة، مصر، وبدأ ...

أتقدم إلى سموكم...

أتقدم إلى سموكم الكريم أنا المواطن / أسامة سلطان خلف الله الحارثي، السجل المدني رقم/١٧٣٧٣٨٣ ، بهذا ا...

[1] الحمد لله ...

[1] الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا أخذه ورسوله صلى ...