Online English Summarizer tool, free and accurate!
محاضرة (١)
مفهوم الجمال
الجمال يعنى شيئاً أشمل من الفن، يعنى الحس والبهجة والمسرة التي يدركها الإنسان في كل ركن من أركان هذا الكون الذي سواه الخالق الأعظم فالجمال يرى في الأرض وفى السماء وفى البحار، يُرى في الأشكال المتنوعة للبشر والحيوانات والأسماك والطيور والأزهار وشتى الثمار، أي أن الجمال بمعناه الشامل لا يقتصر على الفن كما يظن البعض، بل يتضمن كل شئ أوجده الخالق، فالطبيعة بكل ما فيها من خضرة وأشجار وأنهار ووديان وجبال
وسماء وأرض وحيوانات وطيور وفراشات وزواحف وأسماك وشتى المخلوقات كلها تتضمن مقومات جمالية، ولكن إذا كان الفن يتضمن الجمال كما تتضمنه الطبيعة
فما الفرق بين مفهوم الجمال في الحالتين ؟.إن الجمال الذي ينتجه الفن محاولة إنسانية متخصصة لكشف النقاب عن قوانين الجمال ذاتها من توافق وإيقاع ونسب وترديد يكشفها الفنان بتجاربه الناجحة التي توضح هذه القوانين الجمالية، وبعد أن تتضح تلك القوانين يُصبح في الإمكان تطبيقها على مجالات أخرى، أما الجمال بمفهومه الثاني الذي له معنى الشمول يُدرك في الكون المحيط مثلما يُدرك في مجال الفن، والجمال الذي يُشاهد في الطبيعة في وجه امرأة أو زهرة أو فراشة إنما هو جمال نعشقه بالفطرة نتيجة الراحة لرؤية هذه العناصر، والجمال بشموله يشاهد في الملموس، فكما يقال: إنَّ الزهرة جميلة يقال: إن الفكرة جميلة والسلوك جميل وحل المسألة الرياضية جميل، فكأن الجمال تعميم للرؤية والإدراك على سائر الكائنات بحيث يكشف الإنسان من ثناياها ما تنم عنه من علاقات مريحة تبعث على السرور، ولذلك يقال عليها جميلة؛ والجمال يُدرك في المعنويات في صياغة الألفاظ والأنغام والأصوات والحركات.يتضح من التعريف السابق أن الجمال تعميم شامل يتحقق من خلاله إدراك العلاقات المريحة للبصر والسمع، والنفس، والقلب وسائر حواس الإنسان. وانطباعاته الشخصية عن الأشكال التي يشاهدها في العالم الطبيعي.إنه الشعور بالارتياح تمنحه لنا صورة تنجم عن علاقات متناغمة متناسبة، وعن الوضوح والبهاء والبساطة، إنَّ الإنسان فيما يقول "هربرت ريد" ليستجيب لشكل وسطح وكتلة الأشياء أمام حواسه، فالاتساقات القائمة فيها تبعث فينا إحساسات سارة، بينما يؤدى افتقاد الاتساق إلى لا مبالاتنا بالأشياء المشاهدة، بل لعله يُؤَدى إلى شعور بعدم الارتياح أو الاشمئزاز، وإذا كان هناك أكثر من تعريف للجمال فإن التعريف المادي الجمال وحدة علاقات صورية بين مدركاتنا الحسية" هو التعريف الأساسي.والجمال بوجه عام هو صفة تلحظ في الأشياء وتبعث في النفس سروراً ورضا، وبوجه خاص هو إحدى القيم الثلاث التي تؤلف مبحث القيم العليا وهي: الحق والخير والجمال، والجمال عند الفلاسفة المثاليين: صفة قائمة في طبيعة الأشياء وبالتالي فهي ثابتة لا تتغير ويُصبح الشئ جميلاً في ذاته أو قبيحاً في ذاته بصرف النظر عن ظروف من يُصدر الحكم، وعلى العكس من هذا يرى الطبيعيون: أن الجمال مصطلح تعارفت عليه مجموعة من الناس متأثرين بظروفهم وبالتالي يكون الحكم بجمال الشئ أو قبحه باختلاف من يُصدر الحكم. أي أن الجمال هو الصفة الموجودة في الشئ المنعوت بالجمال والتي تبعث السرور والبهجة، وتدخل على النفس الرضا والارتياح. أو كان الإنسان - الفنان - هو الذي صاغها في قوالب مختلفة من الفن التشكيلي والعمارة والموسيقى والشعر والرقص والغناء والقصة والمسرحية، وإدراك الجمال يتضمن تعميماً على سائر الأشياء طبيعية، أو مصنوعة، والذي يجعل الشئ جميلاً مجموعة من الخصائص إذا توافرت دل ذلك على جمال هذا الشئ وقد اهتم الجماليون بهذه الخصائص منذ عهد أفلاطون حتى وقتنا الحاضر. ومن المنطلق السابق يمكن القول بأن الجمال مظهر هام من مظاهر رقى الحضارة وتقدمها، وعكسه القبح مظهر يدل على التخلف والانحطاط، وتؤكد الملاحظة أن الإنسان تواق إلى الجمال في أي زمان ومكان، والتاريخ خير شاهد على ذلك وكذلك الواقع الذي يحياه الإنسان، ومما يؤكد ذلك سعى الإنسان الدائم للبحث عن الجمال والإحساس به، ومتعته بالأشياء الجميلة.ويُعرف أحد المفكرين الجمال بأنه: الإحساس الذي يبدو عندما يبلغ الشئ قدراً من الإتقان والكمال حيث إن الروحانيات والأحاسيس تشير إليه من جانبها وهى متحركة من الصعب إدراكها وكأنها مرتبطة بقدر من الاستحسان يختلف من كائن لآخر، وتتغير فكرة الجمال بتغير الزمان والمكان، فالجمال ليس إلا خرافة والشئ المؤكد هو وجود الإحساس بالجمال؛ وهو علاقة أو ميل بيننا وبين الأشياء التي تستحوذ على مشاعرنا بما يوجد فيها من سمات جمالية تؤدى بنا إلى إصدار حكمنا عليها بالجمال. ومن خلال ذلك يمكن القول بأن الجمال هو علاقة الميل بين الأشخاص والأشياء التي تستحوذ على المشاعر بما تتضمنه من سمات جمالية تؤدى إلى إصدار الحكم عليها بالجمال.محاضرة ٣
الجمال المادي والجمال المعنوي آراء فلسفية.يقول الإمام الغزالي في تعريف الجمال: "اعلم أن المحبوس في مضيق الخيالات والمحسوسات ربما يظن أنه لا معنى للحسن والجمال إلا بتناسب الخلقة والشكل وحسن اللون، وكون البياض مشرباً بحمرة، فإن الحسن الأغلب على الخلق حسن الإبصار، وأكثر التفاتهم إلى صور الأشخاص. وهذا خطأ ظاهر، ولا على تناسب الخلقة وامتزاج البياض بالحمرة، فإنا نقول هذا خط حَسَن، وهذا صوت حسن، وهذا فرس حَسَن بل نقول هذا ثوب حسن، وهذا إناء حسن فأي معنى الحسن الصوت والخط وسائر الأشياء إن لم يكن الحسن إلا في الصورة؟ ومعلوم أن العين تستلذ بالنظر إلى الخط الحسن، والأذن تستلذ استماع النغمات الحسنة الطيبة، وما من شئ من المدركات إلا وهو منقسم إلى حسن وقبيح" يبين الإمام الغزالي في النص السابق خطأ من يظن أن الجمال والحسن يكون في المحسوسات فقط، أو الذي تقع عليه العين من الصور ثم يوضح أن الجمال والحسن ليس مقصوراً على المدركات البصرية واستدل باستلذاذ العين بالنظر إلى الخط الجميل، واستلذاذ الأذن بسماع اللحن الجميل، إذن الجمال أعمق من ذلك وأشمل ويتضح ذلك من خلال كلامه الآتي في بيان المعنى الحقيقي للجمال. ويقول موضحاً المعنى الحقيقي للجمال: "كل شيء جماله وحسنه في أن يحضر كماله اللائق به الممكن له، فالفرس الحسن هو الذي جمع كل ما يليق بالفرس من هيئة، وشكل ولون، والخط الحسن كل ما جمع ما يليق بالخط من تناسب الحروف، وتوازيها، واستقامة ترتيبها، وحسن انتظامها ولكل شئ كمال يليق به وقد يليق بغيره ضده فحسن كل شئ في كماله الذي يليق به. فلا يحسن الإنسان بما يحسن به الفرس، ولا يحسن الخط بما يحسن به الصوت، ولا تحسن الأواني بما تحسن به الثياب، وكذلك سائر الأشياء" ويعد تعريف الإمام الغزالي السابق من أجود ما قيل في الجمال فقد بسط فيه القول بعبارات جامعة مانعة، كشف فيها عن خفايا هذه الكلمة وما تحمله من معان، والشجاعة، و المروءة، وسائر خلال الخير وشئ من هذه الصفات لا يدرك بالحواس الخمس بل يُدرك بنور البصيرة الباطنة، وكل هذه الخلال الجميلة محبوبة، والموصوف بها محبوب بالطبع ".ثم يذكر الغزالي عقب ذلك أن نفوس البشر من طبيعتها أن تحب كل جميل، وهي تتفاوت فيما بينها في محبتها للأشياء الجميلة فيقول : " بل المحسن في نفسه محبوب وإن كان لا ينتهى قط إحسانه إلى المحب، لأن كل جمال وحسن فهو محبوب والصورة ظاهرة وباطنة والحسن والجمال يشملهما، وتدرك الصورة الظاهرة بالبصر الظاهر والصورة الباطنة بالبصيرة الباطنة، فمن حرم البصيرة الباطنة لا يدركها ولا يستلذ بها ولا يحبها ولا يميل إليها، ومن كانت البصيرة الباطنة أغلب عليه من الحواس الظاهرة كان حبه للمعاني الباطنة أكثر من حبه للمعاني الظاهرة، فشتان بين من يحب نقشاً مصوراً على الحائط الجمال صورته الظاهرة، وبين من يحب نبياً من الأنبياء الجمال صورته الباطنة".ويلاحظ من خلال حديث الإمام الغزالي عن الجمال أنه يميز بين طائفتين من الظواهر الجمالية طائفة تدرك بالحواس وهذه تتعلق بتناسق الصور الخارجية وانسجامها، والطائفة الثانية تُدرك بالقلب وهي طائفة الجمال المعنوي التي تتصل بالصفات الباطنة، فالمدركات إذن كما يراها الغزالي تنقسم إلى قسمين: مدركات بالحواس، ومدركات بالقلب والقلب أشد إدراكاً من العين، وجمال المعاني المدركة
بالقلب والعقل أعظم من جمال الصور الظاهرة المدركة بالحواس. ويقول ابن القيم: "اعلم أن الجمال ينقسم إلى قسمين: ظاهر وباطن، فالجمال الباطن هو المحبوب لذاته، وهو جمال العقل والعلم والجود والعفة والشجاعة، وهذا الجمال الباطن هو محل نظر الله من عبده وموضع محبته كما في الحديث الصحيح: "إنَّ الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم " وهذا الجمال الباطن يزين الصورة الظاهرة وإن لم تكن ذات جمال، فتكسو صاحبها من الجمال والمهابة والحلاوة بحسب ما اكتسبت روحه من تلك الصفات. وهذا أمر مشهود بالعيان، فإنك ترى الرجل المحسن ذا الأخلاق الجميلة من أحلى الناس صورة وإن كان أسود. ومما يدلل على أن الجمال الباطن أحسن من الظاهر أن القلوب لا تنفك عن تعظيم صاحبه ومحبته والميل إليه". ثم يستطرد قائلاً وموضحاً النوع الثاني من أنواع الجمال: " وأما الجمال الظاهر فزينة خص الله بها بعض الصور عن بعض، وهي من زيادة الخلق التي قال الله فيها : " يزيد في الخلق ما يشاء" قالوا: هو الصوت الحسن والصورة الحسنة. والقلوب كالمطبوعة على محبته كما هي مفطورة على استحسانه".يتضح من خلال النصين السابقين أن الجمال عند ابن القيم ظاهر محسوس، وباطن معنوي وأن الباطن هو الجمال المحبوب لذاته؛ وهو سبب نظر الله لعبده إذا تحلى به، "
وكما أن الجمال الباطن من أعظم نعم الله على عبده، فإن شكره بتقواه وصيانته ازداد جمالاً على جماله، وإن
استعمل جماله في معاصيه سبحانه قلبه له شيئاً ظاهراً في الدنيا قبل الآخرة، وينفر عنه كل من رآه. فحسن الباطن يعلو قبح الظاهر ويستره، وقبح الباطن يعلو جمال الظاهر ويستره. فالجمال بنوعيه الظاهر والباطن ذا أهمية، فإن فقد الإنسان جمال الباطن قبح ظاهره، ثم يتحدث ابن القيم عن حقيقة الحسن والجمال فيقول: "الحسن - الجمال - أمر مركب من أشياء: صباحة ووضاءة وحسن تشكيل وتخطيط ودموية في البشرة، وهو : معنى لا تناله العبارة، وإنما للناس من أوصاف أمكن التعبير عنها،ويطلق الجمال عند الصوفية على معنيين: أحدهما الجمال الذي يعرفه العامة مثل صفاء اللون، وثانيهما الجمال الحقيقي: وهو الجمال الإلهي وهو صفة أزلية الله تعالى شاهدة في ذاته مشاهدة علمية فأراد أن يراه في صنعه مشاهدة عينية فخلق العالم كمرآة شاهد فيه جماله عياناً. والجمال ظاهر وباطن، والظاهر يتعلق بالأجسام ويُدرك معها، والباطن هو الجمال المجرد؛ والجمال الظاهر وإن بدا تعلقه بالأبدان إلا أن العقل يُدركه بإشراق النفس على البدن وتجليها عليه، وإذا كان لا يكتفي في إدراك الجمال الظاهر بالحواس فمعنى ذلك أن إدراكه يكون بنور العقل فهو الذي يهدي الحواس إليه. وأما الجمال الباطن: فهو محصلة إشراق النور الجمالي الإلهي عند العقول الذكية فتكون لها به العلوم والمعارف الربانية وسائر الكمالات والفضائل، ولا يُدرك هذا الجمال إلا العقول التي هي في غاية الصفاء. وجمال الله تعالى عبارة عن أوصافه العليا وأسمائه الحسنى هذا على العموم؛ وأما على الخصوص فهي أوصافه الرحمة والعلم واللطف والنعمة والجود والرزاقية والخلاقية والنفع وأمثال ذلك وكلها صفات جمال، وباعتبار الربوبية والقدرة اسم جلال. يتضح من الفقرتين السابقتين أن الإسلام لا ينظر إلى الجمال المدرك بالحواس فقط أو جمال الصور، وإنما ينظر للجمال على أنه شي شامل متكامل، وأن جمال الصور أو المحسوسات يراه الجميع، وهو عبارة عن مسائل مكتسبة، ولكن الجمال الحقيقي هو الجمال الإلهي خالق الجمال وهو ذرة من نور الله، فالجمال عند الصوفية إذن نور من الله عندما تراه النفس تسعد وتبتهج، وهو إلهام من الله يرد على قلب الإنسان السالك.وفي ضوء ما سبق من النظرة الشاملة للجمال بجوانبه يمكن أن يُصنف الجمال في ثلاثة أصناف هي:
1 - الجمال المادي:
وقد أشارت آيات القرآن في العديد من المواضع إلى هذا اللون، فالسماء مزينة جميلة ، والإنسان مخلوق في أبهى وأحسن صورة ، والأنعام والدواب فيها ما فيها من الجمال والروعة، وكثير من الآيات والأحاديث النبوية التي تشير إلى هذا الصنف من أصناف الجمال والذي يعد من نعم
الله على عباده، ويُدرك بالحواس.2 الجمال المعنوي:
ويكون في المجردات، ويدركه العقل والقلب فالإيمان جعله الله زينة للقلوب والهجر وهو المقاطعة والترك يكون جميلاً عندما يكون مقاطعة للسفهاء وعدم استفزازهم، واعتزالهم برفق ولين ،
محاضرة (١)
مفهوم الجمال
الجمال يعنى شيئاً أشمل من الفن، يعنى الحس والبهجة والمسرة التي يدركها الإنسان في كل ركن من أركان هذا الكون الذي سواه الخالق الأعظم فالجمال يرى في الأرض وفى السماء وفى البحار، يُرى في الأشكال المتنوعة للبشر والحيوانات والأسماك والطيور والأزهار وشتى الثمار، ويقابل الجمال (القبح) وهو يعني كل شئ يثير النفور والاشمئزاز والبغض والكراهية. أي أن الجمال بمعناه الشامل لا يقتصر على الفن كما يظن البعض، بل يتضمن كل شئ أوجده الخالق، فالطبيعة بكل ما فيها من خضرة وأشجار وأنهار ووديان وجبال
وسماء وأرض وحيوانات وطيور وفراشات وزواحف وأسماك وشتى المخلوقات كلها تتضمن مقومات جمالية، ولكن إذا كان الفن يتضمن الجمال كما تتضمنه الطبيعة
فما الفرق بين مفهوم الجمال في الحالتين ؟.
إن الجمال الذي ينتجه الفن محاولة إنسانية متخصصة لكشف النقاب عن قوانين الجمال ذاتها من توافق وإيقاع ونسب وترديد يكشفها الفنان بتجاربه الناجحة التي توضح هذه القوانين الجمالية، وبعد أن تتضح تلك القوانين يُصبح في الإمكان تطبيقها على مجالات أخرى، أما الجمال بمفهومه الثاني الذي له معنى الشمول يُدرك في الكون المحيط مثلما يُدرك في مجال الفن، غير أن الجمال في الفن يصنعه إنسان - الفنان - أي لا يأتي صدفة وإنما يتم كهدف مقصود. والجمال الذي يُشاهد في الطبيعة في وجه امرأة أو زهرة أو فراشة إنما هو جمال نعشقه بالفطرة نتيجة الراحة لرؤية هذه العناصر، والجمال بشموله يشاهد في الملموس، ويُدرك في المعنوي، فكما يقال: إنَّ الزهرة جميلة يقال: إن الفكرة جميلة والسلوك جميل وحل المسألة الرياضية جميل، فكأن الجمال تعميم للرؤية والإدراك على سائر الكائنات بحيث يكشف الإنسان من ثناياها ما تنم عنه من علاقات مريحة تبعث على السرور، ولذلك يقال عليها جميلة؛ فالجمال يُرى في كل شئ إذا كان متناسقاً سواء كان في وجه امرأة أو كيان حشرة أو حيوان أو زورق شراعي يدفعه الريح فوق بركة من الماء أو فكرة حية، والجمال يُدرك في المعنويات في صياغة الألفاظ والأنغام والأصوات والحركات.
يتضح من التعريف السابق أن الجمال تعميم شامل يتحقق من خلاله إدراك العلاقات المريحة للبصر والسمع، والنفس، والقلب وسائر حواس الإنسان. أما الجمال في الطبيعة فهو يمثل المادة الجمالية الخام التي يستطيع الفنان أن يصيغها في القالب الفني الذي يعبر عن إحساساته ومشاعره، وانطباعاته الشخصية عن الأشكال التي يشاهدها في العالم الطبيعي.
إنه الشعور بالارتياح تمنحه لنا صورة تنجم عن علاقات متناغمة متناسبة، وعن الوضوح والبهاء والبساطة، إنَّ الإنسان فيما يقول "هربرت ريد" ليستجيب لشكل وسطح وكتلة الأشياء أمام حواسه، فالاتساقات القائمة فيها تبعث فينا إحساسات سارة، بينما يؤدى افتقاد الاتساق إلى لا مبالاتنا بالأشياء المشاهدة، بل لعله يُؤَدى إلى شعور بعدم الارتياح أو الاشمئزاز، وإذا كان هناك أكثر من تعريف للجمال فإن التعريف المادي الجمال وحدة علاقات صورية بين مدركاتنا الحسية" هو التعريف الأساسي.
والجمال بوجه عام هو صفة تلحظ في الأشياء وتبعث في النفس سروراً ورضا، وبوجه خاص هو إحدى القيم الثلاث التي تؤلف مبحث القيم العليا وهي: الحق والخير والجمال، والجمال عند الفلاسفة المثاليين: صفة قائمة في طبيعة الأشياء وبالتالي فهي ثابتة لا تتغير ويُصبح الشئ جميلاً في ذاته أو قبيحاً في ذاته بصرف النظر عن ظروف من يُصدر الحكم، وعلى العكس من هذا يرى الطبيعيون: أن الجمال مصطلح تعارفت عليه مجموعة من الناس متأثرين بظروفهم وبالتالي يكون الحكم بجمال الشئ أو قبحه باختلاف من يُصدر الحكم. أي أن الجمال هو الصفة الموجودة في الشئ المنعوت بالجمال والتي تبعث السرور والبهجة، وتدخل على النفس الرضا والارتياح.
ويُعرف الجمال بأنه إدراك للعلاقات المريحة التي يستجيب لها الإنسان في شتى العناصر سواء أكانت متوفرة في الطبيعة من صنع الخالق الأعظم، أو كان الإنسان - الفنان - هو الذي صاغها في قوالب مختلفة من الفن التشكيلي والعمارة والموسيقى والشعر والرقص والغناء والقصة والمسرحية، وإدراك الجمال يتضمن تعميماً على سائر الأشياء طبيعية، أو مصنوعة، والذي يجعل الشئ جميلاً مجموعة من الخصائص إذا توافرت دل ذلك على جمال هذا الشئ وقد اهتم الجماليون بهذه الخصائص منذ عهد أفلاطون حتى وقتنا الحاضر. ومن المنطلق السابق يمكن القول بأن الجمال مظهر هام من مظاهر رقى الحضارة وتقدمها، وعكسه القبح مظهر يدل على التخلف والانحطاط، وتؤكد الملاحظة أن الإنسان تواق إلى الجمال في أي زمان ومكان، والتاريخ خير شاهد على ذلك وكذلك الواقع الذي يحياه الإنسان، ومما يؤكد ذلك سعى الإنسان الدائم للبحث عن الجمال والإحساس به، ومتعته بالأشياء الجميلة.
ويُعرف أحد المفكرين الجمال بأنه: الإحساس الذي يبدو عندما يبلغ الشئ قدراً من الإتقان والكمال حيث إن الروحانيات والأحاسيس تشير إليه من جانبها وهى متحركة من الصعب إدراكها وكأنها مرتبطة بقدر من الاستحسان يختلف من كائن لآخر، وتتغير فكرة الجمال بتغير الزمان والمكان، فالجمال ليس إلا خرافة والشئ المؤكد هو وجود الإحساس بالجمال؛ وهو علاقة أو ميل بيننا وبين الأشياء التي تستحوذ على مشاعرنا بما يوجد فيها من سمات جمالية تؤدى بنا إلى إصدار حكمنا عليها بالجمال. يتضح من التعريف السابق أنه ليس هناك جمال قائم بذاته، وإنما جمال أي عمل فني أو بتعبير أدق الإحساس به لا يوجد إلا نسبة الجمال عمل فني آخر، ومن خلال ذلك يمكن القول بأن الجمال هو علاقة الميل بين الأشخاص والأشياء التي تستحوذ على المشاعر بما تتضمنه من سمات جمالية تؤدى إلى إصدار الحكم عليها بالجمال.
محاضرة ٣
الجمال المادي والجمال المعنوي آراء فلسفية.
يقول الإمام الغزالي في تعريف الجمال: "اعلم أن المحبوس في مضيق الخيالات والمحسوسات ربما يظن أنه لا معنى للحسن والجمال إلا بتناسب الخلقة والشكل وحسن اللون، وكون البياض مشرباً بحمرة، وامتداد القامة إلى غير ذلك مما يوصف من جمال شخص الإنسان، فإن الحسن الأغلب على الخلق حسن الإبصار، وأكثر التفاتهم إلى صور الأشخاص. وهذا خطأ ظاهر، فإنَّ الحسن ليس مقصوراً على مدركات البصر، ولا على تناسب الخلقة وامتزاج البياض بالحمرة، فإنا نقول هذا خط حَسَن، وهذا صوت حسن، وهذا فرس حَسَن بل نقول هذا ثوب حسن، وهذا إناء حسن فأي معنى الحسن الصوت والخط وسائر الأشياء إن لم يكن الحسن إلا في الصورة؟ ومعلوم أن العين تستلذ بالنظر إلى الخط الحسن، والأذن تستلذ استماع النغمات الحسنة الطيبة، وما من شئ من المدركات إلا وهو منقسم إلى حسن وقبيح" يبين الإمام الغزالي في النص السابق خطأ من يظن أن الجمال والحسن يكون في المحسوسات فقط، أو الذي تقع عليه العين من الصور ثم يوضح أن الجمال والحسن ليس مقصوراً على المدركات البصرية واستدل باستلذاذ العين بالنظر إلى الخط الجميل، واستلذاذ الأذن بسماع اللحن الجميل، إذن الجمال أعمق من ذلك وأشمل ويتضح ذلك من خلال كلامه الآتي في بيان المعنى الحقيقي للجمال. ويقول موضحاً المعنى الحقيقي للجمال: "كل شيء جماله وحسنه في أن يحضر كماله اللائق به الممكن له، فإذا كانت جميع كمالاته الممكنة حاضرة فهو في غاية الجمال، وإن كان الحاضر بعضها فله من الحسن والجمال بقدر ما حضر، فالفرس الحسن هو الذي جمع كل ما يليق بالفرس من هيئة، وشكل ولون، وحُسْن عدو، وتيسر كر وفَرَّ عليه. والخط الحسن كل ما جمع ما يليق بالخط من تناسب الحروف، وتوازيها، واستقامة ترتيبها، وحسن انتظامها ولكل شئ كمال يليق به وقد يليق بغيره ضده فحسن كل شئ في كماله الذي يليق به. فلا يحسن الإنسان بما يحسن به الفرس، ولا يحسن الخط بما يحسن به الصوت، ولا تحسن الأواني بما تحسن به الثياب، وكذلك سائر الأشياء" ويعد تعريف الإمام الغزالي السابق من أجود ما قيل في الجمال فقد بسط فيه القول بعبارات جامعة مانعة، كشف فيها عن خفايا هذه الكلمة وما تحمله من معان، ثم ينصرف إلى تقرير وجود الجمال في غير المحسوسات لأن وجوده في المحسوسات بديهة لا تحتاج إلى فكر أو برهان.
يبين الغزالي أن الجمال يوجد في غير المحسوسات: "فاعلم أن الحسن والجمال موجود في غير المحسوسات إذ يقال هذا خُلُق حَسَن، وهذه أخلاق جميلة وإنما الأخلاق الجميلة يراد بها العلم والعقل والعفة، والشجاعة، والتقوى والكرم، و المروءة، وسائر خلال الخير وشئ من هذه الصفات لا يدرك بالحواس الخمس بل يُدرك بنور البصيرة الباطنة، وكل هذه الخلال الجميلة محبوبة، والموصوف بها محبوب بالطبع ".
ثم يذكر الغزالي عقب ذلك أن نفوس البشر من طبيعتها أن تحب كل جميل، وهي تتفاوت فيما بينها في محبتها للأشياء الجميلة فيقول : " بل المحسن في نفسه محبوب وإن كان لا ينتهى قط إحسانه إلى المحب، لأن كل جمال وحسن فهو محبوب والصورة ظاهرة وباطنة والحسن والجمال يشملهما، وتدرك الصورة الظاهرة بالبصر الظاهر والصورة الباطنة بالبصيرة الباطنة، فمن حرم البصيرة الباطنة لا يدركها ولا يستلذ بها ولا يحبها ولا يميل إليها، ومن كانت البصيرة الباطنة أغلب عليه من الحواس الظاهرة كان حبه للمعاني الباطنة أكثر من حبه للمعاني الظاهرة، فشتان بين من يحب نقشاً مصوراً على الحائط الجمال صورته الظاهرة، وبين من يحب نبياً من الأنبياء الجمال صورته الباطنة".
ويلاحظ من خلال حديث الإمام الغزالي عن الجمال أنه يميز بين طائفتين من الظواهر الجمالية طائفة تدرك بالحواس وهذه تتعلق بتناسق الصور الخارجية وانسجامها، والطائفة الثانية تُدرك بالقلب وهي طائفة الجمال المعنوي التي تتصل بالصفات الباطنة، فالمدركات إذن كما يراها الغزالي تنقسم إلى قسمين: مدركات بالحواس، ومدركات بالقلب والقلب أشد إدراكاً من العين، وجمال المعاني المدركة
بالقلب والعقل أعظم من جمال الصور الظاهرة المدركة بالحواس. ويقول ابن القيم: "اعلم أن الجمال ينقسم إلى قسمين: ظاهر وباطن، فالجمال الباطن هو المحبوب لذاته، وهو جمال العقل والعلم والجود والعفة والشجاعة، وهذا الجمال الباطن هو محل نظر الله من عبده وموضع محبته كما في الحديث الصحيح: "إنَّ الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم " وهذا الجمال الباطن يزين الصورة الظاهرة وإن لم تكن ذات جمال، فتكسو صاحبها من الجمال والمهابة والحلاوة بحسب ما اكتسبت روحه من تلك الصفات. وهذا أمر مشهود بالعيان، فإنك ترى الرجل المحسن ذا الأخلاق الجميلة من أحلى الناس صورة وإن كان أسود. ومما يدلل على أن الجمال الباطن أحسن من الظاهر أن القلوب لا تنفك عن تعظيم صاحبه ومحبته والميل إليه". ثم يستطرد قائلاً وموضحاً النوع الثاني من أنواع الجمال: " وأما الجمال الظاهر فزينة خص الله بها بعض الصور عن بعض، وهي من زيادة الخلق التي قال الله فيها : " يزيد في الخلق ما يشاء" قالوا: هو الصوت الحسن والصورة الحسنة. والقلوب كالمطبوعة على محبته كما هي مفطورة على استحسانه".
يتضح من خلال النصين السابقين أن الجمال عند ابن القيم ظاهر محسوس، وباطن معنوي وأن الباطن هو الجمال المحبوب لذاته؛ وهو سبب نظر الله لعبده إذا تحلى به، وأنه أحسن وأشرف من الجمال الظاهر . "
وكما أن الجمال الباطن من أعظم نعم الله على عبده، فالجمال الظاهر نعمة منه أيضاً على عبده يوجب شكراً، فإن شكره بتقواه وصيانته ازداد جمالاً على جماله، وإن
استعمل جماله في معاصيه سبحانه قلبه له شيئاً ظاهراً في الدنيا قبل الآخرة، فتعود تلك المحاسن وحشة وقبحاً وشيئاً، وينفر عنه كل من رآه. فحسن الباطن يعلو قبح الظاهر ويستره، وقبح الباطن يعلو جمال الظاهر ويستره. فالجمال بنوعيه الظاهر والباطن ذا أهمية، وهو نعمة من الله تستوجب الثناء والشكر، وتؤدى بالإنسان إلى كمال الأوصاف، فإن فقد الإنسان جمال الباطن قبح ظاهره، وإن فقد جمال الظاهر فقط حسنه وجمله جمال الباطن. ثم يتحدث ابن القيم عن حقيقة الحسن والجمال فيقول: "الحسن - الجمال - أمر مركب من أشياء: صباحة ووضاءة وحسن تشكيل وتخطيط ودموية في البشرة، وهو : معنى لا تناله العبارة، ولا يحيط به الوصف، وإنما للناس من أوصاف أمكن التعبير عنها، وقد كان رسول الله في الذروة العليا منه".
ويطلق الجمال عند الصوفية على معنيين: أحدهما الجمال الذي يعرفه العامة مثل صفاء اللون، وثانيهما الجمال الحقيقي: وهو الجمال الإلهي وهو صفة أزلية الله تعالى شاهدة في ذاته مشاهدة علمية فأراد أن يراه في صنعه مشاهدة عينية فخلق العالم كمرآة شاهد فيه جماله عياناً. والجمال ظاهر وباطن، والظاهر يتعلق بالأجسام ويُدرك معها، والباطن هو الجمال المجرد؛ والجمال الظاهر وإن بدا تعلقه بالأبدان إلا أن العقل يُدركه بإشراق النفس على البدن وتجليها عليه، وإذا كان لا يكتفي في إدراك الجمال الظاهر بالحواس فمعنى ذلك أن إدراكه يكون بنور العقل فهو الذي يهدي الحواس إليه. وأما الجمال الباطن: فهو محصلة إشراق النور الجمالي الإلهي عند العقول الذكية فتكون لها به العلوم والمعارف الربانية وسائر الكمالات والفضائل، ولا يُدرك هذا الجمال إلا العقول التي هي في غاية الصفاء. وجمال الله تعالى عبارة عن أوصافه العليا وأسمائه الحسنى هذا على العموم؛ وأما على الخصوص فهي أوصافه الرحمة والعلم واللطف والنعمة والجود والرزاقية والخلاقية والنفع وأمثال ذلك وكلها صفات جمال، ثم صفات مشتركة لها وجه إلى الجمال ووجه إلى الجلال كاسم الرب فإنه باعتبار التربية والإنشاء اسم جمال، وباعتبار الربوبية والقدرة اسم جلال. يتضح من الفقرتين السابقتين أن الإسلام لا ينظر إلى الجمال المدرك بالحواس فقط أو جمال الصور، وإنما ينظر للجمال على أنه شي شامل متكامل، وأن جمال الصور أو المحسوسات يراه الجميع، وهو عبارة عن مسائل مكتسبة، ولكن الجمال الحقيقي هو الجمال الإلهي خالق الجمال وهو ذرة من نور الله، فالجمال عند الصوفية إذن نور من الله عندما تراه النفس تسعد وتبتهج، وهو إلهام من الله يرد على قلب الإنسان السالك.
وفي ضوء ما سبق من النظرة الشاملة للجمال بجوانبه يمكن أن يُصنف الجمال في ثلاثة أصناف هي:
1 - الجمال المادي:
ويكون في الأمور المادية المحسوسة من سماء وأرض وحيوانات وأجساد وغير ذلك، وقد أشارت آيات القرآن في العديد من المواضع إلى هذا اللون، فالسماء مزينة جميلة ، والأرض مخضرة وفيها ما يسحر الألباب، والإنسان مخلوق في أبهى وأحسن صورة ، والأنعام والدواب فيها ما فيها من الجمال والروعة، وكثير من الآيات والأحاديث النبوية التي تشير إلى هذا الصنف من أصناف الجمال والذي يعد من نعم
الله على عباده، ويُدرك بالحواس.
2 الجمال المعنوي:
ويكون في المجردات، ويدركه العقل والقلب فالإيمان جعله الله زينة للقلوب والهجر وهو المقاطعة والترك يكون جميلاً عندما يكون مقاطعة للسفهاء وعدم استفزازهم، واعتزالهم برفق ولين ، بل إن فراق الزوجة يكون جميلاً عندما يتم بلا طرد أو حقد أو كراهية، والصبر يكون في قمة الجمال حينما يكون في مواطن الشدة والابتلاء، وهكذا ينتقل الجمال من المحسوسات الملموسة إلى المعنويات المجردة
ليضفي على السلوك تميزاً وجمالاً ليُصبح الإنسان في قمة الجمال.
3- الجمال المادي المعنوي معاً :
وهو جمال يجمع بين الصنفين السابقين المحسوسات والمجردات، ويُدرك بالحواس والعقل معاً، وهو صفة من سار على منهج الله من الأنبياء والصالحين فهم أكمل الخلق خلقاً وخلقاً، ونضرب لذلك مثلاً من سنة النبي ﷺ حينما قال: حبب إلى من الدنيا النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة ، فالطيب والنساء من الأمور الجميلة المحسوسة، والصلاة من الأمور الجميلة المعنوية.
Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance
You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT
ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.
We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate
يهدف إلى دراسة الأديان كظاهرة اجتماعية وثقافية وتاريخية، دون الانحياز إلى أي دين أو تبني وجهة نظر مع...
تعريف الرعاية التلطيفية وفقا للمجلس الوطني للصحة والرفاهية ، يتم تعريف الرعاية التلطيفية على النح...
Risky Settings Risky settings found in the Kiteworks Admin Console are identified by this alert symb...
الممهلات في التشريع الجزائري: بين التنظيم القانوني وفوضى الواقع يخضع وضع الممهلات (مخففات السرعة) عل...
Lakhasly. (2024). وتكمن أهمية جودة الخدمة بالنسبة للمؤسسات التي تهدف إلى تحقيق النجاح والاستقرار. Re...
Management Team: A workshop supervisor, knowledgeable carpenters, finishers, an administrative ass...
تسجيل مدخلات الزراعة العضوية (اسمدة عضوية ومخصبات حيوية ومبيدات عضوية (حشرية-امراض-حشائش) ومبيدات حي...
My overall experience was good, but I felt like they discharged me too quickly. One night wasn't eno...
- لموافقة المستنيرة*: سيتم الحصول على موافقة مستنيرة من جميع المشاركين قبل بدء البحث. - *السرية*: سي...
تعزيز الصورة الإيجابية للمملكة العربية السعودية بوصفها نموذجًا عالميًا في ترسيخ القيم الإنسانية ونشر...
وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الثلاثاء، الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بأنها "مأساوية"، متعه...
Mears (2014) A system of justice that could both punish and rehabilitate juvenile criminals was the ...