Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (50%)

وكان لا يدخل بيته ثمرة منها ولا إلى منزله حتى يعطي كل ذي حق حقه. فلما قبض الشيخ وورثه بنوه - وكان له خمسة من البنين- فحملت جنتهم في تلك السنة التي هلك فيها أبوهم حملا لم يكن حملته من قبل ذلك، فراح الفتية إلى جنتهم بعد صلاة العصر, فشاهدوا ثمرا ورزقا فاضلا لم يعاينوا مثله في حياة أبيهم. وقال بعضهم لبعض: إن أبانا كان شيخا كبيرا قد ذهب عقله وخرف، فهلموا نتعاهد ونتعاقد فيما بيننا أن لا نعطي أحدا من فقراء المسلمين في عامنا هذا شيئا، ثم نستأنف الصنعة فيما يستقبل من السنين المقبلة. أي قال لهم أوسطهم: اتقوا الله وكونوا على منهاج أبيكم تسلموا وتغنموا، فلما أيقن الأخ أنهم يريدون قتله دخل معهم في مشورتهم كارها لأمرهم، فراحوا إلى منازلهم ثم حلفوا بالله أن يقطفوا ثمارهم إذا أصبحوا، فأشار القرآن إلى أنهم كيف أقسموا على قطف ثمار مزرعتهم دون إعطاء الفقراء شيئا منها، وحال بينهم وبين ذلك الرزق الذي كانوا أشرفوا عليه. فقد أراد أن يجعل لهم آية تهديهم إلى الإيمان به والتسليم لأوامره بالإنفاق على المساكين وإعطاء كل ذي حق حقه. فهل يستطيعوا أن يخفوه عن عالم الغيب والشهادة؟ فأرسل الله تعالى البلاء والعذاب على ثمارهم فأصبحت سوداء محترقة فلما رأوها أدركوا في تلك اللحظة أن الحرمان الحقيقي ليس بقلة المال والجاه، وإنما الحرمان هو قلة الإيمان والمعرفة بالله. وصار بداية لرحلة المسير في آفاق التوبة والإنابة، ومن هنا نعلم أن من أهم الحكم التي وراء إصابة الإنسان بالبأساء والضراء وألوان من العذاب في الدنيا، إنها سنة إلهية: ولعل في القصة إشارة إلى أن الله تعالى أجرى نفس السنة على المترفين أو طالهم منه شيء من العذاب في الدنيا. ولا عن مساحتها ولا عن نوع الثمرة التي أقسم أصحابها على صرمها. لأن هذه الأمور ليست بذات أهمية في منهج الوحي،


Original text

كان شيخ كبير كانت له جنة، وكان لا يدخل بيته ثمرة منها ولا إلى منزله حتى يعطي كل ذي حق حقه. فلما قبض الشيخ وورثه بنوه - وكان له خمسة من البنين- فحملت جنتهم في تلك السنة التي هلك فيها أبوهم حملا لم يكن حملته من قبل ذلك، فراح الفتية إلى جنتهم بعد صلاة العصر, فشاهدوا ثمرا ورزقا فاضلا لم يعاينوا مثله في حياة أبيهم. فلما نظروا إلى الفضل طغوا وبغوا، وقال بعضهم لبعض: إن أبانا كان شيخا كبيرا قد ذهب عقله وخرف، فهلموا نتعاهد ونتعاقد فيما بيننا أن لا نعطي أحدا من فقراء المسلمين في عامنا هذا شيئا، حتى نستغني وتكثر أموالنا، ثم نستأنف الصنعة فيما يستقبل من السنين المقبلة. فرضي بذلك منهم أربعة، وسخط الخامس وهو الذي قال فيه الله تعالى: (قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون). أي قال لهم أوسطهم: اتقوا الله وكونوا على منهاج أبيكم تسلموا وتغنموا، فبطشوا به، وضربوه ضربا مبرحا, فلما أيقن الأخ أنهم يريدون قتله دخل معهم في مشورتهم كارها لأمرهم، غير طائع، فراحوا إلى منازلهم ثم حلفوا بالله أن يقطفوا ثمارهم إذا أصبحوا، ولم يقولوا إن شاء الله. فأشار القرآن إلى أنهم كيف أقسموا على قطف ثمار مزرعتهم دون إعطاء الفقراء شيئا منها، وتعاهدوا على ذلك. ولكن هل فلحوا في أمرهم؟ لقد ابتلاهم الله بذلك الذنب، وحال بينهم وبين ذلك الرزق الذي كانوا أشرفوا عليه. إن الله الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، ما كان ليغفل عن تدبير خلقه، وإجراء سننه في الحياة. فقد أراد أن يجعل لهم آية تهديهم إلى الإيمان به والتسليم لأوامره بالإنفاق على المساكين وإعطاء كل ذي حق حقه. وأن يعلم الإنسان بأن الجزاء حقيقة واقعية، وإنه نتيجة عمله. وإذا إستطاعوا أن يخفوا مكرهم عن المساكين، فهل يستطيعوا أن يخفوه عن عالم الغيب والشهادة؟ فأرسل الله تعالى البلاء والعذاب على ثمارهم فأصبحت سوداء محترقة فلما رأوها أدركوا في تلك اللحظة أن الحرمان الحقيقي ليس بقلة المال والجاه، وإنما الحرمان هو قلة الإيمان والمعرفة بالله. وهكذا أصبح هذا الحادث المريع بمثابة صدمة قوية أيقظتهم من نومة الضلال والحرمان، وصار بداية لرحلة المسير في آفاق التوبة والإنابة، والتي أولها اكتشاف الإنسان خطئه في الحياة. ومن هنا نعلم أن من أهم الحكم التي وراء إصابة الإنسان بالبأساء والضراء وألوان من العذاب في الدنيا، هو تصحيح مسيرته بإحياء ضميره واستثارة عقله من خلال ذلك، كما قال ربنا عزوجل: (فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون). إنها سنة إلهية: ولعل في القصة إشارة إلى أن الله تعالى أجرى نفس السنة على المترفين أو طالهم منه شيء من العذاب في الدنيا. ومادامت السنن الإلهية في الحياة واحدة، فيجب إذن أن يعتبر الإنسان بالآخرين، سواء المعاصرين له أو الذين سبقوه، وأن يعيش في الحياة كتلميذ، لأنها مدرسة, وأحداثها خير معلم لمن أراد وألقى السمع وأعمل الفكر. فهذه قصة أصحاب الجنة يعرضها الوحي لتكون أحداثها ودروسها موعظة وعبرة للإنسانية. ومن الملفت للنظر، أن القرآن في عرضه لهذه القصة لا يحدثنا عن الموقع الجغرافي للجنة، هل كانت في اليمن أو في الحبشة، ولا عن مساحتها ولا عن نوع الثمرة التي أقسم أصحابها على صرمها.. لأن هذه الأمور ليست بذات أهمية في منهج الوحي، إنما المهم المواقف والمواعظ والأحداث المعبرة، سواء فصل العرض أو اختصر.


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

التأثير العاطفي...

التأثير العاطفي والنفسي - رينيه سبيتز: قام رينيه سبيتز، وهو محلل نفسي فرنسي، بدراسة تأثير القصور الع...

Introduction: C...

Introduction: Cardiac arrest necessitates immediate intervention, with CPR serving as a pivotal emer...

أمطار ، وثلج ، ...

أمطار ، وثلج ، ومطر متجمد وبرد ،تتشكل قطرات المطر عندما تكون درجة حرارة الهواء القريب من سطح األرض ...

إيواء الأشخاص ف...

إيواء الأشخاص في وضعية صعبة أو غير مستقرة أو وضعية احتياج داخل مؤسسات الرعاية الاجتماعية أو بمؤسسات ...

الحكامة هي أولا...

الحكامة هي أولا وقبل كل شيء تعبير عن ممارسة السلطة السياسية وإدارتها الشؤون المجتمع و موارده وهذا ...

* مراحل استخدام...

* مراحل استخدام الاجراءات التحليلية أ. عندالتخطيط لعملية التدقيق: يقوم المدقق باستخدام الإجراءات ...

النظام المفتوح ...

النظام المفتوح تتجدد فيه الطاقة مع إزالة المادة باستمرار ويتحقق التعادل عندما عاما المالي وخول وخروج...

فؤاد أبو حطب : ...

فؤاد أبو حطب : وفي هذا الصدد يحاول المؤلف أن يرصد بعض تلك الجهود ، فمنذ عام ١٩٨٥ ( قدم ) م الدكتور ف...

إدارة الفعاليات...

إدارة الفعاليات تشمل تخطيط وتنظيم وتنفيذ الأحداث المختلفة مثل المؤتمرات والحفلات والمعارض. تشمل هذه ...

المهيمن هو العض...

المهيمن هو العضو الذي يحاول أن يفرض سيطرته على المجموعة، هذا العضو يختلف على المتحدث المؤمن لأن هذا ...

IntroductionThe...

IntroductionThe Islamic Economic system is a system which is in conformity with the rulesof Shariah....

حوكمة المعلومات...

حوكمة المعلومات – مبادئ، واستراتيجيات، وأفضل الممارسات وفي كل الحالات ومع أي قناة تسليم جديدة على ا...