Lakhasly

تتنوع الدراسات حول علاقة الجامعات بالديمقراطية في المجتمعات العربية، حيث تسلط بعضها الضوء على نقص الديمقراطية في الحياة الجامعية والمجتمعية، بينما يركز البعض الآخر على دور الجامعات في ترسيخ الديمقراطية وتكوين قيادات مدنية. وتشير بعض الدراسات إلى أهمية استقلال الجامعات عن السلطة السياسية في تعزيز الممارسة الديمقراطية. فيما يتعلق بالمجتمعات غير العربية، فإن إطار البحث حول علاقة الجامعات بالديمقراطية يركز على تجارب إعادة البناء الوطني في ما بعد الحقب الدكتاتورية، مع التركيز على الأطر الدستورية والممارسات الديمقراطية داخل الجامعات.
في المجتمعات الديمقراطية، تتعامل الدراسات مع العلاقة بين الجامعات والمؤسسات الرمزية والحكومية. وتظهر تجارب تاريخية مثل الحالة الدنماركية أن الاستقلال التام للجامعة يسهل تحويل قراراتها إلى أثر عملي، بينما يشير بعض الدراسات إلى أن سيطرة السلطة السياسية على الجامعات يمكن أن تقلل من حريتها وتؤثر على ممارستها الديمقراطية. يتناول بعض البحوث أيضًا تأثير التشريعات على حريات الأكاديميين وشروط مسؤولياتهم في سياق الارتباط بين العمل الأكاديمي والسوق المعرفية. وتسلط بعض الدراسات الضوء على دور الطلاب في تعلم المواطنة من خلال المشاركة في الأنشطة الجامعية والمبادرات الحرة. وتعتبر بعض الدراسات أن البحث العلمي الحر يمكن أن يسهم في بناء ثقافة ديمقراطية، ولكنه قد يتصادم مع التوجيه الحكومي أو الحزبي. وتعتمد هذه الدراسات على تحليل الحالات القائمة والتاريخية، مع التركيز على تباين الالتزام المدني للجامعات وعلاقتها بالديمقراطية وفقًا للسياقات المختلفة.
تبين أن علاقة الجامعة بالديمقراطية تتأثر بمجموعة متنوعة من الفاعلين داخل الجامعة وخارجها، مثل هيئة التدريس، والطلاب، والإدارة الجامعية، والممولين، وفاعلي سوق المعرفة العلمية، ومكونات المجتمع المدني، والسلط السياسية الحاكمة. يُعتبر المفهوم الإجرائي للديمقراطية الجامعية كونه الديمقراطية التي تكون قائمة بناءً على وجود نظام فعلي وصريح من السلطات والسلطات المضادة داخل الجامعة، مما يتيح مشاركة واسعة لجميع أطراف المصلحة في إدارة الشأن الجامعي. يشمل هذا التعريف خمسة معان تفصيلية تجسد الديمقراطية في مختلف جوانب الجامعة، مثل الحرية الأكاديمية ومشاركة الأفراد في صنع القرارات. البحث يهدف إلى معرفة ما إذا كانت الجامعات العربية تتبنى هذه القيم والممارسات الديمقراطية في خطاباتها وأنشطتها وبرامجها. تم جمع البيانات من مواقع الويب لعينة من الجامعات العربية، وتحليلها لتحديد مدى توافر الديمقراطية في خطاباتها وأنشطتها.
تُقسم سجلات خطابات الجامعات العربية إلى قسمين رئيسيين: الأول يشمل رسائل القيادات الجامعية مثل رؤساء الجامعات وعمداء الكليات، والثاني يتعلق بالمدونات والتوجهات الاستراتيجية مثل الفلسفات والرؤى والخطط التنفيذية. تظهر العناصر الدالة على الأهداف والخطط أكثر تنسيقاً وتكاملاً مقارنة بالعناصر في القسم الأول.
تم تصنيف الجامعات حسب حضور دلالات الديمقراطية في خطابها إلى خمس فئات:

1. الفئة الأولى: جامعات لا يوجد في خطابها أي دلالة على الديمقراطية.


2. الفئة الثانية: جامعات ذات حضور ضعيف جداً لدلالات الديمقراطية في خطابها.


3. الفئة الثالثة: جامعات ذات حضور ضعيف لدلالات الديمقراطية في خطابها.


4. الفئة الرابعة: جامعات ذات حضور متوسط لدلالات الديمقراطية في خطابها.


5. الفئة الخامسة: جامعات ذات حضور كثيف لدلالات الديمقراطية في خطابها.
   تحليل البيانات يشير إلى أن كثافة حضور دلالات الديمقراطية في خطاب الجامعات العربية قد تكون أعلى في الجامعات الخاصة، على الرغم من أن عددها أقل من الجامعات الحكومية. يمكن أن يكون هذا الارتفاع مرتبطًا بخصائص معينة مثل الموقع الجغرافي، وعمر الجامعة، وانتماؤها القطاعي. ومن الضروري إجراء دراسات إضافية لتحديد مدى تأثير هذه العوامل على حضور الديمقراطية في خطاب الجامعات.

بالإضافة إلى ذلك، لوحظ حضور نظام التعليم الذي تتبعه الجامعة، حيث يظهر نظام التحرير والنظام الحكومي بين الجامعات. ومن المهم دراسة هذه العلاقة بشكل أعمق لفهم مدى تأثير نظام التعليم على حضور دلالات الديمقراطية في خطاب الجامعات.

بالمجمل، هذه النتائج تشير إلى أهمية استكمال البحوث لفهم العوامل المؤثرة في حضور الديمقراطية في خطاب الجامعات العربية، مما يساعد في تطوير استراتيجيات تعزيز الديمقراطية في الحياة الجامعية.
تحليل الدلالات الديمقراطية في خطاب الجامعات العربية يظهر تنوعًا في الاستخدام والتفاعل مع مفهوم الديمقراطية. يتضمن ذلك:

1. 
   

   استخدام مصطلحات الديمقراطية والسياسة في الخطاب الجامعي للإشارة إلى السياسات والسياسات التي تنطوي على ممارسات ديمقراطية مثل إشراك الطلاب في صنع السياسات والقرارات الجامعية.

   
   


2. 
   

   التركيز على الحريات الأكاديمية والمجتمعية كجزء من ممارسة الديمقراطية داخل الجامعة، مع التركيز على حرية الاختيار والتعبير والمشاركة.

   
   


3. 
   

   إنشاء هياكل ديمقراطية داخل الجامعة مثل الجمعيات الطلابية والجمعيات العلمية والثقافية التي تسمح بممارسة الديمقراطية من خلال عمليات الانتخابات والمشاركة في صنع القرارات.

   
   


4. 
   

   التوجه نحو التواصل والتفاعل مع المجتمع المحلي، واستجابة لاحتياجاته وتحدياته، مما يعكس تطلع الجامعات إلى تحقيق الديمقراطية في محيطها الاجتماعي.

   
   

هذه الجوانب تظهر تفاعلًا مع مفهوم الديمقراطية في الخطاب الجامعي العربي، وتشير إلى جهود الجامعات في تعزيز ممارسات الديمقراطية والمشاركة الفعّالة في حياة الجامعة والمجتمع المحلي.
تحليل الدلالات الديمقراطية في خطابات الجامعات العربية يظهر الآتي:

أ. الحرية وحرية التعبير:

• التركيز على مبادئ العدالة والشفافية والتشاور في صنع القرارات داخل الجامعة.


• التأكيد على حرية التفكير والتعبير داخل الجامعة، مع إشراك الطلاب والمدرسين في هذه العملية.


• استخدام مصطلحات الحرية والديمقراطية بصورة سياسية داخلية، وربطها بالسياسات الجامعية والمجتمعية.

ب. المشاركة:

• التركيز على المشاركة الفعّالة والشراكة بين جميع أفراد الجامعة، بما في ذلك الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والإدارة.


• تعزيز فكرة الشراكة كاستراتيجية رئيسية في إدارة الجامعة وتطويرها، مع التركيز على التعاون بين أطراف مختلفة دينيًا وفكريًا.


• إبراز الشراكة الحقيقية والفعالة بين أعضاء الجامعة كجزء من استراتيجية التطوير وتحقيق الأهداف الجامعية.

هذه النقاط تعكس التفاعل الشامل مع مفاهيم الديمقراطية داخل الجامعات العربية، وتظهر جهود الجامعات في تعزيز مبادئ الحرية والمشاركة والعدالة في مجتمعاتها الجامعية.
تتضح مجموعة من النقاط المهمة في تحليل حضور معاني الديمقراطية في خطابات الجامعات العربية:

أ. البرامج العملية والتوعوية:

• تركيز الجامعات على تنفيذ برامج عملية وتوعوية وتثقيفية وتدريبية ونضالية تعكس التزامها بقيم الديمقراطية والمشاركة الفعّالة.


• تطوير برامج تعزز التواصل والتفاعل بين أفراد الجامعة وتعزز الشراكة والتضامن بينهم.

ب. العمل الجماعي وروح الفريق:

• تشجيع العمل الجماعي وروح الفريق الواحد داخل الجامعات، مع التركيز على التعاون والمشاركة بين جميع أفراد الجامعة.


• التأكيد على أهمية التوافق والتشاور في صنع القرارات وتنفيذ السياسات الجامعية.

ج. الفضاء الجامعي:

• تعزيز فكرة وجود فضاء جامعي عام يشجع على النقاش والتداول والمشاركة، ويربط الجامعة بمحيطها الاجتماعي.


• تشجيع تنظيم النشاطات الطلابية والثقافية والرياضية والمهنية، وتوفير البيئة المناسبة للمشاركة الفعّالة في إدارة الشؤون الجامعية.

د. المعاينة والتحليل:

• النقد البنّاء لحضور معاني الديمقراطية في خطابات الجامعات العربية، مع التركيز على نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات.


• الوعي بأهمية التكيف مع التحولات الاجتماعية والبيئية المحيطة بالجامعات، مع التأكيد على الحاجة للتواصل والمساءلة وتحقيق الديمقراطية الداخلية والخارجية.

باختصار، يتضح من تحليل خطابات الجامعات العربية وجود جهود مستمرة لتعزيز قيم الديمقراطية والمشاركة والتفاعل في مجتمعاتها الجامعية، ومع ذلك، فإن هناك تحديات تحتاج إلى التغلب عليها لتعزيز هذه القيم بشكل أكبر.
تم تحليل الأنشطة المدنية في الجامعات العربية خلال الفترة من ديسمبر ٢٠١٤ إلى ديسمبر ٢٠١٤، مع التركيز على العناصر المتعلقة بالديمقراطية. تم تصنيف الأنشطة حسب كثافتها إلى خمس فئات: عالية الكثافة، كثيفة، متوسطة الكثافة، متدنية الكثافة، وضعيفة.

تم تقسيم الأنشطة إلى أنواع مختلفة مثل الندوات، والنقاشات المفتوحة، والمؤتمرات، وورش العمل، والمعارض، والمسابقات، والحملات، وغيرها. كما تم تحديد الجهات المنظمة لهذه الأنشطة، مثل الجامعات، والكليات، والأقسام، والوحدات غير التعليمية، والنوادي، والأساتذة، ومراكز البحث، والطلاب.

التحليل الكمي أظهر توزيعًا متنوعًا للأنشطة على مختلف الفئات، مع تمييز بعض الفئات التي شهدت أعلى كثافة من الأنشطة المتعلقة بالديمقراطية. يمكن تلخيص النتائج وفقاً للمعايير المعتمدة في شيكاغو، مما يوفر فهمًا أفضل لحضور الديمقراطية في الأنشطة المدنية للجامعات العربية خلال الفترة المحددة.
تحليل الأنشطة المدنية في الجامعات العربية يظهر أن ثماني جامعات تحتكر سبعة أعشار الأنشطة العامة والمتعلقة بالديمقراطية. الجامعات الحكومية تشكل غالبية هذه الجامعات، خاصة في مناطق المغرب العربي والخليج، مما يشير إلى ضعف العلاقة بين هذه الجامعات والديمقراطية، سواء على مستوى الخطاب أو الأنشطة. من الجدير بالذكر أن الجامعات الأميركية في بيروت والقاهرة والكويت تشكل نصف الأنشطة المقامة في مجال الديمقراطية، مما يعكس دورها البارز في تعزيز هذه القيمة. ويلاحظ أيضًا أن الجامعات الحكومية تتفوق في مجال الديمقراطية بين الجامعات العربية الأكثر نشاطًا، في حين يلعب الجامعات الخاصة دورًا أقل بارزًا في هذا السياق.
يبدو أن جامعات القطاع الخاص تولي أهمية كبيرة للسوق، مما قد يؤدي إلى إهمال قضايا الديمقراطية في برامجها وأنشطتها المدنية. وعلى الرغم من ذلك، لم توضح البيانات في الجدول رقم (۸) العلاقة الحاسمة بين عمر الجامعة وكثافة أنشطتها في مجال الديمقراطية. ومع ذلك، يظهر التلازم الطردي بين عراقة الجامعة، وانتماؤها إلى القطاع الخاص، وحرية نظام التعليم فيها من جهة، وكثافة حضور الديمقراطية في خطابها من جهة أخرى، مما يشير إلى اتجاه عام لتفضيل الجامعات الأقدم والمستقلة من القطاع الخاص لتعزيز قيم الديمقراطية في خطابها.
يظهر أن أكثر من نصف الأنشطة الجامعية تعتمد على صيغ تنظيمية تقليدية أكاديمية، بينما تُظهر الأنشطة التي تقرب من مفهوم الديمقراطية تباينًا في مستوى المشاركة وحرية التعبير، مع انحسار دلالة الحرية الأكاديمية. تبرز الانتخابات الطلابية والاحتجاجات كأهم الأنشطة التي تعكس ممارسة الديمقراطية، بينما تفتقر الأنشطة الأكاديمية التقليدية إلى هذا الجانب. تقدم النظرة الشاملة على جهات التنظيم للأنشطة الديمقراطية توضيحات إضافية حول تجسيد معاني الديمقراطية في الفضاء الجامعي.
تبين أن القيادات الجامعية تسيطر على تنظيم الأنشطة الديمقراطية في الجامعات العربية، مع تأكيد أهمية مراكز الأبحاث في تعزيز المسؤولية المدنية وتعزيز الديمقراطية. تظهر الأنشطة الطلابية والمؤسسات المتخصصة خلفيةً ديمقراطية أقوى، بينما يظهر غياب الموظفين والعاملين في الجامعات تقويضًا لممارسة الديمقراطية.
المعطيات الإحصائية تشير إلى ضعف حضور موضوع الديمقراطية في مناهج الجامعات العربية، حيث يشير البحث إلى نسبة منخفضة لبرامج الديمقراطية ومقرراتها في الجامعات، مما يعكس عدم التركيز الكافي على هذا الموضوع في التعليم العالي في المنطقة العربية.
يتضح من التحليل أن هناك ضعفًا في حضور مفهوم الديمقراطية في الجامعات العربية، حيث تتناقص الأنشطة المخصصة للديمقراطية مع مرور الوقت، وتظهر تنافرات بين الخطابات والأفعال في الجامعات، مما يشير إلى عدم التناغم بين الخطاب الجامعي والتطبيق الفعلي لمبادئ الديمقراطية.