Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (50%)

لكنها سرعان ما تسمرت مذهولة عندما وقعت عيناها على الطفلة الغريبة ذات الثوب الزري الكريه والجديلتين الحمراوين الطويلتين والعينين اللتين يشع فيهما بريق اللهفة. "لم يكن هناك أي صبي، " أجاب ماثيو باستسلام، لم يكن هناك صبي! ولكن لا بد من وجود صبي، "لقد أرسلنا كلمة للسيدة سبنسر لتجلب لنا صبياً . وبدلاً من ذلك أحضرت هذه الفتاة كما فهمت من مسؤول المحطة. وفي جميع الأحوال كان علي أن أحضرها معي إلى البيت إذ لا يمكن تركها وحيدة هناك، ثم أدركت فجأة معنى ما كان يُقال، " أنتم لا تريدونني لأني لست صبياً! كان يجدر بي توقع هذا فلا أحد أبداً أرادني من قبل. كان يجب أن أعلم أن كل ما جرى هو أروع من أن يدوم. جلست على كرسي إلى جانب الطاولة، مخفية وجهها بهما، نظر ماثيو وماريلا إلى بعضهما بحيرة من فوق الموقد حيث كانا يقفان، ولم يدر أحد منهما ماذا يفعل أو يقول أخيراً توجهت ماريلا نحو الطفلة في محاولة مترددة منها لرأب الصدع. بلى هناك داع للبكاء" رفعت الفتاة رأسها بسرعة، أنت أيضاً قد تبكين لو كنت يتيمة ثم قصدت مكاناً تظنين أنه سيكون بيتك، ثم تكتشفين أن أهله لا يريدونك لأنك لست صبياً . فجأة لانت قسمات وجه ماريلا العابس كاشفة عن تعبير ما ، يكاد يشبه ابتسامة متمنعة شبه صدئة من قلة الاستعمال. هيا، ما اسمك؟"ترددت الطفلة للحظة، إنه ليس اسمي فعلاً، لا أفهم ما الذي تعنينه بكلامك. ثم أردفت: "ولكن، أرجوك نادني كورديليا، إن الأمر لن يكون ذا أهمية بالغة بالنسبة إليك في أن تناديني بأي اسم ما دمت لن أبقى هنا إلا مدة قصيرة، هراء. آن اسم لطيف وسهل أيضاً، ولكني أحب اسم كورديليا أكثر. ولطالما تخيلت أن اسمي كورديليا . هذا على الأقل ما فعلته في السنوات الأخيرة. عندما كنت صغيرة اعتدت على تخيل أن اسمي هو جيرالدين، أما الآن فأنا أحب اسم كورديليا أكثر. ولكن إذا كنت تصرين على مناداتي باسم أن أرجوك مدي الألف وأشبعي النون عند لفظه. وأي فرق هناك بمد الألف أو عدم مدها وبإشباع النون أو عدم إشباعها ؟" سألتها ماريلا وقد لاحت على وجهها ابتسامة أخرى صدئة بينما كانت تتناول إبريق الشاي. هناك فرق كبير جداً. وسيبدو شنيعاً. ولكن عندما نقول أن ونمد الألف ونشبع النون يصبح الاسم مميزاً فعلاً. يا أن، مع مد الألف وإشباع النون، أيمكنك أن تخبرينا كيف وقع هذا الخطأ؟ لقد بعثنا كلمة إلى السيدة سبنسر لتجلب لنا صبياً. إن هناك وفرة منهم. لكن السيدة سبنسر أكدت على أنكما تریدان بنتاً في حوالي الحادية عشرة من العمر، ورأت القيمة على الملجأ أني أفي بالغرض. بل إن شدة فرحي منعتني من النوم الليلة الماضية. ما الذي تعنيه بحق السماء؟ سألت ماريلا ماثيو وهي تتفرس فيه "إنها . أعدي الشاي ريثما أعود. وهي جميلة جداً وذات شعر بلون البندق. خلعت آن قبعتها باستكانة. لكن أن لم تستطع الأكل. ورغم أنها حاولت قدر جهدها قضم لقيمات الخبز بالزبدة، كان بالقرب من طبقها، أنت لا تأكلين شيئاً، لا أستطيع، فأنا غارقة في أعماق اليأس. ولذلك لا أستطيع إفادتك بشئ عن هذا الموضوع ردت ماريلا متجاوبة مع الطفلة. "لم يسبق لك ذلك؟ حسناً، لم أفعل. وعندما تحاولين الأكل تعترض حلقك غصة ما، تحول بينك وبين ابتلاع أي شئ حتى لو كان ذلك الشئ قطعة حلوى من الكراميلة. وكانت بكل بساطة لذيذة. وكثيراً ما حلمت أثناء نومي أنه لدي الكثير من هذه الحلوى، ورغم أن هذا الطعام شهي جداً، الذي لم يتفوه بكلمة منذ عودته من الحظيرة. يستحسن أن تضعيها في الفراش التخلد إلى النوم يا ماريلا. وبكل تأكيد، ولم تبق هناك خيارات أخرى سوى السقيفة الشرقية. وهكذا أشعلت ماريلا شمعة وطلبت من أن أن تتبعها، ثم اكتشفت أن نظافة الغرفة الصغيرة التي وجدت نفسها فيها تفوق نظافة تلك الردهة . ثلاثية الزوايا ونحت غطاء السرير. آن، نعم لدي قميصان للنوم صنعتهما لي القيمة على الملجأ. إذ لا يوجد أبدا من المال ما يكفي للاهتمام بكل شئ في الملجأ. على الأقل في ملجأ فقير مثل الملجأ الذي كنت فيه. أنا أكره قمصان النوم الرئة. ولكن ألا يشعر المرء بالسلوى عندما يكون قادراً على تخيل نفسه وهو يرفل بقمصان نوم جميلة لها ياقات مكشكشة؟ هيا، اخلعي ملابسك بأقصى سرعة واخلدي إلى النوم. فأنا لا أجرؤ على ترك مهمة إطفائها لك. وشعرت أن تلك الجدران المحلقة بها كانت تتوجع من عريها . وفي إحدى زوايا الغرفة استقر سرير عال قديم الطراز، غير أنها كانت صلبة لدرجة تؤهلها لأن تعقف رأس أجراً الدبابيس وأكثرها حدة. وفوق الطاولة، أما النافذة فكانت تقع في منتصف المسافة بين الطاولة والسرير، كانت الغرفة بمجملها توحي بقسوة تعجز عن وصفها الكلمات مما بعث الرعدة في أوصال أن التي زفرت وخلعت ملابسها على عجل، وسرعان ما ارتدت قميص النوم البالي، وقفزت إلى السرير حيث دفنت وجهها في المخدة وسحبت الغطاء فوق رأسها . عندما عادت ماريلا لتأخذ الشمعة، لم يكن في الغرفة ما يدل على وجود شخص آخر غيرها إلا المظهر الأهوج الذي بدا عليه السرير، وكومة الأسمال الرئة التي خلعتها أن وتركتها ملقاة على الأرض بعشوائية. وحطتها بعناية على كرسي أصفر أنيق، كان ماثيو يدخن الغليون، مما دل بشكل قاطع على تشوش ذهنه كان نادراً ما يدخن، لكن ماثيو كان في أوقات معينة وفصول معينة يشعر برغبة لا تقاوم في التدخين. وفي مثل هذه الظروف كانت ماريلا تغض النظر، مدركة أنه يحق للمرء في بعض الأحيان أن يجد لنفسه وسيلة ما ينفس بها عن مشاعره. وهذه هي نتيجة إرسالنا كلمة شفوية بدلاً من ذهابنا بأنفسنا. لا بد أن أنسباء روبرت سبنسر حرفوا تلك الرسالة بطريقة ما . أظن هذا ، قال ماثيو مكرهاً. ومن المحزن فعلاً أن نعيدها إلى الملجأ في حين انصبت جميع أمالها على البقاء هنا. " "مــــــــــاثيو كتبيرت، أنت لا تعني القول إنه ينبغي لنا الاحتفاظ بها . لا أظن أني أعني هذا ليس تماماً تأتأ ماثيو، بعد أن حشرته كلماته في الزاوية. ولكني أرى أنه يمكننا الاحتفاظ بها . ثم أي نفع هو هذا الذي ستعود به علينا؟ يمكن أن نكون نحن نافعين لها أجاب ماثيو على نحو مفاجئ غير متوقع. إنها، مخلوق صغير مشوق أجاب ماثيو مصراً على وجهة نظره. ولكن هذه الصفة ليست لصالحها أيضاً. أنا لا أحب الأطفال الذين لديهم الكثير ليقولونه، ولست راغبة في تربية بنت يتيمة ولو أردت تبني واحدة، كما أن هناك شيئاً في شخصيتها لا أستطيع فهمه. لا . " هنا. سأخلد إلى النوم الآن. ذهب ماثيو لينام.


Original text

ما كاد ماثيو يفتح الباب حتى أسرعت ماريلا نحوه، لكنها سرعان ما تسمرت مذهولة عندما وقعت عيناها على الطفلة الغريبة ذات الثوب الزري الكريه والجديلتين الحمراوين الطويلتين والعينين اللتين يشع فيهما بريق اللهفة. ماثيو كتبيرت من هذه؟ أين الصبي؟" صاحت ماريلا. "لم يكن هناك أي صبي، لم يكن هناك إلا هي." أجاب ماثيو باستسلام، وأومأ برأسه نحو الفتاة متذكراً فجأة أنه لم يسألها عن اسمها . لم يكن هناك صبي! ولكن لا بد من وجود صبي، ألحت ماريلا. "لقد أرسلنا كلمة للسيدة سبنسر لتجلب لنا صبياً ."يبدو أنها لم تفعل، وبدلاً من ذلك أحضرت هذه الفتاة كما فهمت من مسؤول المحطة. وفي جميع الأحوال كان علي أن أحضرها معي إلى البيت إذ لا يمكن تركها وحيدة هناك، مهما كانت فداحة الخطأ الذي تم ارتكابه."إنها لقضية بالغة التعقيد حقاً، هتفت ماريلا. بقيت الطفلة صامتة أثناء هذا الحوار . كانت تتابع المتحاورين بعينيها، وقد أخذت الحياة تخبو شيئاً فشيئاً من وجهها . ثم أدركت فجأة معنى ما كان يُقال، فأسقطت خرجها الغالي أرضاً واندفعت خطوة إلى الأمام ووقفت مشابكة يديها .أنتم لا تريدونني " صاحت. " أنتم لا تريدونني لأني لست صبياً! كان يجدر بي توقع هذا فلا أحد أبداً أرادني من قبل. كان يجب أن أعلم أن كل ما جرى هو أروع من أن يدوم. كان يجب أن أعرف أن لا أحد يريدني حقاً . ماذا سأفعل الآن؟ آه.. إني على وشك الانفجار بالبكاء.. وكان أن انفجرت بالبكاء فعلاً. جلست على كرسي إلى جانب الطاولة، وطرحت ذراعيها عليها. مخفية وجهها بهما، وغابت في نوبة من النشيج. نظر ماثيو وماريلا إلى بعضهما بحيرة من فوق الموقد حيث كانا يقفان، ولم يدر أحد منهما ماذا يفعل أو يقول أخيراً توجهت ماريلا نحو الطفلة في محاولة مترددة منها لرأب الصدع. هيا .. هيا .. لا داعي الآن للبكاء بسبب هذا الأمر. بلى هناك داع للبكاء" رفعت الفتاة رأسها بسرعة، مسفرة عن شفتين مرتجفتين ووجه خصلته الدموع. أنت أيضاً قد تبكين لو كنت يتيمة ثم قصدت مكاناً تظنين أنه سيكون بيتك، ثم تكتشفين أن أهله لا يريدونك لأنك لست صبياً . يا إلهي إن هذه أسوأ مأساة واجهتني في حياتي. فجأة لانت قسمات وجه ماريلا العابس كاشفة عن تعبير ما ، يكاد يشبه ابتسامة متمنعة شبه صدئة من قلة الاستعمال.هيا، كفي عن البكاء الآن، فنحن لن نطردك خارجاً هذه الليلة. وستبقين هنا إلى أن نحقق في هذه المشكلة. ما اسمك؟"ترددت الطفلة للحظة، ثم قالت بحماس:أيمكن أن تناديني كورديليا ؟"أناديك كوردي ليا؟ أهذا هو اسمك؟"ل.. لـ.. لا ... إنه ليس اسمي فعلاً، ولكني أحب أن أدعى كورديليا، فهو اسم جميل. "إني، بحق السماء، لا أفهم ما الذي تعنينه بكلامك. إذا لم يكن اسمك كورديليا فما اسمك؟"آن شيرلي، تلعثمت صاحبة الاسم وهي تعلن اسمها مكرهة، ثم أردفت: "ولكن، أرجوك نادني كورديليا، إن الأمر لن يكون ذا أهمية بالغة بالنسبة إليك في أن تناديني بأي اسم ما دمت لن أبقى هنا إلا مدة قصيرة، كما أن اسم أن اسم غير شاعري أبداً . غير شاعري.. هراء.. قالت ماريلا بلهجة خالية من العاطفة. آن اسم لطيف وسهل أيضاً، وليس هناك ما يدعو إلى الخجل منه. أوه.. أنا لا أشعر بالخجل منه، أوضحت أن. ولكني أحب اسم كورديليا أكثر. ولطالما تخيلت أن اسمي كورديليا .. هذا على الأقل ما فعلته في السنوات الأخيرة. عندما كنت صغيرة اعتدت على تخيل أن اسمي هو جيرالدين، أما الآن فأنا أحب اسم كورديليا أكثر. ولكن إذا كنت تصرين على مناداتي باسم أن أرجوك مدي الألف وأشبعي النون عند لفظه. وأي فرق هناك بمد الألف أو عدم مدها وبإشباع النون أو عدم إشباعها ؟" سألتها ماريلا وقد لاحت على وجهها ابتسامة أخرى صدئة بينما كانت تتناول إبريق الشاي. هناك فرق كبير جداً. إنه يبدو أجمل بكثير عندما نمد الألف ونشبع النون عندما يلفظ أي اسم أمامك ألا تتخيلينه في ذهنك؟ أنا أفعل هذا ! واسم أن بدون مد الألف لن يكون مشبع النون، وسيبدو شنيعاً. ولكن عندما نقول أن ونمد الألف ونشبع النون يصبح الاسم مميزاً فعلاً. وإذا ناديتني أن ومددت الألف وأشبعت النون سأوافق على عدم مناداتي باسم كورديليا ." "لا بأس والآن.. يا أن، مع مد الألف وإشباع النون، أيمكنك أن تخبرينا كيف وقع هذا الخطأ؟ لقد بعثنا كلمة إلى السيدة سبنسر لتجلب لنا صبياً. ألم يكن هناك صبيان في الملجأ؟" بلى، إن هناك وفرة منهم. لكن السيدة سبنسر أكدت على أنكما تریدان بنتاً في حوالي الحادية عشرة من العمر، ورأت القيمة على الملجأ أني أفي بالغرض. إنك لن تدركي أبداً كم شعرت بالسعادة، بل إن شدة فرحي منعتني من النوم الليلة الماضية.أجابت الطفلة ثم التفتت نحو ماثيو وأضافت بلهجة معاتبة: "لماذا لم تخبرني في المحطة أنكما لم تكونا ترغبان في وجودي وتركتني هناك؟ لو لم أر درب البهجة الأبيض وبحيرة المياه البراقة لما كان الأمر بمثل هذه القسوة. ما الذي تعنيه بحق السماء؟ سألت ماريلا ماثيو وهي تتفرس فيه "إنها ... إنها تشير إلى محادثة جرت بيننا ونحن في طريقنا إلى البيت" أجاب ماثيو بسرعة، ثم أضاف: "سأخرج لأضع الفرس في الحظيرة يا ماريلا. أعدي الشاي ريثما أعود.هل أحضرت السيدة سبنسر أحداً غيرك معها؟ تابعت ماريلا الحديث بعد أن غادر ماثيو. أحضرت ليلي جونز لنفسها . ليلي طفلة في الخامسة من العمر فقط، وهي جميلة جداً وذات شعر بلون البندق. ترى لو كنت جميلة وذات شعير بلون البندق أكنت احتفظت بي؟ لا، نحن نريد صبياً ليساعد ماثيو في المزرعة، ولا نفع من وجود فتاة معنا. اخلعي قبعتك، سأضعها مع حقيبتك على طاولة الردهة. خلعت آن قبعتها باستكانة. وبعد أن عاد ماثيو جلس الجميع حول الطاولة من أجل تناول العشاء. لكن أن لم تستطع الأكل. ورغم أنها حاولت قدر جهدها قضم لقيمات الخبز بالزبدة، ونقد نتف من مربى التفاح المحفوظ في وعاء زجاجي مدور ناتئ الحواف، كان بالقرب من طبقها، إلا أن محاولتها لم تؤد إلى أية نتيجة. أنت لا تأكلين شيئاً، قالت ماريلا وهي تعاين الطفلة باستهجان وكان الأمر كان عيبا لا يغتفر. تنهدت آن . لا أستطيع، فأنا غارقة في أعماق اليأس. أيمكنك أكل شئ إذا كنت غارقة في أعماق اليأس ؟لم يسبق لي أن غرقت في أعماق اليأس، ولذلك لا أستطيع إفادتك بشئ عن هذا الموضوع ردت ماريلا متجاوبة مع الطفلة. "لم يسبق لك ذلك؟ حسناً، أسبق لك أن حاولت التخيل أنك في أعماق اليأس؟" لا .. لم أفعل. إذن لا أظنك ستتمكنين من فهم ما أعنيه هو في الحقيقة إحساس غير مريح أبداً، وعندما تحاولين الأكل تعترض حلقك غصة ما، تحول بينك وبين ابتلاع أي شئ حتى لو كان ذلك الشئ قطعة حلوى من الكراميلة. لقد سبق لي ذات مرة قبل سنتين أن حصلت على قطعة حلوى من الكراميلة، وكانت بكل بساطة لذيذة. وكثيراً ما حلمت أثناء نومي أنه لدي الكثير من هذه الحلوى، ولكني كنت كلما هممت بالتهامها أستيقظ من النوم. أرجو ألا تنزعجي من عدم رغبتي في الأكل، ورغم أن هذا الطعام شهي جداً، أنا عاجزة عن تناول أي شئ منه أعتقد أنها متعبة قال ماثيو، الذي لم يتفوه بكلمة منذ عودته من الحظيرة. يستحسن أن تضعيها في الفراش التخلد إلى النوم يا ماريلا. كانت ماريلا تسائل نفسها عن المكان الذي يجدر بها جعل آن تنام فيه. لقد سبق أن أعدت أريكة في الحجرة التابعة للمطبخ من أجل الصبي الذي كانت تتوقع حضوره. ورغم أن المكان كان مرتباً ونظيفاً إلا أنها لم تره لائقاً بفتاة. وبكل تأكيد، لم تكن غرفة الضيوف الاحتياطية موضع نقاش يمكن حسمه لصالح تلك الشريدة البائسة. ولم تبق هناك خيارات أخرى سوى السقيفة الشرقية. وهكذا أشعلت ماريلا شمعة وطلبت من أن أن تتبعها، الأمر الذي فعلته الطفلة تلقائياً، وعندما كانتا تتجاوزان الردهة في طريقهما إلى السلم ، لاحظت أن وهي تتناول قبعتها وخرجها مدى النظافة المخيفة التي تعم الردهة، ثم اكتشفت أن نظافة الغرفة الصغيرة التي وجدت نفسها فيها تفوق نظافة تلك الردهة . وضعت ماريلا الشمعة على طاولة ثلاثية الأرجل، ثلاثية الزوايا ونحت غطاء السرير. أظن أنك تملكين قميص نوم سالت ماريلا ،آن، فأومأت الأخيرة إيجاباً. نعم لدي قميصان للنوم صنعتهما لي القيمة على الملجأ. إنهما رتان للغاية، إذ لا يوجد أبدا من المال ما يكفي للاهتمام بكل شئ في الملجأ. لذلك تبقى الأشياء فيه رئة، على الأقل في ملجأ فقير مثل الملجأ الذي كنت فيه. أنا أكره قمصان النوم الرئة. ولكن ألا يشعر المرء بالسلوى عندما يكون قادراً على تخيل نفسه وهو يرفل بقمصان نوم جميلة لها ياقات مكشكشة؟ هيا، اخلعي ملابسك بأقصى سرعة واخلدي إلى النوم. سأعود بعد عدة دقائق لأخذ الشمعة، فأنا لا أجرؤ على ترك مهمة إطفائها لك. لأنه من المحتمل أن تجعلي المكان كله يهب بالنيران. أخذت أن تتفحص الغرفة بلهفة بعد ذهاب ماريلا. لاحظت العري المخيف الذي كانت عليه جدرانها البيضاء الجرداء، وشعرت أن تلك الجدران المحلقة بها كانت تتوجع من عريها . كانت أرض الغرفة عارية أيضاً إلا من حصيرة مجدولة دائرية الشكل تحتل وسط الغرفة، ولم تكن تشبه أي شئ سبق أن رأته أن من قبل. وفي إحدى زوايا الغرفة استقر سرير عال قديم الطراز، ذو دعامات أربع قائمة اللون طفيفة الانحناء . بينما انتصبت في الزاوية الأخرى الطاولة الثلاثية النوايا المذكورة آنفاً، وقد وضعت عليها وسادة مخملية صغيرة خاصة بغرز الدبابيس، غير أنها كانت صلبة لدرجة تؤهلها لأن تعقف رأس أجراً الدبابيس وأكثرها حدة. وفوق الطاولة، علقت على الحائط مرأة صغيرة مستطيلة. أما النافذة فكانت تقع في منتصف المسافة بين الطاولة والسرير، تجللها ستائر من الموسلين الأبيض المكشكش. وفي الجهة المواجهة لها انتصبت المغسلة. كانت الغرفة بمجملها توحي بقسوة تعجز عن وصفها الكلمات مما بعث الرعدة في أوصال أن التي زفرت وخلعت ملابسها على عجل، وسرعان ما ارتدت قميص النوم البالي، وقفزت إلى السرير حيث دفنت وجهها في المخدة وسحبت الغطاء فوق رأسها . عندما عادت ماريلا لتأخذ الشمعة، لم يكن في الغرفة ما يدل على وجود شخص آخر غيرها إلا المظهر الأهوج الذي بدا عليه السرير، وكومة الأسمال الرئة التي خلعتها أن وتركتها ملقاة على الأرض بعشوائية. التقطت ماريلا ملابس أن من على الأرض برزانة، وحطتها بعناية على كرسي أصفر أنيق، ثم اتجهت نحو السرير وهي تحمل الشمعة بيدها. ليلة هانئة قالت ماريلا بلهجة مرتبكة ولكنها ليست خالية من الرقة. انبثق وجه أن الأبيض بعينيه النجلاوين من تحت الغطاء بدهشة مجفلة. كيف يمكنك وصفها بأنها ليلة هانئة، وأنت تعرفين أنها أسوأ ليلة شهدتها في حياتي؟ ردت أن لائمة، ثم عادت وغطست تحت الغطاء مخفية نفسها من جديد. نزلت ماريلا ببطء ميممة شطر المطبخ وشرعت تجلي أطباق وجبة العشاء. كان ماثيو يدخن الغليون، مما دل بشكل قاطع على تشوش ذهنه كان نادراً ما يدخن، لأن ماريلا لطالما عارضته في هذا الأمر مصرة على أن التدخين عادة كريهة. لكن ماثيو كان في أوقات معينة وفصول معينة يشعر برغبة لا تقاوم في التدخين. وفي مثل هذه الظروف كانت ماريلا تغض النظر، مدركة أنه يحق للمرء في بعض الأحيان أن يجد لنفسه وسيلة ما ينفس بها عن مشاعره.إنها بالتأكيد مشكلة عويصة قالت بنبرة غاضبة. وهذه هي نتيجة إرسالنا كلمة شفوية بدلاً من ذهابنا بأنفسنا. لا بد أن أنسباء روبرت سبنسر حرفوا تلك الرسالة بطريقة ما . ومن المؤكد أنه يتوجب على أحدنا الذهاب غداً لرؤية السيدة سبنسر. يجب أن تُعاد هذه البنت إلى الملجأ. "نعم، أظن هذا ، قال ماثيو مكرهاً. تظــــــــــــــــــــن هذا؟ ألست على يقين بأن هذا ما يجب علينا عمله؟" في الحقيقة يا ماريلا إنها طفلة لطيفة جداً، ومن المحزن فعلاً أن نعيدها إلى الملجأ في حين انصبت جميع أمالها على البقاء هنا." "مــــــــــاثيو كتبيرت، أنت لا تعني القول إنه ينبغي لنا الاحتفاظ بها ."ما كانت دهشة ماريلا ستبدو أعظم، لو أن ماثيو عبر لها عن رغبته في الوقوف على رأسه. "لا .. لا أظن أني أعني هذا ليس تماماً تأتأ ماثيو، بعد أن حشرته كلماته في الزاوية. ولكني أرى أنه يمكننا الاحتفاظ بها .. أما أنا فأرى عكس ما تراه تماماً، ثم أي نفع هو هذا الذي ستعود به علينا؟ يمكن أن نكون نحن نافعين لها أجاب ماثيو على نحو مفاجئ غير متوقع. ماثيو كتبيرت، يبدو أن هذه الطفلة أصابتك بالسحر وأرى بوضوح أنك راغب في الاحتفاظ بها. إنها، في الحقيقة، مخلوق صغير مشوق أجاب ماثيو مصراً على وجهة نظره. كان يجب أن تسمعي حديثها أثناء عودتنا من المحطة. هه من المؤكد أنها قادرة على الثرثرة بدون انقطاع، لقد لاحظت هذا في الحال. ولكن هذه الصفة ليست لصالحها أيضاً. أنا لا أحب الأطفال الذين لديهم الكثير ليقولونه، ولست راغبة في تربية بنت يتيمة ولو أردت تبني واحدة، فإنها لن تكون هي حينها سأختار بنفسي.كما أن هناك شيئاً في شخصيتها لا أستطيع فهمه. لا .. يجب أن تعاد حالاً إلى المكان الذي جاءت منه. باستطاعتي استئجار صبي ليساعدني قال ماثيو ويمكن أن نبقيها لتؤنسك." هنا. لست أشكو من الوحدة، ردّت ماريلا باقتضاب ولن أبقيها الرأي رأيك في جميع الأحوال يا ماريلا قال ماثيو وهو ينهض بعد أن نحى غليونه جانباً. سأخلد إلى النوم الآن. ذهب ماثيو لينام. وذهبت ماريلا بأساريرها المتجهمة لتنام أيضاً. بعد أن رتبت أواني المطبخ في أماكنها . وهناك في الطابق العلوي، في السقيفة الشرقية، ناحت طفلة يتيمة موحودة، كسيرة القلب، حتى غلبها النوم.


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

وبالرغم من غيوم...

وبالرغم من غيوم السماء كان منظرا جميلا من اسراب البط البري الذي يحلق على صفحة السماء وتقلبات الطقس م...

ما الذي يمكن أن...

ما الذي يمكن أن تفعله 140 نقرة على لوحة مفاتيح الكمبيوتر أوالهاتف في زمن تتزاحم فيه القصص الإخبارية ...

سار ليبل في شار...

سار ليبل في شارع ) فريدريش روكرت( فشاهد على الطرف المقابل كلبا بني اللون، فقال : موك، موك تعال .. فق...

لم تغير السمكة ...

لم تغير السمكة خط سيرها ولا اتجاهها ابدا طوال تلك الليلة وأمسى الطقس باردا غياب الشمس فاخذ الكيس الذ...

تعتبرُ الثقافةُ...

تعتبرُ الثقافةُ العربيةُ هي المرآة التي تعكسُ طبيعة الحياة الاجتماعية والفكرية عند العرب، وتساهمُ في...

الميزانية العمو...

الميزانية العمومية للشركة هي بيان مالي يوفر لمحة سريعة عن المركز المالي للشركة في وقت محدد. ويعرض أص...

Personal Identi...

Personal Identity Personal identity is the conscious sense of individuality and uniqueness that is ...

يسعى هذا المشرو...

يسعى هذا المشروع الى استكشاف أثر المقامات، ذلك الفنّ الأدبي المتميز، في مسار الأدب العربي. حيث تُعد ...

Inclusion and E...

Inclusion and Exclusion Criteria All studies included in this review were RCTs. The subjects were D...

حرم الإسلام سما...

حرم الإسلام سماع المعازف (الموسيقى)، وقد جاء في هذا الحديث عن ابي عامر وابي مالك الاشعري رضي الله عن...

Self-concept in...

Self-concept in these areas also extends to the choices individuals make and perceptions they have a...

عنوان: "تجاوز ا...

عنوان: "تجاوز المرأة الإماراتية حدود النموذج التقليدي: شريكة في بناء الدولة" تحقيقًا لإنجازات مذهل...