Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (50%)

اهتم العلماء بتلك القضيّة: ولم يكن هذا الاهتمام وقفا على عصر معين، كما لم يكن مقصورا على اللغويين، بل بدا على العلماء في الميادين والعلوم الأخرى . لقد سيطر على هؤلاء وهؤلاء التفكير في نشأة اللغة، ومحاولة الوصول إلى رأي أو إلى ما يسمى بنظرية تفصل القول في: (الصورة التي كانت علي اللغة الإنسانية الأولى): فهؤلاء هم الفلاسفة يقدمون آراء تنم عن دراسة عميقة وممتصة في نشأة اللغة. وهؤلاء علماء الاجتماع: أدلوا - هم الآخرون - بدلوهم فيها. ولم يقل إن لم يزد - اهتمام علماء الكلام، وهكذا فإن هؤلاء - - - - القضية مطروحة على بساط البحث تحظى باهتمام العلماء نوعياتهم وعلى اختلاف عصور التاريخ - عن على اختلاف - من عصور ما قبل الميلاد، إلى العصر الحديث - ولكن ما النتيجة التي انتهت إليها تلك الدراسة المستمرة الجادّة؟ هل وصلت - فعلاً - إلى تحديد معالم الصورة الأولى للغـة الإنسانية ؟ لقد بقي أمر (اللغة الإنسانية الأولى) مجهولاً - على الرغم من تضافر جهود العلماء طيلة العصور المختلفة - فلم تقل فيه بعد الكلمة التي يقرّها منهج البحث، ولم يقدم دليل إلا وهدمته أدلة أخرى. ويبدو في صورة أقرب إلى الجدل الفلسفي منها إلى البحث العلمي المنظم - أحيانا أخرى -، وهذا أو ذاك مما يضعف الأمل في أن تتمخض تلك الدراسة الطويلة من علماء اللغة والفلسفة والاجتماع إلى الرأي المقبول. واعتصموا بالشجاعة والواقعية فأعلنوا وجوب إغلاق باب البحث في قضية نشأة اللغة) فلم يعد - بعد - إلا بحثا ميتافيزيقيا، فجميع الآراء يقوم معظمها على الحدس والتخمين، كما ينقصها الدليل التاريخي والدليل النقلي، أن بعض باحثي العرب قد سبق - كل هؤلاء - في القول بعدم جدوى البحث في موضوع نشأة اللغة: ففي المزهر للسيوطي: (قال في رفع الحاجب الصحيح عندي أنه لا فائدة لهذه المسألة وهـو مـا صححه ابن الأنباري وغيره. (۱) على أن من أصحاب التفكير الفلسفي من ظل يستهويه البحث في هذا المجال، كما يقول (ماريوباي) (٢) وعلى الرغم من عدم التوصل إلى نتائج علمية في هذا الموضوع، فإن جامعاتنا لم تزل تضع موضوع نشأة اللغة) بين موضوعات فقه اللغة . وقد رأينا تناول أشهر الآراء في أصل اللغة، وهو التعرف على المنهج الذي اتبع مع كل فرض من الفروض، وذلك لنتمكن ـــ آخــر الأمر - من معرفة السّر في عجز البحث اللغوي حتى الآن عن أن يقول كلمته الأخيرة - في نشأة اللغة - بالأسلوب العلمي الصحيح. هكذا تعتقد بعض الأجناس 1) التوقيف والإلهام : والجماعات. وقد لقى هذا الرأي قبولاً عند بعض العلماء - على اختلاف العصور خاصة وأنهم استندوا إلى نصوص دينية، تقول بأن آدم عليه السلام ألهمه الله اللغة، م - وإن كانت نسبة هذا الرأي إليه ليست يقينية كما يقول الدكتور وافي (٢) . و العصور الوسطى: ذهب لفيف من علماء التفسير، واللغة إلى هذا الرا أمثال: النسفي، وابن جني (٣) وابن فارس
ومن أصحاب هذا الرأي في القرن الثامن عشر والتاسع عشر الأب (لامي) الفيلسوف الفرنسي ١٦٣٦ - ۱۷۱۱١ م في كتابه (فنّ الكلام) والفيلسوف الفرنسي (دوبونالد ) ١٧٥٤ - ١٨٤٠ م في كتابه (التشريع القديم) (۱) الأدلة :
أ ) الدليل العقلي : ليس لهؤلاء دليل عقلي يعتد به غير أنهم يحاولون إثبات نظريتهم عن طريق إبطال نظرية أخرى ، تذهب إلى أن اللغة نشأت بالتواضع والاصطلاح، قائلين: إن الاصطلاح لا يمكن أن يتم بدون وجود لغة يتفاهم بها المصطلحون والمتفقون . وحيث إنه لم تكن هناك لغة لأن المفروض أننا نتحدث عن نشأة اللغة الأولى - فإن الاصطلاح لا يمكن أن يتم، ووحياً من لدنه. ( ب ) الدليل النقلي : وهو البارز والقويّ في نظر أصحاب [ التوقيف ]. واستحق الخلافة في أرض الله، كما توضح الآيات أن دور آدم عليه السلام ان دور المتعلّم، فقد فسرت كلمة (علم) بمعنى (لقن ووقف). وجميع طيور السماء ثم عرض آدم ليرى كيف يسميها ، ليحمل كلّ منها الاسم الذي يضعه الإنسان، . وفي ماهية (۲) المعلم فإنهم يلتقون جميعاً في أن اللغة من الله سبحانه وتعالى. أو – على الأقل - من تفسيرات المعارضين بصورة بصورة تتسع لها النصوص واردة
۱) ما قدمه أصحاب نظرية التوقيف من دليل عقلي مردود عليه بأن العلاقة بين (التوقيف) وبين (الاصطلاح) ليست علاقة (الضدية) حتى إذا انتفى أحدهما ثبت الآخر. وإذا عرفنا أن هناك نظريات أخرى غير هاتين، فليس من الضروري أنه إذا ثبت إبطال نظرية (الاصطلاح) تثبت صحة نظرية (التوقيف)، فقد تثبت نظرية أخرى كالمحاكاة مثلاً، وعلى ذلك فلا يصلح أن يكون هذا دليلا عقليا. أن الدليل إذا تطرق إليه الاحتمال سقط به الاستدلال. ومن هؤلاء ابن جني الذي يقول: إن قول الله تعالى { وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا} لا يتناول موضع الخلاف، وهذا المعنى من عند الله سبحانه لا محالة، فإذا كان ذلك محتملاً غير مستنكر سقط الاستدلال به. ۳) واعترض على ما ورد في سفر التكوين بأنه. يعد دليلا ضد النظرية لها، فهو يشير إلى أن آدم هو الذي وضع اللغة حيث يقول: (ثم عرضها على أدم ليرى كيف يسميها . فإن طائفة أخرى يذهبون إلى أنّ الإنسان هو مصدر اللغة، فهو واضعها وصانعها. من علماء المسلمين. ابن جني وأستاذه أبو علي الفارسي، تصور أصحاب النظرية لنشأة اللغة:
فيضعون لكل واحد ( منها سمة ولفظا ، إذا ذكر عرف به ما مسماه، رَأسـ قدم، . 3) المحاكاة والتقليد :
يرى لفيف من العلماء - القدامى والمحدثين - أن اللغة ليست من الله تعالى، لكنه لم يصل إليها عن طريق (الاصطلاح والمواضعة) كما سبق - بل وصل إليها بالمحاكاة والتقليد لكل ما وقع على سمعه من: وات الطبيعة كالرعد والبرق، وأصوات الحيوانات والطيور، والهدم والكسر . اللغة في مفهوم هذه النظرية تولّدت، فقد حاكي الإنسان: الأصوات المسموعة دلالة على مصدرها، أو على ما يلازمها ويصاحبها . وهنا دخلت الإشارات الجسمية واليدوية، وبعدت الألفاظ عن مصدرها - الذي تحاكيه - كلما قل استخدام الإشارات، وذلك بفضل التطور الكبير للحياة العقلية والفكرية، واتساع معالم الحضارة وتنوعها، الأدلة: يستند أصحاب المحاكاة – في إثبات رأيهم - إلى:
تماماً مثل: التعبير الطبيعي عن الانفعالات كالغضب والسرور، ومن هنا اتحدت المفردات في البيئة الإنسانية الأولى،


Original text

قضية من قضايا اللغة نالت أكبر حظ من اهتمام العلماء، حتي صار من الطبيعي أن يطالعك أي كتاب في [ فقه اللغة ] بالحديث – في أولى صفحاته – عــن - نشأة اللغة !! . اهتم العلماء بتلك القضيّة: ولم يكن هذا الاهتمام وقفا على عصر معين، وإنما استمر قديماً وحديثا، كما لم يكن مقصورا على اللغويين، بل بدا على العلماء في الميادين والعلوم الأخرى .. لقد سيطر على هؤلاء وهؤلاء التفكير في نشأة اللغة، ومحاولة الوصول إلى رأي أو إلى ما يسمى بنظرية تفصل القول في: (الصورة التي كانت علي اللغة الإنسانية الأولى): فهؤلاء هم الفلاسفة يقدمون آراء تنم عن دراسة عميقة وممتصة في نشأة اللغة. وهؤلاء علماء الاجتماع: أدلوا - هم الآخرون - بدلوهم فيها. ولم يقل إن لم يزد - اهتمام علماء الكلام، والمفسرين بنشأة اللغة. وهكذا فإن هؤلاء - - - - القضية مطروحة على بساط البحث تحظى باهتمام العلماء نوعياتهم وعلى اختلاف عصور التاريخ - عن على اختلاف - من عصور ما قبل الميلاد، إلى العصور الوسطى، إلى العصر الحديث - ولكن ما النتيجة التي انتهت إليها تلك الدراسة المستمرة الجادّة؟ هل وصلت - فعلاً - إلى تحديد معالم الصورة الأولى للغـة الإنسانية ؟ لقد بقي أمر (اللغة الإنسانية الأولى) مجهولاً - على الرغم من تضافر جهود العلماء طيلة العصور المختلفة - فلم تقل فيه بعد الكلمة التي يقرّها منهج البحث، ويطمئنّ إليها العقل العلمي : ذلك أنه لم يُقَلْ رأى إلا وتعقبه آخر ينقضه، ويبطله ؛ ولم يقدم دليل إلا وهدمته أدلة أخرى. وكاد الأمر - أو أصبح فعلاً - يدخل في دائرة الدور والتسلسل أحياناً، ويبدو في صورة أقرب إلى الجدل الفلسفي منها إلى البحث العلمي المنظم - أحيانا أخرى -، وهذا أو ذاك مما يضعف الأمل في أن تتمخض تلك الدراسة الطويلة من علماء اللغة والفلسفة والاجتماع إلى الرأي المقبول. من هنا تجرّأ علماء اللغة المحدثون. واعتصموا بالشجاعة والواقعية فأعلنوا وجوب إغلاق باب البحث في قضية نشأة اللغة) فلم يعد - بعد - إلا بحثا ميتافيزيقيا، أو من بحوث ما وراء الطبيعة، فجميع الآراء يقوم معظمها على الحدس والتخمين، كما ينقصها الدليل التاريخي والدليل النقلي، وكذلك الدليل العقلي الذي يمكن قبوله ؛ فهذه هي الجمعية اللغوية ( بباريس) تقرر عدم مناقشة هذا الموضوع، وترفض قبول أي بحث فيه في جلساتها .


ومن الطريف الذي يستحق النظر والإعجاب، أن بعض باحثي العرب قد سبق - كل هؤلاء - في القول بعدم جدوى البحث في موضوع نشأة اللغة: ففي المزهر للسيوطي: (قال في رفع الحاجب الصحيح عندي أنه لا فائدة لهذه المسألة وهـو مـا صححه ابن الأنباري وغيره. ولذلك قيل. ذكرها في الأصول فضول ...) (۱) على أن من أصحاب التفكير الفلسفي من ظل يستهويه البحث في هذا المجال، كما يقول (ماريوباي) (٢) وعلى الرغم من عدم التوصل إلى نتائج علمية في هذا الموضوع، فإن جامعاتنا لم تزل تضع موضوع نشأة اللغة) بين موضوعات فقه اللغة .. وقد رأينا تناول أشهر الآراء في أصل اللغة، لا لمجرد السّرد أو السير على نمط موروث – في لوائح الجامعات - وإنما لهدف نعتقد أنه يفيدنا كثيراً في دراستنا الجامعية، وهو التعرف على المنهج الذي اتبع مع كل فرض من الفروض، وعلى الحدود التي بحثت في داخلها القضية، والظروف التي روعيت في ذلك .. وذلك لنتمكن ـــ آخــر الأمر - من معرفة السّر في عجز البحث اللغوي حتى الآن عن أن يقول كلمته الأخيرة - في نشأة اللغة - بالأسلوب العلمي الصحيح.


أشهر النظريات في نشأة اللغة (1) ( يتضح (مفهوم) هذا الرأي ويتلخص في: أن اللغة بنظامها المركب أو المعقد ليست من صنع الإنسان، وإنما من صنع قوة كبرى هو الله سبحانه وتعالى. وقد أوقف الإنسان الأول عليها، وألهمه إياها . هكذا تعتقد بعض الأجناس 1) التوقيف والإلهام : والجماعات. وقد لقى هذا الرأي قبولاً عند بعض العلماء - على اختلاف العصور خاصة وأنهم استندوا إلى نصوص دينية، تقول بأن آدم عليه السلام ألهمه الله اللغة، وعلمه إياها . (۲) ومن هؤلاء العلماء: الفيلسوف اليوناني (هيراكليت) المتوفي ٤٨٠ ق . م - وإن كانت نسبة هذا الرأي إليه ليست يقينية كما يقول الدكتور وافي (٢) . و العصور الوسطى: ذهب لفيف من علماء التفسير، والكلام، واللغة إلى هذا الرا أمثال: النسفي، والأشعري، وابن جني (٣) وابن فارس


والفارسي، والأخفش وغيرهم. ولا يتسع المقام لسرد آرائهم.. ومن أصحاب هذا الرأي في القرن الثامن عشر والتاسع عشر الأب (لامي) الفيلسوف الفرنسي ١٦٣٦ - ۱۷۱۱١ م في كتابه (فنّ الكلام) والفيلسوف الفرنسي (دوبونالد ) ١٧٥٤ - ١٨٤٠ م في كتابه (التشريع القديم) (۱) الأدلة :
( أ ) الدليل العقلي : ليس لهؤلاء دليل عقلي يعتد به غير أنهم يحاولون إثبات نظريتهم عن طريق إبطال نظرية أخرى ، تذهب إلى أن اللغة نشأت بالتواضع والاصطلاح، قائلين: إن الاصطلاح لا يمكن أن يتم بدون وجود لغة يتفاهم بها المصطلحون والمتفقون .. وحيث إنه لم تكن هناك لغة لأن المفروض أننا نتحدث عن نشأة اللغة الأولى - فإن الاصطلاح لا يمكن أن يتم، ويكون القول بحدوثه ضرباً من الخيال، ولا يعقل - حينئذ – إلا أن تكون اللغة هبة من الله تعالى، ووحياً من لدنه. ومن الواضح أن هؤلاء قد نسوا أن إبطال نظرية (الاصطلاح) لا يعنى -- بالضرورة - إثبات نظرية (التوقيف والإلهام) ذلك أن هناك - في نشأة اللغة - آراء ونظريات أخرى يمكن أن تقف أمام نظريتهم بصورة مماثلة لنظرية (الاصطلاح) أو بصورة أقوى كما سنرى. ( ب ) الدليل النقلي : وهو البارز والقويّ في نظر أصحاب [ التوقيف ]. فبالنسبة. للمسلمين هو قوله تعالى { وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ } من سورة البقرة.


فظاهر الآيات صريح في أن اللغة هبة مباشرة من الله تعالى، وبهذه الهبة انتصر لإنسان، واستحق الخلافة في أرض الله، كما توضح الآيات أن دور آدم عليه السلام ان دور المتعلّم، فقد فسرت كلمة (علم) بمعنى (لقن ووقف). أما بالنسبة لغير المسلمين فهو ما ورد في الإصحاح الثاني من سفر التكوير و : والله خلق من الطين جميع حيوانات الحقول، وجميع طيور السماء ثم عرض آدم ليرى كيف يسميها ، ليحمل كلّ منها الاسم الذي يضعه الإنسان، فوض أسماء لجميع الحيوانات المستأنسة و الطيور السماء، ودواب الحقول ...) . وسواء اختلف أصحاب هذا الرأي أو اتفقوا في كيفية تعليم الله آد ة، وفي ماهية (۲) المعلم فإنهم يلتقون جميعاً في أن اللغة من الله سبحانه وتعالى.


الرد :
و لم تسلم هذه الأدلة – عقلية كانت أم نقلية يس من السهل ردّها، أو – على الأقل - من تفسيرات المعارضين بصورة بصورة تتسع لها النصوص واردة
(۱) ما قدمه أصحاب نظرية التوقيف من دليل عقلي مردود عليه بأن العلاقة بين (التوقيف) وبين (الاصطلاح) ليست علاقة (الضدية) حتى إذا انتفى أحدهما ثبت الآخر. وإذا عرفنا أن هناك نظريات أخرى غير هاتين، فليس من الضروري أنه إذا ثبت إبطال نظرية (الاصطلاح) تثبت صحة نظرية (التوقيف)، فقد تثبت نظرية أخرى كالمحاكاة مثلاً، وعلى ذلك فلا يصلح أن يكون هذا دليلا عقليا.
(۲) رفض بعض العلماء الاستشهاد بالآية الكريمة بناءً على قاعدة أصولية هي. أن الدليل إذا تطرق إليه الاحتمال سقط به الاستدلال. ومن هؤلاء ابن جني الذي يقول: إن قول الله تعالى { وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا} لا يتناول موضع الخلاف، وذلك أنه قد يجوز أن يكون تأويله : أقدر آدم على أن واضع عليها، وهذا المعنى من عند الله سبحانه لا محالة، فإذا كان ذلك محتملاً غير مستنكر سقط الاستدلال به.


(۳) واعترض على ما ورد في سفر التكوين بأنه. يعد دليلا ضد النظرية لها، فهو يشير إلى أن آدم هو الذي وضع اللغة حيث يقول: (ثم عرضها على أدم ليرى كيف يسميها ... فوضع آدم أسماء لجميع الحيوانات ... وهكذا اتسعت النصوص المذكورة لتفسيرات المعارضين إلى حدّ يمكن معـ أن يسقط الاستدلال بها.


(۲) الاصطلاح و المواضعة :
إذا كان بعض العلماء قد ذهب إلى أن الله تعالى هو الذي لقن آدم اللغة وأوقف عليها، فإن طائفة أخرى يذهبون إلى أنّ الإنسان هو مصدر اللغة، فهو واضعها وصانعها. ومن هؤلاء العلماء: قديماً: الفيلسوف اليوناني (ديمو كريت) في القرن الخامس قبل الميلاد، وفي العصور الوسطى. من علماء المسلمين. ابن جني وأستاذه أبو علي الفارسي، وأبو الحسن من اللغويين، وطائفة غير قليلة من المعتزلة، ويعد الغزالي من الفلاسفة الذين جوزوا الأمرين (الاصطلاح) و(التوقيف) .


تصور أصحاب النظرية لنشأة اللغة:
ولقد ذهب أصحاب النظرية - في تصور نشأة اللغة - مذهبا تخصه ابن جني بقوله: (كأن يجتمع حكيمان أو ثلاثة فصاعدا، فيحتاجون إلى الإبانة عن الأشياء المعلومة، فيضعون لكل واحد ( منها سمة ولفظا ، إذا ذكر عرف به ما مسماه، ليمت من غيره. إلى أن يقول : فكأنهم جاءوا إلى واحد من بني آدم ، فأومأوا إليه، وقالـ إنسان إنسان إنسان، فأي وقت سمع هذا اللفظ علم أن المراد به هذا الضرب مــ المخلوق، وإن أرادوا سمة عينه أو يده أشاروا إلى ذلك، فقالوا : يَدٌ ، عَيْن ، رَأسـ قدم، أو نحو ذلك. فمتى سُمِعَت اللفظة من هذا عُرِف مَعْنِيُّها ، وهلم جرا فيـ سوى هذا من الأسماء، والأفعال والحروف ...) .


الأدلة :
ليس لهذا الرأي أدلة مباشرة مقبولة تاريخيا، أو نقليا، أو عقليا، وما قدمو لا يعدو أن يكون إضعافا أو إبطالا لرأي (التوقيف).


(3) المحاكاة والتقليد :
يرى لفيف من العلماء - القدامى والمحدثين - أن اللغة ليست من الله تعالى، إنما هي من صنع الإنسان. لكنه لم يصل إليها عن طريق (الاصطلاح والمواضعة) كما سبق - بل وصل إليها بالمحاكاة والتقليد لكل ما وقع على سمعه من: وات الطبيعة كالرعد والبرق، وأصوات الحيوانات والطيور، وأصوات حداث كالشق، والهدم والكسر ... بدأ الإنسان يحاكي تلك الأصوات تخذها علامة ودلالة على مصدرها. وقد ذهب إلى هذا : كثير من فلاسفة العصور القديمة، وبعض علماء العربية كابن جني الذي قال في كتاب (الخصائص) تعقيباً على رأي المحاكاة: (وهذا عنــد وجه صالح، ومذهب متقبل) .


تصور أصحاب المحاكاة لنشأة اللغة:
اللغة في مفهوم هذه النظرية تولّدت، واكتمل نظامها تدريجيا، فقد حاكي الإنسان: الأصوات المسموعة دلالة على مصدرها، أو على ما يلازمها ويصاحبها ... وكانت المحاكاة أول الأمر كاملة، ثم بدأت تختلف شيئا فشيئا بتحول الأصوات إلى كلمات ذات مقاطع ... وهنا دخلت الإشارات الجسمية واليدوية، مصاحبة للكلمات المنطوقة؛ لتساعد على التعبير والإبانة .. وكلما تطورت اللغة، وبعدت الألفاظ عن مصدرها - الذي تحاكيه - كلما قل استخدام الإشارات، وبذلك وبعد مراحل زمنية سحيقة تحولت اللغة من مفردات محدودة، تحاكي مصادرها، إلى مفردات كثيرة، بينها كلمات - غير قليلة - اكتسبت دلالتها عن طريق آخر غير المحاكاة، وذلك بفضل التطور الكبير للحياة العقلية والفكرية، واتساع معالم الحضارة وتنوعها، وتطور الصوت وأعضاء النطق. الأدلة: يستند أصحاب المحاكاة – في إثبات رأيهم - إلى:
(1) لغة الطفل : فمراحل الارتقاء اللغوي عنده تشبه - إلى حد كبير - اللغة الإنسانية، في تطورها .. فالطفل في أول أمره يحاكي ويقلد ؛ ثم يدخــ (الإشارات) كمساعد في التعبير، ثم تستقيم لغته وتستقل.
(ب) اللغات البدائية : كما أنهم يستفيدون - في إثبات رأيهم - بخصائص اللغات البدائية، ففيها كثير من الكلمات التي تحاكي ما تدل عليه، ومعظم كلماتها ساذجة ومحدودة.


(٤) نظرية الغريزة الكلامية رأى آخر - يضاف إلى ما سبق - يقول: إن اللغة الإنسانية الأولى، نشات عما يسمي (الغريزة الكلامية). فقد خلق الإنسان الأول، مزوّداً بتلك الغريزة، وبواسطتها أصبح قادراً، علي التعبير عن المدركات الحسية والمعنوية .. وقد كانت هذه الغريزة متحدة، عند جميع الأفراد، في طبيعتها، وفي وظيفتها، وفيما يصدر عنها، تماماً مثل: التعبير الطبيعي عن الانفعالات كالغضب والسرور، تلك التي تحمل الإنسان على أداء حركات وأصوات معينة من انقباض الأسارير، أو انبساطها. ومن هنا اتحدت المفردات في البيئة الإنسانية الأولى، وتشابهت طرق التعبير. وبعد أن اكتملت اللغة، توقف استخدام الإنسان لهذه (الغريزة) فانقرضت والجهد ومن أشهر من قال بهذا الرأي : (ماكس مولار) العالم الألماني، ۱۸۲۳ _ ۱۹۰۰ م. والعالم الفرنسي (رينان) ۱۸۲۳ - ۱۸۹۰ م.
الأدلة : انطلاقا من الدراسة المقارنة للغات، استطاع (مولار) أن يدرس مفردات اللغات (الهندية الأوربية)، وقد ظهر له : أنها ترجع إلى خمسمائة (أصل) مشترك .. وذهب إلى أن هذه الأصول) تمثل اللغة الإنسانية الأولى، وعنها تفرعت جميع اللغات.


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

ليلى، فتاة شابة...

ليلى، فتاة شابة متحمسة وطموحة، كانت تعمل في مجال الإعلام وتحلم بتحقيق النجاح والتميز في مسارها المهن...

The treasure, t...

The treasure, the value of which will be determined by a committee of experts, will be sold to a mus...

تعريف البيئة وا...

تعريف البيئة والمواد الصديقة للبيئة وصفتها وأهدافها.. جاء تعريف البيئة بعدة طرق وكلها تصب في مصب واح...

إن الحمدلله نحم...

إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مض...

مظاهر القوة الا...

مظاهر القوة الاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية : 1 - الولايات المتحدة أول قوة فلاحيه في العالم :...

Despite lingeri...

Despite lingering perceptions, 37.0°C (98.6°F) is rooted in a historical convention that modern data...

حدود البحث الح...

حدود البحث الحدود الموضوعية: استخدام الروبوتات في تدريب الجراحين على عمليات القلب بالمنظار. الحدو...

أزمة متتالية غي...

أزمة متتالية غير مسبوقة ذات عواقب وخيمة على تنظيم التجارة العالمية، وظهرت تدفقات جديدة، كما رأينا، و...

زئِس الجمهىزٍت ...

زئِس الجمهىزٍت جخه٠ الؿلُت الخىُٟظًت في الىٓام الؿُاس ي اإلاسخلِ بالشىاثُت، ؤي وظىص عثِـ ظمهىعٍت مىخ...

صَنع الإنسان ال...

صَنع الإنسان البوليمرات الاصطناعية باستخدام المواد المتوفرة في الطبيعة مثل السيليلوز. صُنعت مجموعة م...

Italian cuisine...

Italian cuisine has spread throughout the world, and has become one of the most important distinctiv...

مفهوم تطوير الم...

مفهوم تطوير المنهج ارتبط مفهوم تطوير المنهج بمصطلحات عديدة، مثل تغيير المنهج، أو إصلاح المنهج. وعلى...