Online English Summarizer tool, free and accurate!
أسس السامانيون دولة فارسية في خراسان وبلاد ما وراء النهر، بعد هزيمتهم للقاضي الدولة الصفارية في 361 - 873م، و 389 - 999م. كان للسمانيين نسب عريق، إذ ينسب جدهم سامان إلى بهرام جور (46)، وكان لأسد بن سلمان أربعة أبناء هم: نوح وأحمد ويحيى والياس، وقد تجلت شجاعتهم في عهد الخليفة مارون الرشيد، عندما خرج عليه رافع بن الليث بن نصر بن سيار في سمرقند، فامان هؤلاء الأبناء الأربعة الظيفة في القضاء على ثورة رافع، مما سُرّ به الرشيد إذ كان يخشى أن يستولي رائع على خراسان (47).
لما ولى المأمون الخلافة، عرف منزلة أبناء أسد بن سلمان وصدق إخلاصهم للخلافة العباسية. تولاهم على سمرقند وفرغانة والشاش وهراه (18)، وكان أكبر هؤلاء الأخوة والى سمرقند، ولما توفى صارت سمرقند لأخيه أحمد بن أسد. خلفه عليها ابنه نصر سنة 865/ 5251م. وكان لقوة أوامر العملة بين السلمانيين أثرها في ازدياد قوة دولتهم، فقد أخذ الهدوء والطمانينة يسودان بلادهم بعد أن كانت تقاسي من الاضطرابات (49).
ازدادت شهرة السامانيين في البلاد المجاورة، حتى أن بخاري لما اضطريت أمورها بسبب كثرة الفتن فيها، وتنازع أهلها فيما بينهم، استنجد فريق من أعيانها بالأمير نصر الساماني في سمرقند، فأرسل إليهم أخاه اسماعيل، وعلى الرغم من الخلافات التي كانت بين أهل بخاري، فقد أحسنوا جميعًا استقبال الأمير الساماني، بل تهافتوا بالذهب والعطايا الثمينة بين يدي هذا الأمير الذي عرفوا عنه الشجاعة وكرم الأخلاق. وقرّر الأمير نصر أن يكون اسماعيل واليًا عليهم من قبل أخيه الأمير نصر سنة 260هـ / 874م (50)، وأقام اسماعيل في بخاري الخطبة باسم أخيه نصر (50)، وظف اسم يعقوب بن الليث من الخطبة، وبذلك آلت أمر بخاري إلى المسلمانيين، وزال منها حكم المداريين. ما زاد في نفوذ الأمير نصر اعتراف الخلافة العباسية بامارته، إذ أرسل للخليفة المعتمد (2561-279/ 870-892) منشورا إلى الأمير نصر يحكم بلاد ما وراء النهر، وموضيًا إياه حكم البلاد الممتدة من شواطيء جيحون إلى أقصى بلاد المشرق (51).
استقرت الأمور في بخاري بعد أن آلت إلى الدولة السلمانية، ذلك أن الأمير نصر ظهر هذه المنطقة من اللصوص وقطاع الطرق الذين زاد خطرهم، واستطار شرهم في هذه المنطقة كما صد هجمات الطامعين في بخاري، فطمأن البخاريون في عهده على أموالهم وأنفسهم (52).
لم تستمر العلاقات بين الأمير نصر وأخيه اسماعيل على ما كانت عليه من الود والصناء، ذلك أن نصرا فرض على أخيه اسماعيل - والي بخاري من قبله - كل سنة خمسمائة ألف درهم من أموال بخاري، لكن اسماعيل لم يستطع دفع هذا المبلغ بسبب زيادة نفقاته في الحروب الكثيرة التي خاضها ضد أعدائه الطامعين في بخاري. فاستاء نصر من أخيه اسماعيل، واعتقد أنه يسعى إلى الاستقلال ببخاري من دولته، فصول على إخضاعه. فسار على رأس جيش كبير، واشتبك الإخوان سنة 272هـ / 885م في حرب انتهت بصلح بينهما بقتضاء ولي اسماعيل خراج بخاري ومزيله عن حكمها، على أن هذا الصلح لم يوضع موضع التنفيذ (53). فبعد خمسة عشر شهرًا رفض اسماعيل إرسال الأموال المقررة عليه وفق الصلح المعقود بينه وبين أخيه، متجددة الحروب بين الأخوين، وهزم اسماعيل أخاه نصر سنة 88/ 275م ووقع أسيرا في يده (54)، لكن اسماعيل أحسن إلى أخيه، بل سأله العفو والصفح، وقال له: أيها الأمير أنها إرادة الله التي شاعت أن أراك اليوم، وانت في الأمر، فرد عليه نصر بقوله: بل في إرادتك انت، اذ خرجت على سيدك، واذنبت بذلك في حق الله عز وجل. على كل حال، أحسن اسماعيل إلى أخيه نصر، وبلغ من حرصه على المحافظة على هيبته أن منيره من فوره الى حاضرته سمرقند قبل أن تصلها أنباء الحادث، فلا تتعرض بذلك سمعته فيما وراء النهر إلى شيء من المهانة (55).
ولما توفى نصر بن أحمد سنة 892/ 279م، ولي أخوه اسماعيل أمر الدولة السلمانية، وأتّره الخليفة العباسي على حكم ما وراء النهر (56). غير أن الخلافة العباسية كانت تنظر بعين الشك والريبة إلى تلك الدولة الفنية الناشئة التي أخذت تزداد قوة ونفوذا في القسم الشرقي من الدولة الإسلامية، فاتخذت الدولة العباسية مميّاسة ذات وجهين، مبينا فوض الخليفة المستند (279 - 289/ 902- 912) الأمير السلماني اسعاديل حكم بلاد ما وراء النهر، تأمر عليه سرا، وأرسل إلى عرو بن الليث الصفار يحرضه على التخلص من الأمير الساماني (57). ولعل الخليفة العباسي كان يهدف من وراء ذلك إلى ضرب خصمين قويين له ببعضهما بقصد إضعافهما أو شغلهما عن الزحف إلى دولته، ومهما تكن النتائج فان الخليفة العباسي هو المستفيد من ورائها، لأن الحرب بين القسمين تضمنهما أو تضعف واحداً على الأقل. وفى ذلك فائدة - كما تلت للخلافة العباسية، ومهما يكن من أمر فقد استمرت الحرب بين الأمير الصفاري والأمير الساماني سنين عددا. انتهت بانتصار اسماعيل (58)، وطارد چند اسماعيل، جند الأمير الصفاري حتى التربوا من بلغ، فراوا عمرا مع خادمين فتبضوا عليه سنة 288هـ / 900م، وسبق الصداري الى قريمه اسماعيل فارسله إلى بغداد، وظل بها حتى وفاته (59).
ارتفعت مكانة الأمير اسماعيل بعد هزيمته لعمرو بن الليث، وضم خراسان إلى حوزته، وموضه الخليفة المعتضد حكم هذه البلاد، وتستم رسول الخليقة ومعه الخلع الفاخرة إلى الأمير الساماني فاکرم اسماعيل وقادته، ولم يلبث اسماعيل أن ضم طبرستان إلى دولته، بعد أن هزم أميرها محمد بن زيد العلوي الذي كثرت اغاراته على الدولة السلمانية (60). لم يكتف اسماعيل بذلك، بل ضم الرى الى حوزته، وبذلك أمن على حدود بلاده من ناحية الغرب، واستطاع اسماعيل بفضل شجاعته وقوة باسه أن يمنع غارات الترك على بلاده. ويجنبها ويلاتهم (61).
اتخذ اسماعيل من بخاري حاضرة لدولته، وازدهرت في عهد هذا الأمير، اذ أقام فيها المنشات الضخمة والقصور المنينة والمدارس، ووقد عليها العلماء، ولقوا كل تشجيع من الأمير الساماني (62). وقد حكماسماعيل اكثر من ثلاثين سنة، الظهر خلالها العدل والاحسان بين رعاية دولته، وكان لا يتهاون مع عماله اذا ظلموا الرعية. ولأول مرة بتحد ابرافيو الشرق مع ايراني العرب في دولة واحدة متماسكة العرى ذات إدارة قوية، وكانت خراسان تنقسم إلى أربعة أقسام: قسم عاصمته نيسابور، وقسم عاصمته مرو، وثالت عاصمته هراة ورابع عاصمته بلخ. اما بلاد ما وراء النهر متنقسم إلى خمسة اقسام: المغد وله عاصمتان هما بخارى وسمرنند، والى الغرب من الصعد خوارزم، والقسم الثالث صفاتیان، والرابع فرغانة والخامس الشاشي. وكان العماله على هذه الولايات سلطات واسعة في ولاياتهم (62).
لما توفى الأمير اسماعيل 607/ 295م، أخذت الدولة السلمانية في الضعف والانحلال، فقد انتسم البيت الساماني على نفسه طبعا في السيادة والحكم، كما أن بعض رجال الدولة عملوا على تحقيق أطماعهم في الوصول إلى السلطة، وضعف ثمان أمراء آل سامان حتى أصبحوا العوبة في أيدي كبار رجال الدولة. وقد أدى ضعف الدولة السامانية إلى ازدياد نفوذ الترك، فارتفع شأنهم بعد أن كانوا مجرد خدم واتباع (64)، علم بتمكنوا من القضاء على السلمانيين فحسب بل نشر روا نفوذهم كذلك في الكثير من بلدان الدول الإسلامية (65).
ولى الأمير أحمد بن اسماعيل الحكم بعد وفاة أبيه 907/ 5295م، وسار سيرة أبيه في العدل والاحسان إلى الرعية، الا انه لم يكن بتل أبيه في الحنكة الادارية والمقدرة الحربية (66)، لكنه استطاع القبض على عمه والى سمرقند - الذي خرج عليه، واستولى على سجستان سنة 911/ 910/ 5298م وضعها إلى دولته (67). لم يستطع تخليص طبرستان من الأمير الحسن بن على الزيدي الملقب بالأطروش (68)، فقد تغلب على طبرستان وبلاد الديلم، وحدى الله على يديه الكثير من أهل هذه البلاد ممن يلى على الوثنية أو المجوسية إلى الاسلام، ومن ثم التف أهل هذه البلاد حوله، وطرد منها والى السامانيين (69).
لم تطل ولاية أحمد بن اسماعيل، فقد راح ضحية مؤامرة سنة 201/ 614م (70) بعد حكم دام ست سنوات، وخلفه ابنه نصر (71)، وكان في الثامنة من عمره، فاستصغر الناس سنه واستضعفوه، وتنافس أمراء للبيت المسلماني على الوصول إلى الحكم، فشق عليه همه اسحق بن أحد عصا الطاعة، وانضم اليه بعض أفراد أسرته على اعتبار انه أكبر افراد الأمرة سنا، واستقل اسحق بسمرقند من الدولة السامانية وبايعه أهلها، وخرج ابنه أبو صالح منصور بن اسحق في نيسابور واستولى على بعض مدن من خراسان، لكن لم ينعم هذان الأميران باستقلالها عن الدولة السلمانية كثيرا، ذلك لأن الأمير الساماني نصر بن أحمد استطاع أن ينضى على ثورة عمه وابن عمه، ويعيد البلاد التي اغتصبها الى حوزته (72). وأهم الحملات التي قادها الأمير الساماني لاستعادة نفوذه على البلاد التي انتزعت من دولته، كانت على طبرستان، فقد زاد خطر العلويين بها، وبدوا نفوذهم إلى بعض بلدان خراسان، باستطاع الأمير نمر بن أحمد هزيمة المطلوبين في طبرستان سنة 921/ 301م وقتل قائدهم (73). يفضل هذه الانتصارات، استطاع الأمير الساماني استعادة نفوذ دولته على بلاد ما وراء النهر وخراسان وفارس و طبرستان و کرمان وجرجان والعراق.
ولقد ذاع صيته يفضل الانتصارات التي أحرزها حتى أن الخليفة العباسي استنجد به، واعتمد عليه في الغرب على أيدي عماله الخارجين عليه (74).
لما توفى الأمير نصر 5231/ 143م ضعنت الدولة الساسانية حتى أن الأمراء المعموا فيها، فاستقل كل منهم بناحية، نواجه الأمير نوع بن نصر الذي حلف اياه - صاحب كثيرة من جراء ذلك، نيمار إلى نيسابور. وقبض على أميرها أبو على الأصفهاني، وهزم المتمردين، وبعد تميلهم، وأسند حكم نيسابور الابراهيم بن سيجور. كما أن الأمير أبا أسحق أحمد، سمار إلى بخارى، وأظهر العصيان، معاد الأمير نوح بن نصر إلى بخاری، واشتبك مع أبي اسحق أحمد، غير أن نوح بن نصر هزم، ودخل ابو اسحق بخاری ظاهرا منتصرا سنة 146/ 9235م، وبايعه جميع أهلها وتركت الخطبة على جميع متابر بخاری باسم ابی اسحق، على أنه لم ينعم بالحكم طويلا، اذ تمرد عليه جنده، وأعلنوا ولاءهم للأمير نوح بن نصر، وبذلك شملت هذه الفتنة، وعاد الأمير نوح إلى حكم بخاری (75).
ومن أشد الصعوبات التي واجهت حكم الأمير نوح نزو ركن الدولة البويهي لبلاد الرى، واستيلائه عليها، ولم يليث أبو على - القائد الساماني - أن طرد الأمير اليويهي من الرى، على أن أبا على نسبه انقلب على سادته السلمانيين، قطمع في اقليم خراسان، واستولى عليه. وأرسل إلى الخليفة العباسي تقليدا بحكم هذا التعليم عام 343هـ / 954م.. وبذلك انصر النفوذ الساماني مرة أخرى، فلم بعد يتجاوز بلاد ما وراء النهر (76).
لا ولى الأمير عبد الملك بن نوح حكم الدولة السلمانية سنة 343/ 954م كان في العاشرة من عمره، مجنح أمراء الولايات إلى الاستقلال بولاياتهم من الدولة السامانية، ولم يتم بعمل من شانه المحافظة على وحدة دولته، وتوفى سنة 361/ 950م، فظله اخوه منصور بن نوح، فأخذت الدولة في الضعف بسبب خروج بعض التواد عليها، وازدياد نفوذ البويهيين الذين امتلكوا ما يقرب من نصف ایران (77)، كما استقل خلفاء وشيمر بن يار (78) ببلاد جرجان و مهرستان، بينما اتسعت الدولة البويهية على حساب الدولة السامانية التي أخذت في الضعف والانحلال. لم يلبث المسلمانيون أن الدوا بانفسهم ازاء كل هذه الصعاب التي اعترضت سیاستهم في أحضان الدولة الغزنوية الناشئة، حتى أن أمرها نهائيا إلى الغزنويين (79).
وبذلك انقرضت الدولة السامانية التي ظلت تحكم آسيا الوسطى قرابة مائة وخمسة وأربعين عاما، وجدير بالذكر أن الحضارة الإسلامية ازدهرت في عهد السامانيين حتى كانت بخاری و سمرقند وبلغ تحت حكمهم منارا للعلوم الدينية يعد اليها الطلاب للدراسة (80). وقد رحل المقدسي إلى العليم خراسان وبلاد ما وراء النهر في العهد الساماني، فامتدح السامانيين في الحكم، وقال: أنهم أمين سيرة، وهذا فضلا عما عرفه علهم من إجلال للعلم وأهله، فقد كان من رسومهم الا يكلفوا أهل العلم تقبيل الأرض بين أيديهم. وقال المقدسي: في وصف أهل خراسان في العهد السلماني: أنهم من أشد الناس تمسكا بالحق، وهم بالخير والشر أعلم. كما أقر يعلمهم الكثير، وحفظهم العجيب، واستقرار الأمور في خراسان، وانتشار الرخاء فيها (81).
لم تكتمر عناية الأمراء الساسانيين بالعلوم الدينية، بل عنوا كذلك بالعلوم الأدبية والطبيعية، تطبخ في عهدهم الرودكي - اول شاعر غنائی في تارس - وهو مؤسس الملحمة التعليمية التي تعتبر من أخصب فروعالأدب الفارسي (82)، وفى عهد الأمير منصور بن نوح ترجم إلى الفارسية كتاب تاريخ الأمم والملوك الطبري، وتجد أن ابن سينا الفيلسوف والطبيب الذي بدا يظهر انتاجه في عيد منصور بن نوح، وبنوع خاص كتاب القانون في الطلب الذي كان المرجع الأساسي في علم الطب في أوربا في العصور الوسطي (83).
الدولة السامانية
اقام السامانيون الفرس دولة في خراسان وبلاد ما وراء النهر على القاضي الدولة الصفارية ٣٨٩/٣٦١ - ٩٩٩/٨٧٣م والسامانيون أصحاب نسب عريق ، اذ أن جدهم سامان ينسب إلى بهرام جور (٤٦) ، وكان الأسد ابن سلمان أربعة أبناء هم: نوح وأحمد ويحيى والياس ، وقد تجلت شجاعتهم في عهد الخليفة مارون الرشيد ، فحينما خرج عليه رافع بن الليث ابن نصر بن سيار في سمرقند ، امان هؤلاء الأبناء الأربعة الظيفة في القضاء على ثورة رافع ، وهذا بال الرشيد من هذا الأمر ، إذ كان يخشى
أن يستولى رائع على خراسان (٤٧) .1000017139
لما ولى المأمون الخلافة عرف منزلة ابناء أسد بن سلمان و تستر اخلاصهم للخلافة العباسية . تولاهم على سيرقند وفرغانة والشاش وهراه (۱۸)، وكان أكبر هؤلاء الاخوة والى سمرتند ، ولما توفى صارت سیر قند ، لأخيه أحمد بن أسد. وخلفه عليها ابنه نصر سنة ٨٦٥/٥٢٥١م. وكان لقوة أوامر العملة بين السلمانيين أثرها في ازدياد قوة دولتهم فقد أخذ الهدوء والطمانينة يسودان بلادهم بعد أن كانت تقاسي من
الاضطرابات (٤٩) .
ازدادت شهرة السامانيين في البلاد المجاورة حتى أن بخاري لما اضطريت أمورها بسبب كثرة الفتن فيها ، وتنازع أحلها فيما بينهم ، استنجد فريق من أعيانها بالأمير نصر الساماني في سيرتند ، فأرسل اليهم أخاه اسماعيل ، وعلى الرغم من الخلافات التي كانت بين اهل بخاری ، فقد أحسنوا جميعا استقبال الأمير الساماني ، بل تتروا الذهب والعطايا الثمينة بين يدى هذا الأمير الذي عرفوا عنه الشجاعة وكرم الاخلاق . والقرود واليا عليهم من قبل أخيه الأمير نصر سنة ٢٦٠هـ / ٨٧٤م (٥٠) ، واقام اسماعيل في بخاري الخطبة باسم أخيه نصر (٥٠) ، وظف اسم يعقوب بن الليث من الخطبة، وبذلك الى أمر بخاري إلى المسلمانيين وزال منها حكم المداريين ، وما زاد فى نفوذ الأمير نصر اعتراف الخلافة العباسية با مارته ، اذ ارسل للخليفة المعتمد ٢٥٦١-٢٧٩/ ۸۷۰-۸۹۲) منشورا إلى الأمير نصر يحكم بلاد ما وراء النهر ، وموضي اليه حكم البلاد الممتدة من شواطيء جيحون إلى أقصى بلاد المشرق (۵۱) .
استقرت الأمور في بخاري بعد أن آلت الى الدولة السلمانية ، ذلك أن الأمير نصر ظهر هذه المنطقة من اللصوص وقطاع الطرق الذين زاد1000017139
خطرهم ، واستطار شرهم في هذه المنطقة كما صد هجمات الطامعين في بخاري - قامن البخاريون في عهده على أموالهم وانفسهم (٥٢) .
لم تستمر العلاقات بين الأمير نصر وأخيه اسماعيل على ما كانت عليه من الود والصناء ، ذلك أن نصرا فرض على أخيه اسماعیل - والی بخاری من قبله - كل سنة خمسمائة الف درهم من أموال بخاري ، لكن اسماعيل لم يستطع دفع هذا المبلغ يسبب زيادة نفقاته في الحروب الكثيرة التي خاضها ضد أعدائه الطامعين في بخاري - ماستاد نصر من أخيه اسماعيل . واعتقد انه يسعى إلى الاستقلال ببخارى من دولته ، فصول على اخضاعه . فسار على رأس جيش كبير، واشتبك الاخوان سنة ٢٧٢هـ / ٨٨٥م في حرب انتهت بصلح بينهما بقتضاء ولى اسماعيل خراج بخاري ومزل عن حكمها ، على أن هذا الصلح لم يوضع موضع التنفيذ (٥٣فبعد خمسة عشر شهرا رفض اسماعيل ارسال الأموال المقررة عليه وفق الصلح المعقود بينه وبين أخيه : متجددت الحروب بين الأخوين ، وهزم اسماعيل اخاه مصر سنة ٨٨/٢٧٥م ووقع أسيرا في يده (51) ، لكن اسماعيل أحسن إلى أخيه ، بل سأله العفو والصفح، وقال له : أيها الأمير أنها ارادة الله التي شاعت أن أراك اليوم، وانت في الأمر ، فرد عليه نصر بقوله : بل في ارادتك انت ، اذ خرجت على سيدك ، واذنبت بذلك في حق الله عز وجل. على كل حال احسن اسماعيل إلى أخيه نصر ، وبلغ من حرصه على المحافظة على هيبته أن منيره من فوره الى حاضرته سمرقند قبل أن يصلها انباء الحادث ، فلا تتعرض بذلك سمعته فيما وراء النهر
إلى شيء من المهانة (٥٥) .
ولما توفى نصر بن أحمد سنة ٨١٣٨٩٢/٢٧٩م ولی اخوه اسماعيل أمر الدولة السلمانية ، واتره الخليفة العباسي على حكم ما وراء النهر (١٥٦ . غير أن الخلافة العباسية كانت تنظر بعين الشك والربية إلى تلك الدولة الفنية الناشئة التي أخذت تزداد قوة ونفوذا في القسم الشرقي1000017139
من الدولة الإسلامية ، فاتخذت الدولة العباسية ممياسة ذات وجهين . مبينا فوض الخليفة المستند (۲۷۹ - ۲۸۹ ٩٠٢٨١٢/٥ها الأمير السلماني اسعاديل حكم بلاد ما وراء النهر ، تأمر عليه سرا ، وأرسل إلى عرو بن الليث الصفار يحرضه على التخلص من الأمير الساماني (۵۷) ولعل الخليفة العباسي كان يهدف من وراء ذلك إلى ضرب خصمين قويين له ببعضهما بقصد اضعافهما أو شغلهما عن الزحف إلى دولته ، ومهما تكن النتائج فان الخليفة العباسي هو المستفيد من ورائها ، لأن الحرب بين القسمين تضمنهما أو تضعف واحداً على الأقل. وفى ذلك فائدة - كما تلت للخلافة العباسية، ومهما يكن من أمر فقد استمرت الحرب بين الأمير الصفاري والأمير الساماني سنين عددا . انتهت بانتصار اسماعیل (٥٢) ، وطارد چند اسماعيل ، جند الأمير الصفاري حتى التربوا من بلغ ، فراوا عمرا مع خادمين فتبضوا عليه سنة ٢٨٨هـ / ١٠٠م ، وسبق الصداري الى
قريمه اسماعيل فارسله إلى بغداد، وظل بها حتى وفاته (٥٩) .
ارتفعت مكانة الأمير اسماعيل بعد هزيمته لعمرو بن الليث ، وضم خراسان إلى حوزته ، وموضه الخليفة المعتضد حكم هذه البلاد ، وتستم رسول الخليقة ومعه الخلع الفاخرة إلى الأمير السامانی فاکرم اسماعیل وقادته ، ولم يلبث اسماعيل أن ضم طبرستان إلى دولته ، بعد أن هزم أميرها محمد بن زيد العلوي الذي كثرت اغاراته على الدولة السلمانية (١٦٠ ولم يكتف اسماعيل بذلك ، بل ضم الرى الى حوزته، وبذلك أمن على حدود بلاده من ناحية الغرب، واستطاع اسماعيل بفضل شجاعته وقوة باسه أن يمنع غارات الترك على بلاده. ويجنبها ويلاتهم (٦١) .
اتخذ اسماعيل من بخاري حاضرة لدولته، وازدهرت في عهد هذا الأمير ، اذ أقام فيها المنشات الضخمة والقصور المنينة والمدارس ، ووقد عليها العلماء ، ولقوا كل تشجيع من الأمير السامانی (۹۲) ، وقد حكماسماعيل اكثر من ثلاثين سنة الظهر خلالها العدل والاحسان بين رعاية دولته، وكان لا يتهاون مع عماله اذا ظلموا الرعية . ولأول مرة بتحد ابرافيو الشرق مع ايراني العرب في دولة واحدة متماسكة العرى ذات إدارة قوية ، وكانت خراسان تنقسم إلى أربعة اقسام : قسم عاصمته نیسابور، وقسم عاصمته مرو، وثالت عاصمته هراة ورابع عاصمته بلخ . اما بلاد ما وراء النهر متنقسم إلى خمسة اقسام : المغد وله عاصمتان هما بخارى وسمرنند ، والى الغرب من الصعد خوارزم ، والقسم الثالث صفاتیان ، والرابع فرغانة والخامس الشاشي . وكان العماله على هذه الولايات سلطات واسعة في ولاياتهم (٦٢) .
لما توفى الأمير اسماعيل ٦٠٧/٢٩٥م أخذت الدولة السلمانية في الضعف والانحلال ، فقد انتسم البيت الساماني على نفسه طبعا في السيادة والحكم ، كما أن بعض رجال الدولة عملوا على تحقيق أطماعهم في الوصول إلى السلطة ، وضعف ثمان أمراء آل سامان حتى أصبحوا العوبة في أيدى كبار رجال الدولة ، وقد أدى ضعف الدولة السامانية إلى ازدياد نفوذ الترك ، فارتفع شأنهم بعد أن كانوا مجرد خدم واتباع (٦٤) ، علم بتمكنوا من القضاء على السلمانيين فحسب بل نشر روا نفوذهم كذلك في الكثير من بلدان الدول الإسلامية (٦٥)
ولى الأمير أحمد بن اسماعيل الحكم بعد وفاة أبيه ٩٠٧/٥٢٩٥م وسار سيرة أبيه في العدل والاحسان إلى الرعية ، الا انه لم يكن بتل أبيه في الحنكة الادارية والمقدرة الحربية (١٦٦ ، لكنه استطاع القبض على عمه والی سمرقند - الذي خرج عليه، واستولى على سجستان سنة ٩١١٩١٠/٥٢٩٨م وضعها إلى دولته (۹۷) ولم يستطع تخليص طبرستان من الأمير الحسن بن على الزيدي الملقب بالأطروش (۱۸) ، فقد تغلب علىطبرستان وبلاد الديلم ، وحدى الله على يديه الكثير من أهل هذه البلاد ممن يلى على الوثنية أو المجوسية إلى الاسلام ومن ثم التف أهل هذه البلاد حوله ، وطرد منها والى السامانيين (٦٩) .
لم تطل ولاية أحمد بن اسماعيل ، فقد راح ضحية مؤامرة سنة ٢٠١ / ٦١٤م (٧٠) بعد حكم دام ست سنوات، وخلفه ابنه نصر (۷۱) ، وكان في الثامنة من عمره ، فاستصغر الناس سنه واستضعفوه ، وتنافس امراء للبيت المسلماني على الوصول إلى الحكم، فشق عليه همه اسحق بن أحد عصا الطاعة ، وانضم اليه بعض أفراد أسرته على اعتبار انه أكبر افراد الأمرة سنا ، واستقل اسحق بسمرقند من الدولة السامانية وبايعه أهلها ، وخرج ابنه أبو صالح منصور بن اسحق في نيسابور واستولى على بعض مدن من خراسان ، لكن لم ينعم هذان الأميران باستقلالها عن الدولة السلمانية كثيرا ، ذلك لأن الأمير الساماني نصر بن أحمد استطاع أن ينضى على ثورة عمه وابن عمه ، ويعيد البلاد التي اغتصباحا الى حوزته (۷۲) ، وأهم الحملات التي قادها الأمير السلماني لاستعادة نفوذه على البلاد التي انتزعت من دولته ، كانت على طبرستان ، فقد زاد خطر العلويين بها ، وبدوا نفوذهم إلى بعض بلدان خراسان باستطاع الأمير نمر بن أحمد هزيمة المطلوبين في طبرستان سنة ٩٢١/٣٠١م وقتل قائدهم (۲) ويفضل هذه الانتصارات استطاع الأمير الساماني استعادة نفوذ دولته على بلاد ما وراء النهر وخراسان وفارس و طبرستان و کرمان
وجرجان والعراق .
ولقد ذاع صيته يفضل الانتصارات التي أحرزها حتى أن الخليفة العباسي استنجد به ، واعتمد عليه في الغرب على أيدى عماله الخارجين
عليه (٧٤) .1000017139
لما توفى الأمير نصر ٥٢٣١ /١٤٣م ضعنت الدولة الساسانية حتى أن الأمراء المعموا فيها ، فاستقل كل منهم بناحية ، نواجه الأمير نوع بن نصر الذي حلف اياه - صاحب كثيرة من جراء ذلك ، نيمار إلى نيسابور . وقبض على أميرها أبو على الأصفهاني ، وهزم المتمردين ، وبعد تميلهم ، وأسند حكم نيسابور الابراهيم بن سيجور . كما أن الأمير أبا أسحق أحمد ، سمار إلى بخارى، وأظهر العصيان ، معاد الأمير نوح بن نصر إلى بخاری، واشتبك مع أبي اسحق أحمد ، غير أن نوح بن نصر هزم ، ودخل ابو اسحق بخاری ظاهرا منتصرا سنة ١٤٦/٠٢٣٥م ، وبايعه جميع أهلها وتركت الخطية على جميع متابر بخاری باسم ابی اسحق ، على أنه لم ينعم بالحكم طويلا ، اذ تمرد عليه جنده ، وأعلنوا ولاءهم للأمير نوح بن نصر ، وبذلك شملت هذه الفتنة ، وعاد الأمير نوح إلى حكم بخاری (٧٥) .
ومن أشد الصعوبات التي واجهت حكم الأمير نوح نزو ركن الدولة البويهي لبلاد الرى ، واستيلائه عليها ، ولم يليث أبو على - القائد الساماني - أن طرد الأمير اليويهي من الرى ، على أن أبا على نسبه انقلب على سادته السلمانيين ، قطمع في اقليم خراسان ، واستولى عليه . وأرسل إلى الخليفة العباسي تقليدا بحكم هذا التعليم عام ٣٤٣هـ / ٩٥٤م .. وبذلك انصر النفوذ الساماني مرة أخرى ، فلم بعد يتجاوز بلاد ما وراء النهر ( ٦) .
لا ولى الأمير عبد الملك بن نوح حكم الدولة السلمانية سنة ٣٤٣/ ٩٥٤م كان في العاشرة من عمره ، مجنح أمراء الولايات إلى الاستقلال بولاياتهم من الدولة السامانية ، ولم يتم بعمل من شانه المحافظة على وحدة دولته، وتوفى سنة ١٦١/٠٢٥٠م فظله اخوه منصور بن نوح ، فأخذت الدولة في الضعف بسبب خروج بعض التواد عليها ، وازدياد نفوذ البويهيين الذين امتلكوا ما يقرب من نصف ایران (۷۷)، كما استقل خلفاء1000017139
وشمير بن یار (۷۸) ببلاد جرجان و مهرستان ، بينما اتسعت الدولة البويهية على حساب الدولة السامانية التي أخذت في الضعف والانحلال . ولم يلبث المسلمانيون أن الدوا بانفسهم ازاء كل هذه الصعاب التي اعترضت سیاستهم في أحضان الدولة الغزنوية الناشئة ، حتى أن أمرها نهائيا إلى
الغزنويين (۷۹) .
وبذلك انقرضت الدولة السامانية التي ظلت تحكم آسيا الوسطى قرابة مائة وخمسة وأربعين عاما، وجدير بالذكر أن الحضارة الإسلامية ازدهرت في عهد السامانيين حتى كانت بخاری و سمرقند وبلغ تحت حكمهم منارا للعلوم الدينية يعد اليها الطلاب للدراسة (۸۰) ، وقد رحل المقدسي إلى العليم خراسان وبلاد ما وراء النهر في العهد الساماني ، فامتدح السامانيين في الحكم ، وقال : أنهم أمين سيرة ، وهذا فضلا عما عرفه علهم من إجلال للعلم وأهله ، فقد كان من رسومهم الا يكلفوا أهل العلم تقبيل الأرض بين أيديهم. وقال المقدسي : في وصف اهل خراسان في العهد السلماني : أنهم من أشد الناس تمسكا بالحق ، وهم بالخير والشر أعلم . كما أقر يعلمهم الكثير ، وحفظهم العجيب ، واستقرار الأمور في
خراسان ، وانتشار الرخاء فيها (۸۱) .
لم تكتمر عناية الأمراء الساسانيين بالعلوم الدينية ، بل عنوا كذلك بالعلوم الأدبية والطبيعية ، تطبخ في عهدهم الرودكي - اول شاعر غنائی في تارس - وهو مؤسس الملحمة التعليمية التي تعتبر من أخصب فروعالأدب الفارسي (۸۲)، وفى عهد الأمير منصور بن نوح ترجم إلى الفارسية کتاب تاريخ الأمم والملوك الطبري، وتجد أن ابن سينا الفيلسوف والطبيب الذي بدا يظهر انتاجه في عيد منصور بن نوح ، وبنوع خاص كتاب القانون في الطلب الذي كان المرجع الأساسي في علم الطب في أوربا في العصور الوسطي (۸۳) .
Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance
You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT
ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.
We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate
Morocco has recently been making huge preparations to host the African Cup of Nations in 2025 and th...
The Romantic movement, which emerged in the late 18th and early 19th centuries, transformed literatu...
تتركز رؤية القسم على تطوير تقنيات متقدمة للتشخيص المبكر والدقيق للأمراض البكتيرية النباتية، بالاستفا...
وصلت حاملة الطائرات الصينية "شاندونغ" البالغ طولها 305 أمتار إلى هونغ كونغ، اليوم الخميس، بعد مشاركت...
.ركز أبحاث العلاج الجيني للصرع حاليًا على تخفيف الأعراض باستخدام ناقلات فيروسية مثل AAV، مع الاستفاد...
The book "Animal Farm" authored by George Orwell, written during the peak of World War II, functions...
قصة السلطة مع الزنزانة وقصة الشيخ عيسى المؤمن مع القضبان، قصتان تنفرد كل قصة بأرضها وبنوعها وبفرادته...
كلمة رئيس قسم بحوث ديدان اللوز "نعمل في قسم بحوث ديدان اللوز بجد وتفانٍ، مدركين الأهمية الاقتصادية ل...
تعد القيمة السوقية من المؤشرات الأساسية التي تعكس قوة المراكز المالية للمصارف ومكانتها في السوق ومدى...
[المتحدث 3] Hello, and welcome to today's PMI research webinar. And as mentioned, I'm Daniel Nichols...
وأشار إلى أنّ الفصل الثاني من اللائحة التنفيذية لقانون التسجيل العقاري حدد إجراءات الإفراز والتوحيد ...
في أكواخ الفقراء مترجمة مضى الليل إلا قليلًا والظلام مخيمٌ على الكون بأجمعه، والكواكب متلفعة بأردية ...