Lakhasly

بل هو تمثيل حي للتطور الإنساني وتفاعله مع محيطه الطبيعي والاجتماعي. ليس فقط في النطاق الوطني بل على المستوى العالمي. إلى الحقوق والواجبات في علاقة الفرد بالمجتمع الدولة. فالمواطنة ليست فقط مسؤلية الدولة تجاه الأفراد، لذلك تعد المواطنة من القضايا الهامة على الصعيد العالمي والمحلي وتسعى الدول إلى تبني العديد من مشاريع التطوير والإصلاح ، وكان لها أثر على العلاقات بين أفراد المجتمع الواحد، ٢٨٦ ) ومن هنا تظهر ضرورة البدء بتعزيز وتنمية إعتزاز الأطفال بتراب بلادهم وتعويدهم على ممارسة السلوكيات التي تدل على التزام قيم المجتمع وتحمل المسئولية تجاه بلاده وتجاه الآخرين وتجاه البيئة الحضارية من حوله ومناهج التربية الفنية كأحد المناهج في مراحل التعليم له دور في تشكيل الفكر والتوجيه من خلال استخدام الرسوم والصور المتنوعة والأعمال والمنتجات الفنية المتنوعة والتي تحمل في طياتها العديد من المفاهيم والأفكار البناءة لذلك كان أحد الدوافع المهمة التي أثارت الإحساس لدى الباحثة لاختيار هذا الموضوع : وهي : استشعار الباحثة وجود حاجة ماسة في الوقت. لاقتناعهم بالدور الذي تلعبه التربية الفنية في تربية النشء وإثراء الثقافية الإنسانية بكل وقد حظيت هذه المادة بإهتمام التربويين والمتخصصين في مجال التربية بالدراسات والبحوث المتواصلة لإبراز أهميتها كعنصر أساسي في الهيكل الدراسي لحياة المتعلمين منذ طفولتهم لتنمية قدراتهم الإبداعية، حيث تهتم بالبيئة السلوكية الإيجابية للأفراد من خلال دراسة ميادين التربية الفنية ومجالاتها، وأثناء ممارسة العمليات الإنتاجية للفن، ۲۰۰۸). وحيث إن التقدم الحقيقي للوطن في ظل تحديات القرن الجديد ومستجداته تصنعه عقول وسواعد المواطنين، ٢٠٠٤). والتأكيد على منظومة القيم التي تشكل خصوصية الثقافة المصرية من قيم وعادات و امتداد تاريخي وتفرد المجتمع الكويتي واستيعابه لمختلف الثقافات بالإضافة إلى ضرورة التحاور مع الثقافات الأخرى. ومسئولية التربية في مجال قيم المواطنة تنصب في اتجاهين يكمل أحدهما الآخر، الاتجاه الأول: يتمثل في إكساب وتنمية القيم المرتبطة بالموطنة، بينما يتمثل الاتجاه الثاني في بناء الاتجاهات الإيجابية نحو هذه القيم، وأساليب حل المشكلات والقراءة الحرة التي يمارس خلالها الطالب أنشطة عريضة تتصف بالجدية والتعمق. المفهوم المنظومي لقيم المواطنة وفي ضوء التعريف العام للمنظومة وتعريف قيم المواطنة يمكن تعريف منظومة قيم المواطنة بأنها : البناء أو الكيان الذي يحتوي على مكونات وأبعاد لقيم المواطنة المترابطة والمتفاعلة والمكتسبة عن طريق التعلم والممارسة العملية وذلك لتحقيق الأهداف ، وتتكون منظومة قيم المواطنة من خمسة أبعاد وهي : قيم المواطنة السياسية وقيم المواطنة الاجتماعية، البعد التربوي أن كلاً من التطرف والتربية الفنية، حيث يعمل الفن على تذويب التطرف وتسجيل ما ينتج عنه بالخط واللون، تساهم في الدعوة للمحافظة على الوحدة الوطنية

الفن وتأثيراته
لطالما اقترن تاريخ الفن بتاريخ الإنسان، ان تاريخ ليس مجرد سجل للأحداث أو الأعمال الفنية التي خلفتها الحضارات المختلفة، بل هو تمثيل حي للتطور الإنساني وتفاعله مع محيطه الطبيعي والاجتماعي. ويرى "هربرت ريد" أن الفن همزة وصل بين الفنان والناس وأنه نشاط أخلاقي يهدف إلى تحقيق غايات كلية كالجمال والخير والمنفعة للناس يعكس الحالات الثقافية، الاقتصادية، والسياسية للمجتمعات التي نشأ فيها، وشهد العالم فنانين عظام اتسمت أعمالهم ولوحاتهم بالقومية والوطنية مما يدل على تأثر الفنان بالحالات المختلفة لوطنه، وكيف يؤثر ويتأثر به، وقد أثبتت على ذلك أعمالهم ولوحاتهم الرائعة.
من ها المنطلق، نتمكن من رؤية كيف استطاع الإنسان أن يترجم تجاربه وأفكاره إلى أشكال فنية تتجاوز حدود اللغة والزمان. كانت ومازالت هذه الأشكال الفنية تُعبر عن مواقف الإنسان تجاه القضايا الكبرى مثل الحرية، العدالة، والسلام، وحقوق الإنسان.
ومع تزايد الاعتراف بأهمية الحقوق المدنية والسياسية والدور النشط الذي يمكن أن يلعبه الأفراد في تشكيل مجتمعاتهم، أصبح موضوع المواطنة مركزيًا في النقاشات العالمية. الحركات الإنسانية ومناقشات حقوق الإنسان قد أعادت تعريف ما يعنيه أن تكون مواطنًا، ليس فقط في النطاق الوطني بل على المستوى العالمي.
يشير مفهوم المواطنة، بشكل عام، إلى الحقوق والواجبات في علاقة الفرد بالمجتمع الدولة. فالمواطنة ليست فقط مسؤلية الدولة تجاه الأفراد، بل هي أيضاً واجبات الأفراد تجاه الدولة (1997,Hill & Tisdall) ، وتتميز المواطنة بنوع من الولاء للبلاد ووحدتها في أوقات السلم والحرب والتعاون مع المواطنين الآخرين في تحقيق الأهداف القومية (أحمد زكي بدوي، ۲۰۰۰، ۳۰۷)، المواطنة بمفهومها الواسع عبارة عن صلة الأفراد بالدولة التي يعيشون ويرتبطون بها جغرافيا وتاريخيا وثقافيا ونفسيا ودينيا بشكل دائم ومستمر. لذلك تعد المواطنة من القضايا الهامة على الصعيد العالمي والمحلي وتسعى الدول إلى تبني العديد من مشاريع التطوير والإصلاح ، فهي أداة هامة لتنمية الأفراد.
ونظرا للتغير والتطور السريع الذي شمل جميع نواحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، أصبح العالم اليوم يواجه تحديات كبيرة ، وكان لها أثر على العلاقات بين أفراد المجتمع الواحد، وهنا يأتي دور المواطنة في تأصيل مجموعة من العلاقات الانسانية القائمة على التسامح والانتماء والولاء واحترام القوانين مهما كان هناك اختلاف في المنطلقات الفكرية أو المرجعيات الفلسفية لهذا المجتمع، وهذا ما أكدته دراسة ( هو ومارتن وسيم وياب ۲۰۰۱م) أن المواطن الصالح هو الذي يحافظ على بلده ويطيع القوانين فيها .
يعتبر ترسيخ مبادئ المواطنة وقيمها وروحها في وجدان الطفل يشكل هدفاً أساسياً لكل من الثقافة والتربية والتعليم. ولعلنا لا نبالغ إذا قلنا إن مهمة ترسيخ روح المواطنة في وجدان الطفل هي مفتاح الدخول أو السبيل الواضح الذي يقود إلى تحقيق الغايات والمهام المتعددة التي تسعي إليها وظائف ثقافة الأطفال، مثلما تسعي إليها وظائف التربية والتعليم، في قواعد إعداد الطفل وتعليمه وتنميته من كل النواحي( فاضل الكعبي، ٢٠١١، ٢٨٦ ) ومن هنا تظهر ضرورة البدء بتعزيز وتنمية إعتزاز الأطفال بتراب بلادهم وتعويدهم على ممارسة السلوكيات التي تدل على التزام قيم المجتمع وتحمل المسئولية تجاه بلاده وتجاه الآخرين وتجاه البيئة الحضارية من حوله
وقد تعالت الأصوات المنادية بضرورة تعليم وتعلم المواطنة من خلال المناهج الدراسية وهي أحد الأهداف التي يسعى نظام التعليم إلى تنميتها لدى المتعلمين وهي تنشئة المواطن الصالح المخلص في خدمة وطنه وأمته التي ينتمي إليها.
ومناهج التربية الفنية كأحد المناهج في مراحل التعليم له دور في تشكيل الفكر والتوجيه من خلال استخدام الرسوم والصور المتنوعة والأعمال والمنتجات الفنية المتنوعة والتي تحمل في طياتها العديد من المفاهيم والأفكار البناءة لذلك كان أحد الدوافع المهمة التي أثارت الإحساس لدى الباحثة لاختيار هذا الموضوع : وهي : استشعار الباحثة وجود حاجة ماسة في الوقت. الحالي إلى الاهتمام بالمواطنة، والعمل على دمجها في مناهج التربية الفنية وهذا ما أكدته دراسة كل من ( فاطمة سرور ، محمد العزام ، ٢٠١٢م) ، (فايزة أخضر، ٢٠٠٥م) ، (إيمان عبد اللطيف ٢٠١٤م) ضرورة تنمية المواطنة من خلال المقررات الدراسية، وإعادة بنائها بحيث تواكب روح العصر وتعمل على تنمية الشخصية المتكاملة المتزنة للمتعلم . ويمكن إدراك حجم المشكلة من ازدياد الاهتمام بالمواطنة، والبحث عن أفضل السبل والعناصر اللازمة لتعزيزها، وبما أن الباحثة لم تعثر على أي دراسة تؤكد دور مناهج التربية في تعزيز قيم المواطنة من هنا انبثقت الحاجة إلى مثل هذه الدراسة .:
أي مشكلة أو مواجهة أي موقف، وتدفع إلي التجديد وإنتاج كل ما هو مبتكر، مما جعل العلماء والمربين والمفكرين المهتمين بالتربية الفنية يهتمون بالبحث عن رؤية جديدة، ومفهوم جديد لمناهج التربية الفنية ونظريات تدريسها، لاقتناعهم بالدور الذي تلعبه التربية الفنية في تربية النشء وإثراء الثقافية الإنسانية بكل
تعتبر مادة التربية الفنية مادة علمية، مثلها مثل المواد الدراسية الأخرى، وقد حظيت هذه المادة بإهتمام التربويين والمتخصصين في مجال التربية بالدراسات والبحوث المتواصلة لإبراز أهميتها كعنصر أساسي في الهيكل الدراسي لحياة المتعلمين منذ طفولتهم لتنمية قدراتهم الإبداعية، وإحساسهم بمواطن الجمال من حولهم. وتذوقها بالإضافة إلى تحقيق الأهداف الأخرى للتربية الفنية.
وكان لإهتمام المتخصصين في تحسين مناهج التربية الفنية دور كبير وسعي لترسيخ مفهوم الحاجة للتربية الفنية كمادة دراسية
أساسية في المنهج العام، لما لها من أهمية كبري في مخاطبة العقل والوجدان وتهذيب الإحساس وتكوين الشخصية، التي
تساعد على التخلص من الجمود وتمنح المرونة الكافية عند حل مفيد ( علاء محمد حسنین، ۲۰۱۱) وفي ضوء الاتجاهات التربوية الحديثة للتربية الفنية أصبح مفهومها يرتبط بالسلوك القيمي والوظيفية من خلال التربية عن طريق الفن، حيث تهتم بالبيئة السلوكية الإيجابية للأفراد من خلال دراسة ميادين التربية الفنية ومجالاتها، وأثناء ممارسة العمليات الإنتاجية للفن، وهذا يدعو للإهتمام بمراحل النمو التربوي والفني للطلاب للمساهمة في حل المشكلات المختلفة لهم من خلال إدراك المفاهيم المتنوعة من دراسة المجال الفني، وهذا ما قد أوضحته العديد من الدراسات والبحوث ( مراد حكيم
بياوي، ۲۰۰۸). وتعد قيم المواطنة من بين سبل مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين، وحيث إن التقدم الحقيقي للوطن في ظل تحديات القرن الجديد ومستجداته تصنعه عقول وسواعد المواطنين، فإن إكسابهم قيم المواطنة بعد الركيزة الأساسية للمشاركة الإيجابية والفعالة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لكل من
الفرد والمجتمع.
فالتربية من أجل المواطنة تعني - في الأساس وقبل كل شيء - أن نغرس وتنمي ونعمق في عقول وجدان أبنائنا تلك الفضائل والعادات والمهارات والاتجاهات الضرورية لبناء الوطن فالمسألة - إذن - أكبر وأعمق وأوسع من مجرد تعليم الطلاب مادة دراسية هنا أو جزءاً من مادة دراسية هناك (فرج، ٢٠٠٤). وفي هذا السياق تؤكد الدراسات على ضرورة الاهتمام بالتربية من أجل المواطنة لتماسك الأمة، وعدم فقدان الذاتية الثقافية - وبخاصة - في أوقات التحول الاجتماعي والأزمات القومية، والتأكيد على منظومة القيم التي تشكل خصوصية الثقافة المصرية من قيم وعادات و امتداد تاريخي وتفرد المجتمع الكويتي واستيعابه لمختلف الثقافات بالإضافة إلى ضرورة التحاور مع الثقافات الأخرى.
وبما أن التربية الفنية هي جزء من التربية لذلك فهي تسعى إلى بناء وتطوير شخصية الفرد الكناني، (۲۰۱۲)، ومسئولية التربية في مجال قيم المواطنة تنصب في اتجاهين يكمل أحدهما الآخر، الاتجاه الأول: يتمثل في إكساب وتنمية القيم المرتبطة بالموطنة، بينما يتمثل الاتجاه الثاني في بناء الاتجاهات الإيجابية نحو هذه القيم، ومحصلة هذين الاتجاهين: بناء الوعي بقيم المواطنة لدي الطلاب وترجمته إلى أسلوب عملي وممارسات يومية، وهذه مسئولية كافة مؤسسات التربية الرسمية وغير الرسمية؛ حيث تتطلب تكاملاً بين المدرسة والجامعة وكافة مؤسسات المجتمع.
ولما كانت المواطنة سلوكاً وأفعالاً، فهناك من رأى ليندا هريرا (۲۰۰۳) أن المناهج يمكن أن تنمي المواطنة بطريقة خفية بإستخدام أساليب التعلم الذاتي، والعمل كفريق، وذلك بترك مساحات داخل المناهج الدراسية للطلاب تكون مخصصة للنشاط، حيث يهدف النشاط الطلابي إلى تحقيق أهداف خاصة تتضمن قيماً وعادات وأفكاراً واتجاهات مرتبطة بالمواطنة
وغرس وتنمية قيمتها.
ولما كانت المواطنة مشبعة في الغالب بأبعاد قيمية فإن تعليمها يحتاج إلى إستراتيجيات تدريسية تؤكد علي فعالية وإيجابية المتعلم، وهي إستراتيجيات التعلم الذاتي مثل الألعاب التعليمية الرسم، المحاكاة، لعب الأدوار والمناقشة، وأساليب حل المشكلات والقراءة الحرة التي يمارس خلالها الطالب أنشطة عريضة تتصف بالجدية والتعمق.

. المفهوم المنظومي لقيم المواطنة
في ظل سيادة مدخل النظم على معظم مجالات الحياة الانسانية كان لابد من الأخذ به في مجال المواطنة ، ويعرفه ( صبري ، ۲۰۰۸، ص ۳۵) " مجموعة من العناصر والمكونات التي تتفاعل بينها لحقيق هدف محدد
كما يعرف (المعمري ، ٢٠١٤م، ص (٤١) قيم المواطنة بأنها شيء مكتسب بالتعلم والممارسة العملية وذلك بالالتزام نحو الدولة ورموزها والمشاركة النشطة لتحقيق التنمية في المجتمع ". وفي ضوء التعريف العام للمنظومة وتعريف قيم المواطنة يمكن تعريف منظومة قيم المواطنة بأنها : البناء أو الكيان الذي يحتوي على مكونات وأبعاد لقيم المواطنة المترابطة والمتفاعلة والمكتسبة عن طريق التعلم والممارسة العملية وذلك لتحقيق الأهداف ، وتتكون منظومة قيم المواطنة من خمسة أبعاد وهي : قيم المواطنة السياسية وقيم المواطنة الاجتماعية، وقيم المواطنة الاقتصادية، وقيم المواطنة
الجمالية، وقيم المواطنة التربوية.
وعليه يمكن أن نوضح شكل (1) منظومة قيم المواطنة
البعد السياسي
البعد الاجتماعي
البعد الاقتصادي
قيم المواطنة
البعد التربوي
البعد الجمالي

مع إطلالة القرن الحادي والعشرين برزت على الساحة ظواهر غريبة على المجتمعات العالمية عامة والمجتمعات العربية خاصة، ومنها ظاهرة التطرف الفكري . كل ذلك باسم الحرية تلك الحرية التي أفرزت واقعاً جديداً تشتعل فيه النزعات والانحرافات الأخلاقية لتتلاقى فيه آمال البسطاء مع مخططات الجبناء صانعة في النهاية ما يسمى التطرف الفكري.
ومما لا شك فيه، أن كلاً من التطرف والتربية الفنية، يؤثر كلاهما في الآخر، حيث يعمل الفن على تذويب التطرف وتسجيل ما ينتج عنه بالخط واللون، فتصبح الأعمال الفنية وثيقة إدانة تُرفع في وجه من رفعوا راية التطرف ، فإن مقاومة التطرف من خلال التربية الفنية أصبح أمرا ضروري ما قيم المواطنة التي تسعى مناهج التربية الفنية الى تنميتها ؟
قيم المواطنة السياسية:
تعزيز الانتماء الوطني
تساهم في الدعوة للمحافظة على الوحدة الوطنية
تشجع علي النقد الإيجابي البناء
تعزيز الهوية الوطنية والارتباط بالوطن
التشجيع علي تأدية الواجبات الوطنية
احترام القانون والنظام
تهتم بوضع معايير الحقوق الفنية للأعمال المختلفة
تهتم بضرورة السلام العالمي بين الشعوب.
تنمي مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات