Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (100%)

مدخل: كان ذلك سنة 1871 عندما عانقت الطبيعة كبرياء رجل جزائري لتحبل بمعجزة. مدفع الكروش باب آخر يفتح على الأسطورة الكامنة في عمق الحقيقة. " بوثعلاوت" راود الأوهام فاستحالت إلى حقيقة، حيث اتحدت البساطة بالشجاعة واستبد العدم عندما اختفت الوسائل. النص :
قرية "مركوندة" هذا المساء تبدو حزينة على غير العادة، تشكل تقاسيم أديمها المترامي الأطراف وديانا تخترقه كأنها العروق تبث الحياة في كل مكان. هي تجاعيد حفرتها الطبيعة جداول يجري بها الماء رقراقا على مدار السنة. إنها نائمة في هذا المكان منذ الأزل تتوسد مرتفعات "إيذشل" وتلتحف بساطا أخضر كأنه السندس المهرب من الجنة. أسرعت الشمس إلى المغيب وعلت القرية جلبة الضوضاء تشكلها صيحات التيوس وثغاء النعاج وهي تتدحرج صفوفا متراصة تمتد من سفح الجبل إلى أعلى قمته. في المؤخرة كان "بوثعلاوث" رفقة كلبه "فرعاس" يحاولان إعادة النعاج الشاردة إلى الكوكبة. لم يكن هذا اليوم يختلف عن باقي أيام "بوثعلاوث" إلا أنه أحس بشعور غريب ينتابه منذ الصباح، ولم يكن يدري ما طبيعته إلى أن لمحت عيناه منظر بستانه وقد قطعت العديد من أشجاره، وعلى القرب منه منظر فرسه وهي مذبوحة تسبح في بركة من دمائها. لم يصدق عينيه فراح يفركهما بقوة. أمسك عصاه بكلتا يديه وهب مسرعا يستطلع الأمر وقد هاله أن يرى فرسه على تلك الحال، بينما قام الكلب "فرعاس" بمهمة اقتياد القطيع إلى الزريبة. تخرج مسرعة. من هم. باستهزاء ترد. أنت دائما تقوى على إيذائي أنا فقط. أنا اللقمة الوحيدة المستساغة لديك. … اسكتي وإلا… قولي من هم. ؟
كان "بوثعلاوث" قد فكر بأن هذا ما هو إلا فعل جاره وغريمه الذي يكن له حقدا دفينا. بحزم تقطع عليه تفكيره. لقد جاء العسكر إلى هنا وعبثوا بممتلكاتنا بعدما أشبعوني ضربا، وقاموا بذبح الفرس واقتلاع الأشجار وفي الأخير اقتادوا البقرة الوحيدة التي نملكها وتركوا هذه الورقة وطلبوا حضورك إليهم غدا. أمسك الورقة ومط شفتيه كمن يتوعد بالانتقام. قفزت إلى ذهنه صور الأوراق التي كانوا يرسلونها في السابق والتي كان يمزقها. تأمل الورقة مليا ثم قال في سره ويداه تمزقان الورقة. هكذا إذن. غدا يدفعون الثمن ولن يأخذوا مني فرنكا واحدا . أسدل الليل رداءه وسكن كل ذي حركة إلى مأواه وبقيت أصوات الصراصير المنبعثة من كل مكان تتوارد إلى أذني "بوثعلاوث" الذي أخذ مكانا له تحت شجرة البلوط القريبة من بيته، وراح يستعرض في مخيلته الطرق التي تمكنه من الانتقام لشرفه. فكر أن يبيع بعض الشياه ثم يذهب إليهم لتسديد الغرامة وينتهي الأمر، ولكن شيئا ما بداخله كان يدعوه لاستعادة كرامته بالانتقام لشرف زوجته التي أهينت بالضرب، ولم يصل إلى فكرة معينة حتى مضى من الليل ثلثاه، فاستسلم للنوم يتوسد جذع شجرة البلوط ويلتحف بقايا برنوس. في الصباح استيقظ مبكرا كعادته ولم يكن قد فصل في أمره، فرفع عينيه للسماء كمن يستجدي قوة خارقة يترجاها أن تعينه على الخروج من الورطة التي وضعه فيها الغزاة الفرنسيون. وبينما هو كذلك لمح غصنا مستقيما يمتد من أسفل الشجرة إلى أعلاها وكأنه يلامس عنان السماء. وتبادرت إلى ذهنه صور الآلات التي رآها في إحدى حضائر الغزاة، وفي الحال لاحت بارقة أمل على محياه، وابتسم في وقار كمن يكتشف سرا عجيبا. أسرع إلى بيته وأحضر مجموعة من الأدوات الحديدية وقام باجتثاث الغصن ثم راح ينتزع لحاءه مستعملا ما توفر لديه من أدوات حادة، بعد ذلك قام بدهن باطنه بمختلف الزيوت، ثم أغلق إحدى طرفيه بقطعة حديدية كبيرة يتوسطها ثقب وضع فيه قطعة قماش محشو بالبارود الأسود، وجعلها تمتد إلى عدة أمتار مشكلة فتيلا قابلا للاشتعال، ثم قام بحمل كل ذلك إلى أعلى قمة في جبل "الرفاعة" وهناك نصب الغصن على حجر كبير ووجه فوهته إلى أحد مواقع الغزاة ثم أشعل الفتيل واختبأ. وكان النجاح حليفه. في صباح الغد تناهى إلى سمعه خبر يقول بأن قوات المستعمر تكبدت خسائر رهيبة إثر انفجار في موقعها الرئيسي… وأن هؤلاء قد شرعوا في حملة للبحث عن مصدر القصف فما كان على بوثعلاوث إلا أن أعد لهم مفاجأة أخرى ، فأعاد الكرة حيث وضع كميات أكبر من البارود، وما إن أشعل الفتيل حتى توقف الزمن لتتطاير أشلاؤه في كل الاتجاهات.


Original text

مــــدفــــــــع كـــــــــــــــروش
مدخل: كان ذلك سنة 1871 عندما عانقت الطبيعة كبرياء رجل جزائري لتحبل بمعجزة.. مدفع الكروش باب آخر يفتح على الأسطورة الكامنة في عمق الحقيقة.. " بوثعلاوت" راود الأوهام فاستحالت إلى حقيقة، حيث اتحدت البساطة بالشجاعة واستبد العدم عندما اختفت الوسائل..


النص :


قرية "مركوندة" هذا المساء تبدو حزينة على غير العادة، تشكل تقاسيم أديمها المترامي الأطراف وديانا تخترقه كأنها العروق تبث الحياة في كل مكان.. هي تجاعيد حفرتها الطبيعة جداول يجري بها الماء رقراقا على مدار السنة.. إنها نائمة في هذا المكان منذ الأزل تتوسد مرتفعات "إيذشل" وتلتحف بساطا أخضر كأنه السندس المهرب من الجنة..
أسرعت الشمس إلى المغيب وعلت القرية جلبة الضوضاء تشكلها صيحات التيوس وثغاء النعاج وهي تتدحرج صفوفا متراصة تمتد من سفح الجبل إلى أعلى قمته. في المؤخرة كان "بوثعلاوث" رفقة كلبه "فرعاس" يحاولان إعادة النعاج الشاردة إلى الكوكبة.
لم يكن هذا اليوم يختلف عن باقي أيام "بوثعلاوث" إلا أنه أحس بشعور غريب ينتابه منذ الصباح، ولم يكن يدري ما طبيعته إلى أن لمحت عيناه منظر بستانه وقد قطعت العديد من أشجاره، وعلى القرب منه منظر فرسه وهي مذبوحة تسبح في بركة من دمائها.. لم يصدق عينيه فراح يفركهما بقوة.. أمسك عصاه بكلتا يديه وهب مسرعا يستطلع الأمر وقد هاله أن يرى فرسه على تلك الحال، بينما قام الكلب "فرعاس" بمهمة اقتياد القطيع إلى الزريبة.
وصل بوثعلاوث إلى البستان وقد امتقع لون وجهه واحتقنت الدماء فيه حتى صار كحبة طماطم متعفنة.. ينادي على زوجته.. تخرج مسرعة..


يبادرها بالسؤال : من فعل هذا..؟.
تجيبه.. ومن غيرهم..؟.
من هم.. ؟ هيا قولي وإلا كسرت ضلوعك بهذه العصا.
باستهزاء ترد.. أنت دائما تقوى على إيذائي أنا فقط.. أنا اللقمة الوحيدة المستساغة لديك.
… اسكتي وإلا… قولي من هم.. ؟


كان "بوثعلاوث" قد فكر بأن هذا ما هو إلا فعل جاره وغريمه الذي يكن له حقدا دفينا.. بحزم تقطع عليه تفكيره.. لقد جاء العسكر إلى هنا وعبثوا بممتلكاتنا بعدما أشبعوني ضربا، وقاموا بذبح الفرس واقتلاع الأشجار وفي الأخير اقتادوا البقرة الوحيدة التي نملكها وتركوا هذه الورقة وطلبوا حضورك إليهم غدا.
أمسك الورقة ومط شفتيه كمن يتوعد بالانتقام.. قفزت إلى ذهنه صور الأوراق التي كانوا يرسلونها في السابق والتي كان يمزقها.. وقد أعلم آنذاك بأنهم يطلبون منه دفع غرامة الملكية.. تأمل الورقة مليا ثم قال في سره ويداه تمزقان الورقة.. هكذا إذن.. غدا يدفعون الثمن ولن يأخذوا مني فرنكا واحدا .
أسدل الليل رداءه وسكن كل ذي حركة إلى مأواه وبقيت أصوات الصراصير المنبعثة من كل مكان تتوارد إلى أذني "بوثعلاوث" الذي أخذ مكانا له تحت شجرة البلوط القريبة من بيته، وراح يستعرض في مخيلته الطرق التي تمكنه من الانتقام لشرفه.. فكر أن يبيع بعض الشياه ثم يذهب إليهم لتسديد الغرامة وينتهي الأمر، ولكن شيئا ما بداخله كان يدعوه لاستعادة كرامته بالانتقام لشرف زوجته التي أهينت بالضرب، ولم يصل إلى فكرة معينة حتى مضى من الليل ثلثاه، فاستسلم للنوم يتوسد جذع شجرة البلوط ويلتحف بقايا برنوس.
في الصباح استيقظ مبكرا كعادته ولم يكن قد فصل في أمره، فرفع عينيه للسماء كمن يستجدي قوة خارقة يترجاها أن تعينه على الخروج من الورطة التي وضعه فيها الغزاة الفرنسيون.. وبينما هو كذلك لمح غصنا مستقيما يمتد من أسفل الشجرة إلى أعلاها وكأنه يلامس عنان السماء.. وتبادرت إلى ذهنه صور الآلات التي رآها في إحدى حضائر الغزاة، وفي الحال لاحت بارقة أمل على محياه، وابتسم في وقار كمن يكتشف سرا عجيبا..
أسرع إلى بيته وأحضر مجموعة من الأدوات الحديدية وقام باجتثاث الغصن ثم راح ينتزع لحاءه مستعملا ما توفر لديه من أدوات حادة، بعد ذلك قام بدهن باطنه بمختلف الزيوت، ثم أغلق إحدى طرفيه بقطعة حديدية كبيرة يتوسطها ثقب وضع فيه قطعة قماش محشو بالبارود الأسود، وجعلها تمتد إلى عدة أمتار مشكلة فتيلا قابلا للاشتعال، ثم قام بملء الغصن بأسطوانات تحتوي على كميات معتبرة من البارود وروث الحيوانات وبقايا قطع حديدية، ثم قام بحمل كل ذلك إلى أعلى قمة في جبل "الرفاعة" وهناك نصب الغصن على حجر كبير ووجه فوهته إلى أحد مواقع الغزاة ثم أشعل الفتيل واختبأ.. وكان النجاح حليفه.
في صباح الغد تناهى إلى سمعه خبر يقول بأن قوات المستعمر تكبدت خسائر رهيبة إثر انفجار في موقعها الرئيسي… وأن هؤلاء قد شرعوا في حملة للبحث عن مصدر القصف فما كان على بوثعلاوث إلا أن أعد لهم مفاجأة أخرى ، فأعاد الكرة حيث وضع كميات أكبر من البارود، وما إن أشعل الفتيل حتى توقف الزمن لتتطاير أشلاؤه في كل الاتجاهات.


• القصة حقيقية وقعت بقرية مركوندة إحدى قرى الأوراس الجزائري.



  • الكروش ( بتشديد الراء ) شجرة البلوط باللهجة المحلية.
    من مدونة يوسف بن يزة


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

The human decis...

The human decision-making process is complex, multifaceted and intrinsic. It is often defined as “th...

In this work, w...

In this work, we will investigate two different cases of the algorithm and compare the performance b...

*أسباب الحرب ال...

*أسباب الحرب العالمية الثانية* *الأسباب الرئيسية للحرب العالمية الثانية:* الأسباب الرئيسية للحرب ال...

مفهوم العائق ال...

مفهوم العائق الإبستمولوجي يشير إلى أن المعرفة العلمية لا تبدأ من الصفر، بل تواجه عوائق ناتجة عن المع...

تم اقتراح العدي...

تم اقتراح العديد من التصنيفات من قبل الفقه ، وهي تستند إلى فئات ومعايير مختلفة تسلط جميعها الضوء على...

سرعة جهد الفعل ...

سرعة جهد الفعل تختلف سرعة جهد الفعل حسب نوع محاور الخلايا العصبية اذا كانت مايلينية أو غير مايلينية ...

Sorting and org...

Sorting and organizing the participant's ID cards and certificates before placing them in their indi...

الأقليات المسلم...

الأقليات المسلمة : ويقصد بالأقلية المسلمة : مجموعة من المسلمين تعيش تحت سلطان دولة غير مسلمة في وسط ...

ويعتقد أنصارها ...

ويعتقد أنصارها أن تحديد الصواب والخطأ أعلى من اإلنسان وأن هللا يخبر اإلنسان باملبادئ التي تساعده على...

1 / رفع تحدي ال...

1 / رفع تحدي الصين واليابان لتحقيق الأمن الغذائي ا / : الصين تعمل الصٌن على تحقٌق الأمن الغذائً من خ...

Density-indepen...

Density-independent and density-dependent factors are extrinsic to the organism. Intrinsic factors—...

مراجعة تقارير ا...

مراجعة تقارير التدقيق الداخلي الصادرة خلال الفترة سنة؛ مراجعة النشرات الإخبارية التي تنشرها أطراف خا...