Online English Summarizer tool, free and accurate!
المستوى الصرفي قد يقع اختيار المرسل على الصياغة التي تنتسب إلى المستوى الصرفي استجابة لتأثير الهدف مثل التأليف بين بعض الملفوظات في الخطاب والسياق الذي وردت فيه. وتعد صياغة العدد على وزن فاعل من الشواهد على ذلك، إذ يصح أن يصاغ من مصدر كل فعل ثلاثي متصرف صيغة على وزن فاعل؛ لتدل على ذات، ومعنى معين وتسمى هذه الصيغة اسم فاعل من الثلاثي. وكذلك يجوز اشتقاق هذه الصيغة من العدد اثنين أو عشرة أو أحد الأعداد التي بينهما، برغم أن كل عدد من هذه الأعداد ليس بمصدر ؛ لتحقيق غرض لا يمكن تحقيقه إلا بهذه الصيغة (100) ، وانطلاقا من علاقتها بهدف الخطاب، فقد تم تصنيف استعمالها إلى ثلاثة أصناف ؛ وذلك عند عدم إضافتها إلى صيغ العقود، 1 - استعمالها منفردة عن الإضافة، أي من غير أن يليها العقد عشرة»، هذا ثان. أو ثالث، أو تاسع. - الإفادة الاتصاف بمعنى العدد الذي اشتق المرسل منه الصيغة دون زيادة. 2 - وقد تكون صياغته بإضافته إلى العدد الأصلي الذي اشتق منه، على أنه بعض من ذلك العدد المحدد، من غير دلالة على مرتبة أو تمييز، - المدرب رابع أربعة يتحملون هزيمة الفريق. ببيان أنه واحد من مجموعة رجال عددهم أربعة اشتركوا في فعل واحد، دون التعرض لبيان ترتيبه بينهم أو تحميله المسؤولية في جلها. 3 - وقد تكون صياغته باستعماله مع العدد الأقل منه مباشرة، التصيير والتحويل، مثل : عمر بن عبد العزيز خامس أربعة خلفاء راشدين. أي إن عمر بن عبد العزيز هو الذي صير عدد الخلفاء الأربعة المشهورين خمسة بانضمامه إليهم. ويجب التنبه إلى أن كل معنى من الثلاث السالفة يخالف الآخر؛ فلا يصح إغفال هذا عند اختيار واحد منها، ليراعي في اختياره مناسبته للسياق (101). وقد تتبلور الإستراتيجية في مستوى لغوي يتجاوز المستوى الصرفي، فألفاظ اللغة ذات مرجعيات محددة، ويمكن أن يدلّل المرسل على الإستراتيجية بأكثر من دال في خطابه، بغية المحافظة على تحقيق هدف معين مع مراعاة السياق، - أحسن الله عزاءك من المُتَوفَّى؟ جزاك الله خيرا، المتوفى أب الوالدة. لماذا لا تقول جدي؟ لئلا تسألني عن أي جد أتحدث، فلي أكثر من جد؛ جدي لأمي، معايير تصنيف استراتيجيات الخطاب فالمرسل قد أخبر عن موت شخص وكان فعل الإخبار هو هدف الخطاب الرئيس، ولم يكتف بدال المرجع (الجد) المتعارف عليه عند الناس الذي ينتمي إلى درجة معينة في حقل القرابة الدلالي، بل اختار دالا جزئيا عليه هو (أب الوالدة بوصفه أحد دلالاته. وكان اختياره ليتجاوز تحقيق هدف الإخبار إلى المحافظة عليه وحده بتحديد المرجع المقصود تماما من بين المراجع الممكنة. وفي هذا الاختيار المعجمي استجابة للمعرفة المشتركة، بما في ذلك المعرفة اللغوية بشمولية الدال وتعدد مرجعه، وبالتالي كان الخطاب إجابة على الافتراضات المسبقة، ومنها السؤال المتوقع أنه قد يدور في ذهن المرسل إليه لتحديد أتي الجدين، واستباق ما قد يسببه هذا الغموض للمرسل إليه من إحراج، فيحجم عن الاستيضاح رغم عدم معرفته الدقيقة به. وعليه فقد استبق المرسل كل هذه التساؤلات والعمليات التي قد تصاحب التلفظ بخطابه لو لم يحدد مرجع المتوفى بدقة، فأجاب عليه بخطاب واضح. وما ذاك إلا بغية المحافظة على هدف الخطاب وجعله بيناً في ذهن المرسل إليه. وقد يتداخل المستويان التركيبي والدلالي، كما تدل على ذلك شواهد الباب الذي عقده المبرد بعنوان باب في تكذيب الأعراب»، ومنه ما يلي: قال أبو العباس: وهذا من تكاذيب الأعراب. وحدثني سليمان بن عبد الله عن أبي العميثل مولى العباس بن محمد قال: تكاذب أعرابيان. فقال أحدهما خرجت مرة على فرس لي فإذا بظلمة شديدة؛ فيممتها، حتى وصلت إليها، فإذا قطعة من الليل لم تنته، فما زلت أحمل بفرسي عليها حتى أنبهتها فانجابت فقال الآخر : لقد رميت ظبيا مرة بسهم، فعدل الظبي يمنة فعدل السهم خلفه فتياسر الظبي فتياسر السهم خلفه، ثم علا الظبي فعلا السهم خلفه، فانحدر، فانحدر عليه حتى أخذه. (103). فهدف الخطاب الظاهر هو الإخبار، وهو خطوة ضرورية لإنجاز الهدف الكلي عند كل من الأعرابيين والهدف الكلي هو إبراز الذات؛ بالقدرة على الصنعة اللغوية، ليس إلا. ولم يريا دليلاً على هذه القدرة أقوى من القول الكذب؛ بموجب عقد بينهما واتفاق والكذب في هذا السياق ليس بالكذب ذي الصفة الأخلاقية السلبية الذي يضاد فضيلة الصدق؛ استراتيجيات الخطاب مقاربة لغوية تداولية خارج الخطاب، وإنما الكذب صنعة لغوية ميدانها الخطاب، والصدق اللغوي هو استعمال الدوال حسب المواضعة اللغوية، وحسب ما استقر في أذهان الناس؛ من العلاقة بين الدال والمدلول في تركيب الخطاب. ولهذا وجب أن تتجسد صنعة الكذب في المستوى نفسه أي في مستوى دلالة الخطاب التركيبي، بما يخالف اقتضاء نظام اللغة العربية. وهذا ما يسمى بالتضام وقد نظر فيرث إليه باعتباره مستوى من مستويات المعنى أو دلالته» (104)، وقد أشار إليه سيبويه في تصنيفه باب الاستقامة من الكلام والإحالة» (105) ، فبان أن المحال والكذب يقعان في المستوى التركيبي فالمستوى الدلالي، وذلك عند مجرد ضم بعض الكلمات إلى بعض لإنتاج خطاب. وعليه وضع كل مرسل هذا الهدف نصب عينيه، محاولا تحقيقه بالآلية اللغوية المناسبة ولأن الهدف من إنتاج الخطاب معلوم سلفا؛ بالتعاقد بينهما، فإنهما يعمدان إلى خرق قاعدة الكيف في مبدأ التعاون عند (جرايس)؛ إذ تقتضي هذه القاعدة في أحد جزئيها أن « لا تقول ما تعتقد أنه كذب» (4)، وعليه فإن المرسل سيوجه الآلية اللغوية لتجسيد الكذب في إستراتيجية منتقاة هي الإستراتيجية المباشرة؛ فتبلورت آلية التضام بالتأليف بين ألفاظ ذات خصائص مختلفة وسمات دلالية متباينة؛ إذ ينتميان إلى حقول دلالية مختلفة واللفظان هما : الليل والسهم. فكانت كل منهما المحور الذي تدور عليه عملية الكذب عند التلفظ بالخطاب عند كل من المرسلين الليل في الخطاب الأول، والسهم في الخطاب الثاني. ولبيان ذلك يجب فحصهما حسب الحقول الدلالية، فبالنظر إلى التصنيف التجزيئي للحقول الدلالية، نجد أن هذين اللفظين ينتميان إلى حقلين دلاليين مختلفين، وبالتالي يمكن أن يتم تحليلهما إلى سمات معينة، قد يشتركان في البعض ويفترقان في البعض الآخر. فمن سمات الليل الدلالية أنه :
المستوى الصرفي قد يقع اختيار المرسل على الصياغة التي تنتسب إلى المستوى الصرفي استجابة لتأثير الهدف مثل التأليف بين بعض الملفوظات في الخطاب والسياق الذي وردت فيه. وتعد صياغة العدد على وزن فاعل من الشواهد على ذلك، إذ يصح أن يصاغ من مصدر كل فعل ثلاثي متصرف صيغة على وزن فاعل؛ لتدل على ذات، ومعنى معين وتسمى هذه الصيغة اسم فاعل من الثلاثي. وكذلك يجوز اشتقاق هذه الصيغة من العدد اثنين أو عشرة أو أحد الأعداد التي بينهما، برغم أن كل عدد من هذه الأعداد ليس بمصدر ؛ لتحقيق غرض لا يمكن تحقيقه إلا بهذه الصيغة (100) ، وانطلاقا من علاقتها بهدف الخطاب، فقد تم تصنيف استعمالها إلى ثلاثة أصناف ؛ وذلك عند عدم إضافتها إلى صيغ العقود، ونستعرض أصنافها بإيجاز :
1 - استعمالها منفردة عن الإضافة، أي من غير أن يليها العقد عشرة»، أو عقد آخر مثل :
هذا ثان...، أو ثالث، أو تاسع.
والغرض من هذا الاستعمال هو :
على غرضين.
2 - وقد تكون صياغته بإضافته إلى العدد الأصلي الذي اشتق منه، للدلالة
على أنه بعض من ذلك العدد المحدد، من غير دلالة على مرتبة أو تمييز، مثل :
ببيان أنه واحد من مجموعة رجال عددهم أربعة اشتركوا في فعل واحد،
دون التعرض لبيان ترتيبه بينهم أو تحميله المسؤولية في جلها.
3 - وقد تكون صياغته باستعماله مع العدد الأقل منه مباشرة، ليفيد معنى
التصيير والتحويل، مثل : عمر بن عبد العزيز خامس أربعة خلفاء راشدين. أي إن عمر بن عبد العزيز هو الذي صير عدد الخلفاء الأربعة المشهورين خمسة بانضمامه إليهم. ويجب التنبه إلى أن كل معنى من الثلاث السالفة يخالف الآخر؛ فلا يصح إغفال هذا عند اختيار واحد منها، ليراعي في اختياره مناسبته للسياق (101).
المستوى التركيبي الدلالي
وقد تتبلور الإستراتيجية في مستوى لغوي يتجاوز المستوى الصرفي، فألفاظ اللغة ذات مرجعيات محددة، ويمكن أن يدلّل المرسل على الإستراتيجية بأكثر من دال في خطابه، بغية المحافظة على تحقيق هدف معين مع مراعاة السياق، مثل ما ورد في الخطاب التالي (102) :
لماذا لا تقول جدي؟ لئلا تسألني عن أي جد أتحدث، فلي أكثر من جد؛ جدي لأمي، وكذلك
معايير تصنيف استراتيجيات الخطاب
جدي لأبي.
فالمرسل قد أخبر عن موت شخص وكان فعل الإخبار هو هدف الخطاب الرئيس، ولم يكتف بدال المرجع (الجد) المتعارف عليه عند الناس الذي ينتمي إلى درجة معينة في حقل القرابة الدلالي، بل اختار دالا جزئيا عليه هو (أب الوالدة بوصفه أحد دلالاته. وكان اختياره ليتجاوز تحقيق هدف الإخبار إلى المحافظة عليه وحده بتحديد المرجع المقصود تماما من بين المراجع الممكنة.
وفي هذا الاختيار المعجمي استجابة للمعرفة المشتركة، بما في ذلك المعرفة اللغوية بشمولية الدال وتعدد مرجعه، وبالتالي كان الخطاب إجابة على الافتراضات المسبقة، ومنها السؤال المتوقع أنه قد يدور في ذهن المرسل إليه لتحديد أتي الجدين، واستباق ما قد يسببه هذا الغموض للمرسل إليه من إحراج، فيحجم عن الاستيضاح رغم عدم معرفته الدقيقة به. وعليه فقد استبق المرسل كل هذه التساؤلات والعمليات التي قد تصاحب التلفظ بخطابه لو لم يحدد مرجع المتوفى بدقة، فأجاب عليه بخطاب واضح. وما ذاك إلا بغية المحافظة على هدف الخطاب وجعله بيناً في ذهن المرسل إليه.
وقد يتداخل المستويان التركيبي والدلالي، كما تدل على ذلك شواهد الباب الذي عقده المبرد بعنوان باب في تكذيب الأعراب»، ومنه ما يلي: قال أبو العباس: وهذا من تكاذيب الأعراب... وحدثني سليمان بن عبد الله عن أبي العميثل مولى العباس بن محمد قال: تكاذب أعرابيان. فقال أحدهما خرجت مرة على فرس لي فإذا بظلمة شديدة؛ فيممتها، حتى وصلت إليها، فإذا قطعة من الليل لم تنته، فما زلت أحمل بفرسي عليها حتى أنبهتها فانجابت فقال الآخر : لقد رميت ظبيا مرة بسهم، فعدل الظبي يمنة فعدل السهم خلفه فتياسر الظبي فتياسر السهم خلفه، ثم علا الظبي فعلا السهم خلفه، فانحدر، فانحدر عليه حتى أخذه. (103).
فهدف الخطاب الظاهر هو الإخبار، وهو خطوة ضرورية لإنجاز الهدف الكلي عند كل من الأعرابيين والهدف الكلي هو إبراز الذات؛ بالقدرة على الصنعة اللغوية، ليس إلا. ولم يريا دليلاً على هذه القدرة أقوى من القول الكذب؛ بموجب عقد بينهما واتفاق والكذب في هذا السياق ليس بالكذب ذي الصفة الأخلاقية السلبية الذي يضاد فضيلة الصدق؛ فهما لا يعتمدان على مؤهلات من
استراتيجيات الخطاب مقاربة لغوية تداولية
خارج الخطاب، وإنما الكذب صنعة لغوية ميدانها الخطاب، يمارسه كل منهما
باعتباره مرسلا.
والصدق اللغوي هو استعمال الدوال حسب المواضعة اللغوية، وحسب ما استقر في أذهان الناس؛ من العلاقة بين الدال والمدلول في تركيب الخطاب. ولهذا وجب أن تتجسد صنعة الكذب في المستوى نفسه أي في مستوى دلالة الخطاب التركيبي، بما يخالف اقتضاء نظام اللغة العربية. وهذا ما يسمى بالتضام وقد نظر فيرث إليه باعتباره مستوى من مستويات المعنى أو دلالته» (104)، وقد أشار إليه سيبويه في تصنيفه باب الاستقامة من الكلام والإحالة» (105) ، فبان أن المحال والكذب يقعان في المستوى التركيبي فالمستوى الدلالي، وذلك عند مجرد ضم بعض الكلمات إلى بعض لإنتاج خطاب.
وعليه وضع كل مرسل هذا الهدف نصب عينيه، محاولا تحقيقه بالآلية اللغوية المناسبة ولأن الهدف من إنتاج الخطاب معلوم سلفا؛ بالتعاقد بينهما، فإنهما يعمدان إلى خرق قاعدة الكيف في مبدأ التعاون عند (جرايس)؛ إذ تقتضي هذه القاعدة في أحد جزئيها أن « لا تقول ما تعتقد أنه كذب» (4)، وعليه فإن المرسل سيوجه الآلية اللغوية لتجسيد الكذب في إستراتيجية منتقاة هي الإستراتيجية المباشرة؛ فتبلورت آلية التضام بالتأليف بين ألفاظ ذات خصائص مختلفة وسمات دلالية متباينة؛ إذ ينتميان إلى حقول دلالية مختلفة واللفظان هما : الليل والسهم.
فكانت كل منهما المحور الذي تدور عليه عملية الكذب عند التلفظ بالخطاب عند كل من المرسلين الليل في الخطاب الأول، والسهم في الخطاب الثاني. ولبيان ذلك يجب فحصهما حسب الحقول الدلالية، فبالنظر إلى التصنيف التجزيئي للحقول الدلالية، نجد أن هذين اللفظين ينتميان إلى حقلين دلاليين مختلفين، وبالتالي يمكن أن يتم تحليلهما إلى سمات معينة، قد يشتركان في البعض ويفترقان في البعض الآخر.
فمن سمات الليل الدلالية أنه :
ومن سمات السهم الدلالية أنه : - ( محسوس + ذو لون + سلاح - حي - حركة ذاتية).
معايير تصنيف استراتيجيات الخطاب
ونتيجة لذلك؛ تنتميان إلى حقل دلالي عام واحد، فهما : - ( جماد / - حي ؛ - حركة ذاتية).
وسمة الجمود هي التي نتج عنها خلوهما من سمة الحركة الذاتية، وقد يكون انتماء موضوعي الخطاب إلى الحقل الدلالي العام ذي السمات نفسها هو أول الوفاء بشروط التعاقد بين طرفي الخطاب. ومعرفة السمات من لدن المرسل (الأعرابي هو الذي جعله يختار آلية يبلور بها قدرته على الكذب؛ ولذلك أراد كل منهما أن يضيف إلى اللفظ سمة دلالية مضادة هي :
( حي حركة ذاتية).
ليجعله قابلا للتضام مع فعل يشترط في عمله التركيبي هذه السمات؛ لأن تحقيق هدف الخطاب متعلق بوجودها. وذلك عندما : - ضايف في الخطاب الأول بين فعل (أنبه والليل)، ليحتل موضوع الليل وظيفة المفعول به. وضايف في الخطاب الثاني بين الأفعال (عدل تياسر، علا، انحدر
والسهم ليحتل موضوع السهم وظيفة الفاعل. ويمكن أن يقال إن المرسل اعتمد الاستعارة بوصفها الآلية التي جسد بها السمات المضافة لتحقيق هدفه في الخطابين، وذلك للتعبير عن تجربته؛ ليست التجربة التي مارسها ولكن التجربة التي افترضها في سياق ما. وعليه تغدو آلية الاستعارة من أفضل الإمكانات التي يتيحها نظام اللغة الدلالي، بالتداخل بين حقولها، وبالتالي توسيع مقوماتها وهذا ما جعل المرسل في كلا الخطابين يلحق الأضعف بالأقوى على وجه التسوية (106). وهذا يؤدي إلى تحويل المستحيل عرفا إلى فعل محسوس كما فعل المرسل في الخطابين.
وبهذه النتيجة، أي بتوليد السمات بالتضايف التركيبي، ساغ للمرسل في الخطاب الأول أن يستعمل الفعل «أنبه»، لأنه يشترط في عمله النحوي الدلالي أن يكون مفعوله ذا سمات دلالية حي ، حركة ذاتية. وبالتالي فإن استعماله مع أي لفظ يحتوي هذه السمات لا يثير عجبا ولا يوصف بالكذب مثل :
أنبه رجلا، أنبه قردا».
استراتيجيات الخطاب مقاربة لغوية تداولية
وفي الخطاب الثاني تشترط الأفعال في فاعلها السمات : (حي، حركة ذاتية)، لأنه لا يستطيع أن يقوم بالدور الوظيفي (المنفذ إلا كائن يتضمن هذه السمات. ولهذا فإن خطابات مثل :
انحدر الجمل علا الطائر تياسر الظبي، عدل القطيع. لا تثير العجب أو تستدعي الوصف بالكذب. وعلى هذا فإن « الدال على كذب الخبر هو منافاته لما علم بالضرورة (107). ومع وضوح كذب الخطاب إلا أن له هدفا، والكذب نفسه هو الهدف الخطابي.
وهناك أدوات يتأثر استعمالها بهدف الخطاب على المستوى التركيبي أيضا، ومنها أداة السؤال سواء السؤال المفتوح أو السؤال المغلق. ولنفترض أن المرسل تاجر يريد أن يصل إلى الهدف الكلي، وهو إقناع المرسل إليه (المشتري) بشراء البضاعة، فإنه يستطيع أن يحقق هدفه من خلال إنجاز أفعال لغوية كثيرة، مثل الإخبار ؛ باستعمال جملة خبرية، سواء تقدم الفعل أو تأخر، أو بممارسة الحجاج. ولهذا يتجاوز استعمال هذا الأسلوب التركيبي حقل الإعلان إلى حقول أخرى؛ حتى غدا مستعملا في عناوين بعض الكتب، مثل :
هل هناك عقل عربي؟ (108). وكثيرا ما يدور استعمال السؤال في المفاوضات، والمناظرات، والبرامج الحوارية، ونعلم أن هدف المرسل الكلي من خطابه في كل هذه الأصناف الحوارية هو إقناع المرسل إليه، ولكنها ذات أهداف جزئية كما سبق، وهي تصل بدورها إلى الهدف الكلي، فمنها جذب الانتباه والحصول على المعلومات وإعطاء معلومات واختبار صحة المعلومات، أو إثارة التفكير وتنشيط المناقشة والوصول إلى نتيجة وتغيير مجرى الحديث وكسب الوقت وإضاعة الوقت وإرباك المفاوض وحصار الخصم واستفزازه.... الخ (109).
ولهذا فإنّ المرسل قد يتخذ من هذا التركيب مفتاحا كبيرا في خطابه، كما رأينا في عنوان الكتاب السالف الذكر أو مثلما فعل الشيخ عبد الله العلايلي في بعض العناوين لخطاباته التي كانت عبارة عن مقالات متعددة، مثل أهدر مع إمكان الاستصلاح ؟! ، أبعيانها أم بغاياتها هي الحدود الجزائية؟، أهلال هو أم طلسم الباب المرصود؟، مجمع البحوث الفقهية... إلى متى يظل حائر الدرب؟،
معايير تصنيف استراتيجيات الخطاب
أطوطميون أنتم أم فقهاء ؟ ! (110).
ومن المعلوم أنه قد يرتبط تحقيق هدف الخطاب بالمرسل إليه، أي بما يريد أن يعرفه، لذلك فإن المرسل ينتقي من الأدوات ما يعتقد أنه يحقق الهدف تماما، وقد عالج الجرجاني هذه المسألة في تفريقه بين إثباتات الخبر، فاتضح أن من فروق الإثبات أنك تقول : زيد منطلق، وزيد المنطلق والمنطلق زيد، فيكون لك في كل واحد من هذه الأحوال غرض خاص وفائدة لا تكون في الباقي، وأنا أفسر لك ذلك (111).
وقد أورد في نصه مصطلحين من المهم إدراك مغزى الالتفات إليهما. هذان المصطلحان هما الإثباتات والغرض. وهذا دليل على وجود الفرق الدقيق بينهما، ويتفق هذا التفريق مع تصنيف سيرل) عند تمييزه بين هدف الخطاب والقوة الغرضية. فالإثبات هو القوة الغرضية التي ينجزها المرسل عند تلفظه بفعل خبري يتضح وروده في البنية العميقة للخطاب : أثبت أن زيدا منطلق أثبت أن المنطلق زيد .
بينما الهدف الكلي في الخطابين هو على التوالي :
الإفادة ابتداء.
ثم الإعلام أن الانطلاق كان من زيد لا من غيره، وذلك لمن يعرف حدوث الانطلاق، ولكنه لا يعرف من المنطلق؛ فانتقى المرسل أدوات لغوية مناسبة، منها تنكير الخبر، عندما كان هدف الخطاب هو مجرد الإفادة، بينما أضاف له أداة التعريف (أل) عندما اختلف الهدف، بيد أن مضمون القضية الدلالي ظل واحدا. لذلك فإدخال ضمير الفصل (هو) سببه هذا في الخطاب زيد هو المنطلق، إذ حقق الضمير الإعلام على جهة الوجوب ورفع علم المرسل إليه على جهة الجواز.
المستوى الصوتي من أمثلة هذا القسم ما اشتهر به عدد من ذوي الأمراض اللغوية الصوتية الذين تعوزهم القدرة على إنتاج بعض الأصوات التي تدخل في تكوين ألفاظ ذات دلالات معينة في الخطاب.
ومن هؤلاء، واصل بن عطاء المعتزلي الذي كان يحتال في إنتاج خطابه
استراتيجيات الخطاب: مقاربة لغوية تداولية
الإخفاء ما يعلمه من نفسه من هنات لغوية. وهذه الحيلة اللغوية، وإن تجسدت في ظاهر الخطاب فكأنها إستراتيجية تواكب عملية التلفظ بالخطاب، إلا أنها، في الحقيقة، عملية سابقة للخطاب، إذ تقوم على انتقاء المرسل في كل مرة دوال بديلة عن تلك التي يتضح فيها عيبه النطقي. فهو يعلم أنه ألثغ فاحش اللثغ، وأن مخرج ذلك منه شنيع، وأنه إذ كان داعية مقالة، ورئيس نحلة، وأنه يريد الاحتجاج على أرباب النحل وزعماء الملل [...] وأن البيان يحتاج إلى تمييز وسياسة [...] رام أبو حذيفة إلى إسقاط الراء من كلامه، وإخراجها من حروف منطقه، فلم يزل يكابد ذلك ويغالبه ويناضله ويساجله، ويتأتى لستره والراحة من هجنته حتى انتظم له ما حاول واتسق له ما أمل [...] ولست أعني خطبه المحفوظة ورسائله المخلدة، لأن ذلك يحتمل الصنعة، وإنما عنيت محاجة الخصوم ومناقلة الأكفاء، ومفاوضة الإخوان (112).
ومن أمثلة خطاباته خطابه في بشار بن برد عندما هجا واصل بن عطاء " قال واصل بن عطاء عند ذلك : أما لهذا الأعمى الملحد المشنف المكنى بأبي معاذ من يقتله ؟ أما والله لولا أن الغيلة سجية من سجايا الغالية لبعثت إليه من يبعج بطنه على مضجعه، ويقتله في جوف منزله وفي يوم حفله... قال إسماعيل بن محمد الأنصاري، وعبد الكريم بن روح الغفاري : قال أبو حفص عمر بن أبي عثمان الشمري : ألا تريان كيف تجنب الراء في كلامه... مع امتناعه من حرف كثير .)113( الدوران
فكانت خطواته في بناء الخطاب هي :
الخطاب. اختيار الألفاظ التي توفر شيئين : المحافظة على ثبات المرجع المختار أولا، عدم تضمنها لحرف الراء آخرا؛ وذلك باختيار مرجع له أكثر من دال، مما يمنحه الحرية في اختيار الألفاظ المرادفة. وتتجسد هذه العملية في مستوى الفعل التعبيري في الخطاب.
ولكنها تدل على المرجع ذاته.
175
وتظهر هذه الخطوات عندما لم يستطع أن يقول بشار، وابن برد والمرعث، جعل المشنف بدلا من الكافر، وقال: لولا الغيلة سجية من سجايا الغالية، ولم يذكر المنصورية ولا المغيرية؛ لمكان الراء، وقال: لبعثت من يبعج بطنه، ولم يقل : لأرسلت إليه، وقال: على مضجعه ولم يقل: على فراشه. وكان إذا أراد أن يذكر البر قال : القمح أو الحنطة والحنطة لغة كوفية والقمح لغة شامية. هذا وهو يعلم أن لغة من قال بر، أفصح من لغة من قال قمح
.)114( أو حنطة
ويشبه ذلك، ما ورد في قصة أخرى من التراث العربي، عندما أراد أحدهم أن يبشر رجلا بأنه ولد له غلام، ويعلم من حال الرجل أنه لو سمع الخبر فجأة، فقد تكون العاقبة وخيمة، ويموت من شدة الفرح. وبتوظيف المعرفة السابقة بوصفها أحد عناصر السياق، فإنه تلفظ بخطابه؛ بإستراتيجية مباشرة تبلورت من خلال التلفظ بأحرف الكلمة مقطعة، إذ ذهب إليه قائلا :
أبشر بغين. قال : لام. قال : ألف. قال الرجل : وما ألف؟
قال الرجل : وما غين؟
قال الرجل : وما لام؟
قال : ميم.
قال الرجل : وما ميم؟ قال : أبشر بغلام.
فسقط مغشيا عليه، ولو لم ينتج المرسل خطابه بهذه الإستراتيجية التي
بلورها في المستوى الصوتي لمات المرسل إليه. فهدفه الكلي في الخطاب هو الإخبار، أما هدفه النفعي فهو إدخال الفرحة على أبي الغلام. وهذا دليل على أن إستراتيجية الخطاب مرتبطة في أحد أبعادها بهدف الخطاب، فلولا أهميته لما كان عاملا من عوامل اختيارها. ويمكن النظر في البديع من هذا المنطلق؛ فقد شاع أنه يعنى بطلاء المبنى وزخرفه، فهو علم طرق التحسين الشكلي القائم على علاقات... أما البديع فطرق التحسين عنده من قبيل الأساليب ، وبالتالي فإن وظيفة اللغة هنا قد اقتصرت على الوظيفة التحسينية. وبهذا فهو ينتمي في البلاغة العربية إلى المستوى الصوتي بوصفه جزءاً من آليات الإستراتيجية المباشرة.
وهذا يوهم بأن أقصى مستوى يمكن أن يدرس البديع فيه هو مستوى الدراسة اللسانية الشكلية، وتحديدا الدراسة الأسلوبية بدعوى أن المرسل قد مارس في خطابه عملية الاختيار الزائد عمّا يتطلبه معنى الخطاب وهدفه. وقد يكون هذا صحيحا عند الاقتصار على الدراسة الشكلية البحتة التي تغفل السياق، وذلك عند النظر في الخطاب الأدبي مثلا.
ولكن بما أن إنتاج الخطاب مرتبط بتحقيق هدف ؛ فإن وظيفة البديع لا تقتصر على تحسين اللغة، وأن ألوان البديع ليست مجرد محسنات بديعية. بل إن استعمال هذه المحسنات يرقى باللغة إلى أداء وظيفة تواصلية نفعية ذات صلة بعناصر السياق، ولهذا فهذه الأليات تعمل من المنظور التداولي، على تحقيق الهدف الكلي من الخطاب الذي ينتجه المرسل. وعلى الجملة فإنك لا تجد تجنيسا مقبولا، ولا سجعا حسنا حتى يكون المعنى هو الذي طلبه واستدعاه وساق نحوه، وحتى تجده لا تبتغي به بدلا، ولا تجد عنه حولا (116) ، وهذا ملاحظ في أكثر من صنف من أصناف الخطاب ؛ مثل الخطاب الإعلاني التجاري والاحتفالي والسياسي يشهد بذلك خطابات قديمة وأخرى حديثة، وقد ثبت جدوى ذلك حتى في الثقافات الغربية (117). وخلاصة الأمر أن المعنى هو الأساس، أي إن المتكلم لم يقد المعنى نحو التجنيس والسجع، بل قاده المعنى إليهما، وعبر به الفرق عليهما (118).
ومع هذا، إلا أن هناك من يستعمل ما يسمى بالمحسنات لإبراز المهارة أو القدرة اللغوية (119) ، فتصبح مقصودة لذاتها، وقد رفض البلاغيون العرب اطراد السجع والجناس وغيرهما من المحسنات اللفظية، لما ينم عنه ذلك من تكلف يعوق الوظيفة الإبلاغية للخطاب؛ فظهور التكلّف مناف لغرض الإقناع الذي تستهدفه الخطابة .
ولكن هناك أيضاً، من يتخذ من استعمالها دليلا على تمكنه من اللغة مع المحافظة على أداء المعنى وتحقيق هدف الخطاب بل قد يتعلق تحقيق هدف الخطاب بالارتباط بمدى مهارة المرسل في استعمال هذه الآليات التي يتم تفعيلها على المستوى الصوتي المرتبط بالدلالة، وترتيب أجزاء الخطاب. ومن ذلك الخطابات التي أنتجها المتنبئون مثل خطابات سطيح الذئبي وشق أنمار ؛ عندما أفتيا ربيعة بن نصر اللخمي ملك اليمن في رؤياه، بعد أن أصر على كتمانها وتفضيله سماعها من المتنبئ مباشرة، ولذلك أشار عليه الناس بهما؛ فبعث إليهما، ودار الحوار التالي :
فقدم عليه سطيح قبل شق فقال له : إني رأيت رؤيا هالتني وفظعت بها،
فأخبرني بها، فإنك إن أصبتها أصبت تأويلها. قال : أفعل رأيت حممة خرجت من ظُلمة، فوقعت بأرض تهمة، فأكلت منها كل ذات جمجمة فقال له الملك : ما أخطأت منها شيئاً يا سطيح، فما عندك في تأويلها؟ قال : أحلف بما بين الحرتين من حنش ليهبطن أرضكم الحبش، فليملكن ما بين أبين إلى جرش. [...] ثم قدم عليه شق، فقال له مثلما قال السطيح وكتمه ما قال سطيح، لينظر أيتفقان أم يختلفان؟ قال : نعم رأيت حُمَمة خرجت من ظلمة، فوقعت بين روضة وأكمة فأكلت منها كل ذات نسمة.
فلما سمع الملك ذلك قال : ما أخطأت يا شق منها شيئا، فما عندك في تأويلها ؟ قال: أحلف بما بين الحرتين من إنسان لينزلن أرضكم السودان، فليغلبن
على كل طفلة البنان وليملكن ما بين أبين إلى نجران .
وبهذا لم يكن اختيار المحسنات عبثا، أو لمجرد صنع الإيقاع، فقد عمد كل من المرسلين؛ سطيح وشق، إلى سجع الخطاب، ولكنه سجع ذو وظيفة لغوية، لم يستعملاه على سبيل الصنعة الشكلية البحتة؛ لذلك اتفق الخطابان في المقاطع الأولى من الخطاب تمام الاتفاق، ويدل هذا على ضرورة وجوده، للارتباط بين هدف الخطاب وشكله وهذا الارتباط بين الدين والكهانة وبين الصناعة الصوتية يبين وظيفة الإيقاع الاقناعية؛ ذلك أن توقيع الكلام وتوازنه يكاد يكون حجة على صدقه، وهذا ملحوظ في المثال والحكم التي يندر أن تكون غير مسجوعة موزونة (122) ، ويتحقق هذا أيضا في الخطاب الأدبي بالتأثير في وجدان مشاعر المرسل إليه.
ومن ذلك، ما يعرف بالعلامات التطريزية ولهذه الآلية أداتان هما : التنغيم والوقف ؛ فالتنغيم متعلق بالتلفظ بالخطاب. وهذا ما يربط بينه وبين هدف الخطاب. يشهد لذلك ما تنبه له القدماء، حيث أكدوا أنه قبل أن نقول في الألفاظ فينبغي أن نقول في الأمور المستعملة مع الألفاظ على جهة المعونة في جودة التقسيم وإيقاع التصديق وبلوغ الغرض المقصود، وهي التي جرت عادة القدماء أن يسموها الأخذ بالوجوه [...] وهذه الأشياء صنفان: إما أشكال، وإما أصوات ونغم [...] وأما النغم فإنها تستعمل في القول الخطبي لوجوه منها لتخييل الانفعالات أو الخلق (123) ، وبعد استعمال هذه العلامات ضروريا في الأوامر العسكرية مثلا، وفي أثناء التدريبات الميدانية من هذا القبيل الأوامر في تدريب المشاة :
إلى اليمي .... من... در
طابو.......... قف
فمن الواضح أهمية تقديم المكونات إلى اليمين وطابور) ، عندما قدمها المرسل في صدر كل خطاب من الخطابين السابقين، ولكن تلك الآلية لم تكن كافية؛ ولذلك عمد إلى آليتين أخريين متضافرتين هما : 1 - التنغيم، وذلك بإطالة نطق الصوائت الطويلة أصوات المد؛ الياء والواو)، ولا ينتمي هذا الفعل النطقي إلى التقطيع الموسيقي البحث، بل إلى التقطيع الموسيقي ذي الهدف الخطابي فيه يعادل المرسل (المدرب) بين حركة رجل المرسل إليه وبين خطابه في مجمله بتركيزه على صوت المد في كل خطاب، وبالتالي تمثل كل علامة (.) نبرة إيقاعية منفصلة عن أختها، وفي هذا الفعل الصوتي تهيئة لذهن المرسل إليه كي يستجيب للإيعاز فينفذ مقتضى فعل الطلب الأمر».
2 - والآلية الأخرى هي الوقف قليلا بعد المكونين (شبه الجملة؛ إلى اليمين، والمنادى؛ طابور) إذ يسهم الوقف كذلك في تهيئة ذهن المرسل إليه، وإعلامه بقرب التلفظ بالفعل اللغوي التوجيهي الأمر». ونتج عن هذا الاستعمال الذي هو زيادة في الشكل» «زيادة في المحتوى كما يقول لا يكوف) وزميله كلما زاد الشكل زاد المحتوى، [...] وفي كل حالات التكرار [...] ينتج عن كثرة الشكل كثرة المحتوى (124)، وما التنغيم والوقف إلا أشكال صوتية تنتج دلالات صوتية في الخطاب.
ويوظف المرسل هذه الآليات الصوتية في بعض الإستراتيجيات الملازمة الظاهرة التأدب مثلا؛ بسبب من هدف الخطاب، الذي يوجه المرسل إلى انتقاء ما يناسب منها، فمن آداب المرسل أن يراعي مخارج كلامه، بحسب مقاصده وأغراضه، فإن كان ترغيبا قرنه باللين واللطف، وإن كان ترهيبا خلطه بالخشونة والعنف؛ فإن لين اللفظ في الترهيب، وخشونته في الترغيب، خروج عن موضعهما، وتعطيل للمقصود بهما، فيصير الكلام الغوا، والغرض المقصود )125( لهوا
ويمكن تحقيق الهدف بمجرد التصويت بالخطاب الشفهي، وذلك كما في
الحوار التالي بين الطارق وصاحب الدار :
الطارق هل يوجد أحد في الدار؟
صاحب الدار : لا، لا يوجد أحد!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تفضل بالدخول
إذ حقق الطارق هدف الخطاب، وهو السؤال، وكان واضحا في قصده الذي يتطابق مع دلالة الخطاب الحرفية. أما خطاب صاحب الدار فمعناه اللغوي هو النفي، ولكنه في نفس الوقت إخبار بأنه موجود، لأنها ستطغى دلالة التصويت على دلالة الخطاب اللغوية ؛ رغم التعارض الظاهر بينهما، لذلك اكتفى بالتلفظ لتحقيق هدفه دون الالتفات إلى ما قد يعارضه من تركيب الخطاب أو دلالته
المعجمية.
وبهذا يتضح تعدد الأهداف التي يمكن أن ينجزها المرسل في خطابه، ومن أشهر هذه الأهداف هدف الإقناع الذي يستلزم إستراتيجية معينة، يمكن أن نسميها إستراتيجية الإقناع والتي تختص ببعض آليات اللغة وأدواتها، كما تعول عليها كثير من الخطابات لتحقيق أهدافها النفعية من خطابات اقتصادية وسياسية وغيرها كثير. ولأهميتها، ودورها في الحياة الاجتماعية، فسوف تكون إستراتيجية الإقناع هي الإستراتيجية التي تمثل هدف الخطاب في الفصل الرابع من الباب الثاني في البحث.
Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance
You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT
ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.
We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate
اعداد خطة عمل عن بعد والتناوب مع رئيس القسم لضمان استمرارية العمل أثناء وباء كوفيد 19، وبالإضافة إلى...
بدينا تخزينتنا ولم تفارقني الرغبة بان اكون بين يدي رجلين اثنين أتجرأ على عضويهما المنتصبين يتبادلاني...
خليج العقبة هو الفرع الشرقي للبحر الأحمر المحصور شرق شبه جزيرة سيناء وغرب شبه الجزيرة العربية، وبالإ...
فرضية كفاءة السوق تعتبر فرضية السوق الكفء او فرضية كفاءة السوق بمثابة الدعامة او العمود الفقري للنظر...
@Moamen Azmy - مؤمن عزمي:موقع هيلخصلك اي مادة لينك تحويل الفيديو لنص https://notegpt.io/youtube-tra...
انا احبك جداً تناول البحث أهمية الإضاءة الطبيعية كأحد المفاهيم الجوهرية في التصميم المعماري، لما لها...
توفير منزل آمن ونظيف ويدعم الطفل عاطفيًا. التأكد من حصول الأطفال على الرعاية الطبية والتعليمية والن...
Le pêcheur et sa femme Il y avait une fois un pêcheur et sa femme, qui habitaient ensemble une cahu...
في التاسع من مايو/أيار عام 1960، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على الاستخدام التجاري لأول أقر...
أهم نقاط الـ Breaker Block 🔹 ما هو الـ Breaker Block؟ • هو Order Block حقيقي يكون مع الاتجاه الرئي...
دوري كمدرب و مسؤولة عن المجندات ، لا اكتفي باعطاء الأوامر، بل اعدني قدوة في الانضباط والالتزام .فالم...
سادساً: التنسيق مع الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية وفريق إدارة شؤون البيئة لنقل أشجار المشلع ب...