Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (95%)

‏ في بداية التكوين كان عدد البشر في الكون الواسع محدود جدا ، ولم تتعرض البيئة المخلفات المصانع او تدمير الآلات الثقيلة الهادرة ، ورغم الهمجية والجهل اللذان وصم بهما الإنسان الأول في التعامل مع الطبيعة والمحيط البيئي إلا أن الفضاء والقشرة الأرضية البكر أعدت وجودها لمواجهة كل هفوة أو تصرف غير عقلاني ، وعندما بدات مراحل التغيير الجوهري الأول في بلاد ما بين النهرين واضعا نهاية لتلك الصورة البائسة التي كانت تؤرخ لوجود الإنسان الحجري الأول ، الذي كان يتواجد في صورة المجموعات البسيطة المتناثرة الخائفة المنزوية في جحور الظلام خارج حالة الفعل الإنساني المتحضر ، تلك الضائعة بين محيط غابات خضراء كثيفة تعج بالكواسر أو في مدار الجبال المنغلقة على تكوينها ذات التضاريس القاسية ، أو في الساحات الأخرى حيث تتواجد المياه ، تلك الصورة التي قدمتها لنا كتب العلماء الذين استنبطوها من التنقيب 17 والحفريات في مدافن الحضارة القديمة جدا ، قبل ظهور ظاهرة تكوين التجمعات الصغيرة وصولا إلى المدن المثبتة في خريطة العالم القديم الأول قبل ما يقارب 7000 سنة قبل الميلاد- على وجه التحديد ، كان الإنسان الأول الذي تشكلت منه فيما بعد المجموعات البشرية الأولى وفق حالة التجانس الجديدة يقتات في طعامه على الحبوب والأعشاب البرية ، عندما يعمد إلى حصدها بتلك الأدوات البسيطة الصخرية التي صنعها وهي في الغالب مناجل حجرية ، كانت تلك المحاولة إلى جانب الصيد هي أولى محاولات الدخول إلى التفكير العقلاني للبحث عن حالة مستقرة تقود إلى فضاء مختلف . وعندما نسجت القوى البشرية في سومر ومدن أخرى مجاورة لها في تكوين میزابوتاميا- بلاد مابين النهرين وبدا التحرك نحو فجر المدنية وصار الشروع في الخطوة الأولى مؤكدا ولاح شعاع المدينة الأولى في فجر التاريخ ، وكان العامل الذي صنع ذلك الحدث الفعل الضاغط علم الزراعة- AGRICULTURE وتجاربه الأولى التي تراكمت وقادت البشرية من خلال حصيلتها إلى فضاء الثقافة - CULTURE - بكل التفاصيل التي تم تثيتها وكانت مدهشة للعقل والبصر ، التزاوج العملي بين الزراعة والثقافة أوجد فضاء الحضارة الكبير الذي ظل يتجدد رغم التخريب والدمار للغلاف البيئي بسبب الكوارث المتنوعة الزراعة دفعت الإنسان الأول لاختراع العوامل تمدها بديمومتها وفق نظ بيئي أيضا تم استحداثه والاهتداء إليه من خلال التجارب والاقتراب من التفكير بحالة الخطر غير المعروفة ، وعند تثبيت الإطار البيئي والتأكد من حالة القدرة على الولوج المحكم للأفق الجديد ، خرج الإنسان من الحالة الهمجية- تاركا كهوف الظلام - متوغلا في الأفق الجديد المعلوم معتمدا الذوق والتبصر في الاكتشاف لتلك المفردات الغريبة والجديدة ، وللمرة الأولى يستخدم الحسن
البشري بشكل فاعل ومؤثر إلى جانب اعتماد منهجية التفكير وإشاعة أصول جديدة في التصرف والتعامل ، بدأت الخشونة والهمجية تختفي وتحل بدلا منها الرقة والدقة في البحث لفهم الظواهر العديدة المنتشرة في الفضاء البيئي الطبيعي أصبح الشغل الشاغل للإنسان الأول الاهتمام بالإطار الحيوي ومعرفة القوانين المؤثرة فيه سلبا أو إيجابا ، نهم تلك الظواهر الكثيرة والدخول إلى حالة التفكير العملي العلمي وضع الإنسان القديم في صلب حالة جديدة في تفاصيلها الحكمة والمعرفة والتشريع ومحاكاة الخيال - الفنون- هكذا قاد فعل اختراع الزراعة وأدواتها إلى فتح كوة من التور لاكتشاف ثروة العقل ، وفي ذلك الزمن البعيد صار الحقل يجرك وينسج بيئة المدينة ، ويكشف عن خصائص جديدة تمثلت فيها صورة الإنسان وهو يتحرك في الحياة والظواهر المحيطة بها ، ولعل من الحقائق المهمة التي ارتبطت بذلك الفعل الجديد أن الزراعة أوقدت شعلة المعرفة المفتوحة وخرج من ردائها الإنجاز الصناعي والتجاري وجميع أنماط الحياة الجديدة الأخرى والتي بحکم حركتها وحدودها العلم والذكاء والقانون والتفاعل الاجتماعي وفق حالات باهرة من الخلق والابتكار في كل شيء حتى قال أحد الحكماء أن المدينة تبدأ من كوخ الفلاح السومري ومن عطاء مزرعته لكنها لا تنمو أو تزدهر أو تشکل صورة لها قيمتها المؤثرة إلا في المدن ذات الفضاء الحضاري البيئي . أن وجود ظواهر أخرى ثم تحديدها والإثارة اليها ضمن معطيات التحولات التي رافقت حضارة تل العيد تجسدت في ظاهرة الاستقرار في الأرض وأيضا بناء المستوطنات الدائمة ذات الشكل البدائي ، ثم الإشارة الأولى التي سجلت هوامش البحث عن المعرفة والتجريب العلمي ممثلا في الاكتشافات البدائية والمهمة جدا مثل التأسيس لعلم الزراعة والبداية في تنظيم الإنتاج وتعدد 19 أنواع الغذاء إلى جانب تدجين الحيوانات وامتلاك قطعان الماشية ومغادرة الكهوف والبداية الفعلية في إنشاء التجمعات السكنية الهادفة إلى الاستقرار فوق أراضي السهول الزراعية ذات الأرض الخصبة والتي تتوفر لها المياه وأيضا كما يسجل في تلك المرحلة الاهتداء إلى أسلوب التصنيف للبذور ، والبداية بزراعتها بعد أن أنفق أسلاف الإنسان السومري السنوات الطويلة في تجارب قاسية متواصلة لجمع تلك الحبوب وتصنيفها والبداية في وضع الجداول الزمنية الزراعتها حسب المواسم الطقسية المتغيرة ، تلك المفردات شكلت ظهور الشكل الحضاري الجديد وعملت على تدعيمه بأهم الاختراعات آنذاك كما عملت على طي صفحة التخلف المتمثلة في مرحلة الصيد البدائي وحياة الكهوف ودشنت مرحلة الزراعة والاستقرار وأعلنت بداية تشكل الجانب المعرفي والاقتصادي وتأسيس القاعدة الحضارية ذات الأبعاد المختلفة ، أن أكثر الدلائل واهمها عقلانية تشير حتى هذا الوقت إلى حقيقة جوهرية تفيد بأن تلك التحولات التي رافقت بداية الحضارة السومرية هي التي شكلت القاعدة القوية لتأسيس حضارتنا الحالية )
اسطورة بلاد ما بين النهرين الكتاب الأول الصادر عن دار خطوات للنشر والتوزيع - دمشق 2007- في المقدمة توجد معلومات وافية عن تفاصيل الحضارة الرافدية . تلك العوامل مجتمعة أدت إلى تحول كبير وهام جدا تمثل في ظهور المدن والتأسيس للظاهرة البيئية في إطارها الأول ، ووضع العلامة الأولى أيضا للمدنية البشرية ، الأمر الذي قاد بشكل حاسم إلى تبلور التكوينات الاجتماعية والدينية والسياسية والتشريع ، وكذلك اعتماد الطقوس وابتداع الأساطير ، وصولا إلى أهم أخترع سجلته تلك الحضارة البشرية ، ذلك الإنجاز الذي أحدث انقلابا جذريا في كل أشكال الحضارة اللاحقة ، فدم السومريون ايضا اختراعات واكتشافات أكثر أهمية مثل - العجلة والمحراث الزراعي وأوجدوا النظام العشري وكذلك قسموا محيط الدائرة إلى ( 360 درجة ) والسنة إلى ( 365 ) ووضعوا أسس الرياضيات ومبادئ الهندسة ورصدوا الأفلاك والنجوم ، وبنوا المعابد وأسسوا نظم الحكم والإدارة ووضعوا صياغة للشرائع الدينية والدنيوية في القانون وتنظيم أمور الحياة . سومر- بابل- آشور بلاد سومر هي تلك الأرض التي تكونت على مر العصور من الطمي المتواصل في النهرين الدجلة والفرات وبسبب الطقس الحار والجاف ظلت تلك السهول جرداء واقعة دوما تحت تأثیر هبوب الرياح الصحراوية القاسية ، ظلت ردحا من الزمن قاحلة يندر فيها الزرع ، إلا أن الإنسان السومري القديم أكتشف سر تلك الأرض وعمد إلى شق الجداول والسواقي والقنوات وأقام بذلك نظاما للري أحيا به الأرض فتحولت تلك السهول الجرداء تقريبا إلى أرض خصبة صالحة للإنتاج الزراعي ، وعلى مدى الحقب الزمنية المتابعة تغير كل شيء وصارت تلك الأرض توصف بجنة عدن كما ورد في أسفار العهد القديم ، 21 كانت تلك البدايات هي الدروس المتراكمة في مجال الحث على التغيير البيئي . ارتفعت سومر إلى ذري جديدة من القوة السياسية والثراء الاقتصادي ، وتل أبو حبة وغيرها من المدن السومرية ، يضاف إلى ذلك أن نظام الحياة في سومر وما رافق تلك التقسيمات الإدارية والاجتماعية عزز الفكرة التي تدعو إلى عدم الفصل ما بين المادة والروح . فيما بعد حدد المفهوم الإغريقي معالم الإطار البيئي للمدينة بأنها دويلة ذات عمود مرکزي تستند إليه وتبعها المدن الصغيرة والملحقات الأخرى من القرى المحيطة أو المجاورة لها ، وشهدت تلك الأطر البيئية أحداث مهمة تركت تأثيرها على مجمل التكوين البشري والاجتماعي اللاحق في مدن مثل سومر وبابل و آشور وأثينا وأسبارطة وروما وبيزنطة وقرطاجنة . عند تناول تأثير العامل البيئي الذي دفع البشرية في خطوات محسوبة نحو التشكيل والتكوين الحضاري ، تجد تلك القواصل الزمنية قد سجلت في الفترة القديمة حالة واضحة للتماثل التام بين بيئة العصر البليستوسيني - PLEISTOCENE PERIOD والعصر الجليدي ICE AGE اللذان وضع التغيير المناخي نهايتهما من خلال تقهقر البيئة المنجمدة كما تحقق انحسار الثلوج التي كانت تغطي اغلب بقاع العالم وظهرت المناطق الجديدة ذات المناخ المتبدل المعتدل ، ذلك التحول البيئي كما تشير الأبحاث والدراسات العلمية على أنه حصل قبل مليون سنة ، بعد أن 22 تداخلت الفترات الجليدية الأربعة مع فترات بيئية أخری سادها المناخ الدافيء الذي أثر في تغيير خريطة الوضع البيئي مما أتاح المجال أمام ظهور ذلك التبدل وفي العوامل المعروفة في تفاصيل الإيكولوجيا . في تفاصيل التبدل البيئي حملت الكثير من التغييرات منها الذي شمل الحيوانات مثل الماموث الصوفي ، الفيلة التي كانت تتواجد في أمريكا وعدة أنواع من الفيلة والماموث والماستبدون والمارد الأرضي والنمر ذو الأسنان السيفية كما شمل التغيير هيئة الإنسان أيضا مثل الكائنات التي كانت تعرف بالإنسان الأسترالي - AUSTRALOPITHECINE- تلك التي توصف بأنها ذات مواصفات تجمع بين هيئة للإنسان والقردة والتي يعتبرها علماء الآثار بمثابة النموذج البشري الأول ، لكن التحريات الإيكلوجية كشفت عن نموذج آخر يسمى إنسان آسیا ۔ PITHECAN THROPUS- الذي اعتبرته الدراسات العلمية أقرب الشبه من تكوين الإنسان الحالي وجدت اثاره في ، الذي اعتبرته الدراسات العلمية أقرب الشبه من تكوين الإنسان الحالي- تواجد في المناطق الشرقية من آسيا وجدت أثاره في موقعين هما- چاوه كما وجد في الصين . أفاد العلماء بأنه النموذج القريب من الإنسان حيث يوصف بأنه يسير في حركته منتصبا ، له جمجمه بشرية تدل عليها أغلب الصفات ، إلا أنه كان يتميز بوجود حواف سميكة من العظام فوق 23 العينين ، كما أن الفكين كانا بارزين للإمام ، ويرى بعض العلماء أنه في هيئة إنسان ولكنه محبف المنظر ، ولا يمكن اعتباره قردا ، جاءت تلك النظريات والأبحاث العلمية بدلائل تعزز فكرة اعتباره منتميا إلى الجنس البشري الذي ينتمي إليه الإنسان الحديث وقد أطلق عليه اسم HOME ERECTUS التمييزه عن النموذج الآخر - HOME OSAPIENS - تلك المعلومات تم تثبيتها من خلال نتائج التنقيب والحفريات التي شملت العديد من المواقع الحضارية الأولى حيث اهتدى علماء الأركيلوجيا إلى ذلك من خلال نماذج الأدوات الحجرية المصقولة التي صنعها إنسان تلك الفترة ، ثم قدمت الأبحاث نتائج أخرى أكثر أهمية أشارت إلى وجود نوعين من الإنسان الأول في أوروبا كان يماثل في صفاته الطبيعية الإنسان الحديث والثاني هو إنسان - نیندرتال NEANDERTHAL- كما اعتبرت رسوم الكهوف مفاجاة كبيرة كشفت عن تفكير وإبداع مستمدة تفاصيلها من البيئة التي أحاطت بالإنسان القديم حيث جسد في تلك الرسوم الحيوانات التي كانت تتواجد معه مثل الثيران - الجاموس البري- الحيوانات الكاسرة المفترسة - الخيول- حيوانات أخرى تم تدجينها ، تلك الرسوم مثلت محاكاة الإنسان الأولى للفضاء البيئي الذي ينتمي إلى الفترة البعيدة بزمن يمتد ما بين 10000-25000سنة ، ثم تأكد لهم بشكل قاطع أن تاريخ البيئة له صلة وتأثير واضح على هواجس القلق التي تنطلق في فضاء العصر الحديث المتوالدة من القضايا البيئية المعقدة والمتشابكة ، وفي رحلتهم لتتبع حلقات الزمن الماضي البعيد وصولا إلى الحاضر لعينات وأحداث من أجزاء مختلفة من بقاع العالم ، تمكنوا من رسم صورة تبدو متكاملة عن التاريخ البيئي الذي لا ينفصل عن دراسة تاريخ التكوين الكوني والحضارة والتطور المعرفي بشكل عام - البيولوجي - الصحي- التجاري- الزراعي الثقافي السياسي ، التاريخ 24 البشري الكوني يوجد على تخوم حدود العلوم الاجتماعية - الإنسانية ، بينما توجد الجغرافيا على الحدود بين العلوم الاجتماعية والتطبيقية ، حيث تتجمع تجربة الثقافة الإنسانية التي تشكلت من حالة الإدراك البشري الذي أسس فيما بعد الوعي البيئي وتلك حقيقة يقر بها العلم المعاصر الثقافة الإنسانية كان لها القدرة المذهلة على محصلة التغيير في الطبيعة خلال الحقب الزمنية المتابعة وبدرجات متفاوتة ،ظهور الإمبراطوريات الزراعية التي نتج عنها التكوين السياسي والتجاري والصناعي والثقافي الفنون والعقيدة الدينية والعمران وتزايد الحروب . في هذه المرحلة كانت الحاجة قد دفعت تلك الإمبراطوريات إلى اكتشاف عوامل تقنية تساعد في تذليل الحواجز البيئية لكي يتضاعف الإنتاج الزراعي أولا وبقية التكوينات التي تجسد الشهد الحضاري العام لكل مرحلة تقنية السدود- شق الأنهار والجداول- زراعة المدرجات الجنائن المعلقة في بابل أستصلاح الأراضي وتجربة البذور غير المعروفة من قبل ، إقامة البحيرات الصناعية بجوار المدن الكبيرة التخزين المياه ، ( 4 ) Environmental History - By I . SIMMONS 25 - الفترة الصناعية الحديثة التي امتدت من العام - 1800- وحتى الوقت الحاضر ، حيث تمكنت الحضارة البشرية من التوصل إلى حزام من المدن التي تمتد بين بقاع العالم شرقا وغربا جنوبا وشمالا- وهي تمثل الفضاء الحيوي للبشرية التي تعمل ضمن تفعيل الصناعة والزراعة والاقتصاد والعلوم عامة والثقافة واكتشاف الوقود وبداية عصر الانفجار الصناعي الكبير ، واستخدام الوقود الأحفوري . - المرحلة اللاحقة- مرحلة الحسم الصناعي العالي وظهور الإمبراطوريات الصناعية - التجارية العلمية في هذه المرحلة سادت أيضا الحروب التي دفعت إلى السيادة الصناعية وبروز التكتلات ذات السيطرة الاستعمارية بريطانيا الاتحاد السوفيتي السابق - البرتغال- أسبانيا- الولايات المتحدة الأمريكية - المانيا الهتلرية- في الستينات من القرن الماضي القرن العشرين بداية التاريخ الفعلي للبحث عن المنهج العلمي في وضع أفكار التوعية والإعلام البيئي والصحي من خلال الاتفاقيات العالمية التي انطلقت من ضرورة السيطرة على حالة الانفلات الصناعي المسبب الرئيس لمجمل حالات التلوث والعمل ضمن الخصائص البيئية الإقليمية التحييد الخطر ومعالجته . في بلاد ما بين النهرین مهدت الحضارة السومرية 26 العظيمة لظهور حضارتين مهمتين لهما ذات التأثير الحضاري والعلمي المعرفي
العظيمة لظهور حضارتين مهمتين لهما ذات التأثير الحضاري والعلمي المعرفي ، هما حضارة- بابل و آشور اللتان وصل التنافس بينهما أشده في مجال العمارة البيئية والفنون وتحسين البيئة من خلال الزراعة والمصدات- التشجير والسدود وتطوير أنظمة الري والتوسع التحويل وزيادة الرقعة الزراعية وشق القنوات وبناء الزقورات والمعابد والجنائن المعلقة والنحت النافر ، في فترة الملك العظيم حمورابي وضعت افكار جديدة ومهمة الأسس الإعلام البيئي والتوعية التي كانت قد أشارت إليها التشريعات السابقة والأفكار الواردة في الأساطير والملاحم كما هي الحال في ملحمة جلجامش - البحث عن نبات الخلود ، وأيضا في التراتيل والأناشيد السومرية ، كان لها الأثر الواضح في تحضير البلاد وتطوير استصلاح الأرض والامتناع عن قطع النخيل والأشجار وأهداف أخرى جميعها تدخل في صلب موضوع الحفاظ على البيئة السليمة وصيانتها في سومر التكوين الأول للوجود اهتمت التجمعات البشرية ببناء الأكواخ من أعواد القصب والبردي لكي تناسب حالة الجفاف ودرجات الحرارة العالية وهبوب العواصف الرملية ، لم يكن ذلك من فراغ بل اعتمادا على تجربة إنسانية متراكمة وعلى خزين من حكم وقصص وتحذيرات تشكل حالة الوعي الأول للمحيط البيئي وسبل التأقلم معه ومصدر التوعية الإعلامية آنذاك ، تحولت تلك الأكواخ فيما بعد إلى مدن مهمة دخلت التاريخ من أوسع الأبواب ، وضمن أفياء الحضارة السومرية أيضا ، استعمل السومريون الألواح الطينية للكتابة ، بعد أن تأكد لهم أنها تتحمل التأثيرات البيئية آلاف السنين . كما اخترعوا المزولة- وأيضا ساعة مائية لمعرفة الوقت ووحدات التقدير الوزن والقياس ، كما يتم على أيديهم صناعة محاجر للحجر المرمر والصلصال ، وايضا إيداع النقوش القادرة على الخلود رغم 27 التبدل البيئي آلاف السنين . إلى جانب تقسيم الزمان والمكان إلى وحدات ، في الظروف المعروفة بالغمر طوال فترة نموه في مياه تحرك ببطء يتراوح عمقها بين 150-100 ملليمترا كما سجلت تجارب وادي الرافدين ستة وعشرين أسلوبا لإدارة التربة وثلاثة وعشرين طريقة لإدارة المياه ، امتلك الإنسان في تلك المرحلة القدرة الكاملة على الإبداع إلى جانب عامل السيطرة والقيادة والتخطيط المنهجي ، تمثلت تلك المراحل المتابعة في استغلال الأرض والمياه إلى أقصى الحدود - اطلق على ارض بلاد مابين النهرين فيما بعد أرض السواد لكثرة الزراعة فيها ، العالم الأمريكي ایان . سیمونز صاحب الجهد البارز في مجال البحث في مشكلة المياه العالمية ، يظهر في جميع مؤلفاته تقديرا كبيرا للحضارات التي نشات في بلاد وا الرافدين وقد خصص فصلا كاملا في كتابه الموسوم Environ Mental History للحديث عن شبكات الري والسدود وفق المراحل الحضارية المتعاقبة ، في محاضرته التي القاها في جامعة تكساس روي قصة قديمة تتعلق بلاد الرافدين بطلتها وصاحبة القرار فيها ملكة آشورية واجهت آنذاك جانبا من المشكلة الدائمة في حوض الرافدين عندما كانت الأنهار تفيض دون سابق إنذار فتلحق دمارا هائلا بالحياة والبيئة ، درست الملكة الأمر من جميع جوانبه تم امرت برنامه جبره حزين بلة حملها ( 75 كيلومترا )
اشورية واجهت انذاك جانبا من المشكلة الدائمة في حوض الرافدين عندما كانت الأنهار تفيض دون سابق إنذار فتلحق دار ) مائة بالحياة والبيئة ،


Original text

‏ في بداية التكوين كان عدد البشر في الكون الواسع محدود جدا ، ولم تتعرض البيئة المخلفات المصانع او تدمير الآلات الثقيلة الهادرة ، ورغم الهمجية والجهل اللذان وصم بهما الإنسان الأول في التعامل مع الطبيعة والمحيط البيئي إلا أن الفضاء والقشرة الأرضية البكر أعدت وجودها لمواجهة كل هفوة أو تصرف غير عقلاني ، وعندما بدات مراحل التغيير الجوهري الأول في بلاد ما بين النهرين واضعا نهاية لتلك الصورة البائسة التي كانت تؤرخ لوجود الإنسان الحجري الأول ، الذي كان يتواجد في صورة المجموعات البسيطة المتناثرة الخائفة المنزوية في جحور الظلام خارج حالة الفعل الإنساني المتحضر ، تلك الضائعة بين محيط غابات خضراء كثيفة تعج بالكواسر أو في مدار الجبال المنغلقة على تكوينها ذات التضاريس القاسية ، أو في الساحات الأخرى حيث تتواجد المياه ، تلك الصورة التي قدمتها لنا كتب العلماء الذين استنبطوها من التنقيب 17 والحفريات في مدافن الحضارة القديمة جدا ، قبل ظهور ظاهرة تكوين التجمعات الصغيرة وصولا إلى المدن المثبتة في خريطة العالم القديم الأول قبل ما يقارب 7000 سنة قبل الميلاد- على وجه التحديد ، كان الإنسان الأول الذي تشكلت منه فيما بعد المجموعات البشرية الأولى وفق حالة التجانس الجديدة يقتات في طعامه على الحبوب والأعشاب البرية ، عندما يعمد إلى حصدها بتلك الأدوات البسيطة الصخرية التي صنعها وهي في الغالب مناجل حجرية ، كانت تلك المحاولة إلى جانب الصيد هي أولى محاولات الدخول إلى التفكير العقلاني للبحث عن حالة مستقرة تقود إلى فضاء مختلف . وعندما نسجت القوى البشرية في سومر ومدن أخرى مجاورة لها في تكوين میزابوتاميا- بلاد مابين النهرين وبدا التحرك نحو فجر المدنية وصار الشروع في الخطوة الأولى مؤكدا ولاح شعاع المدينة الأولى في فجر التاريخ ، وكان العامل الذي صنع ذلك الحدث الفعل الضاغط علم الزراعة- AGRICULTURE وتجاربه الأولى التي تراكمت وقادت البشرية من خلال حصيلتها إلى فضاء الثقافة - CULTURE - بكل التفاصيل التي تم تثيتها وكانت مدهشة للعقل والبصر ، التزاوج العملي بين الزراعة والثقافة أوجد فضاء الحضارة الكبير الذي ظل يتجدد رغم التخريب والدمار للغلاف البيئي بسبب الكوارث المتنوعة الزراعة دفعت الإنسان الأول لاختراع العوامل تمدها بديمومتها وفق نظ بيئي أيضا تم استحداثه والاهتداء إليه من خلال التجارب والاقتراب من التفكير بحالة الخطر غير المعروفة ، وعند تثبيت الإطار البيئي والتأكد من حالة القدرة على الولوج المحكم للأفق الجديد ، خرج الإنسان من الحالة الهمجية- تاركا كهوف الظلام - متوغلا في الأفق الجديد المعلوم معتمدا الذوق والتبصر في الاكتشاف لتلك المفردات الغريبة والجديدة ، وللمرة الأولى يستخدم الحسن
البشري بشكل فاعل ومؤثر إلى جانب اعتماد منهجية التفكير وإشاعة أصول جديدة في التصرف والتعامل ، بدأت الخشونة والهمجية تختفي وتحل بدلا منها الرقة والدقة في البحث لفهم الظواهر العديدة المنتشرة في الفضاء البيئي الطبيعي أصبح الشغل الشاغل للإنسان الأول الاهتمام بالإطار الحيوي ومعرفة القوانين المؤثرة فيه سلبا أو إيجابا ، نهم تلك الظواهر الكثيرة والدخول إلى حالة التفكير العملي العلمي وضع الإنسان القديم في صلب حالة جديدة في تفاصيلها الحكمة والمعرفة والتشريع ومحاكاة الخيال - الفنون- هكذا قاد فعل اختراع الزراعة وأدواتها إلى فتح كوة من التور لاكتشاف ثروة العقل ، وفي ذلك الزمن البعيد صار الحقل يجرك وينسج بيئة المدينة ، ويكشف عن خصائص جديدة تمثلت فيها صورة الإنسان وهو يتحرك في الحياة والظواهر المحيطة بها ، ولعل من الحقائق المهمة التي ارتبطت بذلك الفعل الجديد أن الزراعة أوقدت شعلة المعرفة المفتوحة وخرج من ردائها الإنجاز الصناعي والتجاري وجميع أنماط الحياة الجديدة الأخرى والتي بحکم حركتها وحدودها العلم والذكاء والقانون والتفاعل الاجتماعي وفق حالات باهرة من الخلق والابتكار في كل شيء حتى قال أحد الحكماء أن المدينة تبدأ من كوخ الفلاح السومري ومن عطاء مزرعته لكنها لا تنمو أو تزدهر أو تشکل صورة لها قيمتها المؤثرة إلا في المدن ذات الفضاء الحضاري البيئي . أن وجود ظواهر أخرى ثم تحديدها والإثارة اليها ضمن معطيات التحولات التي رافقت حضارة تل العيد تجسدت في ظاهرة الاستقرار في الأرض وأيضا بناء المستوطنات الدائمة ذات الشكل البدائي ، ثم الإشارة الأولى التي سجلت هوامش البحث عن المعرفة والتجريب العلمي ممثلا في الاكتشافات البدائية والمهمة جدا مثل التأسيس لعلم الزراعة والبداية في تنظيم الإنتاج وتعدد 19 أنواع الغذاء إلى جانب تدجين الحيوانات وامتلاك قطعان الماشية ومغادرة الكهوف والبداية الفعلية في إنشاء التجمعات السكنية الهادفة إلى الاستقرار فوق أراضي السهول الزراعية ذات الأرض الخصبة والتي تتوفر لها المياه وأيضا كما يسجل في تلك المرحلة الاهتداء إلى أسلوب التصنيف للبذور ، والبداية بزراعتها بعد أن أنفق أسلاف الإنسان السومري السنوات الطويلة في تجارب قاسية متواصلة لجمع تلك الحبوب وتصنيفها والبداية في وضع الجداول الزمنية الزراعتها حسب المواسم الطقسية المتغيرة ، تلك المفردات شكلت ظهور الشكل الحضاري الجديد وعملت على تدعيمه بأهم الاختراعات آنذاك كما عملت على طي صفحة التخلف المتمثلة في مرحلة الصيد البدائي وحياة الكهوف ودشنت مرحلة الزراعة والاستقرار وأعلنت بداية تشكل الجانب المعرفي والاقتصادي وتأسيس القاعدة الحضارية ذات الأبعاد المختلفة ، أن أكثر الدلائل واهمها عقلانية تشير حتى هذا الوقت إلى حقيقة جوهرية تفيد بأن تلك التحولات التي رافقت بداية الحضارة السومرية هي التي شكلت القاعدة القوية لتأسيس حضارتنا الحالية )
اسطورة بلاد ما بين النهرين الكتاب الأول الصادر عن دار خطوات للنشر والتوزيع - دمشق 2007- في المقدمة توجد معلومات وافية عن تفاصيل الحضارة الرافدية . 20 السابقة ، تلك العوامل مجتمعة أدت إلى تحول كبير وهام جدا تمثل في ظهور المدن والتأسيس للظاهرة البيئية في إطارها الأول ، ووضع العلامة الأولى أيضا للمدنية البشرية ، الأمر الذي قاد بشكل حاسم إلى تبلور التكوينات الاجتماعية والدينية والسياسية والتشريع ، وكذلك اعتماد الطقوس وابتداع الأساطير ، وصولا إلى أهم أخترع سجلته تلك الحضارة البشرية ، وهو اكتشاف علم الكتابة ، ذلك الإنجاز الذي أحدث انقلابا جذريا في كل أشكال الحضارة اللاحقة ، فدم السومريون ايضا اختراعات واكتشافات أكثر أهمية مثل - العجلة والمحراث الزراعي وأوجدوا النظام العشري وكذلك قسموا محيط الدائرة إلى ( 360 درجة ) والسنة إلى ( 365 ) ووضعوا أسس الرياضيات ومبادئ الهندسة ورصدوا الأفلاك والنجوم ، وبنوا المعابد وأسسوا نظم الحكم والإدارة ووضعوا صياغة للشرائع الدينية والدنيوية في القانون وتنظيم أمور الحياة . سومر- بابل- آشور بلاد سومر هي تلك الأرض التي تكونت على مر العصور من الطمي المتواصل في النهرين الدجلة والفرات وبسبب الطقس الحار والجاف ظلت تلك السهول جرداء واقعة دوما تحت تأثیر هبوب الرياح الصحراوية القاسية ، ظلت ردحا من الزمن قاحلة يندر فيها الزرع ، إلا أن الإنسان السومري القديم أكتشف سر تلك الأرض وعمد إلى شق الجداول والسواقي والقنوات وأقام بذلك نظاما للري أحيا به الأرض فتحولت تلك السهول الجرداء تقريبا إلى أرض خصبة صالحة للإنتاج الزراعي ، وعلى مدى الحقب الزمنية المتابعة تغير كل شيء وصارت تلك الأرض توصف بجنة عدن كما ورد في أسفار العهد القديم ، 21 كانت تلك البدايات هي الدروس المتراكمة في مجال الحث على التغيير البيئي . ارتفعت سومر إلى ذري جديدة من القوة السياسية والثراء الاقتصادي ، تل أبو شهرين ، تل الأحيمر ، سییار ، وتل أبو حبة وغيرها من المدن السومرية ، يضاف إلى ذلك أن نظام الحياة في سومر وما رافق تلك التقسيمات الإدارية والاجتماعية عزز الفكرة التي تدعو إلى عدم الفصل ما بين المادة والروح . فيما بعد حدد المفهوم الإغريقي معالم الإطار البيئي للمدينة بأنها دويلة ذات عمود مرکزي تستند إليه وتبعها المدن الصغيرة والملحقات الأخرى من القرى المحيطة أو المجاورة لها ، وشهدت تلك الأطر البيئية أحداث مهمة تركت تأثيرها على مجمل التكوين البشري والاجتماعي اللاحق في مدن مثل سومر وبابل و آشور وأثينا وأسبارطة وروما وبيزنطة وقرطاجنة . عند تناول تأثير العامل البيئي الذي دفع البشرية في خطوات محسوبة نحو التشكيل والتكوين الحضاري ، تجد تلك القواصل الزمنية قد سجلت في الفترة القديمة حالة واضحة للتماثل التام بين بيئة العصر البليستوسيني - PLEISTOCENE PERIOD والعصر الجليدي ICE AGE اللذان وضع التغيير المناخي نهايتهما من خلال تقهقر البيئة المنجمدة كما تحقق انحسار الثلوج التي كانت تغطي اغلب بقاع العالم وظهرت المناطق الجديدة ذات المناخ المتبدل المعتدل ، ذلك التحول البيئي كما تشير الأبحاث والدراسات العلمية على أنه حصل قبل مليون سنة ، بعد أن 22 تداخلت الفترات الجليدية الأربعة مع فترات بيئية أخری سادها المناخ الدافيء الذي أثر في تغيير خريطة الوضع البيئي مما أتاح المجال أمام ظهور ذلك التبدل وفي العوامل المعروفة في تفاصيل الإيكولوجيا . في تفاصيل التبدل البيئي حملت الكثير من التغييرات منها الذي شمل الحيوانات مثل الماموث الصوفي ، الفيلة التي كانت تتواجد في أمريكا وعدة أنواع من الفيلة والماموث والماستبدون والمارد الأرضي والنمر ذو الأسنان السيفية كما شمل التغيير هيئة الإنسان أيضا مثل الكائنات التي كانت تعرف بالإنسان الأسترالي - AUSTRALOPITHECINE- تلك التي توصف بأنها ذات مواصفات تجمع بين هيئة للإنسان والقردة والتي يعتبرها علماء الآثار بمثابة النموذج البشري الأول ، لكن التحريات الإيكلوجية كشفت عن نموذج آخر يسمى إنسان آسیا ۔ PITHECAN THROPUS- الذي اعتبرته الدراسات العلمية أقرب الشبه من تكوين الإنسان الحالي وجدت اثاره في ، الذي اعتبرته الدراسات العلمية أقرب الشبه من تكوين الإنسان الحالي- تواجد في المناطق الشرقية من آسيا وجدت أثاره في موقعين هما- چاوه كما وجد في الصين . أفاد العلماء بأنه النموذج القريب من الإنسان حيث يوصف بأنه يسير في حركته منتصبا ، له جمجمه بشرية تدل عليها أغلب الصفات ، إلا أنه كان يتميز بوجود حواف سميكة من العظام فوق 23 العينين ، كما أن الفكين كانا بارزين للإمام ، ويرى بعض العلماء أنه في هيئة إنسان ولكنه محبف المنظر ، ولا يمكن اعتباره قردا ، جاءت تلك النظريات والأبحاث العلمية بدلائل تعزز فكرة اعتباره منتميا إلى الجنس البشري الذي ينتمي إليه الإنسان الحديث وقد أطلق عليه اسم HOME ERECTUS التمييزه عن النموذج الآخر - HOME OSAPIENS - تلك المعلومات تم تثبيتها من خلال نتائج التنقيب والحفريات التي شملت العديد من المواقع الحضارية الأولى حيث اهتدى علماء الأركيلوجيا إلى ذلك من خلال نماذج الأدوات الحجرية المصقولة التي صنعها إنسان تلك الفترة ، ثم قدمت الأبحاث نتائج أخرى أكثر أهمية أشارت إلى وجود نوعين من الإنسان الأول في أوروبا كان يماثل في صفاته الطبيعية الإنسان الحديث والثاني هو إنسان - نیندرتال NEANDERTHAL- كما اعتبرت رسوم الكهوف مفاجاة كبيرة كشفت عن تفكير وإبداع مستمدة تفاصيلها من البيئة التي أحاطت بالإنسان القديم حيث جسد في تلك الرسوم الحيوانات التي كانت تتواجد معه مثل الثيران - الجاموس البري- الحيوانات الكاسرة المفترسة - الخيول- حيوانات أخرى تم تدجينها ، تلك الرسوم مثلت محاكاة الإنسان الأولى للفضاء البيئي الذي ينتمي إلى الفترة البعيدة بزمن يمتد ما بين 10000-25000سنة ، ثم تأكد لهم بشكل قاطع أن تاريخ البيئة له صلة وتأثير واضح على هواجس القلق التي تنطلق في فضاء العصر الحديث المتوالدة من القضايا البيئية المعقدة والمتشابكة ، وفي رحلتهم لتتبع حلقات الزمن الماضي البعيد وصولا إلى الحاضر لعينات وأحداث من أجزاء مختلفة من بقاع العالم ، تمكنوا من رسم صورة تبدو متكاملة عن التاريخ البيئي الذي لا ينفصل عن دراسة تاريخ التكوين الكوني والحضارة والتطور المعرفي بشكل عام - البيولوجي - الصحي- التجاري- الزراعي الثقافي السياسي ، التاريخ 24 البشري الكوني يوجد على تخوم حدود العلوم الاجتماعية - الإنسانية ، بينما توجد الجغرافيا على الحدود بين العلوم الاجتماعية والتطبيقية ، حيث تتجمع تجربة الثقافة الإنسانية التي تشكلت من حالة الإدراك البشري الذي أسس فيما بعد الوعي البيئي وتلك حقيقة يقر بها العلم المعاصر الثقافة الإنسانية كان لها القدرة المذهلة على محصلة التغيير في الطبيعة خلال الحقب الزمنية المتابعة وبدرجات متفاوتة ،ظهور الإمبراطوريات الزراعية التي نتج عنها التكوين السياسي والتجاري والصناعي والثقافي الفنون والعقيدة الدينية والعمران وتزايد الحروب . في هذه المرحلة كانت الحاجة قد دفعت تلك الإمبراطوريات إلى اكتشاف عوامل تقنية تساعد في تذليل الحواجز البيئية لكي يتضاعف الإنتاج الزراعي أولا وبقية التكوينات التي تجسد الشهد الحضاري العام لكل مرحلة تقنية السدود- شق الأنهار والجداول- زراعة المدرجات الجنائن المعلقة في بابل أستصلاح الأراضي وتجربة البذور غير المعروفة من قبل ، إقامة البحيرات الصناعية بجوار المدن الكبيرة التخزين المياه ، وغيرها . ( 4 ) Environmental History - By I . SIMMONS 25 - الفترة الصناعية الحديثة التي امتدت من العام - 1800- وحتى الوقت الحاضر ، حيث تمكنت الحضارة البشرية من التوصل إلى حزام من المدن التي تمتد بين بقاع العالم شرقا وغربا جنوبا وشمالا- وهي تمثل الفضاء الحيوي للبشرية التي تعمل ضمن تفعيل الصناعة والزراعة والاقتصاد والعلوم عامة والثقافة واكتشاف الوقود وبداية عصر الانفجار الصناعي الكبير ، واستخدام الوقود الأحفوري . - المرحلة اللاحقة- مرحلة الحسم الصناعي العالي وظهور الإمبراطوريات الصناعية - التجارية العلمية في هذه المرحلة سادت أيضا الحروب التي دفعت إلى السيادة الصناعية وبروز التكتلات ذات السيطرة الاستعمارية بريطانيا الاتحاد السوفيتي السابق - البرتغال- أسبانيا- الولايات المتحدة الأمريكية - المانيا الهتلرية- في الستينات من القرن الماضي القرن العشرين بداية التاريخ الفعلي للبحث عن المنهج العلمي في وضع أفكار التوعية والإعلام البيئي والصحي من خلال الاتفاقيات العالمية التي انطلقت من ضرورة السيطرة على حالة الانفلات الصناعي المسبب الرئيس لمجمل حالات التلوث والعمل ضمن الخصائص البيئية الإقليمية التحييد الخطر ومعالجته . في بلاد ما بين النهرین مهدت الحضارة السومرية 26 العظيمة لظهور حضارتين مهمتين لهما ذات التأثير الحضاري والعلمي المعرفي
العظيمة لظهور حضارتين مهمتين لهما ذات التأثير الحضاري والعلمي المعرفي ، هما حضارة- بابل و آشور اللتان وصل التنافس بينهما أشده في مجال العمارة البيئية والفنون وتحسين البيئة من خلال الزراعة والمصدات- التشجير والسدود وتطوير أنظمة الري والتوسع التحويل وزيادة الرقعة الزراعية وشق القنوات وبناء الزقورات والمعابد والجنائن المعلقة والنحت النافر ، في فترة الملك العظيم حمورابي وضعت افكار جديدة ومهمة الأسس الإعلام البيئي والتوعية التي كانت قد أشارت إليها التشريعات السابقة والأفكار الواردة في الأساطير والملاحم كما هي الحال في ملحمة جلجامش - البحث عن نبات الخلود ، وأيضا في التراتيل والأناشيد السومرية ، كان لها الأثر الواضح في تحضير البلاد وتطوير استصلاح الأرض والامتناع عن قطع النخيل والأشجار وأهداف أخرى جميعها تدخل في صلب موضوع الحفاظ على البيئة السليمة وصيانتها في سومر التكوين الأول للوجود اهتمت التجمعات البشرية ببناء الأكواخ من أعواد القصب والبردي لكي تناسب حالة الجفاف ودرجات الحرارة العالية وهبوب العواصف الرملية ، لم يكن ذلك من فراغ بل اعتمادا على تجربة إنسانية متراكمة وعلى خزين من حكم وقصص وتحذيرات تشكل حالة الوعي الأول للمحيط البيئي وسبل التأقلم معه ومصدر التوعية الإعلامية آنذاك ، تحولت تلك الأكواخ فيما بعد إلى مدن مهمة دخلت التاريخ من أوسع الأبواب ، وغيرها . وضمن أفياء الحضارة السومرية أيضا ، استعمل السومريون الألواح الطينية للكتابة ، بعد أن تأكد لهم أنها تتحمل التأثيرات البيئية آلاف السنين . ! ، كما اخترعوا المزولة- وأيضا ساعة مائية لمعرفة الوقت ووحدات التقدير الوزن والقياس ، كما يتم على أيديهم صناعة محاجر للحجر المرمر والصلصال ، وايضا إيداع النقوش القادرة على الخلود رغم 27 التبدل البيئي آلاف السنين . إلى جانب تقسيم الزمان والمكان إلى وحدات ، في الظروف المعروفة بالغمر طوال فترة نموه في مياه تحرك ببطء يتراوح عمقها بين 150-100 ملليمترا كما سجلت تجارب وادي الرافدين ستة وعشرين أسلوبا لإدارة التربة وثلاثة وعشرين طريقة لإدارة المياه ، امتلك الإنسان في تلك المرحلة القدرة الكاملة على الإبداع إلى جانب عامل السيطرة والقيادة والتخطيط المنهجي ، تمثلت تلك المراحل المتابعة في استغلال الأرض والمياه إلى أقصى الحدود - اطلق على ارض بلاد مابين النهرين فيما بعد أرض السواد لكثرة الزراعة فيها ، العالم الأمريكي ایان . ج . سیمونز صاحب الجهد البارز في مجال البحث في مشكلة المياه العالمية ، يظهر في جميع مؤلفاته تقديرا كبيرا للحضارات التي نشات في بلاد وا الرافدين وقد خصص فصلا كاملا في كتابه الموسوم Environ Mental History للحديث عن شبكات الري والسدود وفق المراحل الحضارية المتعاقبة ، في محاضرته التي القاها في جامعة تكساس روي قصة قديمة تتعلق بلاد الرافدين بطلتها وصاحبة القرار فيها ملكة آشورية واجهت آنذاك جانبا من المشكلة الدائمة في حوض الرافدين عندما كانت الأنهار تفيض دون سابق إنذار فتلحق دمارا هائلا بالحياة والبيئة ، درست الملكة الأمر من جميع جوانبه تم امرت برنامه جبره حزين بلة حملها ( 75 كيلومترا )
اشورية واجهت انذاك جانبا من المشكلة الدائمة في حوض الرافدين عندما كانت الأنهار تفيض دون سابق إنذار فتلحق دار ) مائة بالحياة والبيئة ، درست الملكة الأمر من جميع جوانبه ثم أمرت بإقامة بحيرة تخزين بلغ محيطها ( 75 كيلومترا ) وقطرها نحو ( 25 كيلومترا ) وأوجدت لنجاح الفكرة نظام لتقوية الحواجز الطبيعية واستكمالها بحواجز اخرى وكذلك طلبت من العلماء إنتاج مواد تؤدي إلى صيانة تلك السدود من التلف الذي تحدثه الحيوانات الحفارة


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

لليبيا تاريخ طو...

لليبيا تاريخ طويل في تقييد حرية الرأي والتعبير واضطهاد حرية الصحفيين في التعبير عن آرائهم ومعارضتهم ...

ومع ذلك، إذا تم...

ومع ذلك، إذا تم دفع العديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة إلى أن تظل صغيرة أو متوسطة الحجم جيرارد (199...

بدأت الرواية ال...

بدأت الرواية الفنية تظهر في مصر مع نمو الطبقة الوسطى في العصر الحديث بعد أن كان النظام الإقطاعي هو ا...

Les bases de Sc...

Les bases de Schiff jouent un rôle important dans le développement de la chimie de coordination et d...

المطاط الصناعي ...

المطاط الصناعي عبارة عن مادة تتعرض لتشوه كبير تحت القوة وتستعيد بسرعة شكلها وحجمها الأولي التقريبي ب...

رمضان رمضان، شه...

رمضان رمضان، شهر الخير والبركة والغفران، وهو شهر تعمّ فيه البركات وتكثر فيه الحسنات وتقل فيه السيئات...

التطعيم بالرقعة...

التطعيم بالرقعة: تطبّق هذه الطريقة على الأشجار المثمرة ذات القشرة السميكة كالتوت والجوز، وتتم عبر أخ...

يُعد فن العمارة...

يُعد فن العمارة من أقدم الفنون والعلوم المعمارية الهندسية التي عرفها الانسان حين ابتدأ في التفكير لب...

It is the minim...

It is the minimum temperature where fuel ignites. The flashpoint of petrol and diesel ranges from 50...

المقدمة: من الم...

المقدمة: من المهم التعرف على الاكتئاب الان في زمننا هذا فقد كثر عدد المصابين به فقد يواجهك أو أحد أه...

تعتبر دولة الإم...

تعتبر دولة الإمارات من الدول الرائدة في تعزيز قيم التسامح لدى المجتمعفقد تم إطلاق وثيقة الأخوة الإنس...

خفض عبء الأمراض...

خفض عبء الأمراض التي يمكن الوقاية منها: الأمراض المعدية والأمراض غير المعدية. بناء نظم صحية مرنة: تع...